بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
خواطري حول المسيخ الدجّال ( لعنه الله تعالى )
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خواطري حول المسيخ الدجّال ( لعنه الله تعالى )
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه
لقد ورد في الكثير من الأحاديث النبويّة التحذير من فتنة الدجال ( المسيخ الدجال ) لعنه الله تعالى والتحذير من عظيم فتنته فإنّه قد ورد في الأحاديث النبويّة أنّه ما من نبيّ إلاّ وقد حذّر أمّته من فتنة هذا الدجال وقد قال عليه الصلاة والسلام ( إنّه خارج فيكم لا محالة ) وبما أنّه خارج فينا لا محالة أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن نستعيذ منه عند كلّ صلاة وأمرنا أن نتهيّأ له ظاهرا وباطنا إذ أنّه صورة سيّدنا عيسى المسيح مقلوبة فهو محلّ التلبيس لأنّ علومه علوم سحر لذا وجب أن نتصدّى له بعلوم الولاية التي تضادد أوجه السحر في كلّ وجه وإنّما قلنا علوم الولاية دون غيرها من العلوم لأنّ عيسى عليه السلام هو المسيح الذي جمع أسرار علوم الولاية أو تقول علوم الباطن فهو نائب عن النبي صلى الله عليه وسلّم فيها لذا يحكم في أمّته بعد أن ينزل فيها ليقتل المسيخ الدجّال لأنّه لا يقتله إلاّ عيسى لأنّه سيقتل صورته المعكوسة التي سيخرج فيها الدجّال كما أنّ إبليس خرج في صورة آدم معكوسة لأنّ هناك أمران هما : النعمة والنقمة , فالنقمة هي صورة النعمة معكوسة , فأضحى هناك تعلّقان :
الأوّل : تعلّق عيسى من حيث باطنه بمضادّة علوم المسيخ الدجّال فسيبطلها جملة وتفصيلا وهذا لا يتحقّق إلاّ بقتله لأنّ علوم السحر يجب فيها القتل وإلاّ فإنّها تبقى لذا كان حكم الساحر هو القتل لأنّه كافر , فمن علامات إقتراب خروج الدجّال ما تراه من ميل الناس إلى علوم السحر كالشعوذة والكهانة لقضاء الأغراض النفسية والمصالح الدنيوية وقد تفشّى هذا الأمر في الأمّة الآن غاية التفشّي فإنّ الدجّال لا يخرج إلاّ في صورته أي صورته الظاهرة قبل الباطنة , وصورته الظاهرة هي ما تراه من ذهاب الناس إلى تعلّم علوم السحر أو الإسراع وراء أهلها وتصديقهم والعمل بهم ومعهم , فجميع علوم السحر هي صورة علوم أهل الولاية مقلوبة ومعكوسة فمثلا : الإستدراج والكيد والسحر والتلبيس هي عكس الكرامة والحكمة والمعارف الإلهية والعلوم والإيقان بالحقّ
فإنّ ما يغلب العبد به الدجّال هو علوم أهل الحقيقة لذا أمرنا صلى الله عليه وسلّم بقراءة فواتح سورة الكهف عند رؤيته فإنّها عصمة من كيده وتلبيسه لأنّ سورة الكهف فيها علوم أهل الولاية ومراتبهم بأسرها لذا حدّد لنا النبي صلى الله عليه وسلّم سورة الكهف من دون جميع السور أعني بصفة أولى لما تعطيه حقائق ذلك لذا ورد في سورة الكهف قصّة أولياء أهل الكهف وقصّة ولاية الخضر وقصّة ولاية أهل الصفّة وقصّة ولاية ذي القرنين ... لذا أختير عيسى عليه السلام لهذا الأمر لأنّ حقيقته تعطي هذا الأمر , ومعلوم أنّ عيسى عليه السلام حضرته أحدية لذا أختصّ بيوم الأحد ويوم الأحد لا يمكننا تحديده ومعرفته إلاّ بيوم الإثنين لذا وجب عند ظهور عيسى عليه السلام ظهور حافظ يحفظه في هذا الخروج وهذا الحافظ هو الشرع المحمّدي المتمثّل في شخص المهدي المنتظر عليه السلام لذا يتّخذه عيسى إماما يصلّي به في الأقصى كما ورد حتّى تحفظ حقائق عيسى حمايتين : الأولى : ظهور الدجال وقتله من طرف عيسى عليه السلام فيحمي عيسى حقيقته التي تسرّب إليها ما تسرّب فيرجعها إلى أصلها الحقيقي لذا رمز إلى ذلك في قوله ( والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّا ) فقوله : ويوم أموت فيه دلالة على حفظه في قوله ( والسلام عليّ ) والسلام مقام بقاء وهذا لا يكون إلاّ عند نزوله هذا الثاني الآتي عن قريب ولا يتحقّق له إلاّ بمعيّة المهدي لأنّ أمّتنا هي أمّة سلام وتحيّتها السلام وحقيقتها السلام
فكانت علوم الدجال لا ينقضها إلاّ علوم الولاية ولا يبطلها إلاّ معارفهم الدينية لأنّهم على بصيرة منه ومن فعاله وتلبيساته بيقين ونور من الله تعالى أعلمتك بهذا كي تعلم درجة علوم أهل الولاية في هذا الزمان والزمان الذي يليه كزمان عيسى والمهدي عليهما السلام فهم أعلى طبقة في الولاية علوما على الإطلاق أعني من بعد السلف الصالح الذين هم خير القرون وأنت تعلم أنّ جميع الرسل حذّروا أقوامهم من فتنة الدجّال لتعلم خطره لذا وجب أن يكون في زمنه من هو في مستوى فتنته هذه فتحتّم أن يكون عيسى والمهدي عليهما السلام وأتباع عيسى وأتباع المهدي عليهما السلام فإذا أردت أن تعرف مرتبة أتباع عيسى في العلم فانظر إلى مرتبة عيسى في علوم الحقائق وكذلك فمتى أردت أن تعلم مرتبة أتباع المهدي فانظر مرتبة المهدي في الحقائق وأنّه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأوحد أهل زمانه وقد بشّر به رسول الله صلى اله عليه وسلّم منذ زمنه لتعلم أهميّة زمنه وزمن عيسى وزمن أتباعهما وما هم عليه من القوّة والعلم والحكمة فإنّهم سيقاتلون الدجال الذي أجمعت الأنبياء والرسل على أنّه أعظم فتنة خرجت على وجه الأرض أكبر من فرعون وأخطر من النمرود ومن أبي جهل ...فإنّه سيّدعي الألوهية ليس بنكرانها كما فعل فرعون عندما طالبهم بأن يرتقوا في السماء يبحثوا عن الإله الذي أخبر عنه موسى فإنّه قال ( ما أريكم إلأ ما أرى ) أي دلّس بوجود الظاهر المحسوس لذا كان أمر فرعون بجانب أمر الدجّال كلا شيء , وكذلك غاية أمر النمرود لمّا إدّعى الألوهية أنّه عجز عن الإتيان بالشمس من المغرب بعد أن إدّعى الإحياء والإماتة بخلاف الدجال فهو بعلوم السحر يموّه على جميع البشر ويدلّس عليهم ويريهم ما يظهر في الظاهر أنّه حقّ فيعبده أهل الأرض كلّهم لذا وظّف اليوم الوسائل التكنولوجية وترقّب ظهورها ليظهر فيها لأنّه لا يمكنه أن يحكم في الأرض إلا بواسطتها وهو كما قيل على ألسنة بعض العلماء ما يسمّونه اليوم ( العالم هو تلك القرية الصغيرة ) وسمّاه الغرب ( النظام العالمي الجديد ) أي يصبح العالم كلّه كبلد واحد لذا تأخّر خروج الدجّال إلى الوقت الذي يناسب مخطّطاته فلو خرج في زمن قبل هذا لما أحسن فعل شيء لعدم مساعدة الوقت والوسائل لذا كنّى النبيّ عليه الصاة والسلام عن وسائل يتبعها المسيخ الدجّال بإشارات خفيّة لأنّ وقته لم يكن وقت تصريح فرمز كفي قوله ( أيامه ... يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع ....) وهذا حقائق زمنيّة يعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلّم لكنّها لا يتسنّى له أن يخبر عنها الصحابة ومن كان في ذلك الزمن لأنّه أمر لا تبلغه عقولهم إلاّ المفتوح عليه من الصحابة فهو على علم بذلك وقد ورد عن بعض الصحابة رؤيته للدجّال والدابة وهذه مشاهد غيبية وليست حسيّة أو تقول مشاهد معنوية ,,,,
أمّا أبو جهل فكان إعتراضه على النبوّة وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلّم من حيث توحيد الآلهة لذا قالوا أهل زمانه من المشركين ( أجعل الآلهة إله واحدا ) لذا كان فرعون هذه الأمّة من حيث عناده وكبريائه , أمّا الدجال فقد خالف كلّ الجماعة فكانت فتنته عظيمة لمسايرة الزمن لها فإنّه بقي يترقّب هذا الزمن ليظهر فيه بفارغ الصبر لأنّ الصبر مقام إيماني لا يعطاه إلاّ مؤمن أمّا الكافر فلا صبر له لأنّه لا ينفعه الصبر في شيء بخلاف المسلم فصبره صبر جميل غاية في الحسن فهو شطر الإيمان
الأمر الثاني :
تعلّق عيسى من حيث ظاهره بالمهدي الإمام المنتظر وهو مقام الخلافة الكونية في الوجود وهي من تصاريف القطب الذي هو المهدي المنتظر من حيث الحقيقة المحمّدية في الأكوان وأنّها ميزان العدل والصلاح فيقاوم الفساد ويقتل علماء السلطان الذين هم علماء السوء فيكون أمره ظاهري أكثر منه باطني فيعطيه الله تعالى الأرض ويملكها له وهو مقام الظهور وهو مقام الخلافة والحكم الذي هو العدل فترجع الأحكام الشرعية للبزوغ من جديد فيكون إماما واحدا وحكما واحدا ومنهجا واحدا يلمّ الله به شمل الإسلام والمسلمين ويقطع دابر الكفّار والمشركين وعليه يتعيّن علينا فهم هذا المهدي وعلومه وأحواله وظهوره وعاداته وهذا ما سنذكره في الصفحة القادمة ليعلم القوم ويبشروا بنصر الله تعالى ( لقد جاء نصر الله والفتح ) وعن قريب يكون دخول الناس في دين الله أفواجا فهذه الآية لا تعطي أحكامها الحقيقية أعني سورة النصر إلأ قبل رفع القرآن بقليل لأنّه على المشهور من أواخر السور نزولا فيكون حكمها آخرا ( فافهم )
يتبع ...
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه
لقد ورد في الكثير من الأحاديث النبويّة التحذير من فتنة الدجال ( المسيخ الدجال ) لعنه الله تعالى والتحذير من عظيم فتنته فإنّه قد ورد في الأحاديث النبويّة أنّه ما من نبيّ إلاّ وقد حذّر أمّته من فتنة هذا الدجال وقد قال عليه الصلاة والسلام ( إنّه خارج فيكم لا محالة ) وبما أنّه خارج فينا لا محالة أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن نستعيذ منه عند كلّ صلاة وأمرنا أن نتهيّأ له ظاهرا وباطنا إذ أنّه صورة سيّدنا عيسى المسيح مقلوبة فهو محلّ التلبيس لأنّ علومه علوم سحر لذا وجب أن نتصدّى له بعلوم الولاية التي تضادد أوجه السحر في كلّ وجه وإنّما قلنا علوم الولاية دون غيرها من العلوم لأنّ عيسى عليه السلام هو المسيح الذي جمع أسرار علوم الولاية أو تقول علوم الباطن فهو نائب عن النبي صلى الله عليه وسلّم فيها لذا يحكم في أمّته بعد أن ينزل فيها ليقتل المسيخ الدجّال لأنّه لا يقتله إلاّ عيسى لأنّه سيقتل صورته المعكوسة التي سيخرج فيها الدجّال كما أنّ إبليس خرج في صورة آدم معكوسة لأنّ هناك أمران هما : النعمة والنقمة , فالنقمة هي صورة النعمة معكوسة , فأضحى هناك تعلّقان :
الأوّل : تعلّق عيسى من حيث باطنه بمضادّة علوم المسيخ الدجّال فسيبطلها جملة وتفصيلا وهذا لا يتحقّق إلاّ بقتله لأنّ علوم السحر يجب فيها القتل وإلاّ فإنّها تبقى لذا كان حكم الساحر هو القتل لأنّه كافر , فمن علامات إقتراب خروج الدجّال ما تراه من ميل الناس إلى علوم السحر كالشعوذة والكهانة لقضاء الأغراض النفسية والمصالح الدنيوية وقد تفشّى هذا الأمر في الأمّة الآن غاية التفشّي فإنّ الدجّال لا يخرج إلاّ في صورته أي صورته الظاهرة قبل الباطنة , وصورته الظاهرة هي ما تراه من ذهاب الناس إلى تعلّم علوم السحر أو الإسراع وراء أهلها وتصديقهم والعمل بهم ومعهم , فجميع علوم السحر هي صورة علوم أهل الولاية مقلوبة ومعكوسة فمثلا : الإستدراج والكيد والسحر والتلبيس هي عكس الكرامة والحكمة والمعارف الإلهية والعلوم والإيقان بالحقّ
فإنّ ما يغلب العبد به الدجّال هو علوم أهل الحقيقة لذا أمرنا صلى الله عليه وسلّم بقراءة فواتح سورة الكهف عند رؤيته فإنّها عصمة من كيده وتلبيسه لأنّ سورة الكهف فيها علوم أهل الولاية ومراتبهم بأسرها لذا حدّد لنا النبي صلى الله عليه وسلّم سورة الكهف من دون جميع السور أعني بصفة أولى لما تعطيه حقائق ذلك لذا ورد في سورة الكهف قصّة أولياء أهل الكهف وقصّة ولاية الخضر وقصّة ولاية أهل الصفّة وقصّة ولاية ذي القرنين ... لذا أختير عيسى عليه السلام لهذا الأمر لأنّ حقيقته تعطي هذا الأمر , ومعلوم أنّ عيسى عليه السلام حضرته أحدية لذا أختصّ بيوم الأحد ويوم الأحد لا يمكننا تحديده ومعرفته إلاّ بيوم الإثنين لذا وجب عند ظهور عيسى عليه السلام ظهور حافظ يحفظه في هذا الخروج وهذا الحافظ هو الشرع المحمّدي المتمثّل في شخص المهدي المنتظر عليه السلام لذا يتّخذه عيسى إماما يصلّي به في الأقصى كما ورد حتّى تحفظ حقائق عيسى حمايتين : الأولى : ظهور الدجال وقتله من طرف عيسى عليه السلام فيحمي عيسى حقيقته التي تسرّب إليها ما تسرّب فيرجعها إلى أصلها الحقيقي لذا رمز إلى ذلك في قوله ( والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّا ) فقوله : ويوم أموت فيه دلالة على حفظه في قوله ( والسلام عليّ ) والسلام مقام بقاء وهذا لا يكون إلاّ عند نزوله هذا الثاني الآتي عن قريب ولا يتحقّق له إلاّ بمعيّة المهدي لأنّ أمّتنا هي أمّة سلام وتحيّتها السلام وحقيقتها السلام
فكانت علوم الدجال لا ينقضها إلاّ علوم الولاية ولا يبطلها إلاّ معارفهم الدينية لأنّهم على بصيرة منه ومن فعاله وتلبيساته بيقين ونور من الله تعالى أعلمتك بهذا كي تعلم درجة علوم أهل الولاية في هذا الزمان والزمان الذي يليه كزمان عيسى والمهدي عليهما السلام فهم أعلى طبقة في الولاية علوما على الإطلاق أعني من بعد السلف الصالح الذين هم خير القرون وأنت تعلم أنّ جميع الرسل حذّروا أقوامهم من فتنة الدجّال لتعلم خطره لذا وجب أن يكون في زمنه من هو في مستوى فتنته هذه فتحتّم أن يكون عيسى والمهدي عليهما السلام وأتباع عيسى وأتباع المهدي عليهما السلام فإذا أردت أن تعرف مرتبة أتباع عيسى في العلم فانظر إلى مرتبة عيسى في علوم الحقائق وكذلك فمتى أردت أن تعلم مرتبة أتباع المهدي فانظر مرتبة المهدي في الحقائق وأنّه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأوحد أهل زمانه وقد بشّر به رسول الله صلى اله عليه وسلّم منذ زمنه لتعلم أهميّة زمنه وزمن عيسى وزمن أتباعهما وما هم عليه من القوّة والعلم والحكمة فإنّهم سيقاتلون الدجال الذي أجمعت الأنبياء والرسل على أنّه أعظم فتنة خرجت على وجه الأرض أكبر من فرعون وأخطر من النمرود ومن أبي جهل ...فإنّه سيّدعي الألوهية ليس بنكرانها كما فعل فرعون عندما طالبهم بأن يرتقوا في السماء يبحثوا عن الإله الذي أخبر عنه موسى فإنّه قال ( ما أريكم إلأ ما أرى ) أي دلّس بوجود الظاهر المحسوس لذا كان أمر فرعون بجانب أمر الدجّال كلا شيء , وكذلك غاية أمر النمرود لمّا إدّعى الألوهية أنّه عجز عن الإتيان بالشمس من المغرب بعد أن إدّعى الإحياء والإماتة بخلاف الدجال فهو بعلوم السحر يموّه على جميع البشر ويدلّس عليهم ويريهم ما يظهر في الظاهر أنّه حقّ فيعبده أهل الأرض كلّهم لذا وظّف اليوم الوسائل التكنولوجية وترقّب ظهورها ليظهر فيها لأنّه لا يمكنه أن يحكم في الأرض إلا بواسطتها وهو كما قيل على ألسنة بعض العلماء ما يسمّونه اليوم ( العالم هو تلك القرية الصغيرة ) وسمّاه الغرب ( النظام العالمي الجديد ) أي يصبح العالم كلّه كبلد واحد لذا تأخّر خروج الدجّال إلى الوقت الذي يناسب مخطّطاته فلو خرج في زمن قبل هذا لما أحسن فعل شيء لعدم مساعدة الوقت والوسائل لذا كنّى النبيّ عليه الصاة والسلام عن وسائل يتبعها المسيخ الدجّال بإشارات خفيّة لأنّ وقته لم يكن وقت تصريح فرمز كفي قوله ( أيامه ... يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع ....) وهذا حقائق زمنيّة يعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلّم لكنّها لا يتسنّى له أن يخبر عنها الصحابة ومن كان في ذلك الزمن لأنّه أمر لا تبلغه عقولهم إلاّ المفتوح عليه من الصحابة فهو على علم بذلك وقد ورد عن بعض الصحابة رؤيته للدجّال والدابة وهذه مشاهد غيبية وليست حسيّة أو تقول مشاهد معنوية ,,,,
أمّا أبو جهل فكان إعتراضه على النبوّة وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلّم من حيث توحيد الآلهة لذا قالوا أهل زمانه من المشركين ( أجعل الآلهة إله واحدا ) لذا كان فرعون هذه الأمّة من حيث عناده وكبريائه , أمّا الدجال فقد خالف كلّ الجماعة فكانت فتنته عظيمة لمسايرة الزمن لها فإنّه بقي يترقّب هذا الزمن ليظهر فيه بفارغ الصبر لأنّ الصبر مقام إيماني لا يعطاه إلاّ مؤمن أمّا الكافر فلا صبر له لأنّه لا ينفعه الصبر في شيء بخلاف المسلم فصبره صبر جميل غاية في الحسن فهو شطر الإيمان
الأمر الثاني :
تعلّق عيسى من حيث ظاهره بالمهدي الإمام المنتظر وهو مقام الخلافة الكونية في الوجود وهي من تصاريف القطب الذي هو المهدي المنتظر من حيث الحقيقة المحمّدية في الأكوان وأنّها ميزان العدل والصلاح فيقاوم الفساد ويقتل علماء السلطان الذين هم علماء السوء فيكون أمره ظاهري أكثر منه باطني فيعطيه الله تعالى الأرض ويملكها له وهو مقام الظهور وهو مقام الخلافة والحكم الذي هو العدل فترجع الأحكام الشرعية للبزوغ من جديد فيكون إماما واحدا وحكما واحدا ومنهجا واحدا يلمّ الله به شمل الإسلام والمسلمين ويقطع دابر الكفّار والمشركين وعليه يتعيّن علينا فهم هذا المهدي وعلومه وأحواله وظهوره وعاداته وهذا ما سنذكره في الصفحة القادمة ليعلم القوم ويبشروا بنصر الله تعالى ( لقد جاء نصر الله والفتح ) وعن قريب يكون دخول الناس في دين الله أفواجا فهذه الآية لا تعطي أحكامها الحقيقية أعني سورة النصر إلأ قبل رفع القرآن بقليل لأنّه على المشهور من أواخر السور نزولا فيكون حكمها آخرا ( فافهم )
يتبع ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطري حول المسيخ الدجّال ( لعنه الله تعالى )
قلت : العلم والجهل مقياسهما الحقيقي ليس ما نشاهده من القدرة على التحكّم في عالم المادّة من تكنولوجيا حديثة وصناعات خارقة لما تعرفه العادة في مختلف الأزمان بل المقياس هو : النور والظلام ,
النور : هو الدليل الحقيقي على وجود العلم الحقيقي , أمّا الظلام : فهو الدليل الناصع المشاهد على وجود الجهل الحقيقي , فمثلا على ذلك : هذه التكنولوجيا الحديثة لها جانبان : جانب إيجابي ولّده نور العقل وإستقامة الفكر , وجانب سلبي ولّده ظلمة القلب وإعوجاج الفهم , كصنع السيارة مثلا : شيء إيجابي لأنّه ينفع الخلق ذلك ويساعدهم على التخفيف من أتعاب السفر والذهاب والإيّاب , أمّا صنع الأسلحة الفتّاكة مثلا كالقنابل والرؤوس النووية مثلا فهي دليل ظلمة وفساد قلب صانعها
فكان التلبيس الحاصل بين النور والظلمة في عالم المادة والطبيعة , وفي عالم الروح والقلب أو تقول عالم اللطافة , وهذا العالم الذي نراه اليوم ونشاهده لا جدال في أنّه عالم المسيخ الدجّال وهو مؤسّسة الماسونية العالمية التي تحكم العالم بأسره فكرا وسياسة وثقافة وإقتصادا قوّة عسكرية وإجتماعا , فكلّ من لم يوفّقه الله تعالى للوقوف على هذه الحقيقة فلا يمكنه أن يفهم ولا أن يستوعب ما يحصل الآن وما حصل بالأمس القريب والبعيد
قلت : العلاقة واضحة جدّا عند كلّ عاقل ولكلّ قلب سليم منوّر بنور الله تعالى بين عالم التكنولوجيا وبين خروج وظهور المسيخ الدجّال الذي إختار هذا الوقت بالذات ليخرج فيه لأنّ التكنولوجيا تساعده على ذلك كي يحكم العالم ويقاتله ويحاربه ويسيطر عليه , وبين المسيخ الدجّال وإبليس لأنّ نهاية إبليس قربت ويوم القيامة قرب لذا فإنّه سيخرج إبليس على العالم في وصف لم يسبق له مثيل وهو وصف المسيخ الدجّال تلك الفتنة الهائلة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية بأسرها من عهد آدم وإلى قيام الساعة فكما بدأ إبليس إساءة أدبه في حضرة الله تعالى فإنّه سينهيها بإساءة أدبه في أرض خلافة الله تعالى فيخرج إبليس خروجين خروج ظاهر متمثّل في هذه التكنولوجيا الظاهرة والتي هي سلاح المسيخ الدجّال والذي سيسيطر به على العالم بأسره وخروج باطن يتمثّل في عوالم الجنّ والشياطين فإنّهم سيخرجون على الملأ في خروج لم يسبق به مثيل وهذه من علامات الساعة الكبرى ويتمثّل هذا في خرق العادات الباطنة في عوالم الجنّ والشياطين فيخبرك الدجّال بما في قلبك قبل أن تتكلّم مثلا وهذا واقع لا محالة وله دليل الأحاديث والإستقراء منها
قلت : بالنسبة للأتبياء قبل خروجهم يسبقهم شيء يدلّ على وشوك إشراق شمس مجيئهم يسمّى إرهاصات كما وقعت بالنسبة للكثيرين منهم كسيّدنا موسى وأمّ عيسى وو.... وكذلك سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم فمن إرهاصات نبوّته سقوط شرفات قصر كسرى وخمود نار فارس وو... وهي معروفة في كتب البيهقي وغيره . وكذلك أهل الولاية لهم علامات تدلّ على مجيئهم وعلى أنّهم أولياء منذ صغرهم ومذهبنا أنّ الوليّ يمكنه أن يعرف أنّه وليّ ولا تقدح معرفته تلك في عبوديته ولا مقامه شيئا بالقياس على أنّ النبيّ يعلم بنفسه أنّه نبيّ والشهيد يعلم بنفسه أنّه شهيد كما علم أهل الكهف ذلك والخضر وغيرهم , وكذلك الأمر بالنسبة لكلّ أمر أو خطب جلل , فمثلا القيامة لها علامات تسبق وتأذن بقرب حلولها كما ذكرتها الأحاديث وكذلك خروج المهدي له علامات تسبق خروجه وظهوره , وهكذا في كلّ أمر
وكذلك هنا فللمسيخ الدجّال علامات تسبق خروجه وتدلّ على قربه ووشك حلوله , ومنها : وهو موضوعنا : هذه التكنولوجيا الحديثة المتمثّلة في هذا التواصل الهائل بين الشعوب حتّى إختلطت الثقافات وإمتزجت الديانات وتلبّس الحقّ بالباطل كثيرا مع ظهور القوى أعني قوى الظلم والقهر والإستعمار والحكم الجبري ... وكثير معلوم لا يخفى على أحد , فخروج قوى الظلم والقهر ومعاداة الله تعالى ورسوله إلى الساحة حتّى أنّهم صوّروا النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلّم بعمامة في صورة صاروخ أو قنبلة دلالة على أنّه إرهابي وأنّ الإسلام هو الإرهاب , كي يلبّسون الحقّ بالباطل فيضحى العدل والنور والرحمة والمحبّة هو جور وإرهاب وقسوة وظلمة وبغض وكره , بمعنى تنقلب فيه الحقائق فيعتقد الكافة من العوام في مختلف البلدان أنّ المفاهيم الحقيقية هي الموجودة والآن والتي تظهرها الشاشات , وقد أخبرت البصيرة المحمّدية عن هذا بقوله في آخر الزمان : يصبح الصادق كاذبا والكاذب صادقا والأمين خائنا والخائن أمينا
هذا العالم وهذا الكوكب الذي يحكمه اليوم اليهود بإمتياز وعلى جميع الأصعدة فلا يصدر قرار أممي أو قرار إقليمي إلاّ بموافقتهم لأنّ حكمهم لا يتمثّل فقط في تلك البلاد الصغيرة في أرض المشرق بل الأمر أكبر من ذلك إنّما يحكمون ويمهّدون لملكهم الذي هو المسيخ الدجّال , فلا يجب علينا أن نعتقد أنّ الدجّال يخرج في وقت ضعف اليهود بل إنّه يخرج في أوّجّ قوّتهم وهو هذا الوقت بلا منازع لذا كتب بعض العلماء والمفكّرين في هذا الأمر كتبا وجاؤوا بما إستطاعوا من الشواهد سواء منها الشواهد الغيبية المستقاة من الدين أو الشواهد الملموسة من صميم الواقع مع البحث والمقارنة والإستقراء والتي أفلح في بيان الكثير من رموزها المفكّر المصري محمّد عيسى داود منذ أوائل التسعينات إبّان حرب الخليج الأولى فأخبر بالدليل والبرهان أنّ زمان المسيخ الدجّال قد أطلّ في كتابه ( إحذروا المسيخ الدجال على الأبواب ) فتكلّم عن العلاقة الواضحة الجليّة بين مثلّث برمودا الغريب وبين الشكل الإهرامي في ورقة من فئة الدولار الواحد ثمّ ربط غيره من العلماء بين الشكل الهندسي لأهرامات مصر وبين شكل ذلك الهرم كصورة في ورقة من فئة الدولار الواحد , إلاّ أنّ المفكّر محمد عيسى تعصّب قليلا عندما تناول هذا البحث لحساب الأرض والوطنية المصرية على حساب الدين والشخصية الإسلامية وكان من الأجدر أن تقلب لديه الآية فيسبّق الوطنية الإسلامية قبل الوطنية المصرية وهذا أمر هو فيه معذور بحسب النشأة الطفولية وبما هنالك من أسباب حصلت في فكر القوميات في الخمسنيات والستّينيات وطغيان الفكر القومي العربي والعرقي على الفكر القومي الإسلامي وإلى الآن الأمّة ما زالت تئنّ تحت ألم تلك المفارقات الهائلة والغريبة فانعدمت الشخصية الإسلامية من الوجود أو أوشكت وهذا من مخطّطات الممهّدين لخروج الدجال وهي الصهيونية العالمية المتمثّلة في الماسونية فهما وجهان لعملة واحدة
قلت : ظنّ محمد عيسى داود أنّ المسيخ الدجال غار من مصر ومن علم مصر وما تركه الفراعنة من حضارة قديمة حار فيها الناس إلى يومنا هذا , ولكن الحقيقة أنّ الحقيقة هذه التي ذكرها ليست بحقّ لا من قريب ولا من بعيد وإنّما يجب أن نبحث في الكون اليوم عن العلاقة بين أمرين : الحضارة الفرعونية القديمة فهي أمّ الحضارات السابقة , وبين هذه الحضارة التكنولوجية التي نشاهدها اليوم وهي أمّ جميع الحضارات على الإطلاقات , فهناك قاسم مشترك بين الحضارة الفرعونية وبين الحضارة الغربية اليوم وذلك كونهما معجزتين من جميع الوجوه وبهما إستعبد من إستعبد أهل الأرض , فاستعبد فرعون بني إسرائيل وطغى وتجبّر وتكبّر عليهم فقتل أبناءهم وإستحيى نساءهم ثمّ قال ( أنا ربّكم الأعلى ) أي بتلك القوّة الهائلة وتلك الحضارة التي وإلى اليوم نرى ونشاهد معالمها , ثمّ الأمر الثاني : أنّ المسيخ الدجّال علامة حكمه هي تلك الأهرامات أي أنّ تلك الأهرامات هي علامة الفرعنة في الأرض وإدّعاء الألوهية التي سيدّعيها فرعون التاريخ الآدمي بأسره وهو ( المسيخ الدجّال ) , لتعلم أيضا أنّ فرعون مشهور في زمانه بسحرته وأنّ السحر وهو علم الشياطين كان القوّة النافذة في زمانه وبها بحسب فرعون وقع التحدّي لموسى عليه السلام , وكذلك المسيخ الدجّال فسلاحه هو ذلك العلم بعينه وهو علم السحر والشيطنة فسيعطيه إبليس جميع القوى القصوى في إستخدام ذلك , فبينهما علاقة قويّة جدّا أعني العلاقة بين الأهرامات الفرعونية وبين خاتم المسيخ الدجّال وهو علامة ( الأهرامات التي نشاهدها على ورقة الدولار )
قلت : الشكل الهرمي كما أثبت الكثير من العلماء هو شكل له مناسبات من حيث معرفة أسرار الطبيعة والمقدّمات والنتائج كالتحنيط الذي إشتهر عنهم في زمنهم وكذلك الرموز الغريبة التي لا توجد إلاّ في علم السحر والتي يدّعي بعض العلماء أنّها لغات قديمة كانت سارية في زمن أهلها وهذا أراه العبد الضعيف فيه نوع من الخلط بين هناك لغات وأنا لا أتكلّم عنها وإنّما كلامي على الطلسمات والإشارات السحرية التي تحتويها
فكانت العلاقة كبيرة ووثيقة بين الحضارة الفرعونية وبين هذه الحضارة التي نشاهدها اليوم , وإنّما الكثير من الباحثين وعلماء الآثار الذين يأتون إلى مصر ويبحثون في الأهرامات ماهم إلاّ يهود الأصل أو أقول أغلبهم فهم فرحون بتلك الأهرامات كفرحهم بالدجال لذا إتّخذوا صورة الأهرامات على شكل المثلّث كإمضاء من المسيخ الدجال ودلالة خاتمه وإلاّ فسد السحر وإنقلب على الساحر لأنّهم أيضا لهم قوانين تحكمهم ولا يحسنون أن يخفونها إذ لو أنّهم يخفونها لما حصل مرادهم منها ولا فيها , لذا فإنّك ترى جميع الحفلات التي تقام في العالم للمغنّين الغربيين الكبار وحتّى بعض المشارقة تحتوي في كلماتها وأوزانها شكل ذلك الهرم وهذا ما تشاهده وتلحظه جليّا في ذلك بل حتّى دخولهم وخروجهم يكون في شكل هرم مثلّث وكذلك البنايات في العالم اليوم والتي تحمل شكل مربّعات وهذا ليس من كلامي بل حقّقه نخبة من المفكّرين والباحثين فلهم مجهودات إستفدنا منها جميعا إلاّ أنّ المجهود يجب أن يواصل وذلك بالخروج بالعلاج والدواء وكيفية فهم ذلك وتفهيمه ومن ثمّ الإقناع به والتصّدي له لذا فالعبد الضعيف أردت أن أشاركهم في هذا فليس لنا قصدا غير حماية أمّتنا الإسلامية الحبيبة وأمّتنا العربية لتعمل لذلك ألف حساب فسنخرج بحول الله من مكايد المسيخ الدجال وحيل الشيطان من الكتم إلى التصريح ومن التلميح إلى التوضيح
يجب أن تعلم الأمّة أنّ القتال وجها لوجها مع الأعداء الذين لا يريدون خيرا للبشرية جمعاء ولأهل الأرض جميعهم من إنس وجنّ وحيوان وجماد , إنقلبت كيفيته اليوم وتغيّرت قوانين الحرب فيه شكلا ومضمونا فاليوم أضحت الحروب حروب عقول وتخطيطات قبل كلّ شيء ومنها الصنع والتصنيع والتكنولوجيا الحديثة في المخابر وتحت تخوم الأرض قبل أن تتجسّد في الواقع والظاهر فتغيّرت اليوم موازين فهم الحرب وإستراتيجيتها فهي حرب عقول وخفاء قبل حرب أبدان وظهور , فإنّ أكبر سلاح للمسيخ الدجال اليوم هو سلاح ( الخفاء ) وما أعظمه وأشرسه من سلاح , عدوّ يحاربك في وضح النهار من غير أن تراه أو تشعر به : في أكلك وشربك , في حياتك الثقافية , الإجتماعية , والإقتصادية , في حياتك الشخصية , في طريقة تفكيرك , في برمجة عقلك بحسب قوانينه , في تقنينك وصفا وفعلا , في لباسك , في طريقة فهمك للأمور والأشياء , في عاطفتك .... وهذا بالذات التمهيد كي يتسنّى للدجّال أن يعبده أهل الأرض جميعهم وإلاّ فكيف يعبده العبد إلاّ بعد السيطرة التامّة عليه ذهنيا وماديّا وأدبيّا , فلا تظنّ كلامي هذا مجرّد وهم بل له من مواقع الحقيقة نصيب وافر بل هائل
لتعلم أيّها المسلم : أنّك اليوم تعيش في مقدّمات ظهور المسيخ الدجّال تلك الفتنة التي قال عنها رسولك صلى الله عليه وسلّم بأنّها أعظم فتنة ستخرج للبشرية جمعاء من عهد آدم وبها أخبر جميع الرسل أتباعهم وحذّروهم منها غاية التحذير بل لقد أبلغ القول عليه الصلاة والسلام في ذلك حتى قال أحد الصحابة ( ... حتّى ظنّنا أنّه في طرف النخيل ) هذا لتعلم أنّك اليوم في زمن الدجّال لذا ترى التدجيل في كلّ شيء : في الأخبار في السياسة في الحكم , في الدين , في الجامعات , في العائلة , في المجتمع , .... ألا يكفيك كلّ ذلك كي تستدلّ على أنّ المسيخ الدجّال حاضر معنا موجود ويرتقب فقط خروجه العيني الذي لن يكون حتّى يستوفي أتباعه ترتيب وتمهيد مملكته التي توشك أو أوشكت على تمام التمهيد
لذا تشاهد اليوم بصماته في كلّ شيء وعلى كلّ شيء : فأوّل ما تلاحظ بصمته تراها في مناهج التعليم في المشارق والمغارب , في النظام العالمي الجديد , في القوّة العسكرية والبطش ...إلخ
وسنذكر في المستقبل إن شاء الله معنى خفاء الدجّال في هذا الزمن :
سنذكر :
- خفاؤه في معاني العلوم : الحرية مثلا مصطلح جميل يحبّه كلّ الناس لكن معناه اليوم غير موجود حقيقة , فيستعمل جميع القيم وخصال الجمال في صورتها المقلوبة
- خفاؤه في معاني الحروب : بأسماء القانون الدولي ومجلس الأمن ... لأنّ هذه القوانين في الأحكام أصلها فرعوني وهو الرأسمالية التي تبيد الفقراء وتنعّم الأغنياء فمذهبهم أن لا وجود للفقير في أرضنا وسلب مجهودات الطبقات الكادحة والعيش على عرق جبين العمّال ثمّ إستعبادهم بذلك لذا ترى صورة الهرم في الدولار الأمريكي فالأمر مربوط وموصول ببعضه البعض وهكذا كي يحكم العالم أعني الممهدين له وهم اليهود الذين ينتظرونه على أحرّ من الجمر لذا نطق رئيس وزراء ماليزيا السابق بهذه الحقيقة فقال ( اليهود يحكمون العالم بالوكالة ) لتعلم أنّه فهم الكثير معاينة وواقعا وليس مجرّد قول يعاد ولا ندري ماهياته تفصيلاته
- خفاؤه في معاني السياسات : بأسماء وأشكال نسمّيها نحن اليوم ( حكّاما وملوكا ) فما هم إلاّ صورة قائمة كصورة صاحب الفدّان لا أكثر ولا أقلّ بل الذي يحكم العالم اليوم هي قوّة المسيخ الخفيّة المتمثّلة في أتباعه , الماسونية والصهيونية العالمية ولتعلم أنّ الدجّال هو تلميذ إبليس وإبليس هو رئيسه يأتمر بأوامره وينتهي بنواهيه
- خفاء في معاني الجوسسة : وأنّ الشياطين ما هم إلاّ جواسيس للمسيخ الدجّال , لذا ففي دائرة الولاية لا تعطى الأسرار إلاّ لمن بلغ دائرة النور أي التنوير الذاتي ( كمال التنوير ) حتى لا يمكن لقرينه أن يتجسّس عليه بل يرجم برجوم نور القلب ولو كان من أكبر العفاريت والشياطين , لذا فإنّ أهل الله لا يعطون أسرارهم إلاّ لمن علموا أنّه محمي من تجسّس قرينه عليه لأنّ الحكومة الشيطانية الباطنة لها إتّصالات أثيرية فالشيطان يتجسّس في كلّ سماء ليست لها حاميات ورجوم تحرسها , وسماء المسلم هو قلبه , فكيف تطلب الأسرار وقرينك لا خبر لك عنه ولا تعرف ماهية جاسوسيته ولا مدى إتّصاله بمن فوقه وهكذا إلى وصول المعلومة إلى إبليس في أقلّ من دقائق , وهذا تعلمه من كثرة ما يبلغنا عن المخابرات المركزية الأمريكية وكذلك نظيرتها السوفياتية في السابق وكذلك في مختلف البلدان لأنّ هذا العالم وهو عالم الجوسسة هو عالم شيطاني بحت وفيه يتمركز المسيخ الدجال لأنّه سيدخل كلّ بلد بلا تأشيرة ولا فيزا ولا إذن من السلطات لتعلم ماهية المستعمر وأنّه يدخل البلاد من غير إذن بل بقوّة السلاح أو المكيدة , وإنّما يدخل كلّ البلاد إلاّ مكّة والمدينة لتعلم أنّه أقوى أهل الأرض يومها قوّة عسكرية ومادية وتكنولوجية فلا ينتظر موافقة من أحد فقد قرب خروجه كثيرا قبل أن ينتقل الدور إلى ياجوج وماجوج
- خفاؤه في معاني الدين : وهذا معروف وإنّك تشاهد هذا في فرق كثيرة وديانات كثيرة وهو معنى تحريف الدين وواقعه فتضحى تلك الرحمة الدينية محلّ التناحر والتقاتل والتنازع كلّ بحجّته ودليله رغم أنّ الدين جميعه لله وهو رحمة منه فأضحى عند طوائف من أتباع الدجال نقمة وحروب وفتن لأنّه هناك قاعدة يجب أن تعلمها جيّدا أنّ الإنسان يولد على الفطرة التامة فكلّ ما تراه بعدها من ضلال فهو من فعل الشيطان وأعوانه فقد يتمثّل الشيطان في الوالدين أو الزوجة أو الأخت لذا أشار عليه الصلاة والسلام : أنّ أبويه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ... فافهم لتعلم علاقة الوالدين اليوم مع أبنائهم هذا ويجب أن يعلم أنّ الشيطان أعلم بكثير من أهل الإسلام بالدين والأحكام بل أقول هو أعلم من الكثير من العلماء
وسنذكر بالتفصيل إن شاء الله هذا الخفاء بالدليل والبرهان دينا ونصّا وواقعا مشاهدا
النور : هو الدليل الحقيقي على وجود العلم الحقيقي , أمّا الظلام : فهو الدليل الناصع المشاهد على وجود الجهل الحقيقي , فمثلا على ذلك : هذه التكنولوجيا الحديثة لها جانبان : جانب إيجابي ولّده نور العقل وإستقامة الفكر , وجانب سلبي ولّده ظلمة القلب وإعوجاج الفهم , كصنع السيارة مثلا : شيء إيجابي لأنّه ينفع الخلق ذلك ويساعدهم على التخفيف من أتعاب السفر والذهاب والإيّاب , أمّا صنع الأسلحة الفتّاكة مثلا كالقنابل والرؤوس النووية مثلا فهي دليل ظلمة وفساد قلب صانعها
فكان التلبيس الحاصل بين النور والظلمة في عالم المادة والطبيعة , وفي عالم الروح والقلب أو تقول عالم اللطافة , وهذا العالم الذي نراه اليوم ونشاهده لا جدال في أنّه عالم المسيخ الدجّال وهو مؤسّسة الماسونية العالمية التي تحكم العالم بأسره فكرا وسياسة وثقافة وإقتصادا قوّة عسكرية وإجتماعا , فكلّ من لم يوفّقه الله تعالى للوقوف على هذه الحقيقة فلا يمكنه أن يفهم ولا أن يستوعب ما يحصل الآن وما حصل بالأمس القريب والبعيد
قلت : العلاقة واضحة جدّا عند كلّ عاقل ولكلّ قلب سليم منوّر بنور الله تعالى بين عالم التكنولوجيا وبين خروج وظهور المسيخ الدجّال الذي إختار هذا الوقت بالذات ليخرج فيه لأنّ التكنولوجيا تساعده على ذلك كي يحكم العالم ويقاتله ويحاربه ويسيطر عليه , وبين المسيخ الدجّال وإبليس لأنّ نهاية إبليس قربت ويوم القيامة قرب لذا فإنّه سيخرج إبليس على العالم في وصف لم يسبق له مثيل وهو وصف المسيخ الدجّال تلك الفتنة الهائلة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية بأسرها من عهد آدم وإلى قيام الساعة فكما بدأ إبليس إساءة أدبه في حضرة الله تعالى فإنّه سينهيها بإساءة أدبه في أرض خلافة الله تعالى فيخرج إبليس خروجين خروج ظاهر متمثّل في هذه التكنولوجيا الظاهرة والتي هي سلاح المسيخ الدجّال والذي سيسيطر به على العالم بأسره وخروج باطن يتمثّل في عوالم الجنّ والشياطين فإنّهم سيخرجون على الملأ في خروج لم يسبق به مثيل وهذه من علامات الساعة الكبرى ويتمثّل هذا في خرق العادات الباطنة في عوالم الجنّ والشياطين فيخبرك الدجّال بما في قلبك قبل أن تتكلّم مثلا وهذا واقع لا محالة وله دليل الأحاديث والإستقراء منها
قلت : بالنسبة للأتبياء قبل خروجهم يسبقهم شيء يدلّ على وشوك إشراق شمس مجيئهم يسمّى إرهاصات كما وقعت بالنسبة للكثيرين منهم كسيّدنا موسى وأمّ عيسى وو.... وكذلك سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم فمن إرهاصات نبوّته سقوط شرفات قصر كسرى وخمود نار فارس وو... وهي معروفة في كتب البيهقي وغيره . وكذلك أهل الولاية لهم علامات تدلّ على مجيئهم وعلى أنّهم أولياء منذ صغرهم ومذهبنا أنّ الوليّ يمكنه أن يعرف أنّه وليّ ولا تقدح معرفته تلك في عبوديته ولا مقامه شيئا بالقياس على أنّ النبيّ يعلم بنفسه أنّه نبيّ والشهيد يعلم بنفسه أنّه شهيد كما علم أهل الكهف ذلك والخضر وغيرهم , وكذلك الأمر بالنسبة لكلّ أمر أو خطب جلل , فمثلا القيامة لها علامات تسبق وتأذن بقرب حلولها كما ذكرتها الأحاديث وكذلك خروج المهدي له علامات تسبق خروجه وظهوره , وهكذا في كلّ أمر
وكذلك هنا فللمسيخ الدجّال علامات تسبق خروجه وتدلّ على قربه ووشك حلوله , ومنها : وهو موضوعنا : هذه التكنولوجيا الحديثة المتمثّلة في هذا التواصل الهائل بين الشعوب حتّى إختلطت الثقافات وإمتزجت الديانات وتلبّس الحقّ بالباطل كثيرا مع ظهور القوى أعني قوى الظلم والقهر والإستعمار والحكم الجبري ... وكثير معلوم لا يخفى على أحد , فخروج قوى الظلم والقهر ومعاداة الله تعالى ورسوله إلى الساحة حتّى أنّهم صوّروا النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلّم بعمامة في صورة صاروخ أو قنبلة دلالة على أنّه إرهابي وأنّ الإسلام هو الإرهاب , كي يلبّسون الحقّ بالباطل فيضحى العدل والنور والرحمة والمحبّة هو جور وإرهاب وقسوة وظلمة وبغض وكره , بمعنى تنقلب فيه الحقائق فيعتقد الكافة من العوام في مختلف البلدان أنّ المفاهيم الحقيقية هي الموجودة والآن والتي تظهرها الشاشات , وقد أخبرت البصيرة المحمّدية عن هذا بقوله في آخر الزمان : يصبح الصادق كاذبا والكاذب صادقا والأمين خائنا والخائن أمينا
هذا العالم وهذا الكوكب الذي يحكمه اليوم اليهود بإمتياز وعلى جميع الأصعدة فلا يصدر قرار أممي أو قرار إقليمي إلاّ بموافقتهم لأنّ حكمهم لا يتمثّل فقط في تلك البلاد الصغيرة في أرض المشرق بل الأمر أكبر من ذلك إنّما يحكمون ويمهّدون لملكهم الذي هو المسيخ الدجّال , فلا يجب علينا أن نعتقد أنّ الدجّال يخرج في وقت ضعف اليهود بل إنّه يخرج في أوّجّ قوّتهم وهو هذا الوقت بلا منازع لذا كتب بعض العلماء والمفكّرين في هذا الأمر كتبا وجاؤوا بما إستطاعوا من الشواهد سواء منها الشواهد الغيبية المستقاة من الدين أو الشواهد الملموسة من صميم الواقع مع البحث والمقارنة والإستقراء والتي أفلح في بيان الكثير من رموزها المفكّر المصري محمّد عيسى داود منذ أوائل التسعينات إبّان حرب الخليج الأولى فأخبر بالدليل والبرهان أنّ زمان المسيخ الدجّال قد أطلّ في كتابه ( إحذروا المسيخ الدجال على الأبواب ) فتكلّم عن العلاقة الواضحة الجليّة بين مثلّث برمودا الغريب وبين الشكل الإهرامي في ورقة من فئة الدولار الواحد ثمّ ربط غيره من العلماء بين الشكل الهندسي لأهرامات مصر وبين شكل ذلك الهرم كصورة في ورقة من فئة الدولار الواحد , إلاّ أنّ المفكّر محمد عيسى تعصّب قليلا عندما تناول هذا البحث لحساب الأرض والوطنية المصرية على حساب الدين والشخصية الإسلامية وكان من الأجدر أن تقلب لديه الآية فيسبّق الوطنية الإسلامية قبل الوطنية المصرية وهذا أمر هو فيه معذور بحسب النشأة الطفولية وبما هنالك من أسباب حصلت في فكر القوميات في الخمسنيات والستّينيات وطغيان الفكر القومي العربي والعرقي على الفكر القومي الإسلامي وإلى الآن الأمّة ما زالت تئنّ تحت ألم تلك المفارقات الهائلة والغريبة فانعدمت الشخصية الإسلامية من الوجود أو أوشكت وهذا من مخطّطات الممهّدين لخروج الدجال وهي الصهيونية العالمية المتمثّلة في الماسونية فهما وجهان لعملة واحدة
قلت : ظنّ محمد عيسى داود أنّ المسيخ الدجال غار من مصر ومن علم مصر وما تركه الفراعنة من حضارة قديمة حار فيها الناس إلى يومنا هذا , ولكن الحقيقة أنّ الحقيقة هذه التي ذكرها ليست بحقّ لا من قريب ولا من بعيد وإنّما يجب أن نبحث في الكون اليوم عن العلاقة بين أمرين : الحضارة الفرعونية القديمة فهي أمّ الحضارات السابقة , وبين هذه الحضارة التكنولوجية التي نشاهدها اليوم وهي أمّ جميع الحضارات على الإطلاقات , فهناك قاسم مشترك بين الحضارة الفرعونية وبين الحضارة الغربية اليوم وذلك كونهما معجزتين من جميع الوجوه وبهما إستعبد من إستعبد أهل الأرض , فاستعبد فرعون بني إسرائيل وطغى وتجبّر وتكبّر عليهم فقتل أبناءهم وإستحيى نساءهم ثمّ قال ( أنا ربّكم الأعلى ) أي بتلك القوّة الهائلة وتلك الحضارة التي وإلى اليوم نرى ونشاهد معالمها , ثمّ الأمر الثاني : أنّ المسيخ الدجّال علامة حكمه هي تلك الأهرامات أي أنّ تلك الأهرامات هي علامة الفرعنة في الأرض وإدّعاء الألوهية التي سيدّعيها فرعون التاريخ الآدمي بأسره وهو ( المسيخ الدجّال ) , لتعلم أيضا أنّ فرعون مشهور في زمانه بسحرته وأنّ السحر وهو علم الشياطين كان القوّة النافذة في زمانه وبها بحسب فرعون وقع التحدّي لموسى عليه السلام , وكذلك المسيخ الدجّال فسلاحه هو ذلك العلم بعينه وهو علم السحر والشيطنة فسيعطيه إبليس جميع القوى القصوى في إستخدام ذلك , فبينهما علاقة قويّة جدّا أعني العلاقة بين الأهرامات الفرعونية وبين خاتم المسيخ الدجّال وهو علامة ( الأهرامات التي نشاهدها على ورقة الدولار )
قلت : الشكل الهرمي كما أثبت الكثير من العلماء هو شكل له مناسبات من حيث معرفة أسرار الطبيعة والمقدّمات والنتائج كالتحنيط الذي إشتهر عنهم في زمنهم وكذلك الرموز الغريبة التي لا توجد إلاّ في علم السحر والتي يدّعي بعض العلماء أنّها لغات قديمة كانت سارية في زمن أهلها وهذا أراه العبد الضعيف فيه نوع من الخلط بين هناك لغات وأنا لا أتكلّم عنها وإنّما كلامي على الطلسمات والإشارات السحرية التي تحتويها
فكانت العلاقة كبيرة ووثيقة بين الحضارة الفرعونية وبين هذه الحضارة التي نشاهدها اليوم , وإنّما الكثير من الباحثين وعلماء الآثار الذين يأتون إلى مصر ويبحثون في الأهرامات ماهم إلاّ يهود الأصل أو أقول أغلبهم فهم فرحون بتلك الأهرامات كفرحهم بالدجال لذا إتّخذوا صورة الأهرامات على شكل المثلّث كإمضاء من المسيخ الدجال ودلالة خاتمه وإلاّ فسد السحر وإنقلب على الساحر لأنّهم أيضا لهم قوانين تحكمهم ولا يحسنون أن يخفونها إذ لو أنّهم يخفونها لما حصل مرادهم منها ولا فيها , لذا فإنّك ترى جميع الحفلات التي تقام في العالم للمغنّين الغربيين الكبار وحتّى بعض المشارقة تحتوي في كلماتها وأوزانها شكل ذلك الهرم وهذا ما تشاهده وتلحظه جليّا في ذلك بل حتّى دخولهم وخروجهم يكون في شكل هرم مثلّث وكذلك البنايات في العالم اليوم والتي تحمل شكل مربّعات وهذا ليس من كلامي بل حقّقه نخبة من المفكّرين والباحثين فلهم مجهودات إستفدنا منها جميعا إلاّ أنّ المجهود يجب أن يواصل وذلك بالخروج بالعلاج والدواء وكيفية فهم ذلك وتفهيمه ومن ثمّ الإقناع به والتصّدي له لذا فالعبد الضعيف أردت أن أشاركهم في هذا فليس لنا قصدا غير حماية أمّتنا الإسلامية الحبيبة وأمّتنا العربية لتعمل لذلك ألف حساب فسنخرج بحول الله من مكايد المسيخ الدجال وحيل الشيطان من الكتم إلى التصريح ومن التلميح إلى التوضيح
يجب أن تعلم الأمّة أنّ القتال وجها لوجها مع الأعداء الذين لا يريدون خيرا للبشرية جمعاء ولأهل الأرض جميعهم من إنس وجنّ وحيوان وجماد , إنقلبت كيفيته اليوم وتغيّرت قوانين الحرب فيه شكلا ومضمونا فاليوم أضحت الحروب حروب عقول وتخطيطات قبل كلّ شيء ومنها الصنع والتصنيع والتكنولوجيا الحديثة في المخابر وتحت تخوم الأرض قبل أن تتجسّد في الواقع والظاهر فتغيّرت اليوم موازين فهم الحرب وإستراتيجيتها فهي حرب عقول وخفاء قبل حرب أبدان وظهور , فإنّ أكبر سلاح للمسيخ الدجال اليوم هو سلاح ( الخفاء ) وما أعظمه وأشرسه من سلاح , عدوّ يحاربك في وضح النهار من غير أن تراه أو تشعر به : في أكلك وشربك , في حياتك الثقافية , الإجتماعية , والإقتصادية , في حياتك الشخصية , في طريقة تفكيرك , في برمجة عقلك بحسب قوانينه , في تقنينك وصفا وفعلا , في لباسك , في طريقة فهمك للأمور والأشياء , في عاطفتك .... وهذا بالذات التمهيد كي يتسنّى للدجّال أن يعبده أهل الأرض جميعهم وإلاّ فكيف يعبده العبد إلاّ بعد السيطرة التامّة عليه ذهنيا وماديّا وأدبيّا , فلا تظنّ كلامي هذا مجرّد وهم بل له من مواقع الحقيقة نصيب وافر بل هائل
لتعلم أيّها المسلم : أنّك اليوم تعيش في مقدّمات ظهور المسيخ الدجّال تلك الفتنة التي قال عنها رسولك صلى الله عليه وسلّم بأنّها أعظم فتنة ستخرج للبشرية جمعاء من عهد آدم وبها أخبر جميع الرسل أتباعهم وحذّروهم منها غاية التحذير بل لقد أبلغ القول عليه الصلاة والسلام في ذلك حتى قال أحد الصحابة ( ... حتّى ظنّنا أنّه في طرف النخيل ) هذا لتعلم أنّك اليوم في زمن الدجّال لذا ترى التدجيل في كلّ شيء : في الأخبار في السياسة في الحكم , في الدين , في الجامعات , في العائلة , في المجتمع , .... ألا يكفيك كلّ ذلك كي تستدلّ على أنّ المسيخ الدجّال حاضر معنا موجود ويرتقب فقط خروجه العيني الذي لن يكون حتّى يستوفي أتباعه ترتيب وتمهيد مملكته التي توشك أو أوشكت على تمام التمهيد
لذا تشاهد اليوم بصماته في كلّ شيء وعلى كلّ شيء : فأوّل ما تلاحظ بصمته تراها في مناهج التعليم في المشارق والمغارب , في النظام العالمي الجديد , في القوّة العسكرية والبطش ...إلخ
وسنذكر في المستقبل إن شاء الله معنى خفاء الدجّال في هذا الزمن :
سنذكر :
- خفاؤه في معاني العلوم : الحرية مثلا مصطلح جميل يحبّه كلّ الناس لكن معناه اليوم غير موجود حقيقة , فيستعمل جميع القيم وخصال الجمال في صورتها المقلوبة
- خفاؤه في معاني الحروب : بأسماء القانون الدولي ومجلس الأمن ... لأنّ هذه القوانين في الأحكام أصلها فرعوني وهو الرأسمالية التي تبيد الفقراء وتنعّم الأغنياء فمذهبهم أن لا وجود للفقير في أرضنا وسلب مجهودات الطبقات الكادحة والعيش على عرق جبين العمّال ثمّ إستعبادهم بذلك لذا ترى صورة الهرم في الدولار الأمريكي فالأمر مربوط وموصول ببعضه البعض وهكذا كي يحكم العالم أعني الممهدين له وهم اليهود الذين ينتظرونه على أحرّ من الجمر لذا نطق رئيس وزراء ماليزيا السابق بهذه الحقيقة فقال ( اليهود يحكمون العالم بالوكالة ) لتعلم أنّه فهم الكثير معاينة وواقعا وليس مجرّد قول يعاد ولا ندري ماهياته تفصيلاته
- خفاؤه في معاني السياسات : بأسماء وأشكال نسمّيها نحن اليوم ( حكّاما وملوكا ) فما هم إلاّ صورة قائمة كصورة صاحب الفدّان لا أكثر ولا أقلّ بل الذي يحكم العالم اليوم هي قوّة المسيخ الخفيّة المتمثّلة في أتباعه , الماسونية والصهيونية العالمية ولتعلم أنّ الدجّال هو تلميذ إبليس وإبليس هو رئيسه يأتمر بأوامره وينتهي بنواهيه
- خفاء في معاني الجوسسة : وأنّ الشياطين ما هم إلاّ جواسيس للمسيخ الدجّال , لذا ففي دائرة الولاية لا تعطى الأسرار إلاّ لمن بلغ دائرة النور أي التنوير الذاتي ( كمال التنوير ) حتى لا يمكن لقرينه أن يتجسّس عليه بل يرجم برجوم نور القلب ولو كان من أكبر العفاريت والشياطين , لذا فإنّ أهل الله لا يعطون أسرارهم إلاّ لمن علموا أنّه محمي من تجسّس قرينه عليه لأنّ الحكومة الشيطانية الباطنة لها إتّصالات أثيرية فالشيطان يتجسّس في كلّ سماء ليست لها حاميات ورجوم تحرسها , وسماء المسلم هو قلبه , فكيف تطلب الأسرار وقرينك لا خبر لك عنه ولا تعرف ماهية جاسوسيته ولا مدى إتّصاله بمن فوقه وهكذا إلى وصول المعلومة إلى إبليس في أقلّ من دقائق , وهذا تعلمه من كثرة ما يبلغنا عن المخابرات المركزية الأمريكية وكذلك نظيرتها السوفياتية في السابق وكذلك في مختلف البلدان لأنّ هذا العالم وهو عالم الجوسسة هو عالم شيطاني بحت وفيه يتمركز المسيخ الدجال لأنّه سيدخل كلّ بلد بلا تأشيرة ولا فيزا ولا إذن من السلطات لتعلم ماهية المستعمر وأنّه يدخل البلاد من غير إذن بل بقوّة السلاح أو المكيدة , وإنّما يدخل كلّ البلاد إلاّ مكّة والمدينة لتعلم أنّه أقوى أهل الأرض يومها قوّة عسكرية ومادية وتكنولوجية فلا ينتظر موافقة من أحد فقد قرب خروجه كثيرا قبل أن ينتقل الدور إلى ياجوج وماجوج
- خفاؤه في معاني الدين : وهذا معروف وإنّك تشاهد هذا في فرق كثيرة وديانات كثيرة وهو معنى تحريف الدين وواقعه فتضحى تلك الرحمة الدينية محلّ التناحر والتقاتل والتنازع كلّ بحجّته ودليله رغم أنّ الدين جميعه لله وهو رحمة منه فأضحى عند طوائف من أتباع الدجال نقمة وحروب وفتن لأنّه هناك قاعدة يجب أن تعلمها جيّدا أنّ الإنسان يولد على الفطرة التامة فكلّ ما تراه بعدها من ضلال فهو من فعل الشيطان وأعوانه فقد يتمثّل الشيطان في الوالدين أو الزوجة أو الأخت لذا أشار عليه الصلاة والسلام : أنّ أبويه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ... فافهم لتعلم علاقة الوالدين اليوم مع أبنائهم هذا ويجب أن يعلم أنّ الشيطان أعلم بكثير من أهل الإسلام بالدين والأحكام بل أقول هو أعلم من الكثير من العلماء
وسنذكر بالتفصيل إن شاء الله هذا الخفاء بالدليل والبرهان دينا ونصّا وواقعا مشاهدا
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطري حول المسيخ الدجّال ( لعنه الله تعالى )
السلام عليكم
هل صحيح أن من علامات قرب الساعة عدم ذكر الدجال وفتنته والإستعاذة منها إلاّ نادرا ؟
هل صحيح أن من علامات قرب الساعة عدم ذكر الدجال وفتنته والإستعاذة منها إلاّ نادرا ؟
عادل- عدد الرسائل : 102
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 25/01/2009
رد: خواطري حول المسيخ الدجّال ( لعنه الله تعالى )
عادل كتب:السلام عليكم
هل صحيح أن من علامات قرب الساعة عدم ذكر الدجال وفتنته والإستعاذة منها إلاّ نادرا ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم سيدي عادل فمن علامات قرب خروج الدجال أعاذنا الله وإياكم من فتنته نسيان الناس ذكره قال رسول الله صلى عليه وسلم : ( لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر ) . حديث صحيح رواه الإمام أحمد وغيره- يذهل عن ذكره أي ينسى الناس ذكره بتاتاً - ولو لاحظت معي انه يمر عليك سنة كاملة لا تذكر الدجال ولا تسمع به لا على المنابر ولا له ذكر في جميع وسائل الإعلام حتى يأتي شخص يذكرك به قد يسأل سأل ويقول:
أني أتعوذ من فتنة الدجال في اليوم والليلة ( خمـس مرات ) أي في الصلاة وأقول في التشهد الأخير من كل صلاة ( اللهم أني أعوذ بك من عذاب جنهم وعذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ) فأقول له هذا صحيح ؟ ولكن أثناء تعوذك من فتنة المسيح الدجال هل يخطر في بالك ما يقوم به الدجال من فتنة الناس وإنزال المطر وغيرها من الفتن ؟ الجواب لا وهنا تقع المصيبة عندما تكون الصلاة عادة عندما لا يستشعر المسلم ما يقول في الصلاة بدلاً إن تكون الصلاة عبادة يتقرب المسلم بها إلى ربه ويخشع فيها.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1576
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: خواطري حول المسيخ الدجّال ( لعنه الله تعالى )
بارك الله فيك سيدي أبو أويس
ما كنت أعلم أن في الموضوع حديث شريف.
قال رسول الله صلى عليه وسلم : ( لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر ) . حديث صحيح رواه الإمام أحمد وغيره-
ما كنت أعلم أن في الموضوع حديث شريف.
قال رسول الله صلى عليه وسلم : ( لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر ) . حديث صحيح رواه الإمام أحمد وغيره-
عادل- عدد الرسائل : 102
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 25/01/2009
رد: خواطري حول المسيخ الدجّال ( لعنه الله تعالى )
بسم الله الرحمان الرحيم
نواصل في هذا الموضوع فأقول :
قلت بأنّ خفاء إبليس والشياطين هو سلاحهم الفعّال وقد أخبرنا الله تعالى عن ذلك بأبلغ بيان , قال تعالى : ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) فالخفاء والكتم والسكوت من أفتك أسلحة إبليس رئيس المسيخ الدجّال وإنّما قلنا رئيسه لأنّ علوم إبليس أعلى وأخبث من علوم الدجّال فلو لا إبليس لما كان هناك دجّالا ولا غيره , فالخفاء هنا نوعين :
خفاء طبيعي : من حيث أصل التركيبة العنصرية ومعلوم أنّ إبليس والشياطين مخلوقة من نار فكان تشكّله لطيفا منها لذا خلق الله تعالى الجان من مارج من نار وبهذا حاجج إبليس وأساء أدبه في الحضرة ونعني بالحضرة وجود الله تعالى ومكانته وهي الكبرياء والعظمة والعزّ فحيثما كنت أيّها الخلوق فأنت عبد لله لأنّه يقول ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) فهذه المكانة لا تزول أبدا كما كانت أزلا , لذا أساء إبليس الأدب في الحضرة وذلك بشهود نفسه فقارع وجود الألوهية والربوبية لأنّ حضرة النفس هي حضرة شرك ودعوى , والشرك والدعوى حضرة إستكبار لذا قال له ( ما كان لك أن تتكبّر فيها ) فليس ظهور النفس إلاّ الكبر فكلّ من لاحظ نفسه أو شاهدها فهو متكبّر , من هنا تعلم حقيقة التواضع لله تعالى والذلّ له والمسكنة لأنّها أوصاف العبودية التي أقامك فيها فحذار من يرى منك ظهور النفس فيخرجك من حضرته أي من مشاهدة وجوده فتكفر به وتشرك نفسك معه هناك من حيث لا تشعر لذا إتّخذ ساداتنا طريقهم طريق الفناء ثمّ البقاء بالله تعالى لا البقاء بأنفسهم فلو بقوا بأنفسهم لكانوا شركاء لله تعالى ففسّروا الدين الذي هو لله بحسب وجود نفوسهم فحرّفوه ولا بدّ فافهم هذا تسلم وترشد
فعاين إبليس نفسه فذكر أوصافها وأنّها خلقت من نار وأنّ الذي تكبّر عليه وهو آدم خلق من طين , ولهذا فكلّ من ظهر في أوصاف النفس كانت مشاهدته مشاهدة أهل الكبر فرأى ظاهر الأكوان وهي العوالم المادية وأحبّ الدنيا حبّا جمّا فحجب بذلك جزاء وفاقا عن نسائم الحضرة وهو وجود الله تعالى بلا بداية ولا نهاية وأنّه الموجود الحاضر والحكم الباقي فكانت معاينته للأمور مختلفة تماما عن التحقيق بل تحريف وتلفيق فقال هنا بالأسباب وشاهدها قبل فعل المسبّب فيها فضلّ بذلك وهذا مدد إبليس من حضرة النفس التي يستلزم عقابها لأنّها أساءت الأدب بالنّار الخالدة التي تفني كلّ شيء فكان الفناء هنا بالنسبة للشياطين وأتباعهم قهرا وغصبا في حكم الجلال فتناولته أحكامه كالإنتقام والشدّة والبطش ...إلخ لذا قال تعالى ( لا تبقي ولا تذر ) فيفنى غصبا بالعذاب أمّا آدم وبنيه فيفنون بالثواب ( وسنجزي الشاكرين ) فهذا الحدّ الفاصل بين الجنّة وبين النار ( أعاذنا الله منها )
فظهرت نفس إبليس هنا في مقارعة ظهور الله تعالى ( وهو الظاهر والباطن ) فشاهد تركيبته العنصرية فتبجّح بها وإفتخر بها بمدد النفس فعمّ كبره وكثر حسده فأفسد التوحيد فحقّ عليه العقاب والعذاب , من هنا تعلم حقيقة الفناء عن النفس الذي يحكيه العارفون ... وفي هذا علوم كثيرة جدّا لا تقاس بل تظهر الحقائق كالشمس المشرقة
فذكر أصل تركيبته العنصرية في مقابلة ذكره لأصل تركيبة آدم العنصرية وأنت تعلم أنّ النار لطيفة أي غير كثيفة , وأنّ الطين كثيف , من هنا أخبر إبليس لعنه الله تعالى عن نفسه وعن ماهية نظره ومستوى فهمه لبني آدم وأنّ رعايته فيهم ستكون في هذا المستوى وهو مستوى تلك التركيبة الطينية العنصرية فهناك محلّ نظره في آدم لأنّ نفسه خرجت إلى الظهور وملاحظتها فعمي عن حقائق آدم الأخرى الروحية والربانية فوقع بصره على حقيقة آدم العنصرية الطينية وهذا له علاقة كبيرة بالنفس أو تقول الطبائع التي تستلزمها تلك التركيبة الطينية فكان عالما بتلك الحقيقة وما يجب لها لهذا أغوى آدم سريعا في الجنّة بما وسوس له بالأكل من الشجرة لعلمه بطبيعة تلك التركيبة الطينية : كطبيعة الحرص والميل والخوف والطمع والجشع والحسد .... ولكنّه لا يستطيع أن يسيطر على تلك البشرية الطينية إلاّ بوجود حظّه فيها وهو عنصر النار , وأنت تعلم أنّ كوكب الأرض قيل فيه ( الكوكب الناري ) ويوم القيامة تسجّر البحار لتعلم أنّ إبليس لا يحسن أن يفعل شيئا إلا في هذا العالم وهو عالم الأرض لذا إستعجل المعركة الكبرى بينه وبين آدم فهي معركة لا مثيل لها في تاريخ المخلوقات والناس اليوم غافلون عن كلّ هذا حتّى نسي الناس ذكر الشيطان أو إستشعار وجوده معهم وفيهم والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : ( إنّ الشيطان يجري من إبن آدم مجرى الدم ) وقال تعالى ( الذي يوسوس في صدور الناس )
فلمّا علم إبليس المعركة وطبيعتها جنح إلى الخفاء لما تعطه حقيقته من اللطافة لأنّه لا يمكنه كسب المعركة إلاّ في الخفاء لذا زمجر وقال ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ) فهو واصح في أنّه خافي في هذا الإتيان وإلاّ فمن سيتركه يفعل هذا متى رآه , فبقي لك طريق واحد لا يأتي منه الشيطان وهو طريق العبودية لله تعالى لذا ما ذكر جهة الفوق ولا جهة التحت لأنّهما ربوبية وعبودية ( ما فوقه هواء وما تحته هواء ) فافهم وأنّه ( الظاهر فليس فوقه شيء ) ( والباطن فليس تحته شيء ) لتعلم علم إبليس بحضرات التوحيد ويعرف من أين يأتي ومن أين لا يمكنه أن يأتي , لذا نزع الملك حظّ الشيطان من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلا حظّ للشيطان فيه صلى الله عليه وسلّم أمّا غيره من أمّته فلا يزال للشيطان حظّ فيهم ولو كانوا عارفين وحكاية سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنه مع إبليس التي حكاها الإمام الشعراني رضي الله عنه مشهورة لتعلم حرص الشيطان على ضلال البشر كيفما كان هذا الضلال ولو قدر أنملة لذا جعلت الشريعة أوراد اليوم والليلة وكذلك قال المشائخ ( التحصينات ) وهي الأكار اليومية التي يلقّنها المشائخ لمريديهم لأنّهم أكثر الناس عرضة للشيطان وحربه مع قبيله وجماعته , لأنّهم أتباع الطريق المستقيم الذي وعد بالقعود فيه فهو في طريق الحضرة جالس يقطعها على كلّ سالك وهو الذي عبّر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأنّه رآه في ليلة أسري به
قلت :
سلاحه الخفاء : الخفاء الطبيعي
ثمّ الخفاء الديني : وهو قلب الحقائق الدينية التي تعني جمال الوجود بأسره كالصدق والرحمة والشفقة والتواصل والتحابب والأخوّة والكرم والسخاء والتصديق والتسليم والتواضع ... وغيرها كثير ..فأراد أن يقلب كلّ تلك الحقائق في صورة الحقّ الذي يراد به الباطل وهذا ما يسعى إليه ويرنو إليه ومنذ أن هبط إلى الأرض وهو يسعى لتعميم هذا المفهوم على الأرض كلّها ولن تتاح له الفرصة الحقيقية بعد تلك المجهودات إلاّ في شخص المسيخ الدجّال الذي سيعبده أهل الأرض جميعهم وقد إقترب جدّا زمان هذا فقد تهيأت الأرض اليوم فأرسل جنوده وأعوانه في جميع البلدان وبثّ حكمه في مختلف الأنحاء فالعالم اليوم تحكمه الشياطين والخلق لا يدرون ولا يعلمون وهذه هي المصيبة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله ( من علامات خروج المسيخ الدجّال أن ينسى الناس ذكره ) وهذا حاصل اليوم فعلا فلا أحد اليوم تقريبا يشعر بوجود المسيخ الدجّال في حياته اليومية بل ولا يتذكّر وجود قرينه معه ولا نفسه الأمّارة بالسوء
فهذا فصل صغير وسأكمل في تفصيل حقيقة هذا الخفاء كما وعدت بذلك
يتبع ....
نواصل في هذا الموضوع فأقول :
قلت بأنّ خفاء إبليس والشياطين هو سلاحهم الفعّال وقد أخبرنا الله تعالى عن ذلك بأبلغ بيان , قال تعالى : ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) فالخفاء والكتم والسكوت من أفتك أسلحة إبليس رئيس المسيخ الدجّال وإنّما قلنا رئيسه لأنّ علوم إبليس أعلى وأخبث من علوم الدجّال فلو لا إبليس لما كان هناك دجّالا ولا غيره , فالخفاء هنا نوعين :
خفاء طبيعي : من حيث أصل التركيبة العنصرية ومعلوم أنّ إبليس والشياطين مخلوقة من نار فكان تشكّله لطيفا منها لذا خلق الله تعالى الجان من مارج من نار وبهذا حاجج إبليس وأساء أدبه في الحضرة ونعني بالحضرة وجود الله تعالى ومكانته وهي الكبرياء والعظمة والعزّ فحيثما كنت أيّها الخلوق فأنت عبد لله لأنّه يقول ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) فهذه المكانة لا تزول أبدا كما كانت أزلا , لذا أساء إبليس الأدب في الحضرة وذلك بشهود نفسه فقارع وجود الألوهية والربوبية لأنّ حضرة النفس هي حضرة شرك ودعوى , والشرك والدعوى حضرة إستكبار لذا قال له ( ما كان لك أن تتكبّر فيها ) فليس ظهور النفس إلاّ الكبر فكلّ من لاحظ نفسه أو شاهدها فهو متكبّر , من هنا تعلم حقيقة التواضع لله تعالى والذلّ له والمسكنة لأنّها أوصاف العبودية التي أقامك فيها فحذار من يرى منك ظهور النفس فيخرجك من حضرته أي من مشاهدة وجوده فتكفر به وتشرك نفسك معه هناك من حيث لا تشعر لذا إتّخذ ساداتنا طريقهم طريق الفناء ثمّ البقاء بالله تعالى لا البقاء بأنفسهم فلو بقوا بأنفسهم لكانوا شركاء لله تعالى ففسّروا الدين الذي هو لله بحسب وجود نفوسهم فحرّفوه ولا بدّ فافهم هذا تسلم وترشد
فعاين إبليس نفسه فذكر أوصافها وأنّها خلقت من نار وأنّ الذي تكبّر عليه وهو آدم خلق من طين , ولهذا فكلّ من ظهر في أوصاف النفس كانت مشاهدته مشاهدة أهل الكبر فرأى ظاهر الأكوان وهي العوالم المادية وأحبّ الدنيا حبّا جمّا فحجب بذلك جزاء وفاقا عن نسائم الحضرة وهو وجود الله تعالى بلا بداية ولا نهاية وأنّه الموجود الحاضر والحكم الباقي فكانت معاينته للأمور مختلفة تماما عن التحقيق بل تحريف وتلفيق فقال هنا بالأسباب وشاهدها قبل فعل المسبّب فيها فضلّ بذلك وهذا مدد إبليس من حضرة النفس التي يستلزم عقابها لأنّها أساءت الأدب بالنّار الخالدة التي تفني كلّ شيء فكان الفناء هنا بالنسبة للشياطين وأتباعهم قهرا وغصبا في حكم الجلال فتناولته أحكامه كالإنتقام والشدّة والبطش ...إلخ لذا قال تعالى ( لا تبقي ولا تذر ) فيفنى غصبا بالعذاب أمّا آدم وبنيه فيفنون بالثواب ( وسنجزي الشاكرين ) فهذا الحدّ الفاصل بين الجنّة وبين النار ( أعاذنا الله منها )
فظهرت نفس إبليس هنا في مقارعة ظهور الله تعالى ( وهو الظاهر والباطن ) فشاهد تركيبته العنصرية فتبجّح بها وإفتخر بها بمدد النفس فعمّ كبره وكثر حسده فأفسد التوحيد فحقّ عليه العقاب والعذاب , من هنا تعلم حقيقة الفناء عن النفس الذي يحكيه العارفون ... وفي هذا علوم كثيرة جدّا لا تقاس بل تظهر الحقائق كالشمس المشرقة
فذكر أصل تركيبته العنصرية في مقابلة ذكره لأصل تركيبة آدم العنصرية وأنت تعلم أنّ النار لطيفة أي غير كثيفة , وأنّ الطين كثيف , من هنا أخبر إبليس لعنه الله تعالى عن نفسه وعن ماهية نظره ومستوى فهمه لبني آدم وأنّ رعايته فيهم ستكون في هذا المستوى وهو مستوى تلك التركيبة الطينية العنصرية فهناك محلّ نظره في آدم لأنّ نفسه خرجت إلى الظهور وملاحظتها فعمي عن حقائق آدم الأخرى الروحية والربانية فوقع بصره على حقيقة آدم العنصرية الطينية وهذا له علاقة كبيرة بالنفس أو تقول الطبائع التي تستلزمها تلك التركيبة الطينية فكان عالما بتلك الحقيقة وما يجب لها لهذا أغوى آدم سريعا في الجنّة بما وسوس له بالأكل من الشجرة لعلمه بطبيعة تلك التركيبة الطينية : كطبيعة الحرص والميل والخوف والطمع والجشع والحسد .... ولكنّه لا يستطيع أن يسيطر على تلك البشرية الطينية إلاّ بوجود حظّه فيها وهو عنصر النار , وأنت تعلم أنّ كوكب الأرض قيل فيه ( الكوكب الناري ) ويوم القيامة تسجّر البحار لتعلم أنّ إبليس لا يحسن أن يفعل شيئا إلا في هذا العالم وهو عالم الأرض لذا إستعجل المعركة الكبرى بينه وبين آدم فهي معركة لا مثيل لها في تاريخ المخلوقات والناس اليوم غافلون عن كلّ هذا حتّى نسي الناس ذكر الشيطان أو إستشعار وجوده معهم وفيهم والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : ( إنّ الشيطان يجري من إبن آدم مجرى الدم ) وقال تعالى ( الذي يوسوس في صدور الناس )
فلمّا علم إبليس المعركة وطبيعتها جنح إلى الخفاء لما تعطه حقيقته من اللطافة لأنّه لا يمكنه كسب المعركة إلاّ في الخفاء لذا زمجر وقال ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ) فهو واصح في أنّه خافي في هذا الإتيان وإلاّ فمن سيتركه يفعل هذا متى رآه , فبقي لك طريق واحد لا يأتي منه الشيطان وهو طريق العبودية لله تعالى لذا ما ذكر جهة الفوق ولا جهة التحت لأنّهما ربوبية وعبودية ( ما فوقه هواء وما تحته هواء ) فافهم وأنّه ( الظاهر فليس فوقه شيء ) ( والباطن فليس تحته شيء ) لتعلم علم إبليس بحضرات التوحيد ويعرف من أين يأتي ومن أين لا يمكنه أن يأتي , لذا نزع الملك حظّ الشيطان من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلا حظّ للشيطان فيه صلى الله عليه وسلّم أمّا غيره من أمّته فلا يزال للشيطان حظّ فيهم ولو كانوا عارفين وحكاية سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنه مع إبليس التي حكاها الإمام الشعراني رضي الله عنه مشهورة لتعلم حرص الشيطان على ضلال البشر كيفما كان هذا الضلال ولو قدر أنملة لذا جعلت الشريعة أوراد اليوم والليلة وكذلك قال المشائخ ( التحصينات ) وهي الأكار اليومية التي يلقّنها المشائخ لمريديهم لأنّهم أكثر الناس عرضة للشيطان وحربه مع قبيله وجماعته , لأنّهم أتباع الطريق المستقيم الذي وعد بالقعود فيه فهو في طريق الحضرة جالس يقطعها على كلّ سالك وهو الذي عبّر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأنّه رآه في ليلة أسري به
قلت :
سلاحه الخفاء : الخفاء الطبيعي
ثمّ الخفاء الديني : وهو قلب الحقائق الدينية التي تعني جمال الوجود بأسره كالصدق والرحمة والشفقة والتواصل والتحابب والأخوّة والكرم والسخاء والتصديق والتسليم والتواضع ... وغيرها كثير ..فأراد أن يقلب كلّ تلك الحقائق في صورة الحقّ الذي يراد به الباطل وهذا ما يسعى إليه ويرنو إليه ومنذ أن هبط إلى الأرض وهو يسعى لتعميم هذا المفهوم على الأرض كلّها ولن تتاح له الفرصة الحقيقية بعد تلك المجهودات إلاّ في شخص المسيخ الدجّال الذي سيعبده أهل الأرض جميعهم وقد إقترب جدّا زمان هذا فقد تهيأت الأرض اليوم فأرسل جنوده وأعوانه في جميع البلدان وبثّ حكمه في مختلف الأنحاء فالعالم اليوم تحكمه الشياطين والخلق لا يدرون ولا يعلمون وهذه هي المصيبة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله ( من علامات خروج المسيخ الدجّال أن ينسى الناس ذكره ) وهذا حاصل اليوم فعلا فلا أحد اليوم تقريبا يشعر بوجود المسيخ الدجّال في حياته اليومية بل ولا يتذكّر وجود قرينه معه ولا نفسه الأمّارة بالسوء
فهذا فصل صغير وسأكمل في تفصيل حقيقة هذا الخفاء كما وعدت بذلك
يتبع ....
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطري حول المسيخ الدجّال ( لعنه الله تعالى )
1- خفاؤه في معاني العلوم : الحرية مثلا مصطلح جميل يحبّه كلّ الناس لكن معناه اليوم غير موجود حقيقة , فيستعمل جميع القيم وخصال الجمال في صورتها المقلوبة
فهذا ما تراه اليوم وتشاهده واقعا ملموسا وذلك كون تحريف المعاني في حقيقته هو تحريف الكلم عن مواضعه فيضحى الإسم على غير مسمّاه فمثلا عندما نقول ( الدجال ) فهذا اللفظ يدلّ على مسمّاه من حيث أنّه يأتي بكافة أنواع التدجيل حتى أضحى الدجل صفة قائمة بروحانيته فصفة الدجل منطبعة فيه فهو صادق في تدجيله من حيث أنّه عين الدجل فلا يتكلّف تدجيله أو يبحث عنه بل يساعده حاله ذلك على ما بلغنا من أفعاله التي يحيّر بها الناس في عالم السحر الخفيّ لأنّ نفسه منطبعة إنطباعا كاملا بالدجل فأمسى وصفه الدجل فكان إسمه الدجّال وهكذا تعرف أصحاب الدجّال من حيث صدقهم في تدجيلهم بمعنى أنّهم يعبّرون عن أحوالهم التي كلّها ظلمة ونفس وسحر وتلبيس وذلك لأنّ الله تعالى ختم على قلوبهم وهو من معاني المكر الإلهي ومن معاني الإستدراج الذي يُحجب صاحبه عن فهمه لقوله تعالى ( سنستدرجهم من حيث لا يشعرون )
لتعلم أنّ أدقّ آلة كاشفة لطريق النور والعلم المستقيم الصحيح هي آلة الشعور فكلّما فقد الإنسان لتلك الآلة كلّما كان الإستدراج في حقّه أعظم وأخطر يعني ذلك أنّ العبد في تلك الحالة يكون وصف روحه ظلمة من غير نور ليس لها أدنى إحساس وشعور بدجلها ولا بتلبيساتها ولا بظلمتها بل يصبح عندها النور هو الظلمة والظلمة هي النور وهذه مقدّمة تحريف دلالات المعاني لأنّ بثّ سموم النفس الظلمانية أمره حالي بمعنى أنّ الحال الظلماني يسري في أتباعه , فلو تجد مثلا رئيسا لدولة حاله ظلماني بحت ونفسه شريرة فإنك تجد الأغلبية العظمى من بطانته على مثل حاله بعد أن سرى فيهم وكذلك جنده , وبما أنّ المسيخ الدجّال صورته صورة الحقيقة مقلوبة ومعكوسة إنقلبت جميع الحقائق والمعاني عنده وهو تحريف الكلم عن مواضعه وهذه صفة اليهود خاصّة ثمّ أتباعهم من الأمم الذين استعبدوهم لأنّهم يحكمونهم بتلك المعاني المعكوسة ,
فممّا كان أن حُرّفت جميع دلالات ألفاظ الأخلاق عن معانيها الصحيحة وقد أخبر النبيّ عليه الصلاة والسلام بهذا لمّا أشار أنّه يأتي زمان على أمّته يصبح الصادق فيه كاذبا والكاذب صادقا ويصبح الأمين خائنا والخائن أمينا أي في نظر البشر وهو قلب الحقائق والمعاني عن مواضعها الذي هو من تحريف الكلم عن مواضعه فإنّ بداية الدجل هو تحريف المعاني عن مواضعها وهذا علم واسع جدّا تحتاج تفصيلاته إلى دهور من الكتابة ومن هنا دخل الدجّال يحرّف ويدجّل على الناس حتى يوشك أن يسري حاله في جميع البشر ليحكمهم فاليوم ما نشاهده حقيقة هو تحريف معاني الأخلاق عن دلالتها فأضحت أمريكا قائدة العالم الحرّ في نظر الكثيرين بما أنّ الدجّال يصدّر عن طريقها ( بما أنّها القوّة العظمى في العالم عسكريا وإقتصاديا لتوقّف التضليل على الأمن والإقتصاد مجال القوّة والحكم في الأرض ) معاني الحرية التي يفهمها والتي يتّصف بها معنى مقلوبا لأنّه لا يمكنه أن يتحكّم في أهل الأرض إلاّ بعد أن يتحكّم في عقولهم وقلوبهم فيتحكّم في العقل عن طريق التلبيس ثمّ يتحكّم في القلب عن طريق سريان حال الظلمة فيه
ومثالا على ذلك : تجد شخصا ما يدّعي النبوّة مثلا فهو في دعواه صادقا يعني يشعر أنّه نبيّ شعورا ظلمانيا عن طريق التلبيس الشيطاني والنفخ الإبليسي كاملا حتّى لا يعود مجالا في روحه أو نفسه لمزاحمة شعور آخر نوري له فيخرج في تلك الحلية من الإعتقاد لأنّ الإستدراج يبدأ قليلا قليلا حتّى يصل إلى ذروته وهي دعوى الألوهية كما ورد في الأخبار عن الدجال أنّه يزعم في بدايته الصلاح ثمّ يتعدّى إلى دعوى النبوّة ثمّ يختم بدعوى الألوهية وكذلك مثلا تجد في أمّتنا من يدعي المهدية وهو مستدرج ولا يشعر بنفسه ذلك الإستدراج وهو أمر عظيم ثمّ يوشك أن يدّعي مقامات أخرى لأنّ طريق الدجل بالوصف الظلماني ساري فيه وإنّ أغلب الإستدراج إن لم يكن كلّه يكون سببه بداية إساءة الأدب مع الحضرة العلية في مقامات عالية لخروج وصف النفس وإستشعارها فمن إستشعر وجود نفسه وأنّها تعطي وتمنع فيوشك أن يكون دجّالا خالصا , فمن معاني تحريف دلالات الأخلاق الإلهية الخروج في وصف النفس الظلمانية فإنّ من علامتها الصولان والجولان بباطل فتزعم وتزعم وتزيّن لصاحبها ما قد لا يحدّث به من دواهي وهذا تراه في قول السامري ( وكذلك سوّلت لي نفسي ) فسوّلت له النفس وما أدراك ما النفس ثمّ إنّ الرجوع بعد هذه الحالة لا يتحقّق لمن ختم الله على قلبه أبدا وإنّما يرجى لمن لم يختم على قلبه ممّن كان في حضرة الإمهال للتوبة أن يتوب الله تعالى عليه لأنّ الله تعالى غفور رحيم توّاب
من هنا فسدت المعاني في هذا الزمان وحرّفت المصطلحات وتفسير هذا الأمر أنّ المصطلح يحرّف بمجرّد عدم وجود نوره في القلب الذي هو معناه الصحيح لأنّه يكون في حيز تصرّف العقل من غير وجود معناه في القلب راشدا لذا كانت أخلاقه عليه الصلاة والسلام ( القرآن ) فاطبعت معانيه جملة وتفصيلا في قلبه ( اللهم إجعل القرآن العظيم ربيع قلبي )
أمّا الذين يضلّون في القرآن وبه الذي هو في حقيقته هدى ورحمة ونور فإنّما ضلّ لتصرّف عقله في ألفاظه من غير وجود معنى نوري لذلك اللفظ في قلبه فيضلّ بالألفاظ لانفصال عقله عن قلبه كحال الدجّال فهو مقطوع العقل عن القلب والمادة عن الروح والعلم عن المعرفة فكانت فتنته عظيمة لتلبيسها بين الأسماء والصفات ففصل الأسماء عن الصفات وبالضرورة فصل الصفات عن الذات فكانت دعواه الألوهية متحقّقة ولا بدّ ومن هنا دخل إبليس في تلك المتاهات فكان أعظم مستدرج وممكور به على وجه البسيطة وكذلك من الإنس الدجّال وهذا الأمر يحتاج إلى تفصيل والحديث عمّا سُلبه إبليس وعمّا بقي عنده من الأحوال الظلمانية وهكذا الدجال قرينه من الإنس فإنّ إبليس لمّا رأى بكشفه الظلماني دعاة النبوّة ودعاة المهدية ودعاة الصلاح والملوك وحكّام الجبر ثمّ لمّا كوشف بالدجّال قال ( فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين ) أمّا آدم لمّا كوشف بأبنائه كداود وعيسى ومحمّد صلى الله عليهم جميعا وسلّم تاب لله تعالى فبقي مائة عام لا يرفع رأسه من الأرض حياءا من الله تعالى فلتعلم أنّ المعركة والحرب اليوم بين النور والظلمة وبين الدجال والمهدي وعيسى وبين القرآن والطغيان لأنّ القرآن مجاله الحكم الإلهي فجعل إبليس في موازاة ذلك الدساتير الوضعية كالكتاب الأخضر ومجلاّت الأحوال الشخصية ...إلخ فهو يحكي حاله وفهمه لعدم شعوره بغير الظلمة فقد ختم الله على قلبه لوجود نفسه فتناولته أسماء الجلال والغضب الإلهي والمقت السرمدي فهي أمور عظام كبيرة وليس مجرّد حديث
يتبع ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مواضيع مماثلة
» نسأل الله تعالى
» الخفاء سلاح إبليس لعنه الله تعالى
» حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من الخطأ والباطل...
» ذكر الله تعالى
» الوجهة إلى الله تعالى
» الخفاء سلاح إبليس لعنه الله تعالى
» حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من الخطأ والباطل...
» ذكر الله تعالى
» الوجهة إلى الله تعالى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 13:27 من طرف الطالب
» تصحيح مفاهيم حول مشيخة التربية والإرشاد
اليوم في 9:17 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
اليوم في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس