بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
ديسمبر 2023
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
31 |
إمتاع السائل بعلوم المنازل
صفحة 1 من اصل 1
إمتاع السائل بعلوم المنازل
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه
ذهاب سيّدنا موسى إلى سيّدنا الخضر عليهما السلام هو ذهاب حضرة الأحكام التشريعية إلى حضرة الإلهام التصريفية فهو لقاء بين الحضرتين عند مجمع البحرين بحر الشريعة وبحر الحقيقة فتعلّقت حضرة الظاهر بعالم الأسماء في الأحكام كما قال تعالى ( إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيرا ) وقال تعالى ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) ..
فحضرة الظاهر حضرة معقولات ( قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ) متى علمنا أن العقل مناط التكليف فهو الأصل في الخلافة ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ) فتعليم الأسماء مرتبة عقلية لا تتحقّق الخلافة الآدمية الظاهرة إلا بها ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) فما قال مثلا ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في السماء خليفة ) بل ذكر ظاهر المحلّ فدلّ على الأسماء الذي هو عالم حجاب إذ لو لا حجاب الحكمة ما أحسن أحد العيش عند ظهور القدرة فلفسدت الأرض التي أمر الله تعالى باصلاحها قال بعض العارفين ( حجبهم بالاسم فعاشوا ولو ابرز لهم علوم القدرة لطاشوا )
فالرسولية والرسالة متعلّقها الأحكام الشرعية الفقهية وهي ركن الإسلام ومتعلّقها الأصول الإيمانية وهي ركن الإيمان بينما النبوّة متعلقها خاصّة ركن الإيقان وركن الإحسان فهي سير وسلوك ومعارف لدنية وعوارف ربانية وعلوم تحقيقية ومقامات وأحوال وتمكين وتلوين فكلّ ما تشهده عند أهل الولاية من ذلك فإنما هو ميراث عن الأنبياء كما ورد في الحديث ( العلماء ورثة الأنبياء )
فمنهم من ورث من العلوم الظاهرة وهم علماء الشريعة والفقهاء ومنهم من ورث من العلوم الباطنة وهم العارفون بالله تعالى والواصلين من المريدين فإن شئت أن تقول أن علوم الرسل الظاهرة ورثها علماء الظاهر فنبغوا فيها حتى صارت مذاهب متنوّعه مجمع على صحّتها تلقتها الأمّة بالقبول فعملت بها أجيال بعد أجيال كالمذاهب الأربعة وغيرها من المذاهب الصحيحة المشهورة وأخرى غير مشهورة فعمّ الإنتفاع بها .
كان مقام سيّدنا موسى مقام أسمائي وهو مقام الرسالة الذي هو مقام حكم الشرع الموافق لحكم العقل إذ لا يمكن بحال أن يخالف العقل الشرع ولا الشرع العقل لذلك بدأ الوحي بقوله تعالى ( إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) فذكر له أن قراءة القرآن المنزل عليه ستكون - بالإسم - وهي نزول القرآن من منازله القلبية إلى مراتبه العقلية حتى يقع فهمه وادراكه كما قال تعالى ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )...
لأنه لا يوجد لغة من لغات الناس قديما أو حديثا يمكنها تأدية هذا الدور وهذه الوظيفة غير اللغة العربية التي نزل من خلالها تفصيل الدين في مراتبه كلّها كما قال تعالى ( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )..
فنزول القرآن باللغة العربية لم يكن صدفه ولا عبثا ولا ظلما بل حقّا ( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) فلا يوجد لغة من ولا لسان من الألسنة يمكنه تبليغ الدين كما بلّغه اللسان العربي كما قا تعالى ( وإنَّهُ لَتَنْزيلُ رَبِّ العَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرينَ بِلِسَاٍن عَرَبِيٍّ مُبِينٍ )...
فانظر إلى ذلك الترابط المستقيم العجيب : ( - لَتَنْزيلُ رَبِّ العَالَمِينَ - نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين - عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرينَ - بِلِسَاٍن عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) ففي الحقيقة أهل الأرض جميعهم مطالبون بتعلم وقراءة اللغة العربية ولا كرامة لهم في تركها فضلا عن احتقارها أو الإستهزاء بأهلها ليفوزوا يوم القيامة وينجحوا في الدنيا ..
وليس العكس كما نراه اليوم من تجفيف في البلدان الغربية خاصّة لمنابع تعليم اللغة العربية لغة القرآن حتى أمسى أهلها يستحيون من التلفظ بها في المحاضرات العالمية فكأنّها أمست لغة مركّب نقص عند المستغربين من العرب كما نراه في وسائل الإعلام خاصة في دولة تونس ذلك البلد العلماني بامتياز حيث أن غالبية الاعلاميين تجدهم يتلفظون كثيرا في برامجهم باللغة الفرنسية عوضا عن العربية ..
تستشعر منهم إرادة الخروج من جلدتهم حتى يكونوا فرنسيين بينما لا ترى قطعا أصلا وفصلا إعلاميا واحد في إعلام الغرب يتكلم باللغة العربية في برامجهم التلفزيونية المختلفة فلماذا يحتقر العرب اليوم لغتهم العربية ويستحيون منها رغم أنّها لغة القرآن فهي أشرف لغة مقارنة بلغات الأرض الأخرى وأكرمها وأرقاها فيكون مقياس التقدم عندهم والتحضّر هو اتقان اللغة الأنقليزية أو الفرنسية مثلا وغيرهما وأن معيار التقدّم هو الغاء كتاتيب القرآن للأطفال ؟
فما هذه المفاهيم العوجاء رغم أن الله تعالى يقول ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ) فالقرآن لا خوف من تعليمه للكبير والصغير على حدّ سواء لأنّه كتاب نور وهدى فقط يجب محاربة المفاهيم المغلوطة التي يتبناها الإرهابيون من الفرق المبتدعة الضالة يضللون بها عقول الشباب خاصة الذين لا علم لهم لكن لا علاقة لهذا بتعليم القرآن للأطفال وفتح الكتاتيب القرآنية ..
ذكرت لك هذا حتى تعلم المناسبات بين الظاهر والباطن من حيث تفصيل العلوم وبيان الفهوم فلا يأسرك ظاهر اللفظ فتُفصل عن مدد معانيه فتكون من الجاهلين أو تستهلكك سطوة معانيه فتحجبك عن التقيّد بمبانيه فتكون من الزائغين ..
لأنّ دأب أهل الزيغ البحث عن تأويل المتشابهات من الآيات وترك المحكمات من اليقينيات لذلك يخاف العارفون من هذا المنحى الخطير فقالوا ( ربَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ) لأنّ الزيغ غالبا يكون بعد الهداية ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ) لتدرك أنّ الزيغ هو زيغ القلوب وأن الطغيان هو طغيان النفوس فالنفس متى طغت ادعت الألوهية كالدجال وفرعون أو ادعت الرسولية والنبوّة كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح وغيرهم أو ادّعت الولاية والمعرفة والإرادة وهؤلاء كثير أو ادّعت العلم والفهم ... الخ .. من دركات طغيانها
فطغيان النفوس عالمه عالم ظلمة فالمؤمن الصادق من يراقب قلبه من دخول الظلمة في مختلف مقام الدين وأحواله ولولا بقاء باب التوبة مفتوح لهلكنا وهلك كثير غيرنا فمن رحمة الله تعالى بعباده ترك باب التوبة مفتوحا لجميع خلقه سواء من علا شأنه أو نزل ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )
ثمّ نفصّل بعد هذا مناطات الحكم في عوالمه الثلاثة :
- عالم التشريع
- عالم التصريف
- عالم الروحانية
ثمّ نذكر تفصيل عدم دخول تلك العوالم في بعضها البعض مهما استشكلت صورتها الظاهرة علينا فلا يبغي بعضها على بعض وكون المقصود هو الحكم التشريعي والحكم التصريفي وكون الحكم الروحاني الحقيقي ينسحب في أصله إلى أحد شقين :
إما شرعي أو أو تصريفي مع ذكر من يمثل هذا الحكم أو ذلك المنفرد به في الحكم به كانفراد سيدنا موسى في الحكم بحكم الظاهر في حضرة علم الباطن التي يمثلها الحكم أو في حضرة الحكم الروحاني التي يمثلها سيدنا سليمان عليه السلام متى علمنا أنّ حضرة الملك الروحانية يجتمع فيها جميع الأصناف : الربانيون ( كصاحب سليمان ) الروحانيون ( كالعفريت من الجن ) الشياطين ...الخ
فنبيّن العلوم الخضرية من حيث عالم التصريف في عالم الحكمة والإرادة والحفظ ..الخ والحضرة الموسوية من حيث عالم التشريع في عالم الأمر والنهي من حيث أصل علوم الأسماء ( وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) والحضرة السليمانية من حيث النبوة وحضرة ذي القرنين من حيث الولاية
قد يسأل سائل لماذا لم تذكر قصّة سليمان في سورة الكهف فالجواب أنّ سورة الكهف سورة مخصصة لذكر الأولياء من الأقطاب والأفراد بينما سيدنا سليمان نبيّ من الأنبياء فتذكر قصّته مستقلة لذاتها فتلك حضرته بينما جرى ذكر سيدنا موسى في سورة الكهف لاظهار علم الخضر ومقامه فكان الحكم له على موسى ..
..
.
علي-
عدد الرسائل : 1129
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» سُمُّ النفس أشد من سمِّ الحية
» صلاة لسيدي رفيق بريبش
» من جواهر العارفين
» الصلاة العظيمة للسيد أحمد بن إدريس صاحب العلم النفيس"رضي الله عنه"
» وصية سيدي أبى الحسن الشاذلي رضي الله عنه
» صلَّى الله عليه وسلم
» هل تعلم لماﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻻ ﻳﻔﺘﻰ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟؟؟
» من حكم مولانا الشيخ سيدي محمد المدني رضي الله عنه
» من إبداعات سيدي رفيق بريبش التوزري
» أمر العامة بالأخذ من الكتاب والسنة حق أريد به باطل
» لماذا سمي يوم التروية بيوم التروية:
» من رسائل سيدي فتحي السلامي القيرواني إلى بعض مريديه 1
» الإختلاف ليس في المنقول ولكن في العقول :
» مذاقات من بحر وحي المناجاة