بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أكتوبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ ..
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ ..
{ لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا }
يقرؤون هذه الآية ثمّ يمرون عليها مرور الكرام وهي وإن كانت نازلة في أحوال أهل الكهف فمثل هذه الأحوال باقي سريانها في كلّ الأزمان والأمكنة ما دامت مقامات وأحوال أهل الولاية الربانية موروثة
ثم ليدلك بهذه الآية على غور أحوال أهل الولاية الربانية وكون مشاهدها الجمالية والجلالية من مدد الحضرة الإلهية كأن الولي العارف مجلى من صفات الحق جل وعلا لذلك قال له ( لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا )
لأنه سيشهد تجليا ربانيا فيهم لم يشهده قبل ذلك في أحد سواهم فهذا الفرار والرعب سيكون من الله حقيقة وليس من أهل الكهف العباد الضعفاء الذين أووا إلى الكهف فرارا من الذي خافوا بطشه بهم
فكان الخطاب في هذه الآية خطاب أحوال حيث الدلالة على البواطن وليس المراد فقط مشهد ظواهر الأجساد منهم وإن كانت الصورة الظاهرة في هذا المشهد تتوافق مع صورة الباطن حالة الرقود حيث يتحد الظاهر والباطن بمعنى يتحد مشهد البصر مع مشهد البصيرة كخروج باطن جمال يوسف عليه السلام على شكل وجهه الظاهر لذلك { فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ } فما نطقوا إلا بحقيقة ما استشعروه من وصف الملكوت محل جمال الأنوار فكأنهن غبن عن حسّهنّ فما أحسسن بقطعهن أيديهن ومن غاب عن حسه دخل حضرة محسوسه الذي غاب فيه
لذلك قال تعالى { لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ } إشارة إلى أن مدار القصة على يوسف وإخوته دون سائر أفرادها ممن جاء ذكرهم فيها فهي آيات للسائلين أي السالكين من المريدين والطالبين من المتوجهين دون غيرهم خاصة كما قال تعالى { إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ } أي السائلين بصدق وإرادة دون غيرهم أما غير السائلين فلست قريبا منهم هذا القرب الخاص ولا أستجيب لهم تلك الإجابة الخاصة
فكانت قصة يوسف عليه السلام بداية قصة ولايته الربانية لتعلقها بالمقامات والأحوال والعلم والتأويل لذلك غلب عليه وصف " الصديقية " فيقال يوسف الصديق كما قال من نجا من صاحبي السجن { يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا ... } فما قال " يوسف أيها النبيّ " بل قال " أيها الصديق " مبالغة في وصف الصدق لتعلق تأويل الرؤى بصدق الحديث والحال والمقام لذا ورد في معنى الحديث " أصدقكم حديثا أصدقكم رؤيا "
وإنما يتحد باطن الولي مع ظاهره عندما تستهلك الروح جسدها القائمة فيه بعد تحررها من سجنه نتيجة تزكية النفس واتمام تنويرها فينطوي الجسد تحت سطوة حال الروح فيصبح في طي قبضتها في مثل تلك الأحوال التي لا تكون في كل الأوقات
كما حدث للنبي عليه الصلاة والسلام ليلة عرج به حيث كان جسده الشريف في طي قبضة روحه الطاهر المقدس لذلك من مات وهو على هذا المشهد والحال لا تأكل الأرض جسده غالبا من غير الأنبياء كأقطاب الأولياء وكمل الأصفياء
لأنه مات في طي قبضة روحه وتحت حكمها وتصرفها حاله كحال الشهداء الذين أكرمهم الله تعالى بحفظ أجسادهم بحفظه كرامة لهم لأنهم استشهدوا في سبيله فذواتهم مقدسة
وليس هذا الأمر لسائر أهل الولاية ممن تأكل الأرض أجسادهم وإنما لخواصهم خاصة من جمع بين الشهادة وبين الولاية أي المعرفة بالله تعالى ككبار الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
فكان مشهد أهل الكهف مشهد انطواء عالم ملكهم أي حسهم في عالم ملكوتهم أي معناهم لذلك قال تعالى { لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ } فما قال " لو نظرت إليهم أو لو رأيتهم أو ما يفيد مجرد مشهد الصورة دون المعنى "
لكن معنى الإطلاع يفيد الولوج إلى المكامن والبحث عن غور الأطوار كما قال تعالى في ذكر هذا المعنى { قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ } فلولا فعل الإطلاع منه لما رأى قرينه في جهنم يعذب
كأن فعل الإطلاع هنا فعل اختياري فكأنه جعله مخيرا في هذا الإطلاع دون الإجبار أو الأمر وكذلك يفيد معنى السماح له بالإطلاع على أحوالهم ومقاماتهم تفصيلا واجمالا فردا فردا فبمقدوره صلى الله عليه وسلم الإطلاع عليهم لكن الله تعالى أعلمه بما سيؤول إليه حاله عند ذلك الإطلاع
قد يسأل سائل كيف يخاف رسول الله منهم وهو سيد الوجود وصاحب المقام المحمود فلا يسبقه سابق ولا يلحقه لاحق في العلوم ولا الأحوال أو الفهوم ؟
الجواب : أن هذا الرعب والفرار لا ينقص من قدره الشريف شيئا لأن كل داخل على حضرة ولي ولو كان هذا الداخل نبيّ من الأنبياء سيدخل في وصف فقره وتجرده كما دخل موسى رسول الله وكليمه على حضرة الخضر ولي الله بالفقر والتجريد وإن كان موسى دخل في مقام طلب العلم بالإتباع والتسليم فسيدخل صلى الله عليه وسلم على حضرتهم التي اختصهم الله تعالى بها في مقام الإطلاع على أحوالهم ومقاماتهم فسيرى ويشاهد تجلي الله تعالى عليهم بما فيه أقامهم وبه اختصهم
مسألة الخوف والرعب تحدث لأي إنسان مادام هذا الإنسان متكون من روح وجسد فحقيقة بشرية كل بشر لا بدّ أن تأخذ حقيقتها في كل إنسان مهما كانت ضئيلة أو كثيرة ومهما تشكل النور أو تهيكل في وصف البشرية لذلك حدث الذعر عند نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم فدثرته خديجة رضي الله عنها وكان يلقى شدة عليه الصلاة والسلام عند نزول الوحي عليه
قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا
إذا فلا عجب في قوله تعالى { لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا }
أما هم لو اطلعوا على ذرة من حقيقته المحمدية الأصلية فضلا عن حقيقته الأحمدية لذابوا وفنوا فكيف لو اطلعوا على أحواله ومقاماته الخاصة به صلى الله عليه وسلم مما لا يعلمها نبي مرسل ولا ملك مقرب لا في الدنيا ولا في الآخرة
الناس تخاف من الأسد والعقرب وكل مجلى إلهي ضار لكنهم يغفلون عن مشاهدة تلك المجالي التي يقول فيها في الحديث القدسي ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) فكل من وجدوه يخاف من الله تعالى عند أهل الله تعالى كونهم من أحبابه يغضب لغضبهم ويرضى لرضاهم يسخرون منه كونه يخاف من فاني لا يضر ولا ينفع
حتى سقطت حرمة الربانيين والذاكرين والعلماء العاملين من قلوب المسلمين في هذا الزمن المظلم لشدة غفلتهم عن الله تعالى وهم يتلون قوله تعالى ولا يتدبرونه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚلَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }
فإذا كان هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له { لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا } فكيف بأمثالنا في حضرات أهل الولاية من الربانيين الحقيقيين من الأقطاب والأبدال والأفراد ؟ لذا رحمة بالخلق أخفى الله تعالى أولياءه عن أعين الخلق فلا يهتدي إلى معرفتهم إلا من علم الله الصدق في قلبه وكان أهلا لصحبتهم أو لشقي يريد الله معاقبته فيوقعه إليهم ليسيء أدبه معهم فينال عقوبة ذلك من باب ( من آذى لي وليا فقد آذنته بحرب )
لذلك اطلب من الله تعالى أن يدلك على أوليائه ولا تنسى أن تطلب منه في نفس طلبك أن يرزقك الأدب معهم والصدق في صحبتهم فهذا أولى وأولى وإلا فالهالك في هذه الطريقة أكثر من الناجي فيها
يقرؤون هذه الآية ثمّ يمرون عليها مرور الكرام وهي وإن كانت نازلة في أحوال أهل الكهف فمثل هذه الأحوال باقي سريانها في كلّ الأزمان والأمكنة ما دامت مقامات وأحوال أهل الولاية الربانية موروثة
ثم ليدلك بهذه الآية على غور أحوال أهل الولاية الربانية وكون مشاهدها الجمالية والجلالية من مدد الحضرة الإلهية كأن الولي العارف مجلى من صفات الحق جل وعلا لذلك قال له ( لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا )
لأنه سيشهد تجليا ربانيا فيهم لم يشهده قبل ذلك في أحد سواهم فهذا الفرار والرعب سيكون من الله حقيقة وليس من أهل الكهف العباد الضعفاء الذين أووا إلى الكهف فرارا من الذي خافوا بطشه بهم
فكان الخطاب في هذه الآية خطاب أحوال حيث الدلالة على البواطن وليس المراد فقط مشهد ظواهر الأجساد منهم وإن كانت الصورة الظاهرة في هذا المشهد تتوافق مع صورة الباطن حالة الرقود حيث يتحد الظاهر والباطن بمعنى يتحد مشهد البصر مع مشهد البصيرة كخروج باطن جمال يوسف عليه السلام على شكل وجهه الظاهر لذلك { فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ } فما نطقوا إلا بحقيقة ما استشعروه من وصف الملكوت محل جمال الأنوار فكأنهن غبن عن حسّهنّ فما أحسسن بقطعهن أيديهن ومن غاب عن حسه دخل حضرة محسوسه الذي غاب فيه
لذلك قال تعالى { لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ } إشارة إلى أن مدار القصة على يوسف وإخوته دون سائر أفرادها ممن جاء ذكرهم فيها فهي آيات للسائلين أي السالكين من المريدين والطالبين من المتوجهين دون غيرهم خاصة كما قال تعالى { إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ } أي السائلين بصدق وإرادة دون غيرهم أما غير السائلين فلست قريبا منهم هذا القرب الخاص ولا أستجيب لهم تلك الإجابة الخاصة
فكانت قصة يوسف عليه السلام بداية قصة ولايته الربانية لتعلقها بالمقامات والأحوال والعلم والتأويل لذلك غلب عليه وصف " الصديقية " فيقال يوسف الصديق كما قال من نجا من صاحبي السجن { يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا ... } فما قال " يوسف أيها النبيّ " بل قال " أيها الصديق " مبالغة في وصف الصدق لتعلق تأويل الرؤى بصدق الحديث والحال والمقام لذا ورد في معنى الحديث " أصدقكم حديثا أصدقكم رؤيا "
وإنما يتحد باطن الولي مع ظاهره عندما تستهلك الروح جسدها القائمة فيه بعد تحررها من سجنه نتيجة تزكية النفس واتمام تنويرها فينطوي الجسد تحت سطوة حال الروح فيصبح في طي قبضتها في مثل تلك الأحوال التي لا تكون في كل الأوقات
كما حدث للنبي عليه الصلاة والسلام ليلة عرج به حيث كان جسده الشريف في طي قبضة روحه الطاهر المقدس لذلك من مات وهو على هذا المشهد والحال لا تأكل الأرض جسده غالبا من غير الأنبياء كأقطاب الأولياء وكمل الأصفياء
لأنه مات في طي قبضة روحه وتحت حكمها وتصرفها حاله كحال الشهداء الذين أكرمهم الله تعالى بحفظ أجسادهم بحفظه كرامة لهم لأنهم استشهدوا في سبيله فذواتهم مقدسة
وليس هذا الأمر لسائر أهل الولاية ممن تأكل الأرض أجسادهم وإنما لخواصهم خاصة من جمع بين الشهادة وبين الولاية أي المعرفة بالله تعالى ككبار الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
فكان مشهد أهل الكهف مشهد انطواء عالم ملكهم أي حسهم في عالم ملكوتهم أي معناهم لذلك قال تعالى { لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ } فما قال " لو نظرت إليهم أو لو رأيتهم أو ما يفيد مجرد مشهد الصورة دون المعنى "
لكن معنى الإطلاع يفيد الولوج إلى المكامن والبحث عن غور الأطوار كما قال تعالى في ذكر هذا المعنى { قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ } فلولا فعل الإطلاع منه لما رأى قرينه في جهنم يعذب
كأن فعل الإطلاع هنا فعل اختياري فكأنه جعله مخيرا في هذا الإطلاع دون الإجبار أو الأمر وكذلك يفيد معنى السماح له بالإطلاع على أحوالهم ومقاماتهم تفصيلا واجمالا فردا فردا فبمقدوره صلى الله عليه وسلم الإطلاع عليهم لكن الله تعالى أعلمه بما سيؤول إليه حاله عند ذلك الإطلاع
قد يسأل سائل كيف يخاف رسول الله منهم وهو سيد الوجود وصاحب المقام المحمود فلا يسبقه سابق ولا يلحقه لاحق في العلوم ولا الأحوال أو الفهوم ؟
الجواب : أن هذا الرعب والفرار لا ينقص من قدره الشريف شيئا لأن كل داخل على حضرة ولي ولو كان هذا الداخل نبيّ من الأنبياء سيدخل في وصف فقره وتجرده كما دخل موسى رسول الله وكليمه على حضرة الخضر ولي الله بالفقر والتجريد وإن كان موسى دخل في مقام طلب العلم بالإتباع والتسليم فسيدخل صلى الله عليه وسلم على حضرتهم التي اختصهم الله تعالى بها في مقام الإطلاع على أحوالهم ومقاماتهم فسيرى ويشاهد تجلي الله تعالى عليهم بما فيه أقامهم وبه اختصهم
مسألة الخوف والرعب تحدث لأي إنسان مادام هذا الإنسان متكون من روح وجسد فحقيقة بشرية كل بشر لا بدّ أن تأخذ حقيقتها في كل إنسان مهما كانت ضئيلة أو كثيرة ومهما تشكل النور أو تهيكل في وصف البشرية لذلك حدث الذعر عند نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم فدثرته خديجة رضي الله عنها وكان يلقى شدة عليه الصلاة والسلام عند نزول الوحي عليه
قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا
إذا فلا عجب في قوله تعالى { لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا }
أما هم لو اطلعوا على ذرة من حقيقته المحمدية الأصلية فضلا عن حقيقته الأحمدية لذابوا وفنوا فكيف لو اطلعوا على أحواله ومقاماته الخاصة به صلى الله عليه وسلم مما لا يعلمها نبي مرسل ولا ملك مقرب لا في الدنيا ولا في الآخرة
الناس تخاف من الأسد والعقرب وكل مجلى إلهي ضار لكنهم يغفلون عن مشاهدة تلك المجالي التي يقول فيها في الحديث القدسي ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) فكل من وجدوه يخاف من الله تعالى عند أهل الله تعالى كونهم من أحبابه يغضب لغضبهم ويرضى لرضاهم يسخرون منه كونه يخاف من فاني لا يضر ولا ينفع
حتى سقطت حرمة الربانيين والذاكرين والعلماء العاملين من قلوب المسلمين في هذا الزمن المظلم لشدة غفلتهم عن الله تعالى وهم يتلون قوله تعالى ولا يتدبرونه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚلَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }
فإذا كان هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له { لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا } فكيف بأمثالنا في حضرات أهل الولاية من الربانيين الحقيقيين من الأقطاب والأبدال والأفراد ؟ لذا رحمة بالخلق أخفى الله تعالى أولياءه عن أعين الخلق فلا يهتدي إلى معرفتهم إلا من علم الله الصدق في قلبه وكان أهلا لصحبتهم أو لشقي يريد الله معاقبته فيوقعه إليهم ليسيء أدبه معهم فينال عقوبة ذلك من باب ( من آذى لي وليا فقد آذنته بحرب )
لذلك اطلب من الله تعالى أن يدلك على أوليائه ولا تنسى أن تطلب منه في نفس طلبك أن يرزقك الأدب معهم والصدق في صحبتهم فهذا أولى وأولى وإلا فالهالك في هذه الطريقة أكثر من الناجي فيها
علي- عدد الرسائل : 1132
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ ..
اللهم دلنا واجمعنا باوليائك وارزقنا الادب في صحبتهم وانفعنا بهم بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
جزاك الله خيرا شيخ علي
جزاك الله خيرا شيخ علي
احمد محمد البطش- عدد الرسائل : 2
العمر : 61
تاريخ التسجيل : 10/09/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الأحد 22 سبتمبر 2024 - 1:08 من طرف الطالب
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس
» رسالة من شيخنا الى أحد مريديه رضي الله عنهما
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:49 من طرف أبو أويس
» مقام الجمع
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:40 من طرف أبو أويس
» تقييمات وإحصائيات في المنتدى
الثلاثاء 30 يوليو 2024 - 6:36 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الإثنين 29 يوليو 2024 - 23:50 من طرف علي
» *** الأحديث القدسيّة ***
الإثنين 24 يونيو 2024 - 22:26 من طرف ابو اسامة
» ((معلومة قيِّمة وهامَّة))
الأربعاء 12 يونيو 2024 - 23:57 من طرف ابو اسامة
» من عجائب المخلوقات (( النحل ))
الجمعة 24 مايو 2024 - 23:02 من طرف ابو اسامة
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس