بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
توجيه الساجد لمعنى حديث " لعن اللهُ اليهود والنّصارى ...
صفحة 1 من اصل 1
توجيه الساجد لمعنى حديث " لعن اللهُ اليهود والنّصارى ...
توجيه الساجد لمعنى حديث
" لعن اللهُ اليهود والنّصارى
اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
" لعن اللهُ اليهود والنّصارى
اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
إن مسألة الصلاة في المساجد التي بها
قبور هى مسألة فقهية وليست عقائدية.
فالصلاة في المسجد الذي به ضريح غير الصلاة في القبور
وقد اختلفت المذاهب في حكم الصلاة في المقبرة فذهب الحنيفية
للكراهة وقال
المالكية تجوز الصلاة في المقبرة سواء كانت عامرة أو
دارسة منبوشة أم لا وقرر الشافعية عدم صحة الصلاة في المقبرة
التي تحقق نبشها لاختلاط الأرض بصديد الموتى.
اما اذا شك في نبشها فاختلفوا فمنهم من قال بجواز الصلاة
مع الكراهة وهناك من قال بعدم الجواز.
وذهب الحنابلة إلى عدم جواز ذلك فيما فوق القبرين
واستثنوا البيت فاذا دفن الميت في البيت جازت الصلاة وإن زاد عن
ثلاثة لانه ليس بمقبرة.
فهذا شأن المقابر.
وبالنسبة لموضعنا هنا المساجد التي بها اضرحة فقد ثبت
بالدليل القاطع
أن أمنا عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهم كانت
تصلى فى حجرتها التى بها جسد حبيبى وقرة عينى وروح فؤادى
المصطفى صلوات ربى وتسليماته عليه بل والصديق ومن
بعده الفاروق رضوان الله عليهم.
فى صحيح الإمام مسلم أن سيدنا أبا هريرة كان يحدث ويقول
(( اسمعى يا ربة الحجرة إسمعى يا ربة الحجرة والسيدة
عائشة تصلى ، فلما قضت صلاتها قالت لعروة ألا تسمع إلى هذا
ومقالته آنفا ، إنما كان النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحدث
حديثا لو عده العاد لأحصاه))
قصة صلاة أمنا الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة ومناداة
الصحابي الجليل أبى هريرة لها رواها الإمام البخاري
(3/1307) والإمام مسلم (4/2298) واللفظ هنا له وابو
داود (3/320 برقم 3654) وأبو يعلى (8/136)
قال أمير المؤمنين فى الحديث شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر
فى فتح الباري
(6/578) تعليقا على رواية الإمام البخاري سبحتي بمعنى
صلاتي – كما نقول سبحة الضحى أي صلاة الضحى – أنظر إلى
صلاة السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها فى بيتها سبحة
الضحى فى مصنف ابن أبى شيبة (2/175)
أما الحديث الذي يستند إليه بعض الجهال و الذي
أخرجه البخاري ومسلم وجعلوه مُرجح لا يقبل التأويل في المسألة
وحسم بها المسألة وهو ما أخرجه الشيخان من حديث أم
المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: (( لعن اللهُ اليهود
والنّصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) .
فإن هذا النّص النبوي الشريف لم يُحرم هذا الأمر
المتنازع وهو بناء مسجد حول قبر أو جعل قبر داخل مسجد
إنّما ما جاء في الحديث هو تحريم (( اتّخاذ عين )) القبر
أي نفس القبر مسجداً يُصلّى فوقه أو يقصد بالسّجود له
فقد جاء التّعبير فيه بـ(( اتخذوا قبور )) ، (واتّخذ)
فعلٌ يتعدّى لمفعول واحد كما في قولك اتّخذتُ سيّارةً أو
لمفعولين كما في قوله تعالى: (( واتّخذَ اللهُ إبراهيمَ خليلاً ))
فـ(قبور) و (مساجد) مفعولَي (( اتّخذ )) وقد اكتفى هذا الفعل بالمفعولين وتمّ
الكلام .
والمساجد جمع مسجد والمسجد اسم مكان فالحديث يتناول
مكاناً هو ( عين ) القبر مِن حيث السّجود عليه هو أوْ لَهُ .
فأهل الكتاب يتوجهون بالصلاة إلى قبور أحبارهم ورهبانهم
فتلك الصور هي التي فهمها علماء الأمة من النهي عن اتخاذ القبور مساجد.
حيث قال تعالى: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ
وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ
مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً
وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }
. فهذا هو معنى السجود الذي استوجب اللعن أو جعل القبر
قبلة دون القبلة المشروعة.
وعليه فالحديث لا يتناول أي مكانٍ آخر غير (عين) القبر
فلا يدخل فيه ما حول القبر أو ما جاوره....
قال الإمام البيضاوي رحمه الله تعالى:
فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني وغيره من شراح
السنن
حيث قال: « قال البيضاوي : لما كانت اليهود يسجدون لقبور الأنبياء؛ تعظيمًا لشأنهم، ويجعلونها قبلة، ويتوجهون في الصلاة
نحوها
فاتخذوها أوثانًا، لعنهم الله، ومنع المسلمين عن مثل ذلك،
ونهاهم عنه، أما من اتخذ مسجدًا بجوار صالح أو صلى في
مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه، ووصول أثر من آثار عبادته
إليه، لا التعظيم له، والتوجه فلا حرج عليه، ألا ترى أن مدفن
إسماعيل في المسجد الحرام ثم الحطيم؟ ثم إن ذلك المسجد أفضل مكان يتحرى
المصلي بصلاته، والنهي عن الصلاة في المقابر مختص بالمنبوشة لما فيها من النجاسة انتهى »
فتح الباري، ج1 ص524، وشرح الزرقاني، ج4 ص290، وفيض
القدير، ج4 ص466
وقال العلاّمة الطِّيبي في (شرح
المشكاة) 2/235:
(( لمّا كان اليهود والنّصارى يسجدون لقبور
الأنبياء تعظيماً لشأنهم ، ويجعلونها قبلة ، ويتوجّهون في الصّلاة نحوها ،
فاتّخذوها أوثاناً ، لعنهم ،
ومنع المسلمين عن مثل ذلك ، ونهاهم عنه . أمّا مَن اتّخذ
مسجداً في جوار صالح ، أو صلّى في مقبرته ، وقصد به الاستظهار بروحه ، أو وصول أثرٍ مِن آثار عبادته إليه ، لا لتعظيم له والتّوجّه
نحوه ،
فلا حرج عليه )). انتهى
قال العلامة التُّوربُشْتي في
(المرعاة شرح المشكاة) 2/419:
(( هذا الحديث مُخرج على وجهين:
أحدهما: أنّهم كانوا يسجدون لقبور
الأنبياء
تعظيما لهم وقصد العبادة في ذلك .
وثانيهما: أنّهم كانوا يتحرّون الصّلاة في مدافن الأنبياء ، والتّوجُّه إلى
قبورهم
في حالة الصّلاة والعبادة نظراً منهم أنّ ذلك الصنيع أعظم
وقعاً عند الله
)).
وقال العلاّمة المُلاّ علي القاري
رحمه الله تعالى في (شرح المشكاة) 1/470:
(( "والمتخذين عليها المساجد" وقَـيدُ ( عليها )
يُفيد أنَّ اتّخاذ المساجد بجانبها - أي حولها يُحيط بها - لا بأس به ، ويدل عليه قوله
عليه السّلام:
" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم
وصالحيهم مساجد " )). انتهى
وقال الإمام الحافظ ابن عبد البر
رحمه الله تعالى في (التّمهيد) 6/383:
(( في هذا الحديث إباحة الدّعاء على أهل الكُفر ، وتحريم السّجود ( على ) قبور الأنبياء ، وفي معنى هذا أنّه لا يحل
السّجود
لغير الله عزّ وجل ، ويحتمل الحديث أنْ لا تُجعل قبور
الأنبياء قِبلة يُصلّى ( إليها ) . ثم قال ابن عبد البر: وقد
زعـــم قــوم أنّ في هذا الحديث ما يدل على كراهيّة الصّلاة في المقبرة وإلى
المقبرة ، وليـــس في ذلك حُجة )). انتهى
وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى
أيضاً في نفس المرجع 5/45:
(( وقد احتجّ بعضُ مَن لا يَرى الصّلاة في المقبرة بهذا
الحديث ،
ولا حُجّة له فيه )).
قال العلامة المناوي في فيض
القدير عند قوله صلى الله عليه وسلم: ( قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم
مساجد ).
(قال القاضي : لما كانت اليهود يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما لشانها ويجعلونها قبلة، ويتوجهون في
الصلاة نحوها
فاتخذوها أوثانا لعنهم الله ومنع المسلمين عن مثل ذلك
،ونهاهم عنه .أما من اتخذ مسجدا بجوار صالح أو صلى في مقبرة
وقصد به الاستظهار بروحه، أو وصول أثر من آثار عبادته إليه
لا التعظيم له،والتوجه نحوه فلا حرج عليه.ألا ترى أن مدفن
إسماعيل في المسجدالحرام عند الحطيم؟ ثم إن ذلك المسجد افضل مكان يتحرى المصلى لصلاته . والنهي عن الصلاة في المقابر مختص بالمنبوشة لما فيها من النجاسة .)
فيض القدير على الجامع الصغير للإمام المناوي الجزء 5 ص
466
فليس معنى ( اتّخاذ القبور مساجد )
هو (( بناء )) مساجد حول قبر أو ادخال قبر في مسجد .
وإنّما المقصود في الحديث هو السّجود على القبور أو
لها فالبناء حوله أو جعله في المسجد لا محظور فيه
قال الشيخ السندي يقول بشأن هذا الحديث :
(ومراده بذلك أن يحذر أمته أن يصنعوا بقبره ما صنع اليهود والنصارى بقبور أنبيائهم من اتخاذهم تلك القبور
مساجد
إما بالسجود إليها تعظيمًا أو بجعلها قبلة يتوجهون في
الصلاة نحوها، قيل
: ومجرد اتخاذ مسجد في جوار صالح تبركًا غير ممنوع)
حاشية السندي، ج 2 ص 41.
قال الشيخ خليل في مختصره :
(وجازت (أي الصلاة)
بمربض بقر أو غنم،كمقبرة ،ولو لمشرك، ومزبلة ،ومجزرة ،ومحجة إن أمنت من
النجس وإلا فلا إعادة على الأحسن إن لم تتحقق).
قال الشارح الشيخ الخرشي :
(والمعنى أن الصلاة تجوز في المقبرة عامرة أو دراسة ،تيقن نبشها أو شك فيها ،جعل بينه وبينها حائل أما لا،كانت لمسلم أو لمشرك ،ولو كان القبر بين يديه
على المشهور في الجميع، لانه عليه الصلاة والسلام أمر بنبش مقبرتهم وجعل
مسجده
موضعها ،وبناه مالك على ترجيح الأصل على الغالب، وجعل
مالك حديثلا تجلسوا على القبور ) على جلوس قضاء الحاجة.
شرح الإمام الخرشي على مختصر الشيخ خليل الجزء
الأول ص 225.
ومن صريح الأدلة الواردة في الكتاب
والسنة ايضاً
فمن القرآن الكريم قوله تعالى : { فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم
بُنْيَاناً
رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا
عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً }
ووجه الاستدلال بالآية أنّها أشارت إلى قصّة أصحاب الكهف
حينما عثر عليهم الناس فقال بعضهم: نبني عليهم بُنيانًا
وقال آخرون: لنتّخذنّ عليهم مسجدًا.
والسياق يدل على أن الأوّل: قول المشركين
والثاني: قول الموحّدين
والآية طرحت القولين دون استنكار ولو كان فيهما شيء من
الباطل لكان من المناسب أن تشير إليه وتدل على بطلانه
بقرينة ما وتقريرها للقولين يدل على إمضاء الشريعة لهما بل
إنّها طرحت قول الموحدين بسياق يفيد المدح وذلك بدليل المقابلة
بينه وبين قول المشركين المحفوف بالتشكيك
بينما جاء قول الموحدين قاطعًا (لنتّخذنّ) نابعًا من رؤية
إيمانية، فليس المطلوب عندهم مجرد البناء وإنّما المطلوب هو المسجد.
وهذا القول يدلّ على أن أولئك الأقوام كانوا عارفين بالله
معترفين بالعبادة والصلاة.
قال الإمام الرازي في تفسير (لنتّخذنّ عليه مسجدًا) :
((نعبد الله فيه، ونستبقي آثار أصحاب الكهف بسبب ذلك
المسجد ))
(تفسير الرازي، ج11 ص106.).
وقال الشوكاني:
(( ذكر اتخاذ المسجد يُشعر بأنّ هؤلاء الذين غلبوا على
أمرهم هم المسلمون، وقيل: هم أهل السلطان والملوك من القوم
المذكورين، فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم، والأوّل
أولى)
(فتح القدير ،في التفسير ،للشوكاني ، ج3 ص277 )
وقال الزجاجي:
(( هذا يدلّ على أنّه لما ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث
والنشور، لأن
المساجد للمؤمنين. هذا بخصوص ما ذكر في كتاب الله فيما
يخص مسألة بناء المسجد على القبر.))
أما فعل الصحابة رضي الله عنهم
يتضح في موقف دفن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلافهم فيه وهو ما حكاه الإمام مالك رضي الله عنه عندما ذكر اختلاف الصحابة في مكان دفن الحبيب صلى الله عليه وسلم فقال : «فقال ناس :
يدفن عند المنبر، وقال آخرون : يدفن بالبقيع، فجاء أبو بكر الصديق فقال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما دفن نبي قط إلا في مكانه الذي
توفي فيه فحفر له فيه »
ووجه الاستدلال أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
اقترحوا أن
يدفن صلى الله عليه وسلم عند المنبر وهو داخل المسجد
قطعًا ولم ينكر عليهم أحد هذا الاقتراح بل إن أبا بكر رضي الله
عنه اعترض على هذا الاقتراح ليس لحرمة دفنه صلى الله عليه
وسلم في المسجد وإنما تطبيقًا لأمره صلى الله عليه وسلم بأن
يدفن في مكان قبض روحه الشريف صلى الله عليه وسلم.
وبتأملنا إلى دفنه صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان نجد
أنه صلى الله
عليه وسلم قبض في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها وهذه
الحجرة كانت متصلة بالمسجد الذي يصلي فيه المسلمون.
فوضع الحجرة بالنسبة للمسجد كان - تقريبًا - هو نفس وضع
المساجد المتصلة بحجرة فيها ضريح لأحد الأولياء في زماننا
بأن يكون ضريحه متصلاً بالمسجد والناس يصلون في صحن
المسجد بالخارج.
ــــــــــــــــــــــــ
ما ورد عن أبي بصير الصحابي رضي الله عنه
ما أخرجه ابن الأثير في (أُسد الغابة) 5/35 ، بإسناد حَـسَـن مِن حديث المسور ومَروان قالا في قصّة
الحديبية:
(( فلما أمن الناس وتفاوضوا لم يُكَـلَّم أحد في الإسلام إلاّ دخل فيه ، فلقد دخل في تلك السنتين أكثر مما كان دخل فيه
قبل ذلك ، وكانَ صُلح الحديبية فتحاً عظيماً .
ثم قال بعد ذكر أخبار أبي بصير الصحابي رضي الله عنه:
فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص ، وكان طريق أهل مكة إلى الشام ، فسمع به مَن كانَ بمكة مِن المسلمين ، فلحقوا به حتى كانَ في عُصبة مِن المسلمين قريب مِن ستين أو سبعين ، وكانوا لا يظفرون برجل مِن قريش إلاّ قتلوه ، ولم يمرّ بهم عير إلاّ اقتطعوها ، حتّى
كتبت فيهم قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم لما
آواهم ،
فلا حاجة لنا بهم ، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقدموا عليه المدينة
.
وقيل إنّ أبا جندل بن سهيل بن عمرو كان ممن لحق بأبي بصير
، وكان عنده .
فلما أرسلت قريش إلى النّبي صلى الله عليه وسلم في أمرهم كتب - أي رسول الله صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بصير وأبي جندل
ليقدما عليه فيمن معهما فقرأ أبو جندل كتاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأبو بصير مريض ، فمات ، فدفنه أبو جندل وصلى عليه ، وبَـــنَـــى علـــى قَـبْـــرِه مَـســجــــداً )).
فهاهو الصّحابي الجليل أبو جندل يبني
مسجداً على قبر الصحابي الجليل أبي بصير رضي الله عنهما وأرضاهما ..
وهذا الحديث له وجه آخر مرسل صحيح أو
حسن ، وذكره الحافظ ابن عبد البر في (الإستيعاب) 4/21 مُعلّقاً .
ووصله الحافظ ابنُ عساكر في (تاريخ
دمشق) 25/299 مِن طريقين عن موسى بن عُقبة ، عن الزُّهري به مُرْسَلاً .
وأخرج الطّريق الثّاني الحافظ
البيهقي في (دلائل النبوة) 4/172 وفيه:
((دفنه أبو جندل مكانه ، وجعل عند قبره مسجداً)).
وقال الواقدي في (المغازي) 2/629:
(( فَـقَـبَـرَهُ أصحابُه هناك وصلّوا عليه ، وبَنَوا على
قبره مسجداً )). والواقدي مقبول في المغازي ما لم يُخالف .
فهذا الحديث يَرد
على ما زعمه الشيخ المغامسي وغيره مِن الإخوة الوهابيّة ، وفيه أنّ بناء
المسجد على القبر أو بجواره بحيث يكون القبر داخل المسجد أمر جائزٌ ، وليس
بمحظور .
وفيه أنّ حديث (( لعن الله اليهود والنصارى انخذوا قبور ...)) لا يشمله بناء المسجد بجانب القبر أو بناء المسجد الذي تقام
فيه الصلاة على القبر بحيث يكون القبر جزءاً منه ،
فالحديث خاص بالصلاة على
(عين) القبر أو إليه عبادة كما تقدّم .
وجزى الله الشيخ
محمود خير الجزاء أنْ شرح ووضّح وأفاد وأمتع في هذه المسألة بكتابه القيم (
كشف السّتور عمّا أُشكل مِن أحكام القبور )...فليراجع
ومن يعترض بقوله أن المسجد النبوي خاص بالنبي صلى الله
عليه وسلم
فالرد عليه أن الخصوصية في الأحكام بالنبي صلى الله عليه
وسلم تحتاج إلى دليل والأصل أن الحكم عام ما لم يرد دليل
يثبت الخصوصية ولا دليل، فبطلت الخصوصية المزعومة في هذا
الموطن ونزولاً على قول الخصم من أن هذه خصوصية للنبي صلى الله
عليه وسلم ـ وهو باطل كما بينا من الأدلة ـ
فالجواب أن هذه الحجرة دفن فيها سيدنا أبو بكر رضي الله
عنه، ومن بعده سيدنا عمر رضي الله عنه والحجرة متصلة
بالمسجد فهل الخصوصية انسحبت إلى أبي بكر وعمر رضي
الله عنهما أم ماذا ؟
والصحابة يصلون في المسجد المتصل بهذه الحجرة التي بها
ثلاثة قبور والسيدة عائشة رضي الله عنها تعيش في هذه الحجرة
وتصلي فيها صلواتها المفروضة والمندوبة ألا يعد هذا فعل
الصحابة وإجماعًا عمليًّا لهم.
قال العلامة محمد متولي الشعراوي
س : يردد بعض الناس أن الصلاة في المساجد التي فيها
مقاصير للأولياء والصالحين حرام ..ويذهب المتطرفون إلى
أنها باطلة ..بل إلى أنها كفر ..لأن هذا تعظيم للقبور ..فما هو
الرأي الصحيح ؟
جـ :نقول لهؤلاء : اذهبوا إذن واهدموا المسجد
النبوي ، فإذا قلتم :أن فيه النبي ،فإني أقول لكم :إن فيه أيضا أبا
بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ،والمسلمون يصلون ،وهو على اليمين مرة ،وعلى الشمال مرة ، وفي
الخلف مرة
،بل وفي
الأمام مرة .
وهؤلاء لا يعرفون معنى
كلمـة (مقصورة) التـي يدفن فيهـا النبي أو الولـي الصـالح
..... إن معنـاها ( محبوسة )..أي أنها محجوزة عن المسجد، والقبر لا يتعداها .... وعلى هذا فأنا لا أتخذ من القبر مسجد
العلامة محمد متولي الشعراوي " أنت تسأل والإسلام
يجيب"الجزء2 ص 79 مطبعة دار البعث –قسنطينة- سنة 1988.
وملخص ما سبق إذا كان القبر في داخل المسجد ويوجد فاصل من
سور او حائط او ستارة
فإن الصلاة جائزة وصحيحة عند الأئمة غاية الأمر
أنهم قالوا : يكره أن يكون القبر أمام المصلى لما فيه من التشبه بالصلاة إليه
أبو أويس- عدد الرسائل : 1576
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
مواضيع مماثلة
» طلب إيضاح لمعنى سجود الشّمس؟.
» قوله تعالى (وَمَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ )
» حديث شريف..
» حديث قُدسي
» حديث قُدسي.
» قوله تعالى (وَمَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ )
» حديث شريف..
» حديث قُدسي
» حديث قُدسي.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 13:27 من طرف الطالب
» تصحيح مفاهيم حول مشيخة التربية والإرشاد
اليوم في 9:17 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
اليوم في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس