من كلام الصوفي حمدون القصار

أورد لنا مرة أستاذنا عبارات مكتوبة عن أحد كبار الصوفية رضي الله عنه ونفعنا به آمين:

: سئل حَمْدُونُ القَصَّارُ: " متى يجوزُ للرَّجل أن يتكلم على الناسِ؟ " .فقال: " إذا تَعيَّن عليه أداء فرض من فرائض الله فى علمه، أو خاف هلاكَ إنسان فى بدعة، يرجو أن يُنْجِيه اللهُ تعالى منها بعلمه " .

وقيل لحَمدون: " ما بالُ كلام السَّلف أنفعُ من كلامنا؟ " .قال: " لأنهم تكلموا لعِزِّ الإسلام، ونجاةِ النفوس، ورضا الرحمنِ؛ ونحن نتكلمُ لِعِزِّ النَّفْس، وطلب الدنيا، وقُبولِ الخلق " .

وقال حَمْدون: " أصلُ رُفِع الأُلْفة من بين الأخوان حبُّ الدنيا " .

وقال لحمدون رجُل من أصحابه: " كيف أَعْمل؟! لابدَّ لى من مُعامِلة هؤلاء الجُنْدِ، فمذا ترى لى؟! " .قال: " إن كنتَ تعلمُ يقيناً انك خيرٌ منهم، فلا تعامِلهم " .

وسأله يوماً أبو القاسم المُنَادِى (سأل حمدون) عن مسألةٍ. فقال له حَمْدونُ: " أرى فى سُؤالك قُوةً وعزَّةَ نفس!. أتظنُّ انكَ قد بلغتَ بهذا السُّؤالِ الحالَ الذى تُخْبر عنُه؟!. أين طريقةُ الضَّعْفِ والفَقْرِ، والتضرعِ والالتجاءِ؟!. عندى أنَّ من ظن نفسه خيرٌ من نفس فِرْعَوْن فقد أظهر الكبرَ " .

: قلت (القائل أخصّ تلاميذه) لأبى صالحٍ حَمْدون: " أَوْصني! " . فقال: " إن استطعت أَلاْ تَغْضب لشىءٍ من الدُّنيا فافعل " .

 حمدون القصار شيخ الملامة في نيسابور من كبار الصالحين، من لديه النية أن يجاهد نفسه على العمل بما ورد في هذه الستة نقول عنه؟