مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا

» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب

» هدية اليوم
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس

» حكمة شاذلية
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس

» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس

» لم طال زمن المعركة هذه المرة
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالسبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس

» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس

» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
محاسن التعريف في علوم التصريف  Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية


محاسن التعريف في علوم التصريف

+3
أبو أويس
محبة أهل الله
علي
7 مشترك

اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 - 0:42


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين


(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ )


بعد أن رضي المسكين القلب , وهدأ كما قيل في الذكر أسوة عن موسى الغضب , إذ أنّ القلب ليس ملكا لصاحبه لأنّه بين اصبعين من أصابع الرحمان , فأين تصرّفك فيه يا ولهان , بل قل ( يا مثبّت القلوب ثبّت قلبي على دينك , ولا تعذّب فؤادي بحرمانه من برد يقينك ) فإنّ أفراح القوم لا تنتهي ومزايا الطريق لا تنتفي , فما أن أشرقت قلوبنا بالمحبّة الصافية , حتّى هطلت كعادتها الأمطار الوافية , فقلت من أين أبدأ فقال قلبي : ببداية الوجود الخاص , مفتاح كلّ اختصاص , فقلت من حيث بداية نشأة آدم في الظهور ؟ قال : هذا بداية الإختصاص فليس لك منه مناص , فقلت وما علوم تلك الحضرة ؟ قال : مجالها تعريف التصريف ليظهرمراتب التفضيل والتشريف , فقلت : فما علاقته بالعبودية أليست هي الأصل في التشريف الأصيل , والسبح الطويل ؟ فقال : نعم ذلك الأصل الذاتي , فلا يكون من غير تعريف الفقه الصفاتي , فقلت سأستشير ثمّ أستخير

فماذا تقترحون يا أحبّة فهل نتناول هذا الموضوع بالكتابة فيه حتّى يزداد التشويق إذ أنّه من مذاكرات التحقيق وقد سمّيت موضوعي هذا : ( محاسن التعريف في علوم التصريف ) أو ( تعريف العبودية في مراتب الخصوصية ) فأيّهما تقترحون ....
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف محبة أهل الله الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 - 4:14

السلام عليكم و رحمة الله مولاي علي الصّفيّ حفظكم الله و رضي عنكم
نسأل الله تعالى أن لا يحرمنا من إمداداتكم علينا بسبب تقصير أو سوء أدب صَدَرَ للحظة منّا
ونسأله سبحانه أن يوفّقنا لاستقبال ما ستجودون علينا به بقلب صافٍ حتى يعود علينا بالنّفع ، فما إن اشرتم إلينا بتلك الآية الكريمة المباركة إلا و قد شَعُرنا بدعوتكم لنا لإصطحابكم إلى جنان المعارف و الاذواق حيث حقائق التكريم الإلاهي لآدم و ما يحويه من أسرار في حقيقة عبوديتنا لله
فإخوتكم مشتاقون لتتبّعكم في تعريفكم للعبودية في مراتب الخصوصية أو في محاسن التعريف في علوم التصريف فإنّه لا يصدر عنكم إلا كل مليح
أسعدكم الله كما تسعدوننا بحضوركم المبارك و شَمِلَكم و اخوتكم و محبّيكم بألطافه الخفية و عنايته الإلاهية
و صلّ اللهم على حبيبك و نبيّك مولانا رسول الله و على آله و صحبه و سلّم تسليما
محبة أهل الله
محبة أهل الله

انثى عدد الرسائل : 81
العمر : 51
المزاج : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
تاريخ التسجيل : 18/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف أبو أويس الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 - 7:27


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الوفي سيدي علي وماذا عسانا أن نقترح والواحد منهما أجمل وأكمل من الآخر، فدس البساط واغرف من ذاك السماط فقد شوّقت أهل البلاط بما عهدناه منكم في هذا الرباط...
فجوده على أهل التجريد والافاضة على قلوبهم بماء الوداد لا ينتفي وليس له حد.
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف منصور الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 - 8:03


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل ما تجود به على إخوتك هو من المحاسن
جزى الله من جاد علينا بسرّه ... فالجود فذاك الجود من جاد بالسّر
منصور
منصور
مساعد مشرف عام

ذكر عدد الرسائل : 189
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 02/12/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 - 22:33


إذن يا سادة يا كرام هيّا نزداد محبّة لبعضنا البعض فكلّما كثرت محبّتنا انجمعت أرواحنا فجمعنا الله عليه سبحانه فما أبهى هذه المجالس وما أحسنها وما أرقاها وأطيبها فهي بكم ومنكم وإليكم وأنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم وأنتم ساداتي بكم أفتخر وعنكم أحكي فهل لي أحد غيركم وأنا أعيش من أجلكم بل لا أبتغي بكم بديلا أنا رضيت بكم فهل رضيتم بي ؟
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 - 22:40


بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على النبيّ الأكرم وآله وصحبه

قال تعالى في حقّ الخصوصية : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )

وقال تعالى بخصوص العبودية : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والإنس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )

ففي الخصوصية تفرّدت الآدمية بقطبانيتها فأعطاها الله تعالى لآدم وبنيه فضلا منه وتكرّما ورحمة منه وعلما وعدلا منه وحكمة , فكانت للخصوصية على عمومها حقيقتان :

الأولى : حقيقة الفضل لذا اعترض إبليس على هذا الفضل في قوله : ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ )

الثانية : حقيقة العدل لذا تساءلت الملائكة في هذا الجانب في قولها : ( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء )

فكان نظر إبليس إلى الاعتراض على الفضل ونظر الملائكة إلى السؤال عن العدل , فمن اعترض على الفضل نازع كرم الحضرة الإلهية فطرد من الرحمة المددية , ومن عوتب في السؤال عن إقامة العدل حجب عن معرفة دقائق الفضل إلاّ أنّه لا يطرد من الرحمة بل يبتلى فيكون جندا فيها كالملائكة لأنّ محلّ نظرهم قيام ذلك العدل فكانوا حماته في مختلف مراتبه ومختلف عوالمه وما يعلم جنود ربّك إلاّ هو

هنا في هذا المشهد العظيم نصب كرسيّ القطبانية مع جميع شؤونها الظاهرة والباطنة لآدم عليه السلام ذلك المقام الذي يذكره الأولياء في مختلف الأزمنة وسنفصّله إن شاء الله تفصيلا فكان لا بدّ من وجود هذا القطب ما دام الإنسان في الأرض وما دامت عداوة إبليس موجودة وخدمة الملائكة جنودا مشهودة , فكان هذا الآدمي كالسلطان الخليفة الأعظم والسرّ المطلسم الذي غاب إدراك حقائقه عن الجميع فلا يعرف مقامه غير من تولاّه وهو الله تعالى ربّه وخالقه , ففي هذا المشهد من السجود والإعتراف بالتقدّم والإمامة في الوجود حمل هذا القطب سرّ علوم الأسماء التي سيخرج بها في وصف الخلافة في العوالم فكانت له حقيقتان : حقيقة أسمائية وهي الحكم بالعدل مجال المعاملة التي هي مناط الأعمال ظاهرها وباطنها لذا تعيّن ارسال الرسل وانزال الكتب , وحقيقة أخرى صفاتية وهي مقام الوصلة في مختلف مراتبه كالمحبّة والخلّة والكلام والنجوى والروح ..إلخ فتوعّد الله تعالى إبليس الذي أراد أن يقطع الطريق في مراحله الثلاث :

المرحلة الأولى : قطع الطريق إلى الوصلة بالذات مجال الفضل قال تعالى (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ )

المرحلة الثانية : قطع الطريق إلى الوصلة الإتّصاف بالصفات مجال الرحمة قال تعالى (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَل )

المرحلة الثالثة : قطع الطريق إلى الوصلة بالأسماء مجال العدل قال تعالى (وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ )

لذا قال تعالى في جمع المقامات والتنبيه على المرامات (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) فتمّت لهم اللعنة هنا وسوء الدار ظاهرا وباطنا

هذا مدخل ...

يتبع ...


علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي الأربعاء 29 ديسمبر 2010 - 23:01



قوله تعالى في الآية الكريمة : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )


فيه إشارة أنّ الله تعالى أراد أن يطلع ملائكته على غيب لم يدخل بعد عالم التكوين , وفيه أنّ هذا قد يحصل لكلّ من كان على وصف الملائكة من التنوير الكامل وبه قال بن عطاء الله السكندري رضي الله عنه لمّا ذكر أنّ الله تعالى قد يطلع العارف على غيب لم يدخل بعد عالم التكوين فيكون هذا الإخبار في حقيقته متعلّقا بحقائق القطب الذي مناط خلافته عالم الأكوان فتعلّق ذلك الإخبار بالغيب بعالم الأكوان أو تقول تعلّق بذلك القطب فإنّ أشرف الإخبار بمثل ذلك الغيب ما كان يدلّ على القطب وحقيقته , وفي هذا علوم كثيرة منها أنّ هذا الإخبار يكون في مستوى التنوير الذاتي وفي مستوى تحقيق الأمر الكائن وفي مستوى علاقة هذا الإخبار بما عليه ذلك العالم النوري من علوم فهو أعظم إبتلاء لأهل النور في علومهم وتمحيصا لها فإنّ العلم مهما كان صنفه ممّا رزقك الله إيّاه ووهبه لك لا بدّ فيه من أمرين : الأمر الأوّل أن تبتلى فيه ليمحّصه لك فيثبت لك نقصك فيه وجهلك به فتعترف بالجهل ضرورة كحال لازم مع الأدب الكامل في وصف هذا الجهل بأن لا تنسى فضل الله عليك فيه فتكون بين أدبين : الأوّل إستشعار تلك النعمة العلمية التي وهبكها الله تعالى والأمر الثاني إستشعار وصف جهلك في ذلك العلم فيكون لديك العلم وتكون جاهلا بحقيقته على إطلاقه فتشكر من حيث أنّك رزقت العلم ثمّ تتأدّب من حيث أنّ من رزقك إيّاه أعلم به منك فيه فيكون أدبك متحقّقا وجهلك ظاهرا متمكّنا فمهما استزدت من العلم كثر جهلك به فاعترفت بالعجز وهذا مطلوبه منك لأنّه يدخلك في حقيقة العبودية لله تعالى لذا قلنا بأنّ العلم للخصوصية والتبرأ فيه من العبودية فلو لا العلم لما عرفت عبودية ولما ظهرت خصوصية لذا أردت أن أسمّي موضوعي ( تعريف العبودية في مراتب الخصوصية ) فهذا مجالها فإنّ الله لا يعبد بالجهل لذا رزقك العلم وهي خصوصية فكانت الخصوصية مطلوبة لغيرها التي هي العبودية فإنّ العلم هو الإمتحان العسير لتحقيق العبودية فما دامت العبودية لا نهاية لها كذلك صاحبها العلم فإنّه لا نهاية له ( وقل ربّ زدني علما ) أي لتزداد عبودية , فهنا لمّا أخبر سبحانه الملائكة بهذا الغيب امتحن عبوديتها ولكنّها أظهرت خصوصيتها فإنّ حقيقة العبودية ما أخفت معها كلّ خصوصية إلاّ في محلّ ظهور الخصوصية في مشهد العبودية ( ولا فخر ) كما ورد في الحديث وكيف يكون الفخر وهو قائم في حقائق العبودية التي أوصافها ( نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا ) وسنأتي على ذكر كلّ ذلك إن شاء الله تعالى بما لم تره قطّ مرسوما في كتاب وكلّ ذلك من فتح العليم الوهّاب فسبحان من رزق عباده العلوم ليطلعهم على جهلهم بها وفيها فتفرّد بالعلم سبحانه العليم لأنّ مذهب القوم أنّه لا عليم سوى الله تعالى ولا يعلم الغيب إلاّ الله تعالى فمهما رزقك الله ووهبك وأطلعك على غيوب وعلوم ومعارف فأنت في الحقيقة جاهل بها وفيها فكيف تدّعيها لذا عوتب موسى ونبّه سيّد الرسل عليه الصلاة والسلام بقوله ( وقل ربّ زدني علما ) وعوتب نوح وظنّ داود وحارت الملائكة والإنس والجنّ هذا لتعلم ما معنى العليم سبحانه , فليس الإخبار بالغيوب من قبل الإلهام أو الكلام أو المنام أو غيرها في حدّ ذاته منقبة بل المنقبة هي معرفة تصرّفك في ذلك الإخبار بانتفاء الدعوى فيه وأدبا معه , ثمّ إنّ مجال ذكر القطبانية متعلّقها هذا العلم فهي لتمييز الحضرات العلمية بعضها عن بعض لعدم تناهيه فكيف تدّعي العلم والعلم غير متناهي لذا كان السير في معرفة الله لا ينتهي فإنّه لا نهاية للكمالات وقد نبّه أستاذنا على هذه النقطة بقوله كما في مرآة الذاكرين ( إنّ كمال العارف بداية الكمال والوصول إلى نهاية نوالكم درجة لا تنال ) فيكون العارف على حالة من الوجل والترقّب والخشية والأدب الكامل متى ورد هذا الإخبار بمثل تلك الأمور قال تعالى : ( إنّما يخشى الله من عباده العلماء ) أي في ذات العلم

الأمر الثاني : إنّما يطلعك على ذلك إمّا لتكون جندا في ذلك الإخبار أو تكون معاندا له ومحاربا لذا ورد في التنبيه على وصف هذه العلوم ( من آذى لي وليّا فقد آذنته بحرب ) ثمّ إنّ طبيعة الحرب هذه يدلّ عليها إسمها من حيث المكر والإستدراج وختم القلوب وعدم الشعور وقد ورد في الحديث الحرب خدعة (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) رغم أنّه لا يوجد صفة لله إسمها الخديعة وإنّما في تعبيره بلفظة ( الحرب ) فيها ما فيها فهذه الحرب من جنس ما في الولاية من علوم لذا طرد إبليس وأبعد ولعن وأبلس من غير رجوع فلا رجوع له إلى الله تعالى أبدا وأعني بالرجوع رجوع خشية في علوم القطبانية التي حقيقتها عبودية لذا كان أوّل من أسّس القول بالوجود الذاتي فأراد أن يجعل العلم عين المعلوم مع أنّ العلم صفة وليس بذات فليس الأمر كما قاله المعتزلة من أهل الإسلام فقد أعوزهم التحقيق عن اللحوق بسادات أهل الطريق
وإنّما كلامنا الآن في طور الأمر النازل عن الأمر الذي كتبنا هذا الموضوع من أجله فمرادنا ذكر أدب القطب وعلومه في تلك الخصوصية مجال التصريف بما تراه من تحقيق كامل في مراتب العبودية التي لا تكون كاملة تامّة إلاّ في وصف الخلافة التي سنأتي عليها بعد حين إن شاء الله تعالى فينمحي إن شاء الله تعالى الشرك الذي وقع فيه بنو الإنسان والجان
ثمّ ليس المراد بالإخبار بمثل ذلك الغيب الذي لم يدخل بعد عالم التكوين فيجري عليه حكم الزمان والمكان لذاته وإنّما كما قلنا ليتميّز الخبيث من الطيّب ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ )
ثمّ أنّ الإخبار قد لا يعرف العارف له وجها وقد يظنّ أنّ له وجها فإنّ ذلك الإخبار متى كان له وجه فحتما تعلّقه بغيب الأفعال أمّا غيب الصفات فهيهات هيهات أن يعلمه العارف إلاّ القطب الفرد الغوث الجامع فهو آدم زمانه فعليه أن يتأدّب حتّى تظهر حقائقه فهما لذا نبّههم على هذا النوع الثاني من الغيب ففهموا على أنّه غيب الأفعال فاحتجّوا رغم أنّ الإشارة راجعة إلى قوله ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) صفة الصفات فنظرت الملائكة إلى الأفعال من الإفساد أمّا إبليس فنظر إلى المادّة الكونية من حيث الإنفعالات فما أبعد هذا وذاك

يتبع ...

ملاحظة : ساداتنا أرجو منكم متى رأيتموني أخلط أن تنبّهوني وجزاكم الله خيرا
والسلام


علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي الخميس 30 ديسمبر 2010 - 17:20



مشهد الملائكة الكرام عليهم السلام لمّا صدر منهم التساؤل العجيب أن كيف يكون صاحب الخلافة من يفسد في الأرض ويسفك الدماء فما علموا وجها لذلك بعد أن باسطهم الله تعالى في إخبارهم بذلك الغيب ففتح لهم مجال الكلام لما علموه عليهم السلام من المطلب منهم في الحديث والكلام لذا تحتّم عليهم القول فتكلّموا صدقا بما علموه من علوم في هذا الخليفة فقالوا ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) فتأدّبوا أدبين : الأدب الأوّل : أنّهم نسبوا ( الجعل ) لله تعالى لأنّه قال لهم ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) فوقفوا حيث أوقفهم لفظا ومعنى شريعة وحقيقة وفي هذا مبحث الألفاظ التوقيفية وهو علم جليل له أسراره وأنواره وفيه أيضا علم اللغة ودلالاتها من حيث برزخ الروح في فهمها أصل الفطرة , والأدب الثاني : أنّهم نسبوا الإفساد للخليفة وكذلك نسبوا سفك الدماء , لأنّ الله تعالى لا يفسد ولا يحبّ المفسدين وكذلك لا يحبّ سفك الدماء فجمع هذا وذاك في معرض الكلام عن بني إسرائيل ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً ) لأنّ ماهية الإفساد وسفك الدماء حال إبليسي شيطاني فمن فعل هذا الفعل فحاله كحال إبليس لذا كان بنو إسرائيل زعماء في هذا والآن ينتظرون المسيخ الدجّال ملك دولتهم لأنّ حال أغلبهم الإفساد وسفك الدماء وهذا ما تراه في صنع أسلحة الدمار الشامل وغيرها من أنواع الآلات لسفك الدماء والإفساد في الأرض فإنّ سلاح إبليس لعنه الله تعالى العنف والقتل والإرهاب والتخويف ...إلخ فلا تشهد أمنا ولا أمانا إلاّ في دولة المؤمنين مهما كانت أجناسهم وأعراقهم وبلدانهم , وإنّما لم تنسب الملائكة الإفساد لإبليس لعلمها بمناط الخطاب وأنّ الحاكم في أرض الخلافة هو هذا الخليفة بأمر الله فلا يعقل أن تنسب الإفساد لإبليس من غير اتّباع هذا الإنسان له لما تعطيه انفعالات تركيبته العنصرية الظلمانية
ثمّ أنّ الملائكة الكرام عليهم السلام تعجّبت في هذا وذلك لأنّ ما أعطاها له كشفها من هذا الإفساد وسفك الدماء هو نقيض الكمال لعلمها بما عليه الله تعالى من صفات الكمال الذي لا يتناهى فتساءلت أن كيف يكون هذا الخليفة ناقصا وذلك بالإفساد وسفك الدماء والحال يستوجب أن يكون كاملا لذا دافعت عن مرتبة الكمال بما أعطاه له علمها بدليل كشفها فعرضت نفسها لتلك المرتبة فزكّت توحيدها لله تعالى وعبوديتها وما زكّت خصوصيتها لذا خالفت حال إبليس وباينت أحواله جملة , وإنّما أخبرها الله تعالى بهذا لما يتطلّبه هذا الإخبار من تمييز المراتب فإنّ الخليفة لا بدّ أن يعلم الكلّ به وإلاّ ما صحّت خلافته ثمّ ليعلمهم عن حقائقهم فيعرفونها بجانب حقيقة هذا الخليفة لذا سلّمت في الأخير بما ناله هذا الخليفة من خلافة في علوم الأسماء التي هي لبّ العلوم الكونية أو تقول كلّ ما سوى الله تعالى , لأنّ العبودية هي للفناء فأمرها أصلي معروف , أمّا الخصوصية فلا بدّ لها من ظهور وهو المعبّر عنه عند العارفين بمقام البقاء وهو البقاء بالله تعالى , فالمشهد القدسي العلمي الذي صار إنّما صار لاثبات هذا العالم البقائي الذي لا يكون بدون وجود خلافة , فتحتّم وجود الخلافة لأظهار التعريفات في المراتب حتّى يقع عليها الإدراك , ففي هذا فقه الصفات الإلهية فالمشهد العلمي كان في معرفة خروج الصفات التي لا تدلّ إلاعلى الذّات متحلّية بالأسماء الدالّة عليها وفي هذه النقطة تجتمع حضرة العلوم كلّها أعني نقطة الخليفة فهو الإمام الجامع الفرد فوجب أن يكون جامعا وأن يكون فردا وأن يكون إماما وإلاّ ما صحّت خلافته , ثمّ إنّ هذا الإخبار بالغيب الذي لم يدخل بعد عالم التكوين لا مناص من وجوده فقد صحّ وجوده بمجرّد الإخبار فكأنّه كان ( ما يبدّل القول لديّ ) فمن فهم هذا عن الله تعالى فهم وجه تساؤل الملائكة فهي حكمت بأنّه سيوجد لا محالة بل ذهبت بعيدا في كشفها فأخبرت بافساد هذا الخليفة وسفكه للدماء فكان سؤالها ليس إعتراضا فحاشاهم من ذلك بل هو تساؤل منهم في قالب طلب علم لذا ما أسكتهم أو طردهم بل قال لهم ( إنّي أعلم ما لا تعلمون ) فأثبت علمهم سبحانه الذي رزقهم فتأدّبوا فيه فمدحهم بالعلم ثمّ سقاهم شراب الزيادة بما سيكون من انبائهم بالأسماء على لسان آدم وهكذا هم أهل الأدب في كلّ زمن ومرتبة وحال يسقون على قدر آدابهم فكم من محجوب وهو يظنّ أنّه يشرب كلّ يوم , فإنّ في أدب الملائكة هنا من الدقائق ما لا يحيط به إلاّ الله تعالى , أمّا أدب الخليفة فهو أكبر وأعظم فسبحان من علّم عباده ( الرحمان علّم القرآن ) فليس هناك علم غير علم القرآن فمن زاغ عنه فهو مطرود أحبّ أم كره , لذا قيل بأنّ الصوفي الحقيقي هو ( الذي يتأدّب بأخلاق القرآن ) أعني في عالم البقاء فالقرآن للبقاء وهو الإمام وهذا مبحث جامع إمامه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقد كان خلقه القرآن فرسول الله عليه الصلاة والسلام سيّد الأنبياء والمرسلين فهو النبيّ الجامع لذا كان قرآنا يمشي على رجليه , وإنّما غرضنا تفصيل هذا المقام حاشا أن نحيط برسول الله عليه الصلاة والسلام وإنّما نفصّله في مستوى الجمع عليه فإنّ آية الأمّة الإسلامية ومعجزتها هي هذا القرآن في كلّ مكان وزمان فإن كان الأنبياء لهم معجزات ذهبت بذهابهم فإنّ نبيّنا عليه الصلاة والسلام ترك معجزته لكلّ أمّته فكلّ واحد منّا له معجزة القرآن التي هي المعجزة العلمية من حيث وجود هذا الخليفة فهي المعجزة الجامعة مناط القطب الفرد الغوث الجامع وأعني بالجامع أي في الظاهر والباطن
ثمّ أنّ الملائكة من حسن أدبها مع الله تعالى في معرض كشفها أنّها لم تعيّن هذا الذي سيفسد في الأرض وسيسفك الدماء بل ذكرته بصيغة الإجمال لأنّ آدم ما أفسد في الأرض وما سفك دما وإنّما بنوه هم الذين فعلوا ذلك , فأعلمتنا الملائكة هنا علوما كثيرة عليهم السلام منها : أنّها أعلمتنا بأنّ الخلافة غير متوقّفة على آدم بل سارية أيضا في بنيه وهي أكبر بشرى لبني البشر لتعلمهم بحقائقهم وأنّهم مختارون عند الله تعالى ومفضّلون تفضيلا , وأنّها فقط نظرت إلى الجانب الذي يفسد فينا الكمال كي نصلحه فنبّهتنا في معرض الحديث عن علمها في كشفها والبحث هنا يطول

يتبع ...



علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي الخميس 30 ديسمبر 2010 - 22:47




كان إخبار الله تعالى ملائكته بشأن هذا الخليفة عليه مدار ما حصل بعده من حصول السجود منهم وإبايته من طرف إبليس فكان هذا الإخبار أصل إبتلاء الأكوان فلولا الإخبار لما عرفت المنازل ولا رُتِّبت المراتب لتعلم تعلّق علم الله تعالى بترتيب المراتب ليظهر بديع جمال العلم في حقائق هذا الخليفة وما يناط به من تصريف في مقام الخلافة , وسنذكر إن شاء الله تعالى تفصيل هذا المقام في الخلافة متى فرغنا من مقدّماته وإنّما غرضنا تحديدا ذكر حقائق العبودية في هذا المقام وبذلك يفهم معنى قولهم ( أظهر الربوبية في مظاهر العبودية ) فنشرحه إن شاء الله تعالى بما يليق بعبودية الله تعالى وأنّ الربّ حقّ لا يكلّف كما ذكر الشيخ الأكبر ذلك وأنّ العبد ميّت فهو المكلَّف بفتح اللام فلا معبود بحقّ إلاّ الله تعالى فكلّ من سواه عبد له , فإنّ مدار العلوم على التجلّي فمن قال به أثبت عالم البقاء ومن نسيه عصى كما نسي آدم من قبل فعصى فنزل إلى أرض العبودية قهرا ثمّ تاب الله عليه واجتبى فللأرض التوبة وللسماء الإجتباء لذا نصّب آدم خليفة في الملأ الأعلى أمّا عبوديته فكانت في عالم الأرض وهي الخلافة الحقيقية لتعلم دقائق تلك الخلافة وأنّها ما وضعت وجُعلت إلاّ لتحقيق مقام العبودية بكماله وتمامه لذا تعلّقت التوبة التي هي باب الدخول إلى حضرة الله تعالى بعالم الأرض ما دام كوكبها سائرا في أتّجاهه يوم خلق الله تعالى السماوات والأرض قبل انعكاس دورانها فيختلّ الزمان الذي أخبر به عليه الصلاة والسلام لمّا أعاد الأشهر أو الشهر الحرام إلى دورته الحقيقية , ثمّ نذكر إن شاء الله تعالى ابتلاء هذا الخليفة فما أعظمه من ابتلاء لعظمة الإجتباء ثمّ نفصّل بحول الله مراتب قول الملائكة بخصوص ذكرها الإفساد وأنّها لا تريد بذلك الأنبياء عليهم السلام ولكن تريد غيرهم الذين هم الأولياء فكان قولها هذا عجبا في الولاية ثمّ في مراتب دنيا قد تريد ذرّية آدم جميعا مع تفصيل جميع مراتب ذلك , لأنّ مقام الولاية هو الأصل حتّى عند الأنبياء لذا وردت العبودية في الذكر من غير ذكر خصوصيات المراتب في قوله تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) فذكّرهم بالأصل الذي قال فيه ترجمان القرآن أنّها المعرفة التي هي في حقيقتها ذكر الولاية فكان من أسمائه تعالى الوليّ وما كان في أسمائه تعالى النبيّ وكان من أسمائه تعالى المؤمن وما كان من أسمائه تعالى الكافر هذا لتعلم قدر ما علّمك الله تعالى فتفصّل المراتب لأنّه يقول ( وكلّ شيء فصّلناه تفصيلا ) وقوله ( ما فرّطنا في الكتاب من شيء ) فلا نقول بشفوف مراتب الأولياء على مراتب الأنبياء ولكن نقول شفوف مراتب ولاية الأنبياء على ولاية غيرهم من الأولياء لأنّ هذا هو الأصل في التوحيد فإنّ الذي يجمعنا بالأنبياء هي مراتب ولايتهم وإنّما قال في الحديث ( العلماء ورثة الأنبياء ) لأنّ لفظة العلم تستوجب النبوّة فلا يكون ميراثا علميّا إلاّ بوجود النبوّة التي هي الميزان العلمي الخصوصي , بخلاف المعرفة فميزانها ميزان ولاية ومن هنا ترى ما تراه من قول كبار السادة ( خضنا بحرا وقفت الأنبياء بساحله ) فهو للولاية وليس للنبوّة فحاشا النبوّة أن يقترب من حقيقتها إلاّ نبيّ أمّا الولاية فهي للمعرفة التي كلّها أهوال فخاضها الأنبياء في وصف نبوّتهم فكانوا معصومين أمّا غيرهم فليس لهم تلك العصمة فخافوا ووجلوا لأنّ مقام الولاية مقام عظيم كلّه وجل فهو مقام شطح غالبا ما يكون هكذا وأعني بالشطح كفي قوله تعالى ( لو اطّلعت عليهم لولّيت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا ) فلولا شطحهم وأعني بالشطح في هذا المقام حالهم الذي لا يتكلّفونه فهو مظهرهم لأنّهم جنود الصفات كما كان الأنبياء جنود الذات لما صدر منهم هذا التخويف رغم أنّهم لو اطّلعوا على كهف رسول الله صلى الله عليه وسلّم لاحترقوا وليس فقط يخافوا فكيف لو اطّلعوا عليه وكذلك قول موسى للخضر عليهما السلام ( ولا ترهقني من أمري عسرا ) فنسب فعل الإرهاق إلى الخضر وأنّ الأولياء الذين هم على مشرب موسى يحصل لهم الإرهاق متى اجتمعوا بمن كان على مشرب الخضر وهذا من العلوم التي تعطي فهم أحوال الصحابة رضوان الله عليهم وما حصل بينهم فإنّ السلامة مع وجود الأنبياء أمّا الأولياء فلا جزم دائما بالسلامة معهم فكم من وليّ أهلك وليّا وكم من وليّ أهلك أتباعه

فكان أثر هذا الإخبار ما حكاه الله تعالى في قرآنه وما تراه من بعث الرسل والأنبياء ووجود الأولياء و ما في أخبار أهل الجنّة وأهل النار ويوم القيامة ...إلخ وسنفصّل إن شاء الله تعالى قول إبليس لعنه الله تعالى ( فانظرني إلى يوم يبعثون ) كيف أوقف البعث علينا لتعلم جلالة قدرنا فنسي نفسه لعنه الله ويا ليته نسيها حينما طلب منه السجود وذلك لأنّه فني في طلب مقام الخلافة فلا متّسع فيه لغيره ولو على حساب عبوديته وأعني ولو على حساب وجود ربّه وخالقه لذا أدّعى الألوهية في الأرض في صور ومظاهر منها فرعون والدجال والنمرود وهذا ما أراد أن يلبسه لأتباع الأنبياء كأتباع عيسى وعزيز وكذلك أتباع علي بن أبي طالب وأتباع المشائخ العارفين رغم أنّه يبعث أيضا مع ذرّيته في نفس اليوم معنا ثمّ نذكر مناط استجابة الله تعالى لسؤال إبليس لتعلم أنّه لا مجاز في الحقائق وإنّما المجاز يقع في عالم المثال والصور لا في العلم الذي لا يتبدّل ولا يتغيّر فمن نظر إلى السابقة كان مشربه العبودية والتسليم ومن نظر إلى اللاحقة مثل الملائكة التي تساءلت عن هذا الإفساد وسفك الدماء كان مشربها فهم التخصيص ولا يكون السؤال إلاّ بالصفاء والأدب واستيفاء شروط المقامات وكمال الأحوال فتكون العلوم مستزادة لذا استزادت الملائكة في علومها وتقدّمت في عبوديتها فسجدت لآدم فعرفت معنى إلهي جديد في تجلّي جديد جامع ...والمعاني هنا تطول كثيرا

هذا لأعلمك بجلالة المقام يا إنسان وأنّك العالم الأصغر وفيك انطوى العالم الأكبر وأنّك العبد الإلهي الذي تشرئبّ إليه الأعناق فمن ملك نفسه ملّكه الله تعالى الوجود أمّا من غلبته نفسه فسيكون مثل إبليس حاله يتيه في الكون مع طول العمر كما تاه بنو إسرائيل من قبل ...

يتبع ....



علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي الأحد 2 يناير 2011 - 7:10



فقوله تعالى للملائكة ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) فيه التنبيه على ذكر أصل الخصوصية وأنّها لو لا هذا الإنسان ما صحّ لها قيام ولما وقع عليها إدراك الكمال , فعلمنا بعد ذلك أنّ تلك الخصوصية لها ارتباط وثيق بأمر لا بدّ منه ليصحّ لها ذلك الكمال وهو أمر العبودية لذا تفطّنت الملائكة إلى هذه اللطيفة للطافتهم فقالوا ( ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك ) فأشارت إلى أعلى أوصاف عبوديتها وهو التسبيح والتقديس وفي هذا المقام من التحقيق ورد ( سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح ) وإنّما ذكرت منتهى وصف عبوديتها في مقابلة ذكرها لذنوب هذا الخليفة ومعاصيه مع أنّ المقام يعطي في العموم ذكر صلاحها وطاعتها في مقام الأفعال لأنّه يقابل الإفساد وسفك الدماء في مقام الأفعال وإنّما جنحت إلى ذكر وصف منتهى عبوديتها لما يستوجبه مقام الخلافة الذي لا يمكنه أن يكون إلاّ في وصف نقيض الربوبية وهو منتهى العبودية حتّى لا تختلط المراتب وتفسد الحقائق فإنّ بين الحقّ والباطل شعرة دقيقة كالصراط أحدّ من السيف وأدقّ من الشعرة فمن يحسن أن يسير عليه ويقطعه من غير وجود مرشد ووزير أو تقول نبيّ ورسول فكان لا بد من اتّباع فمن سار بنفسه هلك لا محالة لذا اشترط المؤاخاة في الدين , فذكرت الملائكة أعلى أوصافها في العبودية المختصّة بها في مقامها وذكرت بإزائها أدنى مراتب الإنسان من الإفساد وسفك الدماء فكان تأويل كشفها منه الصحيح ومنه المشتبه , فالصحيح ما قالته من وجوب الإتّصاف بأعلى أوصاف العبودية في مقام الخلافة وإلاّ فسدت تلك الخلافة وما صحّت لعلمها بالفرق والبرزخ في هذا , والمتشتبه هو كالخطأ في التأويل مثلما تقول الإصابة في بعض تأويل الرؤيا والخطأ في بعضنا كما ورد ذلك عن الصحابة لمّا كان رسول الله يخبر بعضهم في ذلك بأنّه أصاب طرفا منها وأخطأ طرفا آخر , ثمّ إنّ ذلك الإخبار من الله تعالى لهم في طيّه أنّهم مرادون بذلك أيضا لأنّه لا قيام للخليفة في مقامه إلاّ بهم لأنّهم جنود ربّك فهم أهل التصريف حقيقة لأنّ أهل التصريف هم جنود لا يعصون الله ما أمرهم مثل إبراهيم عليه السلام لمّا أمر بذبح إبنه , وكذلك قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( والله لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها ) فهو مقام القيام بأمر الله ومنه تأتي علوم الولاء والبراء في الإسلام والغضب لله والرضا له وفيه الكثير من العلوم يلزم مجلّدات لشرحها فإنّ علوم الولاء والبراء قد ضلّ فيها أقوام كثيرة فلها علومها المصونة العليا في التحقيق , فعلمت الملائكة ما يراد لها لذا سجدت لهذا الخليفة بعد أن عجزت عن معرفة علوم أسمائهم فهكذا أنت أيّها العارف أو تقول أيّها الذرّ لمّا علم عجزك عن علوم الأسماء قام بك غيرك فلا يقع في خاطرك شيء إلا منه لتعلم أنّه صاحب علوم الأسماء فهو ينفق عليك منها فلو فهمتها كما فهمتها الملائكة لسجدت لها تعظيما وتقديرا واحتراما ولقمت له اجلالا واكبارا وقدّمته في جميع شؤونك ( وقدّم إماما كنت أنت أمامه )

فلمّا قصر تأويلها لمحدودية علمها بجانب علم الله قال لهم ( إنّي أعلم ما لا تعلمون ) فتأدّبت ورجعت إلى وصف العجز عن الفهم والإحاطة في العلم لأنّ العلمي له منحيان : منحى أوّل : وهو الترقّي إذ ( فوق كلّ ذي علم عليم ) ومنحى أدنى منه وهو منحى التأويل الذي يكون بحسب المقام فمن كان مقامه نوري كان تأويله نوري ومن كان مقامه في عالم السرّ كان تفسيره سرّي وهكذا من أنواع التفاسير التي تراها وتقرؤها من تفاسير ساداتنا العلماء وجميع أهل الله رضي الله عنهم أجمعين سواء في القرآن أو السنّة , أمّا الكامل فهو من أوتي جوامع الكلم في مختلف التآويل والتفاسير وهو النبيّ صلى الله عليه وسلّم وبقيّة ورثته بحكم الوراثة وفي هذا مناهج شتّى وعلوم تفلق الجبال من أحوال الأنبياء وفي ذكر حضرات علومهم وسلوكياتهم ومناهج سيرهم إلى الله تعالى فليس لنا غير الرشح من ذلك وأين الكأس من الكيزان بل أين الطلّ من الوابل ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )

ولنا السؤال وأن نتساءل لقوله تعالى ( وإذا سألك عبادي عنّي ) فما أجمل تساؤل الملائكة في قولها ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) فهذه الغيرة المحمودة ومنها تعرف الصادق من الكاذب والمحقّ من المبطل فهو نهاية الصدق بل والصفاء والأدب أمّا من رآه اعتراضا منهم فهو واهم بل لا يخطر الوهم أو السوء على قلوبهم أصلا فما بالك بالعصيان وهم الذين لا يعصون الله طرفة عين ويفعلون ما يؤمرون , وإنّما لجلالة أمر الخليفة وخفائه تعيّن التذكير بهذا المشهد القدسي ليعلمك أيّها الإنسان في محلّ القصص والحكاية أنوارا وعلوما وأسرارا ويعلمك بقدسيتك وطهارة معناك فإذا كنت غوّاصا ماهرا تغوص في بحار الحقائق فأهلا بالحبيب ومرحبا لكن إيّاك أن تقدم الحمى من غير شوق أو البيداء من غير سيف أو الأحباب من غير محبّة فللمجالس شروط لا بدّ منها وإلاّ كنت غريبا يوصد في وجهك الباب ويرفض وجودك في مساجد أولي الألباب

أمّا إبليس لعنه الله تعالى فما أبعده عن هذه الفهوم وما أحقده على تلك العلوم وصفه وصف جهنّم من الغيظ بعد أن شدّ الجماعة أناملهم من الغيظ لتعلم علوم الحضرات فما في باطنك هو وصفك في جهنّم أو الجنّة فكيفما كنت باطنا فاعلم مستقرّك من الآن , ولمّا كانت أحكام الجنّة وأحكام النّار من عالم الصفات جعل الله تعالى الملائكة جنود هذا الحكم كي ينفّذوه إلا ترى في قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) شدّة الغيرة فويل لمن مسكوه يوم القيامة فإنّ مالك خازن النار لهم بالمرصاد فاعلم أنّك كيفما كنت اليوم تكون غدا والمرء يحشر على ما مات عليه ويموت على ما عاش عليه , وإنّما لم يأت على ذكر إبليس إلاّ بعد أمره له بالسجود لما تعلّق به الأمر من إقامة الحجّة البالغة فبعد أن قامت الحجّة سأله السجود فقد ظهرت وبانت منزلة آدم , فلمّا رفض السجود سأله : ( ما منعك أن تسجد ) هذا السؤال يرعب العارفين بالله تعالى ويذيبهم كما يذيب الرصاص , وعليه فهمنا أنّ العالم جميعا على يقين بالحقائق وإنّما الخلل وقع عندهم في الأوامر والنواهي , لذا انقسم العباد إلى قسمين : قسم في الجنّة وهم الذين سمعوا قول الملائكة من الغيرة على جناب التوحيد فعلموا , والقسم الثاني سمعوا قول إبليس فرفضوا مثله السجود فكان عقاب الإنسان أعظم عقاب كما أنّ ثوابه أعظم ثواب , وإنّما يفيد سماع الفريق الشيطاني لإبليس نسيان سماعهم الأوّل في عالم الذرّ وغفلتهم عنه , وسنبيّن بعد هذا مخالفة إبليس ومرتبتها في وجود هذا الخليفة ...

يتبع ....


علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي الأحد 2 يناير 2011 - 17:05



نذكر الآن بعض نقص إبليس في المعرفة وسوء أدبه في حضرة العلم التي هي حضرة الأمر والنهي في مجال الحقائق لأنّ الحقيقة لها وجه الإطلاق فلا يحتجّ بها لأنّها تترقّى فمن حاجج بحقيقة حاججته حقيقة أخرى أرقى وأعلى منها لذا فإنّه لا احتجاج بعلوم القدر عند الأمر والنهي بتاتا وإلاّ فسدت المراتب كلّها واختلّت العلوم كلّها فمثلا لو جعلت علم الحقيقة حجّة فقد قلت بعدم التوبة وعدم الإستغفار وقلت بالظلم والإفساد فهذه الخواطر من الظنون هي مذهب إبليس اليوم في الوساوس التي يظنّها أتباعه معارف بل هي مزالق , لذا سأل الصحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام عن القدر فقالوا ( ألا نتّكل يا رسول الله فقال : اعملوا فإنّ كلّ ميسّر لما خلق له ) فكشف لهم عن محاسن من التحقيق فأمرهم بالأعمال لأنّها الحجّة فالشريعة هي الحجّة البالغة فمن هنا صحّ النكران على بعض السادّة من الذين استغرقتهم الحقائق الناقصة من طرف علماء الشريعة أعني الإنكار فيما لا يوافق ظاهر الشرع وليس معنى كلامي هذا مفهوم الشرع بحسب فهم أهل الظاهر الجامدين وإنّما بحسب فهم من جمع بين الشريعة والحقيقة فهو صاحب الميزان العادل والقسطاس المستقيم لذا صحّ إنكار الجنيد على الحلاّج ( فافهم ) ... والمعاني هنا معروفة فلا داعي من الإطالة بذكرها

فظهر أنّ علم الحقيقة من باب الإختصاص فهو للخصوصية أقرب منه للعبودية لذا ترك التصريف من فنى في العبودية كأبي السعود أو غيره وقد تصرّف الشيخ عبد القادر رضي الله عنهما فالفرق الذي غاب عن الكثيرين فيما بينهما هو التصرّف في مقام الخلافة الجامعة والتصرّف في غير ذلك , فكان هنا مذهب إبليس في الفهم وجوب ضرورة ظهور النفس منه مع أنّ المقام يستوجب عدم ظهورها لمّا قال الله تعالى لهم ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) فخفي هنا مكر إبليس وبطن في سرّه فظهر بداية في وصورة الحقّ في قوله أو السكوت منه مع الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) لذا لمّا أمرهم بالسجود فُضح أمره فخرج وصف نفسه وظهورها الذي كان خافيا فكأنّ السجود جعل امتحان إبليس أو تقول من أجل ظهور الحجّة عليه لذا كانت علوم الشريعة علوم ظهور لما بطن من الحقائق في مقام الإختصاص فلا يظهر حكمك في علم القدر إلاّ بوجود الشرائع لذا قال عليه الصلاة والسلام ( اعملوا فإنّ كلّ ميسّر لما خلق له ) فانظر حباك الله بفضله مستوى هذا التحقيق منه عليه الصلاة والسلام في جوامع كلمه لتعلم رفعة نبيّك شهودا وعيانا ويقينا وليس علما فقط وتصديقا فإنّ بعد البرهان لا بدّ من وجود العيان , ثمّ لمّا قال تعالى ( وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم ) ما جاء ذكر إبليس تعيينا بل تركه على وصفه الملائكي النوري فما أخرجه منه إلاّ حين الأمر بالسجود لتعلم مدى المكر الإلهي لقوله تعالى ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) , وإنّما أمرهم بالسجود دون غيره من الأوامر وهي كثيرة لما في السجود من معاني استشعار المعبود سبحانه وأنّه الواحد الأحد الفرد الصمد فكلّ ما سواه باطل فمن وقف مع نفسه ولم يكن له حظّ من الفناء عنها ظهرت منه تلك النفس ولا بدّ لذا لمّا سأله بقوله : ( ما منعك أن تسجد ) قال : ( أنا خير منه ) فكان بداية القول منه قوله ( أنا ) وهو وجود النفس وظهورها مع أنّ الأمر جاءه بالفناء والغيبة عنها وعدم استشعارها فلو فنى لكان سجوده لله تعالى في تجلّي من تجلّياته الجامعة وهذا ما فهمته الملائكة من ذلك لذا بادرت بالسجود سريعا فقد حماها كما قلنا في موضع آخر جناب التوحيد من إباية السجود فلنا في ذلك كتابة بعض خواطرنا في هذه الآية فمن أراد أن يقرأها فليطالعه فيربط هذا الموضوع بذاك

فرحمهم بطلب السجود منهم وأكرمهم كي لا يتركهم في عالم الفرق في مشاهدة هذه الخصوصية واستشعار استحقاقهم بها لأنّ الملائكة عباد مكرمون أهل طهارة فكان السجود تعليمهم أنّه ليس ثمّ سواه سبحانه فرفض إبليس ذلك التجلّي الإلهي فخلط بين المراتب وظهرت نفسه فدخل فيما لا يعنيه وقرأ العلم بحال نفسه وشهواتها فضلّ وأضلّ الله به لذا فلا يتلى العلم متى فهمت إلاّ بالإسم الجامع وهو قولنا ( الله ) فهذا حقيقة العلم الذي هو زمزم حياة الأرواح ومنبع مياه القلوب ومعدن رؤية السرائر فليس هناك عليم غير الله تعالى فهو الذي يعلّم عباده ( الرحمان علّم القرآن ) لتعلم أنّك متى نسبت العلم إليك فهو خروج به إلى حضرة نفسك فسيتكيّف في هذه الحالة بمعناها فيكون في حقّك ضلالة كبيرة فترجع النعمة عين النقمة فتصبح عليم اللسان جاهل القلب فتحرم البركة فيه فلا يهدي الله بك ولا يهديك به وهكذا هي علوم القرآن فيهدي الله به كثيرا ويضلّ به كثيرا وهكذا هو طريق أهل الله تعالى كما قالوا ( الهالك بهذا الطريق أكثر من الناجي فيه ) وهكذا هم العارفون كالرسل والدعاة فهناك الهالك بهم وهناك الناجي لأنّهم الحجّة لذا قال تعالى ( لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) فتدبّر هذه الآية فقد قال ( الرسل ) وما قال ( الأنبياء ) لتفهم حقيقة الشرائع وأنّها الحجّة البالغة فتتأدّب معها كما تأدّبت الملائكة من قبل ولا تقل ( أنا ) كما قالها إبليس زعيم الظهور في وصف النفس وخواطرها ووساوسها التي سنشرح إن شاء الله تعالى طرفا من غوائلها وأنّ النفس كما ورد أعدى الأعادي إليك فلو كشف هذا العلم لصار الناس عارفين بالله تعالى

يتبع ...




عدل سابقا من قبل علي في الثلاثاء 4 يناير 2011 - 0:29 عدل 1 مرات
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف أبو أويس الأحد 2 يناير 2011 - 22:02


بارك الله فيك سيدي علي
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 4 يناير 2011 - 0:08



فصل :

قلنا أنّه لا تقوم حجّة بعلم الحقيقة بل الحجّة للشريعة فهذا أصل لا بدّ من مراعاته أبدا فله دلائله من نصوص الكتاب والسنّة فذهب الناس الذين لم يلتزموا بهذه القاعدة في ذلك مذاهب كثيرة فيها التلبيس والمتشابهات ما لا يخفى بعد أن وقف بهم السلوك أو تأويل النصوص في مراتب ناقصة فاعتمدوها , فمن هذه المراتب الناقصة صارت الفِرَق الإسلامية كالجبرية ونقيضتها القدرية خاصّة وخرج الخلاف في تفسير العقائد فذهبت الجبرية إلى القول بالجبر وأنّ العبد مجبور في أفعاله كلّها فاحتجّوا بالحقائق الناقصة وجعلوها منهجا رسميا في تفسير العقيدة الإيمانية وذهب القدرية إلى النقيض من هذا فجعلوا خلق الأفعال عند الإنسان وأنّه لا قدر رغم أنّ الإيمان بالقدر الأصل السادس من أركان الإيمان , كما ذهب غيرهم من أهل التجسيم وأهل التشبيه وأهل التعطيل وغيرهم كالخوارج والوهابية مذاهب شتّى في تفسير أصول العقائد فتميّز الأشاعرة والماتريدية بتفسير العقائد تفسيرا يليق بحقائق المعاني لذا ارتضى ساداتنا الصوفية عقيدة الأشاعرة والماتريدية كمناهج تدرّس في المعاهد والمساجد والجامعات إلى يومنا هذا ولن ندخل في نقاش في ذلك وإنّما أردنا أن نذكر هذا لنبيّن الخلل الحاصل عند تلك الفِرق والخلاصة الجامعة أنّهم لا فطرة سليمة لديهم في فهم نصوص التنزيه والتشبيه , فإنّ الفطرة السليمة هي أعظم أصل للوصول إلى الفهم الصحيح للعقائد , وذلك كون الألفاظ القرآنية ودلالتها وكذلك النبويّة ومراماتها لا يمكن أن تفهم على وجهها الصحيح المرادة لها إلاّ بفطرة سليمة غالبة غير مغلوبة , فمهما حاولتَ أن تفهم أسباب خلل تلك الفرق تجده يتمثّل في انعدام الفطرة السليمة أو سقمها وعدم علاجها لذا جعل العارفون بالله تعالى طريق التزكية من تخلية وتحلية للوقوف بالروح والقلب على الأصل الصحيح من الفطرة , فذكرنا هذا لنعلمك بسقم فطرة إبليس ومرض نفسه في مقابلة سلامة فطرة الملائكة وصحّتها من الأسقام فإنّ العوالم ثلاثة :

عالم نفسي : مجال إبليس : وهو سقم الفطرة فمن كان مع نفسه فهو سقيم الفطرة لا محالة فلا يعتدّ برأيه ولا بقوله في الدين فإنّ الدين لا يؤخذ حقيقة إلاّ من العارفين بالله تعالى من الذين جمعوا بين الشريعة والحقيقة وبين الباطن والظاهر وبين إسمه الأوّل والآخر لذا احتجّ إبليس في معرض حديثه لمّا سألوه عن سبب إباية السجود فتكلّم بنفسه في صورة شرحه للحقائق فقال : لو أراده منّي لسجدت ولكنّه لم يرده منّي وهو نفس حجّة أهل النار في النار لمّا قالوا (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ) أنظر مددهم من إبليس فكانوا جنوده فتحدّاهم هنا بالعلم وأمرهم بإخراجه فكلّ من يحتجّ بالحقائق فعليه أن يخرج علمه فيها وإلاّ فإنّ الحجّة قائمة عليه فهو نفس قول الجبرية الذين جعلوا الإنسان مجبورا في أفعاله بدعوى الحقيقة لذا فإن إبليس خبير بالمراتب الناقصة فهو يتلقّفها وقد عبّر عنها بأبلغ بيان في قوله ( لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ) وهو طريق العقائد ويقصد به تعيينا طريق الحقائق لا غير ذلك لأنّ القعود في هذا الصراط عيّنه بقوله ( المستقيم ) الذي هو طريق المعرفة أمّا طريق الجنّة فقد قال فيه أقوال أخرى معلومة لمن قرأ القرآن وتدبّره وبما أنّ الذي يعنينا هو هذا علمنا الآن منشأ خروج الفِرق الإسلامية وشرحها للعقائد لذا قال ساداتنا العارفين في الإمام ابن تيمية رحمه الله ( لبّس عليه شيطان كبير في الكثير ممّا كتبه في العقائد والسلوك ) وكذلك قالوا في كتاب ( تلبيس إبليس ) أنّ الشيطان هو الذي لبّس على مؤلّفه في الكثير منه لأنّ التلبيس أعظم سلطة لإبليس على السالكين والعلماء لذا تعيّن وجود الشيخ والعارف والدليل الكامل الجامع بين الشريعة وبين الحقيقة في طريق الله تعالى وإلاّ ضلّ الفقير لا محالة إلاّ النادر فلا حكم عليه ولذاك قال ساداتنا رضي الله عنهم ( من ليس له شيخ في طريق الله فشيخه الشيطان ) فمن عرف كلّ هذا تدقيقا وتفصيلا علم مداخل الشيطان في طريق السلوك ولو لا الإحتشام والخجل لذكرنا أشياء لو سمعها العامّة لكان ما كان والسالكون يعلمون هذا وقد نبّه الإمام القشيري رضي الله عنه على البعض من هذا في نصيحته للمريدين في كتابه الرسالة , وكذلك في وصيّة سيدي محمد المداني رضي الله عنه لتلميذه سيدي إسماعيل رضي الله عنه العجب العجاب وقد تمنّيت أن أشرحها العبد الضعيف بأكثر من شرح في جميع ما تعطيه مقاماتها لأنّ الكلام متى كان عاليا فله النزول في الحضرات العلمية أسوة بالقرآن أمّا متى كان نازلا أصلا فلا تحسن أن ترتقي به إلاّ تكلّفا فافهم هذه الدقيقة وقد قيل في الحكمة حيثما وصل التنوير وصل التعبير فمن هنا تعيّن العلم بالكتاب والسنّة والتمسّك بهما تمسّكا كاملا , فعالم النفس أمره عظيم فهو ميدان الشيطان لأنّه يمدّ النفس بمدده فهو خبير في ذلك وإذا أردت أن تعرف جهود إبليس فانظر اليوم ما عليه أهل الأرض من الفساد والإفساد وسفك الدماء والكفر والزندقة والنفاق والشرك وحبّ العاجلة ... إلخ


العالم الثاني : عالم قلبي مجال الملائكة : فهو عالم النور فلا بدّ من حماية لهذا العالم لأنّه عالم ليس بثابت فهو عالم متقلّب له وجه إلى الظلمة وله وجه إلى النور فهو عالم جنودي لذا بيّن ذلك في السنّة فأعطاك السلاح الذي تقاتل به عدوّك إبليس والنفس في كلّ فعل أو قول من أفعال أو أقوال السنّة فهو عالم أنصاري وهو المراد بطريق التزكية فمن لا تزكية له لا نور له فإنّ العلم شيء والتزكية شيء آخر ( يتلو عليهم آياتك ويعلّمهم الكتاب والحكمة ويزكّيهم ) فلا ينطبع فيك حقيقة العلم إلاّ بعد التزكية


العالم الثالث : والذي صرّح به إبليس تصريحا وأنّه عالم لا يمكنه أن يطوله فقال ( إلاّ عبادك منهم المخلصين ) بفتح اللام , فاستثنى إبليس هنا وغريب منه أن يستثني وهو في معرض سوء الأدب الكامل لكنّه ما غفل عن هذا الإستثناء وإنّما قال ( المخلصين ) أي الذين فنوا في الذات فرجعوا إلى عبوديتهم فكان الله سمعهم وبصرهم ويدهم ورجلهم , إذن فقد صرّح لك ألا تفهم ؟ صرّح لك : أنّ معركته معك في جانب واحد وهو الذي يعنيه وهو ( مقام الخصوصية الذي أعطاه الله لآدم ) فهنا مقصد حربه , فلا خلاص لنا منه أبدا إلاّ بالرجوع بتلك الخصوصية إلى وصف العبودية ومن هنا نبّهك الشارع إلى أنّ إبليس متى سمع الآذان أدبر وله ظراط , ومتى سجد العبد هرب ... إلخ فإنّه لا يحتمل العبودية فقد سلبها , وفاقد الشيء لا يعطيه فهو لا يحسن أن يمدّك فيها بمدده لذا استثنى عباد الله ( المخلَصين )

فإذا أردت أن تفارق النفس وإبليس فكما قال سيدي محمد المداني ( خلّف الكون وراك --- وتوجّه لمولاك ) فمتى قصدت غير هذا المقصد أو توجّهت النيّة وطلبت غير هذا المطلب فإنّ للشيطان عليك سلطان لذا نبّهنا الله تعالى أن يا عبادي أنتم مكرّمين عندي أعطيتكم الخلافة وجميع ما سألتموه فكونوا عبادا لي فيها كي لا يفسدها عليكم إبليس فمقصده منكم فيها , ومن هنا يتّسع مجال الفهم وأنّ رسول الله لا يولّي أحدا من الصحابة إمارة طلبها أو يقدّمه وكذلك فعل المشائخ من بعده عليه الصلاة والسلام فإنّ من طلب المشيخة ولو ذرّة بقلبه فمحال أن يعطيها الله تعالى له أو يمكّنه منها الشيخ لذا ترى أغلب خلفاء المشائخ يأتون على غير ما كان يتوقّعه مريدوه لتعلم أنّ سرّ الله تعالى لا تعلّق له بالأكوان والعلل والأمراض مهما دقّت وخفيت أو جلت وظهرت والمعاني هنا كثيرة واضحة كالشمس في رابعة النهار ....


يتبع ....



علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي السبت 8 يناير 2011 - 6:04




قال تعالى : ( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )

ذكر هنا مقام واحد وهو مقام الخلافة وهو المقام الشامل الجامع الكامل فهو مقام لا بدّ من فهمه فهما مستقيما حتّى لا تختلط بنا السبل أوتذهب بنا المذاهب إلى ما لا تحمد عقباه , فالسؤال المطروح : خليفة من سيكون هذا الخليفة ؟ فسيخلف من في الأرض؟ وما وجه الخلافة وما أسبابها ودواعيها ؟ وما الحكمة من ورائها ؟

فترك هنا الضمير مستورا وليس مجهولا , فإنّ الأكوان وقع على مراتبها الإدراك بإسمه الستّار فلو لا هذا الإسم الثابت المستور لفسدت الحقائق , فستر ضميره فلا ندري أيعود الضمير على الذات العلية بمعنى أنّه خليفة لله تعالى أو أنّه خليفة على نفسه أوعلى العالم , فعلمنا هنا وجه الستر إذ أنّ إعجاز القرآن أمره عظيم ونعني بالإعجاز حقائقه المعجزة لفظا ومعنى فهي صراط الله المستقيم صراط الذين أنعم عليهم , إلاّ أنّ الملائكة الكرام عليهم السلام كشفت بعض هذا الستر فذكرت الذنوب فعلمنا هنا حقيقتين الأولى : أنّه لمّا كان وصفهم النور رأوا ظلمة هذا الخليفة فلولا نورهم لما رأوا ظلمته , وعليه علمنا كشف أهل النور لذنوب أهل الظلمة فهي غير خافية عليهم وهذا ما شكاه أحد الفقراء لشيخنا إسماعيل رضي الله عنه , والحقيقة الثانية : أنّهم لم يستروا عليه لتعلّق الأمر بمقام الخلافة وهي للخصوصية رغم علمهم أنّ الله تعالى لا يخفى عليه شيء من ذنوبه أو ذنوب غيره لأنّ الحقيقة تقول أنّ الذنب موجود في العالمين فليس ذنب أهل النور كذنب أهل الظلمة ولا ذنب أهل النور كذنب أهل السرّ , فهناك فرق بين حضرات الذنوب : ذنب يدخلك النار , وذنب يعطيك إرادة غير وجه الله تعالى كإرادة الجنّة لذاتها , وذنب يحجبك عن النظر وهو ذنب وجود النفس ولو كانت مطمئنّة بذكر الله لأنّ الإطمئنان مقام في حقيقته نازل عن مقام الكمال قال تعالى : ( ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب ) فهي تطمئنّ بذكر الله ولا تصل إلى درجة الإطمئنان بالله تعالى فهو مقام وسطي إيقاني كما قال تعالى في حقّ سيّدنا إبراهيم (قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي )

ثمّ ما يعطيه هذا القول من حقائق بعد ذلك أنّهم كشفوا أعظم ذنوب هذا الخليفة في أعلى مراتب الطغيان فما ذكروا اللمم من ذنوبه لأنّهم جنود الله تعالى فلو لا ذكرهم هذا لربّما عوتبوا على عدم توفية مراتب الأدب حقّها لأنّهم جنود الصفات فما تكلّموا إلاّ بحالهم فصاحب الحال منصور لأنّه مقهور فهو في حالة المضطرّ فلا بدّ من إجابته أو إنجائه إذ أنّ الأدب يستلزم منهم ذكر هذا فكأنّ الله تعالى رضي منهم بهذا القول وأحبّه لذا قال لهم ( إنّي أعلم ما لا تعلمون ) فكأنّ قولهم هذا كان المراد منهم فجزاهم جرّاء أدابهم بعلم آخر وصلهم عن طريق هذا الخليفة فجعل علمهم المزيد من الخليفة الذي كشفوا ذنوبه لذا كانت الحسنات والسيّئات هم كتّابها أمّا غير ذلك فلا علم لهم به من العلاقة فيما بينك وبين ربّك ولا علاقة أيضا للأنبياء والمرسلين بما بينك وبينه ( هناك ما لم يطّلع عليهم نبيّ مرسل ولا ملك مقرّب ) إلاّ سيّد الرسل النبيّ الجامع عليه الصلاة والسلام فهو أعلم بأمّته أكثر من الأمّة بنفسها جماعة وأفرادا , فسبحان من يجعل تعلّمك على من تشهد فيه المعاصي والذنوب كشفا وحقيقة لا مجازا فهو عنوان خلافته عليك لذا لم ينبئهم الله تعالى بأسمائهم بل أمر آدم بأن ينبئهم بذلك كي تعرف مرتبته في الوجود فعلمنا أنّ العلم للخصوصية , والمعرفة التي سنأتي على ذكرها للعبودية فبينهما خصوص وعموم لذا قيل وهو مذهبنا أنّ العالم بالله أعلى مقاما من العارف بالله لأنّه جمع بين الخصوصية والعبودية وهذا علم يعطينا ميزان فهم حضرات أحوال وعلوم الأنبياء من حيث هم أنبياء وبين المرسلين من حيث إرسالهم

ومن ذلك أنّه أخفى حقائق خليفته عن العالم النوري وإنّما قلنا خليفته بنسبة الضمير إلى الله تبارك وتعالى إذ لو لم يكن خليفته لما حجبه عن العالم النوري الصافي فإنّ حقائق هذا الخليفة توجب فرضا أن يكون مستورا وهو ظاهرا في نفس الوقت , لذا ظهرت قبائح أفعاله للملائكة الكرام كما ظهرت بشريته لإبليس لعنه الله

وإنّما ظهرت أفعاله للملائكة لما علموه من إستحالة صدور الإفساد أو سفك الدماء من الله تعالى فعيّنت الأفعال التي لا بدّ من إظهارها فيمن يفعلها وهو الخليفة آدم وبنوه , ثمّ أنّ لهذا الخليفة وجها إلى من خلّفه وهو معلوم مشهور وهو الحقيقة لذا يفهم هذا العلم في علوم الأسماء كي لا تختلط الأمور أو يفسد الفهم كما فسد فهم إبليس لعنه الله من قبل لذا توعّد أن يقطع آدم وبنيه عنه أي يقطعهم بوصف الخصوصية عن مراتب العبودية فهذا من فهم إبليس في الغواية وفهمه أيضا للمراتب , فهو لا يحسن أن يسلب تلك الخصوصية وهي الخلافة من آدم وإنّما أراد أن يفسدها عليه كي ترجع وبالا عليه لأنّها لا تصلح إلاّ بالعبودية فأراد أن يقطعها لذا قال مخاطبا الله تعالى ( لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ) فأراد أن يفصل الخليفة عن مخلّفه إذ ما يجمعها : الربوبية وهي للربّ ثم العبودية وهي للعبد فأراد أن يقطعها عنه حتّى تفسد الخلافة وهذا نهاية الإجرام وهذا ما فعله منذ نزل آدم إلى الأرض ويفعله إلى الآن فحضرات هذه الشيطنة والإغواء مكشوفة فهو معاند شديد المراس متمرّس فيما هو فيه وأعني إبليس الأكبر الذي أخرج أبانا آدم من الجنّة لتعلم أنّه إستطاع أن يخرجنا من الجنّة لكنّه عجز عن إخراجنا من الحضرة الإلهية فلا حيلة له في ذلك ولا إستطاعة

قالت الملائكة : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )

فنزّهت مقام الخلافة عن هذ الأفعال من الذنوب فذكرت آدم بما قالت ( ويسفك الدماء ) ففيه ذكر البشرية فأرادت صون مقام الخلافة غيرة منها على جمال الله تعالى وكماله لما تعرفه من أوصافه سبحانه وعلمته من ذلك إلاّ أنّ الله تبارك وتعالى قال لهم ( إنّي أعلم ما لا تعلمون ) أي رغم أنّكم مقبولون في قولكم هذا لما فيه من تمجيدي وتسبيحي لذا قالوا قبل ذلك ( ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك ) أي أخرجنا في وصفك الجمالي فنحن نقوم به أحسن قيام في غاية الكمال في العبودية , فقرنت عليها السلام هذا المقام وهو مقام الخلافة بما يستوجبه من عبودية وإلاّ فسدت الحقائق فتكون مزاحمة الربوبية , فعلمت عليها السلام أنّ هذا المقام العظيم الشريف يستوجب أعلى درجات العبودية لأنّه كلّما إقتربت وصفا من الربوبية كلّما إزددت عبودية , فهي عالمة عليها السلام بما يستوجبه المقام من عبودية بخلاف إبليس لعنه الله فإنّه نظر إلى الخلافة مجرّدة فنسي بجهله ما تستوجبه تلك الخصوصية من عبودية كاملة وهذا هو امتحان الخليفة فهو أعظم إبتلاء في الوجود ناله أحد فنظر إلى نفسه لعنه الله فقال ( أنا ) فهو خروج منه صريح من حضرة العبودية إلى حضرة نفسه وهي استشعار وجوده مع وجود الله تعالى وهو مقام يعطي الظهور في وصف النفس فهو مقام البقاء بالنفس , ومعلوم أنّ مقام الخلافة لا يمكن أن يكون في وصف النفس بل لا يكون إلاّ في وصف البقاء بالله تعالى , ومقام البقاء يعطي الفناء عن النفس والبقاء بالله تعالى لذا ذكرت الملائكة الكرام مقام عبوديتها في معرض كلامها على ذنوب آدم وبنيه إذ أنّ الذنوب من نواقض العبودية في الأمر والنهي الذي أمروا به كما أمر به إبليس لمّا سجدت الملائكة وأبى إبليس السجود فإنّه أبى أن يسجد لذلك المقام وهو مقام ( البقاء بالله تعالى ) لوجود نفسه فلو فنى عنها لسجد وأدام السجود لأنّ مقام البقاء يعطي مشاهدة القرب الإلهي في كلّ ذرّة وفي كلّ لمحة ظاهرا وباطنا , فإذا أبيت أن تعرف الله تعالى إلاّ فيما وصل إليه علمك فلست أنت بخليفة كما أنكر بعض أهل المحشر صورة غير معروفة لديهم فاستعاذوا منها بل الخلافة شأنها عظيم أكبر ممّا يتصوّره العاقلون فضلا عن غيرهم

يتبع ...




علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي الخميس 20 يناير 2011 - 0:40




قال تعالى : ( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )


أعظم خبر وأكبر خطر قاله الله تعالى للملائكة لتعلّقه بالعلم الإلهي الغير متناهي من حيث علوم الأسماء التي تعطي الظهور والبقاء في عالم شهادة الخفاء ومحاسن الدنيا والآخرة ( ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار ) أي قنا عذاب النار في الدنيا والآخرة , ففي الآخرة حيث يجتمع الحسّ مع المعنى فهو أشدّ العذاب أمّا في الدنيا فهو عذاب المعنى الذي هو روح العذاب وشدّته , فعلمنا أنّ حسنة الآخرة موصولة بحسنة الدنيا ( وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) وإنّما كان أضلّ سبيلا لأنّ الآخرة حضرة جمعية حيث يجتمع الظاهر بالباطن ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) فكان ضلال الآخرة أعظم من ضلال الدنيا وكيف لا يضلّ من كان أعمى , فالمراد بالعمى عمى القلب , فمن كان في الدنيا أعمى القلب فهو في الآخرة أعمى وزيادة من ضلال السبيل فهذا حكم ميزان العدل الذي قامت به الخلافة الإلهية في الأكوان وإنّ القرآن الكريم هو الهادي إلى سبيل الرشاد القويم

فتوجّه بهذا الإخبار للملائكة وما توجّه به إلى آدم لأنّه غائب عن نفسه في وجود خالقه ومولاه فعلمنا أنّ حضرة الإخبار نازلة عن مقام المخبر به من حيث العلم فما كان المراد مجرّد الإخبار وإنّما كان المراد المخبر به الذي هو آدم فاستشعرت الملائكة هنا وجودها كما استشعر إبليس ذلك فإنّ عند الإخبار لا بدّ أن يستشعر الوجود لذا كان غياب آدم عن ذلك الإخبار فعلمنا بمجهولية علم القطب بنفسه قبل توليته إذ أنّ إخباره عبارة عن نفخ الروح فيه , وفيه أنّ من كان أدنى مقاما من القطب قد يكون على علم إجمالي بما سيكون من شأنه وما عليه أمره ولكنّه يجهل ما سوى ذلك من حيث متعلّقات الإختصاص بالخلافة وهذا ما أوضحه لهم في قوله ( أنبئهم بأسمائهم ) أي إنّ ما أعلمتكم به لا يصل إلى درجة معرفة علمي أنا به وما يناله وما يدركه هذا الخليفة ممّا لا تعلمونه لذا قال لهم ( إنّي أعلم ما لا تعلمون ) أي بخصوص هذا الخليفة كي يسلّموا الأمور إليه لذا قالوا ( سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا ) نهاية التسليم , فلا ينفع مع الله تعالى غير التسليم متى أطلعك على غيب من غيوبه لوسع علم الله فيه وقد نبّه على هذا سيدي بن عطاء الله السكندري رضي الله عنه في حكمه فمتى أعلمك بشيء فربّما تكون أنت أجهل الخلق بذلك الشيء رغم إعلامك به وبوقت وقوعه وحدوثه لذا تعيّن ووجب التسليم فمن نظر إلى الإخبار ظاهرا فأخذه على محمل الإحاطة العلمية الجمعية الغير متناهية به لمجرّد وقوع الإخبار فهو دليل استشعار وجود علمه وهذا يعدّ جهل به إذ أنّ الإخبار لا يعطي كنه الإحاطة بمعلومات ذلك المخبر به فوجب مراعاة الإطّلاع على الغيوب من حيث فهم معاني علم لوح المحو والإثبات من وجهة ومن جهة أخرى مراعاة عدم تناهي ما كان في أمّ الكتاب من حيث إرتقاء العلم لقوله ( وفوق كلّ ذي علم عليم ) كي تلزم حدود عبوديتك ولا تشطح كما شطح إبليس بقوله ( أنا ) فتخرج لعدم وجود شفعاء عنده متى تعلّق الأمر باثبات الألوهية في مراتبها كما لم تشفع عبودية إبليس له لذا ما أثبتت الملائكة نفسها بل أثبتت جانب الظلام في ذلك الخليفة ثمّ ذكرت عبوديتها مباشرة نهاية الخنوع والخضوع حتّى لا تخرج إلى حيز استشعار خصوصيتها بمشهد نفسها مهما كانت نورانية أو متمكّنة لوجود المكر والإستدراج ( ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به ) في كلّ أمر وشأن , إذ أنّ استشعار الخصوصية قد يكون بالنفس وهذا مذموم وقد يكون بالله وهو محمود , فعلامة شهوده بالنفس إقصاء الغير وانتحال منزلته ومرتبته , وعلامة شهوده بالله ما تراه في قوله عليه الصلاة والسلام ( أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ) فهو مأمور بهذا الإبلاغ لأنّه من علوم الأسماء التي علّمها الله لآدم , وأيضا هو نفس إخبار الله به عن نفسه في غيره كما قال تعالى ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) فهو ذكر للمنزلة الإلهية ومراتبها في الوجود إذا علمت أنّه لا موجود مع واجب الوجود ولو علما , فعلمنا أنّ لسان الخصوصية حضرته جمعية في مستوى الخلافة إذ أنّ الخليفة لا يمكنه أن يعرّف خصوصيته إلاّ بلسان جمعيته فينسبها لله من حيث مرتبته في العلم الإلهي لذا قال عليه الصلاة والسلام ( ولا فخر ) أي ليست خصوصية إستقلالية بل موصولة بصاحبها ومولاها وهو الله تبارك وتعالى فهو موضع التبرّي من الحول والقوّة فهو من باب التعريف لعلوم التصريف المتعدّد الأوجه في عالم الفرق تحت حكم قبضة الجمع التي هي الأصل لذا كان عليه الصلاة والسلام ( أصل شجرة الأكوان ) فكانت معلوماته في عالم الفرق راجعة كلّها إلى عالم الجمع فلا يدلّ إلاّ على الله ذاتا وصفاتا وافعالا وأحوالا وأقوالا فهو العبد الإلهي المحض الكامل

فالإبتلاء وقع لجملة الأكوان فإنّ آدم خلاصتها فكان أشدّ الخلق بلاء ( يبتلى المرء على قدر دينه وإيمانه ) فكان هذا الإنسان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى في عبوديته وأكثرهم إيمانا به لوجود الوصلة به لذا سمّانا جميعا ( المؤمنين ) ثمّ فصّل مراتبنا في خصوصية ذلك الإيمان ( كالموقنين والمحسنين والقانتين ...إلخ حضرات الإيمان الذي لا يتناهى ) فعلمنا أنّ أصل الدين هو الإيمان وفي تعريفه إختلف جماعة التحقيق والذي عليه المعوّل أنّه تصديق بالجنان وتصريح باللسان وعمل بالأركان فهذا وجه الإحاطة ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ) جسما وروحا , وفي خلال ذلك تفصيلات أخرى معلومة في محالها وقد قال بهذا القول جماعة غير محقّقين فأصابوا اللفظ ولم يصيبوا المعنى فكانت الألفاظ متشابهة لديهم فينطقون بالحق حال المنافقين ولكنّهم ينافقون في إعتقاده وفهمه , لذا أوصانا الدين أن لا نكترث كثيرا بأقوال اللسان ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ) كمثلي ( وهو عند الله أشدّ الخصام )




يتبع ....

علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي الأحد 23 يناير 2011 - 5:17




قال تعالى ( وإذ قال ربّك إنّي جاعل في الأرض خليفة )


لتعلم حقيقة هذا المستوى وأنّه أعطاك الحكم والتصريف ولكن ما منحك ذلك إلاّ بعد أن أخذ عليك العهد في قوله (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ) فقيّدك به كي لا تخرج عن وصف حقيقتك وطور عبوديتك لما علمه سبحانه من خطر تلك الخلافة التي أراد أن يكرمك بها إذ أنّ خطرها يوازي كرمها لأنّ خطرها مقامه العدل أمّا كرامتها فهي مناط الفضل فأنت بينهما ( قلب العبد بين إصبعين من أصابع الرحمان يقلّبه كيف يشاء ) لذا قال سيّدنا علي رضي الله عنه أو غيره ( هجم بهم العلم على حقيقة الأمر ) فبهتوا وخافوا وخرسوا وما نطقوا ( وخشعت الأصوات للرحمان ) ( إنّما يخشى الله من عباده العلماء ) فنبّهك بقوله تعالى ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )
ففي قوله (وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ) يعطي عدم التخيير في حملها إذ أنّه مراد بالكرامة فيها لذا سمّاها أمانة فلو خيّر فيها لتركها هذا الإنسان فمنهم من راعى في حكمه إلى السابقة كآدم فحكم ومنهم من نظر إلى اللاحقة كموسى فاحتجّ فكان نظر الملائكة إلى اللاحقة فأرجعتهم الحضرة إلى السابقة فسجدوا وهذا سنأتي عليه عند ذكر مقامات هذه الخلافة وإنّما مدحه بقوله (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) وإلاّ لما حملها إذ أنّ مجرّد حملها يعطي الظلم والجهل ولكنه لمّا أراد سبحانه التعريف أعطاك علوم هذا التصريف وقد نبّه على علوم القطبانية سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه كي تعبده في تلك الخلافة وترتقي في مراتبها لذاك قيل في الصوفي ( هو الذي تأدّب بأخلاق القرآن ) فهذا الذي أنعم الله عليه بعد أن هُدي إلى صراطه المستقيم , فإنّ القرآن بين عبودية وخصوصية ففيه جميع مراتب الوجود مرتبة مرتبة ظاهرة كظهور الشمس ليس دونها حجاب إلاّ حجاب الغفلة أو الرمد
وإنّما أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها رغم أنّ الجبال من جملة الأرض ففي الجبال عبرة كبيرة لو تطالع السيرة وتعرف المسيرة , لخطرها العظيم وكي تعترف بالعجز أمام العوالم العلوية والسفلية كي لا يتقدّموا فكانت تلك الخلافة هي مجموع الباطن مع الظاهر والظاهر مع الباطن فويل لمن ظهر بها من غير جمع فهي وبال ومصيبة عليه وأعظم إبتلاء فلا بدّ للشيطان عليه من سبيل لذا يترصّد الشيطان هذا السبيل فترصّده عليه لعائن الله منذ عهد الحسن بن علي رضي الله عنه ولكنّ الله تعالى مكر به فجعلها سارية خافية عن الأنظار ظاهرها ظاهر وباطنها باطن حتّى يجمعها الله تعالى في شخص المهدي عليه سلام الله تعالى

فعرض الأمانة على الجمادات فأبين أن يحملنها فما قال بأنّه عرضها على آدم أو الملائكة أو على إبليس فاتّضحت مقامات أربعة :

المقام الأوّل : إباية السماوات والأرض والجبال أن يحملنها بعد أن عرضها عليهنّ

المقام الثاني : إستفسار الملائكة بخصوصها مع الإشارة إلى عدم قدرة آدم عليها غيرة منهم عليهم السلام

المقام الثالث : إعتراض إبليس ففرضها لنفسه خلاف السماوات والأرض والجبال وخلاف الملائكة لأنّه لعنه الله من العالم السفلي فهكذا أحكام هذا العالم في طلب الخلافة ومن هنا تعرف أحكام المتسارعين إليها في مشارق الأرض ومغاربها

المقام الرابع : إستسلام آدم لها من غير حيلة منه وحمله لها مع وجود جهله ( وهو وجود الحرص على الخلود في الجنّة مخافة الفوت ) وظلمه ( وهو المعصية في الجنّة والإفساد وسفك الدماء في العالم السفلي )

فما راعت الملائكة معصيته في العالم العلوي لأنّ خلافته الجامعة ليست هناك بل في الأرض محلّها لأنّه أخبرهم بذلك ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) فما عاينوا ما يصير في عالمهم النوري وما أهمّهم ذلك كثيرا فتعدّى كشفهم ذلك الطور لأنّهم أعلم الخلق بكفّارات الذنوب فعلموا توبة آدم وتوبة الله عليه وغفرانه فتجاوزوا في كشفهم إلى بني آدم في قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) فآدم ما أفسد في الأرض وما سفك دما ( فافهم ) وإنّما قصدوا بنيه فهم بالنهاية يرجعون إليه في طي حكمه فكأنّه هو في هذه الحالة فنفهم هنا معنى إلحاق ذريّة الصالحين بآبائهم وكذلك ذرّيات الأنبياء والمرسلين في الخلافة والوراثة ومن هنا تعرف يقينا فضل آل بيت سيّد الوجود عليه الصلاة والسلام فهم موصولون به صلى الله عليه وسلّم

وسنذكر بعد هذا شرح تلك المقامات الأربعة شرحا مستفيضا كي نوقفك إن شاء الله على تلك المراتب فتعلمها

يتبع ....


علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 25 يناير 2011 - 16:34



المقام الأوّل :


قال الله تعالى : ( إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )


هذه الآية من الأسرار المتعلّقة بماهية الخليفة وخطر ما أنيط به من حمل للأمانة فإنّ السماوات والأرض والجبال أبت أن تحملها لإشفاقها منها والإعتراف بعدم قدرتها على حملها , ففيه بداية الإشارة أنّ السماوات عالمها علوي فعجز العالم العلوي عن حملها وكذلك عجز الأرض فعالمها سفلي عن حملها ثمّ أثبت عجز الجبال لأنّ مقامها ( وتجلّى ربّه للجبل فجعله دكّا وخرّ موسى صعقا ) فالمراد أن عجز الجبل عن الثبات خلال التجلّي مدعاة للعجز كما قال تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله ) فلا حراك له ولا تصريف ولا تعريف , فهو في الشاهد كأنّه يخبر عن عجز الملائكة أهل التصريف في السماء وعجز الجنّ أهل التصريف في الأرض ومنهم إبليس عن حملها وكذلك عجز العارفين عن حملها ممّن مقامه يغلب عليه حالة الفناء فهو مقام ذاتي , فأخبر أنّ تلك الخلاصات عاجزة وغير صالحة لحمل شؤون الأمانة إذ أنّ مقام الأمانة مقام صفاتي وليس ذاتيا ولكن لا يمكن حمله من غير وجود الأسماء فلو كان الإنسان روحا شفّافا من غير جسد أرضي قائم فيه لعجز عن حملها ولو كان جسدا ترابيا من غير روح عاقلة لعجز أيضا عن حملها ولو كان قلبا مجرّدا من غير فكر لعجز فلمّا كانت السماوات والأرض والجبال أجساما جمادية فهي غير مرادة لعدم وجود العقل الأسمائي ولمّا كانت الملائكة غير ذات أجساد ترابية فغير قادرة على الخروج في عالم الأسماء لتروحنها ولمّا كانت الجنّ أيضا أجسادا نارية شفّافة غير طينيّة فهي غير قادرة على حملها فعلمنا أنّ من يحسن حملها من توفّرت فيه تلك الخلاصة من حيث الكمال الخلقي ويناقض الألوهية في أوصافها وذاتها وشؤونها من كلّ وجه فكانت الذات العليّة ليس كمثلها شيء فكذلك يكون الخليفة كلّ شيء كمثله فكان خلاصة الأكوان كقوله تعالى في الكثير من الآيات أنّ الكون منّا ونحن من الكون كقوله تعالى ( إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج ) وقوله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) أو كفي الطير من جانب آخر يقول تعالى ( ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) وكعيسى كمثل آدم خلقه من طين وهكذا في متعاكسات الكون فهو من بعضه بعض وكذلك حال المؤمنين وهذا يعطي الدلالة على الجمع الظاهر الذي سيوافقه الجمع الباطن فيما بعد فكذلك يكون الجمع الباطني من حيث تعدّد أوجه الشبه فيما بينهما فقد يكون الإنسان صاحب باطن ملائكي مثلا وقد يكون صاحب باطن إبليسي وهكذا فكلّ ما في الكون هو لنا صورة فتجد في البشر من حيث القلوب والأرواح من هم كالحجارة جمودا ومنهم من هم كالأنعام ومنهم من هم كالملائكة ومنهم من هم كالجبال رسوخا فهم صورة أفراد الكون في كلّ ذرّة ذرّة وفي هذا تفصيل طويل فعلومه كلّها موجودة في القرآن والسنّة


فحمل هذه الأمانة الإنسان عنهم فهو الخليفة فيهم وعليهم , فنحن خليفة الأكوان في إبايتها عن حملها كإباية الروح منك من غلب عليك الجذب أو إباية الجسم منك متى غلبت عليه الطينية وإباية العقل منك متى غلبت عليه الأقيسة أو إباية القلب متى غلبت عليك الضعف فيه فهذه وإن كانت فيها مقامات محمودة كرقّة القلب أو غلبان الجذب كأهل الكهف أو سلطان الحال كالخضر وغير ذلك فهذه مقدّماته فلا يمكن لصاحبها أن يكون خليفة بمعناها الكامل المراد في قوله تعالى ( إنّي جاعل في الأرض خليفة )


فعلمنا أنّ الخلافة لا ينالها إلاّ واحد بعد واحد فلا يمكن أن يكون هناك خليفتان في زمان واحد أبدا إذ لا يكون هناك جامعا إلاّ واحدا في كلّ زمان فهو المعطى لمقام الخلافة والأمانة فيعطيها حقّها وهو قائم في مقام عبوديته قياما كاملا كقوله عليه الصلاة والسلام ( والله لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها ) فلا ميل هنا ولا زيغ ولا عاطفة نفسية عنصرية أصلا بل هي عبودية محضة وخليفة الله تعالى في الأمانة التي عرضها كإنسان أو شخص مثلا تخلفه في ماله فمتى غدرت فقد ضيّعت تلك الأمانة فعوقبت جرّاء ذلك الإخلال بها فعلمنا أنّ السماوات والأرض والجبال أشفقت من حملها لعدم قدرتها على القيام بما تعطيه تلك الأمانة من حمل لشؤون الكون في ذرّاته ليقيموا فيه ميزان العدل الظاهر والباطن ويعرّفوا فيه ميزان الفضل ويرتّبوا المراتب كما رتّب عليه الصلاة والسلام الأشهر الحرم ودورة الزمان وقد أبان عن ذلك في قوله ( إنّما الله معطي وأنا قاسم ) أو ما في معناه كما ورد في الحديث من غير أن يتبادر للأذهان أنّه يفعل ذلك إستقلالا عن قيّومية الله تعالى وغناه به وهذا سنأتي على شرحه وتفصيله فليس هذا الأصل لأنّ هذا التخصيص أو التصريف ليس هو الأصل في معرفة حقائق الإله من حيث أوصافه ومعرفة ذاته سبحانه بل هو موصول بالعبودية التي هي الوصلة بين هذا وذاك فمتى حقّقت العبودية تبرّأت لا محالة من نسبة أي تصريف إليك فالعبودية هي البرزخ بين خلافتك حتّى لا تطغى بها وبين من خلّفك ( مازاغ البصر وما طغى ) فلو لا الواسطة كما قيل لذهب الموسوط فالواسطة هي العبودية فلو رفعت تلك العبودية لكان الأمر جلالا محضا فظهر الأسرار عيانا فترجع الأسماء إلى حضرة فيهلك الخليفة لأنّ حجاب النور هو المانع من ( أن يحرق كلّ شيء وقع عليه بصره ) والمراد بالنور حجاب الجمال المتمثّل في الحقيقة المحمّدية التي هي الواسطة وهو معنى العبودية لأنّ الواسطة هي العبد المحض فلو لا هذه العبودية المحضة لذهب الموسوط وهو الخلافة فإنّ الخلافة تحتمي بالعبودية ( ما فعلته عن أمري )


فنرجع هنا إلى تقرير سبب إباية السماوات والأرض والجبال عن حملها فيعطيك هذا أنّ نقص العبودية هي التي منعتهم من ذلك لأنّ عبوديتهم ناقصة بالمقارنة مع عبودية الإنسان وكذلك نقص عبودية كلّ من خلق الله تعالى بالمقارنة مع عبودية الإنسان الكامل الذي أنزل عليه القرآن صاحب الأمانة خليفة الله تعالى في أرضه وقد اختلف المفسّرون في المراد بالأمانة فأوّلوها بتآويل شتّى أغلبها تفاسير استشرافية تدور حول العين ولا تستغرقها بحسب ما ظهر لي والله أعلم
وسنزيد في شرح هذا المقام ....


ثمّ نفصّل أحوال النفس التي خرجت عن عبوديتها في هذا المقام بوجود أمراض ظلمانية وأحوال نفسية ومنها : الحسد , الحقد , الغشّ , الغرور , الأنانية , الدعوى , الشطح , الخيلاء , النفاق ... إلخ فسنشرحها إن شاء الله تعالى شرحا وافيا حتّى تُعلم تفصيلا حضرات هذه الأمراض وعلاقتها بالخلافة في إفسادها وإبطالها وأنّها حضرات إبليسية نفسية , ونذكر إن شاء الله مصدر حضراتها وكيفية علاجها وأنّ الخليفة في كلّ زمان لا يتلوّث فطريا بهذه الأمراض فهو صاحب المعدن السليم فهذا مقام المحبوبية وهو مقام أهل الخلافة فلا يكون المحبّ خليفة بل لا بدّ أن يكون محبوبا بداية فتطوى له المقامات كطي السجلّ للكتب فينشأ مجذوبا من غير جذب ظاهر عليه كما قال الجنيد لمّا سألوه عن عدم تواجده ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ الجبال ) فإنّ العلم حضرات متشابكة يفضي بعضها إلى بعض فعبارة أنّك تدخل إلى قصر كبير أو مدينة ذات أبواب يفضي بعضها إلى بعض لترابطها في الجمع مع وجود الفرق فيها فسبحان من جعل الكثرة في الجمع وجعل الجمع في الكثرة

يتبع ...






علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف صالح الفطناسي الإثنين 25 يوليو 2011 - 18:24

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد عبدك و رسولك
النبي الامي و على آله و صحبه و سلم

من ناج الله بدعاء فليكن دعاء عبادة لا دعاء اجابه

و من الادب ان يكون الدعاء ليس من قلب لاه غافل

ما فتح لك باب الطلب الا وضمن لك الاجابة

و لا اخالك يا اخ نعم الرفاق تركت العون من الله


فتركك فتوجهت الى غير الله يا اخي نعم الرفاق

سيدنا يوسف توجه الى غير الله في الخروج من السجن

فابتلاه بالمكث في السجن سنين عددا..فلما علم سيدنا يوسف

السبب بطل العجب
..
وهناك اشارة لطيفة يا اخي نعم الرفاق
من اصابته مصيبة ....فليرفعها الى الله دون غيره

يلقى الاجابه في سره ..بل بالوقت لمن كانت همته راقية

و سؤالك عن الخليفة قال مولانا الامام إسماعيل الهادفي

تنالوا منا بقدر رغبتكم فينا . والسادة الاجلاء يصححون كلامي ان كنت قد سهوت..

يا اخي نعم الرفاق كيف كانت رغبتكم في مولانا الامام
كيف كانت نظرتكم في مولانا الامام
كيف كان ادبكم مع مولانا الامام


مولانا الامام يغار على ابنائه...كيف وجدت سر قلبك
هل شعرت يوما ان مولانا الامام في بالك ان كانت الاجابة بنعم...
لماذا صحبت مولانا الامام
صورة ام معنى...الخلاصة الخلاصة هي الجواب عن سؤالك
من باب الفضول ..ربما ام ان كان من باب التصنع
الاجابة هي المعاملة ...المؤمن مرآة المؤمن
اذا كان قد رأيت في شخصي اني من الاحباب من الذين آمنوا
وكل الخصال الحميدة والمآثر الجميلة في شخصي
بشرط الصدق لان المجاملة نفاق يا اخي نعم الرفاق
والحقيقة انك تنظر في شخصكم والحقيقة انتم ولست انا
وفي الختام لا يسعني الا ان اوصيك ونفسي الى عزيز
فان لحوم الفقراء سم قاتل...والتعرض لهم والتنكير عليهم...من الشقاء

إذ انبعث أشقاها فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها...
استخر الله ان يدلك على الخليفة ..او ان تعمل بنصيحة مولانا
اكثر من تلاوة القرآن الكريم والصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم
تدرك ما اردت ان كانت هناك همة بل صدق الارادة
ثم اذا ارادك لشيئ هياك له
والا ان كنت اسماعليا فما شانك بالخليفة ربما كعلم...
يا اخي اقسم بالله لو دلوني على الخليفة..وعينوه لي بل الخليفة.ما ازددت
في شيخي اسماعيل الا تمكنا..فين كنت و فين اصبحت ...من ربح بابا فاليلازمه قد ربحت
من باب مولانا الامام.. اش نحب ثم ذلك من سوء الادب ولن تصفى لي
الامور الا بتصحيح النية والاعتقاد..اموت اسماعليا ولا يعنيني يا اخي انبعث حبي له
بل قذف الله حب بابا في قلبي ..ثم لا تعدو مقامك الى الخليفة الوارث الا باذن مولانا الامام

..قدس الله سره الغزيز

..

..وانه محسن لمن كاده كريم لمن قصده ...
لو لم يكن المنتدى عام وخاص لاظهرت لك منه معنى ...ثم على قدر العقول
تاتي الفحول اما والله ان اسمه الشريف ..لاح بالبرهان وقدره العزيز ساد قلوب
الاحبة ..اصمت ...وهذا ليس من شاني الدعوة ...
اغار عليها حين ترى الشمس وجهها بدون خمار والمحب غيور

و ا اعتقد الا خيرا من جناب الله وفيكم ...
. واسال الله حسن الختام لنا لكم و لجميع خلق الله فهم عيال الله
الملك ملكه والخلق عبيده

[وَلاَ تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ - وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظِّ عَظِيمٍ ]

و السلام اخي نعم الرفاق لازالت شموع تضيئ طريقي
صالح الفطناسي
صالح الفطناسي

ذكر عدد الرسائل : 398
العمر : 53
الموقع : ahlensali@yahoo.fr
العمل/الترفيه : ..و يعفو عن كثير .إذا تــذكــرتَ " عــمــارا " وســيـرتـه فـافـخـر بــنـا إنـنـا أحـفـاد " عـمـار"
المزاج : قلق ذو شجن....
تاريخ التسجيل : 04/11/2010

http://ahlensali@yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف أبو أويس الخميس 28 يوليو 2011 - 12:21

علي كتب:

المقام الأوّل :


قال الله تعالى : ( إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )


هذه الآية من الأسرار المتعلّقة بماهية الخليفة وخطر ما أنيط به من حمل للأمانة فإنّ السماوات والأرض والجبال أبت أن تحملها لإشفاقها منها والإعتراف بعدم قدرتها على حملها , ففيه بداية الإشارة أنّ السماوات عالمها علوي فعجز العالم العلوي عن حملها وكذلك عجز الأرض فعالمها سفلي عن حملها ثمّ أثبت عجز الجبال لأنّ مقامها ( وتجلّى ربّه للجبل فجعله دكّا وخرّ موسى صعقا ) فالمراد أن عجز الجبل عن الثبات خلال التجلّي مدعاة للعجز كما قال تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله ) فلا حراك له ولا تصريف ولا تعريف , فهو في الشاهد كأنّه يخبر عن عجز الملائكة أهل التصريف في السماء وعجز الجنّ أهل التصريف في الأرض ومنهم إبليس عن حملها وكذلك عجز العارفين عن حملها ممّن مقامه يغلب عليه حالة الفناء فهو مقام ذاتي , فأخبر أنّ تلك الخلاصات عاجزة وغير صالحة لحمل شؤون الأمانة إذ أنّ مقام الأمانة مقام صفاتي وليس ذاتيا ولكن لا يمكن حمله من غير وجود الأسماء فلو كان الإنسان روحا شفّافا من غير جسد أرضي قائم فيه لعجز عن حملها ولو كان جسدا ترابيا من غير روح عاقلة لعجز أيضا عن حملها ولو كان قلبا مجرّدا من غير فكر لعجز فلمّا كانت السماوات والأرض والجبال أجساما جمادية فهي غير مرادة لعدم وجود العقل الأسمائي ولمّا كانت الملائكة غير ذات أجساد ترابية فغير قادرة على الخروج في عالم الأسماء لتروحنها ولمّا كانت الجنّ أيضا أجسادا نارية شفّافة غير طينيّة فهي غير قادرة على حملها فعلمنا أنّ من يحسن حملها من توفّرت فيه تلك الخلاصة من حيث الكمال الخلقي ويناقض الألوهية في أوصافها وذاتها وشؤونها من كلّ وجه فكانت الذات العليّة ليس كمثلها شيء فكذلك يكون الخليفة كلّ شيء كمثله فكان خلاصة الأكوان كقوله تعالى في الكثير من الآيات أنّ الكون منّا ونحن من الكون كقوله تعالى ( إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج ) وقوله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) أو كفي الطير من جانب آخر يقول تعالى ( ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) وكعيسى كمثل آدم خلقه من طين وهكذا في متعاكسات الكون فهو من بعضه بعض وكذلك حال المؤمنين وهذا يعطي الدلالة على الجمع الظاهر الذي سيوافقه الجمع الباطن فيما بعد فكذلك يكون الجمع الباطني من حيث تعدّد أوجه الشبه فيما بينهما فقد يكون الإنسان صاحب باطن ملائكي مثلا وقد يكون صاحب باطن إبليسي وهكذا فكلّ ما في الكون هو لنا صورة فتجد في البشر من حيث القلوب والأرواح من هم كالحجارة جمودا ومنهم من هم كالأنعام ومنهم من هم كالملائكة ومنهم من هم كالجبال رسوخا فهم صورة أفراد الكون في كلّ ذرّة ذرّة وفي هذا تفصيل طويل فعلومه كلّها موجودة في القرآن والسنّة


فحمل هذه الأمانة الإنسان عنهم فهو الخليفة فيهم وعليهم , فنحن خليفة الأكوان في إبايتها عن حملها كإباية الروح منك من غلب عليك الجذب أو إباية الجسم منك متى غلبت عليه الطينية وإباية العقل منك متى غلبت عليه الأقيسة أو إباية القلب متى غلبت عليك الضعف فيه فهذه وإن كانت فيها مقامات محمودة كرقّة القلب أو غلبان الجذب كأهل الكهف أو سلطان الحال كالخضر وغير ذلك فهذه مقدّماته فلا يمكن لصاحبها أن يكون خليفة بمعناها الكامل المراد في قوله تعالى ( إنّي جاعل في الأرض خليفة )


فعلمنا أنّ الخلافة لا ينالها إلاّ واحد بعد واحد فلا يمكن أن يكون هناك خليفتان في زمان واحد أبدا إذ لا يكون هناك جامعا إلاّ واحدا في كلّ زمان فهو المعطى لمقام الخلافة والأمانة فيعطيها حقّها وهو قائم في مقام عبوديته قياما كاملا كقوله عليه الصلاة والسلام ( والله لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها ) فلا ميل هنا ولا زيغ ولا عاطفة نفسية عنصرية أصلا بل هي عبودية محضة وخليفة الله تعالى في الأمانة التي عرضها كإنسان أو شخص مثلا تخلفه في ماله فمتى غدرت فقد ضيّعت تلك الأمانة فعوقبت جرّاء ذلك الإخلال بها فعلمنا أنّ السماوات والأرض والجبال أشفقت من حملها لعدم قدرتها على القيام بما تعطيه تلك الأمانة من حمل لشؤون الكون في ذرّاته ليقيموا فيه ميزان العدل الظاهر والباطن ويعرّفوا فيه ميزان الفضل ويرتّبوا المراتب كما رتّب عليه الصلاة والسلام الأشهر الحرم ودورة الزمان وقد أبان عن ذلك في قوله ( إنّما الله معطي وأنا قاسم ) أو ما في معناه كما ورد في الحديث من غير أن يتبادر للأذهان أنّه يفعل ذلك إستقلالا عن قيّومية الله تعالى وغناه به وهذا سنأتي على شرحه وتفصيله فليس هذا الأصل لأنّ هذا التخصيص أو التصريف ليس هو الأصل في معرفة حقائق الإله من حيث أوصافه ومعرفة ذاته سبحانه بل هو موصول بالعبودية التي هي الوصلة بين هذا وذاك فمتى حقّقت العبودية تبرّأت لا محالة من نسبة أي تصريف إليك فالعبودية هي البرزخ بين خلافتك حتّى لا تطغى بها وبين من خلّفك ( مازاغ البصر وما طغى ) فلو لا الواسطة كما قيل لذهب الموسوط فالواسطة هي العبودية فلو رفعت تلك العبودية لكان الأمر جلالا محضا فظهر الأسرار عيانا فترجع الأسماء إلى حضرة فيهلك الخليفة لأنّ حجاب النور هو المانع من ( أن يحرق كلّ شيء وقع عليه بصره ) والمراد بالنور حجاب الجمال المتمثّل في الحقيقة المحمّدية التي هي الواسطة وهو معنى العبودية لأنّ الواسطة هي العبد المحض فلو لا هذه العبودية المحضة لذهب الموسوط وهو الخلافة فإنّ الخلافة تحتمي بالعبودية ( ما فعلته عن أمري )


فنرجع هنا إلى تقرير سبب إباية السماوات والأرض والجبال عن حملها فيعطيك هذا أنّ نقص العبودية هي التي منعتهم من ذلك لأنّ عبوديتهم ناقصة بالمقارنة مع عبودية الإنسان وكذلك نقص عبودية كلّ من خلق الله تعالى بالمقارنة مع عبودية الإنسان الكامل الذي أنزل عليه القرآن صاحب الأمانة خليفة الله تعالى في أرضه وقد اختلف المفسّرون في المراد بالأمانة فأوّلوها بتآويل شتّى أغلبها تفاسير استشرافية تدور حول العين ولا تستغرقها بحسب ما ظهر لي والله أعلم
وسنزيد في شرح هذا المقام ....


ثمّ نفصّل أحوال النفس التي خرجت عن عبوديتها في هذا المقام بوجود أمراض ظلمانية وأحوال نفسية ومنها : الحسد , الحقد , الغشّ , الغرور , الأنانية , الدعوى , الشطح , الخيلاء , النفاق ... إلخ فسنشرحها إن شاء الله تعالى شرحا وافيا حتّى تُعلم تفصيلا حضرات هذه الأمراض وعلاقتها بالخلافة في إفسادها وإبطالها وأنّها حضرات إبليسية نفسية , ونذكر إن شاء الله مصدر حضراتها وكيفية علاجها وأنّ الخليفة في كلّ زمان لا يتلوّث فطريا بهذه الأمراض فهو صاحب المعدن السليم فهذا مقام المحبوبية وهو مقام أهل الخلافة فلا يكون المحبّ خليفة بل لا بدّ أن يكون محبوبا بداية فتطوى له المقامات كطي السجلّ للكتب فينشأ مجذوبا من غير جذب ظاهر عليه كما قال الجنيد لمّا سألوه عن عدم تواجده ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ الجبال ) فإنّ العلم حضرات متشابكة يفضي بعضها إلى بعض فعبارة أنّك تدخل إلى قصر كبير أو مدينة ذات أبواب يفضي بعضها إلى بعض لترابطها في الجمع مع وجود الفرق فيها فسبحان من جعل الكثرة في الجمع وجعل الجمع في الكثرة

يتبع ...



للرفع والمتابعة
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف احمد الخميس 28 يوليو 2011 - 22:56

بسم الله الرحمان الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و سلم
سيدى صالح الفطناسى كتب ((سيدنا يوسف توجه الى غير الله في الخروج من السجن

فابتلاه بالمكث في السجن سنين عددا))
سيدى الفاضل و اخى فى الله اشكرك على التوضيح لسيدى فراق انما هذه العبارة أرى ان تحذف تادبا مع انبياء الله عليهم السلام..
و" سامحنى انت ادرى منى بهذا الشان "
احمد
احمد

ذكر عدد الرسائل : 28
العمر : 37
العمل/الترفيه : طالب جامعى
المزاج : هادئ
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف صالح الفطناسي الجمعة 29 يوليو 2011 - 12:04

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد عبدك و رسولك
النبي الامي و على آله و صحبه وسلم

انما انا ذلك الدخيل المتطفل
واشكرك سيدي احمد على ما تفضلت به
من معنى ..وانما اردت ان اسرد من القصة
عبرة وقصص القرآن الكريم كلها دستور ومنهج حياة
.
و الخلاصة سيدي احمد
ان سيدنا يوسف لم يخطئ حاشا وكلا
فالعصمة لا تكون الا لنبي
وانما تعليم القرآن لنا ان نتعظ

.وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا
.

اياك اعني فاسمع يا جارة
.

.وما
أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله
ما يلقي الشيطان، ثم يحكم الله آياته، والله عليم حكيم، ليجعل ما يلقي الشيطان
فتنة للذين في قلوبهم مرض
.

فسيدنا يوسف كله عبادة و كله على العناية من الرحمة الاهية

ثم يحكم الله آياته..
..




حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّيْبَانِيُّ
، ثنا عَاصِمُ بْنُ
عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ
، ثنا أَبُو بَكْرٍ
النَّهْشَلِيُّ
، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ
, قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَمْسًا فَلَمَّا انْصَرَفَ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَزِيدَ فِي الصَّلاةِ ؟ قَالَ
:
"
لا " . قَالُوا
: فَإِنَّكَ صَلَّيْتَ خَمْسًا . قَالَ : " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ ، وَأَذْكُرُ كَمَا
تَذْكُرُونَ " , فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ


عن عن عن عن ...


تلتمس من
سماع الاسماءالبركة


وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي لغفور رحيم

و بارك الله فيك .

صالح الفطناسي
صالح الفطناسي

ذكر عدد الرسائل : 398
العمر : 53
الموقع : ahlensali@yahoo.fr
العمل/الترفيه : ..و يعفو عن كثير .إذا تــذكــرتَ " عــمــارا " وســيـرتـه فـافـخـر بــنـا إنـنـا أحـفـاد " عـمـار"
المزاج : قلق ذو شجن....
تاريخ التسجيل : 04/11/2010

http://ahlensali@yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف احمد الجمعة 29 يوليو 2011 - 23:00

بسم الله الرحمان الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم
بارك الله فيك سيدى صالح الفطناسى على التوضيح لهذه المسالة
احمد
احمد

ذكر عدد الرسائل : 28
العمر : 37
العمل/الترفيه : طالب جامعى
المزاج : هادئ
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty الفطناسي

مُساهمة من طرف فراق الإثنين 1 أغسطس 2011 - 2:15

يا سي الفنطاسي...تزعم

تزعم أنك لن تزداد إلا تشبثا بشيخك..........مات
عثمان فاين أنت من علي المغوار


هل سترجأ كما أرجأ أجدادك...أم ستصطف مع معاوية
يوم الطف...أم ستُحكم الامام


القرآن و انت أجهل الناس به...فيالله للحب و
الوفاء...حب يفرق و وفاء يخبُث...


هذا فراق بيني و بينك.....و لا أدعي رؤية القبس
و لا أدعي بناء الجدار...


إنما انا عبد ربي...لا أتأدب بأدب الفقراء...و
مَن إذن للأغنياء.....انا يا طالح


لا أبالي إلا بأهل القبلة .......و لا أرى للعقل
مكانا مني إذا نزلت بالتصوف


إلى الرواية...أنا لا أدعيه فهو جوهر المعاني و
أصل فروع الاواني...


و ما انا شئت أو أبيت إلا مظهر تعيناته و مهبط
وحيه...فقد اوحى للنحل


و أنا زوج ملكة النحل...بل خادم عز مولاتي لأبد
الآبدين....لا أفنى حين


تفنى...و لا يعز عليها ما تراه عزيزا...فإن رضت
على حب لها.......


و إن تاهت يا طالح عن عاشقها..لا ينفع في وصلها
والله شي....


إن الكريم إذا وهب ما سلب...و الوهب كل
الوهب...حين تمنع...


سأعود لك لاحقا..و سأنطق لك العجماء ذات
البيان...مع علمي


و تيقني من بلاهة عقلك و سفاهة رايك...


إن غدا لناظره
قريب..............................
فراق
فراق

ذكر عدد الرسائل : 35
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 23/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف أبو أويس الإثنين 1 أغسطس 2011 - 9:47

اللهم ثبت الايمان في قلوبنا
ولا تجعل الدنيا اكبر همنا
و لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا
وكره الينا الفسق والعصيان
وحبب الينا الطريق بالايمان
ولا تجعلنا فتنة للذين آمنوا

أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف صالح الفطناسي الإثنين 1 أغسطس 2011 - 13:27

]بسم الله الرحمن الرحيم
سلام قولا من رب رحيم

يا سي الفنطاسي...تزعم

..اعجبتني ...الفطناسي بدل الفنطاسي

و خطؤك صواب لان
الفنطاس حوض كبير بالمركب



يجعلون فيه السمك...قد الهمك الله الصواب فاشكر الله..

و ان كنت مضمرا
فكل ما تات به ...قد تشايه عليك...


تزعم أنك لن تزداد إلا تشبثا
بشيخك....


......مات
عثمان فاين أنت من علي المغوار


شيخي
قد انتقل.وهو حي في قلب من احبه




الكل يموت



مثل
الحي الذي يذكرربه و الذي لا يذكر



كمثل
الحي من الميت



اخي نعم الرفاق لو جئتني .. و هذا لا يكون ..


تمشي على الهواء و على الماء و تنفق من الغيب


و انت على بركة عظيمة تجتمع بالكابر من الاولياء..


ما جئت خلفك و ما اتبعت خطاك اموت ولا اتبعك


اتدري لماذا


القاعدة تقول


الزم بابا واحدا تفتح لك الابواب و الزم سيدا واحدا تخضع
لك الرقاب



العبد الضعيف قلبا و قالبا ملازم عتبة شيخي إسماعيل
الهادفي قدس الله سره ..



القرآن و انت أجهل الناس به...فيالله
للحب و

الوفاء...حب يفرق و وفاء يخبُث...



..انا سنلقي
عليك قولا ثقيلا ....



انا جاهل في نفسي كيف لا اكون جهولا بجهلي


هذا فراق بيني و بينك... قرآن كريم


..و لا أدعي رؤية القبس
و لا أدعي بناء الجدار...



الزم بيتك حتى ياذن الله لك بالتسول على اعتاب اهل
الله...


و ان جاءك الاذن
فانت لست شقي...


إنما انا عبد ربي. . قد تمكن العدو من ادراجك فانساك الله


عوض ان تقول عبد الله
فالاسم يمحيه ...و لا محو


انك من المنظرين...

.لا أتأدب
بأدب الفقراء...
يا ايها الناس
انتم الفقراء الى الله


لا ادب معك .. اذن معك حسن الادب..

و
مَن إذن للأغنياء.
...


..انك تدخل البيوت من شبابيكها ما دام الابواب موصدة....


.انا يا طالح

صدقت قد
ناديتني....


لا أبالي إلا بأهل القبلة
.....


..و لا أرى للعقل
مكانا مني إذا نزلت بالتصوف


إلى الرواية...أنا لا أدعيه
فهو جوهر المعاني و

أصل فروع الاواني...


و ما انا شئت أو أبيت إلا
مظهر تعيناته و مهبط

وحيه...فقد اوحى للنحل




وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجرة ومما
يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف
ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون


هل قمت برسالة النحل.....

و أنا زوج ملكة النحل. جمع
الزنابير



..بل خادم عز مولاتي لأبد
الآبدين....لا أفنى حين



تفنى...و لا يعز عليها ما
تراه عزيزا...فإن رضت

على حب لها


..قد تكلم العدو بلسانك ..احرس ان يستبسلك ..

ركن بيتي حديد سقف بيتي حجر

فاعصفي يا رياح و اهطلي يا مطر



اقول له زيدا فيفهم خالدا و يكتبه
بشرا و يقرؤه عمرا
[/center]
صالح الفطناسي
صالح الفطناسي

ذكر عدد الرسائل : 398
العمر : 53
الموقع : ahlensali@yahoo.fr
العمل/الترفيه : ..و يعفو عن كثير .إذا تــذكــرتَ " عــمــارا " وســيـرتـه فـافـخـر بــنـا إنـنـا أحـفـاد " عـمـار"
المزاج : قلق ذو شجن....
تاريخ التسجيل : 04/11/2010

http://ahlensali@yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاسن التعريف في علوم التصريف  Empty رد: محاسن التعريف في علوم التصريف

مُساهمة من طرف فراق الثلاثاء 2 أغسطس 2011 - 1:54

والله إني لأعلم أنك لن ترى الحق حقا...و الباطل
باطلا...لان الباطل مزهوق


و الحق متروك...فما اجمل أن أجد مثل بلاهتك و ما
أصبرني على


طخيتك العمياء....


لن تخرس يا طالح حتى تعصر لسيدك الخمر...ألا إن
للباطل صولة


و للحق دولة...فانتظر...فإنك من المنظرين


شيخك حي في قلبك...فهل يتسع قلب من هو مثلك لمن
هو مثله..


ألا تبت أياديك...ما أصغرك و ما أعظمه و ما
أجهلك و ما أعلمه..


عليم لأنه تربع على عرش قلب من هو مثله...


و من هو مثله..لا يقبل قطعا...من يكذب على سيده...


قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين...


و الله و تالله إني لأرى أعمق حجر من نفسك
اللئيمة...وقد هوى


في قعر أنانيتك و بحار كبرك النتن....


تزعم أن حب إسماعيل العظيم في قلبك...و هل أخرجك
حبه من بحور


ظلماتك...أم زينت لك شقيقتك أمرا.....


يا عباد الله افتوني في من يدعي ان حب إسماعيل
القطب الغوث الفرد


إمام زمانه و علم القرب في الله...لم ينفعه بل
انزله منزل الجاهلين


أفتوني ...هل من الحكمة في شيء أن أنسب الظلمة
لشيخي...


أقلتم كيف...أجل كيف أكون بعيدا في ضلالي و أنا
أحمل إسماعيل


نور السماوات و الارض..أو لم تدلك محبتك الى
شيخك...أم مكر


بك بعد مكرك به...و هو خير الماكرين


نعم أنت مضلل و تظن أنك على خير...


يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم
ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون
فراق
فراق

ذكر عدد الرسائل : 35
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 23/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى