سيدي أحمد العروسي

من طرف bechir السبت 4 ديسمبر 2010 - 0:24

بسم الله الرحمان الرحيم
«تعريف بالولي الصالح الشيخ سيدي أحمد العروسي الديباجي الحسيني»
هو الشيخ أبو العباس أحمد العروسي بن مولاي عمر، المتوفى 1002 هـ ، دفين الساقية الحمراء (على بعد 30 كلم من مدينة السمارة). أصله من تونس الخضراء و قد هاجر منها بسبب الغزو المسيحي، و إستقر في بداية الأمر بمدينة مكناس المغربية، و إتجه جنوبا إلى مراكش التي غادرها في اتجاه الساقية الحمراء إبتداءا من سنة 958 هـ ، على إثر إمتحان الزوايا من طرف السلطان أبي عبد الله محمد الشيخ السعدي.
و يعد من أشهر أولياء القرن العاشر هجري. قال عنه صاحب "ممتع الأسماع في أخبار الجزولي و التباع و مالهما من الأتباع" (محمد المهدي الفاسي) : «و كان صاحب حال و شهرة في الناس، وله كلام على وزن كلام سيدي رحال المجدوب، يخبر فيه بالمغيبات و يحفظ الناس منه»
و من أبرز شيوخه: الشيخ أحمد بن يوسف الملياني (المتوفى سنة 930هـ) و الشيخ سيدي رحال الكوش (المتوفي سنة 950هـ).
أسس زاوية بالساقية الحمراء ذاع صيتها، و شُدًت إليها الرِحَال و كمثال على ذلك أنظر ما أورده الفقيه يوسف بن عابد الإدريسي الحسني الفاسي (984هـ/ 1036هـ) في كتابه "ملتقط الرحلة من المغرب إلى حضرموت.
و قد أورد له العلامة الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني المتوفي 1350هـ مجموعة من القصائد في الأمداح النبوية قائلا : "وقد نقلت جميع ما له في هذه المجموعة –يقصد المجموعة النبهانية في المدائح النبوية- و في كتابي سعادة الدارين من كتابه وسيلة المتوسلين".

قصيدة "سلـوا هل سـلا صب لبعـد حبيبـه " من نظم الشيخ سيدي احمد العروسي

سلـوا هل سـلا صب لبعـد حبيبـه *** وهـل خفف التـذكار فرط وجيبـه
وكيف إلـى السلون يظمـع من لـه *** فــؤاد لـه ذوب بحــر لهيبــه
لـه قلـب مشغوف تملكـه الهـوى *** وأعضـل مـا يلقـاه طـب طبيبـه
تجـرع كــأس الصبـر مذاقهــا *** ومـا هي إلا في الهوى من نصيبـه
فيـا أهـل ودي عطفــة و تكرمـا *** لخلـف أسى دامـي الفـؤاد كئيبـه
ومنـوا ولو بالطيف في سنة الكـرى *** عليـه وداووا قلبـه مـن كروبـه
ومـا ضركـم أن ترحمـوه بقربكـم *** وهل عجب في الحب إن ترفقوا بـه
وكــم عاذل أضحـى يرق لحالـه *** وكـم شامت قد شفـه من خطوبـه
وكــم قائـل لمــا رآه مولهــا *** يميـل برنـات الصبـا وهبوبــه
لئن ضقت ذرعا فاجفل العيس قاصـدا *** إلى المصطفى عالي الجناب رحيبـه
وقـف خاضـعا في بابـه متـذلـلا *** ليشفـى محب معـرم مـن حبيبـه
ونـاد وقـل يا أكـرم الخلق مذنـب *** إليك أتـى مستشفعـا مـن ذنوبـه
وأم إلـى البـاب الكريـم مروعــا *** يـرجي اغتفارا عند نشر عيوبـه
ألسـت حبيـب الله خاتـم رسلــه *** ومن خص من فضل الرضى بعجيبه
ألست الـذي أرسلـت للناس رحمـة *** لهـم منذرا مـن كل ما هزئوا بـه
ألست الـذي قـد كلمتـه جنــادل *** وخاطبـه ضب الفـلا مثـل ذيبـه
ألست الـذي قـد شق بدر السما لـه *** ووافـاه قرص الشمس بعد غروبـه
ألست الـذي قـد رد عيـن قتــادة *** بريـق فعـاد النـور بعد مغيبــه
ألست الـذي فـي كفـه سبح الحصى *** وأروى ألوف الجيـش ماء سكيبـه
ألست الـذي قـد حن جـذع لفقـده *** وأبـدى أنينـا معلنـا بنحيبـــه
ألست الـذي قـد جاء يشكـو لجاهه *** بعيـر لمـا قـد ناله من كروبــه
ألست الـذي جـاء الكتـاب بفضلـه *** وأمتـه فازوا بـه واهتـدوا بــه
ومـاذا عسـى أثنـي ولو كنت آتيا *** بجملـه أنـواع الثنـا وضروبــه
ولو أن لـي البحـر المحيـط وماءه *** مـداد وكـل الخلـق قد كتبـوا به
لمـا جئت بالمعشار من عشر ما بـه *** خصصـت بمعهـود العـلا وغريبه
أيا سيـدي يا عمـدتي يا ذخيـرتـي *** ويا سنـد الراجـي لستـر عيوبـه
ويـا سندي يوم الحسـاب وعدتـي *** ومهمـا اعترتنـي شدة ملجئي به
خويدمك العاصي العروسي راغــب *** شفاعتـك العظمى لكشـف كروبه
وقـد جـاء والآمـال فيـك قويـة *** لتنقـذه مـن مـوبقـات ذنوبـه
وماغير هذا المـدح لي من وسيلـة *** إليـك وإنـي رفعتي شرفي بــه
فـلا تخزني ياخير من وطئ الثـرى *** وحقق لعبـد ظنـه في حبيبــه
لتغفـر أوزاري وتمـحي جرائمـي *** ويصبـح قلبـي آمنـا من وجيبه
عليك صلاة الله مـاهبـت الصبــا *** وما اسود فرق الأفق بعد مشيبـه
وآلـك والأصحـاب ما نـاح طائـر *** وما نـم زهر في الرياض بطيبـه