بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مارس 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
31 |
سَقَاني الهَوى كَأسًا مِن الحُبِّ صَافِيًا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سَقَاني الهَوى كَأسًا مِن الحُبِّ صَافِيًا
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على الحبيب وآله
أما بعد :
اعلم أيّها العاشق الفاني المتيّم في حضرة التداني الذي أحرقت حمّى الصبابة قلبه وفؤاده حتى أضحى الغرام أنفاسه ومراده أنه لا سير ولا وصول من غير شرب من كيسان المحبّة وكيزان المودّة فليس لك من مذاقات الطريق إلا ما شربته من رحيقه المختوم ونلته من سرّه المكتوم
قال العاشق المتيّم:
سَقَاني الهَوى كَأسًا مِن الحُبِّ صَافِيًا *** فَيَـــا لَيْتَه لَمَّا سَقَاني سَــــــقَاكُمُ
لمّا اشتعلت لواعج نار المحبّة بين أضلعه طلب بني جنسه وبحث عن أحباب أنسه في معناه وحسّه حيث يتقابل العاشق مع معشوقه والحبيب مع محبوبه كما قيل :
لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** ولا الصبابة الا من يعانيها
لذلك قال ( فَيَـــا لَيْتَه لَمَّا سَقَاني سَــــــقَاكُمُ ) حيث اشتكى المعنّى حال سطوة صبابته ومجاذيب فيض محبّته حتى يعذره العذول
الذي لن يفهم ترانيم بوحه وتقاطيع نوحه في نظم سطوره بين كاسات خموره إلاّ عند الشرب من نفس كأسه عند مجمع جلاّسه...
فكأنّه يريد منهم عند تقديم عذره ببثّ شكواه وأمانيه لهم لتخفيف بلواه أن يبادلوه نفس الشكوى حتّى يعدّهم من أهل الهوى والبلوى
وهكذا حال كلّ شارب محبّ فهو يرى أنه شرب بحار المحبّة وغيره لم يذق شيئا سنّة الشكاية وسبيل الحكاية عند كلّ منادمة رواية ولو أنهم شربواأضعاف ما شرب ..
إذ ليس في مذهبه كتم محبّة ولا سكوت عن لواعج مودّة فلا محبّ عنده من لم يكن في نهاره بائحا ولا شارب لديه من لم يقض ليله نائحا...
لذلك عرّف نوع شرابه فذكر إثارته قلق الشوق بلا صبر وأنه يستنهض أظعان الحادي إلى السير بيد أنه وصفه ابتداء معبرا عنه بلا كلفة ولا عناء قائلا:
( سَقَاني الهَوى كَأسًا مِن الحُبِّ صَافِيًا )
ذاكراأن الذي سقاه كأس الحبّ هو الهوى نفسه أي العذري منه وهو العشق الصافي السليم العفيف من شوائب الحظوظ والعلل فشتّان بين أن يسقيك المحبّ أو الحبيب وبين أن يسقيك الحبّ نفسه من كأسه فتضحى بعد ذلك أنت وصفه كما قال سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه ذاكرا هذا الوصف فيه :
( سقيت من كأس الحبّ ثم ملكته *** فصار ملكا لديّ في مدّة الدّهر )
فهو في البداية سقي منه أي إلى حدّ تمام السكر والثمالة ثمّ تمام الصحو والكمالة ثمّ ملك تلك الكأس ومعنى ملكها أي أضحت وصفا له فكأنه أصبح هو الحبّ نفسه أو أنّه أصبح الهوى نفسه الذي يشرب منه العاشق جميع أنواع محابه
لمّا وصف المعنّى معنى كأسه من فيض غيبته عن حسّه في حضرة خلاّن أنسه نعتها كونها ( كَأسًا مِن الحُبِّ صَافِيًا ) فأطلق على الحبّ الذي هو أصل وكأس الحبّ الذي هو فرع صفة الصفاء أي لطهوريتها وقدسيتها فهي منزّهة عن الحسّ والغبش كميل الأهواء أو نزغات الأدواء...
فمعنى صفائها كالماء المطلق الطهور الذي هو ماء حياة القلوب والأرواح في عالم البقاء بعد سكرها من خمر التوحيد في عالم الفناء وشربها من لبن الفطرة في رياض النور والبهاء وعسل الحظوة في مجلس السعادة والهناء
وإنّما ذكر كأسا واحدة دون جمع كاسات لأنّ كأس الحبّ واحدة لا تعدّد فيها إذ لا ينقص مدد فيضها ولا ينفذ شرابها كما قيل :
فما نفد الشراب ولا رويت
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: سَقَاني الهَوى كَأسًا مِن الحُبِّ صَافِيًا
علي كتب:بسم الله الرحمان الرحيموالصلاة والسلام على الحبيب وآله
قال سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه ذاكرا هذا الوصف فيه :( سقيت من كأس الحبّ ثم ملكته *** فصار ملكا لديّ في مدّة الدّهر )
بارك الله فيكم سيدي علي وزادكم فى العلم بسطة وجمعني الله وإياكم وكل إخواننا فى مشارق الأرض ومغاربها فى ديوان أهل الله ومحبيه تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم ولروح سيدي أحمد العلاوى أهدي تخميس الفاضل عبد الحليم اللوجي :
أضحت مطاف ندامى الأنس حضرته ... وجملت بهجة الحانات نضرته
ما زال مذ شعشعت في الكأس خمرته ... يسقى ويشرب لا تلهيه سكرته
عن المدام ولا يلهو عن الكاس
ابو ضياء- عدد الرسائل : 205
العمر : 64
الموقع : لى بالحمى قوم عرفت بحبهم
العمل/الترفيه : انا الفقيراليكم والغنى بكم ** فليس لى بعدكم حرص على احد
المزاج : فى سليمى وهواها كم وكم ذابت قلوب
تاريخ التسجيل : 01/09/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 14:12 من طرف الطالب
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:20 من طرف أبو أويس
» ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع.
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:26 من طرف أبو أويس
» ما هى أسباب عدم الفتح على كثير من السالكين فى هذا الزمان ؟
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:19 من طرف أبو أويس
» من وصايا الشّيخ أحمد العلاوي للشّيخ محمّد المدني رضي الله عنها
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:16 من طرف أبو أويس
» لماذا وقع الإمام الجنيد مغشيا عليه
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:14 من طرف أبو أويس
» من كرامات الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه وقدس سره
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:11 من طرف أبو أويس