بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
حقيقة الحركة فى الذكر- د.محمد مهنا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حقيقة الحركة فى الذكر- د.محمد مهنا
من تسجيلات الازهر الشريف
حبيب الله- عدد الرسائل : 65
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 14/06/2009
رد: حقيقة الحركة فى الذكر- د.محمد مهنا
السّلام عليكم ..
إنّ في السّنّة النّبويّة التّقريريّة ممّا يتعلّق بالاهتزاز والرّقص ما ورد في صحيح البخاري في شأن قدوم جماعة من الحبشة لمبايعة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فقد ذكر أنّهم دخلوا المسجد النّبويّ وهم يرقصون ويلعبون بالحراب وكان رسول الله ينظر إليهم من شبّاك بيت السّيّدة عائشة مبتهجا بهم والسّيّدة عائشة تنظر إليهم من وراء النّبيّ حتّى أنّه صلّى الله عليه وسلّم سألها "هل اكتفيت؟.." فاستزادت من التّمتّع بمشاهدتهم لترى منزلتها عند النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ..
ومتابعة لموضوع الاهتزاز أو لنقل الرّقص والتّواجد أثناء الذّكر ، بما في ذلك الاهتزاز بالذّكر في حالة القيام المسمّاة عند الصّوفيّة بـ"العمارة" يسعدني أن أشارككم الحديث بما يلي :
لقد أجاز بعض العلماء الأفاضل منهم العلاَّمة ابن عابدين في رسالته ( شفاء العليل)حركة الرّقص والاهتزاز أثناء الذّكر حيث قال:( ولا كلام لنا مع الصُّدَّق من سادتنا الصّوفيّة المبرّئين من كلّ خصلة رديئة. فقد سئل إمام الطّائفتين سيّدنا الجنيد: إنّ أقواماً يتواجدون ويتمايلون ؟ فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون ، فإنّهم قوم قطعت الطّريق أكبادهم ومزّق النّصب فؤادهم وضاقوا ذرعاً فلا حرج عليهم إذا تنفّسوا مداواة لحالهم. ولو ذقتَ مذاقهم عذرتهم... ثمّ قال: وبمثل ما ذكره الإمام الجنيد أجاب العلاَّمة النّحرير ابن كمال باشا لمَّا استفتي عن ذلك حيث قال :
مـا في التّواجد إن حقّقتَ من حرج *** ولا التّمايل إن أخلصتَ من باس
فقمتَ تسعى على رِجْلٍ وَحُقَّ لمن *** دعاه مولاه أن يسعى على الرّاس
من هذا ، نرى أنّ ابن عابدين رحمه الله تعالى يبيح التّواجد والحركة في الذّكر. وأنّ الفتوى عنده الجواز. وأنّ النّصوص المانعة الّتي ساقها في حاشيته المشهورة في الجزء الثّالث تُحمل على ما إذا كانت في حِلَق الذّكر منكرات من آلات اللّهو والغناء والضّرب بالقضيب والاجتماع مع المرد الحسان وإنزال المعاني على أوصافهم والتّغزّل بهم وما إلى ذلك من المخالفات.
ولا شكّ أن التّواجد هو تكلّف الوجد وإظهاره من غير أن يكون له وجد حقيقة. ولا حرج فيه إذا صحّت النّيّة كما قال العلاّمة ابن عابدين في حاشيته.
وقال العلاّمة الألوسيّ في تفسيره عند قوله تعالى: "الّذينَ يذكُرونَ اللهَ قِياماً وقُعوداً وعلى جُنوبِهم" وعليه فيُحمل ما حُكي عن ابن عمر رضي الله عنهما وعروة بن الزّبيّر وجماعة رضي الله عنهم من أنّهم خرجوا يوم العيد إلى المصلّى فجعلوا يذكرون الله تعالى فقال بعضهم: أمَا قال الله تعالى: "يذكرون الله قياماً وقعوداً"؟ فقاموا يذكرون الله تعالى على أقدامهم. على أنّ مرادهم بذلك التّبرّك بنوع موافقة للآية في ضمن فرد من أفراد مدلولها) [ روح المعاني للعلاّمة محمود الألوسي ج4/ص 140] . ومن أدلّة القوم : (كانت الحبشة يرقصون بين يدي رسول الله ويقولون بكلام لهم: محمّد عبد صالح. فقال صلّى الله عليه وسلّم: "ماذا يقولون ؟" فقيل: إنّهم يقولون: محمّد عبد صالح. فلمّا رآهم في تلك الحالة لم ينكر عليهم وأقرّهم على ذلك. والمعلوم أنّ الأحكام الشّرعيّة تؤخذ من قوله صلّى الله عليه وسلّم وفعله وتقريره. فلمّا أقرّهم على فعلهم ولم ينكر عليهم تبيّن أنّ هذا جائز.
وفي الحديث دليل على صحّة الجمع بين الاهتزاز المباح ومدحِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنّ الاهتزاز بالذّكر لا يُسمّى رقصاً محرماً بل هو جائز لأنّه ينشّط الجسم للذّكر ويساعد على حضور القلب مع الله تعالى إذا صحّت النّيّة. فالأمور بمقاصدها، وإنّما الأعمال بالنّيّات وإنّما لكلّ امرئ ما نوى.
ولننظر إلى الإمام علي رضي الله عنه كيف يصف أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. قال أبو أراكة: (صلّيتُ مع علي صلاة الفجر ، فلمّا انفتل عن يمينه مكث كأنَّ عليه كآبة حتّى إذا كانت الشّمس على حائط المسجد قيد رمح صلّى ركعتين ثم قلب يده فقال: والله لقد رأيت أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم فما أرى اليوم شيئاً يشبههم. لقد كانوا يصبحون صفراً شعثاً غبراً بين أيديهم كأمثال رُكَب المَعْزى. قد باتوا لله سجداً وقياماً يتلون كتاب الله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم. فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما يميد الشّجر في يوم الرّيح وهملت أعينهم حتّى تَنْبَلَّ ـ والله ـ ثيابُهم) ["البداية والنّهاية في التّاريخ" للإمام الحافظ المفسّر المؤرّخ إسماعيل بن كثير القرشيّ الدمشقيّ المتوفّى 774هـ. ج8/ص6. وأخرجه أيضاً أبو نعيم في "الحلية" ج1/ص 76].
قال أبو مدين رضي الله عنه وأرضاه :
فقل للّذي ينهــى عن الوجـــد أهلــه *** إذا لم تذق معنى شراب الهوى دعـنا
إذا اهتزّت الأرواح شوقا إلى اللّـقا *** نعم ترقص الأشباح يا جاهل المعنى
إنّ في السّنّة النّبويّة التّقريريّة ممّا يتعلّق بالاهتزاز والرّقص ما ورد في صحيح البخاري في شأن قدوم جماعة من الحبشة لمبايعة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فقد ذكر أنّهم دخلوا المسجد النّبويّ وهم يرقصون ويلعبون بالحراب وكان رسول الله ينظر إليهم من شبّاك بيت السّيّدة عائشة مبتهجا بهم والسّيّدة عائشة تنظر إليهم من وراء النّبيّ حتّى أنّه صلّى الله عليه وسلّم سألها "هل اكتفيت؟.." فاستزادت من التّمتّع بمشاهدتهم لترى منزلتها عند النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ..
ومتابعة لموضوع الاهتزاز أو لنقل الرّقص والتّواجد أثناء الذّكر ، بما في ذلك الاهتزاز بالذّكر في حالة القيام المسمّاة عند الصّوفيّة بـ"العمارة" يسعدني أن أشارككم الحديث بما يلي :
لقد أجاز بعض العلماء الأفاضل منهم العلاَّمة ابن عابدين في رسالته ( شفاء العليل)حركة الرّقص والاهتزاز أثناء الذّكر حيث قال:( ولا كلام لنا مع الصُّدَّق من سادتنا الصّوفيّة المبرّئين من كلّ خصلة رديئة. فقد سئل إمام الطّائفتين سيّدنا الجنيد: إنّ أقواماً يتواجدون ويتمايلون ؟ فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون ، فإنّهم قوم قطعت الطّريق أكبادهم ومزّق النّصب فؤادهم وضاقوا ذرعاً فلا حرج عليهم إذا تنفّسوا مداواة لحالهم. ولو ذقتَ مذاقهم عذرتهم... ثمّ قال: وبمثل ما ذكره الإمام الجنيد أجاب العلاَّمة النّحرير ابن كمال باشا لمَّا استفتي عن ذلك حيث قال :
مـا في التّواجد إن حقّقتَ من حرج *** ولا التّمايل إن أخلصتَ من باس
فقمتَ تسعى على رِجْلٍ وَحُقَّ لمن *** دعاه مولاه أن يسعى على الرّاس
من هذا ، نرى أنّ ابن عابدين رحمه الله تعالى يبيح التّواجد والحركة في الذّكر. وأنّ الفتوى عنده الجواز. وأنّ النّصوص المانعة الّتي ساقها في حاشيته المشهورة في الجزء الثّالث تُحمل على ما إذا كانت في حِلَق الذّكر منكرات من آلات اللّهو والغناء والضّرب بالقضيب والاجتماع مع المرد الحسان وإنزال المعاني على أوصافهم والتّغزّل بهم وما إلى ذلك من المخالفات.
ولا شكّ أن التّواجد هو تكلّف الوجد وإظهاره من غير أن يكون له وجد حقيقة. ولا حرج فيه إذا صحّت النّيّة كما قال العلاّمة ابن عابدين في حاشيته.
وقال العلاّمة الألوسيّ في تفسيره عند قوله تعالى: "الّذينَ يذكُرونَ اللهَ قِياماً وقُعوداً وعلى جُنوبِهم" وعليه فيُحمل ما حُكي عن ابن عمر رضي الله عنهما وعروة بن الزّبيّر وجماعة رضي الله عنهم من أنّهم خرجوا يوم العيد إلى المصلّى فجعلوا يذكرون الله تعالى فقال بعضهم: أمَا قال الله تعالى: "يذكرون الله قياماً وقعوداً"؟ فقاموا يذكرون الله تعالى على أقدامهم. على أنّ مرادهم بذلك التّبرّك بنوع موافقة للآية في ضمن فرد من أفراد مدلولها) [ روح المعاني للعلاّمة محمود الألوسي ج4/ص 140] . ومن أدلّة القوم : (كانت الحبشة يرقصون بين يدي رسول الله ويقولون بكلام لهم: محمّد عبد صالح. فقال صلّى الله عليه وسلّم: "ماذا يقولون ؟" فقيل: إنّهم يقولون: محمّد عبد صالح. فلمّا رآهم في تلك الحالة لم ينكر عليهم وأقرّهم على ذلك. والمعلوم أنّ الأحكام الشّرعيّة تؤخذ من قوله صلّى الله عليه وسلّم وفعله وتقريره. فلمّا أقرّهم على فعلهم ولم ينكر عليهم تبيّن أنّ هذا جائز.
وفي الحديث دليل على صحّة الجمع بين الاهتزاز المباح ومدحِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنّ الاهتزاز بالذّكر لا يُسمّى رقصاً محرماً بل هو جائز لأنّه ينشّط الجسم للذّكر ويساعد على حضور القلب مع الله تعالى إذا صحّت النّيّة. فالأمور بمقاصدها، وإنّما الأعمال بالنّيّات وإنّما لكلّ امرئ ما نوى.
ولننظر إلى الإمام علي رضي الله عنه كيف يصف أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. قال أبو أراكة: (صلّيتُ مع علي صلاة الفجر ، فلمّا انفتل عن يمينه مكث كأنَّ عليه كآبة حتّى إذا كانت الشّمس على حائط المسجد قيد رمح صلّى ركعتين ثم قلب يده فقال: والله لقد رأيت أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم فما أرى اليوم شيئاً يشبههم. لقد كانوا يصبحون صفراً شعثاً غبراً بين أيديهم كأمثال رُكَب المَعْزى. قد باتوا لله سجداً وقياماً يتلون كتاب الله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم. فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما يميد الشّجر في يوم الرّيح وهملت أعينهم حتّى تَنْبَلَّ ـ والله ـ ثيابُهم) ["البداية والنّهاية في التّاريخ" للإمام الحافظ المفسّر المؤرّخ إسماعيل بن كثير القرشيّ الدمشقيّ المتوفّى 774هـ. ج8/ص6. وأخرجه أيضاً أبو نعيم في "الحلية" ج1/ص 76].
قال أبو مدين رضي الله عنه وأرضاه :
فقل للّذي ينهــى عن الوجـــد أهلــه *** إذا لم تذق معنى شراب الهوى دعـنا
إذا اهتزّت الأرواح شوقا إلى اللّـقا *** نعم ترقص الأشباح يا جاهل المعنى
سرّي خمّاري- عدد الرسائل : 52
العمر : 70
تاريخ التسجيل : 09/06/2009
مواضيع مماثلة
» أقوال في فضل الذكر
» قصيدة لسيدى محمد متولى الشعراوى فى شيخه سيدى محمد بلقايد
» سؤال حول اسم الصدر
» الذكر قوتي
» باب الذكر بعد الصلاة
» قصيدة لسيدى محمد متولى الشعراوى فى شيخه سيدى محمد بلقايد
» سؤال حول اسم الصدر
» الذكر قوتي
» باب الذكر بعد الصلاة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:20 من طرف أبو أويس