مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 14:12 من طرف الطالب

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:20 من طرف أبو أويس

»  ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع.
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:26 من طرف أبو أويس

» ما هى أسباب عدم الفتح على كثير من السالكين فى هذا الزمان ؟
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:19 من طرف أبو أويس

» من وصايا الشّيخ أحمد العلاوي للشّيخ محمّد المدني رضي الله عنها
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:16 من طرف أبو أويس

» لماذا وقع الإمام الجنيد مغشيا عليه
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:14 من طرف أبو أويس

» من كرامات الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه وقدس سره
4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:11 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مارس 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
31      

اليومية اليومية


4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا

اذهب الى الأسفل

4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا Empty 4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا

مُساهمة من طرف عمرالحسني الأحد 20 نوفمبر 2011 - 15:42

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه ، وبعد
في حضن الصحبة و في سياجها يتلقى السالك إلى الله تعالى علوم الأدب و الرفعة و المحبة ، وتزينه بالقبول و النورانية إن صدق في طلبه و كان سائرا على هدى من الله و بصيرة. ويجد البعض في علوم أهل الله تعالى عجائب الإشارات فإما يسلم لأهلها ، أو يقطعه عن الخير سيف الحرمان لسوء الأدب.
قال الله عز وجل : * ما زاغ البصر و ما طغى* النجم الآية : 17 ، قيل :حفظ آداب الحضرة.و قال الله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا ، وقودها الناس و الحجارة ، عليها ملائكة غلاظ شداد ، لا يعصون الله ما أمرهم ، و يفعلون ما يؤمرون) سورة التحريم آ 7 ، جاء في تفسير عن ابن عباس : فقهوهم و أدبوهم.
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : * حق الولد على والده ، أن يحسن اسمه و يحسن مرضعه و يحسن أدبه* ، الحديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ، و ضعفه السيوطي في الجامع الصغير رقم 3746.
و روي عن سعيد بن المسيب أنه قال : * من لم يعرف ما لله عزوجل عليه في نفسه ، و لم يتادب بأمره و نهيه ، كان الأدب في عزلة.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل أدبني فأحسن أدبي) ، الحديث رواه ابن مسعود ، و أخرجه ابن السمعاني في أدب اإملاء ، و صححه السيوطي في الجامع الصغير 1/310، و لكن المناوي ضعفه في الفيض 1/244 ، والسخاوي في المقاصد .
و حقيقة الأدب اجتماع خصال الخير ، فالأديب هو الذي اجتمعت فيه خصال الخير ، ومنه المأدبه اسمع للمجمع.
يقول القشيري رحمه الله في رسالته :* سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله يقول : العبد يصل بطاعته إلى الجنة ، و بأدبه في طاعة الله عزوجل . و سمعته يقول : رايت من أراد أن يمد يده في الصلاة إلى أنفه فقبض على يده. قال الأستاذ أبو قاسم القشيري : و إنما أشار إلى نفسه. و كان الأستاذ أبو علي لا يستند إلى شيء ، و كان يوما في مجمع ، فأردت أن أضع وسادة خلف ظهره لأني رأيته غير مستند ، فتنحى عن الوسادة قليلا ، فتةهمت أنه توقى الوسادة لأنه لم يكن عليها خرقة أو سجادة ، فقال:لا أريد الإستناد ، فتأملت بعده فكان لا يستند إلى شيء.
يقول الجلاجلي البصري : ( التوحيد موجب يوجب الإيمان ، فمن لا أيمان له فلا توحيد له ، و الإيمان موجب الشريعة ، فمن لا شريعة له فلا إيمان له و لا توحيد ، و الشريعة موجبة يوجب الأدب ، فمن لا أدب له لا شريعة له و لا إيمان و لا توحيد) الرسالة القشيرية ص 283، 284.
يقول مولانا سيدي عمر بن سعيد الفوتي الطوري الكدوي رحمه الله في كتابه رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم: ( ومن أكبر الشروط الجامعة بين الشيخ و مريده أن لا يشرك في محبته غيره و لا في تعظيمه و لا في الإستمداد منه و لا في الإنقطاع إليه ، و يتأمل ذلك في شريعة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فإن من سوى رتبة تبيه محمد صلى الله عليه وسلم برتبة غيره من النبيين و المرسلين في المحبة و التعظيم و الإستمداد و الإنقطاع إليه بالقلب و التشريع فهو عنوان على أن يموت كافرا ، إلا أن تدركه عناية ربانية بسبق محبة إلهية ، فإذا عرفت هذا فليكن المريد مع شيخه كما هو مع نبيه صلى الله عليه وسلم في التعظيم و المحبة و الأستمداد و الإنقطاع إليه بالقلب فلا يعادل به غيره و في هذه الأمور و لا يشرك غيره فيه) ص 394، فصل الشيخ الولي الكامل كالنبي في أمته.
أجمع سائر أهل الله تعالى ، أن محبة الشيخ و الأدب معه عنوان فلاح العبد ، وعلامة قبوله في سرب السائرين :
قال الأستاذ القشيري: "وقبول قلوب المشايخ للمريد أصدق شاهد لسعادته. ومن ردّه قلب شيخ من الشيوخ فلا محالة يرى غبَّ ذلك ولو بعد حين. ومن خُذِل بترك حرمة الشيوخ فقد أظهر رَقْم شقاوته، وذلك لا يُخطئ".الرسالة القشيرية.
شرط الشيخ الذي يصلح أن يكون نائبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون عالما. ولكن لا كلّ عالمٍ يصلح للخلافة. وإني أبين لك بعض علامته على الإجمال، حتى لا يدعي كل أحد أنه مرشد: من يعرض عن حبِّ الدنيا وحب الجاه، وكان قد تابع لشخص بصير تتسلسل متابعته إلى سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وكان محسنا رياضةَ نفسه من قلَّة الأكل والقول والنوم وكثرة الصلوات والصدقة والصوم. وكان بمتابعة الشيخ البصير جاعلا محاسن الأخلاق له سيرة، كالصبر والصلاة والشكر والتوكل واليقين والقناعة وطمأنينة النفس والحِلم والتواضع والعلم والصدق والحياء والوفاء والوقار والسكون والتأنّي وأمثالها. فهو إذا نور من أنوار النبي صلى الله عليه وسلم، يصلح للاقتداء به. ولكن وجود مثله نادر أعز من الكبريت الأحمر. ومن ساعدته السعادة فوجد شيخا كما ذكرنا، وقبله الشيخ، ينبغي أن يحترمه ظاهرا وباطنا، أما احترام الظاهر فهو أن لا يُجَادله، ولا يشتغل بالاحتجاج معه في كل مسألة وإن علم خطأه. ولا يلقي بين يديه سجّادته إلا وقت أداء الصلاة، فإذا فرغ يرفعها. ولا يكثر نوافل الصلاة بحضرته، ويعمل ما يأمره به الشيخ من العمل بقدر وُسعه وطاقته. وأما احترام الباطن فهو أن كلَّ ما يسمع ويقبَلُ منه في الظاهر لا ينكره في الباطن لا فعلا ولا قولا لئلا يتسم بالنفاق. وإن لم يستطع يترك صحبته إلى أن يوافق باطنه ظاهره" ، كتاب أيها الولد ، للإمام الغزالي ص 62.
ظواهر العبادة والأخلاق قد يتحلى بها عابدٌ زاهد فاضل عالم ليس من "فن" السلوك في شيء فيا ربِّ من أصحب! من الدليل! ونلاحظ إلحاح الغزالي على تسلسل المتابعة. وهي نقطة أساسية، فمن لا أب له في طريق القوم لقيط دخيل، إلا أن يكون مجذوباً من أطفال الحضرة، وذاك لا يقتدى به ولا يَلِدُ ولا يربِّي. وكان الغزالي رحمه الله من أكثر الناس انقيادا للمشايخ، وبذلك فاز.
ويقول الشيخ عبد القادر رحمه الله: "يا قوم! متى تعقلون! متى تدركون الذي أشير إليه! طوفوا على من يدلكم على الحق عز وجل. فإذا وقعتم بهم فاخدموهم بأموالكم وأنفسكم. المشايخ الصادقون لهم روائحُ، لهم علامات ظاهرة نيِّرة على وجوههم. ولكن الآفة فيكم وفي بصائركم وفي أفواهكم السقيمة. ما تفرقون بين الصّدّيق والزنديق" ، ص 92 الفتح الرباني.
قال الإمام السهروردي: "فإذا صادف (المريد) شيخا انبعث من باطن الشيخ صدقُ المحبة بتأليف القلوب وتشامِّ الأرواح وظهور سر السابقة فيهما باجتماعهما لله وفي الله وبالله" ، كتاب عوارف المعارف للسهروردي ، ص 69.
وقال رحمه الله: "من أراد الفلاح فليصر أرضاً تحت أقدام المشايخ. ما صفة هؤلاء الشيوخ؟ هم التاركون للدنيا والخَلْق، المودِّعون لما تحت العرش إلى الثّرى، الذين تركوا الأشياء وودَّعوها وداع من لا يعود إليها قطُّ. ودّعوا الخلق كلّهم، ونفوسهم من جملتهم، ووجدوا وجودهم مع ربهم عز وجل في جميع أحوالهم. كل من يطلب محبة الحق عز وجل مع وجود نفسه فهو في هوَس وهذيان" ، نفس المصدر.
نسال الله تعالى أن يرحمنا آمين
و لعل الصحبة و هي العقد الجامع بين الشيخ و المريد من أوثق عرى افيمان خطورة لما لها من واجبات و مسئوليات.
وقد أخطئ من أخطى في اعتبار هذا الأمر شأن خاص للفرد لا للشأن الجماعي ، ذلك أن التصوف بحسب البعض هو إعراض عن الدنيا كلية و استقالة عن الأمر عند المؤمنين ، وقد كان في زمن الفتنة الأولى ، أما اليوم فقد أصبح مطلب التربية و الجهاد ملبان أساسيين ، ومن الفرائض الملزمة لضرور التجديد.
يقول مولانا عبد السلام ياسين ، في خصلة الصحبة و الجماعة ، فقرة لا جها د إلا بجماعة منظمة :( ....المسلمون في العالم بحاجة ماسة لتوحيد الكلمة، والفكر، والخط، والمنهاج. من المسلمين من يقتصر في دعوته على العلم، ومنهم من يقتصر في تربيته على التقوى الفردية، ومنهم من يجعل كل همه الفكر الإسلامي، ومنهم من تغلبه الحركية فيتحرك على سطح الواقع لفقدانه عمق الإيمان الكفيل وحده بإكسابنا الثقة بالله، وترشيحنا لتلقي نصر الله، والخلافة في الأرض عن الله.
ومما يفرق ولا يجمع وجود صحبات لا تفضي لجماعة. ووجود تقوى لا تتفتح على جهاد.
يكون هذا حتى بين أولياء الله الصادقين أهل النور والفتح. ننظر إلى مستقبل الإسلام، ونحن على يقين من أن الخلافة على منهاج النبوة وعد من الله ورسوله غير مكذوب، وعد الله حقا، ومن أصدق من الله قيلا. ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فلا بد من أن يتولى تربية جند الله صالحو الأمة من أولياء الله. فإذا اعتبرنا أن من أولياء الله من لا وعي له بحاضر الإسلام ولا بمستقبله، ولا كفاءة له لتنظيم الجهاد وقيادته مع وجود فضله وعلمه، ومع ظهور كرامة الله له، برز لنا مشكل ليس بالسهل حله.
ذلك أن تعدد الصحبة، وتعدد "المتبوعين المقدمين" كما يعبر الغزالي، قد يكون سببا في صدع وحدة الجماعة. فإن أولياء الله العارفين به ما هم في درجة الصحابة رضي الله عنهم، فهم أكثر تعرضا للخلاف منهم. ولا هم معصومون. فنخشى أن ينشأ عن تفرقهم تفرق الأمة من حيث نسعى للجمع.
فكيف نجمع بين صحبة مشايخ يدلوننا على طريق معرفة الله فيربون لنا رجالا محسنين هم على كل حال صلب الجماعة وقوامها، مع الاحتفاظ بنظام الجماعة ووحدتها؟
فطر الله عز وجل هذا الإنسان على الأنانية والدعوى، فقلَّ ما تجد بشرا لا يحدث نفسه بالرئاسة على الأمثال حتى ولو كان من المؤمنين. قال أحد الصالحين : آخر ما يخرج من قلب العارفين بالله حب الرئاسة.
فنزيد على ما درج عليه سلفنا الصالح من شروط الولاية وأهلية التربية -وقد ذكرنا بعضها على لسان الجيلاني- شرطا نعتبره أساسيا للحفاظ على وحدة الصف.
نعتبر شيخا ومربيا صالحا للجهاد من آتاه الله من فضله، زيادة على ما يؤتي أحباءه من فتح، ومعرفة بربه، وتقوى، واتباع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مزية لا تعدلها -بالنسبة لمستقبل الأمة- مزية، خصلة من خصال الإيمان لا تعدلها خصلة بالنسبة لمستقبل الأمة، ألا وهي جمع الجماعة والحفاظ على وحدتها.
يشجع جند الله على صحبة من ظهر فضله من صالحي الأمة وعلمائها العاملين بشرط، هو أن لا تتنافى تلك الصحبة مع الجماعة، أي لا يغلب جانب التأمل، والذكر المنفرد، والتقوى الانعزالية والخلوة القاعدة، جانب التحرك والجهاد لإقامة الدولة الإسلامية والخلافة على منهاج النبوة. ) المنهاج النبوي ، خصلة الصحبة و الجماعة.
الصحبة انتماء وولاية و عقد للتلمذة و المخاللة و حسن الإتباع المشروط بالعلم ، العلم الجامع و الفقه المنهاجي ، و التفكير المستنير بفضل الله ، وما يؤتيه سبحانه من درر العلم و الإشارات ، و اجتهاد جماعي لبه التربية و شعاره الخذمة و الفتوة ، و هدفه الهجرة و النصرة ، و الإعداد للمستقبل ، كل هذا لا يتأى إلا بحسن الصحبة و الإنتقال من المسلم الجغرافي أو العربي القومي ، غلى معنى ولاية المؤمنين ، يقول سيدنا عبد السلام ياسين في كتابه الإسلام و القومية العلمانية ، فقرة حسن الصحبة : ( ....نحن مستقبلا بحول الله بصدد إعادة تنظيم الجماعة نواة الأمة، وإعادة تركيب المجتمع المسلم على قواعد الولاية الجهادية والولاية الإيمانية، والنسبة لله عز وجل . نحن إن شاء الله بصدد إعادة النظم الفتيت لعقد الأمة، ومعنا النموذج الأول، ومعنا كتاب الله عز وجل، وأمامنا القومية الناشئة لا تزال، والناشئ أصلب عودا من الشائخ. أمامنا النداء القومي المتأجج عاطفة وحماسا، حوله يلتم القومي القومي، والقومي الماركسي، والماركسي القومي. والرهان بيننا جبلية الانتماء، والشراكة في نفس الماضي العربي فيما يخص القومية العربية، ذلك الماضي المتألق الذي ننتمي إليه وينتمون، كل من وجهته وحسب تفسيره. والإشكالية التي تنتظر الجواب والحل هي : كيف نجلب جماهير الأمة، المختلفة القوميات، العفوية منها والمنظرة المنظمة، من أحضان الانتماءات النسبية، ليسمعوا نداء الإسلام، ويرتفعوا إلى الانتماء المطلق الذي تدل عليه كلمة : "مسلم" ؟
لقب "مسلم" يضعك مباشرة في مدار آخر غير مدار القومية. أنت مسلم لله. أسلمت له. تنتسب له بالعبودية، وهذا لا يقتلعك طبعا من الانتماءات الأخرى الجبلية والضرورية، إنما يحررك من عبوديتها المعنوية، ويملي إسلامك لله عليها حدودها ووظيفتها .
الجواب على الإشكالية نلتمسه في التربية. لا يطرح في التحزبات السياسية أي مشكل أخلاقي تربوي عقدي كما يطرح في التحزب لله عز وجل. الناس هناك تقتنع بفكر، وتتعهد بانضباط ثوري مهدد، ثم الممارسة وجدليتها .
في التجميع الإسلامي لا تكفي العقيدة والنظرية، لابد من تربية أهم أهدافها وأسبقه رفع همة المؤمن من النسبي إلى المطلق. والأرضية الاجتماعية في غالبية الجماهير طبقات متراكمة على مر التاريخ من عفويات، وفي الطبقة المتعلمة ركام ثقافي فكري العنصر الغالب فيه الوطنية والقومية والأصالة والتحديث والتنمية .
تتضاعف الصعوبة أمامنا من كون التكتلات النسبية ذات الأهداف السياسية والطبقية المحدودة لها فاعلية وتأثير في الواقع، فمن يصحبنا على درب الجهاد لا ينبغي أن تفصله النسبة لله عز وجل المترتبة على التقوى والعمل الصالح عن واجبات الفاعلية والتأثير والصراع اليومي الدائم. وإلا انحذفت الحركة الإسلامية في الأجواء العليا، وفقدت مواقع أقدام على الأرض. كيف الجمع ؟ كيف يكون إسلامنا لله رافعا معنويا ومؤثرا عمليا معا ؟
شبيه موقفنا بموقف البعثة النبوية من كون المجتمع المراد تغييره أرضي الانتماء في الجملة. عبارة "في الجملة" هذه تستثني شرائح اجتماعية واسعة هي على إسلاميها الموروث الفردي غير المؤثر، وعبارة "أرضي الانتماء" نتحاشى بها استعمال كلمة "جاهلي الانتماء" لما في إطلاق اسم الجاهلية على المسلمين، ولو كان الفسق سائدا والردة فاشية والحكم جاهليا، من فتح خطير لذرائع الفتنة .
لهذا الشبه، ولوحدة الهدف، لا يصح أمر التجديد الإسلامي إلا بما صلح به أمر التأسيس الإسلامي. وحسن الصحبة مفتاح الموقف اليوم وغدا كما كان في العهد الأول. حسن الصحبة يعني حسن التربية، يعني أولويتها، يعني أخذ الفرد بالإحسان، واكتنافه بالصحبة، ورفعه مع الجماعة، وصونه في محضنها، وإشراكه في حيويتها الإيمانية، وأخذه عاطفيا وعمليا، وقلبيا وعقليا. في السفر الجماعي من أرضية الانتماء إلى سماويته، من قطرية القومية ومحليتها إلى عالمية الإسلام .
إن القومية، عربية أو عجمية، رباط جديد مصطنع مستورد في بلاد المسلمين. إنه في نظر قادة القومية العلمانيين بديل عن كل دين، بديل عقلاني مصلحي أرضي انفعالي عنيف. تكتسب القومية خصائصها العقلانية المصلحية الأرضية من الإديولوجية القومية المتبناة المستوردة، وتكتسب العضلات والعنف من الانفعالية الموروثة، ومن المواقف السياسية القومية التي سلحت أمس العربي ضد التركي، والبنغالي ضد البنجابي، وتسلح اليوم بشكل أفظع وألعن العربي ضد الإيراني.
أيكفي أن نرفع شعار الإسلام والسلام والأخوة وحسن الصحبة في وجه المارد القومي الفاتك ؟ هل نجد فسحة السنوات الثلاث عشرة التي خصصها رسول الله صلى الله عليه وسلم لتربية أصحابه الكرام لا يحملون طيلتها أعباء المقاومة والقتال ؟ هل تتركنا تهويشات الصراع الداخلي والخارجي وتشويهاته لنتفرغ ريثما نعقد عهد حسن الصحبة ونربط العلاقات الإيمانية الإسلامية ؟
على محك الكيف العملي، على معيار الممارسة، توضع مبادئنا كلها، ومنها حسن الصحبة فيما بين أعضاء الكيان الإسلامي الزاحف. لا يكتمل عملنا إلا إذا أحسنَّا أيضا، وفي نفس الوقت، وعلى مدى مراحل التغيير الإسلامي، صحبة الدعوات المضادة والمنافسة، المسالمة والمقاتلة. نقابل كلا منها بما يليق، بما شرع الله عز وجل لا بما يستفزه من كوامن انفعالاتنا عنف الآخرين. ولسنا بمستطيعين اختيار الظروف التي نواجه فيها الواقع ونقتحم فيها العقبة، ولا بقادرين على إيقاف عجلة الأحداث وتكييف سردها، ولا بناجحين إن ظننا أن الكائن الإسلامي يفيد يوما ويؤثر إن بدأنا برعايته وتأليفه في ظل الخفاء والأمن الكاذب الخطير في أحضان السرية. كل كيان عضوي لا يصبر على شراسة الصراع سيفنى لرخاوته. كلمة حكمة، لا علينا إن استغلها بالباطل أصحاب نظرية "النشوء والارتقاء".
لنترك الآن، إلى رجعات إن شاء الله، شأن التربية وكيف تتزاوج مع المقاومة. إن هذا التزاوج من أهم ما يتوقف عليه الفوز بثمرات النصر في الدنيا والكرامة في الآخرة.
ولنذكر العناصر الاجتماعية الإيمانية الأخلاقية التي يتألف من مجموعها النسيج الإنساني لمحضن التربية، والجو المعنوي الذي يستنشق فيه، والعلاقات الرافعة إلى النسبة العليا منه.
كنت كتبت في "المنهاج النبوي" تصنيف شعب الإيمان البضع والسبعين في فئات عشرة أولها وفاتحتها خصلة"الصحبة والجماعة" أي وجود المحضن التربوي الرافع ووظيفته. وأذكر بالأثر الذي ورد فيه قول الله تعالى : "فاليوم أرفع نسبي وأضَع نسبكم"، ليفهم ما أقصد بعبارات "المحضن التربوي الرافع".
على مدى إحدى عشرة مرحلة يتخلق المؤمن ويتقي ربه ويتكرم ويرتفع إلى النسب الأعلى . يكون حب الله و رسوله أول ما يلوح لبادرته عند لقاء حزب الله، يرى ذلك سلوكا كاملا. إن كانت الجماعة كاملة. وهذا أفق يطمح إليه، ولا كمال إلا لله عز وجل . ثم يتعلم عمليا محبة إخوانه في الله سبحانه وتعالى، يخرج تدريجيا من الانتماء الجبلي الآسر إلى هذا الانتماء الأخوي. ثم يقرن هذه العاطفة الأخوية الوليدة بالصحبة العملية لإخوته، بمعايشتهم وإكرامهم ومشاركاتهم. ثم يرتفع عاطفيا بواسطة محبة الإخوة وصحبتهم وعلى مثالهم إلى التعلق والتأسي بالنموذج الكامل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتخلق بأخلاقه العليا الجامعة بين عظائم الأمور وبين الممارسة اليومية المتواضعة مثل حياة الأسرة. ثم يتعلم المؤمن الأهمية القصوى ويطبق واجب الإحسان إلى الوالدين. وإنها لمن عويصات التربية عندما تتعارض واجبات المؤمن المتحزب لله سبحانه الحركية مع رغبات الوالدين. لا يريد الله عز وجل للمؤمن، مهما كانت الظروف، إلا الإحسان للوالدين والأقربين بالمعروف. لا يريد أن نقطع الانتماء الجبلي، بل نستقيه ونبني عليه ونأمل فيه الخير. ثم يستقر المؤمن في حضن التربية في بيته مع زوجه بآداب فوق آداب الألفة الجبلية، نحافظ على تلك الألفة ونصعدها. ثم يتعلم المؤمن الإحسان إلى الجار، والإحسان باب مفتوح. بل هو فتح ومفتاح للدعوة ولتوسيع دائرة الانتماء، وجذب الأمة إلى النسبة العليا الأقرب فالأقرب. وإكرام الضيف الوارد عليك، والذي ترد أنت عليه للدعوة وسيلة أخرى رافعة. ثم يكتسب المؤمن وسط الجماعة وتكتسب الجماعة بنشاط أفرادها، الفضيلة الخلقية و السياسية بالقدرة على رعاية حقوق المسلمين والدفاع عنها، وبإصلاح ما أفسدته ذات البين الاجتماعي وما أفسده الظلم السياسي. ومن هنا نرى أن التربية تدخل من الأبواب القاعدية لمجال الصراع، ومجال الوقوف مع المستضعفين. وتتم الملامح الخلقية التأهيلية للتربية المجاهدة باكتساب المؤمن صفة البر وحسن الخلق وهي جماع الخير، ومعقد الفاعلية الجهادية،والوجه الباسم المحبب الجذاب للدعوة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.) كتاب الإسلام و القومية العلمانية.
نسال الله أن يرحمنا آمين.
عمرالحسني
عمرالحسني

ذكر عدد الرسائل : 6
العمر : 52
الموقع : طنجة ، المغرب
العمل/الترفيه : مسير شركة
المزاج : متسامح
تاريخ التسجيل : 07/04/2011

http://www.manthoor.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى