بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مارس 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
31 |
تنبيه الوسنان إلى عظمة القرآن
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تنبيه الوسنان إلى عظمة القرآن
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم على النبيّ وآله
قال تعالى : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا "
وقال تعالى : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا "
فما قال هنا تحديدا مثلا : ( أفلا يقرؤون القرآن ) أو ( أفلا يحفظون القرآن )أو ( أفلا يرتلون القرآن ) أو ( أفلا يستمعون للقرآن ) أو ( أفلا يعقلون القرآن ) أو ( أفلا يفقهون القرآن ) ..الخ ...
إنّما قال تحديدا : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ "
لذلك قال " وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا "
المراد بالإختلاف هنا كما قاله المفسّرون هو الإختلاف في الأحكام والتناقض في المعاني ...
قلت :
أي لوجدوا في معلوماته تناقضا كثيرا سواء معلوماته عند بيان التشريع والأحكام أو معلوماته عند تفصيل الطرائق من حال ومقام أو عند ترتيب الحقائق في شرح مراتب ومراسخ الأقدام متى علمت قوله تعالى ( أَنزَلَهُ بِعِلْمِه )
فهذا الأصل الأصيل من العلوم المقصود لذاته في القرآن وما عدا ذلك من علوم القرآن ليس مقصودا لذاته
لا يمكن لأحد من إنس أو جنّ أن يأتوا بمثل القرآن ولا سورة منه كما قال تعالى ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )
إذ يستحيل عقلا وشرعا وعرفا أن يأتي أحد بمثل هذا القرآن لتعلّق القرآن ببيان أسماء الله وصفاته والدلالة على بحر ذاته سبحانه لا إله إلا هو فهو خارج عن نطاق الجنّ والبشر ..
قال تعالى ( قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) وقال تعالى ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ )
وقال تعالى ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ )
قلت :
خصيصة إعجاز القرآن من كلّ وجه أنّه ( فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ ) وما نزل بعلم الله لا يوجد فيه تناقضا البتّة حيثما التفتّ ومهما سار بك الفهم والنور فلن تجده إلا كما قال تعالى ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد ) فتقول حينها كما قال تعالى ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ )..
من هنا صحّ ما رواه الثقات من صعق حصل لبعض أهل الله تعالى عند سماع بعض آيات القرآن فمتى علمت ذلك فاعلم أنّ هذا القرآن كما قيل فيه هو الصدق المطلق الذي لا كذب فيه ( ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) وأنّه الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ) وأنّه هدى الله تعالى ( طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )
ثمّ متى شئت أن تعلم قدر القرآن وعظمته فاستشعر أسماء وصفات من أنزله ثمّ استشعر بعد ذلك قدر وشأن من أنزل عليه (طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) وقدر وشأن من أرسل به ( نزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ) وقدر وشأن اللغة التي أنزل بها ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) وقدر وشأن الليلة التي أنزل فيها ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )وقدر وشأن الشهر الذي أنزل فيه ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )
ثمّ اعلم بعد ذلك شأن من حفظ القرآن من الصحابة كعبد الله بن مسعود حتى كان له مصحف خاصّ به وقد استمعت في رؤيا منامية جعلها الله خيرا لسيدنا أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وهو يتلو القرآن على مشارف المدينة المنوّرة فكان صوته عذبا طربا جميلا حسنا يأخذ بالألباب إلى حضرة الأحباب كما قرأناه في السير عنه رضي الله تعالى عنه..
وشأن من جمع القرآن وهم الصحابة ابتداء ثمّ سيّدنا عثمان انتهاء حتّى سمّي مصحفه بالمصحف العثماني وشأن حفّاظ القرآن والمقرئين وكلّ من خدم القرآن سواء بالحفظ من العجمة كالتنقيط والتشكيل أو بالطبع والنشر ثمّ اعلم بعد ذلك شأن وقيمة مفسّري القرآن على مختلف أوجه التفسير بداية بحبر الأمّة عبد الله بن عباس رضي الله عنه ترجمان القرآن وغيره من الصحابة والتابعين وبقيّة المفسّرين ..
إنّما طلب الله تعالى منّا قراءة القرآن والإستماع إلى تلاوته وتدبّره حتى لا نتّخذ القرآن مهجورا كما قال تعالى ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) فهجران القرآن بهجران التدبّر والتفكّر في معانيه أو الخروج به إلى غير مقصده وغرضه الأصلي وهو الدلالة على الله تعالى في ركن الإسلام والإيمان والإحسان ..
فكلّ من لا يقرأ القرآن ولا يستمع إلى تلاوته ولا يحفظ منه ما يقدر عليه ولا يتدبّره ويتفكّر في آياته فهو مفصول عن الإقتداء بالنبيّ صلى الله عليه وسلّم من طريقين : طريق العلم وطريق الحال فطريق العلم قوله عليه الصلاة والسلام ( تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي ) وطريق الحال قول عائشة رضي الله عنها لمّا سألوها عن خلق النبيّ صلى الله عليه وسلّم فقالت ( كان خلقه القرآن )
لذلك ليس هناك علم على وجه الأرض يسعى إليه أفضل من علوم القرآن المقصودة لذاتها وهي : علوم الأحكام وعلوم الأحوال والمقامات وعلوم الحقائق والمنازلات فهي الطريق إلى معرفة الله تعالى وكلّ هذا لا يتأتّى إلاّ بعد تنوير القلب بالذكر فيحصل التفكّر ..
فيكون حال القارئ للقرآن عند ذلك ( إقرأ وارتق ) وهكذا قيل للنبيّ عليه الصلاة والسلام ( إقرأ ) أي إقرأ بداية بالإسم إلى أن تصل إلى المسمّى به لأنّ الإسم لا يدلّ إلا على مسمّاه ..
قال تعالى : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْأَدْنَىٰ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ )
لأنّ القراءة بداية والمشاهدة نهاية لذلك قال هنا ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ) فما قال هنا
( أفتمارونه على ما علم أو سمع أو فهم ) بل قال ( أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ) فرسول الله صلى الله عليه وسلّم حدّثنا عن الله تعالى وهو في عالم المشاهدة لذلك قال تعالى للمحبوبين ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) فذكر الإتباع وهي درجة وسطية بعد درجة الطاعة فبداية هؤلاء القوم من حيث ينتهي غيرهم من عامّة أهل الأنوار بينما قال للمحبّين ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
إنّما ذكر النجم عند ذكره المعراج كي تفهم مراتب تلك المنزلة كما قال تعالى :
فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ )
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: تنبيه الوسنان إلى عظمة القرآن
ما شاء الله
محب العارفين- عدد الرسائل : 8
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 28/01/2016
مواضيع مماثلة
» لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لعرفوه
» عظمة الرسول محمد صلى الله تعالى عليه وسلم
» لغة القرآن ( مدخل )
» أهل الله هم أهل القرآن وخاصته
» آيات من القرآن الكريم
» عظمة الرسول محمد صلى الله تعالى عليه وسلم
» لغة القرآن ( مدخل )
» أهل الله هم أهل القرآن وخاصته
» آيات من القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 14:12 من طرف الطالب
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:20 من طرف أبو أويس
» ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع.
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:26 من طرف أبو أويس
» ما هى أسباب عدم الفتح على كثير من السالكين فى هذا الزمان ؟
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:19 من طرف أبو أويس
» من وصايا الشّيخ أحمد العلاوي للشّيخ محمّد المدني رضي الله عنها
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:16 من طرف أبو أويس
» لماذا وقع الإمام الجنيد مغشيا عليه
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:14 من طرف أبو أويس
» من كرامات الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه وقدس سره
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:11 من طرف أبو أويس