تحروا ليلة القدر

من مذاكرات شيخ الأمة سيدي إسماعيل الهادفي قدس الله روحه:

ـ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويشدّ على مئزره إذا دخلت ويقول:’’تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان‘‘
الطّاعة مطلوبة في كلّ زمان ومكان إلاّ أنّها تتضاعف بقدر الزمان والمكان، ورمضان من الأزمنة التي تضاعف فيها الحسنات وتمحى فيه السّيئات لأنه شهر الأمّة المحمّدية وموسم يتجلّى فيه الله بالرحمة والفضل على هذه الأمة المرحومة.
ودور المؤمن في رمضان هو الصيام وتمثيل العبودية فيه لأنه لذلك خلقه، والناس مختلفون في تمثيلهم لهذه العبودية باختلافهم في المقامات، والصّائمون فيه ثلاث:
ـ صائم عن المفطرات من شراب ومأكل ومنكح.
ـ صائم عن الغفلات بملازمة المراقبة والحضور مع الملك الحقّ.
ـ صائم عن شهود غير الذّات.
ـ الأوّل صوم العامّة وهم أهل الإيمان فبقدر ما ينحازوا إلى الطّاعة والخشية من الله ويتركوا فضول الكلام والهذر بقدر ما يكون الأجر أكثر، والمطلوب منهم المجاهدة في الذكر وفي دفع الخواطر من القلب حتى تنالهم بركة الذكر والصيام والقيام ويسري النور إلى قلوبهم ويحلو لهم الذكر.وبهذا يكونون متحرّين أيام ليلة قدرهم.
ـ الثاني صوم الخاصّة وهم أصحاب الإيقان يتحتّم عليهم أن يفزعوا إلى الملك الدّيّان ويراقبونه في القول والفعل ويجتهدون في دفع الغفلة بقدر الطاقة والاستطاعة لأنهم لذلك خلقوا فهم مطالبون بملازمة الحضور مع الملك في الذّات والصّفات والأفعال. وهكذا يكونون متحرّين ليلة قدرهم.
ـ الثالث صوم خاصة الخاصة وهم أهل مقام الإحسان مطالبون بأن يسكنوا في صفاء القدم ولا يرون السـّوى بتمامه وكماله وهنا تحرّوا قدرهم.
….
’’فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون‘‘ اللّهم اجعلنا منهم. أين هذا ممن يقصدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ’’من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه‘‘ وفي رواية بزيادة ’’ والجهل والعمل به‘‘
وقال صلى الله عليه وسلم: ’’الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها ،،
وكما يطلق القول على اللفظ المستعمل يطلق على الرّأي والإعتقاد ، فليستحضر أنه صائم ويقابل السّيئة بالحسنة حتى يكون صومه أحظى وأرضى لله عز وجل ويكون صومه جنّة كما قال صلى الله عليه وسلم أي وقاية وحماية من الوقوع في المخالفات وحجاب بين الإنسان وبين معصية الدّيّان.
اللهم وفقنا للعمل بكتابك وبسنّة من هو في جنابك صلى الله عليه وسلم آمين .

العفو فاعف عنا.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وعفوك من عقوبتك.
اللهم يا مقلِّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
اللهم يا مصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك.
اللهم إنا نسألك اليقين والعافية.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتي التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.
اللهم إنا نعوذ بك من العجز و الكسل والجبن والبخل والهرم ونعوذ بك من عذاب القبر،
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها.
اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر عليها وأرضنا وارض عنا.
اللهم أنصر أمة نبيك محمد
اللهم أغفر لإمة نبيك محمد
اللهم أجر أمة نبيك محمد
اللهم أرحم أمة نبيك محمد
اللهم أستر أمة نبيك محمد
اللهم ثبت أمة نبيك محمد
اللهم أرحمنا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض.
اللهم أسترنا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض.
اللهم إنك حيي ستير تحب الستر فأسترنا.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
اللهم صل على خير عباد الله أجمعين سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون،
وعلى آله وصحبه وأزواجه الطاهرين الطيبين،
وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
وعنا معهم بعفوك يا الله وفضلك وكرمك، آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قيل لسيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه:
يا إمام ما هي ليلة القدر؟
فقال أي ليلة تقصدون؟
قالوا الليلة التي تستجاب فيها الدعوات
فقال وفي أي ليلة لا يستجاب الدعاء؟
فقالوا يا إمام الليلة التي يغفر الله فيها
فقال وأي ليلة لا يغفر الله فِيهَا؟
فقالوا يا إمام الليلة التي تنزل فيها الملائكة
قال وفي أي ليلة لا تنزل الملائكة؟
فقال لا أعرف ما تقولون فنحن قوم ليالينا بالله كُلَّها قدر..

اللهم اجعل ليالينا كلها ليلة قدر يا رب العالمين
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عنا

#سيدي_محمد_علي_يماني