مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب

» هدية اليوم
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس

» حكمة شاذلية
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس

» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس

» لم طال زمن المعركة هذه المرة
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالسبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس

» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس

» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
من يدلنا على  حبيبنا ؟ Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:20 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية


من يدلنا على حبيبنا ؟

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

من يدلنا على  حبيبنا ؟ Empty من يدلنا على حبيبنا ؟

مُساهمة من طرف محمد الإثنين 27 يونيو 2011 - 21:00

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مبعوث الرحمة للعالمين

وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين

قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) الآية

ولقد قرأت في بعض الآثار ( اذا جن الليل ونامت العيون وخلا كل حبيب بحبيبه وافترش أهل المحبة

أقدامهم وجرت دموعهم على خدودهم وتقطرت في محاريبهم، أشرف الجليل سبحانه وتعالى فنادى يا جبريل : بعين من تلذذ بكلامي واستراح الى ذكري واني لمطلع عليهم في خلواتهم أسمع أنينهم وأرى بكاءهم فلم لا تنادي فيهم يا جبريل - ما هذا البكاء ؟ هل رأيتم حبيبا يعذب أحباءه ؟ )فما أعظم الله وما أجله وما أرحمه بعباده بل هو الأرحم بهم انه أرحم الراحمين فسبحان الله العظيم

ولو علم العباد قدر رحمة الله التي وسعت كل شيء لاندهشوا الى ضآلة معرفتهم بربهم فكيف وهو الودود الرؤوف الرحيم بعباده وكما جاء في الآثار (فكيف بعبادي لو قد رفعت قصورا تحار لرؤيتها الأبصار فيقولون ربنا لمن هذه القصور؟ فأقول لمن أذنب ولم يستعظمه في جنب عفوي ).

وفي الحديث المروي عن عبد الله بن عمر قال :كنا نسير مع الرسول صلى الله عليه وسلم (في بعض غزواته فمر بقوم، فقال: "من القوم"؟، قالوا نحن المسلمون، وامرأة تحصب (أي توقد) بقدرها ومعها ابن لها فإذا ارتفع وهج تنحت به فأتت النبي فقالت "أنت رسول الله ؟"، قال نعم قالت "بأبي أنت وأمي أليس الله أرحم الراحمين"، قال "بلي"، قالت "إن الأم لا تلقي ولدها في النار"، فأكب رسول الله يبكي ثم رفع رأسه إليها فقال "إن الله لا يعذب من عباده إلا المارد المتمرد الذي يتمرد على الله وأبي أن يقول لا إله إلا الله" رواه ابن ماجة.


فوصولك الى الله هو وصولك الى العلم به ، والعبودية أن تعترف بحدود قدرتك البشرية وافتقارك

الشديد فتلجأ الى معبودك الحق القريب منك الودود الرؤوف الرحيم بك .

واذا تأملت ما حولك وأنت تصغي الى صوت حيوان أو حفيف شجر أو خرير ماء أو ترنم طائر ولا

تنعم ظل الا وجدته شاهدا بوحدانية الله دال على أنه سبحانه ليس كمثله شيء وكلما زاد تأملك اعتراك الحب ، وهذا الحب من المحبة وهي ميزة الانسان وسر أودعه الله في القلوب فيبقى العبد في مراعاة سره من خواطر نفسه .

ولقد قالت رابعة العدوية يوما رحمها الله : من يدلنا على

حبيبنا ؟ والمتأمل لقولها يعلم أنها كانت

في مقام الاستغراق نتيجة المحبة وهو مقام القرب ، وحيرة رابعة تعني أنها تفكر في الله دون سواه

ولذا قال النوري : أريد دوام ذكره من فرط حبه .

ولعل رابعة لها مقام عال في المحبة وقدم معرفي راسخ بما علمها الله عز وجل ، ولقد سئلت يوما

عن المحبة فقالت : ليس للمحب وحبيبه بين وانما هو نطق عن شوق ووصف عن ذوق فمن ذاق

عرف ومن وصف فما اتصف وكيف تصف شيئا -تقصد الحبيب- أنت في حضرته غائب وبوجوده دائب وشهوده ذاهب وبصحوك منه سكران وبفراغك له ملآن وبسرورك به ولهان ، فالهيبة تخرس اللسان عن الاخبار والحيرة توقف الجنان عن الاظهار والغيرة تحجب الأبصار عن الأغيار والدهشة تعقل العقول عن الاقرار ، فما ثم الا دهشة دائمة وحيرة لازمة وقلوب هائمة وأسرار كاتمة وأجساد
من السقم غير سالمة والمحبة بدولتها الصارمة في القلوب حاكمة .




والمتأمل في هذا القول الكبير لأهل المعرفة يخلص أنها تمكنت من المجاهدة حتى صارت لها المحبة بمثابة الوطن تجد فيها لذة قلبها وتتذوق لها حلاوة عظيمة .





وهذا أقوى دليل أن المحبة معرفة فمن يغمره الحب تكون نفسه مطمئنة في سكينة لربها فيشرق عليها الحق بنوره فيكسيها من فضله حللا زكية ، وهذه المعرفة بحاجة الى صقل وتهذيب



فالنفوس الشقية التي أعرضت عن الحق وغلب عليها حب الدنيا والمحسوسات المادية تجدها محجوبة عن نور الله ولا سعادة للنفوس الا بمحبة الحق ، ولا يوصل الى هذه المحبة الا المعرفة

بكمال المحبوب ، فالمحبة ثمرة المعرفة وتنعم بين الجمال والجلال فتأنس النفس السليمة الطباع بالجمال وتحن اليه بقدر طاقتها ولطافتها وتخضع وتنقاد له في حلل بهية .





والانسان خلقه الله عز وجل وفيه استعداد لنيل هذا الكمال المعرفي فيبقى في دأب واقبال وهمة بمواهبه وأشواقه مستغرقا في معاني فياضة مزدانة بالحكمة وفق احكام عقلاني .





فلذة النفس في المحبة لاتنفك عن ألم يشوبها لأن الشوق من لوازمها والشوق زاعج للنفس لطلب

كمال لذا وجب التهذيب لكمال الادراك وتمام اللذة ، لذا نجد الحكمة البالغة في الخوف والرجاء

للعابدين موازنين بين خوفهم ورجاءهم الذي يحقق لهم التوازن والسكينة في شوقهم لربهم .





فالمحبة معرفة وشوق وتعظيم بما وهب الله تعالى عبده من مواهب ليحلق بشوق وحنو كبير تحليقا منعما موسوما بالخوف والرجاء ما أن يستويا فتكبر الهمة والهيبة والحياء مفرشة بها الجباه ناصبة الأقدام لله تعظيما للحبيب وما أجله من حبيب قريب ، وهو القريب اذ ينادي عبده المتوجه اليه بالذكر عبدي ، عبدي فما أجلها وأنت تسمع خفقاتها الناعمة فيسيل محياك بشرا ونعم القريب من عباده وأحبابه الذين لا يسكنون الا بقربه فسبحان من أحيا قلوبهم وزكاها نعيما وفتح لهم من أبواب فضله ورحمته ففرحوا الى غبطة وحبور منعميمن بالأنوار الزكية ، انها معرفة ملازمة للقلوب الحية وهذه الأحاسيس الموهوبة سبحان واهبها وما أودع فيها بحكمته الجلية لتستجيب بحق لمولاها الحق فتتحنن وتدعها السكينة وتتغشاها الرحمات والرضوان فترضى وتحيا وتتشوق وتهيم وتتذكر باستغراق وتأمل فيقوى اليقين الذي لا يتحول فيصح اليقين ويستقر العلم في القلب لا يتغير وأنت تنظر نظرة ملئها المعاني المزهرات فترى الحكمة الجلية في هذا الخلق الموسوم بأعظم العطايا والفضل فتتذكر ما وهبك الواهب فتعزز عبادتك له فلا يغيب عنك لحظة فتبصر بقلبك معاني الحكمة واللطائف وعجائب القدرة وكل رؤيا هي معززة بخلقه وهي لله وحده زينها لك في ناظريك فتعيش أحوالها وغمارها وأنى للخلق من الحق الا المعاني والعبر الطاهرة زينها لك بقدرته وعلمه وحكمته شاهدة بالحق على الحق أوليس الله قريب فانفض عنك الحجب أيها العبد وقل سبحان الله فيزدان وجدانك بالأنوار الزاهيات والمشرقات واعلم أنه لا يمكن لكل منظر تراه في هذا الخلق المحكم الا وتعرف أنه لله خالصا فسبحان الله الموجد العلي الكبير ، والعقل خلقه الله سبحانه وجعله الأقرب للمعرفة والحقائق الملكوتية وأمده بفيوضات الحكمة ومواهب غامرات لتكون نورا واصلا الى حكمة الواهب العليم الذي علمه سابق عن كل معرفة ، وهذا الخلق الحكيم العقل فيه غريب ، ولكن اذا تدفقت المعاني وازدانت بالأنوار وتحركت ملهمات الحكمة بشوق غامر منعم انقشعت السحب وصفت الصورة والرؤيا وحن العبد الى معدنه الحقيقي في ملكوت عظيم وأشرقت الأنوار لربها الحق وتكاملت الصورة علما ونورا ومعارف وحكمة وحلقت الأشواق مع كل صورة في مرآة هذا الكون المحكم والشاسع والعامر بالآيات فتفاعل معها كيانك بكل حنو وشوق وهمة وارتقت المشاعر بسموها الفياض المرصع بالجواهر ولاحت في الآفاق تعابير الحكمة وحصحص الدين الحق بأعالي الأوثار ورهف السمع وخشع البصر والأصوات وبرقت البروق ولمعت الشوارق وتحننت البصائر فخشعت على اثرها المدامع والبصائر والأسماع والجلود ورق كل حنين في اشتياق بحرقة الدمع المنهمر فسال وهبط مدرارا يشفي ويسقي مناهله الجمة تارة بحنو وتارة بسجود فعلم العبد أن هذه المعرفة لها رقي غامر تتحرك فيها كل ذرة منعمة لواهبها الحق فيتحرك لها الوجدان ويتجاوب ليحيا بوداعة فما أعظم هذه اللطائف التي تغمر العبد فيبصرها العبد بأسمى ما وهب الله وتنهال عليه من منهال عظيم وعلم كبير فياض عامر بالأنوار المشرقات يرق لها القلب فيصير رقيقا منعما
avatar
محمد

ذكر عدد الرسائل : 657
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من يدلنا على  حبيبنا ؟ Empty رد: من يدلنا على حبيبنا ؟

مُساهمة من طرف صالح الفطناسي الثلاثاء 28 يونيو 2011 - 17:15


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الامي
و على آله و صحبه و سلم
اللهم اجعلنا من احبابك و من طلابك و ممن سبقت لهم منك الحسنى

يـا غـلام دع عـنـك الـنـفـس و الـهـوى . كـن أرضـاً تـحـت أقـدام هـؤلاء الـقـوم ، تـرابـاً بـيـن أيـديـهـم . الـحـق عـزَّ و جـلَّ يـخـرج الـحـي مـن الـمـيـت ، و يـخـرج الـمـيـت مـن الـحـي . أخـرج إبـراهـيـم عـلـيـه الـسـلام مـن أبـويـه الـمـوتـى بـالـكـفـر . الـمـؤمـن حـي و الـكـافـر مـيـت . الـمـوحّـد حـي و الـمـشــرك مـيـت . و لـهـذا قـال الله عـزَّ و جـلَّ فـي بـعـض كـلامـه : أول مـن مـات مـن خـلـقـي إبـلـيـس يـعـنـي عـصـانـي ، فـمـات بـالـمـعـصـيـة . هـذا آخـر الـزمـان ، قـد ظـهـر ســوق الـنـفـاق ، ســوق الـكـذب . لا تـقـعـدوا مـع الـمـنـافـقـيـن الـكـاذبـيـن الـدجـالـيـن . ويـحـك ، نـفـسـك مـنـفـقـة كـاذبـة كـافـرة فـاجـرة مـشــركـة كـيـف تـقـعـد مـعـهـا ! خـالـفـهـا و لا تـوافـقـهـا . قـيِّـدْهـا و لا تـطـلِـقـهـا ، اسـجـنـهـا و أجـر عـلـيـهـا حـقـهـا الـذي لابـد لـهـا مـنـه . إقـمـعـهـا بـالـمـجـاهـدات . و أمـا الـهـوى فـاركـبـه و لا تـخـلـه يـركـبـك . و الـطـبـع فـلا تـصـحـبـه ، فـإنـه طـفـل صـغـيـر لا عـقـل لـه . كـيـف تـتعـلـم مـن طـفـل صـغـيـر و تـقـبـل مـنـه ! و الـشــيـطـان فـهـو عـدّوك و عـدوّ أبـيـك آدم عـلـيـه الـســلام . كـيـف تـســكـن إلـيـه و تـقـبـل مـنـه و بـيـنـك و بـيـنـه دم و عـداوة قـديـمـة ! لا تـأمـن مـنـه فـإنـه قـاتـل أبـيـك و أمـك . فـإذا تـمـكـن مـنـك قـتـلـك كـمـا قـتـلـهـمـا . اجـعـل الـتـقـوى سـلاحـك ، و الـتـوحـيـد لله عـزَّ و جـلَّ جـنـدك . فـهـذا الـسـلاح و هـذا الـجـنـد هـم الـذيـن يـهـزمـونـه و يـهـدمـونـه و يـكـســرون جـيـشــه . كـيـف لا تـهـزمـه و الـحـق مـعـك !

يـا غـلام اقـرن بـيـن الـدنـيـا و الآخـرة ، و اجـعـلـهـمـا فـي مـوضـع واحـد ، و انـفـرد بـمـولاك عـزَّ و جـلَّ عـريـانـاً مـن حـيـث قـلـبـك بـلا دنـيـا و لا آخـرة . لا تـقـبـل عـلـيـه إلاّ مـجـرداً مـمـا ســواه ، و لا تـتـقـيّـد بـالـخـلـق عـن الـخـالـق . اقـطـع هـذه الأســبـاب ، و اخـلـع هـذه الأربـاب . فـإذا تـمـكـّـنـت فـاجـعـل الـدنـيـا لـنـفـســك ، و الآخـرة لـقـلـبـك ، و الـمـولـى لـســرّك .

يـا غـلام لا تـكـن مـع الـنـفـس و لا مـع الـهـوى و لا مـع الـدنـيـا و لا مـع الآخـرة ، و لا تـتـابـع ســوى الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و قـد وقـعـت بـالـكـنـز الـذي لا يـفـنـى أبـداً . حـيـنـئـذ تـجـيـئـك الـهـدايـة مـن الـحـق عـزَّ و جـلَّ الـذي لا ضـلال بـعـدهـا . تـُـبْ عـن ذنـوبـك و هـرولْ عـنـهـا إلـى مـولاك عـزَّ و جـلَّ . إذا تـبـت فـلـيـتـب ظـاهـرك و بـاطـنـك . الـتـوبـة قـلـب دولـة . اخـلـع ثـيـاب الـمـعـاصـي بـالـتـوبـة الـخـالـصـة ، و الـحـيـاء مـن الله عـزَّ و جـلَّ حـقـيـقـة لا مـجـازاً . هـذا مـن أعـمـال الـقـلـوب بـعـد طـهـارة الـجـوارح بـأعـمـال الـشـرع . الـقـالـب لـه عـمـل و الـقـلـب لـه عـمـل . الـقـلـب إذا خـرج فـي فـيـافـي الأســبـاب و الـتـعـلــّـق بـالـخـلائـق ركـب بـحـر الـتـوكـل ، و الـمـعـرفـة بـالله عـزَّ و جـلَّ والـعـلـم بـه ، و تـرك الـســبـب و طـلـب الـمـســبّـب . فـإذا تـوسّـط فـي هـذا الـبـحـر فـهـنـالـك يـقـول : ( الـذِّي خـَـلـَـقـَـنِـي فـَـهـُـوَ يَـهـْـدِيـن ) فـيـهـدي مـن سـاحـل إلـى سـاحـل ، مـن مـوضـع إلـى مـوضـع ، حـتـى يـقـف عـلـى الـجـادّة الـمـســتـقـيـمـة . فـكـلـمـا ذكـر ربـه تـجـلـّـت جـادّتـه و انـكـشــف الـدغـل عـنـهـا . قـلـب الـطـالـب لـلـحـق عـزَّ و جـلَّ يـقـطـع الـمـســافـات ، و يـخـلــّـف الـكـلّ وراءه . فـإذا خـاف فـي بـعـض الـطـريـق مـن الـهـلاك ، بـرز إيـمـانـه فـشـجّـعـه ، فـتـخـمـد نـيـران الـوحـشـة و الـخـوف و يـأتـي بـدلـهـا نـور الأنـس و الـفـرح بـالـقـرب .

يـا غـلام إذا جـاءك الـداء فـاســتـقـبـلـه بـيـد الـصـبـر ، و اســكـن حـتـى يـجـيء الـدواء ، فـإذا جـاء الـدواء فـاسـتـقـبـلـه بـيـد الـشــكـر فـإذا كـنـت عـلـى هـذا الـحـال ، كـنـت فـي الـعـيـش الـعـاجـل . الـخـوف مـن الـنـار يـقـطـع أكـبـاد الـمـؤمـنـيـن ، و يـصـفـّـر وجـوهـهـم و يـحـزن قـلـوبـهـم . فـإذا تـمـكـن هـذا مـنـهـم ، صـبَّ الله عـزَّ و جـلَّ عـلـى قـلـوبـهـم مـاء رحـمـتـه و لـطـفـه ، و فـتـح لـهـم بـاب الآخـرة ، فـيـرون مـأمـنـهـا . فـإذا ســكـنـوا و اطـمـأنـوا و ارتـاحـوا قـلـيـلاً فـتـح لـهـم بـاب الـجـلال فـقـطـع قـلـوبـهـم و أســرارهـم ، و كـثـر خـوفـهـم أشــد مـن الأول . فـإذا تـمّ لـهـم فـتـح لـهـم بـاب الـجـمـال فـســكـنـوا و اطـمـأنـوا و تـنـبـّهـوا و تـبـوّؤا درجـات هـي طـبـقـات شــيء بـعـد شــيء .

يـا غـلام لا يـكـن هـمّـك مـا تـأكـل و مـا تـشــرب و مـا تـلـبـس و مـا تـنـكـح و مـا تـســكـن و مـا تـجـمـع . كـل هـذا هـمّ الـنـفـس و الـطـبـع ، فـأيـن هـمّ الـقـلـب و الـســرّ ، و هـو طـلـب الـحـق عـزَّ و جـلَّ . هـمّـك مـا أهـمّـك ، فـلـيـكـن هـمّـك ربـك عـزَّ وجـلَّ و مـا عـنـده . الـدنـيـا لـهـا بـدل و هـو الآخـرة ، و الـخـلـق لـهـم بـدل و هـو الـخـالـق عـزَّ و جـلَّ . كـلـمـا تـركــت شــيـئـاً مـن هـذا الـعـاجـل أحـدث عـوضـه و خـيـراً مـنـه فـي الآجـل . قـدّرْ أن قـد بـقـي مـن عـمـرك هـذا الـيـوم فـحـســب . تـهـيـأ لـلآخـرة ، تـهـّـدف لـمـجـيء مـلـك الـمـوت . الـدنـيـا طـبـاخـة لـلـقـوم و الآخـرة مـعـمـرة لـهـم . فـإذا جـاءت الـغـيـرة مـن الله عـزَّ و جـلَّ حـالــت بـيـنـهـم و بـيـنـهـا ، و يـقـام الـتـكـويـن مـقـام الآخـرة فـلا يـحـتـاجـون لا إلـى الـدنـيـا و لا إلـى الآخـرة . يـا كـذاب أنـت تـحـب الله عـزَّ و جـلَّ فـي حـالـة الـنـعـمـة ، فـإذا جـاء الـبـلاء هـربـت كـأن لـم يـكـن الله عـزَّ و جـلَّ مـحـبـوبـك . إنـمـا يـتـبـيـن الـعـبـد عـنـد الاخـتـبـار . إذا جـاءت الـبـلايـا مـن الله عـزَّ و جـلَّ و أنـت ثـابـت ، فـأنـت مـحـبّ ، و إن تـغـيّـرتَ بَـانَ الـكـذب و انـتـفـض الأول و ذهـب . جـاء رجـل إلـى الـنـبـيّ صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم فـقـال : يـا رســول الله إنـي أحـبـك . فـقـال : اسـتـعـدّ لـلـفـقـر جـلـبـابـاً . و جـاء رجـل آخـر إلـى الـنـبـي صلى الله عليه و سلم ، فـقـال : إنـي أحـب الله عـزَّ و جـلَّ .فـقـال : اتـخـذ لـلـبـلاء جـلـبـابـاً . مـحـبـة الله و رســولـه مـقـرونـان بـالـفـقـر و الـبـلاء ، و لـهـذا قـال بـعـض الـصـالـحـيـن : و كـل الـبـلاء بـالـولاء كـي لا يـدعـي لـو لـم يـكـن كـذلـك ، و إلا كـان كـل أحـد يـدّعـي مـحـبـة الله عـزَّ و جـلَّ . فـجـعـل الـثـبـات عـلـى الـبـلاء و الـفـقـر تـنـبـيـهـاً عـلـى هـذه الـمـحـبـة
( رَبَّـنـَـا آتِـنـَـا فِـي الـدُّنـْـيَـا حَـسـَـنـَـة ً وَ فِـي الآخِـرَةِ حَـسـَـنـَـة ً وَ قِـنـَـا عَـذابَ الـنـَّـارِ )


صالح الفطناسي
صالح الفطناسي

ذكر عدد الرسائل : 398
العمر : 53
الموقع : ahlensali@yahoo.fr
العمل/الترفيه : ..و يعفو عن كثير .إذا تــذكــرتَ " عــمــارا " وســيـرتـه فـافـخـر بــنـا إنـنـا أحـفـاد " عـمـار"
المزاج : قلق ذو شجن....
تاريخ التسجيل : 04/11/2010

http://ahlensali@yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى