ما أكثر المغرر بهم

ما أكثر المغرر بهم في زماننا تجدهم يلتفون حول المشايخ لقضاء حوائجهم او التوسط لهم في بعض الاغراض 
ومع ذلك يتبجحون أنهم لديهم منزلة خاصة عند الشيخ وقد نسوا أن الشيخ متخلق بأخلاق الشرع و يعامل الناس بحسب الظاهر و لربما مقتهم في الباطن و هم لا يشعرون 
فيكون ذلك سببت لبعدهم وحرمانهم لأنهم غفلوا عن حقيقة الصحبة وهي تجريد الاغراض من كل ما سوى الله 
بل منهم من يقربه الشيخ للسماع وهو صاحب صوت شجي فيظن انه مقدم في الحب 
على الآخرين ولربما ترفع عليهم
وقد جهل المسكين ان الشيخ لا يقدم في 
الحب إلا من قصده لوجه الله وسلب له 
الإرادة وصحح توجهه وكان مقصوده ومطلبه كيفية التخلص من نقصه وتزكية نفسه 
والتحقق بمراتب الكمال لا غير 
فكل هذه الآفات وغيرها موجودة حاليا في المريدين ومتفقرة العصر إلا من
رحم ربك ولعل هذا ما اتعب كثير 
من المشايخ حتى صار يقول بعضهم لدي مريد وآخر نصف مريد بل منهم مات بغصصهم ولم يخلف احدا وراءه كما نبه عليه الشعراني في بعض كتبه 
ومما يحضرني من القصص ان ابا السعود الجارحي الشاذلي سئل يوما عن اصحابه ؟
فقال : ليس لدي اصحاب ما جاءني احد يسأل عن فقره ولا عن شيء يوصله إلى الله 
فما فهم إلا من يقول استاذي ظلمتني او زوجتي تناكدني او جاريتي هربت مني أو شريكي خانني وقد كلت نفسي من ذلك كله !!
و ما وجدت الخير إلا في العزلة فيا ليتني لم اعرف ولم اعرف !
و الله أعلم ،،،،