اطلب شرح هذا الحديث

من طرف حساني الأحد 25 مارس 2012 - 23:48

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد حبيبك وصفيك من بين خلقك اجمعين
وعلى آله وصحبه وتابعيهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما
اخواني : اتحفونا باذواقكم وابتعدوا عن الاوراق حتى نرى آثار تربية شيخنا رضي الله عنه و ارضاه
المطلوب شرح الحديث التالي
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
صحيح مسلم
شكرا

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وعترته الطاهرة

لقد تساءلت أخى الكريم فى هذا الحديث ،كيف تكون الدنيا سجن مع سعتها

وقرأت عن بعضهم كلام ...

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

سامحوني أسيادي عن تطفلي على طريق
القوم’ وأرجوا من الله ومن رسول الله ومن حامل الرسالة المحمدية عدم مآخذتي على هذا
الرد لكي لا يكون حجة علي.

أما عن الحديث المطروح, فان الدنيا ملأت قلبي وكياني, فأصبحت هاجسي ومرامي, فهذه مرمة والاخرى كرهبة وذلك عرس وأولاد ثم لبسة باهية وصباط وماكلة بنينة, حتى القهوة خذات مني باي, فحواسي لا ترى ولا تتنعم ولا تعرف الا هذه للاشياء, وفي الحال أن الله منذ خلق الدنيا لم يلتفت لها والرسول قال أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة.

الله خلق الخلق ليعرف, وانا عرفت (معرفة جهل) الا صور الخلق, وسبحت فيها ونسيت الغاية من وجودي في هذه الدنيا. كبلتني
غرائزي وقيدتني شهواتي وسلسلني هوى نفسي في زنزانة الدنيا, ومنعتني من رؤية المحبوب, منعتني من الفسحة مع الحبيب, منعتني
من محاكاته ومن مجالسته و التمتع بأنسه.
كيف لمؤمن يؤمن بالله ورسوله ويعرف ما جاء به رسول الله أن ينكر أن الله حق وأن الجنة حق وأن النار حق.

يا اخوتي ان كنت لا اؤمن بالله ورسوله فأنا في جنة, وليست في الجنة,
فأنا في جنة التلذذ بالشهوات والملذات , وان كنت مؤمنا فأنا بعيد عن المولى جل جلاله فأنا في نار البعد, فأنا سجين نفسي, وسجين الدنيا.

يا رب أجعل الدنيا مطية لك لا حجابا لنا.

يا رب أجعل نفسي ذلولا أمتطيها للوصول اليك.

يا رب اجعل بصيص نور في صور الدنيا للنفوذ لك.

اللهم راجع بنا واجعلنا وراء دليلنا اليك, وطاوع نفوسنا للجهاد حتى الوصول اليك.
اللهم هذا كلام يحتاج الى عمل فوفقني, اللهم هذا فهم فساعدني ووفقني لكي يكون حقيقة.

لكل كلام حقيقة فما حقيقة كلامك؟
سامحني يا رب , ووفق عبدك وعبادك لما فيه الخير والصلاح.

ما يتبادر الى الفهم من الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم هو أن الدنيا مهما علا شأنها وزاد نعيمها وطابت أيامها فهي الى زوال ونعيمها ليس مقيما وأنها بالنسبة الى الآخرة ومقارنة بها فهي سجن مظلم مهما زهت أيام المؤمن فيها مع ما يترقبه من نعيم الجنّة وما أعد الله فيها للمؤمنين أما الكافر مهما ذاق من شظف العيش وقساوة الدنيا واعراضها عنه فهو يعتبر في جنّة مع ما يترقبه في الآخرة وهي النار والعياذ بالله .يحكى أن عالما لا يحظرني اسمه مرّ أمام دكان يهودي يبيع الزيت وكان العالم يمتطي جوادا وعليه أثر النعمة من لباس أنيق ومن تبجيل الناس له وكان ذاك اليهودي يعاني الفقر وكان لباسه رثا وحاله سيء فتقدم وأمسك بخطام فرس العالم وسأله قائلا ألم يقل نبيكم أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر قال العالم بلا فقال له اليهودي أي سجن أنت فيه وأي جنة أنا فيها فأجابه العالم بأن العذاب الذي يترقبه في الآخرة يجعل الدنيا عنده جنة وأما ما ينتظر المؤمن من النعيم في الآخرة يجعل الدنيا مهما حسنت سجن يحجبه عما يترقبه من الخير .
وأما ما يمكن لنا أن نستخلصه من الحديث بمفهوم إشاري أن الدنيا سجن للمؤمن بها أي أن الذي يجعل أكبر همه الدنيا تسجنه عمّا يترقبه من بلوغ مقام المشاهدة وهي جنّة من كفر بها وسعى لمعرفة رب الدنيا فيكتسب بذلك الراحة والأنس بالله فيها فتصبح الدنيا جنّته

الدنيا مقيدة بالزمن والجنة نعيمها لاينفد والروح فيها مطلقة فالمؤمن فى الدنيا سجين فى بشريته وفى الآخرة روحه مطلقة بينما الكافر فى الدنيا منعم بشريا ولايقاس هذا النعيم بما أعد الله له من عذاب وحبس روحه وبالتالى الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن لأن المؤمن مقيد بالشرع وهو ما يخالف الطبع والله أعلم

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه

عكس السجن هو الحرية كما قال تعالى عن أهل الجنّة في الجنّة ( لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد ) وقال تعالى ( لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتّقِينَ ) والآيات في هذا كثيرة
إلاّ أنّ السجن في عرف اللغة لا يقابله قولنا ( الجنّة ) بل يقابله قولنا ( حريّة ) أي بمعنى فكّ القيود فلو قال عليه الصلاة والسلام الدنيا نار المؤمن وجنّة الكافر لكان الأمر متوافقا بين الضدّين أي متوافقا إذ أنّ عكس الجنّة وضدّها هي ( النار ) ولكنّه هنا في الحديث لم يقارن بين حال المؤمنين وبين حال الكافرين وإنّما حكى حال المؤمن من حيث هو مؤمن وعلاقته بالدنيا وحكى حال الكافر من حيث هو كافر وعلاقته بالدنيا
فكانت الدنيا مجمع المؤمن والكافر ولا يوجد مكان آخر يجتمعان فيه غير هذه الدنيا إذ بعد الموت يحصل الفراق الكامل بين أهل الإيمان وبين أهل الكفر فلا دار تجمعهما غير هذه الدار أمّا في تلك الدار فلا إجتماع للفريقين

فكان مدار الحديث عن الأحوال : أحوال المؤمن في دار الدنيا وأنّها سجن له إذ لا يجد فيها راحته كما قال تعالى ( ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّ لله وإنّا إليه راجعون ) فهي دار ابتلاء بالنسبة للمؤمن كما حكى سيدنا عمر عن حالة ملوك الأرض من حالة الرفاهية والنعيم الزائل وأهل النبوّة وأهل الله تعالى ليس لهم ذلك من ذلك النعيم الدنيوي فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام ( أما ترضى أن تكون لهم الدنيا وتكون لنا الآخرة )

فالدنيا سجن من حيث وقوع الإبتلاء فيها شاهد حال الروح لمّا سجنت في الجسد بعد أن كانت مطلقة فإنّ الأرواح في الجنّة تكون في حالة سراح بلا قيد بحسب مرتبتها في العبودية لله تعالى سوّاحة جوّالة ليس عليها قيد لذا قال عليه الصلاة والسلام لمّا رأى جنازة ( مستريح أو مستراح منه ) وإنّما عني بالمستريح العبد المؤمن الذي استراح من عناء الدنيا وخطوبها وأتعابها فكانت في حقّه مثل السجن

أمّا أهل الله تعالى فكانت الدنيا سجن في حقّهم لشوقهم إلى اللقاء لقاء الله تعالى فيوم انتقالهم يعدّ يوم من أسعد أيّاهم لأنّه يوم لقاء ربّهم ومولاهم الذي تولاّهم كما قال عليه الصلاة والسلام وهو في النزع الأخير ( الرفيق الأعلى الرفيق الأعلى )

أمّا الكافر فكانت جنّته الدنيا من شهوات واتباع لهوى النفس الأمّارة بالسوء فلا يقيّده تكليف ولا يستشعره تعريف لأنّه لا جنّة معنوية أو روحية له بعد أن كفر بالله تعالى فحجب ومنع من ذوق نعيم جنّة الدنيا وهو الإيمان بالله تعالى فما أبقى الله تعالى عليه غير جنّة شهواته التي سيحاسبه الله تعالى عليها إذ لا حسنة مع الكفر كما قال تعالى ( وقدمنا إلى ما عملوا فجعلناه هباءا منثورا ) فكانت الدنيا جنّة شهواته إذ لا جنّة له بعد اليوم فبمجرّد حلول الموت عليه يدخل سجن العذاب سواء في برزخه أو في سجن النار يوم القيامة مقيّدا بالأغلال ومحشورا في السعير ...

فكانت الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر فلم يُظلم الكافر فيها وكانت الآخرة جنّة المؤمن وسجن الكافر

وإنّما سجن المؤمن في الدنيا لأنّه قيّد نفسه الأمّارة بالسوء بالتكاليف الشرعية والأوامر الإلهية من تربية وتزكية كي تتحرّر منه الروح فتجول في رياض الأنس بالله تعالى وهي الحياة الطيبة التي آتاها الله للمؤمنين وتذوق جنان المعارف وأحاسيس النعيم الإيماني فتجد الفقير معدوما ولكنّك تراه فرحا مسرورا بما أغدق الله على قلبه من أحوال ومقامات بعد أن تكفّل له برزقه وبارك له في عمره وأهله فالدنيا سجن لنفس المؤمن فهو يقيّدها ويجاهدها بأنواع المجاهدة وبسياط المعالجة فتضحى بعد ذلك نعيما لروحه فهي تجول في ملكوت الله تعالى فيطمئنّ قلبه بالإيمان بعد أن غمره نور الإيقان ناظرا إلى جمال الإحسان بخلاف الكافر فالدنيا سجن لروحه لذا تتوقّع وترى ضيق قلوبهم وظلمة أرواحهم وهي المعيشة الضنكى التي أخبر عنه القرآن قال تعالى ( فإنّ له معيشة ضنكى ) رغم أنّها نعيم لنفسه الكافرة الأمّارة بالسوء من حيث قوله تعالى ( ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ ) بعد أن سخروا من المؤمنين وضحكوا من أولياء الله العارفين وتكبّروا على الله تعالى فاستدرجهم الله تعالى من حيث لا يشعرون وباغتتهم المنيّة من حيث لا يتوقّعون ... فلو آمنوا لكان خيرا لهم ...

والله تعالى أعلم وأحكم

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة

والسلام على أشرف المرسلين وآله وعترته الطّاهرة

إنّه مصاب جلل عافانا وعافاكم الله

أنّ نفسى حدّثتنى أنّه عندى ما أقول

من البداية قلت أكتب فى هذا الموضوع فنهتنى ،لمن تكتب ....

إنّ بالمنتدى علماء أجلاّء سيسخرون من كتابك ...إنّهم يكتبون بحوث قيّمة

عند ترددى فهمت أنه حظّ من حظوظها ...إنّ مراسها الشّديد جعلها تتطلّع للنيل منّى بأيّ ثمن وتعوقنى فى كلّ حين عن مسعى الرّجال الكمّل ...

سألتها عن الدّنيا فقالت هي ما دنا منك وقرب إليك وكان فى متناولك ...

سألتها عن الجنّة قالت هي أمر غيبي لا يعلمه إلاّ الله ..ثمّ قالت ، أتترك أمر معقول فى متناولك وتتبع روايات وخرافات تتناولها القصص فهل جاء أحدهم من الجنّة ليذكر فضلها على الدنيا فكيف تصدّق ما لم تراه عينك فهذه نقيصة ...

وأقنعتنى بأنّ الدنيا هي الجنّة لقد قال بعضهم " اليوم خمر وغدا أمر" وتواصل الصراع فى هذا المجال وكأننى أرى آفات غير مألوفة حتى فى الأساطير، تتصارع ...

تشاهدنى أبكى تضرّعا إلى الله طلبا العتق من حبالها ،فتتأسف لحالي عليّ وكأنها ليست معنيّة، وتقول مسكين ،هذا محبّ لله ...

ويمضى ذلك الوقت فتراها تصول وتجول فى شواغلها الدنيوية دون رحمة فأعرض تصرّفاتها على ما جاء به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فتتفاجأ بل هي تتظاهر بأنّها تحسن صنعا لما يهمّ خلعتى البشرية ،وأنّ ما تقوم به شرعى ،إنّها تمدّك بالفتوى من القرآن والسنّة ...وتضع بين يديك الآية " المال والبنون زنة الحياة الدنيا "وتتغافل عن بقية الآية "والباقيات الصالحات خير عند ربّك وأعظم أجرا "وتشجّعك بالآية" إستغفروا ربكم إنّه كان غفّرا.."كلّ هذا يجعلك تطمئنّ إلى الدّنيا ...

إنّها قوّية ومتمرّسة فى الضربات الإرتدادية إنّ معلوماتها جدّ دقيقة ...

إنّها تفسد عليّ كلّ أمر، إن جلست مع الإخوان ،تضع كتاب كلّ واحد منهم ،وتنسى كتابها ...

إنّها تغطّي جرائمها وتقلل من شدّتها وهي فى كلّ الأوقات صارعتي...

إلاهي لقد عجزت فى أمرها فخذها إليك أخذ عزيز مقتدر، واكفني شرّها بما شئت وكيفما شئت وعندما تشاء فإنّه لا يعجزك أمرها .

الدّنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر :

وأيّ سجن إذا رأيت الرجال وعلومهم ومفاهيمهم تروي العطشى ، وأنت تتلعثم فى أبجديّات ...

أتساءل من حين لآخر عمّا جاء فى مرآة الذاكرين والصلاة الكاملة لسيدنا الشيخ أو شجرة الأكوان لسيدي محمد المداني فينتابني سقم أودّ أن لا يتناهى ...

وسؤلي، لماذا لم نجد هذا المذاق منذ عهد الرسول الكريم ونجده عند سيدى محمد المدانى وسيدنا الشيخ فأجابتنى نفسي كلّ عصر ورجاله فكان الجواب وأين رجال عصرنا فلمّحت لي بحديث الرسول الكريم "يبعث فى كلّ عصر من يجددّ لأمّتى أمر دينها" وكأنّها قالت لى صوفيّة عصرنا خير من صوفية العصور الماضية... فقلت لها هذه من ضرباتك ...فكلّهم واحد ...

الحديث :الدنيا سجن المؤمن

المسلم معفى من هذا، فهو بطبيعته غير مكلّف ،لأنّه فى غيبوبة عن المقصد الأسنى ، إذا لم يسعى إلى تطهير قلبه وبذلك تكون حياته وكأنّه فى الجنّة لأنّه جاحد للفظل الذى أكرم به الله الوجود ،جحد الرحمة المهداة للوجود ، الآية "وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين "...

فهي سجن المؤمن الذى مازال "تقرّبه نفحة وتبعده لفحة "الذى لم يهدأ له بال "قال لى كلّ أمر تجلّى بي تحلّى قلت قصدي وراك "بل فتح له وجهة أشعلت فتيله وألهبت مهجته فكلّما نظر في الوجود صاح ما أعظمك ...ما أعزّك سبحان الواحد القهّار .." كيف أسلو كيف أسلو يا كرام "

أنظر سؤال الكريم شكري عندما أحسّ بعجزه فأناخ إبله مستجديا حلّ عقاله ورفع حاله ...

المعذرة إن طرقت الموضوع بجهلي فأنتم الكرماء.

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد حبيبك و صفيك من بين خلقك اجمعين و على آله و صحبه و تابعيهم باحسان الى يوم الدين و سلم تسليما
إن هذا الخطاب النبوي الشريف وصف لوضع قائم لما نحن فيه
فاما ان نبقى في هذا السجن بقوانينه ونقضي محكوميتنا فيه الى الاجل المكتوب ،او ان نسعى للخروج منه بكيفية ما؟ قبل الاجل المحتوم
انا لم ندرك معنى وجودنا في هذا السجن الدنيوي الذي غطت نفوسنا فيه كل معالم وجوده، فلا نرى سجناء و لا سجانين
وكانت نظرتنا لهذا الحديث نظرة ايمان بالغيب . صدقنا رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم في ما اخبر عنه كما صدقناه في سائر شرائط الايمان
واستغلت نفوسنا سذاجة فهمنا لديننا فصورت لنا الاوامر و النواهي الشرعية على انها قيود واوهمتنا بانها سلمت امرها لمشيئة الله ، واستسلمت لهذه القيود
وتركتنا في وادي عالم الغيب الوهمي وانطلقت في حظوظها المشروعة من مال واعمال و ولد و جاه...بكل شراهة
{قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده و الطيبات من الرزق}
وكلما اتسع الفهم اتسعت شباك النفس .فتقول لصاحبها لا باس في الجمع بين نعم الله الدنيوية البدنية و النفحات الربانية القلبية
فينخدع المسكين و توهمه على ان ما فهمه هو احوال قلبية
لكن حتى لا نسترسل في حالة القبض هذه . هنالك من اذا وصل الى هذا الحد ،يحس بضيق و حرج من نفسه خاصة اذا كان ما ينطق به لسانه
من حقائق لا اثر لها في واقع حياته العملية
من وصل الى هذه النتيجة فالامل في صلاحه كبير. هنا فقط يبدا الاحساس بوجود السجن فيرى ضعف السجين المسكين الذي هو شخصه
والذي لا حول له ولاقوة بين يدي نفسه هذا السجان المتغطرس ويرى كذلك تشابك حظوظه مع الدوائر الدنيوية المطبقة غليه من كل الجهات
فاذا كان صادقا سيحس بمزيد الضيق والضعط الى درجة كراهية نفسه كراهية تجعله يشتم منها رائحة لا تحتمل حتى اذا ضاقت عليه الدنيا
واحس بان نفسه تكبت عليه انفاسه الى درجة لا مزيد فوقها .هنا تحصل صيحة الفزع والانفجارة الكبرى
{امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء و يجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون}
سيصيح من اعماق قلبه بقوة هائله مستجبرا بربه في كل ذرة من ذرات وجوده ويسري دوي صيحته عبر سلسلة السند فتضطرب و تهتز
وتطرق استغاثته مسامع الرحمة و يتدفق سيلها فتنتشله يد العناية من براثن نفسه وتلقي به في بحر الهداية و البيان خارج دنياه و اسوار سجنه
فيصيح ثانية من قوة النقلة وتغمره بحارالرحمة الواسعة. رحم الله عبدا مسكينا كم عانى من نفسه
هنا يا سادتي يبدا السير الحقيقي بعد هذه الجذبة الروحية فيرى السائر ان ما كان يعتقده قيودا شرعية
انما هي مفاتيح الحرية. فينطلق في تحرير حواسه ليلحقها بهمته و روحه فاول المحررين سمعه
{واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج}
ثم يحرر بصره{ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون}فينتقل من ارض الاكوان الى ارض الرحمان
{واشرقت الارض بنور ربها}
وهنا يقف السائر امام مرآة الذاكرين فمن يا ترى سيرى .قطعا لن يرى نفسه
وانما سيرى حبيبه صلى الله عليه و على آله وسلم ، لانه هو الوحيد المؤهل لرؤية الحق
هنا يقول سيدي احمد العلاوي
معزك يا روح الجسد والعز ايواتيك
لو صبت انديرك في الثمد بالجفن نغطيك
هذا حالي رب شاهد ما زدت عليك
يا عين الرحمه يا محمد صلى الله عليك
اه

حكمة عطائية :

الْكَائِنُ فِى الْكَوْنِ وَلَمْ تُفْتَحْ لَهُ مَيَادِينُ الْغُيُوبِ مَسْجُونٌ بِمُحِيطَاتِهِ وَمَحْصُورٌ فِى هَيْكلِ ذَاتِهِ

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد
النور الذاتي و السر الساري سره في جميع
الأسماء و الصفاة و على آله و صحبه و سلم

قول الحلاج رحمه الله

ما حيلة المرء و الأقدار جارية عليه أيه الرائي

رماه في اليم مكتوفا و قال له إياك إياك أن تبتل بالماء

و الله أعلم حيث يجعل آياته

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد حبيبك و صفيك من بين خلقك اجمعين و على آله و صحبه و تابعيهم باحسان الى يوم الدين و سلم تسليما
الدنيا فينا و نحن فيها اذا خرجنا منها خرجت منا
والغيب فينا و نحن فيه اذا حفظناه حفظنا
اه

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام أشرف المرسلين وآله العترة الطّاهرة

لقد وضع الأخ الكريم حسانى السؤال بوجاهة حيث قال :

اخواني : اتحفونا باذواقكم وابتعدوا عن الاوراق حتى نرى آثار تربية شيخنا رضي الله عنه و ارضاه

فما فهمت من السؤال ، أنّه يريد منّا ، إستنهاض هممنا ،و ما حال التصوف عندنا ،وهل حقّا كان لنا ذوق فى وجودنا مع سيدنا الشيخ إسماعيل ،وهل سرت فينا وحيينا بمذاكرات سيدنا الشيخ فنتكلّم بما نفخه فينا من روح السر الصوفى ...

المعذرة

هذا فهمى القاصر والله ورسوله أعلم

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد حبيبك و صفيك من بين خلقك اجمعين و على آله و صحبه وتابعيهم باحسان الى يوم الدين و سلم تسليما
اخي شهاب ملاحظتكم في محلها بارك الله فيكم
لا يدرك معنى السجن الا من احس بوجوده فيه وذاق لوعة الحرمان والقطيعة وضيقت عليه نفسه كل المنافذ واحترق بنار العجز
حتى تلجلج لسانه و سد حلقه وتقطعت انفاسه وظن انه الفراق و وصل الى نقطة الصفر
؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
ان الدنيا كذبة احاكتها نفوسنا فصدقناها و زينتها فلبسناها
هما منزلان :منزل حق{لهم ما يشاءون فيها و لدينا مزيد} و منزل باطل{بئر معطلة و قصر مشيد} فاختر لنفسك ما تريد
اه

حساني كتب:

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد حبيبك و صفيك من بين خلقك اجمعين و على آله و صحبه وتابعيهم باحسان الى يوم الدين و سلم تسليما
اخي شهاب ملاحظتكم في محلها بارك الله فيكم

و منزل باطل{بئر معطلة و قصر مشيد} فاختر لنفسك ما تريد
اه

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الامي

و على آله و صحبه و سلم

العبد الضعيف اختار بئر معطلة و قصر مشيد هدا ما ارومه

لينظر الله الى ضعفي و مسكنتي و ذلي ثم ابتسم رب رحيم رب رؤوف

امن يجيب دعوة المضطر اذا دعاه فان الاية المباركة حالي عسى نظرة عسى رشفة

من حب سيدي اعطى الامان ليوم عصيب

انا عمر بلا شباب و حياة بلا ربيع اشتري الحب بالعذاب فمن يبيع فمن يبيع

و السلام دعواتكم

من طرف حساني السبت 7 أبريل 2012 - 14:19

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد حبيبك و صفيك من بين خلقك اجمعين و على آله و صحبه و تابعيهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما
إذا نظرنا لهذا الحديث من زاوية أخرى نستطيع القول بأن المؤمن هو إسم من أسماء الله الحسنى ومعناه : الصادق و المصدق
ومعدن الصدق و الإيمان . خلق عبده و أمده بالصدق والتصديق و سماه المؤمن فآمن به و برسوله و بما جاء به من عنده
قال إمامنا و قدوتنا سيدي إسماعيل رضي الله عنه و أرضاه جاء في بعض الكتب المنزلة أن الله جل جلاله
قال : يا عبدي إنما منحتك صفاتي لتعرفني بها ، فإن إدعيتها لنفسك سلبتك الولاية و لم أسلبك صفاتي
بهذا جعل الله في عبده المؤمن صفة الإيمان محل تلقي صفاته عز و جل
{لقد خلقنا الإنسان في أ حسن تقويم}
وأودعه في سجن الدنيا {ثم رددناه أسفل سافلين }بتسليط نفسه عليه
فإذا أراد الحق إكرام عبده حرك فيه إرادته وهيأ له دواعي النهوظ بقدرته فدعاه الداعي الأمين وأمسكت اليمين باليمين
فأطلقت الهمة من عقالها وأفاضت على كيان المسكين من حالها فنشطت الأعضاء في الطاعة وعجت أرض السجن بالضراعة
فأقبل الشفيع بالأحضان وغم السجن والسجان وأسرٌ للمرحوم بالرحيل أنا السبيل والدليل ، هاجر مع المهاجرين سألقاكم بدار الهجرة بعد حين
هذه مدينة الأنوار وهذه منازل الأنصار يحبون من هاجر إليهم ويوثرونه بما لديهم
أقبل البدر علينا من ثنيات الوداع***وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
وانطلق الغازي في مغازيه وانحصرت في الشهادة كل أمانيه وتتالت الإنتصارات والفتوحات والعين على مكة باللحظات
فالعين عين خادم الذات والكل فيها من حاضر وماض وآت
هذه مكة وهذا يوم الفتح المبين وهذا الأمين ماحي دابر الشرك و المشركين
ألا تسمع دوي التوحيد في سائر بقاع أرض المريد
أخي : بالحب ترقى في مراقي العز مقبولا
فحبل الود بالمحبوب مــفتــولا
إليك النور قد مدت موائده
شهيد العشق بالموصول موصولا
اه

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

اطلب شرح هذا الحديث