قبس من جذوة الإحسان

قبسٌ من جذوة الإحسان

بسم الله الرّحمان الرّحيم

و الصّلاة و السّلام على رسوله
النّبيّ المصطفى الأسعد الكريم و على آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والتكريم

سادتي الأفاضل و أحبابي الكرام ، سلاما وتحيّةً من الأعماق مرسلة على جناح الشّوق والاشتياق تمرّ على سفينة الوفاق
و تشقّ عباب بحر العشاق ترتدي ثوب المحبّة و الأشواق تسير نحو حضرة الملك الخلّاق
بكلّ عزم واشتياق على قدم و ساقِ فالتفّت السّاق بالسّاقي (إلى ربّك يومئذ المساق)
فمالها من حجاب و لا واق و ازدانت الأحداق بمشاهد الوجود و مظاهر الخلّاق.

أيّها الرّفاق ذَوو الأفهام والأذواق استفدتُ و تعلّمتُ فرسّخت من موارد المعاني و فاضت الأواني بتجلّيات المعاني
وامتلأت الكؤوس بخمرة القدّوس إنّ الطّريقة حقيقة فائضة متفتّقة للسّائرين الواصلين على درب مشاهدات الغيب فمن
أراد الإبحار و الغوص في محيطها لها صبغة خاصّة توجّه و قصد وتأنس إذ كلّ شيء لها
و بها و منها و إليها (قل كل يعمل على شاكلته) لها شرع و شكر و قصد و نظر و حقّ
وشكرووصل بلطفٍ ، تحرّر العبد من العبودية لغير الله تعالى علما و ذوقاومعرفة *من ذاق طعم شراب
القوم يدريه ** و من دراه غدا بالرّوح يشريه ولو تعوّضَ
أرواح و جاد بها ** من كلّ طرفة عين لا يساويه ودو الصّبابة
لو يسق على[b]**عدد الأنفاس والكون كأس ليس يرويه[/center]
أدليْتُ بدلوي البسيط في هذا المحيط
الواسع العميق فغرق وجودي عند ثبات شهودي و سَمَت بي همّة مقصودي لأسمى المراتب و
ذاك في صفاء ورودي و دوام عهودي اضمحلّت دنيّتي و ذابت صفات عصيّتي ذبحتُ نفسي
بموسي قُدسي فزال لبسي بلا امتراء سئمتْ رائحة الغطاء قبل فتح الزجاجة (الزجاجة
كأنّها كوكب دريّ) فصرتُ بلا أنا فأين السّوى إذا الملك على العرش استوى غاب عنّي
حسّي وزال لبسي و أصبحتُ بالنّور مكسي و استنار يومي و أمسي و صرتُ غير مَنْسي في
جميع جنسي و طحتُ بكعبة قُدسي و هتف هاتف
سرّي إيّاك تنسى فانتبهت في ظلمة الرّمس و باتت حقيقة نفسي من أسفلي إلى رأسي
هيهات هيهات أن أترك ناسي وخمرة كأسي وأتناسي بجلاّسي ملأتُ كأسي بخمرة سكري و
لازمتُ شُكري ساعة فكري مورد مدامي و جلاء أسقامي و ذهاب أوهامي شيخي الهمام و
قطبي السّامي من أنار ليلي و دهري وأيامي من كان إمامي و قدّامي سقاني و أواني
وأفتاني و أوصاني حتّى انتهتُ من نومي و أحلامي و استنارت أفكاري بأفهام فما زال
يرعاني من كلّ عين وأوثان فهو ديني
ودنياي وآخرتي صاحبني في موتي و حشري و
بعثي ونشري و عيشي وفقري وناري ونوري
وعزّي وفخري إنّني أهواه فلا أنساه دومًا أراه بكلّ مكان و هو إسلامي وإيماني و
إحساني عبد لربه به أطاع ولحكمه انصاع عبادتي شرع بأبدان وسير قصد بإيمان ووصلي
جمع بإحسان نور ضريحي عند انتهاء أيّامي
صرتُ كما كنتُ و رجعتُ كما بدأتُ كنزًا مُطلْسَمًا متشكّلا بأواني فأفناني عن
وجودي من أوَانِي و أبْقاني بكلّ مكان وزمان وشأن هذه قطرة من دنّ كيسان فسبحان
الواحد المهيمن الصّمدان المتنزّه عن الشّريك والثّان وصلّى الله وسلّم على
رسوله الأسعد العدنان وعلى آله و
صحبه ومن تبعهم بإحسان ‘لى يوم البعث والتداني وعلى كلّ من اطّلع على مواهب الإخوان.

و السّلام من
العبد الضّعيف الفاني المرتجي العفو و الغفران و سلام على كلّ الإخوان

** الزاوية الإسماعيلية بحيّ العمّال الرديف البوزيدي علي**

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30