مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 14:12 من طرف الطالب

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:20 من طرف أبو أويس

»  ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع.
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:26 من طرف أبو أويس

» ما هى أسباب عدم الفتح على كثير من السالكين فى هذا الزمان ؟
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:19 من طرف أبو أويس

» من وصايا الشّيخ أحمد العلاوي للشّيخ محمّد المدني رضي الله عنها
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:16 من طرف أبو أويس

» لماذا وقع الإمام الجنيد مغشيا عليه
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:14 من طرف أبو أويس

» من كرامات الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه وقدس سره
لغة القرآن ( مدخل )  Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:11 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مارس 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
31      

اليومية اليومية


لغة القرآن ( مدخل )

اذهب الى الأسفل

لغة القرآن ( مدخل )  Empty لغة القرآن ( مدخل )

مُساهمة من طرف علي الإثنين 30 يوليو 2012 - 2:44



بسم الله الرحمان الرحيم

الصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين

هذا الموضوع امتداد لموضوعي السابق حول القلب ( لا تعرف أنوار القلوب إلاّ في سماء الغيوب )

قال تعالى ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ على قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله )

وقال تعالى ( نَزَلَ بِهِ الروح الأمين على قَلْبِكَ )

تباحث المفسّرون في نزول القرآن هل نزل عليه أم نزل على قلبه والفرق بينهما والذي ذهبوا إليه أنّ معنى القرآن نزل على قلبه بينما لفظه وظاهره نزل عليه وهذا حقّ وهو الصواب

قلت :

المعنى لا ينزل إلاّ على القلب إذ العقول لا ذواق لها للمعاني وإنّما غاية أمرها أنّها تفسّر اللفظ بما يتبادر من معناه المنطوق الدال عليه في محلّ النطق كما عرّف الأصوليون ذلك في مبحث المنطوق والمفهوم فقالوا أنّ المنطوق هو ما دلّ عليه اللفظ في محلّ النطق كما أنّهم جعلوا المفاهيم عشرة وعرّفوا المفهوم كونه ما دلّ عليه اللفظ لا في محلّ النطق وبما أنّ اللغة العربية لغة ثريّة وحمّالة معان جنح أهل العربية إلى تقسيم اللغة بين مستعمل ومهمل كما أفاد النحاة كون الكلام لا يكون كلاما إلاّ متى تمّت به الإفادة بينما تباحث أهل البيان في كون العربية لغة بلاغة فيها الحقيقة وفيها المجاز كما قسّموا المجاز إلى أقسام
موجودة في محالها

وبما أنّ اللغة العربية من حيث كونها لغة قعّدت لها قواعدها من حيث المباني التي تدلّ على المعاني التي يدلّ عليها اللفظ نطقا وفهما وأنّ المبنى من حيث كونه رسما له قواعد يلتزم بها كتابة ثمّ نحوا نطقا كما قعّدوا قواعد التصريف من حيث الإشتقاق فجنوا إلى إثبات الكلمة والفعل والحرف فقعّدوا جميع قواعدهم على أساس علمي أصله رباني كعلم النحو مثلا أخرج قواعده رسما الإمام سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وذلك بأمره لأبي الأسود الدؤلي بتدوينه في قالب قواعد يسير عليها الأعاجم ومن ضعفت عربيته في زمنهم ...إلخ فهذا باب وقد توسّعوا فيه إلى الغاية فإذا شئت أن تفتخر بالعرب فافتخر بحسن سبك لغتهم وقواعدهم حتّى قيل : نزلت الحكمة على ثلاثة أطراف : عقول أهل اليونان في مباحث الفلسفة وهي الحكمة فقيل حكماء اليونان , ونزلت على أيدي أهل الصين كناية عن الصناعات اللطيفة والحسنة الدقيقة , ونزلت على ألسنة أهل العرب فلا يوازيهم في البلاغة نثرا ولا في النظم شعرا فكانت لغتهم لغة حكمة فسبق أهل اليونان إلى المعقولات وأهل الصين ومن جرى في فلكهم مثلهم إلى الصناعات أمّا العرب فجنحوا إلى المعجزات من المقولات نثرا ونظما وبذلك احتفلوا وافتخروا حتّى غدت لغتهم الصنعة التي عليها قامت أمزجتهم فكان الهجاء فيهم مثلا أشدّ عليهم من السيف كما ورد في الحديث لمّا أخبر بهذا النبي عليه الصلاة والسلام سيدنا حسان بن ثابت حينما كان يهجوهم في إحدى الغزوات إذ للغة وصلة تامّة بروح وقلب الإنسان وذلك من آيات الله تعالى الذي أخبر أنّ من آياته أختلاف اللسان والألوان ...

قلت :

اللغة من حيث كونها لغة فهي من المرسومات والمنطوقات تؤدّي المعاني الواحدة مهما اختلفت تلك اللغة فتعدّدت اللغات فإنّ المشترك بينها واحد وهو إيصال المعاني والدلالة عليها فما وضعت اللغات لذات اللغات وإنّما وضعت للدلالة على معان مقصودة تتوقّف عليها حياة البشر فصحّ فيها اللسان فقيل عالم اللسانيات

فلمّا كانت العرب في لغتهم بلغوا في معانيها الآفاق وأتوْا بمعجز التراكيب والألفاظ تحدّاهم الله تعالى بالقرآن العظيم أنّ يأتوا بمثله وهذا أكبر درس قاس في تعليم اللغة العربية حتى قيل في القرآن على ألسنة أهل البلاغة من العرب في زمن الشرك : هو كلام عربي لا كالكلام ليس هو بنثر ولا هو بالشعر ولا هو بالسجع ثمّ خالفهم في الرسم والوقف والوصل فعلم من علم منهم أنّ هذا كلام في غير طاقة كائن حيّ سواء أكان من الإنس أم من الجنّ أن يحسن الإيتاء بسورة منه فضلا عن كلّه كما قال تعالى ( قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )

يتبع إن شاء الله تعالى ...

علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لغة القرآن ( مدخل )  Empty رد: لغة القرآن ( مدخل )

مُساهمة من طرف علي الإثنين 30 يوليو 2012 - 22:19



فعجز العرب على أن يأتوا بسورة من مثله كما عجز الإنس والجنّ أن يأتوا بمثله فوقع التحدي في قليله وكثيره فإذا عجز أهل اللغة وهم العرب على أن يأتوا بسورة من مثله فكيف لا يعجز ممّن ليس هو بعربي ولا يتقن لسانهم أن يأتي بمثل هذا القرآن بكامله هذا كي تعلم أنّ القرآن ليس فقط مجرّد لغة عربية معجزة من كلّ وجه بل هو لغة قلبية ولغة أخرى روحية فنزل على الأطراف الثلاث : نزل على الروح شاهد التوحيد بشهادتها في عالم الذرّ ونزل على القلب شاهد الإستقامة في عالم النور من حيث النور والظلمة وهو مجال المعاني

فلا تنزل المعاني إلاّ على القلب فمن أراد إستعمال عالم المعاني عقلا فقد أخرج النور ليفسّره ويقرأه في الظلمة وهذا حال شاهد الفلاسفة الذين لم يؤمنوا بالله تعالى وكذلك المناطقة أهل المعقولات في أغلب تفاسيرهم فإنّ كلّ علومهم ظنيّة عندهم إلاّ ما قطعت بيقينه عقولهم فيبقى في مستوى العلم ولا يرتقي إلى مستوى المعرفة ومن هنا يصحّ لك أن تعرف وتفرّق بين الفيلسوف وبين العارف فترى في كلام الأوّل ظلمة وفي كلام الثاني نور تحسّ ذلك وتشعر به يقينا رغم أنّك قد تجد ألفاظهما مشتركة في نفس الموضوع فسبحان الله كيف أخفى النور بين أسطر الكاتبين وهكذا فعندما تقرأ كتابا لعالم أو أكثر تفرّق بينهم في مستوى النور القلبي فيهم وكذلك مستوى الجذب الرباني ومستوى تحقيقهم أيضا وتدقيقهم كما قال سيدي ابن عطاء الله في حكمه بأنّه قد يعبّر عن المقام من يستشرف عليه وقد يعبّر عنه من وصل إليه وذلك ملتبس إلاّ على صاحب بصيرة فهي يميّز بين هذا وذاك أو ما في معنى الحكمة العطائية

من هنا ترى الفروق شاسعة في تفاسير أهل الله تعالى سواء تفاسيرهم للقرآن والسنّة أو للحكم وكلام العارفين ..كشروح الحكم مثلا فإنّي لمّا فتحت كتاب شرح الحكم لسيدي ابن عباد النفزي رضي الله عنه أرى بقلبي النور يسبق كلامه فسبحان الله بينما قد لا تلاحظ ذلك في غيره إلاّ ما كان من إيقاظ الهمم في شرح الحكم فهو خمرة أزلية صافية فهو كتاب كلّه حكم فسبحان من جاد عليه بذاك العلم رغم أنّه أوضح أنّه شرح كتابه في مرتبة وسطية

ونزل على العقل شاهد المعاملة إذ لا يمكن فهم المعاملة تكليفا من غير الرجوع إلى العقل فلو لا المعاملة لصحّ الجذب من غير سلوك ولتقدّم مقام الجذب على مقام السلوك فرجع العباد من الجذب إلى السلوك وليس هذا الأصل رغم أنّه الأصل ( فافهم)

وعليه تفهم أنّ القرآن نزل بلسان عربيّ مبين لما في اللغة العربية من اسرار نزل بها القرآن ولكن ليس المقصود باللغة هي تلك الإستعمالات النثرية أو الشعرية أو السجعية فحسب بل نعني باللغة العربية التي حملت أوجهها الثلاثة لغة الروح والقلب والعقل وقد يسأل سائل ولكن للروح اللغة السريانية فأقول له السريانية لغة من اللغات لم ينزل بها القرآن فلو نزل بها كنّا تكلّمنا عليها فهي جامعة في غير هذا العالم ولكن عالم القرآن عالم عربي لأنّ الكون المشهود بأسره قامت حقائقه على اللغة العربية كقول بعضهم أنّ الإنسان على صورة رسم إسم ( محمد ) صلى الله عليه وسلّم وكذلك الكون وكورته فصحّ أنّ اللغة العربية لغة حقائق وأنّ الألف سرّ الكون والباء للبداية فصحّ نحو الألسن ونحو القلوب كمن ألّف كتاب ( نحو القلوب ) فهل سار سائر على غير هذا النحو الذي هو لغة القصد فما قصد قاصد بنحوه إلاّ إثبات القصد المفيد

قصحّت إمدادات القرآن على أوجهها الثلاث : مدد للروح وبه تتغذى فيغني ذلك عن الطعام والشراب وقد حصلت كرامات في هذا لبعض الصحابة والأولياء فإنّ الأنبياء يمشون بمشي الضعفاء فهم رحمة للخلق أمّا رسول الله عليه الصلاة والسلام فهو رحمة للعالمين

لهذا قال عليه الصلاة والسلام في أقوام من الخوارج ( يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم ) أي يقرأونه في مرتبة اللسان من غير قلب يعضد قراءتهم فما ضلّ من ضلّ في آيات الصفات إلاّ لمنحاه الفكري المظلم أمّا العارفون فلا يخوضون فيها أبدا لقوله تعالى ( والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربنا ) فسمّاهم الراسخين في العلم ومن ثمّ أثبت عدم كلامهم في آيات الصفات من المتشابهات وعدم خوضهم فيها فزكّاهم ومدحهم بالعلم ثمّ مدحهم بالتفويض رغم علمهم فأن تكون راسخا في العلم وفي نفس الوقت تكون مفوّضا فهذا عجب عجاب لهذا أثبت بعد هذا إيمانهم فكانوا قدوة للعوام وإنّ ما ينحاه أهل الخوض في علم الكلام ليس من السنّة في شيء إلاّ ما كان من ردّ صائب على ضال أو تفصيلا لجاهل وبيان لعاطل لهذا سمّى الإمام مالك ونعت صاحب السؤال عن حدّ الإستواء بأنّه صاحب بدعة في الدين فكيف بأمّة أخذت بالبدعة وتركت السنّة فتراها طوال النهار تخوض في الصفات والمتشابها بلا قلب عاقل ولا روح جاذب وهم ينعتون أنفسهم بالسنّة ...

ومدد للقلب فيعرف ذلك القلب صلاحه من طلاحه فيسمع كلام القرآن في مستوى القلب وهو السمع الحقيقي كما قال تعالى ( فإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ) فالسمع شيء والإنصات شيء فقد يكون لك إنصات ولا سمع لك وقد يكون لك سمع بلا إنصات فقدّم هنا السمع على الإنصات

فتوغّل الناس اليوم في القرآن ظاهرا من غير باطن يعضد ذلك فقلّت المعارف الربانية ونطق كلّ واحد بخواطره النفسية مع خواطر الشيطان فطلب الناس بالدين غير رب العالمين فمنهم من طلب به الرئاسة والحكم بلا قلب له كالخوارج ومنهم من طلب به المقامات والأحوال ومنهم من طلب به الدنيا والجاه كعلماء السلطان كي تعلم أنّ دين الله تعالى أسمى وأعلى وأرقى من كلّ ذلك فدين الله تعالى لا يدلّ على غيره سبحانه فمهما أطعت ربّك أو ذكرته وسبّحته فدلّك ذلك على غيره فما أنت بذاكر ولا طائع حقيقة وهذا ما يحصل بالقرآن كما قال تعالى ( يضلّ به كثيرا ) فتقول كيف يضلّ به وهو قرآنه وكلامه الذي هو هدى ونور من عنده

كي تعلم أنّ الاسماء الإلهية لك بالمرصاد فأنت متى طلبت وجه ربّك كانت الأسماء كلّها في مساعدتك كإسمه النور مثلا فلا ضدّ لهذا الإسم فلا نقول إنّ الله تعالى إسمه نقيض النور هو الظلام أو الظلمة فلا نصف الله تعالى بأنّه ظلمة أو هو ظلام فلا ضدّ لإسمه النور فمتى توجّهت إليه سبحانه لا تتلقّاك الأضداد فتحاسبك لأنّ الحساب مناطه عالم الأضداد وسنأتي عليه حين شرح هذا في مرتبة نزول القرآن على القلب ومناط الحساب رغم أنّه لا ضدّ في الحقيقة الكلية ولكن ضدّ من حيثية الحساب من ثواب وعقاب كي تتميّز المراتب فتعرف كإسمه تعالى ( الهادي ) يقابله ( المضلّ ) ولكن إسمه تعالى ( المؤمن ) لا يقابله مثلا إسم ( الكافر ) فصحّ عدم رضاه بالكفر سبحانه

فكان القرآن العظيم الذي تحدّى الله تعالى به العرب جميعهم وهو معجزة المعجزات يخاف منه إبليس لعنه الله تعالى لما فيه من حقائق هو دارك لبعضها فحجب لعنه الله تعالى المسلمين اليوم عن هذا القرآن العظيم فاتّخذوه مهجورا وقد قال لهم نبيّهم عليه الصلاة والسلام ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصّته ) إلى أن قال عمر رضي الله عنه ( حسبنا كتاب الله ) فليس على وجه الأرض بعد القرآن كتاب الله تعالى كتابا تعتمد عليه في تفسير الدين لهذا أمرك الله بصحبة العارفين الراسخين في العلم كي يفسّروه لك وذلك بالتزكية من تحلية وتخلية حتّى يصحّ القلب ويستيقظ من غفلته التي هي حجابه

كان في الزمن الصالح من السلف رجال لا يقدرون على قراءة آية إلاّ وصعقوا من هول الخطاب الذي يصعق قلوبهم كما قال تعالى ذاكرا هذا ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله ... الآية ) فإذا تصدّع الجبل فكيف بقلوبنا لم تخشع ولا تصدّعت فقد بلغت في جموديتها مبلغ صلابة أكثر من الجبال ولكن أكثر الناس لا يعلمون

لهذا تعيّن في هذا الوقت زلازل تحرّك تلك القلوب وتنبهها من غفلتها وكذلك غفلة العالم بأسره

نعود إلى موضوعنا بعد هذا إن شاء الله تعالى فنذكر ما يتيسّر من مراتب وحضرات نزول القرآن على القلب وماهياته وقولهم ( حدثني قلبي عن ربي ) فنعم المحدث ونعم الحديث ... فابشروا يا أمّة محمد عليه الصلاة والسلام بالخير الكثير فإنّ القرآن بين أيديكم وسنّة نبيّه فيكم فلو يجتمع العالم على أن يستأصلوكم فلن يفلحوا أبدا ... وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون

وما أجمل ما أنشده سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه :

مريدا بادر بقلب حاضر --- لسان ذاكر بقولك الله


علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لغة القرآن ( مدخل )  Empty رد: لغة القرآن ( مدخل )

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 31 يوليو 2012 - 22:49



قلت :

إنّما اشار العارفون بالله تعالى إلى ضرورة التخلية والتحلية بغية التخلّص من أمراض القلوب التي هي من أمراض النفوس فلأنّ القرآن أشار إلى ذلك وحثّ عليه وكما أخبر الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يعلّمهم الإيمان ثمّ علّمهم القرآن ففعل العارفون مثلهم فجنحوا إلى تعليم المريد بداية كيفية ذكر الله تعالى الذي هو صقالة القلوب وجلائها كما ورد في الأثر ( إنّ لكلّ شيء صقالة وصقالة القلوب ذكر الله وكثرة الإستغفار ) وكذلك تلاوة القرآن لأنّه هناك فرق بين تلاوة القرآن وقراءته بنيّة التعبّد وهذا أيضا صقالة للقلوب وفيه الأجر الكثير وبين قراءة القرآن لفهمه والوقوف على أنواره وأسراره معرفة وعلما فهناك فرق بين قراءة القرآن وحفظه وتلاوته وهذا مأمور به شرعا وبين البحث في أسرار القرآن وأنواره الذي لا يمكن الغوص في معانيه الحقيقة من غير سبق إيمان كامل عنوان تنوير القلب كي تحلّ فيه المعاني القرآنية فيحكم بصدقها بشاهد يتلوه منه كالمكاشف بالجنّة بقلبه مثلا فهو حينما يقرأ القرآن ووصف الجنان فيه يدرك ويعرف تلك المعاني كما هي عليه من غير زيادة ولا نقصان فلا يتخيّلها خيالا بوهم نفسه وإنّما يراها بقلبه مكاشفة ويقينا لهذا لا يمكن تفسير معاني القرآن إلاّ عند أهل المعاني فأخرجوا رضي الله عنهم كنوز القرآن وأنواره وأسراره لأنّه قول الصدق والحقّ

فاتبع اللفظ القرآني معانيه وما اتبعت المعاني الألفاظ لأنّ الألفاظ خادمة للمعاني تأتمر بأمرها وتنتهي بنهيها فمن كان من أصحاب المعاني كان اللفظ له ومن كان غير ذلك كان اللفظ عليه فكما ورد في الحديث ( كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ) ومن لعنه القرآن فقد لعنه الله تعالى لأنّ القرآن كلامه الأزلي سبحانه به يلعن كما قال تعالى لإبليس لعنه الله تعالى ( قال فاخرج منها فإنّك رجيم وإنّ عليك لعنتي ليوم الدين ) فلعنه بكلامه الأزلي سبحانه فحقّت كلمات الله تعالى إذ أنّ الكلام الإلهي إمّا أن يكون له أو أن يكون عليه فمتى كان عليه كانت عليه جميع لعائن الله تعالى بحسب ما في القرآن من لعنات التي تستوجبها حقائقه فكيف بمن لعنه القرآن كلّه لذا ورد في قوم أنّهم يقرؤون القرآن ولكنّه لا يصل إلى قلوبهم لأنّهم لم يقرأوا القرآن بقلوب سليمة فغلطوا ودخل عليهم الشيطان فيه لهذا أمرنا القرآن العظيم في قوله ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) وقد نتساءل كيف استوجبت الإستعاذة من الشيطان في بداية قراءة القرآن فالجواب كي لا يدخل عليك الشيطان فيه فيفسد عليك تلاوتك وقراءتك وذلك أن يجعل فيما بينك وبين قلبك حجابا لأنّه واضع منخره على القلب يدخل من هناك فيفصل قلبك عن عقلك وهذا ما وقع فيه الكثير من الناس ففصل الشيطان عقلوهم عن قلوبهم فلم تتحقّق لهم وصلة نور القرآن فلم يفهموا معانيه الخفيّة التي هي قوت القلب وغذاء الروح وهو الغيث النافع الذي ينبت أزهار قلبك فتعلو شجرة توحيدك فتمسّ سماء روحك ( كشجرة طيّبة أصلها ثابت ) في القلب ( وفرعها في السماء ) عند الروح فتجني الروح ثمار القلب فما علت روح أو سمت إلاّ من مدد القلب الذي هو عالم الأنوار وفيه يكون الحرث والغرس ( وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ ) وهو الماء الطهور الذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة وهو الماء المطلق وهو ماء الغيب

فإذا علمت أنّ الشيطان عالمه لطيف وهو عالم يقترب من المعاني علمت ولا بدّ موقع إبليس لعنه الله تعالى منك كونه جالسا في طريق عالم معناك الذي هو قرآنك متى علمت أنّ القرآن نزل على القلب وفيه يلقي المعاني والأحوال الربانية الصادقة والأنوار الصافية لهذا قال تعالى لسيّد المرسلين عليه الصلاة والسلام ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ) وهو حجاب معنوي وليس حجابا حسّيا لأنّ القرآن لا يمكن أن يحلّ معناه في قلب عبد قبل الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر فجعل هذا الحجاب المستور لمن كان لا يؤمن باليوم الآخر لأنّ الإيمان سابق غير مسبوق فينزل القرآن ضيفا على الإيمان في القلوب كما قال الصحابة الكرام ( كان رسول الله يعلّمنا الإيمان ثمّ علّمنا القرآن ) لكون الإيمان حضرته ذاتية أمّا القرآن فحضرته صفاتية لهذا تلوّنت حقائقه وتنوّعت أسراره فنزلت على القلب محلّ التقلب في الأحوال لهذا كان بين إصبعين من أصابع الرحمان يقلّبه كيف يشاء كما قال لنا شيخنا رضي الله عنه في كلام ( قلبي ليس بيدي ) لذا صدق الناس مع قلوبهم وقد أمرنا أمن نستفتي هذا القلب متى كان هذا القلب عالما فقيها وإلاّ سألنا صاحب القلب الفقيه نستفتيه

يتبع إن شاء الله تعالى ....

علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لغة القرآن ( مدخل )  Empty رد: لغة القرآن ( مدخل )

مُساهمة من طرف علي الخميس 2 أغسطس 2012 - 22:14


قال تعالى : ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ على قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله )

وقال تعالى ( نزل به الروح الأمين على قَلْبٍك)

هذا كي تعرف مرتبتين الأولى : أنّ معاني القرآن نزلت على قلب سيّد المرسلين صلى الله عليه وسلّم بواسطة الروح الأمين وهو جبريل عليه السلام إذ أنّ عالم الأنوار مقدّمه والقائم عليه بإذن الله تعالى جبريل رئيس الملائكة فهو مقدّمهم في هذا الجانب فصحّ المقدّم صاحب المعاني بخلاف غير ذلك كالرزق مثلا فقد توكّل به غيره من الملائكة عليهم السلام كما أختصّ رقيب وعتيد بكتابة الحسنات والسيّئات وما يلفظ العبد من أقوال بينما أختصّ ملك الموت بقبض الأرواح كما أختصّ إسرافيل بالنفخ في الصور كما أختصّ كلّ ملك صاحب وظيفة بوظيفته فلا يتعدّاها إلاّ بإذن إلهي فصحّ نزول المعاني وهو من أشرف المهام التي أوكلها الله تعالى لسيدّنا جبريل عليه السلام وهي الأمانة لهذا كان المرسَل أمينا وكان روحا قدسيا كي تعلم حقائق اللطافة وأنّ المعاني عالمها لطيف قلبي وليس كثيفا حسّا فسبق أهل المعاني غيرهم فإنّ العلم والجهل مقياسه وميزانه عند أهل الله تعالى عالم المعاني فصاحب المعنى عالم عندهم ولو كان أميّا لا يفكّ الخطّ ولا يقرأ في صحيفة فكم تجد من شيخ أميّ كسيدي علي الخواص ومريد له عالم كسيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنهما الذي قال فيما معناه ( .. بعد صحبتي لشيخي وجدت نفسي جاهلا وتيقّن علم شيخي عندي ) فرأى شيخه عالما ووجد نفسه جاهلا فيما فيه شيخه من علوم وهي علوم المعاني كما قال سيدي محمد المداني رضي الله عنه ( خض بحر المعاني --- فذاك بحر الله )

فنزل القرآن على القلب بواسطة صاحب الروح والأمانة وهو جبريل عليه السلام كي تدرك أنّ القلب حضرته نورية وأنّ الأرواح العلوية تتنزّل عليه بالعلوم والفهوم والمعارف في تلك الحضرة النورانية وهي من الحقيقة المحمّدية ونعني بالحقيقة المحمّدية قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنواره التي هي من معاني الجنّة أو قل الجنّة من معانيها فإذا علمت أنّ إبليس لعنه الله تعالى أخرج أبانا آدم من الجنّة بأن وسوس لهما في ذلك المقام وذلك الحال تعلم أنّ لإبليس لعنه الله تعالى مطامع في عالمك النوري وقد أوضح هذا القرآن حيث قال تعالى ( الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) فذكر هنا وصف الإيمان وما يقابله وهو وصف الكفر ولم يذكر وصف الإحسان فإنّ عالمه أرقى من هذا وأعلى فهذه آية سلوكية وفيما بين سطورها التحقيق لأنّ مقام الإيمان مقام عام لا يخلو منهم أحد لهذا كنّى عن الشيطان بالطواغيت إذ كم من نفس عبد هي في الحقيقة طاغوت وشيطان فإنّ الشيطان يوحي إلى النفوس كما يوحي الله تعالى إلى القلوب فالشيطان يوحي بواسطة عن طريق النفس والله تعالى يوحي عن طريق الأرواح العلوية لهذا خاطبت مريم العذراء الملائكة وهي في محرابها كما خاطبت زكرياء وهو فيه رغم الفارق الكبير بين الإيحاءين فلا مقارنة في وصفهما ولا كيفهما ولا كمّهما كحكمك وتفريقك بين النور والظلمة فالنور كاشف والظلمة حاجبة والنور يرتّب المراتب ويثمر الفهم والأدب والعلم بينما تنتج الظلمة سوء الأدب والجنون لهذا فهم لا يعقلون فالظلمة للعمى والموت بينما النور للحياة والبصيرة

من هنا يقع التفريق بين مراتب أهل الولاية فهناك من لهم وظيفة التصريف وهناك من لهم وظيفة التربية والترقية وهناك من لهم وظيفة التعليم فكانت الشيوخ أصناف ثلاثة : شيخ التربية والترقية وشيخ التعليم وشيخ التصريف فلا يكون البحث إلاّ عن شيخ التربية وكذلك شيخ التعليم أمّا شيخ التصريف فلا يبحث عنه ولا كلّف الله تعالى أحدا من العباد بفعل ذلك فالفقير لا يجب عليه البحث عن صاحب التصريف والكرامات وإنّما البحث عن شيخ الوصول والقربات فهذا الشيخ حقيقة أمّا عداه فلا فإنّما جاءت الأنبياء وبعثت الرسل من أجل دلالة الخلق على الله تعالى لهذا فمن تراه كثير الحديث والميل إلى الكرامات والخوارق والمعجزات فلا تعتمد عليه فهو لا يعوّل عليه في طريق الله تعالى

فالسلوك مناطه وطريقه شيوخ التربية والترقية أصحاب الحال والمقام والعلم والإذن فهو ورّاث الرسل أمّا غيرهم فمهما بلغت درجتهم في الولاية فخصوصياتهم خاصّة بهم فليست هي عامّة للخلق بينما السلوك أمر عام لبعث الأنبياء به ( ويزكّيهم ) أعلمتك بهذا كي تفرّق بين المراتب فلا تختلط عليك فيفوتك حظّك من ربّك فإنّ الربّ ربّ الجميع ( الحمد لله ربّ العالمين ) فاحمد ربّك أنّه جعلك له عبدا فلو جعلك لغيره عبدا فماذا كنت فاعلا ؟ فحرّرك من رقّ الأغيار وما ارتضى لك غير مصاحبة من يدلّك عليه كما قيل في الحكمة ( لا تصحب من لا ينهضك حاله ويدلّك على الله مقاله ) فإنّه من أهل الحضرة الربانية

قد يقول قائل فيسأل : لماذا لم يرسل الله تعالى الملائكة تربّي الخلق وتأخذ بهم إلى الله تعالى فهو أوجه وأصوب وأقرب إلى النفع ورفع الإشكال والإنكار وخصوصا أنّ المماثلة والمشاكلة حجاب ؟ فالجواب هو قول الله تعالى ( قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنّين لنزلنا عليهم ملك من السماء رسولا ) أيّ أنّ كلّ جنس له من الرسل مثله من بني جنسه

حكاية :

قلت مرّة لشيخنا رضي الله عنه وكان معنا فقير سوداني حاذق وناشط : يا سيدنا ماذا لو قدّمت سيدي فلان علينا فوضعته مقدّما على حلقتنا فأجابني رضي الله عنه : العبد الفقير لا يقدّم على جماعة أحدا من غير بلدهم يعرف عاداتهم وتقاليدهم وما هم فيه فلو كان جميع الفقراء سوادنيين لقدّمته عليهم أمّا وهم غير سودانيين فلا يمكن ذلك ..إلخ ) فأعجبني فقه شيخنا رضي الله عنه ومعرفته بالمراتب التحقيقية فنعم الشيخ هو رضي الله عنه

فلو أرسل الله تعالى رسولا من الملائكة على الأرض لأرسله في صورة بشر كي يوافق القوم الذين أرسل إليهم في كلّ شيء إذ لو أرسل لك رسولا في صورة من غير جنسك لحجبك به عنه ولغرّك ذلك فربّما عبدته من دون الله تعالى لهذا لم يخرج الله تعالى الرسل من بني البشر وكذلك الأنبياء والأولياء في صورة أرواحهم العظيمة كما قال أحد الصالحين أظنّه أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه ( لو كشف عن نور الوليّ لعبد من دون الله تعالى ) إذن كيف بنور النبيّ أو نور سيّد الوجود عليه الصلاة والسلام ورغم هذا اتّخذ بعض الناس الشيطان ربّا كما اتّخذوا الجنّ لهذا قالت الملائكة في معرض دفاعها عن نفسها ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ )

فإنّ عيسى عليه السلام لمّا خرج في صورة خصوصيته فغلبت عليه فأحيا الموتى وكان يبرئ الأكمه والأبرص وينفخ في هيئة الطير من الطين فيكون طيرا بإذن الله عبده الناس كما قال تعالى ( وإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ. أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ... الآية )

لهذا كان جبريل عليه السلام يأتي غالبا في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلّم في صورة بشرية كصورة دحية الكلبي وقد يأتي في صورة إعرابي كما رآه أحد إخواننا في الله تعالى في صورة إعرابي ماسكا عصاه عند الطواف في الكعبة هذا كي تعلم أنّ رؤية الأرواح والملائكة جائزة في الدنيا لمن رفع عنه حجاب الحسّ ولكن لمن لم يرفع عنه حجاب الحسّ فقد يرى الملائكة في صورة بشر ولا يدري بأنّهم ملائكة رغم أنّ الصورة متى نزلت تحرّك القلب لفهمها ولكن فضل الله واسع وكبير ويشهد لهذا بعض الأحاديث كمن وضع الله تعالى ملكا على مدرجته أي في طريقه وهو بصدد زيارة أخا له في الله تعالى فلمّا تحادثا أخبره الملك في الأخير أنّه ملك من الملائكة من عند الله جاء ليبشّره ...إلخ الحديث ...

هذا كي تعلم أنّك لست لوحدك في هذا الكون الشاسع فأنت لك صاحبين هما رقيب وعتيد لا يفارقانك فهل تشعر بهما ؟ وكذلك لك قرين من الشياطين فهل تشعر به كما لك نفس بين جنبيك فهل تشعر بها كما ورد ( إبليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص وكلهم أعدائي ) إذن فعالم المعنى قريب منك كثيرا كما قال سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه في حكمه ( لو أشرق لك نور اليقين لرأيت الآخرة أقرب إليك من أن ترحل إليها ... إلخ الحكمة ) فالأمر ليس هو بجسماني بقدر ما هو أمر روحي من عوالم المعاني فإنّ عالم المعنى محيط بهذا العالم من كلّ جانب فمتى تحرّر الجسد من قيوده ساح في عوالم المعاني ( السائحون ) لهذا كانت السياحة من شؤون طريق الله تعالى ... ظاهرا وباطنا ...فإذا أردت أن تعلم معنى السياحة الباطنة فلك في أحاديث خير خلق الله تعالى غنية في وصف الملكوت الأعلى وعالم الملائكة ,,,

قلت :

تعلم بعد هذا حقيقة نزول القرآن على القلب وفهم معانيه التي نزل بها سيّدنا جبريل عليه السلام على قلب خير خلق الله تعالى صلى الله عليه وسلّم وأنّ الأمر قام على تناسق جميل وحكيم لا نهاية لجمال ترتيبه وسنذكر بعد هذا إن شاء الله تعالى كما وعدنا حقيقة ألفاظ القرآن وما محلّ دخول إبليس لعنه الله تعالى فيها وأنّ القرآن حمّال أوجه فقد نجد المفرط فيه وهو الغال ونجد المفرّط فيه وهو المتسيّب وأنّ القرآن أنزل على القلب مرتبة وسطية بين الروح والعقل لذا كان صراطا مستقيما وطريقا قويما فلا يغلب الخوف الرجاء ولا الرجاء الخوف ولا البسط القبض ولا القبض البسط ..وهكذا ... ( وكذلك جلعناكم أمّة وسطا .. الآية ) لذا ورد ( خير الأمور أوسطها ) فهو جانب التيسير والتبشر فإنّ المبشّر لا بدّ أن يكون وسطيا وكذلك المنذر

يتبع إن شاء الله تعالى ...

علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى