بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مارس 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
31 |
التحذير من الغفلة عن تعظيم أهل النسبة
صفحة 1 من اصل 1
التحذير من الغفلة عن تعظيم أهل النسبة
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيّد الأنام ومصباح الظلام وآله وصحبه أهل
الغرام والهيام
أمّا بعد :
اعلم أيّها المحبّ العاشق أنّ تعظيم أهل نسبة الله تعالى من أهل الولاية والإرادة يورث الإستمداد من أحوالهم والشرب من كيسان أمدادهم قال سيدي محمّد المداني في قصيد له :
محبّة الإخوان شرط لازم *** تعظيمهم تزكو به المكارم
فتعظيم كلّ ما له نسبة إلى الله تعالى من تقوى القلوب كما قال تعالى ( وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) فمن لا يعظّم شعائر الله تعالى وحرماته وكذلك أهل نسبة الله تعالى فهو فاسق القلب فاجر الروح متى علمت أنّ مراتب التقوى ثلاث : تقوى الجوارح وتقوى القلوب وتقوى الأرواح فكلّ ما كان من معاني التزكية فهو من تقوى القلوب والإستقامةالتي تورث الشرب والإستمداد للقرب ..
لذلك قال سيدي المداني رضي الله عنه ( تعظيمهم تزكو به المكارم ) لكون التعظيم من أفراد عائلة التقوى كالصدق والمحبّة والصفاء والإخلاص والرحمة ..إلخ
قال تعالى في تعظيم أهل نسبته ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم ) فإذا كان هذا تعظيم لخُلقه صلى الله عليه وسلّم فكيف الحال عند تعظيم ذاته الشريفة وروحه المقدسة العفيفة عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى ( إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
ومن ذلك في تعظيم أهل نسبة الله تعالى للتنبيه على أقدارهم قال تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ )
فتعظيم أهل النسبة من تعظيم الله تعالى وعدم تعظيمهم من عدم تعظيم الله تعالى فمن عظّم الله تعالى حقّ التعظيم عظّم كلّ شيء له نسبة إليه
بينما صاحب الإحتقار والإستهزاء بأهل الله تعالى فقد حجبته بشرية أشكالهم كضعف وفقر عن ادراك حقائق معاني أحوالهم كنبوّة أو ولاية أو كعلم ومعرفة وصدق ورحمة ومحبة وصفاء فقاسوا وجود العظمة فيما يظهر للناظر من جاه ومال ووجاهة عند الناس واقبال وشهرة أفعال وحكاية أعمال وأقوال..
لذلك نظر أهل الشرك والكفر إلى كون التعظيم لا يعدو حدود ظاهر المواد فذلك منتهى قياس عقولهم ونهاية فهم قلوبهم التي أوردتهم موارد الجهل والهلاك حيث قالوا ( وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) لشهودهم العظمةّ فيما يغري نفوسهم من زينة ومال وأشكال ودثار ..
لكن صاحب الإيمان والتقوى لا يشهد أهل الله تعالى إلا بعين التعظيم ولا يرقبهم إلاّ ببصيرة التبجيل والتفخيم كما قال قائلهم راويا مشاهدهم
ما لذّة العيش إلاّ صحبة الفقراء *** هم السلاطين والسادات والأمراء
قيل : من عظّم شيئا استمدّ منه
فبحسب وجهة تعظيمك تستمدّ من طريقها إن كان خيرا أو شرّا فمن كان تعظيمه للدنيا استمدّ منها أحوالها كما قال تعالى ( الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا )
اعلم أن كلّ ما في الجود إما مستمِدٌّ أو مستمَّد منه لذلك قالوا " لو عظّم الرجل حجرا لاستمدّ منه "
فتعظيم أهل الله تعالى يصاحب ويرافق محبّتهم فهو رديف مودّتهم فلا يفترقان إذ المحبّة تورث الإيثار والتعظيم يورث الأدب والإكبار
ثمّ كون تعظيم أهل الإيمان درجات ومراتب : منها :
* تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلّم كقوله تعالى ( لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا )
* تعظيم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام
* تعظيم آل البيت النبويّ عليهم السلام
* تعظيم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم
* تعظيم الأولياء من العارفين بالله تعالى كالأقطاب والأفراد والأوتاد والأبدال والنجباء وعامّة أهل نسبة الله تعالى أينما وُجِدوا وكان كائنهم
* تعظيم العلماء كالفقهاء والمحدّثين والمفسرين وأهل العلم عامّة
* تعظيم سائر المؤمنين والمسلمين
إنّ التعظيم كما قدّمنا يورث مكارم الأخلاق القلبية التي هي من تقوى القلوب كما أنّه يثمر الإستمداد من أهل النسبة لذلك قال الإمام سيدي محمّد البوصيري رضي الله عنه في قصيدته البردة مادحا رسول الله صلى الله عليه وسلّم مازجا بين المحبّة والتعظيم
دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ * واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـم
وانسُبْ إلى ذاتِهِ ما شـئتَ مِن شَـرَفٍ* وانسُب إلى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَـمِ
فَــإنَّ فَضلَ رســولِ اللهِ ليـس له * حَـدٌّ فَيُعـرِبَ عنـهُ نــاطِقٌ بِفَمِ
...
.
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مواضيع مماثلة
» التحذير الكبير
» تعظيم المخلوق والخضوع له هل يعتبر شركا ؟
» "أهل البلاء هم أهل الغفلة عن الله تعالى"
» تعظيم المخلوق والخضوع له هل يعتبر شركا ؟
» "أهل البلاء هم أهل الغفلة عن الله تعالى"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 14:12 من طرف الطالب
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:20 من طرف أبو أويس
» ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع.
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:26 من طرف أبو أويس
» ما هى أسباب عدم الفتح على كثير من السالكين فى هذا الزمان ؟
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:19 من طرف أبو أويس
» من وصايا الشّيخ أحمد العلاوي للشّيخ محمّد المدني رضي الله عنها
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:16 من طرف أبو أويس
» لماذا وقع الإمام الجنيد مغشيا عليه
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:14 من طرف أبو أويس
» من كرامات الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه وقدس سره
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:11 من طرف أبو أويس