بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
الشيخ لا يعطي المريد إلا ما أعطاه له استعداده...
صفحة 1 من اصل 1
الشيخ لا يعطي المريد إلا ما أعطاه له استعداده...
قال الله تعالى : *هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا
*
نعلم أن المريد ، لا ينتفع بعلوم الشيخ و أحواله إلا إذا انقاد له الانقياد التام ، ووقف عند أمره ونهيه ، مع اعتقاد الأفضلية والأكملية .ولا يغني أحدهما عن الآخر ، كحال بعض الناس ، يعتقد في الشيخ غاية الكمال ، ويظن أن ذلك يكفيه في نيل غرضه وحصول مطلبه ، وهو غير ممتثل ولا فاعل لما يأمره الشيخ به أو ينهاه عنه .فهذا موسى – عليه السلام –مع جلالة قدره ، وفخامة أمره طلب لقاء الخضر – عليه السلام – وسأل السبيل إلى لقياه وتجشم مشاق ومتاعب في سفره ، كما قال : *لقينا من سفرنا هذا نصبا *.
ومع هذا كله ، لما لم يمتثل نهيا واحدا ، وهو قوله : *فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا *
ما انتفع بعلوم الخضر –عليه السلام – مع اليقين موسى –عليه السلام – الجازم أن الخضر أعلم منه ، بشهادة الله تعالى لقوله تعالى ، عندما قال موسى – عليه السلام – لا أعلم أحدا أعلم مني : بل عبدنا الخضر ، وما خص علما دون علم ، بل عمم/ وكان موسى – عليه السلام – أولا ما علم أن استعداده لا يقبل شيئا من علوم -الخضر – عليه السلام – وأما الخضر – عليه السلام – فإنه علم ذلك أول وهلة فقال : *إنك لن تستطيع معي صبرا*.
وهذا من شواهد علمية الخضر – عليه السلام – فلينظر العاقل إلى أدب هذين السيدين. قال موسى – عليه السلام - *هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا*
أي هل تأذن في إتباعك لأتعلم منك ، ففي هذه الكلمات من حلاوة الأدب ما يذوقها كل سليم الذوق ، وقال الخضر – عليه السلام - :* قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا *.
وقال : فلا تسألني : وسكت ، فيبقى موسى – عليه السلام – حيران متعطشا ، بل وعده أنه يحدث له ذكرا ، أي علما بالحكمة فيما فعل ، أو ذكرا بمعنى تذكرا ، فإنه قيل : أن الخضر أعد لموسى – عليهما السلام – ألف مسألة مما كان وقع مثله لموسى – عليه السلام – فلم يصبر حتى قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " وددنا أن موسى صبر حتى يقص الله علينا من أمرهما " أو كما قال .فان خرق السفينة يشبه إلقاء أم موسى في البحر ، إذ كل من الفعلين ظاهرة الهلاك ، وقتل الغلام كقتل القبطي ، وإقامة الجدار بغير أجر كالسقي لبنات شعيب من غير أجر .ثم بعد الفعلة الثالثة من الخضر – عليهما السلام – أنه ليس فيه قابلية لحمل شيء من علوم الخضر عليه السلام فطلب الفراق بسؤاله ثالثا كما ورد في الصحيح ، كانت الأولى من موسى نسيانا ، والثانية شرطا ، والثالثة عمدا وعندما أزمعا الفراق ، ووقفا للوداع ، قال الخضر لموسى – عليه السلام – أنت على علم علمك الله لا ينبغي لي أن أعلمه ، وأنا على علم علمني الله لا ينبغي لك أن تعلمه ، يريد أنت على علم الرسالة ، وملاحظة الأسباب في الأفعال والتروك والحكم بالشاهد واليمين ، والإقرار والإنكار ونحو ذلك من الوقوف مع ظواهر الأشياء مأمور بسياسة بني إسرائيل ، والتنزل لعقولهم ، فلا ينبغي لي أن أعلمه، بمعنى لا فائدة لي في العلم به، إذ العلم المتعلق بالأكوان إنما يراد للعمل به، وأنا مأمور بالحكم بخلافه ، وهو الحكم بالكشف وملاحظة الأمور والأسباب الغائبة ، وبما يرد على القلب من الخواطر الربانية التي لاتخطىء ، فلا ينبغي لك أن تعلمه لأنك مأمور بالحكم بخلافه ، وهذا الاختلاف بينهما إنما هو في العلوم المتعلقة بالأكوان ، وأما العلم بالذات العلية ، والصفات الآلهية ، فكل منهما على غاية الكمال ، كما يليق بمقام النبوة ، وبمقام الولاية العظمى مقام القربة ، وهو للأفراد ،و الخضر – عليه السلام – منهم ، فان الخضر غير نبي ، بلا شك عندنا، وكما هو عند المحققين من علماء الباطن والظاهر. وعلى ما قدم ، فأكملية الشيخ في العلم المطلوب منه ، المقصود لأجله لا تغني عن المريد شيئا ، إذا لم يكن ممتثلا لأوامر الشيخ ، مجتنبا لنواهيه :
وما ينفع الأصل من هـــــا شم إذا كانت الشمس من باهــــله
وإنما تنفع أكملية الشيخ من حيث الدلالة الموصلة إلى المقصود. وإلا فالشيخ لا يعطي المريد إلا ما أعطاه له استعداده، واستعداده منطو فيه وفي أعماله، كالطبيب الماهر إذا حضر المريض وأمر بأدويته، فلم يستعملها المريض ، فما عسى أن تغني عنه مهارة الطبيب؟ وعدم امتثال المريض دليل على أن الله تعالى ما أراد شفاءه من علته فإن الله إذا أراد أمرا هيأ له أسبابه . وإنما وجب على المريد طلب الأكمل الأفضل من الشيخ، خشية أن يلقى قياده بيد جاهل بالطريق الموصل إلى المقصود، فيكون ذلك عونا على هلاكه.والله اعلم.
محمد- عدد الرسائل : 657
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
مواضيع مماثلة
» قسم المريد
» كلمات عن فهم علاقة المريد بشيخه
» قراءة الكتب لاتغنى المريد لله
» المريد والصوفي والتصوف
» قسم المريد في الطريقة الاسماعيلية
» كلمات عن فهم علاقة المريد بشيخه
» قراءة الكتب لاتغنى المريد لله
» المريد والصوفي والتصوف
» قسم المريد في الطريقة الاسماعيلية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:20 من طرف أبو أويس