بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أغسطس 2022
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 31 |
الدقائق في تمييز علوم الحقائق
الدقائق في تمييز علوم الحقائق
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وآله
أما بعد :
سمعت أحد ساداتنا العارفين يقول فيما معناه : الحديث في معاني علوم الحقائق والتكلم بالعلوم اللدنية والمعارف الربانية لا يكون حقيقة وعلى وجهه الأكمل وتحقيقه الأشمل إلا بعد الفتح والوصول ..
قلت : لا ريب أن هذا الكلام صحيح إذ لا يعقل أن يعبّر عن الحقائق إلاّ معاينها وهي إلى قسمين : حقائق ملكوتية وحقائق جبروتية أو قل حقائق كشفية بحسب مراتب الكشف وحقائق شهودية بحسب مراتب المشاهدة
الصنف الأوّل من أهل الكشف آيتهم ( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا ) مع العلم أنّهم لا يصلون إلى تلك المنزلة إلاّ بذكر الله تعالى على نعت السلوك والسير كما قال تعالى في أوّل الآية ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ )
الصنف الثاني وهو الصنف المشار إليه بالعرفان والفتح والشهود آيتهم من كتاب الله تعالى ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) وقوله تعالى ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) وقوله تعالى ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) أنظر كيف قال هنا ( لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) فلم يعبّر بقوله " خلق " عوض ( فطر ) لأن هذا المشهد أعلى من مشهد الصنف الأول القائلين ( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا ) فهؤلاء كانوا في مرحلة التفكّر في الخلق بينما سيّدنا إبراهيم عليه السلام عندما كان يعاين في الكوكب والقمر والشمس كان يبحث الخروج من عالم التقييد إلى عوالم الإطلاق فلم يكن مبحثه في تلك المرحلة عن خلق تلك الكواكب والقمر والشمس ..
لذا كانت مباحث علوم التصوّف صنفان :
- صنف علوم أنوار
- صنف علوم أسرار
الصنف الأوّل متعلّقه علوم الشرائع ومنها فيوضات علوم الشريعة على أصحابها فكان الأئمّة والجهابذة من أصحاب المذاهب الكثيرة وأيضا متعلقه علوم الطرائق فكان مشايخ التربية والترقية والصنف الثاني متعلقه علوم الحقائق فكان العارفون والأقطاب والأبدال والأفراد وجميع مراتب أهل الولاية
قال سيدي ابن عطاء الله السكندري ( رُبَّمَا عَبَّرَ عَنِ الْمَقَامِ مَنِ اسْتَشْرَفَ عَلَيْهِ وَرُبَّمَا عَبَّرَ عَنْهُ مَنْ وَصَلَ إِلَيْهِ وَذَلِكَ مُلْتَبِسٌ إِلاَّ عَلَى صَاحِبِ بَصِيرَةٍ )
هذا يعطي أن التعبير قد يحصل من المستشرف كما أنه قد يحصل من الواصل لكن لا يميّز فيما بينهما إلا صاحب بصيرة أي بصيرة يميّز بها بين العارف الواصل وبين المستشرف اللاحق أو المريد السائر هذا فيما يخص الصادقين فما بالك إذن بالكاذبين والمدعين والمتشدقين ممن نراهم اليوم اكتسحوا ساحة الحديث في علوم المقامات والأحوال ودقائق العرفان والحقائق - منهم العبد الفقير الذي انتحل وصف العارف الكامل والمحقق الواصل في غفلة من أهل الحقّ - نسأل الله تعالى الغفران والعفو وأن يجعل ما كتبناه لنا لا علينا فإن خطر الكلام في الدين في مقاماته الثلاثة من غير علم أمر جلل خطير ومهلكة وشرر مستطير قال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ) نعوذ بالله من درك الشقاء ..
من هنا اختلط اليوم الحابل بالنابل في مجال التصوّف وتحدّث في علومه سواء معتقدا أو منتقدا كلّ من هبّ ودبّ .. منهم من يكتب بحسب ما يمليه خاطر شيطانه عليه ومنهم من يكتب بحسب ما تمليه خواطر نفسه عليه وهو يحسب أنه يحسن صنعا وقانا الله تعالى من ذلك .
قال لي أحد ساداتنا العارفين " قد تصل النفس إلى فهم مسألة أو مسائل في علوم التصوّف والمعاني الحسنة ولكن لا يعني هذا معرفتها أو تحقيقها أو وصولها "
نرى اليوم توزيع رتب ومقامات كثيرة خاصّة بسادات أهل الطريقة على كلّ من انتحل صفة شيخ أو صوفي أو على من صدر منه قول حسن في مسألة أو مسائل أو عبّر عن ذوق معتبر رغم أن العرفان لا تكون مقاييسه مجرّد كتابات أو بثّ أشواق ومحاب أو خطابة وفصاحة أو حفظ ما ورد في كتب الصوفية بل حقيقة العلوم الصوفية ما كان من واردات رحمانيةوعلوم لدنية ومعارف ربانية من فيوضات وفتوحات .. فليس هو حكاية أقوال حتى لا نكون ممّن : ( أما الخيام فإنها كخيامهم *** وأرى نساء الحي غير نسائها. )
فأول قدم اليوم لتجديد التصوف ومعانيه يتمثل في البحث عن الربانيين الحقيقيين وتقديمهم واظهارهم للناس وخدمتهم بكلّ ممكن حتى يتسنى لهم نشر هداياتهم ودعوتهم ومعارفهم وعلومهم وليس التصدّر مكانهم ومحاولة تسوّر مقاماتهم مع محاولة اخماد أنوارهم والحطّ من أقدارهم فمن هنا يبدأ التجديد فالمتقدمون اليوم للحديث عن تجديد التصوّف هم من الذين سطوا وانتحلوا وصف الصوفية والصوفية الحقّة منهم براء مع ظهور صنف جديد من هؤلاء هم ( صوفية الفيسبوك ) فحدث عن ذلك ولا حرج ..
والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وآله
أما بعد :
سمعت أحد ساداتنا العارفين يقول فيما معناه : الحديث في معاني علوم الحقائق والتكلم بالعلوم اللدنية والمعارف الربانية لا يكون حقيقة وعلى وجهه الأكمل وتحقيقه الأشمل إلا بعد الفتح والوصول ..
قلت : لا ريب أن هذا الكلام صحيح إذ لا يعقل أن يعبّر عن الحقائق إلاّ معاينها وهي إلى قسمين : حقائق ملكوتية وحقائق جبروتية أو قل حقائق كشفية بحسب مراتب الكشف وحقائق شهودية بحسب مراتب المشاهدة
الصنف الأوّل من أهل الكشف آيتهم ( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا ) مع العلم أنّهم لا يصلون إلى تلك المنزلة إلاّ بذكر الله تعالى على نعت السلوك والسير كما قال تعالى في أوّل الآية ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ )
الصنف الثاني وهو الصنف المشار إليه بالعرفان والفتح والشهود آيتهم من كتاب الله تعالى ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) وقوله تعالى ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) وقوله تعالى ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) أنظر كيف قال هنا ( لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) فلم يعبّر بقوله " خلق " عوض ( فطر ) لأن هذا المشهد أعلى من مشهد الصنف الأول القائلين ( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا ) فهؤلاء كانوا في مرحلة التفكّر في الخلق بينما سيّدنا إبراهيم عليه السلام عندما كان يعاين في الكوكب والقمر والشمس كان يبحث الخروج من عالم التقييد إلى عوالم الإطلاق فلم يكن مبحثه في تلك المرحلة عن خلق تلك الكواكب والقمر والشمس ..
لذا كانت مباحث علوم التصوّف صنفان :
- صنف علوم أنوار
- صنف علوم أسرار
الصنف الأوّل متعلّقه علوم الشرائع ومنها فيوضات علوم الشريعة على أصحابها فكان الأئمّة والجهابذة من أصحاب المذاهب الكثيرة وأيضا متعلقه علوم الطرائق فكان مشايخ التربية والترقية والصنف الثاني متعلقه علوم الحقائق فكان العارفون والأقطاب والأبدال والأفراد وجميع مراتب أهل الولاية
قال سيدي ابن عطاء الله السكندري ( رُبَّمَا عَبَّرَ عَنِ الْمَقَامِ مَنِ اسْتَشْرَفَ عَلَيْهِ وَرُبَّمَا عَبَّرَ عَنْهُ مَنْ وَصَلَ إِلَيْهِ وَذَلِكَ مُلْتَبِسٌ إِلاَّ عَلَى صَاحِبِ بَصِيرَةٍ )
هذا يعطي أن التعبير قد يحصل من المستشرف كما أنه قد يحصل من الواصل لكن لا يميّز فيما بينهما إلا صاحب بصيرة أي بصيرة يميّز بها بين العارف الواصل وبين المستشرف اللاحق أو المريد السائر هذا فيما يخص الصادقين فما بالك إذن بالكاذبين والمدعين والمتشدقين ممن نراهم اليوم اكتسحوا ساحة الحديث في علوم المقامات والأحوال ودقائق العرفان والحقائق - منهم العبد الفقير الذي انتحل وصف العارف الكامل والمحقق الواصل في غفلة من أهل الحقّ - نسأل الله تعالى الغفران والعفو وأن يجعل ما كتبناه لنا لا علينا فإن خطر الكلام في الدين في مقاماته الثلاثة من غير علم أمر جلل خطير ومهلكة وشرر مستطير قال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ) نعوذ بالله من درك الشقاء ..
من هنا اختلط اليوم الحابل بالنابل في مجال التصوّف وتحدّث في علومه سواء معتقدا أو منتقدا كلّ من هبّ ودبّ .. منهم من يكتب بحسب ما يمليه خاطر شيطانه عليه ومنهم من يكتب بحسب ما تمليه خواطر نفسه عليه وهو يحسب أنه يحسن صنعا وقانا الله تعالى من ذلك .
قال لي أحد ساداتنا العارفين " قد تصل النفس إلى فهم مسألة أو مسائل في علوم التصوّف والمعاني الحسنة ولكن لا يعني هذا معرفتها أو تحقيقها أو وصولها "
نرى اليوم توزيع رتب ومقامات كثيرة خاصّة بسادات أهل الطريقة على كلّ من انتحل صفة شيخ أو صوفي أو على من صدر منه قول حسن في مسألة أو مسائل أو عبّر عن ذوق معتبر رغم أن العرفان لا تكون مقاييسه مجرّد كتابات أو بثّ أشواق ومحاب أو خطابة وفصاحة أو حفظ ما ورد في كتب الصوفية بل حقيقة العلوم الصوفية ما كان من واردات رحمانيةوعلوم لدنية ومعارف ربانية من فيوضات وفتوحات .. فليس هو حكاية أقوال حتى لا نكون ممّن : ( أما الخيام فإنها كخيامهم *** وأرى نساء الحي غير نسائها. )
فأول قدم اليوم لتجديد التصوف ومعانيه يتمثل في البحث عن الربانيين الحقيقيين وتقديمهم واظهارهم للناس وخدمتهم بكلّ ممكن حتى يتسنى لهم نشر هداياتهم ودعوتهم ومعارفهم وعلومهم وليس التصدّر مكانهم ومحاولة تسوّر مقاماتهم مع محاولة اخماد أنوارهم والحطّ من أقدارهم فمن هنا يبدأ التجديد فالمتقدمون اليوم للحديث عن تجديد التصوّف هم من الذين سطوا وانتحلوا وصف الصوفية والصوفية الحقّة منهم براء مع ظهور صنف جديد من هؤلاء هم ( صوفية الفيسبوك ) فحدث عن ذلك ولا حرج ..
_________________
إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عَنّي
علي-
عدد الرسائل : 1104
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

» اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله
» قبسٌ من جذوة الحقائق
» منهاج طريق الصوفية بحسب الحقائق الإبراهيمية
» "الرؤيا من دقائق علوم المكاشفة".
» من علوم التصوّف
» قبسٌ من جذوة الحقائق
» منهاج طريق الصوفية بحسب الحقائق الإبراهيمية
» "الرؤيا من دقائق علوم المكاشفة".
» من علوم التصوّف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» أفضل ما يقال في يوم عرفة
» من أهم الرسائل (دستور الصوفية)
» رسالة من شيخنا سيدي إسماعيل الهادفي رضي الله عنه لبعض المحبين
» الاتبياء و المرسلين 25
» صلاة النور المضيء
» سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
» الأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها
» لماذا قيل: لا يفتى ومالك في المدينة
» المصطفى في عيون بعض محبيه
» من روائع القصائد النبويَّة
» من روائع القصائد النبويَّة
» اللإحسان الرّكن الثّّالث للدّين
» صلاة المدد
» صلاة االتجاء