بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
تعريف الإلهام لدى السادة الصوفية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تعريف الإلهام لدى السادة الصوفية
الموقف الأول : الإلهام بين أهل المعاني وأهل الذوق
الإلهام لدى أهل اللغة : مصدر ألهم، وهو ما يلقى في الرُّوع – بضم الراء – أي القلب. يقال : ألهمه الله، واستلهم الله صبراً. قال الله تعالى في كتـابه العـزيز: فألهمها فجورها وتقواها ـ (آية 8: سورة الشمس).
وقال الزبيدي في تاج العروس : الإلهام : ما يُلقى في الروع بطريق الفيض، ويختص بما هو من جهة الله والملأ الأعلى. أما ابن منظور في لسان العرب نوعاً من الوحي فقال : الإلهام أن يلقي الله في النفس أمراً يبعثه على الفعل أو الترك، وهو نوع من الوحي، يخص الله به من يشاء من عباده.
أما أهل التصوف فقد أكثروا من الحديث عن الإلهام وكشفوا اللثام عن دلالته لكثرة اهتمامهم بما يرد على القلب من الواردات.
وقد عرفه صاحب الرسالة القشيرية بأنه خطاب يرد على الضمائر من قِبل الملَك، وسُمّي الخِطاب الوارد عليها من قبل الله تعالى وإلقائه، بخاطر الحق. أما حجة الإسلام الغزالي فقد عدّه من الأنوار التي يقذف بها الله تعالى الى قلوب أصفيائه.
الموقف الثاني : الفرق بين الإلهام وبقية الواردات القلبية
تتوارد النفحات على قلب الصوفي بالليل والنهار، فبحمل كل وارد معه خطاباً عرفانياً يختلف عن ما يترشح عن غيره. ولكي لا تلتبس المعاني الواردة على القلب، وتتضح معالم النفحات سنحاول أن نقيم برزخاً معفياً بين الإلهام من جهة وبين بقية الواردات.
الموطن الأول : الفرق بين الإلهام والفراسة :
الفِراسة بكسر الفاء : النظر والتثبّت والتأمل للشيء والبصر به. وتفرسّ فيه الشيء : توسّمه، وتفرست فيه الخير : تعرفته بالظن الصائب، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : (اتقوا فراسة المؤمن).
قال ابن الأثير : ويقال بالمعنيين : أحدهما : ما دلّ ظاهر الحديث عليه، وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات، وإصابة الظن والحدْس. والثاني : نوع يتعلم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق فتعرف به أحوال الناس .
ويبدو لنا أن الفراسة نوع من الاستدلال تناط بكسب وتحصيل، أما الإلهام فهو إلقاء بالروع من مقام أعلى فهو موهبة مجرّدة لا تنال بكسب الإنسان لأنها من عطايا الرحمن.
الموطن الثاني : الفرق بين الإلهام والتحديث
التحديث هو إلقاء خطاب الى قلب العبد يخبره بأمر، فيكون كما حدّث به. ويقف الخليفة الزاهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رأس قائمة المحدّثين، بعد أن أثبت له رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الصفة فيما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "قد كان يكون في الأمم قبلكم محدَّثون، فإن يكن في أمتي منهم أحد، فإن عمر بن الخطاب منهم".
الموطن الثالث : الفرق بين الإلهام والكشف :
الكشف لدى أهل اللغة رفع ما يواري الشيء ويغطيه، أما لدى أهل التصوف فهو مطالعة شهودية بنور البصيرة تمحو معها كل السوى، فلا يشهد القلب إلا معروفه.
وفي هذا الموطن تدقّ العبارة، وتختلط المعاني، وتتباين الأذواق. والذي نراه أن مقام الكشف يمحق الذات بحيث يزول البرزخ، أما الإلهام فيثبت للذات هويتها. والبون شاسع بين هذين المعنيين، والله أعلم.
الموقف الثالث : البعد المعرفي للإلهام
إن ورود الواردات على قلب الصوفي لا يعفيه من التحقق عن مواردها، لأنها لا يمكن أن تعدّ قطعية إلا لدى من تمكّن من آفات النفس، وغالب النزعات الشيطانية التي تسعى الى خلط ما هو رحماني بآفة شيطانية تفسد على الصوفي ذوقه، وتلبس عليه البعد المعرفي لما يرد على قلبه في الأوقات.
ولقد وصف لنا أطباء النفوس من مشايخ الصوفية العقار الذي يزيل آفة الوهم، ويظهر حقيقة ما تلهم به القلوب عند مناجاة المحبوب.
قال أبو سليمان الداراني : إنه ليقع في قلبي النكتة من نكت القوم، فلا أقبلها إلا بشاهدي عدل : الكتاب والسنة.
وقال أبو الحسين النوري : من رأيته يدعي مع الله حالاً تخرجه عن حدّ العلم الشرعي فلا تقربن منه.
وقال السري : من ادّعى باطن علم ينقضه ظاهر حكم، فهو غالط.
فلا يمكن أن ينال القلب معرفة من إلهام يخالف موارد الشريعة وكتاب، وإجماع الأمة. وتربية النفس، والاسترشاد بوصايا الشيخ الكامل توفر معياراً إضافياً يرقى بالإلهام،فيبعد عنه نزغات الشيطان، وحديث النفس الذي يتداخل لدى البعض فيتوهمه إلهاماً، والله أعلم بالصواب
الإلهام لدى أهل اللغة : مصدر ألهم، وهو ما يلقى في الرُّوع – بضم الراء – أي القلب. يقال : ألهمه الله، واستلهم الله صبراً. قال الله تعالى في كتـابه العـزيز: فألهمها فجورها وتقواها ـ (آية 8: سورة الشمس).
وقال الزبيدي في تاج العروس : الإلهام : ما يُلقى في الروع بطريق الفيض، ويختص بما هو من جهة الله والملأ الأعلى. أما ابن منظور في لسان العرب نوعاً من الوحي فقال : الإلهام أن يلقي الله في النفس أمراً يبعثه على الفعل أو الترك، وهو نوع من الوحي، يخص الله به من يشاء من عباده.
أما أهل التصوف فقد أكثروا من الحديث عن الإلهام وكشفوا اللثام عن دلالته لكثرة اهتمامهم بما يرد على القلب من الواردات.
وقد عرفه صاحب الرسالة القشيرية بأنه خطاب يرد على الضمائر من قِبل الملَك، وسُمّي الخِطاب الوارد عليها من قبل الله تعالى وإلقائه، بخاطر الحق. أما حجة الإسلام الغزالي فقد عدّه من الأنوار التي يقذف بها الله تعالى الى قلوب أصفيائه.
الموقف الثاني : الفرق بين الإلهام وبقية الواردات القلبية
تتوارد النفحات على قلب الصوفي بالليل والنهار، فبحمل كل وارد معه خطاباً عرفانياً يختلف عن ما يترشح عن غيره. ولكي لا تلتبس المعاني الواردة على القلب، وتتضح معالم النفحات سنحاول أن نقيم برزخاً معفياً بين الإلهام من جهة وبين بقية الواردات.
الموطن الأول : الفرق بين الإلهام والفراسة :
الفِراسة بكسر الفاء : النظر والتثبّت والتأمل للشيء والبصر به. وتفرسّ فيه الشيء : توسّمه، وتفرست فيه الخير : تعرفته بالظن الصائب، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : (اتقوا فراسة المؤمن).
قال ابن الأثير : ويقال بالمعنيين : أحدهما : ما دلّ ظاهر الحديث عليه، وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات، وإصابة الظن والحدْس. والثاني : نوع يتعلم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق فتعرف به أحوال الناس .
ويبدو لنا أن الفراسة نوع من الاستدلال تناط بكسب وتحصيل، أما الإلهام فهو إلقاء بالروع من مقام أعلى فهو موهبة مجرّدة لا تنال بكسب الإنسان لأنها من عطايا الرحمن.
الموطن الثاني : الفرق بين الإلهام والتحديث
التحديث هو إلقاء خطاب الى قلب العبد يخبره بأمر، فيكون كما حدّث به. ويقف الخليفة الزاهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رأس قائمة المحدّثين، بعد أن أثبت له رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الصفة فيما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "قد كان يكون في الأمم قبلكم محدَّثون، فإن يكن في أمتي منهم أحد، فإن عمر بن الخطاب منهم".
الموطن الثالث : الفرق بين الإلهام والكشف :
الكشف لدى أهل اللغة رفع ما يواري الشيء ويغطيه، أما لدى أهل التصوف فهو مطالعة شهودية بنور البصيرة تمحو معها كل السوى، فلا يشهد القلب إلا معروفه.
وفي هذا الموطن تدقّ العبارة، وتختلط المعاني، وتتباين الأذواق. والذي نراه أن مقام الكشف يمحق الذات بحيث يزول البرزخ، أما الإلهام فيثبت للذات هويتها. والبون شاسع بين هذين المعنيين، والله أعلم.
الموقف الثالث : البعد المعرفي للإلهام
إن ورود الواردات على قلب الصوفي لا يعفيه من التحقق عن مواردها، لأنها لا يمكن أن تعدّ قطعية إلا لدى من تمكّن من آفات النفس، وغالب النزعات الشيطانية التي تسعى الى خلط ما هو رحماني بآفة شيطانية تفسد على الصوفي ذوقه، وتلبس عليه البعد المعرفي لما يرد على قلبه في الأوقات.
ولقد وصف لنا أطباء النفوس من مشايخ الصوفية العقار الذي يزيل آفة الوهم، ويظهر حقيقة ما تلهم به القلوب عند مناجاة المحبوب.
قال أبو سليمان الداراني : إنه ليقع في قلبي النكتة من نكت القوم، فلا أقبلها إلا بشاهدي عدل : الكتاب والسنة.
وقال أبو الحسين النوري : من رأيته يدعي مع الله حالاً تخرجه عن حدّ العلم الشرعي فلا تقربن منه.
وقال السري : من ادّعى باطن علم ينقضه ظاهر حكم، فهو غالط.
فلا يمكن أن ينال القلب معرفة من إلهام يخالف موارد الشريعة وكتاب، وإجماع الأمة. وتربية النفس، والاسترشاد بوصايا الشيخ الكامل توفر معياراً إضافياً يرقى بالإلهام،فيبعد عنه نزغات الشيطان، وحديث النفس الذي يتداخل لدى البعض فيتوهمه إلهاماً، والله أعلم بالصواب
عبدالله- عدد الرسائل : 177
العمر : 65
العمل/الترفيه : طالب علم
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
السلام
الواصل لايستدر المفاهيم ولا يطلبها ...
بل يذكر الله وحده ويهيم...
أما إذا هجمت عليه الواردات فلا يهيم بها ولا يقيم لها وزنا وإن صفت وعلت ...بل يتخلص منها كما تتخلص الشجرة من ثمرها ... ولكنه يزداد تعلقا و هياما وقربا فى محبوبه...
حبيبي ...الناس فى تخير ألفاط المناجاة ... ونحن بين يدي المناجَى...
بل يذكر الله وحده ويهيم...
أما إذا هجمت عليه الواردات فلا يهيم بها ولا يقيم لها وزنا وإن صفت وعلت ...بل يتخلص منها كما تتخلص الشجرة من ثمرها ... ولكنه يزداد تعلقا و هياما وقربا فى محبوبه...
حبيبي ...الناس فى تخير ألفاط المناجاة ... ونحن بين يدي المناجَى...
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
رد: تعريف الإلهام لدى السادة الصوفية
alhadifi كتب:الواصل لايستدر المفاهيم ولا يطلبها ...
بل يذكر الله وحده ويهيم...
أما إذا هجمت عليه الواردات فلا يهيم بها ولا يقيم لها وزنا وإن صفت وعلت ...بل يتخلص منها كما تتخلص الشجرة من ثمرها ... ولكنه يزداد تعلقا و هياما وقربا فى محبوبه...
حبيبي ...الناس فى تخير ألفاط المناجاة ... ونحن بين يدي المناجَى...
نعم التوجيه أخي الهادفي وهذا الشأن والديدن بالنسبة للفقير،
وإحقاقا للحق كلاكما في نفس التوجه فخطابك للخاصة
وخطاب أخي عبد الله موجه للباحث والمتعلم
ويدل على ذلك وضعه هذا الموضوع في قسم المقدمات والتعريفات.
أشكركما لمشاركتكما.
وإحقاقا للحق كلاكما في نفس التوجه فخطابك للخاصة
وخطاب أخي عبد الله موجه للباحث والمتعلم
ويدل على ذلك وضعه هذا الموضوع في قسم المقدمات والتعريفات.
أشكركما لمشاركتكما.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1576
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
مواضيع مماثلة
» من حكم السادة الصوفية
» تعريف الصوفية و التصوف
» تأويل كلام السادة الصوفية
» من أقوال السادة الصوفية كلامهم في علم التصوف
» الألسنة الغيبية في بثّ علوم السادة الصوفية
» تعريف الصوفية و التصوف
» تأويل كلام السادة الصوفية
» من أقوال السادة الصوفية كلامهم في علم التصوف
» الألسنة الغيبية في بثّ علوم السادة الصوفية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
أمس في 19:48 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس