ما علاقة الصّوفي بالموسيقى؟

الموسيقى هي مطية يمكن يركبها الإنسان لأي هدف يشاء و تتحدد طبيعتها بطبيعة هدفها فإن كان خيرا فهي خير و إن كان شرا فهي شر. هذا ما أجمع عليه الفقهاء بصفة عامة.

طبعا يقول الصوفية بالسماع و القول بالشعر الملحون في أناشيد صوفية و هذا فائدته في معاني ألفاظ القصيدة أكثر منه في لحنها الذي هو غلاف ووعاء لها فقط.

قرأت عن سيدنا علي كرم الله وجهه أنه قال عن الموسيقى (مجردة؟) أنها نوح إبليس على الجنة.و الله أعلم.

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وآله وعترته الطّاهرة
يستنفر وجدانك كلمات تسمعها وأصوات تجتمع فتحرّك فيك شجون مبكية مضحكة لقصور فهم ما يجرى حولك وأحيانا تطرب شوقا طلبا فتح البصيرة لإدراك ما يحوم حولك من ألغاز بعثها صاحبها لجلب الهمم التى كتب لها أزلا الرّجوع إليه فى دقائق الأمور ورقائقها ..تسمع أحيانا سمفونية لا ينتبه لها إلاّ من أرهف السّمع ..عند طلوع الفجر، وفى عدّة أوقات ،وفى كلّ مكان أنت موجود فيه ،وخاصة فى البيداء ، تنبعث أصوات من الحيوانات وكأنها تتناجى أوتغازل بعضها البعض ،فتحدث سمفونيّات مدهشة تحرّك فيك شعور وجدانى يحرّك باطنك لهذا الوجود المبهم فيظهر عجزك وتنادى وتستغيث فتظهر فيك القوّة القهرية ،فتسلّم أمرك للقدير،وتقول "فوق كلّ ذى علم عليم "...فإحساسى بأنّ الموسيقى هي لغة الوجود كلّما يحسّ العبد بغربة وعجز عن إدراك الفهم عن مولاه فيهتزّشوقا صارخا ..آه..آه..آه..
أعود فأقول كلّ ،صوت محدث ،فهو موسيقي وهو لحن للوجود ،ولقد قيل" من لم يفهم على طنين الذّباب ونباح الكلام وصرير الأبواب لم يكن من أولى الألباب" .خلاصة القول إن كنت تسمع من المخلوق فتلك نقيصة الآية "وإن من شئ إلاّ يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحه" فأيّ صوت يصل سمعك فهو موسيقى "أنظر سمفونيات بتهوفن "...فالصوفى يعيد كلّ مجلى فى الوجود لصاحبه متنعّما بما يمنّ به عليه ... هذا كلام بسيط على قدر الكساء ،والله ورسوله أعلم .أه

السلام عليكم

هذا موضوع في الدر المنثور لسيدي علي الصوفي عن الطرب و السماع

http://www.manthoor.com/t14305.html

بسم الله الرحمان الرحيم

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وسلم
الصوفي هو الذي جاهد نفسه وتخلص من حضوضه و تعلقاته فطهر الله قلبه وزكى نفسه ولم يعد لغير مولاه وجود " انت موجد الاشياء و عين وجودها " فدخل مدرسة مولاه بعد ما توفر لديه حد حسن الاستعداد ( اتقوا الله ويعلمكم الله ) ، فاكتشف بداهة حقيقة الوجود و أضحى يتعلم من كل شيء ب: بسم الله ، فحيثما تولى تعلم .
وقد اخبر اهل الاختصاص ان الموسيقى تتكون من سبع درجات تمثل السلم الموسيقي او سلم المقام الطبيعي . و ما يفصل بين الدرجات يسمى أبعادا و هي سبعة ، و كل درجة لها حدودها و مميزاتها و خصوصيتها التي تجعل منها عديمة النظير . و كل عمل موسيقي غنائي كان او الي الا و انطلق من سلم المقام الطبيعي . و النغمة هي تفاعل حركات السبع درجات بالمحافظة على أبعادها تارة و تغييرها تارة اخرى . وعلى قدر تنظمها وترابطها وانصهارها على قدر فاعليتها في المتلقي .
و من هذا المنطلق تتضح لدينا سباعية الوجود ( و الله الذي خلق سبع سماوات و من الارض مثلهن ... ) فحيثما التفتنا في الآفاق او في انفسنا الا وجدناها آيات بينات ( سنريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) ، فيقول لسان الحال بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، فيكشف المستور وتتوضح الأحرف والكلمات و تحل الرموز فتتناثر المعاني والعلوم و تتشكل البنايات ( انا بنينا السماء بأيد وانا لموسعون ) ، فيدقق النظر فإذا به سباعي الوجود : سمع ، بصر ، كلام ، إرادة ، قدرة ، علم وحياة . فهي محال الغذاء يتنقل بينها تنقل النحلة بين الأزهار " و طف بالبيت سبعا " . و بما انه جاهد نفسه ولا يزال ؛ فانه يجد انه مر في مجاهدته بسبع مراحل من نفس امارة الى لوامة الى ملهمة الى مطمئنة الى راضية الى مرضية ثم الى كاملة .
نلخص فنقول : ان الصوفي تلطف و صفى و اضمحل و انتهى وبقي سر الحبيب المصطفى ساريا في جميع الورى متعرفا الى العلي الاعلى " منك و إليك يا رسول الله " ( يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي ) ، ففاضت منه الاماكن والأزمان و نبعت منه المعاني و العرفان ، فصرح و قال " ليس في الإمكان ابدع مما كان " ، صلى الله عليك و سلم يا شجرة الإمكان يا من كان منك ما يكون و ما كان . فهذه و الله اعلم علاقة الصوفي بالموسيقى ، فقد انسجم في الوجود بإعدام وجوده في وجود مولاه " فأعدم وجودك في وجوده لا تشهد له اثر " فانسجمت بانسجامه الذبذبات و الدرجات والمقامات و صفت بصفائه كل الكائنات و كانت له الأكوان خير مطيات و عاد الدر الى معدنه و الفرع الى اصله . اه

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الامي و على آله و صحبه و سلم ،
الصوت هو اضطراب لمادة صلبة أو سائلة ، ينتج نغمة تنتقل في الهواء في شكل ذبذبات و لا تنتقل في الفراغ ، كما يمكن ان يصدر الصوت عن كائن حي.
الذبذبات إذا تم تقسيمها طبقا لمسافات محددة و متتالية تعطي الدرجات السبع لنغمات الموسيقى المعروفة ، اضافة الى انصاف الدرجات التي تحتويها . وكل تركيبة مختلفة في المسافات لسبعة نغمات بين الاثنى عشرة درجة في الموسيقى الغربية , و الاربع والعشرون درجة في الموسيقى الشرقية , تعطي مقاما موسيقيا مختلفا. و يلخص كل مقام في نغمات ثلاث اساسية ، و هي الأولى و تسمى القطب ، و الثالثة الوسطى و الخامسة ، و هذه النغمات اذا عزفت في نفس الوقت لها جمالية خاصة تسمى التناغم {هارموني} ، و هي ذروة المقام.
و الموسيقى هي تتالي زمني للنغمات حسب المقام ، فيظهر الإيقاع المكون الاساسي الثاني للموسيقى.
فالموسيقى تتطلب اذا مكانا يحوي هواء تنتقل فيه ، و زمانا تسايره بالتحرك معه و صوت تعبر به عن النظام الذي تحويه.
و لكن لا يعني هذا ان كل الاصوات و الذبذبات التي لا تحترم المسافات هي شيء مختلف عن الموسيقى ، هي ايضا في دائرة الموسيقى و لكنها نشاز.
كذلك افهم قوله تعالى " وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ " سورة محمد الآية 30. و لم ينفي عن كلامهم صفة اللحن مع انه نشاز ، اذ لا تناغم بين ما وقر في القلب ، و ما ورد على اللسان وما أظهره العمل.
و الفقير له علاقة وثيقة بالمسافات الثلاث و المكونات الاساسية للموسيقى , اذ ان العبادات المفروضة عليه واجب الاتيان بها على نسق و ايقاع الزمان المرتبط بالحركة الفلكية للأرض مع علاقتها بالشمس و القمر, فالجسد متعلق بالزمان , و مطلوب منه الحركة على ايقاع الكون المسبح لله عز و جل .
و اللسان مطلوب منه الاستقامة لموافقة المسافات التي حددتها الشريعة و الانسجام معها في العبادات و خارجها , "ولا نقول إلا ما يرضي ربنا”
و القلب هو المكان الذي يجب ان تنبثق منه حقيقة الكلام الموافق للشريعة و مطلوب منه ربط اللسان و الحركات بهذه الحقيقة .
و هنا تبدو لي علاقة الفقير مع الموسيقى ، اذ انه حين يأمر بالذكر و يقال له "اقرأ باسم ربك الذي خلق , يجد نفسه مشتتا في شتات مظاهر الوجود ، فكما انقسم الصوت الى سبع درجات ، انقسم الزمان الى سبعة ايام ، وانقسم شعاع النور عند خرق الزجاج الى سبعة الوان ، كما ان المكان انقسم الى سبع جهات ، وقد طلبت منه قراءة الوجود مع علاقته بالله , و قد قيل ان احدى معاني القراءة هي جمع المشتت . والحال ان ما ينغص عليه عيشه انه لا يجد تناغما بين قلبه و لسانه و عمله ، و هذا ما يزيد في حيرته و حزنه .
فافهمه شيخه ان عليه التنازل عن محاولة بلوغ التناغم لنفسه , لان الرسول صلى الله عليه و سلم اولى بنفسه منه , مع انه هو صاحب التناغم و عينه ، لأنه الوحيد الذي قوله شريعة وعمله طريقة و حاله حقيقة .
و هو الذي طلب من الله ان يجمعه على النور فقال " اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا , اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا وَاجْعَلْ أَمَامِي نُورًا وَمِنْ خَلْفِي نُورًا , اللَّهُمَّ وَأَعْظِمْ لِي نُورًا"
فلذلك امضى الفقير عمره يترنم بشفيعه و يبكي..... و في الكون كله نغمة تشفي.....
اللهم صلي على سيدنا محمد نور البصائر و الابصار ، اللهم اغفر ذنوبنا و اكشف كروبنا واحفظنا من شرور انفسنا و سيئات اعمالنا و لا تحرمنا شفاعة حبيبنا.