بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
المرشد الرباني في طريق الوصول إلى الله (٢)
صفحة 1 من اصل 1
المرشد الرباني في طريق الوصول إلى الله (٢)
#معارف_كأنك_تراه
بسم الله الرحمن الرحيم
#المُرْشد (2)
تكلمنا في المنشور السابق أنَّه متى صحَّ صدقُ المريدِ في طلب وجه الله ومرضاته؛ ألقاه الله بين يدَي الوَرَثَة الصادقين ، الذين يدلَّونه على ما به نجاته، ويَطْوونَ له بُعدَ الطريق، ويكشفون له –بحسب استعداده – عن أسرار الشريعة ؛ حتى يذوق في باطنه حلاوةَ الإيمان .
ولا يكفي العلمُ بأحكام الشريعةِ لسلوك المرء في طريق الإحسان وحده ، وذلك لأنّ العلمَ بأحكام الشريعة كالصُّوَر ، وإنَّما روحُها هو الإخلاص ، والإخلاص لا يُنال بالتعلُّم ، لأنَّه عملٌ قلبي باطني ، والعمل القلبي لا ظهور له - من حيث هو عملٌ قلبي- حتى يعلمه المرءُ من الكُتُب ، وإنَّما العمل القلبي شأنه الذوق ،والذوق لا يناله إلا صاحبه ، فلا يُعطى بقواعد ،ولا ينال بالكتب ولا بإلقاء المحاضرات .
قال تعالى : {وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ حُنَفَاۤءَ}
وقال سبحانه : { إِنَّاۤ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ مُخۡلِصࣰا لَّهُ ٱلدِّینَ}
قال سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه ( الأعمالُ صورٌ قائمةٌ ، وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها)
إذاً فلحصول هذا الذوق القلبي - الذي لاينال بالقراءة والتعليم كما هو شأن بقية العلوم ،والذي تحيا به صور العبادات- لا بدّ من صحبة الوارث الذائق، فإنَّ الحالَ يؤثِّرُ في الحال، ويسري في باطن الصاحب من صاحبه، كما هو مُشَاهدٌ معلوم .
ولأجل هذا؛ أمَرَ الحقُّ سبحانه عبادَه بصحبة الصالحين الصادقين، قال تعالى { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ }.
فانظر لقوله أولاً { ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ} والتقوى في القلوب كما قال صلى الله عليه وسلم (التقوى ههنا) وأشار لصدره الشريف، صلى الله عليه وسلم.
ثم عطف تعالى هذا الأمر بالأمر الآخر: {وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ} ، فإنَّ الذوق القلبي للإيمان والتقوى لايتصل إلا بصحبة الذائقين ،وتحقّق الذوق لا يكون إلا عن سريان حال الذائق في باطن غير الذائق حتى يذوق .
والسرُّ في هذا قوله تعالى : {وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ)
وقوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوا۟ وَّٱلَّذِینَ هُم مُّحۡسِنُونَ}
فنسَبَ معيته – تعالى- للمتقين وأهل الإحسان ، فمَن صحبهم سرت فيه هذه الأنوار وانقشع عنه ظلام الجهل والأكدار .
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تتَّضح فائدة الصحبة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا ، يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ ، يُسَبِّحُونَكَ ، وَيُكَبِّرُونَكَ ، وَيُهَلِّلُونَكَ ، وَيَحْمَدُونَكَ ، وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا : لَا ، أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ ، قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ . قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟ قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ . قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا ، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا . قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ . فَيَقُولُ : وَلَهُ غَفَرْتُ ، هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ) .
وفي رواية البخاري : ( قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ : فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ ، قَالَ هُمْ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ) .
يتبع..
بسم الله الرحمن الرحيم
#المُرْشد (2)
تكلمنا في المنشور السابق أنَّه متى صحَّ صدقُ المريدِ في طلب وجه الله ومرضاته؛ ألقاه الله بين يدَي الوَرَثَة الصادقين ، الذين يدلَّونه على ما به نجاته، ويَطْوونَ له بُعدَ الطريق، ويكشفون له –بحسب استعداده – عن أسرار الشريعة ؛ حتى يذوق في باطنه حلاوةَ الإيمان .
ولا يكفي العلمُ بأحكام الشريعةِ لسلوك المرء في طريق الإحسان وحده ، وذلك لأنّ العلمَ بأحكام الشريعة كالصُّوَر ، وإنَّما روحُها هو الإخلاص ، والإخلاص لا يُنال بالتعلُّم ، لأنَّه عملٌ قلبي باطني ، والعمل القلبي لا ظهور له - من حيث هو عملٌ قلبي- حتى يعلمه المرءُ من الكُتُب ، وإنَّما العمل القلبي شأنه الذوق ،والذوق لا يناله إلا صاحبه ، فلا يُعطى بقواعد ،ولا ينال بالكتب ولا بإلقاء المحاضرات .
قال تعالى : {وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ حُنَفَاۤءَ}
وقال سبحانه : { إِنَّاۤ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ مُخۡلِصࣰا لَّهُ ٱلدِّینَ}
قال سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه ( الأعمالُ صورٌ قائمةٌ ، وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها)
إذاً فلحصول هذا الذوق القلبي - الذي لاينال بالقراءة والتعليم كما هو شأن بقية العلوم ،والذي تحيا به صور العبادات- لا بدّ من صحبة الوارث الذائق، فإنَّ الحالَ يؤثِّرُ في الحال، ويسري في باطن الصاحب من صاحبه، كما هو مُشَاهدٌ معلوم .
ولأجل هذا؛ أمَرَ الحقُّ سبحانه عبادَه بصحبة الصالحين الصادقين، قال تعالى { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ }.
فانظر لقوله أولاً { ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ} والتقوى في القلوب كما قال صلى الله عليه وسلم (التقوى ههنا) وأشار لصدره الشريف، صلى الله عليه وسلم.
ثم عطف تعالى هذا الأمر بالأمر الآخر: {وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ} ، فإنَّ الذوق القلبي للإيمان والتقوى لايتصل إلا بصحبة الذائقين ،وتحقّق الذوق لا يكون إلا عن سريان حال الذائق في باطن غير الذائق حتى يذوق .
والسرُّ في هذا قوله تعالى : {وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ)
وقوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوا۟ وَّٱلَّذِینَ هُم مُّحۡسِنُونَ}
فنسَبَ معيته – تعالى- للمتقين وأهل الإحسان ، فمَن صحبهم سرت فيه هذه الأنوار وانقشع عنه ظلام الجهل والأكدار .
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تتَّضح فائدة الصحبة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا ، يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ ، يُسَبِّحُونَكَ ، وَيُكَبِّرُونَكَ ، وَيُهَلِّلُونَكَ ، وَيَحْمَدُونَكَ ، وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا : لَا ، أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ ، قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ . قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟ قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ . قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا ، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا . قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ . فَيَقُولُ : وَلَهُ غَفَرْتُ ، هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ) .
وفي رواية البخاري : ( قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ : فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ ، قَالَ هُمْ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ) .
يتبع..
عبدالله حرزالله- عدد الرسائل : 51
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 15/04/2015
مواضيع مماثلة
» التصوف بمسمياته الزائفة وبمعناه الحقيقي
» حينما أذهل القرآن قلب أفضل الشعراء
» من مهمات الطريق مراقبة الحق
» الشيخ مرآتك
» أبلغ عزيزا..
» حينما أذهل القرآن قلب أفضل الشعراء
» من مهمات الطريق مراقبة الحق
» الشيخ مرآتك
» أبلغ عزيزا..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:20 من طرف أبو أويس