وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا

بسم الله الرحمان الرحيم

قال الله تعالى : ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )

يأمر الله عباده ويطالبهم بالايمان به وبرسوله فإن أعرضوا عنه وعن ما جاء به وما ارسل من أجل و أخلوا بشروط الحب والايمان فهم كفار لا يُحِبُّهم الله ولو أحبَّهم لرزَقَهم الإيمان باللهِ ورسولِهِ وأشرف خلقه محمد
وهذا يدل على أن مخالفته صلى الله عليه وسلم في الطريقة كفر ، والله لا يحب من اتصف بذلك ، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه محب لله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يُعطي الدنيا لمن يُحب ولمن لا يُحب ولا يُعطي الايمان إلا لمن يُحب

وكل ما أمر الله أن يُحب ويُعظم فإنما محبته وتعظيمه واجبة لله ، فالله هو المحبوب المعظم في المحبة والتعظيم، والمقصود المستقر الذي إليه المنتهى .. من علامات محبة العبد لله أن يحب ما أحبه الله، فمن تمام محبة الشيء محبة محبوب المحبوب وبغض بغيضه

فأوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله والمعاداة في الله , والحب في الله والبغض في الله عز وجل

( قال صلى الله عليه وسلم : من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ) رواه أبو داود

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ : أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، " مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ : مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَبِيرٍ أَحْمَدُ عَلَيْهِ نَفْسِي ، إِلا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ

*******

للحب علامات
فليس الحب بالأقوال و انما الأهم الأفعال التي تصف ما في القلب من أحوال

حبيبى الموضوع رائع ولكن مخالفته صلى الله عليه وسلم فى الطريقة ليس كفرا وهناك فرق بين الكفر العقائدى وكفر النعمة فالأول يخرج من الملة والثانى لايخرج من الملة

بسم الله الرحمان الرحيم

الكفر في اللغة ستر النعمة وأصله الكفر ـ بالفتح ـ أي: الستر. ومنه قيل للزراع والليل: كافِرٌ. قال تعالى: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ
سميت القرية كَفْرًا؛ لسَتْرِها أهلَها
وعليه قول لبيد: "في ليلة كَفَرَ النجومَ غمامُها". ومنه: المتكفِّر بسلاحة، وهو الذي غطى السلاحُ بدنه.
والكفر: الليل المظلم؛ لأنه ستر بظلمته كل شيء

وفي الشرع: "إنكار ما عُلِم بالضرورة مجيءُ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ به

كفر الجحود : (فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ ) أي جحدوه.

كفر النعمة : (فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُوراً ) (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ ) أي النعمة.
(وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) أي بنعمتي

الجحود أنواع
كفر نفاق : بأن يُقرّ لسانا ويُنكر قلبا.

كفر إنكار : بأن لا يعرف الله أصلاً ولا يقر به.

كفر جحود : بأن يعرفه قلبًا وينكره لسانًا، ككفر إبليس

وجميعها قاض بخلود من لقي الله بواحد منها في النار أبدًا

ولم تشترط الحنفية في الإكفار سوى القطع بثبوت ذلك الأمر المتعلق به الإنكار، لا بلوغ العلم به حدَّ الضرورة. ويجب حَمْلُه على علم المنكر ثبوته قطعا لأن مناط التكفير التكذيب أو الاستخفاف أو المخالفة ، أي إنكار ما قطع بمجيء الرسول به و من جملة ما جاء به المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وجوب تصديقه فمن لم يصدقه كذَّبه.

*******

جاء الإلزام الإلهي للبشر لإطاعة الله ثم إطاعة رسوله الكريم ثم أولي الأمر من المسلمين . فالطاعة واجبة وملزمة على المسلم لتحقيق أهداف الإسلام العظيم والنهوض بأوضاع الأمة
كما قال تعالى : وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

فعدم اطاعته والتصديق به ومخالفته في منهجه كفر لانه رفض لأمر من الله و أمر الله واجب على كل من بلغه وفهمه ولم يكن به جاهل
وان الله سبحانه وتعالى قد زين حبيبه المصطفى بعظيم الأخلاق وقال له انك لعلى خلق عظيم فمن تعالى عليه واتهمه في أخلاقه وصفاته الحميدة فقد خالف الله في وصفه لخير خلقه
أَخْبَرَنَا الشَيْخُ الصَّدُوقُ الْمُتْقِنُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيُّ ، أنبا الْحَسَنُ بْنُ فِرَاسٍ ، أنبا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّيْبُلِيُّ ، ثنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ الْغَنَائِمَ بِالْجِعْرَانَةِ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ ، فَإِنَّكَ لَمْ تَعْدِلْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْحَكَ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ فَمَنْ يَعْدِلُ ؟ " فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابًا لَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ

*******

أخي الطيب ما قصدته بالطريقة أي المنهج وهذا ما يوحي به سياق الكلام وارجع الى الاية الكريمة تجد المعنى واضح فقد سبقت الاية الكلام وبالتأكيد لم أقصد بالطريقة الا منهجه وما أتى به والكفر هنا الاعراض عن حبه وتصديقه والاستخفاف بما جاء به أو وصفه بخلاف ما جاء القران من تعظيم له

حبيبى الكريم الخطاب فى الآية للكافرين وليس للمسلمين والمعنى خاص لاعام فكل من لم يصدقه صلى الله عليه وسلم كفربه وبما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم فقد ينحرف المسلم عن منهجه صلى الله عليه وسلم مع تصديقه بما جاء به صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم (من أقر لله بالوحدانية ولى بالرسالة دخل الجنة ) وقوله صلى الله عليه وسلم (إن الله حرم على النار من قال (لاإله إلا الله محمد رسول الله)
وقال تعالى (ماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون )والإيمان والكفر جوهران
قال تعالى(وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ) فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية

الرحمة تتعلق بطاعة الله ورسوله قال سبحانه وتعالى في سورة آل عمران : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
جاء في تفسير ابن كثير : قَالَ تَعَالَى آمِرًا لِكُلِّ أَحَد مِنْ خَاصّ وَعَامّ " قُلْ أَطِيعُوا اللَّه وَالرَّسُول فَإِنْ تَوَلَّوْا " أَيْ تُخَالِفُوا عَنْ أَمْره " فَإِنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْكَافِرِينَ " فَدَلَّ عَلَى أَنَّ مُخَالَفَته فِي الطَّرِيقَة كُفْر وَاَللَّه لَا يُحِبّ مَنْ اِتَّصَفَ بِذَلِكَ وَإِنْ اِدَّعَى وَزَعَمَ فِي نَفْسه أَنَّهُ مُحِبّ لِلَّهِ وَيَتَقَرَّب إِلَيْهِ حَتَّى يُتَابِع الرَّسُول النَّبِيّ الْأُمِّيّ خَاتَم الرُّسُل وَرَسُول اللَّه إِلَى جَمِيع الثَّقَلَيْنِ الْجِنّ وَالْإِنْس الَّذِي لَوْ كَانَ الْأَنْبِيَاء بَلْ الْمُرْسَلُونَ بَلْ أُولُو الْعَزْم مِنْهُمْ فِي زَمَانه مَا وَسِعَهُمْ إِلَّا اِتِّبَاعه وَالدُّخُول فِي طَاعَته وَاتِّبَاع شَرِيعَته كَمَا سَيَأْتِي تَقْرِيره عِنْد قَوْله تَعَالَى " وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاق النَّبِيِّينَ "

وفي قوله لا يحب الكافرين جاء في تفسيرها

إن الله لا يحب الكافرين لأنّ هذا الكافر نكث بعهده مع ربّه ونقض وعده وراح يؤذي غيره وبالشقاء والآلام حلّ، وجحد نعمة الله و كفر بربه فأورد نفسه موارد النيران فكيف يحبه الله وهذه حالته وكيف يحبه وقد خالف أمره تعالى واستبدل النيران بالجنات وأحب العمى عن الهدى ورضي بالدنيء التافه بدل السامي العالي كيف يحبه وهو بالشقاء يرتع وعن السعادة و الإكرام والإنعام في منأى.

وقال سبحانه في سورة النساء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا
فالخطاب بالطاعة والأمر بها يكون للخاص والعام للمؤمن ولغير المؤمن أنظر قوله يا أيها الذين أمنوا أطيعوا

اما قولك في الاية التي تقول : قال تعالى : ماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون

أرد عليك بقوله تعالى في المخالفين ممن أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم

استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين * فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون * فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون * فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين

أما استشهادك بالحديث : ( من أقر لله بالوحدانية ولى بالرسالة دخل الجنة )
فارد بالحديث : عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي خادمه ) قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء ، فيجعلها الله هباء منثورا . قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جلهم لنا ،
أن لا نكون منهم و نحن لا نعلم ، قال : أما إنهم إخوانكم ، و من جلدتكم ،
و يأخذون من الليل كما تأخذون ، و لكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها

ليس الأمر بالقول والتلفظ وانما بالنية و بالفعل والحب الذي ينبع من حال صادق مع الله

**

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا

وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا

رد: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا

رد: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا

رد: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا

رد: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا