بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
+5
عبد السّميع المدني
علي
أبو أويس
alhadifi
محمد
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
جاء في مرآة الذاكرين لسيدي الشيخ اسماعيل الهادفي (... بعدد مااقتضته الحكمة من تحول كهارب الذر في ميداني تجليات جمالك و جلالك من اول النشأة الى مالانهاية له في علمك...)
السؤال = هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية و الحقائق الكونية فيما ذكر ؟
السؤال = هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية و الحقائق الكونية فيما ذكر ؟
محمد- عدد الرسائل : 656
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
إعلم حبيبى :
أنّ الشريعة هي الحقيقة .
وصلّ اللّهم على منبع المظاهر الكونية قبضة نورك الأزلى التى تعرّفت بها ودللت بها عليك بعدد ما اقتضته الحكمة من تحول كهارب الذر في ميداني تجليات جمالك و جلالك من اولها الى مالانهاية له في علمك.
الحقيقة هي واحدة وهي :لاإلاه إلاّ الله .
ثمّ تنزّلا، الشريعة: محمد رسول الله .
أمّا هذه الصلاة العظمية فهي تفسيرا لسؤالك .
أنّ الشريعة هي الحقيقة .
وصلّ اللّهم على منبع المظاهر الكونية قبضة نورك الأزلى التى تعرّفت بها ودللت بها عليك بعدد ما اقتضته الحكمة من تحول كهارب الذر في ميداني تجليات جمالك و جلالك من اولها الى مالانهاية له في علمك.
الحقيقة هي واحدة وهي :لاإلاه إلاّ الله .
ثمّ تنزّلا، الشريعة: محمد رسول الله .
أمّا هذه الصلاة العظمية فهي تفسيرا لسؤالك .
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
محمد كتب:جاء في مرآة الذاكرين لسيدي الشيخ اسماعيل الهادفي (... بعدد مااقتضته الحكمة من تحول كهارب الذر في ميداني تجليات جمالك و جلالك من اول النشأة الى مالانهاية له في علمك...)
السؤال = هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية و الحقائق الكونية فيما ذكر ؟
الحقائق التوحيدية أصل والحقائق الكونية فرع
الحقائق التوحيدية تبيّنها وتجلّيها الحقائق الكونية
الحقائق التوحيدية ظاهرة في الحقائق الكونية
وما في الوجود سوى واحد ولكن تكدّر لما صفا
الحقائق التوحيدية تبيّنها وتجلّيها الحقائق الكونية
الحقائق التوحيدية ظاهرة في الحقائق الكونية
وما في الوجود سوى واحد ولكن تكدّر لما صفا
أبو أويس- عدد الرسائل : 1576
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
شكرا لكما سادتي ... نترفب بشغف بقية الردود...
محمد- عدد الرسائل : 656
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
أردت مشاركة ساداتي وقد أعجبتني المداخلات واستفدت منها كثيرا وبالخصوص مداخلة سيدي أبي أويس الذي يبخل علينا كثيرا فلا يعطينا شيئا فهو يزورنا في السنة مرّة واحدة
أقول : لقد قصد الأستاذ والله أعلم في الجملة الكاملة التي ذكرها بأكملها سيدي alhadifi الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم الصلاة الدائمة وهي صلاة الله عليه لأنّ صلاته سبحانه دائمة لا بداية لها ولا نهاية فأوضح الأستاذ أنّ تلك الصلاة عليه هي حقيقة سارية في ذرّات الوجود وفي سرّ كلّ موجود ومشهود لأنّ الصلاة عليه هي الصلاة الدائمة على تلك القبضة النور بشقّيهما : الجلال والجمال وبما أنّ تلك الصفتين لا يمكن معرفتهما أو مشاهدتهما إلاّ في غيره رمز إلى أصل الظهور وهو ظهور الذرّة من حقائق تلك القبضة فمرّة تكون ذرّة جمال ومرّة تكون ذرّة جلال فعلمنا أنّ تلك الذرّات خرجت بحسب العلم الذي ليس له بداية وليس له نهاية فكانت هي أيضا من هذه الناحية ليست لها بداية وليست لها نهاية بين بطون وظهور فحكى الأستاذ حقيقتين : الأولى نسبتي الحقيقة المحمّدية وأنّها لها نسبة إلى الجمال ونسبة إلى الجلال بما أنّه رحمة للعالمين لسبق الرحمة وهي نسبة الجمال فكان الجلال في طي حكمها وإنّما جمال الحضرة المحمّدية ( الجلال في طي حكمها ) لذا ظهر في وصف الرحمة فكان رحمة للعالمين ولا يهمّ شهود الجلال في طيّها لأنّه ينقلب جمالا لأنّ الحكم له
والحقيقة الثانية : أن الوجود بأسره هو من آثار تلك القبضة النورية فهي من محض النور وعليه قلنا أنّ الكون بأسره كلّه نور بين جمال وجلال والحكم للجمال على الجلال في هذه الرحمة وهو ما رمز إليه بسبق الرحمة على الغضب
فكان قول الأستاذ يحتوي ثلاث علوم : علم التوحيد الخالص في قوله ( اللهم ) وعلم القبضة النورية وأحكامها , وعلم عدم تناهي علم الله في تلك القبضة ,
فأضحت تلك القبضة باقية بالله لعدم تناهيها لأنّه لو تناهت في نفسها أو إلى غيرها لكان ليست نورا وليست قبضة لأنّه قبضة الوجه فلا بدّ أن يكون لها نسبة أحكام الوجه ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) فكذلك الأمر ( فحيث إلتفتّ رأيت الرسول وآثاره من هنا وهناك )
فدلّ على الصلاة والتامة وهي صلاة الله بنفسه على حبيبه بلسان عبده إسماعيل وهي الصلاة الدائمة الظاهرة والباطنة الكليّة وهذه الصلاة لا بدّ أن تكون بهذا الشكل متى إستشعرنا ما قدّمه في قوله ( وصلّ اللهمّ على قبضة نورك الأزلي التي تعرّفت بها إليك ودللت بها عليك ) فعلمنا أنّ هذه الصلاة هي العلاقة فيما بيننا وبين ربّنا أو تقول العلاقة فيما بين الأكوان والمكوّن فهي حضرة الجمع فيما بيننا وبينه ( إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما ) كي نجتمع هناك وإلاّ فإنّه لا جمع معه
فهذا قبس قليل من مرامي الشيخ إسماعيل قدس الله روحه وسرّه
ثمّ أنّه حكى علوم الذرّة وهي كهرباء سارية ....لذا ذكر الحكمة في قوله ( بعدد ما إقتضته الحكمة ) فحدّد هنا ذكر العدد لتعلم بأنّ الله عليم حكيم
والسلام
أقول : لقد قصد الأستاذ والله أعلم في الجملة الكاملة التي ذكرها بأكملها سيدي alhadifi الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم الصلاة الدائمة وهي صلاة الله عليه لأنّ صلاته سبحانه دائمة لا بداية لها ولا نهاية فأوضح الأستاذ أنّ تلك الصلاة عليه هي حقيقة سارية في ذرّات الوجود وفي سرّ كلّ موجود ومشهود لأنّ الصلاة عليه هي الصلاة الدائمة على تلك القبضة النور بشقّيهما : الجلال والجمال وبما أنّ تلك الصفتين لا يمكن معرفتهما أو مشاهدتهما إلاّ في غيره رمز إلى أصل الظهور وهو ظهور الذرّة من حقائق تلك القبضة فمرّة تكون ذرّة جمال ومرّة تكون ذرّة جلال فعلمنا أنّ تلك الذرّات خرجت بحسب العلم الذي ليس له بداية وليس له نهاية فكانت هي أيضا من هذه الناحية ليست لها بداية وليست لها نهاية بين بطون وظهور فحكى الأستاذ حقيقتين : الأولى نسبتي الحقيقة المحمّدية وأنّها لها نسبة إلى الجمال ونسبة إلى الجلال بما أنّه رحمة للعالمين لسبق الرحمة وهي نسبة الجمال فكان الجلال في طي حكمها وإنّما جمال الحضرة المحمّدية ( الجلال في طي حكمها ) لذا ظهر في وصف الرحمة فكان رحمة للعالمين ولا يهمّ شهود الجلال في طيّها لأنّه ينقلب جمالا لأنّ الحكم له
والحقيقة الثانية : أن الوجود بأسره هو من آثار تلك القبضة النورية فهي من محض النور وعليه قلنا أنّ الكون بأسره كلّه نور بين جمال وجلال والحكم للجمال على الجلال في هذه الرحمة وهو ما رمز إليه بسبق الرحمة على الغضب
فكان قول الأستاذ يحتوي ثلاث علوم : علم التوحيد الخالص في قوله ( اللهم ) وعلم القبضة النورية وأحكامها , وعلم عدم تناهي علم الله في تلك القبضة ,
فأضحت تلك القبضة باقية بالله لعدم تناهيها لأنّه لو تناهت في نفسها أو إلى غيرها لكان ليست نورا وليست قبضة لأنّه قبضة الوجه فلا بدّ أن يكون لها نسبة أحكام الوجه ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) فكذلك الأمر ( فحيث إلتفتّ رأيت الرسول وآثاره من هنا وهناك )
فدلّ على الصلاة والتامة وهي صلاة الله بنفسه على حبيبه بلسان عبده إسماعيل وهي الصلاة الدائمة الظاهرة والباطنة الكليّة وهذه الصلاة لا بدّ أن تكون بهذا الشكل متى إستشعرنا ما قدّمه في قوله ( وصلّ اللهمّ على قبضة نورك الأزلي التي تعرّفت بها إليك ودللت بها عليك ) فعلمنا أنّ هذه الصلاة هي العلاقة فيما بيننا وبين ربّنا أو تقول العلاقة فيما بين الأكوان والمكوّن فهي حضرة الجمع فيما بيننا وبينه ( إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما ) كي نجتمع هناك وإلاّ فإنّه لا جمع معه
فهذا قبس قليل من مرامي الشيخ إسماعيل قدس الله روحه وسرّه
ثمّ أنّه حكى علوم الذرّة وهي كهرباء سارية ....لذا ذكر الحكمة في قوله ( بعدد ما إقتضته الحكمة ) فحدّد هنا ذكر العدد لتعلم بأنّ الله عليم حكيم
والسلام
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
"وليس الذّكر كالأنثى"
السّلام عليكم ...
ما معنى "الشّريعة" لغةً ثمّ اصطلاحا؟..
* أمّا لغةً فيقول القاموس:
- شَرَعَ ، يَشْرَعُ ، شَرْعًا= سَنَّ شَرِيعَةً. وشَرَعَ لَهُمْ الطَّرِيقَ = نَهَجَهُ وَأَظْهَرَهُ. ومعاني أخرى كثيرة ..
- شَرَعَ يَشْرَعُ شَرْعًا وَشُرُوعًا ، في المَاءِ= دَخَلَ فِيهِ أَوْ شَرِبَ بِكَفَّيْهِ مِنْهُ.
- شَرَعَ الوَارِدُ= تناول الماءَ بِفِيهِ (أي بفمِهِ)
- شَرَعَ المَاشِيَةَ=أَوْرَدَهَا المَاءَ.
و - الشَّرِيعَةُ في اللّغة = السّنّة. ومن معانيها : - العتبة و-مورد الشّاربة و - الشّارع بمعنى راسم الطّريق وبمعنى الطّريق جمع شوارع.
فالمعنى اللّفظيّ القاموسيّ لكلمة "شريعة" هو أنّها الطّريق إلى الورد = السّبيل إلى موضع الماء المورود = المسلك إلى بئر الماء...
* وأمّا من حيث الاصطلاح:
الشّريعة هي جملة ما سنّه الله ورسوله من أحكام الدّين عبادةً ومعاملةً .. إيمانا و إسلاما..
وتوسيعا لمدلولاتها من حيث الاصطلاح الفقهي ، بسط المتصوّفة الكلام في معناها الإشاريّ ذوقيًّـا فقالوا :
حيث أنّ الإسلام سير الجسد على طريق أحكام الكتاب والسّنّة في عالم الشّهادة ، وحيث أنّ الإيمان كما يقول الغزالي هو "سير القلب بآلة الفكر" على طريق تصديق وذوق المعاني والأسرار الغيبيّة وراء مظاهر المادّة ، فإنّ الشّريعة إنّما هي مقام الإسلام ومقام الإيمان فقط بلا زيادة ولا نقصان.
وبهذ نخلص إلى القول بأنّ الشّريعة طريق قائمة بمظاهر العبادة والعبوديّة سالكة إلى الحقيقة الّتي هي مقام الإحسان والّتي هي ماء زمزم الوجود المحمّديّ أو ماء عين الحياة الخذريّة .. وهو بالاعتبارين ماء فاعل بسرّ الواحد المعبود القائل: <<وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ>> و<<تسقى بماء واحد ونفضّل بعضها على بعض في الأكل>> وقد كنّى الله بالماء عن حقيقته الملكوتيّة القائمة في كلّ المشاهد الكونيّة بالماء الواحد الّذي لا لون ولا طعم ولا رائحة له .. وهو نفس ذلك الماء الّذي يقول فيه سيدي محمّد المداني رضي الله عنه: <<ماء التّوحيد يا محلاه..>> ...
من هذا المنطلق لا أقول "الشريعة هي الحقيقة".
ولا أقول " الحقيقة هي واحدة وهي :لا إلاه إلاّ الله.
ثمّ تنزّلا، الشّريعة: محمد رسول الله"
ذلك أنّ "لا إله إلاّ الله" من حيث أنّها عبارة تحمل معنى الإثنينيّة ولا تدلّ قطعا على "الحقيقة الواحدة" حيث أنّها تتضمّن إثنينيّة النّفي والإثبات ، أي نفي الألوهيّة عن شيء وإثباتها لشيء. فموضوعها حصر الألوهيّة في جانب الله ونفيها عمّا سواه .. ولهذا فشهادة "لا إله إلاّ الله" عن ألوهيّة واحدة لا تتعدّد وفي نفس الوقت تشير إلى الله وإلى سواه .. ولهذا أقول أنّ "لا إله إلاّ الله" شريعة متعلّقة بمقام الإيمان الّذي هو مقام قلبيّ وهو دون مقام الإحسان الّذي تنكشف وتذاق فيه الحقيقة التّوحيديّة الكليّة المشار إليها باسم الذّات "الله" فقط دون نفي ولا إثبات ..
وأمّا بخصوص القول "ثمّ تنزّلا ، الشّريعة: محمّد رسول الله" ، فمع إمكانيّة القبول ذوقا بهذا المفهوم الشّائع بين المتصوّفة ، أقول ، كما بيّن ذلك ابن عجيبة في كتابه (إيقاظ الهمم...) ، أنّ أهل الحضرة وإن كانوا على نفس الطّريق إلاّ أنّهم في وجهتين متقابلتين: سالكون يسيرون إسراء ومعراجا إلى أسرار التّحقيق حتّى ينتهوا إلى الحقيقة الأحديّة الكلّيّة الّتي هي "الله" جلّ جلاله. ومجاذيب يتنزّلون من سماء التّحقيق إلى عوالم التّخليق. وعليه فإنّ السّالكين ، مبتدئين ومتوسّطين ، لا يمكنهم تصوّر التّنزّل المحمّديّ إلاّ بالتّربية والتّلقين وبعد إنهاء عروجهم ومعرفتهم وتذوّقهم للحقيقة الكلّيّة "الله" .. حيث أنّهم ينطلقون في سيرهم من عالم الملك المسمّى بمفردات وأحكام الشّريعة .. أو إن شئت قلت من عالم الصّفات .. أو إن شئت قلت من الحضرة المحمّديّة... أمّا المجاذيب فهم لا يفقهون تنزّلا ولا عروجا لغلبة الحال عليهم ولكون الحقيقة عندهم ليست إلاّ عالم الملك نفسه وبلا أبعاد غيبيّة..
وعليه ، فأمر التّحقّق بحقيقة الوجود الأحديّة الكلّيّة الجامعة يختلف باختلاف الحال المعتبر ، حال السّالك ينطلق من شتات الأكوان المشهودة ومن أحكام الشّريعة إلى تذوّق حقيقة التّوحيد والتّحقّق بها.. فالشّريعة عنده شُهُودِيَّةٌ والحقيقةُ عنده غيبيّةٌ .. وعلى العكس من ذلك ، حال المجذوب الّذي يرى الحقيقة قائمة لديه في نفس عالم الملك...
أقول من كلّ هذا أنّ الشّريعة شيء والحقيقة شيء آخر. وهما على أحسن الوجوه ، شقّا الوجود ، الظّاهر والباطن .. وهما بمثابة الذّكر والأنثى اللّذين باتّصالهما والتحامهما يكون الشّعور بحقيقة كلّيّة الوجود <<ومن كلّ شيء خلقنا زوجين لعلّكم تذّكّرون>>...
فالشّريعة سيرُ شُهُودٍ ... والحقيقة حال وجود ...
الشّريعة متحوّلة متغيّرة (انظر اختلاف شرائع الدّين منذ آدم إلى محمّد عليه وعليهم أفضل الصّلاة والسّلام).. والحقيقة ثابتة ...
الشّريعة أنثى .. والحقّ ذكر يحمل في صلبه ماء التّكوين .. <<وليس الذّكر كالأنثى>>..
الشّريعة أرض .. والحقيقة سماؤها .. ومن السّماء ينزل ماء الغيب ..
الشّريعة أرض كلّ كائناتها لا يملكون لأنفسهم ضرّا ولا نفعا .. والحقيقة سماء فيها خزائن كلّ شيء <<وفي السّماء رزقكم وما توعدون>>...<<وأن لو استقاموا على الطّريقة (الشّريعة) لأسقيناهم ماء غدقا (الحقيقة)>>...
والشّريعة دنيا .. والحقيقة آخرة ..
والشّريعة جسد وروح (إسلام وإيمان).. والحقيقة سرّ كلّيّة الذّات..
إلى غير ذلك من المتقابلات ..
وفي ظرورة التّفصيل وتبيين مفهوم الشّريعة ومجالها من ناحية .. وتبيين مفهوم الحقيقة ومجالها .. ورد القول المنسوب لمالك: "من تشرّع ولم يتصوّف فقد تفسّق ومن تحقّق ولم يتشرّع فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقّق".. وإن كان في مقولة (من تشرّع ولم يتصوّف فقد تفسّق) مغالاة واضحة ، فالعبرة في ما نحن بصدده إنّما هي لتفصيل الأمر لا بتعميم وتمييع المفاهيم ..
سيدي محمّد المداني رضي الله عنه ، ويلقّب أيضا "بو دجاجة" ، قال ما معناه : الشّريعة مَسِيرَةٌ والحقيقة سِيرَةٌ .. وكلتاهما تكون مرّة طريقا ، أي شريعة ، إلى الأخرى.. ومرّة تكون موردا ، أي حقيقة ... وبهذا الاعتبار ، إذا أخذتَ ، على سبيل المثال ، دجاجة وبيضةَ وانطلقت من إحداهما (أي جعلتها سببا وشريعة إلى الأخرى) لتحصيل الأخرى (حقيقة) ، فأيّهما تكون عندك شريعة .. وأيّهما تكون عندك حقيقة : الدّجاجة أم البيضةُ؟..
لنسعف أنفسنا بتعريف زرّوق للحقيقة حيث يقول : "وحقيقة الشّيء ما دلّت عليه جملته"(القواعد).. وأنت ترى أنّ البيضة حاملة بالقوّة والوراثة لجملة خصائص الدّجاجة .. وترى أنّ الدّجاجة تنتج البيضة وقد ضمّنتْها كلّ خصائص الدّجاجة .. فإذا بدأت بالدّجاجة فقد أحللتها محلّ الطّريق والسّبب أي جعلتها شريعةً وانتظرت ثمرة مسيرتها في إنتاجها للبيضة الّتي هي حقيقتها الكامنة فيها .. وإذا أخذت البيضةَ لإنتاج الدّجاجة فقد جعلت البيضة طريقك وسببك ، أي شريعةً حاملة للحقيقة الّتي تخرج من البيضة طائرَ دجاج كاملَ الإستعداد..
ولكنّ هذا المثال يوهم بأنّ الدّجاجة والبيضة شيء واحد ، فاحذر .. إذ لا ينبغي لهذا المثال أن يحجب عنك حقيقة الأمر وهو أنّ الفعل إنّما هو فعل الحقيقة فقط وهو ما تقوم به الدّجاجة في إنتاجها للبيضة ثمّ ما تقوم به الدّجاجة نفسها أيضا في إنتاجها لطائر الدّجاج من البيضة برعايتها واحتضانها لها حتّى تفقس وتتبيّن حقيقتها بخروج طائر الدّجاج منها.. فالبيضة لا تتحرّك ولا تفعل بل إنّها مفعول بها .. فهي مادّة كونيّة حاملة للدّجاجة بالقوّة ، أي أنّ البيضةَ سبب يُفْعَلُ بها ما يسّرها له سرّ الوجود وفق حكمة وأحكام الشّريعة ليتمّ نتاجها بظهور فرخ الدّجاج حقيقة. وإذن ، وجب تفصيل الأمر بتحديد مجال الحقيقة على حدة ومجال الشّريعة على حدة .. فالحقيقة هي الدّجاجة فقط .. والشّريعة هي البيضة فقط .. والحقيقة في مثالنا ذا ظاهرة بالحكمة على أساس أنّ الدّجاج ينتج ذاته بإنتاج بيضه أوّلا ثمّ بإنتاج الدّجاج على شاكلته وبحقيقته ثانيا بواسطة البيضة.. وفي هذا ، لا عبرة إلاّ بالسّرّ الفاعل الّذي هو الحقّ والّذي هو في مثالنا الدّجاج ( أنثى وذكر) لا البيضة..
ولهذا ، فإنّه لا يصحّ من حيث اللّغة ولا من حيث الاصطلاح الفقهيّ ولا من حيث السّلوك الصّوفيّ أن يقال الشّريعة والحقيقة شيء واحد ..
والله أعلم ...
ما معنى "الشّريعة" لغةً ثمّ اصطلاحا؟..
* أمّا لغةً فيقول القاموس:
- شَرَعَ ، يَشْرَعُ ، شَرْعًا= سَنَّ شَرِيعَةً. وشَرَعَ لَهُمْ الطَّرِيقَ = نَهَجَهُ وَأَظْهَرَهُ. ومعاني أخرى كثيرة ..
- شَرَعَ يَشْرَعُ شَرْعًا وَشُرُوعًا ، في المَاءِ= دَخَلَ فِيهِ أَوْ شَرِبَ بِكَفَّيْهِ مِنْهُ.
- شَرَعَ الوَارِدُ= تناول الماءَ بِفِيهِ (أي بفمِهِ)
- شَرَعَ المَاشِيَةَ=أَوْرَدَهَا المَاءَ.
و - الشَّرِيعَةُ في اللّغة = السّنّة. ومن معانيها : - العتبة و-مورد الشّاربة و - الشّارع بمعنى راسم الطّريق وبمعنى الطّريق جمع شوارع.
فالمعنى اللّفظيّ القاموسيّ لكلمة "شريعة" هو أنّها الطّريق إلى الورد = السّبيل إلى موضع الماء المورود = المسلك إلى بئر الماء...
* وأمّا من حيث الاصطلاح:
الشّريعة هي جملة ما سنّه الله ورسوله من أحكام الدّين عبادةً ومعاملةً .. إيمانا و إسلاما..
وتوسيعا لمدلولاتها من حيث الاصطلاح الفقهي ، بسط المتصوّفة الكلام في معناها الإشاريّ ذوقيًّـا فقالوا :
حيث أنّ الإسلام سير الجسد على طريق أحكام الكتاب والسّنّة في عالم الشّهادة ، وحيث أنّ الإيمان كما يقول الغزالي هو "سير القلب بآلة الفكر" على طريق تصديق وذوق المعاني والأسرار الغيبيّة وراء مظاهر المادّة ، فإنّ الشّريعة إنّما هي مقام الإسلام ومقام الإيمان فقط بلا زيادة ولا نقصان.
وبهذ نخلص إلى القول بأنّ الشّريعة طريق قائمة بمظاهر العبادة والعبوديّة سالكة إلى الحقيقة الّتي هي مقام الإحسان والّتي هي ماء زمزم الوجود المحمّديّ أو ماء عين الحياة الخذريّة .. وهو بالاعتبارين ماء فاعل بسرّ الواحد المعبود القائل: <<وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ>> و<<تسقى بماء واحد ونفضّل بعضها على بعض في الأكل>> وقد كنّى الله بالماء عن حقيقته الملكوتيّة القائمة في كلّ المشاهد الكونيّة بالماء الواحد الّذي لا لون ولا طعم ولا رائحة له .. وهو نفس ذلك الماء الّذي يقول فيه سيدي محمّد المداني رضي الله عنه: <<ماء التّوحيد يا محلاه..>> ...
من هذا المنطلق لا أقول "الشريعة هي الحقيقة".
ولا أقول " الحقيقة هي واحدة وهي :لا إلاه إلاّ الله.
ثمّ تنزّلا، الشّريعة: محمد رسول الله"
ذلك أنّ "لا إله إلاّ الله" من حيث أنّها عبارة تحمل معنى الإثنينيّة ولا تدلّ قطعا على "الحقيقة الواحدة" حيث أنّها تتضمّن إثنينيّة النّفي والإثبات ، أي نفي الألوهيّة عن شيء وإثباتها لشيء. فموضوعها حصر الألوهيّة في جانب الله ونفيها عمّا سواه .. ولهذا فشهادة "لا إله إلاّ الله" عن ألوهيّة واحدة لا تتعدّد وفي نفس الوقت تشير إلى الله وإلى سواه .. ولهذا أقول أنّ "لا إله إلاّ الله" شريعة متعلّقة بمقام الإيمان الّذي هو مقام قلبيّ وهو دون مقام الإحسان الّذي تنكشف وتذاق فيه الحقيقة التّوحيديّة الكليّة المشار إليها باسم الذّات "الله" فقط دون نفي ولا إثبات ..
وأمّا بخصوص القول "ثمّ تنزّلا ، الشّريعة: محمّد رسول الله" ، فمع إمكانيّة القبول ذوقا بهذا المفهوم الشّائع بين المتصوّفة ، أقول ، كما بيّن ذلك ابن عجيبة في كتابه (إيقاظ الهمم...) ، أنّ أهل الحضرة وإن كانوا على نفس الطّريق إلاّ أنّهم في وجهتين متقابلتين: سالكون يسيرون إسراء ومعراجا إلى أسرار التّحقيق حتّى ينتهوا إلى الحقيقة الأحديّة الكلّيّة الّتي هي "الله" جلّ جلاله. ومجاذيب يتنزّلون من سماء التّحقيق إلى عوالم التّخليق. وعليه فإنّ السّالكين ، مبتدئين ومتوسّطين ، لا يمكنهم تصوّر التّنزّل المحمّديّ إلاّ بالتّربية والتّلقين وبعد إنهاء عروجهم ومعرفتهم وتذوّقهم للحقيقة الكلّيّة "الله" .. حيث أنّهم ينطلقون في سيرهم من عالم الملك المسمّى بمفردات وأحكام الشّريعة .. أو إن شئت قلت من عالم الصّفات .. أو إن شئت قلت من الحضرة المحمّديّة... أمّا المجاذيب فهم لا يفقهون تنزّلا ولا عروجا لغلبة الحال عليهم ولكون الحقيقة عندهم ليست إلاّ عالم الملك نفسه وبلا أبعاد غيبيّة..
وعليه ، فأمر التّحقّق بحقيقة الوجود الأحديّة الكلّيّة الجامعة يختلف باختلاف الحال المعتبر ، حال السّالك ينطلق من شتات الأكوان المشهودة ومن أحكام الشّريعة إلى تذوّق حقيقة التّوحيد والتّحقّق بها.. فالشّريعة عنده شُهُودِيَّةٌ والحقيقةُ عنده غيبيّةٌ .. وعلى العكس من ذلك ، حال المجذوب الّذي يرى الحقيقة قائمة لديه في نفس عالم الملك...
أقول من كلّ هذا أنّ الشّريعة شيء والحقيقة شيء آخر. وهما على أحسن الوجوه ، شقّا الوجود ، الظّاهر والباطن .. وهما بمثابة الذّكر والأنثى اللّذين باتّصالهما والتحامهما يكون الشّعور بحقيقة كلّيّة الوجود <<ومن كلّ شيء خلقنا زوجين لعلّكم تذّكّرون>>...
فالشّريعة سيرُ شُهُودٍ ... والحقيقة حال وجود ...
الشّريعة متحوّلة متغيّرة (انظر اختلاف شرائع الدّين منذ آدم إلى محمّد عليه وعليهم أفضل الصّلاة والسّلام).. والحقيقة ثابتة ...
الشّريعة أنثى .. والحقّ ذكر يحمل في صلبه ماء التّكوين .. <<وليس الذّكر كالأنثى>>..
الشّريعة أرض .. والحقيقة سماؤها .. ومن السّماء ينزل ماء الغيب ..
الشّريعة أرض كلّ كائناتها لا يملكون لأنفسهم ضرّا ولا نفعا .. والحقيقة سماء فيها خزائن كلّ شيء <<وفي السّماء رزقكم وما توعدون>>...<<وأن لو استقاموا على الطّريقة (الشّريعة) لأسقيناهم ماء غدقا (الحقيقة)>>...
والشّريعة دنيا .. والحقيقة آخرة ..
والشّريعة جسد وروح (إسلام وإيمان).. والحقيقة سرّ كلّيّة الذّات..
إلى غير ذلك من المتقابلات ..
وفي ظرورة التّفصيل وتبيين مفهوم الشّريعة ومجالها من ناحية .. وتبيين مفهوم الحقيقة ومجالها .. ورد القول المنسوب لمالك: "من تشرّع ولم يتصوّف فقد تفسّق ومن تحقّق ولم يتشرّع فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقّق".. وإن كان في مقولة (من تشرّع ولم يتصوّف فقد تفسّق) مغالاة واضحة ، فالعبرة في ما نحن بصدده إنّما هي لتفصيل الأمر لا بتعميم وتمييع المفاهيم ..
سيدي محمّد المداني رضي الله عنه ، ويلقّب أيضا "بو دجاجة" ، قال ما معناه : الشّريعة مَسِيرَةٌ والحقيقة سِيرَةٌ .. وكلتاهما تكون مرّة طريقا ، أي شريعة ، إلى الأخرى.. ومرّة تكون موردا ، أي حقيقة ... وبهذا الاعتبار ، إذا أخذتَ ، على سبيل المثال ، دجاجة وبيضةَ وانطلقت من إحداهما (أي جعلتها سببا وشريعة إلى الأخرى) لتحصيل الأخرى (حقيقة) ، فأيّهما تكون عندك شريعة .. وأيّهما تكون عندك حقيقة : الدّجاجة أم البيضةُ؟..
لنسعف أنفسنا بتعريف زرّوق للحقيقة حيث يقول : "وحقيقة الشّيء ما دلّت عليه جملته"(القواعد).. وأنت ترى أنّ البيضة حاملة بالقوّة والوراثة لجملة خصائص الدّجاجة .. وترى أنّ الدّجاجة تنتج البيضة وقد ضمّنتْها كلّ خصائص الدّجاجة .. فإذا بدأت بالدّجاجة فقد أحللتها محلّ الطّريق والسّبب أي جعلتها شريعةً وانتظرت ثمرة مسيرتها في إنتاجها للبيضة الّتي هي حقيقتها الكامنة فيها .. وإذا أخذت البيضةَ لإنتاج الدّجاجة فقد جعلت البيضة طريقك وسببك ، أي شريعةً حاملة للحقيقة الّتي تخرج من البيضة طائرَ دجاج كاملَ الإستعداد..
ولكنّ هذا المثال يوهم بأنّ الدّجاجة والبيضة شيء واحد ، فاحذر .. إذ لا ينبغي لهذا المثال أن يحجب عنك حقيقة الأمر وهو أنّ الفعل إنّما هو فعل الحقيقة فقط وهو ما تقوم به الدّجاجة في إنتاجها للبيضة ثمّ ما تقوم به الدّجاجة نفسها أيضا في إنتاجها لطائر الدّجاج من البيضة برعايتها واحتضانها لها حتّى تفقس وتتبيّن حقيقتها بخروج طائر الدّجاج منها.. فالبيضة لا تتحرّك ولا تفعل بل إنّها مفعول بها .. فهي مادّة كونيّة حاملة للدّجاجة بالقوّة ، أي أنّ البيضةَ سبب يُفْعَلُ بها ما يسّرها له سرّ الوجود وفق حكمة وأحكام الشّريعة ليتمّ نتاجها بظهور فرخ الدّجاج حقيقة. وإذن ، وجب تفصيل الأمر بتحديد مجال الحقيقة على حدة ومجال الشّريعة على حدة .. فالحقيقة هي الدّجاجة فقط .. والشّريعة هي البيضة فقط .. والحقيقة في مثالنا ذا ظاهرة بالحكمة على أساس أنّ الدّجاج ينتج ذاته بإنتاج بيضه أوّلا ثمّ بإنتاج الدّجاج على شاكلته وبحقيقته ثانيا بواسطة البيضة.. وفي هذا ، لا عبرة إلاّ بالسّرّ الفاعل الّذي هو الحقّ والّذي هو في مثالنا الدّجاج ( أنثى وذكر) لا البيضة..
ولهذا ، فإنّه لا يصحّ من حيث اللّغة ولا من حيث الاصطلاح الفقهيّ ولا من حيث السّلوك الصّوفيّ أن يقال الشّريعة والحقيقة شيء واحد ..
والله أعلم ...
عبد السّميع المدني- عدد الرسائل : 92
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/03/2010
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
لنفرض أو أقول ما كتبته صحيح سيدى عبد السميع .
أما الشريعة هي الحقيقة .
أقول :إذا لم تكن قائما فى أسرار ولبّ الشريعة فإنّك لاتستطيع الحديث عن الشّريعة إلاّ بما ورثته من أحاديث عن رسول الله فى الكتب . وإذا لم تفهم أسرار الشريعة فلاتستطيع الحديث عن الحقيقة قطعا .
وما كتبته فهو مفهوم عامي ليس له علما بالحقبقة وهو موجود فى الكتب وأنا أحدّثك عن أمور ذوقية وأنت تحدثنى عن مواضيع فلسفيّة مستعملا ألفاظ كلامية ككلّ الناس بما فيهم الدهريّون والكلاميون وكلّ أنماط الفلاسفة الذين ليس لهم من التصوّف إلاّ الكلام .
فالشريعة هي الإسلام والشريعة هي الإيمان والشريعة هي الإيقان أو نقول الإحسان ولا ينال المرء من هذه المقامات إلاّ بقدر ما ينال من العلم الموهوب وليس العلم المقروء المسموع ،ولايعلم هذا الكلام إلاّمن جاهد فى نفسه مجاهدة أولى العزم .
وبقي أصحاب الدجاجة والبيضة فى نزاعهم ولم ينتصر أحدهم حتى اليوم .
ولو تعرف بو دجاجة ما كانت عندك الجرءة حتى تعلمنى بتلك الكلمة لأنّ لو كانت عندك له حرمة ما كنّيته ببو دجاجة وذكرته بهمّة عالية ، بل لم تذكره إلاّ بخير ولا تذكره بما ذكره به سفهاء عصره .
قلت:فالعبرة في ما نحن بصدده إنّما هي لتفصيل الأمر لا بتعميم وتمييع المفاهيم .. ومن يميّع كلام السلاطين أنا أم من كتب ذلك ..
ما معنى "أينما تولوا فثمّ وجه الله" أهي حقيقة أم شريعة .
ما معنى" الله نور السماوات والأرض" أهي حقيقة أم شريعة .
من أنت .أهي حقيقة أم شريعة .
إذا كان الليل أين يكون النّهار.
نعم سيدى عبد السّميع لاتلمنى :فالشريعة هي الحقيقة .
سيدي عبد السّميع لست فى خصام معك ولا جدل فلا تأخذنى مأخذ هزل.
أما الشريعة هي الحقيقة .
أقول :إذا لم تكن قائما فى أسرار ولبّ الشريعة فإنّك لاتستطيع الحديث عن الشّريعة إلاّ بما ورثته من أحاديث عن رسول الله فى الكتب . وإذا لم تفهم أسرار الشريعة فلاتستطيع الحديث عن الحقيقة قطعا .
وما كتبته فهو مفهوم عامي ليس له علما بالحقبقة وهو موجود فى الكتب وأنا أحدّثك عن أمور ذوقية وأنت تحدثنى عن مواضيع فلسفيّة مستعملا ألفاظ كلامية ككلّ الناس بما فيهم الدهريّون والكلاميون وكلّ أنماط الفلاسفة الذين ليس لهم من التصوّف إلاّ الكلام .
فالشريعة هي الإسلام والشريعة هي الإيمان والشريعة هي الإيقان أو نقول الإحسان ولا ينال المرء من هذه المقامات إلاّ بقدر ما ينال من العلم الموهوب وليس العلم المقروء المسموع ،ولايعلم هذا الكلام إلاّمن جاهد فى نفسه مجاهدة أولى العزم .
وبقي أصحاب الدجاجة والبيضة فى نزاعهم ولم ينتصر أحدهم حتى اليوم .
ولو تعرف بو دجاجة ما كانت عندك الجرءة حتى تعلمنى بتلك الكلمة لأنّ لو كانت عندك له حرمة ما كنّيته ببو دجاجة وذكرته بهمّة عالية ، بل لم تذكره إلاّ بخير ولا تذكره بما ذكره به سفهاء عصره .
قلت:فالعبرة في ما نحن بصدده إنّما هي لتفصيل الأمر لا بتعميم وتمييع المفاهيم .. ومن يميّع كلام السلاطين أنا أم من كتب ذلك ..
ما معنى "أينما تولوا فثمّ وجه الله" أهي حقيقة أم شريعة .
ما معنى" الله نور السماوات والأرض" أهي حقيقة أم شريعة .
من أنت .أهي حقيقة أم شريعة .
إذا كان الليل أين يكون النّهار.
نعم سيدى عبد السّميع لاتلمنى :فالشريعة هي الحقيقة .
سيدي عبد السّميع لست فى خصام معك ولا جدل فلا تأخذنى مأخذ هزل.
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
محمد كتب:جاء في مرآة الذاكرين لسيدي الشيخ اسماعيل الهادفي (... بعدد مااقتضته الحكمة من تحول كهارب الذر في ميداني تجليات جمالك و جلالك من اول النشأة الى مالانهاية له في علمك...)
السؤال = هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية و الحقائق الكونية فيما ذكر ؟
تذكير بأصل الموضوع
محمد- عدد الرسائل : 656
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين الواحد الأحد الفرد الصمد الأول الآخر الظاهر الباطن، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أكمل مظهر للتجليات وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فشكرا سيدي محمد على هذا السؤال، وشكرا لسادتي الفقراء على ما تفضلوا به علينا من هذا الفيض العميم الذي أغرى العبد الضعيف بالتشرف بالانضمام إلى هذه الباقة عبر هذه المساهمة المتواضعة.
فأقول، أما الحقيقة التوحيدية فهي سر اسمه الباطن أما الحقيقة الكونية فإنها تجلي اسمه الظاهر، فبما أن هذين الاسمين الكريمين يتواردان على ذات واحدة فكلاهما توحيدي، إذ الحقيقة الكونية ناطقة بالتوحيد لأهل النظر العقلي، لقيامها على الوحدة من حيث النظام والحركة والاتجاه...، وهي ملوّحة إلى التوحيد لأهل الاعتبار الذين لا يقفون مع الآثار والأغيار. لذلك قال الحق عز وجل: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم (الحقيقة الكونيه)حتى يتبين لهم أنه الحق (الحقيقة التوحيدية).
وقال في الحكمة العطائية: ... كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الذي ظهر في كل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الذي ظهر لكل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الظاهر قبل كل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو أظهر من كل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و لولاه ما كان وجود كل شيء..
والله أعلم.
سلطان- عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
السّلام على من اتّبع الهدى ..
إنّي لا أريد حوارا ثنائيّّا بيني وبين سي الـ alhadifi ..
إنّي أحتكم إلى الإخوة الأعضاء لينظروا في مضمون كلامي وفي لهجة الكلام الّذي ردّ به سي الـ alhadifi على تدخّلي وما في ردّه من انتصار للنّفس ومن توتّر وشتم وثلب وقدح وتعال و...
وإذا ضلّت النّفوس على علــــــــــــــم فما يستطيعه الحكمـــــــــــاء؟
... لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ...
إنّي لا أريد حوارا ثنائيّّا بيني وبين سي الـ alhadifi ..
إنّي أحتكم إلى الإخوة الأعضاء لينظروا في مضمون كلامي وفي لهجة الكلام الّذي ردّ به سي الـ alhadifi على تدخّلي وما في ردّه من انتصار للنّفس ومن توتّر وشتم وثلب وقدح وتعال و...
وإذا ضلّت النّفوس على علــــــــــــــم فما يستطيعه الحكمـــــــــــاء؟
... لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ...
عبد السّميع المدني- عدد الرسائل : 92
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/03/2010
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
كان للرسول(ص) اداب عند وضع المائدة وعند تناول الطعام وكان (ص) اذا لم يعجبه طعاما تركه و قد روى البخاري 3563 ومسلم2064 عن ابي هريرة قال (ما عاب النبي صلى الله عليه و سلم طعاما قط ان اشتهاه اكله و الا تركه) اصلح الله ذات البين سادتي و نرجع لموضوعنا انشاءالله اخوانا على سرر متقابلين
...
<blockquote>محمد كتب:جاء في مرآة الذاكرين لسيدي الشيخ اسماعيل الهادفي (... بعدد مااقتضته الحكمة من تحول كهارب الذر في ميداني تجليات جمالك و جلالك من اول النشأة الى مالانهاية له في علمك...)
السؤال = هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية و الحقائق الكونية فيما ذكر ؟
</blockquote>
...
<blockquote>محمد كتب:جاء في مرآة الذاكرين لسيدي الشيخ اسماعيل الهادفي (... بعدد مااقتضته الحكمة من تحول كهارب الذر في ميداني تجليات جمالك و جلالك من اول النشأة الى مالانهاية له في علمك...)
السؤال = هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية و الحقائق الكونية فيما ذكر ؟
</blockquote>
محمد- عدد الرسائل : 656
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
سيدى عبد السميع :
السلام عليكم ورحمة الله
لقد كتبت كلاما حسب ظنّى وجيه .
لم أنتصر لنفسى بل نظرت فى الكنية التى لقبوا بها سيدى محمد المدانى قدّس الله سره فهالنى ما قرأت لأنهامن أشخاص مطموسى البصيرة وأنت لست منهم وقالوا فى سيدنا الشيخ "هاو يكح طول الوقت "والحال أنه يذكر إسم الأعظم .
سيدى عبد السميع الغالى قلت "من انتصار للنّفس ومن توتّر وشتم وثلب وقدح وتعال ..."لا والله إنى أحبك غير أنّك أخذتنى بنوع من الحساسية وأنت شفّاف بل تتبع مداخلتى فستجدنى أحبّك وأغير عليك .
سيدى محمد :الله يهديك لما يحبه ويرضاه ،لاتزرع الفتنة واحذر .
السلام عليكم ورحمة الله
لقد كتبت كلاما حسب ظنّى وجيه .
لم أنتصر لنفسى بل نظرت فى الكنية التى لقبوا بها سيدى محمد المدانى قدّس الله سره فهالنى ما قرأت لأنهامن أشخاص مطموسى البصيرة وأنت لست منهم وقالوا فى سيدنا الشيخ "هاو يكح طول الوقت "والحال أنه يذكر إسم الأعظم .
سيدى عبد السميع الغالى قلت "من انتصار للنّفس ومن توتّر وشتم وثلب وقدح وتعال ..."لا والله إنى أحبك غير أنّك أخذتنى بنوع من الحساسية وأنت شفّاف بل تتبع مداخلتى فستجدنى أحبّك وأغير عليك .
سيدى محمد :الله يهديك لما يحبه ويرضاه ،لاتزرع الفتنة واحذر .
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
alhadifi كتب:سيدى عبد السميع :
السلام عليكم ورحمة الله
لقد كتبت كلاما حسب ظنّى وجيه .
لم أنتصر لنفسى بل نظرت فى الكنية التى لقبوا بها سيدى محمد المدانى قدّس الله سره فهالنى ما قرأت لأنهامن أشخاص مطموسى البصيرة وأنت لست منهم وقالوا فى سيدنا الشيخ "هاو يكح طول الوقت "والحال أنه يذكر إسم الأعظم .
سيدى عبد السميع الغالى قلت "من انتصار للنّفس ومن توتّر وشتم وثلب وقدح وتعال ..."لا والله إنى أحبك غير أنّك أخذتنى بنوع من الحساسية وأنت شفّاف بل تتبع مداخلتى فستجدنى أحبّك وأغير عليك .
سيدى محمد :الله يهديك لما يحبه ويرضاه ،لاتزرع الفتنة واحذر .
لا حول ولا قوة الا بالله
محمد- عدد الرسائل : 656
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
بقول سيدنا سيدنا الشيخ رضي الله عنه الخير كل الخير قي السلف ولا خير في الخلف.
جاء عن الأستاذ قدس الله سره أن الحقيقة من الشريعة كمثل الزبدة من الحليب ومن ضيع شيئا من الحليب ضيع شيئا من الحقيقة. فعليه تكون الحقيقة مشاهدة او كمشاهدة الأشياء على حقيقتها بعد معانات المجاهدة على شريعة ما جاء به الشارع صلى الله عليه وسلم. فالشريعة أصل فلذلك جاءت عامة للناس والحقيقة فرع ولذلك كانت لأهل الإختصاص. والحقيقة تتعدد حسب منازل السائرين وليست واحدة كما يتوهم.
ولننظر في حديث من جاء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم قائلا أصبحت مؤمنا حقا فقال له صلى الله عليه وسلم لكل شيء حقيقة وما حقيقة إيمانك فأجابه...... الحديث.
جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم الشريعة أقوالي والطريقة أفعالي والحقيقة حالي ففرق صلى الله عليه وسلم بين الشريعة والحقيقة ويقول سيدي alhadifi:
ثم ماذا تريد بكلامك هذا:
ولننظر في حديث من جاء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم قائلا أصبحت مؤمنا حقا فقال له صلى الله عليه وسلم لكل شيء حقيقة وما حقيقة إيمانك فأجابه...... الحديث.
والله ورسوله أعلم.
جاء عن الأستاذ قدس الله سره أن الحقيقة من الشريعة كمثل الزبدة من الحليب ومن ضيع شيئا من الحليب ضيع شيئا من الحقيقة. فعليه تكون الحقيقة مشاهدة او كمشاهدة الأشياء على حقيقتها بعد معانات المجاهدة على شريعة ما جاء به الشارع صلى الله عليه وسلم. فالشريعة أصل فلذلك جاءت عامة للناس والحقيقة فرع ولذلك كانت لأهل الإختصاص. والحقيقة تتعدد حسب منازل السائرين وليست واحدة كما يتوهم.
ولننظر في حديث من جاء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم قائلا أصبحت مؤمنا حقا فقال له صلى الله عليه وسلم لكل شيء حقيقة وما حقيقة إيمانك فأجابه...... الحديث.
جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم الشريعة أقوالي والطريقة أفعالي والحقيقة حالي ففرق صلى الله عليه وسلم بين الشريعة والحقيقة ويقول سيدي alhadifi:
سيدي إذا كان هذا فهمك الخاص للحقيقة فلتقله في مجلس خاص لا في منتدى عام فيفهم على غير ما أردته.إعلم حبيبى: أنّ الشريعة هي الحقيقة.
ثم ماذا تريد بكلامك هذا:
أنترك كلام الشارع صلى الله عليه وسلم لنتبع ما تضنه فهم لأسرار الشريعة المحمدية. دعك من التوهم وربي يراجع بنا جميعا إلى حسن التأدب مع حبيبه صلى الله عليه وسلم.أما الشريعة هي الحقيقة .
أقول :إذا لم تكن قائما فى أسرار ولبّ الشريعة فإنّك لاتستطيع الحديث عن الشّريعة إلاّ بما ورثته من أحاديث عن رسول الله فى الكتب . وإذا لم تفهم أسرار الشريعة فلاتستطيع الحديث عن الحقيقة قطعا
ولننظر في حديث من جاء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم قائلا أصبحت مؤمنا حقا فقال له صلى الله عليه وسلم لكل شيء حقيقة وما حقيقة إيمانك فأجابه...... الحديث.
والله ورسوله أعلم.
فقير- عدد الرسائل : 30
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 19/06/2009
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
فقير كتب:أنترك كلام الشارع صلى الله عليه وسلم لنتبع ما تضنه فهم لأسرار الشريعة المحمدية. دعك من التوهم وربي يراجع بنا جميعا إلى حسن التأدب مع حبيبه صلى الله عليه وسلم.أما الشريعة هي الحقيقة .
أقول :إذا لم تكن قائما فى أسرار ولبّ الشريعة فإنّك لاتستطيع الحديث عن الشّريعة إلاّ بما ورثته من أحاديث عن رسول الله فى الكتب . وإذا لم تفهم أسرار الشريعة فلاتستطيع الحديث عن الحقيقة قطعا
ولننظر في حديث من جاء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم قائلا أصبحت مؤمنا حقا فقال له صلى الله عليه وسلم لكل شيء حقيقة وما حقيقة إيمانك فأجابه...... الحديث.
والله ورسوله أعلم.
السلام عليكم إخوة الصفاء
سيدي فقير أظنّ أنّك بالغت في التهويل على أخينا الهادفي فهو لم يعن ما فهمته ولو راجعت ما ذكر ستجد أنه لم يذكر ما يستحقّ أن تؤنبه عليه فقط قال: إذا لم تكن قائما فى أسرار ولبّ الشريعة فإنّك لاتستطيع الحديث عن الشّريعة إلاّ بما ورثته من أحاديث عن رسول الله فى الكتب.
وهذا القول سليم ليس فيه لبس، فمن لم يفهم دقائق الأمور من الشريعة يقف على قشورها ولا ينال منها إلاّ بقدر ظاهر النّص وهو ما سقط فيه الكثير كالخوارج وطوائف كثيرة...
فخذوا بالرفق يا فقراء وما دخل اللطف في شيء إلاّ زانه، وهذه الحكمة أوجّهها لنفسي ولسيدي الهادفي كذلك في ردّه على سيد عبدالسميع وإن كان اعتذر في الردّ الأخير وكذلك لكل فقير يريد المحافظة على قلوب إخوانه.
والله أعلم
عبدالله- عدد الرسائل : 177
العمر : 65
العمل/الترفيه : طالب علم
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
نعم سادتى المحبين كلّ ما قلتموه صحيح حتى فى جهلى بالأمر.. "كلّ نظر لما فى قلبه وتكلّم "...فنحن فى لقاء خاص عبر النت وإلاّ فما الفرق بين أن تكتب كلام غير مفهوم لكلّ الناس فى الكتب ..ويعيبه عليّ أهله عبر النت ..فما عابه عليّ الناس وإنما عابه من لم يفقهه من أهله ..وهو معذور فدرجة علمه ما قال ...إعلم حبيبى أنّ ما كتبته روح إذا تلقيته بنفسى عبته لأنّ هذه لاتتحمّل تلك وشتّان بين الرّوح والنفس..واعلم أنّ من الكلام نور إذا كان فى الظلمة ينير المكان وإذا كان فى النور يزيدها إشعاعا ..إنّ كلامى نورا ...ولو فهمه من تلقّاه لفهم أنّ كلّ ما يضيع من الحليب يضيع من الزبدة ...لأنّه كما قلتم وهذا كلامكم الحليب بمثابة الشريعة وهل تستطيع أن ترى الزبدة فى الحليب ...فالزبدة هى الحقيقة كما قلتم...وهذا المخاض سيولّد الزبدة قطعا...وكما أرى فى بعض المداخلات نوع من الظلمة عند صاحبها ولكن لاأعيب عليه ذلك لأنّه حدّ فهمه ...ثمّ أعيب على غير ه أقلّ مما قال الأوّل لأننى أتوهم أن هذا الذى أعيب عليه عنده درجة من الفهم ولاأحب لأخى الرجوع للحديث السلبى وكما قيل فى المذاكرة "الذّاكرون ثلاث ،ذاكر بلسانه ويحذر الزلاّت ، وذاكر بقلبه ويحذر الغفلات ،وذاكر بسرّه ويحذر خطران ما سوى الذّات "والحديث المطوّل لسيدنا جبرائيل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلّم "ما الإسلام ،ما الإيمان ،ما الإحسان "وكان الرسول صلى الله عليه وسلّم يجيب وسيدنا جبرائيل يصدّقه فالأركان الثلاثة متممه لبعضها وكلّ ما يضيع من أحدهم لاتستطيع المرور إلى الآخر مهما كان نوع مجاهداتك ولربما حسب فهمى القصيرورأي الخاص وما لم يقله غيرى وما لم تزكيه الشريعة فأقول "الإسلام هو الإيمان هو الإحسان. وكلّ طور له مفاهيمه."الإسلام المريد يعبد ربه بقدر فهمه من واحد فى الماءة إلى مائة بالمائة فيصبح مؤمن . الإيمان المريديتعامل مع ربه حتى تصل معاملته مائة بالمائة فيصبح موقنا أو نقول محسن"أن تعبد الله كأنك تراه "وإذا عجزت عن رأيته فلم تبلغ درجة الإيمان أي قوله أنا لاأعبد ما لاأرى .المحسن هو الغيبة عما سوى الذّات "فإن لم تكن "أي قوله موتوا قبل أن تموتوا أي ليس منا من لم يولد مرّتين أي إذا أردتم أن ترون ميّتا يمشى على وجه الأرض فانظروا إلى أبا بكرأي الناس نيام إذا ماتوا إستيقضوا.وهنا تراه فإنه يراكالحديث الطوّل صرت هو.
فلا تتركونى أقول أكثر من هذا فيرجمنى بعضكم .
هو فى الحقيقة كلام ليس منمّقا وإنما أحب إخوتى أن ينصفونى ويفهمونى فإنى عاجز عن التبليغ ...
ولله الفظل والمنّة.
فلا تتركونى أقول أكثر من هذا فيرجمنى بعضكم .
هو فى الحقيقة كلام ليس منمّقا وإنما أحب إخوتى أن ينصفونى ويفهمونى فإنى عاجز عن التبليغ ...
ولله الفظل والمنّة.
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
.. أخي .. لا تثريب عليك ...
السّلام عليكم ..
أخي alhadifi
قال الشّبليّ رضي الله عنه: "الصّوفيّة إخوة في حجر الحقّ" ..
والصّوفيّ عندنا واحد متعدّد المشاهد .. فقد قال الصّوفيّ: "أنا أنت ولكنّك شخص آخر"..
فلتطمئنّ أخيّي.. فإنّ المسألة ليست مسألة أشخاص .. إنّما الأمر مجاهدة في التّعرّف إلى الله ... وإنّ أبسط واجباتنا هو حضورنا في الله بأن نكون ربّانيّين .. لا نتكلّم إلاّ بالله مراعين في أنفسنا صفته "المتكلّم" بألسنتنا وفي نفس الوقت مراعين سمع الله لدى من نتوجّه إليهم بالكلام .. هذا في جانب التّواصل ..
وأمّا نظرنا في المواضيع فنجتهد أن يكون نظرنا فيها بالله وللّه بمعنى أنّ الله سبحانه يتعرّف إلى ذاته كما ورد بذلك الحديث القدسيّ <<كنت كنزا مطلسما فأردت أن اعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني>>.. فإنّ الصّوفي في علاقاته إنّما يحقّق أخلاق الله في تعامله مع ذاته الكلّيّة المطلقة .. وهذا ليس سهلا على صوفيّ ، ولا حتّى على نبيّ .. فهو مطلب الاستقامة الذي شيّب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم <<فاستقم كما أمرت ومن تاب معك>> .. والمعرفة إذا لم يصرّفها صاحبها في المعاملة البشريّة كانت ملكا مضيّعا وكنزا تنهبه أوهام الغيريّة .. وإذا هو صرّفها كانت لديه بذورا وكان هو فلاّحها يخدم أرض ذاته ، في الكون والوجود كلّه ، ويزرع بذوره فيها فتخرج بكلّ المباهج وبها تظهر جنّة الأسرار والأنوار فيضا من باطن الواحد القهّار .. جنّة عرضها السّماوات والأرض ..
جعلنا الله من أهلها ..
ولكم تحيّــاتي ...
أخي alhadifi
قال الشّبليّ رضي الله عنه: "الصّوفيّة إخوة في حجر الحقّ" ..
والصّوفيّ عندنا واحد متعدّد المشاهد .. فقد قال الصّوفيّ: "أنا أنت ولكنّك شخص آخر"..
فلتطمئنّ أخيّي.. فإنّ المسألة ليست مسألة أشخاص .. إنّما الأمر مجاهدة في التّعرّف إلى الله ... وإنّ أبسط واجباتنا هو حضورنا في الله بأن نكون ربّانيّين .. لا نتكلّم إلاّ بالله مراعين في أنفسنا صفته "المتكلّم" بألسنتنا وفي نفس الوقت مراعين سمع الله لدى من نتوجّه إليهم بالكلام .. هذا في جانب التّواصل ..
وأمّا نظرنا في المواضيع فنجتهد أن يكون نظرنا فيها بالله وللّه بمعنى أنّ الله سبحانه يتعرّف إلى ذاته كما ورد بذلك الحديث القدسيّ <<كنت كنزا مطلسما فأردت أن اعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني>>.. فإنّ الصّوفي في علاقاته إنّما يحقّق أخلاق الله في تعامله مع ذاته الكلّيّة المطلقة .. وهذا ليس سهلا على صوفيّ ، ولا حتّى على نبيّ .. فهو مطلب الاستقامة الذي شيّب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم <<فاستقم كما أمرت ومن تاب معك>> .. والمعرفة إذا لم يصرّفها صاحبها في المعاملة البشريّة كانت ملكا مضيّعا وكنزا تنهبه أوهام الغيريّة .. وإذا هو صرّفها كانت لديه بذورا وكان هو فلاّحها يخدم أرض ذاته ، في الكون والوجود كلّه ، ويزرع بذوره فيها فتخرج بكلّ المباهج وبها تظهر جنّة الأسرار والأنوار فيضا من باطن الواحد القهّار .. جنّة عرضها السّماوات والأرض ..
جعلنا الله من أهلها ..
ولكم تحيّــاتي ...
عبد السّميع المدني- عدد الرسائل : 92
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 29/03/2010
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
سيدى عبد السّميع :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّه آثار حبّ قديم بينى وبينك وبين أهل الله وكلّ الأنبياء والرّسل فكلّما رأيت كلاماأو مشهدا يسيىء لأحدكم لاأستطيع الصبر فيقع فى بعض الأحيان ردودا لا ترضى الخلق ..فأستحى من الخالق وإن كنت محقّا فى ما أقول ..فأتوسّل إلى الله أن يغفر لى ولأخى .
إنى دوما أنتظر مداخلاتك ولاتآخذنى إن كان ردّى عنيف ولاتنتظر منّى أن أجاملك فذلك مدخل من أبواب الغفلة ..
فى حفظ الله ورعايته دمت .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّه آثار حبّ قديم بينى وبينك وبين أهل الله وكلّ الأنبياء والرّسل فكلّما رأيت كلاماأو مشهدا يسيىء لأحدكم لاأستطيع الصبر فيقع فى بعض الأحيان ردودا لا ترضى الخلق ..فأستحى من الخالق وإن كنت محقّا فى ما أقول ..فأتوسّل إلى الله أن يغفر لى ولأخى .
إنى دوما أنتظر مداخلاتك ولاتآخذنى إن كان ردّى عنيف ولاتنتظر منّى أن أجاملك فذلك مدخل من أبواب الغفلة ..
فى حفظ الله ورعايته دمت .
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
رد: سؤال: هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية والحقائق الكونية
محمد كتب:محمد كتب:جاء في مرآة الذاكرين لسيدي الشيخ اسماعيل الهادفي (... بعدد مااقتضته الحكمة من تحول كهارب الذر في ميداني تجليات جمالك و جلالك من اول النشأة الى مالانهاية له في علمك...)
السؤال = هل من علاقة بين الحقائق التوحيدية و الحقائق الكونية فيما ذكر ؟
تذكير بأصل الموضوع
محمد- عدد الرسائل : 656
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
وفيك انطوى العالم الأكبر ..
السّلام عليكم ..
لقد كشف الله للمتفكّرين سرّ التّوحيد في علاقة التّجانس بين نظام الكون وهيئة الذّات الآدميّة وبنية النّصّ القرآنيّ ..( أنظر في "المنتدى" مداخلتي تحت عنوان "أسرار فواتح السّور")..
ولقد قال الله تعالى: <<سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ>> وقوله: <<وفي أنفسكم أفلا تبصرون>>.. ذلك أنّ الله خلق السّماوات والأرض وما بينهما بالحقّ .. وكذلك خلق آدم بالحقّ .. والحقّ مناط التّوحيد الصّافي .. وفي الحديث الشّريف: <<خلق الله آدم على صورته>>.. وفي الحديث القدسيّ: <<.. وما زال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه ويحبّني فإذا أحببته وأحبّني كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّي يبصر به ويده الّتي يبطش بها ورجله الّتي يمشي بها .. ولئن استعاذني لأعيذنّه ولئن سألني لأعطينّه>> وفي بعض الصّيغ <<وصرت هو>> .. وفي الحديث القدسيّ الآخر: <<يابن آدم خلقتك وأعطيتك صفاتي فإن ادّعيتها تركتها لك وسلبتك الولاية>>.. وهذا مربط فرس القوم ..
ومن مذاقات السّادة الصّوفيّة قول سيدي أحمد العلاوي:"فأنت من حيث ظاهرك نقطة الطّين ومن حيث حقيقتك سرّ ربّ العالمين" أو كما قال رضي الله عنه ..
ولمزيد تحديد الإجابة على السّؤال واسترواحا في قول شيخنا إسماعيل رضي الله عنه :(بعدد ما اقتضته الحكمة من تحوّل كهارب الذّرّ في ميداني تجلّيات جمالك و جلالك من أوّل النّشأة الى ما لانهاية له في علمك...) .. نقول: حيث أنّ الله قيّوم السّماوات والأرض (باطنا) .. ونور السّماوات والأرض (ظاهرا) فإنّ السّرّ الفاعل الّذي تقوم به وعليه السّماوات والأرض وما فيهما يتمثّل في قيّوميّة الله الّتي أعطانا الله في أنفسنا صورة عنها بوجود الرّوح في أجسادنا .. وإنّ كلّ عمليّة الخلق قائمة بين تكثيف وتلطيف لذرّات مادّة الكون الّتي هي عنصر نور الله في السّماوات والأرض .. والمثال على ذلك في أنفسنا أكلنا للطّعام الّذي يهرس في أفواهنا ويتحلّل في أمعائنا ويتلطّف حتّى يكون دما في العروق ونورا في أبصارنا وسرّ حياة في كلّ جوارجنا .. ومنه ما يتكثّف فيكون به زيادة ونموّ عظامنا ولحمنا .. حتّى إذا جاء الأجل وتعطّلت الحياة الجسديّة بمفارقة الرّوح للجسد تحلّل الجسد وعاد ترابا وعاد إلى هيئة الذّرّ في بحر الكون .. بحر نور الله ..
ولنا مثال يقرّب هذه المعاني مزيد القرب .. وهو أن نلاحظ ما يفعله النّحل .. إنّ شجيرات الزّهر تمتصّ بواسطة عروقها ذرّ الأملاح من الأرض وتكثّف ما تمتصّه فتحوّله أعوادا وأوراقا وأزهارا .. ويأتي النّحل فيجمع من الأزهار ما يحوّله شمعا يبني به الشّهد لوضع بيضه ثمّ لخزن العسل .. ويأتي النّحّال فيجمع الشّهد ويحوّله إلى شمعات يجعل فيها فتائل للإنارة .. فكلّ هذه العمليّة تكثيف لنور وجه الله بمعنى "تحول كهارب الذّرّ في ميداني تجليات جمالك و جلالك من أوّل النّشأة الى ما لا نهاية له في علمك..." .. ثمّ يكون تحوّل كهارب الذّرّ عبر عمليّة التّلطيف بأن تشغل النّار في فتيل الشّمعة فتذوب وتتلاشى وتعود إلى أصلها النّورانيّ ذرّا ضمن الهيولى الكونيّة ..
وهذا كلّه يتنزّل ضمن القبضة النّورانيّة المذكورة في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه حيث قال: (قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: <<أتدري يا جابر أيّ شيء خلق ربّك أوّلا؟>> قلت: الله ورسوله أعلم. قال: <<إعلم يا جابر أنّ أوّل ما خلق ربّك خلق نور نبيّك إذ أخذ قبضة من نور وجهه وقال لها كوني محمّدا>>).. فليس في الوجود إلاّ سرّ الله قائما في نور الله ونور الله ظاهرا بسرّ الله .. وهذا هو مناط التّوحيد الخالص عند أهل وحدة الوجود وكثرة الشّهود ..
والله أعلـــم وأكـــرم ...
لقد كشف الله للمتفكّرين سرّ التّوحيد في علاقة التّجانس بين نظام الكون وهيئة الذّات الآدميّة وبنية النّصّ القرآنيّ ..( أنظر في "المنتدى" مداخلتي تحت عنوان "أسرار فواتح السّور")..
ولقد قال الله تعالى: <<سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ>> وقوله: <<وفي أنفسكم أفلا تبصرون>>.. ذلك أنّ الله خلق السّماوات والأرض وما بينهما بالحقّ .. وكذلك خلق آدم بالحقّ .. والحقّ مناط التّوحيد الصّافي .. وفي الحديث الشّريف: <<خلق الله آدم على صورته>>.. وفي الحديث القدسيّ: <<.. وما زال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه ويحبّني فإذا أحببته وأحبّني كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّي يبصر به ويده الّتي يبطش بها ورجله الّتي يمشي بها .. ولئن استعاذني لأعيذنّه ولئن سألني لأعطينّه>> وفي بعض الصّيغ <<وصرت هو>> .. وفي الحديث القدسيّ الآخر: <<يابن آدم خلقتك وأعطيتك صفاتي فإن ادّعيتها تركتها لك وسلبتك الولاية>>.. وهذا مربط فرس القوم ..
ومن مذاقات السّادة الصّوفيّة قول سيدي أحمد العلاوي:"فأنت من حيث ظاهرك نقطة الطّين ومن حيث حقيقتك سرّ ربّ العالمين" أو كما قال رضي الله عنه ..
ولمزيد تحديد الإجابة على السّؤال واسترواحا في قول شيخنا إسماعيل رضي الله عنه :(بعدد ما اقتضته الحكمة من تحوّل كهارب الذّرّ في ميداني تجلّيات جمالك و جلالك من أوّل النّشأة الى ما لانهاية له في علمك...) .. نقول: حيث أنّ الله قيّوم السّماوات والأرض (باطنا) .. ونور السّماوات والأرض (ظاهرا) فإنّ السّرّ الفاعل الّذي تقوم به وعليه السّماوات والأرض وما فيهما يتمثّل في قيّوميّة الله الّتي أعطانا الله في أنفسنا صورة عنها بوجود الرّوح في أجسادنا .. وإنّ كلّ عمليّة الخلق قائمة بين تكثيف وتلطيف لذرّات مادّة الكون الّتي هي عنصر نور الله في السّماوات والأرض .. والمثال على ذلك في أنفسنا أكلنا للطّعام الّذي يهرس في أفواهنا ويتحلّل في أمعائنا ويتلطّف حتّى يكون دما في العروق ونورا في أبصارنا وسرّ حياة في كلّ جوارجنا .. ومنه ما يتكثّف فيكون به زيادة ونموّ عظامنا ولحمنا .. حتّى إذا جاء الأجل وتعطّلت الحياة الجسديّة بمفارقة الرّوح للجسد تحلّل الجسد وعاد ترابا وعاد إلى هيئة الذّرّ في بحر الكون .. بحر نور الله ..
ولنا مثال يقرّب هذه المعاني مزيد القرب .. وهو أن نلاحظ ما يفعله النّحل .. إنّ شجيرات الزّهر تمتصّ بواسطة عروقها ذرّ الأملاح من الأرض وتكثّف ما تمتصّه فتحوّله أعوادا وأوراقا وأزهارا .. ويأتي النّحل فيجمع من الأزهار ما يحوّله شمعا يبني به الشّهد لوضع بيضه ثمّ لخزن العسل .. ويأتي النّحّال فيجمع الشّهد ويحوّله إلى شمعات يجعل فيها فتائل للإنارة .. فكلّ هذه العمليّة تكثيف لنور وجه الله بمعنى "تحول كهارب الذّرّ في ميداني تجليات جمالك و جلالك من أوّل النّشأة الى ما لا نهاية له في علمك..." .. ثمّ يكون تحوّل كهارب الذّرّ عبر عمليّة التّلطيف بأن تشغل النّار في فتيل الشّمعة فتذوب وتتلاشى وتعود إلى أصلها النّورانيّ ذرّا ضمن الهيولى الكونيّة ..
وهذا كلّه يتنزّل ضمن القبضة النّورانيّة المذكورة في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه حيث قال: (قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: <<أتدري يا جابر أيّ شيء خلق ربّك أوّلا؟>> قلت: الله ورسوله أعلم. قال: <<إعلم يا جابر أنّ أوّل ما خلق ربّك خلق نور نبيّك إذ أخذ قبضة من نور وجهه وقال لها كوني محمّدا>>).. فليس في الوجود إلاّ سرّ الله قائما في نور الله ونور الله ظاهرا بسرّ الله .. وهذا هو مناط التّوحيد الخالص عند أهل وحدة الوجود وكثرة الشّهود ..
والله أعلـــم وأكـــرم ...
سرّي خمّاري- عدد الرسائل : 52
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 09/06/2009
مواضيع مماثلة
» التكلم في الحقائق
» الحقائق العليا
» الحقائق العيسوية في آخر الزمان
» قبسٌ من جذوة الحقائق
» الدقائق في تمييز علوم الحقائق
» الحقائق العليا
» الحقائق العيسوية في آخر الزمان
» قبسٌ من جذوة الحقائق
» الدقائق في تمييز علوم الحقائق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 13:27 من طرف الطالب
» تصحيح مفاهيم حول مشيخة التربية والإرشاد
اليوم في 9:17 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
اليوم في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس