بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
عباد الرحمان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عباد الرحمان
قال تعالى : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاما )
هؤلاء هم الملامتية من الصوفية أصحاب ستر المقامات والأحوال لغيبتهم عنها وفيها بالله تعالى
فذكر صفاتهم في هذه الآية على غاية من التحقيق المطلق الذي لا يعلم كنهه إلا الله تعالى
فذكرهم بأسمى صفاتهم وهي العبودية ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا )
ونسبهم إلى إسمه الرحمان الذي به إستوى على العرش لأنّ منشأهم من عين الرحمة والجمال فكانوا مضافين إلى إسمه الرحمان الذي علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان
فذكر جمعهم على إسمه الرحمان من حيث ( رحمتي سبقت غضبي ) فكانوا السابقين وهكذا حال الرحمة فلها السبق دائما ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) فكان السابق الذي لا يلحق والمقرّب الذي لا يدرك صلى الله عليه وسلّم
ومدحهم بالسكينة والوقار في مشيهم على الأرض وبالتواضع عليها لأن الأرض محلّ التواضع ومحلّ السكينة والوقار- وترى الأرض خاشعة- فإتّصفت بوصف الخليفة فيها
ثمّ ذكر علمهم اللّدني في قوله : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) فنعت من لم يعرف ويفهم علمهم بالجاهل فكانوا رحماء به فقالوا له سلاما
ودلّ على كتم علمهم عن غير أهله من الجاهلين به
وذكر وجود النكران عليهم في علومهم في قوله : وإذا خاطبهم الجاهلون
وهذا يدلّ على أنّ رشحات علمهم خرجت على ألسنتهم وذواتهم حالا ومقاما وإلاّ ما كلّمهم ولا خاطبهم الجاهلون
ومنها : أنهم لا يزكّون أنفسهم ولا يدلّون عليها لذا أظهرتهم الحضرة بذكر صفاتهم وهكذا كلّ من خفي فلا بدّ أن تظهره الحضرة من إسمها الظاهر
ومنها : ذكره أنّهم متدثّرون في وصف الرحمة فلا يخرج منهم إلا وصف الجمال لذا قالوا لهم : سلاما - وهو الأمان منهم أن لا يؤذون مخلوقا من خلق الله
ومنها : ذكر مشيهم في الأرض في تلك الصورة من السكينة والوقار والتواضع التي هي من علامات العلم والثبات وجميع مقامات التوحيد والإحسان , فما صار النكران عليهم إلا معاندة ومكابرة فيما به تحلّوا وخرجوا
ومنها : أنّ مخاطبة الجاهلين لهم تكون في وقت دون وقت كي لا يقفوا مع نفوسهم فلا يدوم لهم حال ولا يبقون في مقام لذا ذكر : مشيهم في الأرض
ومنها : ذكره أنّهم أهل تجريد في الغالب وأهل سياحة في قوله : يمشون في الأرض
ومنها : أنّ مشيهم هونا بالسكينة والوقار هو المشي اللطيف وهذا من أحكام الروح
ومنها : ذكره تعدّد سياحاتهم في الظاهرة والباطنة بالجسم والروح فتعدّد أصناف المنكرين عليهم لذا قال : وإذا خاطبهم الجاهلون - أي حيثما كانوا بحسب مراتب الجهل بكلّ حال وبكلّ مقام
ومنها : أنّهم مجموعون في الرحمة في وصف الإسم الرحمان , ومتفرّقون في مقامات العبادة أي في علم كلّ منهم فهو تعدّد مشاربهم , فجمعهم في وجه وفرّقهم من وجه لأن هذا من أحكام الجمع والفرق , فتلوّن هذا من كلّ وجه لأنه يقول : ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) وهو السير في الذات ( كلّ يوم هو في شأن )
ومنها : جمعهم في قوله ( عبادي ) وفرّقهم في هذا الجمع فلم يقل لهم عبدي وهذا ذكر لأهل الملامتية المنزّهون عن طلب المقامات والأحوال فقد لا ترى فيما بينهم صاحب مرتبة تصريف أو تسليك أو أية وظيفة فليست الوظائف من شأنهم
ومنها : أنهم أصحاب بواطن صافية فلا حقد بينهم ولا غشّ ولا حسد ( ألّف بين قلوبهم ) فأصبحوا بنعمته إخوانا وبه خلاّنا
ومنها : وجود الصحبة فيما بينهم فهم هنا وهناك مجموعون ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) ( إخوانا على سرر متقابلين ) أي غير متدابرين ( فلا تدابروا )
ومنها : جميع أحوالهم ومقاماتهم موصولة بإسمه الرحمان فلا ترى منهم إلا جمالا ودلالا
( هم القوم لا يشقى بهم جليسهم )
ومنها : حيثما حلّوا حلّت الرحمة معهم ( إلا بذكر الصالحين تتنزّل الرحمات ) فكيف بوجودهم معنا فكيف بخدمتنا ومحبّتنا لهم ( والمرء مع من أحبّ )
ومنها : أنّهم أهل فقر فهم الفقراء إليه في قوله ( يمشون على الأرض هونا )
ومنها : أن فقرهم وتجريدهم وسياحتهم مقدّم على علمهم وذوقهم وهو شاهدهم على ذلك في قوله ( يمشون على الأرض هونا ) فهو مقدّم على قوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
ومنها : ذكره وصف بشريتهم من حيث إحكام الشريعة في قوله ( يمشون على الأرض هونا ) لأنّ هذا يعطي قوله ( إياك نعبد )
ومنها : ذكر خصوصيتهم في قوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) وهذا يعطي قوله ( وإياك نستعين ) في خصوصيتنا , لأنه ( وما فعلته عن أمري )
ومنها : أنّهم أهل العناية الربانية في قوله ( وعباد الرحمان ) أي قبل خلق الإنسان فسبقت بهم العناية وقد قيل ( من سبقت له العناية لا تضرّه الجناية )
وقيل : إذا ما العناية لاحظتك عيونها *** فنم فالمخاوف كلّهنّ أمان
ومنها : أن سكينتهم ووقارهم في قوله ( يمشون على الأرض هونا ) نالوها بما تحلّوا به من وصف العلم والمعرفة لذا عطف بقوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
ومنها : أنّ المنكر عليهم جاهل مهما بلغ من العلم درجات
ومنها : حصول تعريف العلم وتعريف الجهل , فالعلم الحقيقي ما نالوه , والجهل حقيقة ما غاب من ذلك العلم الذي به إختصّوا
لذا نعت كلّ منكر عليهم بالجهل فتعيّن بأن العلم حقيقة هو علمهم وما عداه يسمّى جهل بالمقارنة مع علمهم , فكانت علوم المعرفة هي العلم وما سواه جهل
ومنها : ذكره بأن الكرامات لا تظهر عليهم في الغالب فلا يطيرون في الهواء ولا يمشون على الماء بل قال فيهم : ( يمشون على الأرض هونا )
ومنها : إشارته أنّ من كان هذا حاله هو المتمكّن من العلم راسخ القدم فيه
ومنها : أنّهم آثروا العبودية على إظهار الخصوصية فهم في أرض الخمول مدفونون ( يمشون على الأرض هونا )
ومنها : أنّهم مخالطون للعوام في قوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
ومنها : أنهم الرحمة للخلق في قوله ( قالوا سلاما )
ومنها : أن المنكرين يخاطبونهم بالجهل أمّا هم فلا يقولون إلا حقّا في قوله ( قالوا سلاما )
ومنها : في قوله ( قالوا سلاما ) إشارة إلى عالم البقاء فلا يظهرون من أحكام الفناء شيئا فهم باقون بالله تعالى
ومنها : أنهم بحكم بشريتهم صار الإنكار على علومهم فراعوا هذا الجانب فعذروا غيرهم في قوله ( قالوا سلاما)
ومنها : أنّهم متجرّدون في قوله ( الذين يمشون على الأرض هونا ) ومتسبّبون في قوله ( قالوا سلاما )
ومنها : أنّهم لم يظهروا علومهم للمنكرين فهي خاصّة بالمعتقدين لذا قالوا لمن أنكر عليهم ( قالوا سلاما ) أمّا المعتقدون فلا يقولون لهم هذا
ومنها : أنهم راعوا جانب الربوبية في قدرتها فتركوا لها التصريف في قوله ( يمشون على الأرض هونا )
ومنها : أنّهم تأدّبوا مع جانب الربوبية في علمها في قوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
ومنها : تبيان مراتب علوم الخواص في قوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون )
ومنها : بيان أنّ أهل هذا الوصف بهذا العلم يكون وصفهم العبودية المحضة فهم عبيد الحضرة أصحاب النظرة
ومنها : أنهم لا يبتغون إستكبارا في الأرض ولا فسادا في قوله ( يمشون على الأرض هونا )
ومنها : أنّ هذه من مراتب مقام الإحسان فكلّ شيء فيهم حسن
ومنها : أنّهم أهل صفاء في مشيهم على الأرض وفي محادثتهم مع الخلق
ومنها : أنهم لا يتّهمون غيرهم بالجهل لعلمهم بأنّ للناس مراتب في العلوم ومقادير لذا ما قالوا لهم إلا ( سلاما )
ومنها : أنّهم يتلطّفون مع المنكرين الجاهلين عسى أن يصيبهم شيئا من محاسنهم فيتعلّقون بسمتهم وهديهم في قوله ( قالوا سلاما )
ومنها : أنّهم أهل لطف لرقّة معانيهم في مشيهم على الأرض بسكينة ووقار وفي قولهم اللطيف ( قالوا سلاما )
ومنها : أنّهم متّفقون على عدم إظهار أسرار الله تعالى ومتفقون على الرحمة بخلق الله وهذا مذهبهم في قولهم بلسان جميعهم ( قالوا سلاما )
هؤلاء هم الملامتية من الصوفية أصحاب ستر المقامات والأحوال لغيبتهم عنها وفيها بالله تعالى
فذكر صفاتهم في هذه الآية على غاية من التحقيق المطلق الذي لا يعلم كنهه إلا الله تعالى
فذكرهم بأسمى صفاتهم وهي العبودية ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا )
ونسبهم إلى إسمه الرحمان الذي به إستوى على العرش لأنّ منشأهم من عين الرحمة والجمال فكانوا مضافين إلى إسمه الرحمان الذي علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان
فذكر جمعهم على إسمه الرحمان من حيث ( رحمتي سبقت غضبي ) فكانوا السابقين وهكذا حال الرحمة فلها السبق دائما ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) فكان السابق الذي لا يلحق والمقرّب الذي لا يدرك صلى الله عليه وسلّم
ومدحهم بالسكينة والوقار في مشيهم على الأرض وبالتواضع عليها لأن الأرض محلّ التواضع ومحلّ السكينة والوقار- وترى الأرض خاشعة- فإتّصفت بوصف الخليفة فيها
ثمّ ذكر علمهم اللّدني في قوله : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) فنعت من لم يعرف ويفهم علمهم بالجاهل فكانوا رحماء به فقالوا له سلاما
ودلّ على كتم علمهم عن غير أهله من الجاهلين به
وذكر وجود النكران عليهم في علومهم في قوله : وإذا خاطبهم الجاهلون
وهذا يدلّ على أنّ رشحات علمهم خرجت على ألسنتهم وذواتهم حالا ومقاما وإلاّ ما كلّمهم ولا خاطبهم الجاهلون
ومنها : أنهم لا يزكّون أنفسهم ولا يدلّون عليها لذا أظهرتهم الحضرة بذكر صفاتهم وهكذا كلّ من خفي فلا بدّ أن تظهره الحضرة من إسمها الظاهر
ومنها : ذكره أنّهم متدثّرون في وصف الرحمة فلا يخرج منهم إلا وصف الجمال لذا قالوا لهم : سلاما - وهو الأمان منهم أن لا يؤذون مخلوقا من خلق الله
ومنها : ذكر مشيهم في الأرض في تلك الصورة من السكينة والوقار والتواضع التي هي من علامات العلم والثبات وجميع مقامات التوحيد والإحسان , فما صار النكران عليهم إلا معاندة ومكابرة فيما به تحلّوا وخرجوا
ومنها : أنّ مخاطبة الجاهلين لهم تكون في وقت دون وقت كي لا يقفوا مع نفوسهم فلا يدوم لهم حال ولا يبقون في مقام لذا ذكر : مشيهم في الأرض
ومنها : ذكره أنّهم أهل تجريد في الغالب وأهل سياحة في قوله : يمشون في الأرض
ومنها : أنّ مشيهم هونا بالسكينة والوقار هو المشي اللطيف وهذا من أحكام الروح
ومنها : ذكره تعدّد سياحاتهم في الظاهرة والباطنة بالجسم والروح فتعدّد أصناف المنكرين عليهم لذا قال : وإذا خاطبهم الجاهلون - أي حيثما كانوا بحسب مراتب الجهل بكلّ حال وبكلّ مقام
ومنها : أنّهم مجموعون في الرحمة في وصف الإسم الرحمان , ومتفرّقون في مقامات العبادة أي في علم كلّ منهم فهو تعدّد مشاربهم , فجمعهم في وجه وفرّقهم من وجه لأن هذا من أحكام الجمع والفرق , فتلوّن هذا من كلّ وجه لأنه يقول : ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) وهو السير في الذات ( كلّ يوم هو في شأن )
ومنها : جمعهم في قوله ( عبادي ) وفرّقهم في هذا الجمع فلم يقل لهم عبدي وهذا ذكر لأهل الملامتية المنزّهون عن طلب المقامات والأحوال فقد لا ترى فيما بينهم صاحب مرتبة تصريف أو تسليك أو أية وظيفة فليست الوظائف من شأنهم
ومنها : أنهم أصحاب بواطن صافية فلا حقد بينهم ولا غشّ ولا حسد ( ألّف بين قلوبهم ) فأصبحوا بنعمته إخوانا وبه خلاّنا
ومنها : وجود الصحبة فيما بينهم فهم هنا وهناك مجموعون ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) ( إخوانا على سرر متقابلين ) أي غير متدابرين ( فلا تدابروا )
ومنها : جميع أحوالهم ومقاماتهم موصولة بإسمه الرحمان فلا ترى منهم إلا جمالا ودلالا
( هم القوم لا يشقى بهم جليسهم )
ومنها : حيثما حلّوا حلّت الرحمة معهم ( إلا بذكر الصالحين تتنزّل الرحمات ) فكيف بوجودهم معنا فكيف بخدمتنا ومحبّتنا لهم ( والمرء مع من أحبّ )
ومنها : أنّهم أهل فقر فهم الفقراء إليه في قوله ( يمشون على الأرض هونا )
ومنها : أن فقرهم وتجريدهم وسياحتهم مقدّم على علمهم وذوقهم وهو شاهدهم على ذلك في قوله ( يمشون على الأرض هونا ) فهو مقدّم على قوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
ومنها : ذكره وصف بشريتهم من حيث إحكام الشريعة في قوله ( يمشون على الأرض هونا ) لأنّ هذا يعطي قوله ( إياك نعبد )
ومنها : ذكر خصوصيتهم في قوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) وهذا يعطي قوله ( وإياك نستعين ) في خصوصيتنا , لأنه ( وما فعلته عن أمري )
ومنها : أنّهم أهل العناية الربانية في قوله ( وعباد الرحمان ) أي قبل خلق الإنسان فسبقت بهم العناية وقد قيل ( من سبقت له العناية لا تضرّه الجناية )
وقيل : إذا ما العناية لاحظتك عيونها *** فنم فالمخاوف كلّهنّ أمان
ومنها : أن سكينتهم ووقارهم في قوله ( يمشون على الأرض هونا ) نالوها بما تحلّوا به من وصف العلم والمعرفة لذا عطف بقوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
ومنها : أنّ المنكر عليهم جاهل مهما بلغ من العلم درجات
ومنها : حصول تعريف العلم وتعريف الجهل , فالعلم الحقيقي ما نالوه , والجهل حقيقة ما غاب من ذلك العلم الذي به إختصّوا
لذا نعت كلّ منكر عليهم بالجهل فتعيّن بأن العلم حقيقة هو علمهم وما عداه يسمّى جهل بالمقارنة مع علمهم , فكانت علوم المعرفة هي العلم وما سواه جهل
ومنها : ذكره بأن الكرامات لا تظهر عليهم في الغالب فلا يطيرون في الهواء ولا يمشون على الماء بل قال فيهم : ( يمشون على الأرض هونا )
ومنها : إشارته أنّ من كان هذا حاله هو المتمكّن من العلم راسخ القدم فيه
ومنها : أنّهم آثروا العبودية على إظهار الخصوصية فهم في أرض الخمول مدفونون ( يمشون على الأرض هونا )
ومنها : أنّهم مخالطون للعوام في قوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
ومنها : أنهم الرحمة للخلق في قوله ( قالوا سلاما )
ومنها : أن المنكرين يخاطبونهم بالجهل أمّا هم فلا يقولون إلا حقّا في قوله ( قالوا سلاما )
ومنها : في قوله ( قالوا سلاما ) إشارة إلى عالم البقاء فلا يظهرون من أحكام الفناء شيئا فهم باقون بالله تعالى
ومنها : أنهم بحكم بشريتهم صار الإنكار على علومهم فراعوا هذا الجانب فعذروا غيرهم في قوله ( قالوا سلاما)
ومنها : أنّهم متجرّدون في قوله ( الذين يمشون على الأرض هونا ) ومتسبّبون في قوله ( قالوا سلاما )
ومنها : أنّهم لم يظهروا علومهم للمنكرين فهي خاصّة بالمعتقدين لذا قالوا لمن أنكر عليهم ( قالوا سلاما ) أمّا المعتقدون فلا يقولون لهم هذا
ومنها : أنهم راعوا جانب الربوبية في قدرتها فتركوا لها التصريف في قوله ( يمشون على الأرض هونا )
ومنها : أنّهم تأدّبوا مع جانب الربوبية في علمها في قوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
ومنها : تبيان مراتب علوم الخواص في قوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون )
ومنها : بيان أنّ أهل هذا الوصف بهذا العلم يكون وصفهم العبودية المحضة فهم عبيد الحضرة أصحاب النظرة
ومنها : أنهم لا يبتغون إستكبارا في الأرض ولا فسادا في قوله ( يمشون على الأرض هونا )
ومنها : أنّ هذه من مراتب مقام الإحسان فكلّ شيء فيهم حسن
ومنها : أنّهم أهل صفاء في مشيهم على الأرض وفي محادثتهم مع الخلق
ومنها : أنهم لا يتّهمون غيرهم بالجهل لعلمهم بأنّ للناس مراتب في العلوم ومقادير لذا ما قالوا لهم إلا ( سلاما )
ومنها : أنّهم يتلطّفون مع المنكرين الجاهلين عسى أن يصيبهم شيئا من محاسنهم فيتعلّقون بسمتهم وهديهم في قوله ( قالوا سلاما )
ومنها : أنّهم أهل لطف لرقّة معانيهم في مشيهم على الأرض بسكينة ووقار وفي قولهم اللطيف ( قالوا سلاما )
ومنها : أنّهم متّفقون على عدم إظهار أسرار الله تعالى ومتفقون على الرحمة بخلق الله وهذا مذهبهم في قولهم بلسان جميعهم ( قالوا سلاما )
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: عباد الرحمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم بخير
وكل عام والمنتدى مزدان ومعطّر بأريج ما تكتبون من بدائع المعاني والفهوم.
والمتتبع لاحوال عباد الرحمان أو كما وصفتهم بالملامتية وصفاتهم يجد عندهم الفخر والعار والمدح والذم سواء،
ورد الناس وعداوتهم لهم او محبة الناس وقبولهم لهم لا يزيدهم ولا ينقصهم ، ولا يسمنهم ولا يضعفهم
وكل هذه الأضداد عندهم من لون واحد .
وقيل فيهم : « الملامتي لا يكون له من باطنه دعوى ، ولا من ظاهره تصنع ولا مراءاة ، وسره الذي بينه وبين الله لا يطلع عليه صدره ، فكيف الخلق ؟ ! ».
« سئل بعضهم ما صفة أهل الملامة ؟
فقال : دوام التهمة ، فإن فيها دوام المحاذرة ، ومن قويت محاذرته سهل عليه رد الشبهـات وتـرك السيئـات ».
ومن احوالهم التخفي عن أعين الناس أخفاهم الله إجلالاً لهم كما يصفهم الشيخ الأكبر ابن عربي فيقول :
«...هم رجال الله الذين اقتطعهم إليه وصانهم وحبسهم في خيام صون الغيرة
الإلهية في زوايا الكون أن تمتد إليهم عين فتشغلهم ... فحبس ظواهرهم في
خيام العادات والعبادات من الأعمال الظاهرة والمثابرة على الفرائض منها
والنوافل ، فلا يُعرفون بخرق عادة ، فلا يُعظمون ، ولا يشار إليهم بالصلاح
الذي في عرف العامة مع كونهم لا يكون منهم فساد ، فهم الأخفياء الأبرياء
الأمناء في العالـم ، الغامضون فـي النـاس » .
ومن احوالهم ان لا يدركوا للرياضة طعما لاستيلاء الربوبية على قلوبهم تحققاً وعلماً وهم على
صلاتهم على أداء الفرائض في الجماعات ، والدخول مع الناس في كل بلد بزي ذلك البلد ،
ولا يوطن مكاناً في المسجد ، وتختلف أماكنه في المسجد الذي تقام فيه الجمعة حتى تضيع عينه في غمار الناس ،
وإذا كلم الناس فيكلمهم ويرى الحق رقيـباً عليه في كلامه ، وإذا سمع كلام الناس سمع كذلك ،
ويقلل من مجالسة الناس إلا من جيرانه حتى لا يشعر به ، ويقضي حاجة الصغير
والأرملة ، ويلاعب أولاده وأهله بما يرضي الله تعالى ، ويمزح ولا يقول إلا
حقاً ، وإن عرف في موضع انتقل إلى غيره ، فان لم يتمكن له الانتقال استقضى
من يعرفه وألح عليهم في حوائج الناس حتى يرغبوا عنه ...
ثم أن هذه الطائفة إنما نالوا هذه المرتبة عند الله ، لأنهم صانوا قلوبهم أن يدخلها
غير الله أو تتعلق بكون من الأكوان سوى الله ، فليس لهم جلوس إلا مع الله
، ولا حديث إلا مع الله ، فهم بالله قائمون ، وفي الله ناظرون ، وإلى الله
راحلون ومنقلبون ، وعن الله ناطقون ، ومن الله آخذون ، وعلى الله متوكلون
، وعند الله قاطنون ، فما لهم معروف سواه ، ولا مشهود إلا إياه ، صانوا
نفوسهم عن نفوسهم فلا تعرفهم نفوسهم ، فهم في غيابات الغيب محجوبون ، هم
ضنائن الحق المستخلصون ، يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق مشي ستر وأكل
حجاب فهذه حالة هذه الطائفة ».
وكل عام وأنتم بخير
وكل عام والمنتدى مزدان ومعطّر بأريج ما تكتبون من بدائع المعاني والفهوم.
والمتتبع لاحوال عباد الرحمان أو كما وصفتهم بالملامتية وصفاتهم يجد عندهم الفخر والعار والمدح والذم سواء،
ورد الناس وعداوتهم لهم او محبة الناس وقبولهم لهم لا يزيدهم ولا ينقصهم ، ولا يسمنهم ولا يضعفهم
وكل هذه الأضداد عندهم من لون واحد .
وقيل فيهم : « الملامتي لا يكون له من باطنه دعوى ، ولا من ظاهره تصنع ولا مراءاة ، وسره الذي بينه وبين الله لا يطلع عليه صدره ، فكيف الخلق ؟ ! ».
« سئل بعضهم ما صفة أهل الملامة ؟
فقال : دوام التهمة ، فإن فيها دوام المحاذرة ، ومن قويت محاذرته سهل عليه رد الشبهـات وتـرك السيئـات ».
ومن احوالهم التخفي عن أعين الناس أخفاهم الله إجلالاً لهم كما يصفهم الشيخ الأكبر ابن عربي فيقول :
«...هم رجال الله الذين اقتطعهم إليه وصانهم وحبسهم في خيام صون الغيرة
الإلهية في زوايا الكون أن تمتد إليهم عين فتشغلهم ... فحبس ظواهرهم في
خيام العادات والعبادات من الأعمال الظاهرة والمثابرة على الفرائض منها
والنوافل ، فلا يُعرفون بخرق عادة ، فلا يُعظمون ، ولا يشار إليهم بالصلاح
الذي في عرف العامة مع كونهم لا يكون منهم فساد ، فهم الأخفياء الأبرياء
الأمناء في العالـم ، الغامضون فـي النـاس » .
ومن احوالهم ان لا يدركوا للرياضة طعما لاستيلاء الربوبية على قلوبهم تحققاً وعلماً وهم على
صلاتهم على أداء الفرائض في الجماعات ، والدخول مع الناس في كل بلد بزي ذلك البلد ،
ولا يوطن مكاناً في المسجد ، وتختلف أماكنه في المسجد الذي تقام فيه الجمعة حتى تضيع عينه في غمار الناس ،
وإذا كلم الناس فيكلمهم ويرى الحق رقيـباً عليه في كلامه ، وإذا سمع كلام الناس سمع كذلك ،
ويقلل من مجالسة الناس إلا من جيرانه حتى لا يشعر به ، ويقضي حاجة الصغير
والأرملة ، ويلاعب أولاده وأهله بما يرضي الله تعالى ، ويمزح ولا يقول إلا
حقاً ، وإن عرف في موضع انتقل إلى غيره ، فان لم يتمكن له الانتقال استقضى
من يعرفه وألح عليهم في حوائج الناس حتى يرغبوا عنه ...
ثم أن هذه الطائفة إنما نالوا هذه المرتبة عند الله ، لأنهم صانوا قلوبهم أن يدخلها
غير الله أو تتعلق بكون من الأكوان سوى الله ، فليس لهم جلوس إلا مع الله
، ولا حديث إلا مع الله ، فهم بالله قائمون ، وفي الله ناظرون ، وإلى الله
راحلون ومنقلبون ، وعن الله ناطقون ، ومن الله آخذون ، وعلى الله متوكلون
، وعند الله قاطنون ، فما لهم معروف سواه ، ولا مشهود إلا إياه ، صانوا
نفوسهم عن نفوسهم فلا تعرفهم نفوسهم ، فهم في غيابات الغيب محجوبون ، هم
ضنائن الحق المستخلصون ، يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق مشي ستر وأكل
حجاب فهذه حالة هذه الطائفة ».
أبو أويس- عدد الرسائل : 1576
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: عباد الرحمان
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا )
هؤلاء أهل الملامتية بإستحقاق فإنّ آياتهم غير متوفّرة في غيرهم وفي هذه الآية عدّة حقائق ومفاهيم لا يعرفها سواهم لأنّ الذوق في القرآن الكريم والخطاب الحكيم لا يدريه إلا من ذاقه بمعنى أنّ كلّ عارف من العارفين يذوق مقامه وحاله في القرآن ذوقا حقيقيا وحالا شعوريّا فيعبّر عنه بما معه من الفهم الذوقي الذي يتناول الفكرة وجولانها في ميادين الغيوب ثمّ رجوعها إلى عالم قلبه ببدائع المعاني والفهوم , وإنّما جالت الفكرة في ميادين غيوب القرآن بما معها من الصفاء والذوق فعلى قدر الصفاء يكون النظر وبحسب المقام يكون الكلام فهناك من يتكلّم بحقّ كحالة أهل هذه الآيات وهم السادة الملامتية رضي الله عنهم وقدّس أسرارهم العزيزة وهناك من يتكلّم بتقليد وهم الأتباع فشتّان ما بينهما
وقد إستنتجنا من هذه الآيات الكثير من الحكم نسردها بحكم تقليدنا لهؤلاء الرجال وليس بحكم تحقّقنا بما هم عليه من الأحوال الشريفة والحقائق العليا المنيفة لا والله بل هم ساداتنا نحبّهم ونرجو الله تعالى أن يحبّنا من أجل حبّنا لهم ( ومن يعظّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب ) فكيف بمحبّتها
فمن ذلك :
- ذكره سبحانه في هذه الآية أنّهم أهل محبّة له خالصة من شوائب العلل فذكر إنزواءهم وخلوتهم في الليل إليه فيختلي كلّ حبيب وحبيبه فيه وهم أحباب الله تعالى فقال تعالى ذاكرا أحوالهم مبيّنا أنوارهم (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ) قال عليه الصلاة والسلام : إنّي أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني )
- ومنها : أن مبيتهم كان لربّهم بلا شريك له كطلبهم للأحوال والمقامات أو الثواب فهم أهل إخلاص في العبادة وهذه لا تكون بغير محبّة فإن سرّ الإخلاص تولّده المحبّة التي هي في نهايتها علم ذوق من علوم أهل الكمال
- ومنها : أنّه قدّم ذكر سجودهم على ذكر قيامهم فدلّ على أنّهم أهل فناء وجذب فتغلب حقائقهم في هذا المقام شرائعهم متى توجّهوا في ذكرهم إليه
- ومنها : ذكره أنّهم أصحاب النظرة فتحصل لهم الجمعيّة والفناء من غير توجّه لذا سبّق سجودهم على قيامهم لأنّ القيام توجّه والسجود مواجهة
- ومنها : أنّه ذكر المبيت كناية عن حال الجمال والدلال والكمال وهذا يعطي مفهوم المحبّة فليس بين المحبّ وحبيبه إلا الأمان والسلام
- ومنها : ذكره محابه لهم وشوقه إلى لقائهم فكان الليل مجال هذا اللقاء وقد ورد بأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل لما فيه من أسرار ألهية وأنوار صمدية محلّ الإجابة والقبول
- ومنها : أنه ذكر جمعيتهم ومن ثمّ ذكر قيامهم بمعنييه
- ومنها : أنّه ذكر مبيتهم وأنّه مجال راحتهم وسكناهم وخمود بشريّتهم فكانت راحتهم عنده وسكناه في رداء صونه وستره فهم مطمئنّون عنده معتكفون لديه يأكلون ويشربون على موائد فضله ( إنّي أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني )
- ومنها : أنّه نسب فعل المبيت إليه إشارة إلى جذبهم إليه فلا يتخلّفون عنه فلا صبر لهم على ذلك وكيف يصبر المحبّ على حبيبه ( يحبّهم ويحبّونه )
- ومنها : ذكره جذبهم إليه وأنه الذي جذبهم إليهم لأنّه يحبّهم فجعل لهم الليل زمان للخلوة والإنفراد بهم
يتبع...
هؤلاء أهل الملامتية بإستحقاق فإنّ آياتهم غير متوفّرة في غيرهم وفي هذه الآية عدّة حقائق ومفاهيم لا يعرفها سواهم لأنّ الذوق في القرآن الكريم والخطاب الحكيم لا يدريه إلا من ذاقه بمعنى أنّ كلّ عارف من العارفين يذوق مقامه وحاله في القرآن ذوقا حقيقيا وحالا شعوريّا فيعبّر عنه بما معه من الفهم الذوقي الذي يتناول الفكرة وجولانها في ميادين الغيوب ثمّ رجوعها إلى عالم قلبه ببدائع المعاني والفهوم , وإنّما جالت الفكرة في ميادين غيوب القرآن بما معها من الصفاء والذوق فعلى قدر الصفاء يكون النظر وبحسب المقام يكون الكلام فهناك من يتكلّم بحقّ كحالة أهل هذه الآيات وهم السادة الملامتية رضي الله عنهم وقدّس أسرارهم العزيزة وهناك من يتكلّم بتقليد وهم الأتباع فشتّان ما بينهما
وقد إستنتجنا من هذه الآيات الكثير من الحكم نسردها بحكم تقليدنا لهؤلاء الرجال وليس بحكم تحقّقنا بما هم عليه من الأحوال الشريفة والحقائق العليا المنيفة لا والله بل هم ساداتنا نحبّهم ونرجو الله تعالى أن يحبّنا من أجل حبّنا لهم ( ومن يعظّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب ) فكيف بمحبّتها
فمن ذلك :
- ذكره سبحانه في هذه الآية أنّهم أهل محبّة له خالصة من شوائب العلل فذكر إنزواءهم وخلوتهم في الليل إليه فيختلي كلّ حبيب وحبيبه فيه وهم أحباب الله تعالى فقال تعالى ذاكرا أحوالهم مبيّنا أنوارهم (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ) قال عليه الصلاة والسلام : إنّي أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني )
- ومنها : أن مبيتهم كان لربّهم بلا شريك له كطلبهم للأحوال والمقامات أو الثواب فهم أهل إخلاص في العبادة وهذه لا تكون بغير محبّة فإن سرّ الإخلاص تولّده المحبّة التي هي في نهايتها علم ذوق من علوم أهل الكمال
- ومنها : أنّه قدّم ذكر سجودهم على ذكر قيامهم فدلّ على أنّهم أهل فناء وجذب فتغلب حقائقهم في هذا المقام شرائعهم متى توجّهوا في ذكرهم إليه
- ومنها : ذكره أنّهم أصحاب النظرة فتحصل لهم الجمعيّة والفناء من غير توجّه لذا سبّق سجودهم على قيامهم لأنّ القيام توجّه والسجود مواجهة
- ومنها : أنّه ذكر المبيت كناية عن حال الجمال والدلال والكمال وهذا يعطي مفهوم المحبّة فليس بين المحبّ وحبيبه إلا الأمان والسلام
- ومنها : ذكره محابه لهم وشوقه إلى لقائهم فكان الليل مجال هذا اللقاء وقد ورد بأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل لما فيه من أسرار ألهية وأنوار صمدية محلّ الإجابة والقبول
- ومنها : أنه ذكر جمعيتهم ومن ثمّ ذكر قيامهم بمعنييه
- ومنها : أنّه ذكر مبيتهم وأنّه مجال راحتهم وسكناهم وخمود بشريّتهم فكانت راحتهم عنده وسكناه في رداء صونه وستره فهم مطمئنّون عنده معتكفون لديه يأكلون ويشربون على موائد فضله ( إنّي أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني )
- ومنها : أنّه نسب فعل المبيت إليه إشارة إلى جذبهم إليه فلا يتخلّفون عنه فلا صبر لهم على ذلك وكيف يصبر المحبّ على حبيبه ( يحبّهم ويحبّونه )
- ومنها : ذكره جذبهم إليه وأنه الذي جذبهم إليهم لأنّه يحبّهم فجعل لهم الليل زمان للخلوة والإنفراد بهم
يتبع...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: عباد الرحمان
ومنها : أنّ الحقيقة تستغرقهم فلا يفيد معها إلا السجود ( والذين يبيتون لربّهم سجّدا ) فهذا السجود من أحكام الحقيقة
- ومنها : أن الشريعة توجب عليهم القيام ( وقياما ) والشريعة هي المقام المحمّدي المصون بمعنى أنّه مقام الأنوار فهم قائمون في النور
- ومنها : أنّ سجودهم هو الفناء فلا بدّ فيه من الدوام , وقيامهم من البقاء فلا فيه من الدوام فهم دائمون وعلى صلواتهم يحافظون فلا الشريعة تفسّقهم ولا الحقيقة تزندقهم فطوبى لهم وحسن مآب
- ومنها : أنّهم يبيتون لربّهم لا لشيء سواه في المقامين فقاموا بالأدب في جميع المراتب فلم تحجبهم الشريعة عن الحقيقة ولم تحجبهم الحقيقة عن الشريعة وهو مقام الوسطية ( وكذلك جعلناكم أمّة وسطا )
- ومنها : أن سجودهم وقع في الليل عبارة عن الإخبار أنّهم من وراء حجاب واسطة النبي صلى الله عليه وسلّم وقع سجودهم فلو لا تلك الواسطة لذهب الموسوط كما قيل فهم بالله تعالى وبواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( وما كان الله بمعذّبهم وأنت فيهم )
- ومنها : أن جميع الحقائق لله تعالى وما الحقيقة المحمديّة إلا طريقا إليه وهو الطريق الوحيد ( إهدنا الصراط المستقيم ) فهو صراط واحد لذا جعلها طريقا إليه في قوله ( والذين يبيتون لربّهم ) أي في الليل المحمّدي فلا يستهلكهم له ولا لهم بل رفعوه لله تعالى وهكذا طريق المرشد فهو لا يدلّ إلا على الله تعالى وهذه علامته
- ومنها : أنّ سجودهم كان في قيامهم وقيامهم كان في سجودهم فهم الفانون الصاحون فلا سكرهم يغلب صحوهم ولا صحوهم يغلب سكرهم
- ومنها : أخفاهم في حالة السجود فذكرهم بضمير الغائب ( الذين ) لما تعطيه المرتبة في ذلك المقام من فناء وبقاء فهم في الله بالله رضي الله عنهم
- ومنها : أنّه نسب المبيت إليهم ( يبيتون لربّهم ) وهذا هو سرّ الإخلاص فالعمل فيه ينسب للعبد شريعة وفي نفس الوقت ينسب إلى الله حقيقة لذا جعل المضاف قوله ( ربّهم ) إشارة إلى الحقيقة أي يخلصون له في هذا المبيت فمتى أخلصوا تبرؤوا من نسبة الأعمال إليهم فنسبها الله إليهم مثوبة من الله تعالى
- ومنها : أنّه رفع سجودهم إليه ورفع قيامهم إليه فوصف حالهم وذكر أوصافهم أمّا ذواتهم فذكرها بصيغة الغائب فما وقع عليها النظر
- ومنها : ما ذكر مقام قعودهم وهي المرتبة الوسطى وهي مرتبة القلب أي مرتبة الحقيقة المحمدية بل رفعهم من القيام الذي هو الإسم إلى المسمّى وهو السجود ( قبل أن يرتدّ إليك طرفك ) لأنّ عنده الإسم الأعظم والعارف يمحو الكون من نظره في لمحة فلا تقع العين إلا على العين ( فإذا هم قياما ينظرون ) فجعل النظر في القيام , فغابت الصفات ورجعت إلى عين الذات وما بقي غير الإسم الذي لا يدلّ إلا على المسمّى فما بقي غير نوره ولا في الكون غير سرّه وسروره
- ومنها : قدّم سجودهم لأنّهم أهل قرب وكلّ ما قدّمه الله تعالى فهو الإمام فكان السجود إمام والقيام مأموم فأضحت شرائعهم من مداد الحقيقة نور على نور
- ومنها : أنّ المبيت لا يكون إلا لله بمعنى لا تكون أنوار المحمديّة إلا لتدلّ على الله فمن حوّلها لغير ذلك فلا مبيت له عند ربّه بمعنى إستشعر وجوده في الحقيقة المحمدية فلا ترى سواه ولا يدلّك نور محمد إلا على نور الله وسناه لذا كان العبد الخالص فكلّ من إتّبع طريقه فلا يجد غير الله ( ما من شيء يقرّبكم إلى الله إلا ودللتكم عليه ) أي ظاهرا وباطنا أقوالا وأفعالا وأحوالا فطوبى لنا بالحبيب ( إنما أنا رحمة مهداة )
- ومنها : الضمير في ( ربّهم ) فهم في عنده سواسية ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وأنّهم فانون في محبّة بعضهم بعضا وفانون في المبيت أي في رسول الله وفانون في الله من حيث هذا السجود وهذا القيام في هذا المبيت
- ومنها : أنه ذكر ( ربّهم ) عطفا وحنانا فهي دلالة المحبّة فهم أسيروا الكرم والنعم لذا قال الحبيب ( أفلا أكون عبدا شكورا )
- ومنها : أنّه يصف ما هم عليه من الصفات الحسنة فكأنّه يباهي بهم كما باهوا هم به ( إني أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني )
- ومنها : أنّه أقرب إليهم من أنفسهم فذكر نواياهم في قوله ( يبيتون لربّهم ) فسبّق ذكر نواياهم عن ذكر محاسن أعمالهم وأحوالهم فعلمنا النيّة وفضلها وأنّها الأساس
- ومنها : أنّهم مجذوبون إليه مأسورون في محبّته فلا يستطيعون أن يلتفتوا إلى سواه ومتى رأت العين الجمال فإنّه يستهلكها فتأخذ قلبها وتصلي على الأكوان صلاة الجنازة
- ومنها : أن نوم العارف يغني عن ذكر فهم يبيتون سجّدا وقياما كناية عن عالم أرواحهم ولو كانو نائمين أشباحا وهكذا حال العارف الصدّيق
- ومنها : دوام مبيتهم فما ذكر مدّة زمنية لمبيتهم فهم على حالة الدوام في هذا المبيت وهذا دلالة عالم الأنوار بالأسرار
...
- ومنها : أن الشريعة توجب عليهم القيام ( وقياما ) والشريعة هي المقام المحمّدي المصون بمعنى أنّه مقام الأنوار فهم قائمون في النور
- ومنها : أنّ سجودهم هو الفناء فلا بدّ فيه من الدوام , وقيامهم من البقاء فلا فيه من الدوام فهم دائمون وعلى صلواتهم يحافظون فلا الشريعة تفسّقهم ولا الحقيقة تزندقهم فطوبى لهم وحسن مآب
- ومنها : أنّهم يبيتون لربّهم لا لشيء سواه في المقامين فقاموا بالأدب في جميع المراتب فلم تحجبهم الشريعة عن الحقيقة ولم تحجبهم الحقيقة عن الشريعة وهو مقام الوسطية ( وكذلك جعلناكم أمّة وسطا )
- ومنها : أن سجودهم وقع في الليل عبارة عن الإخبار أنّهم من وراء حجاب واسطة النبي صلى الله عليه وسلّم وقع سجودهم فلو لا تلك الواسطة لذهب الموسوط كما قيل فهم بالله تعالى وبواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( وما كان الله بمعذّبهم وأنت فيهم )
- ومنها : أن جميع الحقائق لله تعالى وما الحقيقة المحمديّة إلا طريقا إليه وهو الطريق الوحيد ( إهدنا الصراط المستقيم ) فهو صراط واحد لذا جعلها طريقا إليه في قوله ( والذين يبيتون لربّهم ) أي في الليل المحمّدي فلا يستهلكهم له ولا لهم بل رفعوه لله تعالى وهكذا طريق المرشد فهو لا يدلّ إلا على الله تعالى وهذه علامته
- ومنها : أنّ سجودهم كان في قيامهم وقيامهم كان في سجودهم فهم الفانون الصاحون فلا سكرهم يغلب صحوهم ولا صحوهم يغلب سكرهم
- ومنها : أخفاهم في حالة السجود فذكرهم بضمير الغائب ( الذين ) لما تعطيه المرتبة في ذلك المقام من فناء وبقاء فهم في الله بالله رضي الله عنهم
- ومنها : أنّه نسب المبيت إليهم ( يبيتون لربّهم ) وهذا هو سرّ الإخلاص فالعمل فيه ينسب للعبد شريعة وفي نفس الوقت ينسب إلى الله حقيقة لذا جعل المضاف قوله ( ربّهم ) إشارة إلى الحقيقة أي يخلصون له في هذا المبيت فمتى أخلصوا تبرؤوا من نسبة الأعمال إليهم فنسبها الله إليهم مثوبة من الله تعالى
- ومنها : أنّه رفع سجودهم إليه ورفع قيامهم إليه فوصف حالهم وذكر أوصافهم أمّا ذواتهم فذكرها بصيغة الغائب فما وقع عليها النظر
- ومنها : ما ذكر مقام قعودهم وهي المرتبة الوسطى وهي مرتبة القلب أي مرتبة الحقيقة المحمدية بل رفعهم من القيام الذي هو الإسم إلى المسمّى وهو السجود ( قبل أن يرتدّ إليك طرفك ) لأنّ عنده الإسم الأعظم والعارف يمحو الكون من نظره في لمحة فلا تقع العين إلا على العين ( فإذا هم قياما ينظرون ) فجعل النظر في القيام , فغابت الصفات ورجعت إلى عين الذات وما بقي غير الإسم الذي لا يدلّ إلا على المسمّى فما بقي غير نوره ولا في الكون غير سرّه وسروره
- ومنها : قدّم سجودهم لأنّهم أهل قرب وكلّ ما قدّمه الله تعالى فهو الإمام فكان السجود إمام والقيام مأموم فأضحت شرائعهم من مداد الحقيقة نور على نور
- ومنها : أنّ المبيت لا يكون إلا لله بمعنى لا تكون أنوار المحمديّة إلا لتدلّ على الله فمن حوّلها لغير ذلك فلا مبيت له عند ربّه بمعنى إستشعر وجوده في الحقيقة المحمدية فلا ترى سواه ولا يدلّك نور محمد إلا على نور الله وسناه لذا كان العبد الخالص فكلّ من إتّبع طريقه فلا يجد غير الله ( ما من شيء يقرّبكم إلى الله إلا ودللتكم عليه ) أي ظاهرا وباطنا أقوالا وأفعالا وأحوالا فطوبى لنا بالحبيب ( إنما أنا رحمة مهداة )
- ومنها : الضمير في ( ربّهم ) فهم في عنده سواسية ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وأنّهم فانون في محبّة بعضهم بعضا وفانون في المبيت أي في رسول الله وفانون في الله من حيث هذا السجود وهذا القيام في هذا المبيت
- ومنها : أنه ذكر ( ربّهم ) عطفا وحنانا فهي دلالة المحبّة فهم أسيروا الكرم والنعم لذا قال الحبيب ( أفلا أكون عبدا شكورا )
- ومنها : أنّه يصف ما هم عليه من الصفات الحسنة فكأنّه يباهي بهم كما باهوا هم به ( إني أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني )
- ومنها : أنّه أقرب إليهم من أنفسهم فذكر نواياهم في قوله ( يبيتون لربّهم ) فسبّق ذكر نواياهم عن ذكر محاسن أعمالهم وأحوالهم فعلمنا النيّة وفضلها وأنّها الأساس
- ومنها : أنّهم مجذوبون إليه مأسورون في محبّته فلا يستطيعون أن يلتفتوا إلى سواه ومتى رأت العين الجمال فإنّه يستهلكها فتأخذ قلبها وتصلي على الأكوان صلاة الجنازة
- ومنها : أن نوم العارف يغني عن ذكر فهم يبيتون سجّدا وقياما كناية عن عالم أرواحهم ولو كانو نائمين أشباحا وهكذا حال العارف الصدّيق
- ومنها : دوام مبيتهم فما ذكر مدّة زمنية لمبيتهم فهم على حالة الدوام في هذا المبيت وهذا دلالة عالم الأنوار بالأسرار
...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مواضيع مماثلة
» ما علاقة الصّوفي بالموسيقى؟
» الرحمة سرّ الوجود ومفتاح الشهود
» ترجمة سيدي عبد الرحمان المجذوب رضي الله عنه
» الرحمة ... والعلم ... ( الرحمان علّم القرآن )
» رسالة " تحذير الإخوان من نسيان ذكر الرحمان " لسيدي فتحي السلامي
» الرحمة سرّ الوجود ومفتاح الشهود
» ترجمة سيدي عبد الرحمان المجذوب رضي الله عنه
» الرحمة ... والعلم ... ( الرحمان علّم القرآن )
» رسالة " تحذير الإخوان من نسيان ذكر الرحمان " لسيدي فتحي السلامي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 9:17 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
اليوم في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس