مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالأحد 5 مايو 2024 - 1:02 من طرف الطالب

» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا

» هدية اليوم
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس

» حكمة شاذلية
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس

» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس

» لم طال زمن المعركة هذه المرة
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالسبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس

» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس

» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
بيانات في التّصوّف Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية


بيانات في التّصوّف

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

بيانات في التّصوّف Empty بيانات في التّصوّف

مُساهمة من طرف ابو سيف السبت 19 مارس 2011 - 20:18


بسم الله الرّحمان الرّحيم

والصّلاة والسّلام على المبعُوث للنّاس كافة بشيرا ونذيرا وعلى آله ومن تبعهم بإحسن إلى يوم الدّيـــــــــــن

بيانــات في التّصـــوّف

ما دامت النّظرة الصّافيّة عن التّصوّف تعصُمُ عن الإنجراف في تيّارات مُعاديّة على غير بصيرة وبما أنّ علم التّصوّف أو فنّ التّصوّف أوالرّكن الثّالث للدّين الإسلامي كما جاء في الحديث المعلوم في الصّحاح الستّة من حديث جبريل عليه السّلام من رواية سيّدنا عمر رضي الله عنه
ومن هنا يتّضح أنّ ركن التّصوّف مُطالبٌ به كلُّ إنسان مطالب بالدّين وهو أشرف الفُنُون لأنّ موضوعه في تزكيّة النّفس وصفاء القلب وجلائه وهذه منية كلّ مُتديّن بأن يلقى الله بقلب سليم قال تعالى.(إلاّ من أتى الله بقلب سليم). الآبـــــــــة
والتّصوّف فنٌّ ككُلّ الفُنُنون لابدّ من أخده على أهله وإلا لم يكن تصوّفا ولا يكفي قراءته في الكُتب ولكن لابدّ من ممارسته كرياضة على يد شيخ عارف لأنّه نزعةٌ روحيّة وهو يتّجه أساسا إلى مُخاطبة القلوب وتصحيح أعمالُها فهو تخلُّقٌ وسلُوكٌ ووالتّخلُّقُ يقتضي تصحيح النّيّات الباعثة على الأعمال بحيث تأتي هذه الأعمال مُحقّقةٌ لمعنى الإخلاص يقول الله تعالى. (إلاّ الذّين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا لله فؤلائك مع المُؤمنين وسوف يُؤتي المُؤمنين أجرا عظيما) الآية ويقول تعالى (
وما أُمروا إلاّ ليعبدوا الله مُخلصين له الدّين )الآيــــــــة
وبداية الطّريق إلى الله تعالى مُجاهدة النّفس وبين المُجاهدة والمعرفة ينتقل الصّوفيّ في المقامات والأحوال كالتّوبة والزّهد والورع والصّبر والرّضا والتّوكّل والصّدق واليقين ومحبّة الله ورسول هو الأُنس منه فحال قبض وآخر بسط وجمال وجلال وخوف ورجاء وفناء وبقاء ولذلك ..قيل
(من ذاق عرف)
الصّوفيّة لاينكرون العقل ووظئفه الشّريعة كما قال عنهم بعض المُنكُرين فالتّكليف الشّرعيّ ينبني على العقل وما سار عبدٌ إلى الله تعالى إلاّ كان أوّلُ منازل سيره القيام بالحدود من فعل بالأوامر ووانتهاء عن المنهيات
والتّصوّف منهجٌ للتّربية يهدف إلى التّرقّي بالنّفس أخلاقيّا ليصل العبد الى الكمال الخُلُقيّ والمعرفة بالله على ضوءها ورد في كتاب الله وسُنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم ومن الذين دنّسوا فنّ التّصوّف وكثيرا ما هُم المُستشرقين الّذين كان سبب إستشراقهم ودرسهم الّلغة العربيّة إلاّ التّدليس والدّسُ للإسلام وما الغريب إلاّ من تأثّر بأقوالهم التّي منها أنّ التّصوّف أجنبيّ عن الإسلام هنديّ أو فارسيّ أو مسيحي أو يُونانيّ لوجود بعض التّشابه من حديث المجاهدات النّفسيّة أمّا من عرف تدليسهم حتّى الأُوروبيون عدلوا عن الأخذ من مصادر المستشرقين لأنّها مزيّفة
أمّا التّصوّف فنجد أهله كالقشيريّ مثلا يؤربط كلّ باب من أبواب رسالته في التّصوّف بالآيات القُرآنيّة والأحاديث النّبويّة التّي يستند إليها الباب وكذلك يفعل الطّوسيّ في كتابه (اللّمع )والمكيّ في كتابه (قوتُ القُلوب)و والغزالي في كتابه (الإحياء لعلوم الدّين).والتّصوّف يثبتُ للإنسان المُمارس له التّحوّل فمن مقام النّفس الأمّارة بالسّوء إلى مقام العقل فبعدما كان العبد كالحيوان إذا أراد الأكل أكل بقطع النّظر عن كيفية الأكل وإذا أراد أن يُجامع كذلك فسلطان العقل إذا سُلّط مُعزّزا بالشّرع على النّفس فينتقل العبد من مقام النّفس إلى مقام العقل فبعد أن كان شبيها بالحيوان يصير إنسانا يُحكّمُ عقله المتابع للّشرع الحكيم في هذا الفعل هل هوّ حلال أم حرام ومن العقل المُضيء بالشّرع يعرف العبد أن له نقصٌ ويجب إتمامه وذلك بأن يجد نفسه ناقصا في أفعاله الشّرعيّة كالصّلاة مثلا يصلّي وقلبه في غنمه ويعطي الزّكاة وقلبه مُفعمٌ برؤية صدقته وفضله على غيره وفي الحجّ أنّه في تلك البقاع وكأنّه سائح وليس في قلبه مثقال ذرّة من خشية الله ورسوله
فإذا أحسّ العبد هذا النّقص ذهب مسرعا لإتمام نقصهعلى يد شيخ بارع ليريه رُعونات نفسه ويُلقّنه أوراد تعينه على جلاء صحيفة قلبه حتّى تصفو له المرآة ..علـــيــه نــصـّـي====راجيا إتــــمام نـــقـــصــي وهكذا ينتقل العبد من مقام العقل إلى القلب ومنه إلى الرّوح ومنه إلى السّر ولا يكون هذا إلاّ على يد المُرشد المُعين الذّيهوّ سرطٌ في صحّة التّصوّف وكما أنّ المُرشد أوّل شرط في التّصوّف فالمجاهدة مجاهدة النّفس هيّ الشّرط الذّي يليه قــــال تـــعالى

==والذّين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلنا وأنّ الله لمع المُحســـنـــين==ا
وكما أنّ الهادي والمُرشد ضروريّفي فنّ التّصوّف وكذلك حلقاته للعلم والذّكر ضروريّة على شرط أن تكون على أصُول الشّريعة المُحمّديّة


يـــتــبــع






ابو سيف
ابو سيف

ذكر عدد الرسائل : 36
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 23/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بيانات في التّصوّف Empty رد: بيانات في التّصوّف

مُساهمة من طرف ابو سيف الإثنين 21 مارس 2011 - 11:30

ابو سيف كتب:

بسم الله الرّحمان الرّحيم

والصّلاة والسّلام على المبعُوث للنّاس كافة بشيرا ونذيرا وعلى آله ومن تبعهم بإحسن إلى يوم الدّيـــــــــــن

بيانــات في التّصـــوّف

ما دامت النّظرة الصّافيّة عن التّصوّف تعصُمُ عن الإنجراف في تيّارات مُعاديّة على غير بصيرة وبما أنّ علم التّصوّف أو فنّ التّصوّف أوالرّكن الثّالث للدّين الإسلامي كما جاء في الحديث المعلوم في الصّحاح الستّة من حديث جبريل عليه السّلام من رواية سيّدنا عمر رضي الله عنه
ومن هنا يتّضح أنّ ركن التّصوّف مُطالبٌ به كلُّ إنسان مطالب بالدّين وهو أشرف الفُنُون لأنّ موضوعه في تزكيّة النّفس وصفاء القلب وجلائه وهذه منية كلّ مُتديّن بأن يلقى الله بقلب سليم قال تعالى.(إلاّ من أتى الله بقلب سليم). الآبـــــــــة
والتّصوّف فنٌّ ككُلّ الفُنُنون لابدّ من أخده على أهله وإلا لم يكن تصوّفا ولا يكفي قراءته في الكُتب ولكن لابدّ من ممارسته كرياضة على يد شيخ عارف لأنّه نزعةٌ روحيّة وهو يتّجه أساسا إلى مُخاطبة القلوب وتصحيح أعمالُها فهو تخلُّقٌ وسلُوكٌ ووالتّخلُّقُ يقتضي تصحيح النّيّات الباعثة على الأعمال بحيث تأتي هذه الأعمال مُحقّقةٌ لمعنى الإخلاص يقول الله تعالى. (إلاّ الذّين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا لله فؤلائك مع المُؤمنين وسوف يُؤتي المُؤمنين أجرا عظيما) الآية ويقول تعالى (
وما أُمروا إلاّ ليعبدوا الله مُخلصين له الدّين )الآيــــــــة
وبداية الطّريق إلى الله تعالى مُجاهدة النّفس وبين المُجاهدة والمعرفة ينتقل الصّوفيّ في المقامات والأحوال كالتّوبة والزّهد والورع والصّبر والرّضا والتّوكّل والصّدق واليقين ومحبّة الله ورسول هو الأُنس منه فحال قبض وآخر بسط وجمال وجلال وخوف ورجاء وفناء وبقاء ولذلك ..قيل
(من ذاق عرف)
الصّوفيّة لاينكرون العقل ووظئفه الشّريعة كما قال عنهم بعض المُنكُرين فالتّكليف الشّرعيّ ينبني على العقل وما سار عبدٌ إلى الله تعالى إلاّ كان أوّلُ منازل سيره القيام بالحدود من فعل بالأوامر ووانتهاء عن المنهيات
والتّصوّف منهجٌ للتّربية يهدف إلى التّرقّي بالنّفس أخلاقيّا ليصل العبد الى الكمال الخُلُقيّ والمعرفة بالله على ضوءها ورد في كتاب الله وسُنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم ومن الذين دنّسوا فنّ التّصوّف وكثيرا ما هُم المُستشرقين الّذين كان سبب إستشراقهم ودرسهم الّلغة العربيّة إلاّ التّدليس والدّسُ للإسلام وما الغريب إلاّ من تأثّر بأقوالهم التّي منها أنّ التّصوّف أجنبيّ عن الإسلام هنديّ أو فارسيّ أو مسيحي أو يُونانيّ لوجود بعض التّشابه من حديث المجاهدات النّفسيّة أمّا من عرف تدليسهم حتّى الأُوروبيون عدلوا عن الأخذ من مصادر المستشرقين لأنّها مزيّفة أمّا التّصوّف فنجد أهله كالقشيريّ مثلا يؤربط كلّ باب من أبواب رسالته في التّصوّف بالآيات القُرآنيّة والأحاديث النّبويّة التّي يستند إليها الباب وكذلك يفعـــل الطّوســيّ في كتــابه (اللّمع )والمكــيّ في كتابه (قوتُ القُلوب)و والغزالي في كتابه (الإحياء لعلوم الدّين).والتّصوّف يثبتُ للإنسان المُمارس له التّحوّل فمن مقام النّفس الأمّارة بالسّوء إلى مقام العقل فبعدما كان العبد كالحيوان إذا أراد الأكل أكل بقطع النّظر عن كيفية الأكل وإذا أراد أن يُجامع كذلك فسلطان العقل إذا سُلّط مُعزّزا بالشّرع على النّفس فينتقل العبد من مقام النّفس إلى مقام العقل فبعد أن كان شبيها بالحيوان يصير إنسانا يُحكّمُ عقله المتابع للّشرع الحكيم في هذا الفعل هل هوّ حلال أم حرام ومن العقل المُضيء بالشّرع يعرف العبد أن له نقصٌ ويجب إتمامه وذلك بأن يجد نفسه ناقصا في أفعاله الشّرعيّة كالصّلاة مثلا يصلّي وقلبه في غنمه ويعطي الزّكاة وقلبه مُفعمٌ برؤية صدقته وفضله على غيره وفي الحجّ أنّه في تلك البقاع وكأنّه سائح وليس في قلبه مثقال ذرّة من خشية الله ورسوله فإذا أحسّ العبد هذا النّقص ذهب مسرعا لإتمام نقصهعلى يد شيخ بارع ليريه رُعونات نفسه ويُلقّنه أوراد تعينه على جلاء صحيفة قلبه حتّى تصفو له المرآة (علـيه نـصّـي==راجيا إتــمام نـــقـــصـي)
وهكذا ينتقل العبد من مقام العقل إلى القلب ومنه إلى الرّوح ومنه إلى السّر ولا يكون هذا إلاّ على يد المُرشد المُعين الذّي هوّ سرطٌ في صحّة التّصوّف وكما أنّ المُرشد أوّل شرط في التّصوّف فالمجاهدة مجاهدة النّفس هيّ الشّرط الذّي يليه قــــال تـــعالى

(والذّين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلنا وأنّ الله لمع المُحســـنـــين)
وكما أنّ الهادي والمُرشد ضروريّ في فنّ التّصوّف وكذلك حلقاته للعلم والذّكر ضروريّة على شرط أن تكون على أصُول الشّريعة المُحمّديّة
وبما أنّ عصرنا ماديّ لابد بمقابلة بما يُكافؤه بالتّربيّة الصّوفيّة التّي تدعُم بالذوق الإيماني فالكلمة وحدها لا تكفي ولا بدّ من ذوق و بالإخبات إلى الله تعالى والجأر إليه والإبتهال فهذا ما ينقل العبد من حالة دنيّة إلى خحلة عُلية في الصّلاح
ومفاتيح النّفس البشريّة إنّما هيّ في هذه التّربيّة وأُصُولُها وقواعدها لأنّ الصّوفيّة همُ الذين ورثوا عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم تربيّة النّفس وتزكيّتها وتخصّصوا لذلك وتفرّغوا له فما لم يأخذ الإنسان عنهم تبقى نفسُه بعيدة عن الحال النّبويّة لأنّ الصّوفيّة همُ الّذين ملكوا العلم التّي تتهذّب به النّفوس في علاقاتها مع الله تعالى وفي ما سوى ذلك من القدرة على التّعامل مع النّاس والتّصوّف وحده القادر على الإيجاد العبد الكامل الذّي يقوم بفرائض العُبُوديّة لله تعالى والعبد الذي يُقدّم أعظم العطاء في باب التّعامل مع الخلق فلو كان المسلمون كلّهم مُمارسين للتّصوّف لكانت مجتمعاتنا كلّها أدب وتراحم وعطف ومحبّة ومودّة وإيثار ولُطف كما كان عليه السّلف وإنّما غرّ النّاس قولهم لي في كتاب الله وسنّة رسوله ما يُغنيني عن الإتّباع للمرشد المُعين على المُجاهدة فأصبحوا في ذلك كمن بقرأ كتب الطبّ فيجد كلّ الأمراض والعلل ودواؤها أمّا كيفية صُنع الأدويّة وكيفيّة إستعمالها فهذا ما يعوزُهم
أمّا التّصوّف فهو العلم الخاص الذّي يشفي بترياقه من الأمراض القلبيّة
فكيف تنتقل أيها العبد من غفلاتك على مولاك الذّهوّ معك وكيف تحسّ بمعيّة الله ومن الشّرود إلى إلتزام روابط على نفسك
ومن مرض النّفس والقلب إلى جلائهما وصفاهما فهذا الإنسان له بفس وعقل وقلب وروح وسرّ ولكلّ منهم عوالم غريبة عجيبة لاتنكشف إلاّ بالسير إلى الله تعالى عالى طريق شيخ عارفٌ بالله تعالى وهطا السّبير ضروريّ لبيعرف العبد ذاته ومانطوى عليه وهو الطّريق الوحيد للمعرفىة الحقيقيّة الذّوقيّة فالعبد يجهل الكثير عن نفسه فضلا عن ربّه لهذا وجب على العبد أن يعرف نفسه وما ذلك إلاّ بالسيّير في طريق الله وعلى قدر درجات الإستعداد فبي السّير تكون المعرفة والسّير إلى الله تعالى يقتضيه التّنفيذ الواعي الحكيم لأوامر الله عزّ وجلّ والذّي لايعرف أُصُول السّير إلى الله والغاية منه يفُوته الكثير من تنفيذ الأوامر الإلاهيّة كقوله تعالى(واذكُر إسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلا) الآيــــة وكقوله تعالى أيضا
(ياأيها الذّين آمنوا أُذكُرُوا الله ذكرا كثيرا) الآيــــة وكقوله عليه الصّلاة والسّلام (أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك)الحـــديث وبما أنّ أوّلُ واجب على العبد معرفة ربّه وهذه المعرفة مُقيّدة بمعرفة النّفس فمن عرف نفسه عرف ربّه وكلّ النّاس تدّعي معرفة النّفس باعتقادهم وأنّها ذاته التّي يراها في المرآة فهذا خطأٌ فنفسك يُعرّفك إيّاها الشّيخ المُربّي حال إتّصالك به بصق ونيّة وعزم صادق في الوصول إليها (جد صادق تجد مُرشدا)ا

يتبع






ابو سيف
ابو سيف

ذكر عدد الرسائل : 36
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 23/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بيانات في التّصوّف Empty رد: بيانات في التّصوّف

مُساهمة من طرف ابو سيف الإثنين 21 مارس 2011 - 22:56

بسم الله الرّحمان
الرّحيم


والصّلاة والسّلام على المبعُوث للنّاس كافة بشيرا
ونذيرا وعلى آله ومن تبعهم بإحسن إلى يوم الدّيـــــــــــن

بيانــات في التّصـــوّف

ما دامت النّظرة الصّافيّة عن التّصوّف تعصُمُ عن
الإنجراف في تيّارات مُعاديّة على غير بصيرة وبما أنّ علم التّصوّف أو فنّ
التّصوّف أوالرّكن الثّالث للدّين الإسلامي كما جاء في الحديث المعلوم في الصّحاح
الستّة من حديث جبريل عليه السّلام من رواية سيّدنا عمر رضي الله عنه
ومن هنا يتّضح أنّ ركن التّصوّف مُطالبٌ به كلُّ إنسان
مطالب بالدّين وهو أشرف الفُنُون لأنّ موضوعه في تزكيّة النّفس وصفاء القلب وجلائه
وهذه منية كلّ مُتديّن بأن يلقى الله بقلب سليم قال تعالى.
(إلاّ
من أتى الله بقلب سليم).
الآبـــــــــة
والتّصوّف فنٌّ ككُلّ
الفُنُنون لابدّ من أخده على أهله وإلا لم يكن تصوّفا ولا يكفي قراءته في الكُتب
ولكن لابدّ من ممارسته كرياضة على يد شيخ عارف لأنّه نزعةٌ روحيّة وهو يتّجه أساسا
إلى مُخاطبة القلوب وتصحيح أعمالُها فهو تخلُّقٌ وسلُوكٌ ووالتّخلُّقُ يقتضي تصحيح
النّيّات الباعثة على الأعمال بحيث تأتي هذه الأعمال مُحقّقةٌ لمعنى الإخلاص يقول
الله تعالى
. (إلاّ الذّين تابوا وأصلحوا واعتصموا
بالله وأخلصوا لله فؤلائك مع المُؤمنين وسوف يُؤتي المُؤمنين أجرا عظيما)
الآية ويقول تعالى (وما أُمروا إلاّ ليعبدوا الله مُخلصين له الدّين )الآيــــــــة
وبداية الطّريق إلى الله تعالى مُجاهدة النّفس وبين
المُجاهدة والمعرفة ينتقل الصّوفيّ في المقامات والأحوال كالتّوبة والزّهد والورع
والصّبر والرّضا والتّوكّل والصّدق واليقين ومحبّة الله ورسول هو الأُنس منه فحال
قبض وآخر بسط وجمال وجلال وخوف ورجاء وفناء وبقاء ولذلك ..قيل
(من ذاق عرف)
الصّوفيّة لاينكرون العقل
ووظئفه الشّريعة كما قال عنهم بعض المُنكُرين فالتّكليف الشّرعيّ ينبني على العقل
وما سار عبدٌ إلى الله تعالى إلاّ كان أوّلُ منازل سيره القيام بالحدود من فعل
بالأوامر ووانتهاء عن المنهيات

والتّصوّف منهجٌ للتّربية يهدف إلى التّرقّي بالنّفس
أخلاقيّا ليصل العبد الى الكمال الخُلُقيّ والمعرفة بالله على ضوءها ورد في كتاب
الله وسُنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم ومن الذين دنّسوا فنّ التّصوّف وكثيرا ما
هُم المُستشرقين الّذين كان سبب إستشراقهم ودرسهم الّلغة العربيّة إلاّ التّدليس
والدّسُ للإسلام وما الغريب إلاّ من تأثّر بأقوالهم التّي منها أنّ التّصوّف
أجنبيّ عن الإسلام هنديّ أو فارسيّ أو مسيحي أو يُونانيّ لوجود بعض التّشابه من
حديث المجاهدات النّفسيّة أمّا من عرف تدليسهم حتّى الأُوروبيون عدلوا عن الأخذ من
مصادر المستشرقين لأنّها مزيّفة أمّا التّصوّف فنجد أهله كالقشيريّ مثلا يؤربط كلّ
باب من أبواب رسالته في التّصوّف بالآيات القُرآنيّة والأحاديث النّبويّة التّي
يستند إليها الباب وكذلك يفعـــل الطّوســيّ في كتــابه
(اللّمع )والمكــيّ في كتابه (قوتُ القُلوب)و والغزالي في كتابه (الإحياء
لعلوم الدّين)
.والتّصوّف يثبتُ للإنسان المُمارس
له التّحوّل فمن مقام النّفس الأمّارة بالسّوء إلى مقام العقل فبعدما كان العبد
كالحيوان إذا أراد الأكل أكل بقطع النّظر عن كيفية الأكل وإذا أراد أن يُجامع كذلك
فسلطان العقل إذا سُلّط مُعزّزا بالشّرع على النّفس فينتقل العبد من مقام النّفس
إلى مقام العقل فبعد أن كان شبيها بالحيوان يصير إنسانا يُحكّمُ عقله المتابع
للّشرع الحكيم في هذا الفعل هل هوّ حلال أم حرام ومن العقل المُضيء بالشّرع يعرف
العبد أن له نقصٌ ويجب إتمامه وذلك بأن يجد نفسه ناقصا في أفعاله الشّرعيّة
كالصّلاة مثلا يصلّي وقلبه في غنمه ويعطي الزّكاة وقلبه مُفعمٌ برؤية صدقته وفضله
على غيره وفي الحجّ أنّه في تلك البقاع وكأنّه سائح وليس في قلبه مثقال ذرّة من
خشية الله ورسوله فإذا أحسّ العبد هذا النّقص ذهب مسرعا لإتمام نقصهعلى يد شيخ
بارع ليريه رُعونات نفسه ويُلقّنه أوراد تعينه على جلاء صحيفة قلبه حتّى تصفو له
المرآة
(علـيه نـصّـي==راجيا إتــمام
نـــقـــصـي)
وهكذا ينتقل العبد من مقام
العقل إلى القلب ومنه إلى الرّوح ومنه إلى السّر ولا يكون هذا إلاّ على يد المُرشد
المُعين الذّي هوّ سرطٌ في صحّة التّصوّف وكما أنّ المُرشد أوّل شرط في التّصوّف
فالمجاهدة مجاهدة النّفس هيّ الشّرط الذّي يليه قــــال تـــعالى

(والذّين جاهدوا فينا لنهدينّهم
سُبُلنا وأنّ الله لمع المُحســـنـــين)

وكما أنّ الهادي والمُرشد ضروريّ في فنّ التّصوّف وكذلك
حلقاته للعلم والذّكر ضروريّة على شرط أن تكون على أصُول
الشّريعة المُحمّديّة
وبما أنّ عصرنا ماديّ لابد
بمقابلة بما يُكافؤه بالتّربيّة الصّوفيّة التّي تدعُم بالذوق الإيماني فالكلمة
وحدها لا تكفي ولا بدّ من ذوق و بالإخبات إلى الله تعالى والجأر إليه والإبتهال
فهذا ما ينقل العبد من حالة دنيّة إلى خحلة عُلية في الصّلاح

ومفاتيح النّفس البشريّة إنّما هيّ في هذه التّربيّة
وأُصُولُها وقواعدها لأنّ الصّوفيّة همُ الذين ورثوا عن الرّسول صلّى الله عليه
وسلّم تربيّة النّفس وتزكيّتها وتخصّصوا لذلك وتفرّغوا له فما لم يأخذ الإنسان
عنهم تبقى نفسُه بعيدة عن الحال النّبويّة لأنّ الصّوفيّة همُ الّذين ملكوا العلم
التّي تتهذّب به النّفوس في علاقاتها مع الله تعالى وفي ما سوى ذلك من القدرة على
التّعامل مع النّاس والتّصوّف وحده القادر على الإيجاد العبد الكامل الذّي يقوم
بفرائض العُبُوديّة لله تعالى والعبد الذي يُقدّم أعظم العطاء في باب التّعامل مع
الخلق فلو كان المسلمون كلّهم مُمارسين للتّصوّف لكانت مجتمعاتنا كلّها أدب وتراحم
وعطف ومحبّة ومودّة وإيثار ولُطف كما كان عليه السّلف وإنّما غرّ النّاس قولهم لي
في كتاب الله وسنّة رسوله ما يُغنيني عن الإتّباع للمرشد المُعين على المُجاهدة
فأصبحوا في ذلك كمن بقرأ كتب الطبّ فيجد كلّ الأمراض والعلل ودواؤها أمّا كيفية
صُنع الأدويّة وكيفيّة إستعمالها فهذا ما يعوزُهم
أمّا التّصوّف فهو العلم الخاص الذّي يشفي بترياقه من
الأمراض القلبيّة
فكيف تنتقل أيها العبد من غفلاتك على مولاك الذّهوّ معك
وكيف تحسّ بمعيّة الله ومن الشّرود إلى إلتزام روابط على نفسك
ومن مرض النّفس والقلب إلى جلائهما وصفاهما فهذا الإنسان
له بفس وعقل وقلب وروح وسرّ ولكلّ منهم عوالم غريبة عجيبة لاتنكشف إلاّ بالسير إلى
الله تعالى عالى طريق شيخ عارفٌ بالله تعالى وهطا السّبير ضروريّ لبيعرف العبد
ذاته ومانطوى عليه وهو الطّريق الوحيد للمعرفىة الحقيقيّة الذّوقيّة فالعبد يجهل
الكثير عن نفسه فضلا عن ربّه لهذا وجب على العبد أن يعرف نفسه وما ذلك إلاّ
بالسيّير في طريق الله وعلى قدر درجات الإستعداد فبي السّير تكون المعرفة والسّير
إلى الله تعالى يقتضيه التّنفيذ الواعي الحكيم لأوامر الله عزّ وجلّ والذّي لايعرف
أُصُول السّير إلى الله والغاية منه يفُوته الكثير من تنفيذ الأوامر الإلاهيّة
كقوله تعالى
(واذكُر إسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلا) الآيــــة وكقوله تعالى أيضا
(ياأيها الذّين آمنوا
أُذكُرُوا الله ذكرا كثيرا)
الآيــــة وكقوله عليه الصّلاة والسّلام (أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك)الحـــديث وبما أنّ أوّلُ واجب على العبد معرفة ربّه وهذه
المعرفة مُقيّدة بمعرفة النّفس فمن عرف نفسه عرف ربّه وكلّ النّاس تدّعي معرفة
النّفس باعتقادهم وأنّها ذاته التّي يراها في المرآة فهذا خطأٌ فنفسك يُعرّفك
إيّاها الشّيخ المُربّي حال إتّصالك به بصق ونيّة وعزم صادق في الوصول إليها
(جد صادق تجد مُرشدا)ا
فإن صدّقت بأنّك في أصل خلقتك
حينما كنت روحا فقط كانت هذه عارفة بالله تعالى مُقرّة له بالعُبوديّة حتّى روح
الكافر ومُعترفة بأنّ ربّها هو الذي خلقها قال تعالى
(وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذُرّيتهم وأشهدهم على
أنفسهم ألستُ بربّكم قالوا بــلا)
الأيـــة
قال أُبي بن كعب رضي الله تعالى عنه جمعهم فجعلهم أرواحا
ثمّ صوّرهم واستنطقهم فتكلّموا ثُمّ أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم
قالوا بلا أي نعم زهذه الرّوح لمّا اختلطت بالبدن ورُكّزت في هذا البدن وغرائز
لدوام وخوجه غلبت هذه الغرائز الشّهوانية على البدن وتناسى العبد الرّوحانية
واستعصم بالفوائد الحسيّة التّي تعود على بدنه بالرّاحة ونسي ما خُلق من أجله وهي
معرفة ربّه بإرجاع العبد إلى ربّه
ابو سيف
ابو سيف

ذكر عدد الرسائل : 36
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 23/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بيانات في التّصوّف Empty رد: بيانات في التّصوّف

مُساهمة من طرف ابو سيف الأربعاء 23 مارس 2011 - 18:51

ابو سيف كتب:بسم الله الرّحمان
الرّحيم


والصّلاة والسّلام على المبعُوث للنّاس كافة بشيرا
ونذيرا وعلى آله ومن تبعهم بإحسن إلى يوم الدّيـــــــــــن

بيانــات في التّصـــوّف

ما دامت النّظرة الصّافيّة عن التّصوّف تعصُمُ عن
الإنجراف في تيّارات مُعاديّة على غير بصيرة وبما أنّ علم التّصوّف أو فنّ
التّصوّف أوالرّكن الثّالث للدّين الإسلامي كما جاء في الحديث المعلوم في الصّحاح
الستّة من حديث جبريل عليه السّلام من رواية سيّدنا عمر رضي الله عنه
ومن هنا يتّضح أنّ ركن التّصوّف مُطالبٌ به كلُّ إنسان
مطالب بالدّين وهو أشرف الفُنُون لأنّ موضوعه في تزكيّة النّفس وصفاء القلب وجلائه
وهذه منية كلّ مُتديّن بأن يلقى الله بقلب سليم قال تعالى.
(إلاّ
من أتى الله بقلب سليم).
الآبـــــــــة
والتّصوّف فنٌّ ككُلّ
الفُنُنون لابدّ من أخده على أهله وإلا لم يكن تصوّفا ولا يكفي قراءته في الكُتب
ولكن لابدّ من ممارسته كرياضة على يد شيخ عارف لأنّه نزعةٌ روحيّة وهو يتّجه أساسا
إلى مُخاطبة القلوب وتصحيح أعمالُها فهو تخلُّقٌ وسلُوكٌ ووالتّخلُّقُ يقتضي تصحيح
النّيّات الباعثة على الأعمال بحيث تأتي هذه الأعمال مُحقّقةٌ لمعنى الإخلاص يقول
الله تعالى
. (إلاّ الذّين تابوا وأصلحوا واعتصموا
بالله وأخلصوا لله فؤلائك مع المُؤمنين وسوف يُؤتي المُؤمنين أجرا عظيما)
الآية ويقول تعالى (وما أُمروا إلاّ ليعبدوا الله مُخلصين له الدّين )الآيــــــــة
وبداية الطّريق إلى الله تعالى مُجاهدة النّفس وبين
المُجاهدة والمعرفة ينتقل الصّوفيّ في المقامات والأحوال كالتّوبة والزّهد والورع
والصّبر والرّضا والتّوكّل والصّدق واليقين ومحبّة الله ورسول هو الأُنس منه فحال
قبض وآخر بسط وجمال وجلال وخوف ورجاء وفناء وبقاء ولذلك ..قيل
(من ذاق عرف)
الصّوفيّة لاينكرون العقل
ووظئفه الشّريعة كما قال عنهم بعض المُنكُرين فالتّكليف الشّرعيّ ينبني على العقل
وما سار عبدٌ إلى الله تعالى إلاّ كان أوّلُ منازل سيره القيام بالحدود من فعل
بالأوامر ووانتهاء عن المنهيات

والتّصوّف منهجٌ للتّربية يهدف إلى التّرقّي بالنّفس
أخلاقيّا ليصل العبد الى الكمال الخُلُقيّ والمعرفة بالله على ضوءها ورد في كتاب
الله وسُنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم ومن الذين دنّسوا فنّ التّصوّف وكثيرا ما
هُم المُستشرقين الّذين كان سبب إستشراقهم ودرسهم الّلغة العربيّة إلاّ التّدليس
والدّسُ للإسلام وما الغريب إلاّ من تأثّر بأقوالهم التّي منها أنّ التّصوّف
أجنبيّ عن الإسلام هنديّ أو فارسيّ أو مسيحي أو يُونانيّ لوجود بعض التّشابه من
حديث المجاهدات النّفسيّة أمّا من عرف تدليسهم حتّى الأُوروبيون عدلوا عن الأخذ من
مصادر المستشرقين لأنّها مزيّفة أمّا التّصوّف فنجد أهله كالقشيريّ مثلا يؤربط كلّ
باب من أبواب رسالته في التّصوّف بالآيات القُرآنيّة والأحاديث النّبويّة التّي
يستند إليها الباب وكذلك يفعـــل الطّوســيّ في كتــابه
(اللّمع )والمكــيّ في كتابه (قوتُ القُلوب)و والغزالي في كتابه (الإحياء
لعلوم الدّين)
.والتّصوّف يثبتُ للإنسان المُمارس
له التّحوّل فمن مقام النّفس الأمّارة بالسّوء إلى مقام العقل فبعدما كان العبد
كالحيوان إذا أراد الأكل أكل بقطع النّظر عن كيفية الأكل وإذا أراد أن يُجامع كذلك
فسلطان العقل إذا سُلّط مُعزّزا بالشّرع على النّفس فينتقل العبد من مقام النّفس
إلى مقام العقل فبعد أن كان شبيها بالحيوان يصير إنسانا يُحكّمُ عقله المتابع
للّشرع الحكيم في هذا الفعل هل هوّ حلال أم حرام ومن العقل المُضيء بالشّرع يعرف
العبد أن له نقصٌ ويجب إتمامه وذلك بأن يجد نفسه ناقصا في أفعاله الشّرعيّة
كالصّلاة مثلا يصلّي وقلبه في غنمه ويعطي الزّكاة وقلبه مُفعمٌ برؤية صدقته وفضله
على غيره وفي الحجّ أنّه في تلك البقاع وكأنّه سائح وليس في قلبه مثقال ذرّة من
خشية الله ورسوله فإذا أحسّ العبد هذا النّقص ذهب مسرعا لإتمام نقصهعلى يد شيخ
بارع ليريه رُعونات نفسه ويُلقّنه أوراد تعينه على جلاء صحيفة قلبه حتّى تصفو له
المرآة
(علـيه نـصّـي==راجيا إتــمام
نـــقـــصـي)
وهكذا ينتقل العبد من مقام
العقل إلى القلب ومنه إلى الرّوح ومنه إلى السّر ولا يكون هذا إلاّ على يد المُرشد
المُعين الذّي هوّ سرطٌ في صحّة التّصوّف وكما أنّ المُرشد أوّل شرط في التّصوّف
فالمجاهدة مجاهدة النّفس هيّ الشّرط الذّي يليه قــــال تـــعالى

(والذّين جاهدوا فينا لنهدينّهم
سُبُلنا وأنّ الله لمع المُحســـنـــين)

وكما أنّ الهادي والمُرشد ضروريّ في فنّ التّصوّف وكذلك
حلقاته للعلم والذّكر ضروريّة على شرط أن تكون على أصُول
الشّريعة المُحمّديّة
وبما أنّ عصرنا ماديّ لابد
بمقابلة بما يُكافؤه بالتّربيّة الصّوفيّة التّي تدعُم بالذوق الإيماني فالكلمة
وحدها لا تكفي ولا بدّ من ذوق و بالإخبات إلى الله تعالى والجأر إليه والإبتهال
فهذا ما ينقل العبد من حالة دنيّة إلى خحلة عُلية في الصّلاح

ومفاتيح النّفس البشريّة إنّما هيّ في هذه التّربيّة
وأُصُولُها وقواعدها لأنّ الصّوفيّة همُ الذين ورثوا عن الرّسول صلّى الله عليه
وسلّم تربيّة النّفس وتزكيّتها وتخصّصوا لذلك وتفرّغوا له فما لم يأخذ الإنسان
عنهم تبقى نفسُه بعيدة عن الحال النّبويّة لأنّ الصّوفيّة همُ الّذين ملكوا العلم
التّي تتهذّب به النّفوس في علاقاتها مع الله تعالى وفي ما سوى ذلك من القدرة على
التّعامل مع النّاس والتّصوّف وحده القادر على الإيجاد العبد الكامل الذّي يقوم
بفرائض العُبُوديّة لله تعالى والعبد الذي يُقدّم أعظم العطاء في باب التّعامل مع
الخلق فلو كان المسلمون كلّهم مُمارسين للتّصوّف لكانت مجتمعاتنا كلّها أدب وتراحم
وعطف ومحبّة ومودّة وإيثار ولُطف كما كان عليه السّلف وإنّما غرّ النّاس قولهم لي
في كتاب الله وسنّة رسوله ما يُغنيني عن الإتّباع للمرشد المُعين على المُجاهدة
فأصبحوا في ذلك كمن بقرأ كتب الطبّ فيجد كلّ الأمراض والعلل ودواؤها أمّا كيفية
صُنع الأدويّة وكيفيّة إستعمالها فهذا ما يعوزُهم
أمّا التّصوّف فهو العلم الخاص الذّي يشفي بترياقه من
الأمراض القلبيّة
فكيف تنتقل أيها العبد من غفلاتك على مولاك الذّهوّ معك
وكيف تحسّ بمعيّة الله ومن الشّرود إلى إلتزام روابط على نفسك
ومن مرض النّفس والقلب إلى جلائهما وصفاهما فهذا الإنسان
له بفس وعقل وقلب وروح وسرّ ولكلّ منهم عوالم غريبة عجيبة لاتنكشف إلاّ بالسير إلى
الله تعالى عالى طريق شيخ عارفٌ بالله تعالى وهطا السّبير ضروريّ لبيعرف العبد
ذاته ومانطوى عليه وهو الطّريق الوحيد للمعرفىة الحقيقيّة الذّوقيّة فالعبد يجهل
الكثير عن نفسه فضلا عن ربّه لهذا وجب على العبد أن يعرف نفسه وما ذلك إلاّ
بالسيّير في طريق الله وعلى قدر درجات الإستعداد فبي السّير تكون المعرفة والسّير
إلى الله تعالى يقتضيه التّنفيذ الواعي الحكيم لأوامر الله عزّ وجلّ والذّي لايعرف
أُصُول السّير إلى الله والغاية منه يفُوته الكثير من تنفيذ الأوامر الإلاهيّة
كقوله تعالى
(واذكُر إسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلا) الآيــــة وكقوله تعالى أيضا
(ياأيها الذّين آمنوا
أُذكُرُوا الله ذكرا كثيرا)
الآيــــة وكقوله عليه الصّلاة والسّلام (أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك)الحـــديث وبما أنّ أوّلُ واجب على العبد معرفة ربّه وهذه
المعرفة مُقيّدة بمعرفة النّفس فمن عرف نفسه عرف ربّه وكلّ النّاس تدّعي معرفة
النّفس باعتقادهم وأنّها ذاته التّي يراها في المرآة فهذا خطأٌ فنفسك يُعرّفك
إيّاها الشّيخ المُربّي حال إتّصالك به بصق ونيّة وعزم صادق في الوصول إليها
(جد صادق تجد مُرشدا)ا
فإن صدّقت بأنّك في أصل خلقتك
حينما كنت روحا فقط كانت هذه عارفة بالله تعالى مُقرّة له بالعُبوديّة حتّى روح
الكافر ومُعترفة بأنّ ربّها هو الذي خلقها قال تعالى
(وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذُرّيتهم وأشهدهم على
أنفسهم ألستُ بربّكم قالوا بــلا)
الأيـــة
قال أُبي بن كعب رضي الله تعالى عنه جمعهم فجعلهم أرواحا
ثمّ صوّرهم واستنطقهم فتكلّموا ثُمّ أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم
قالوا بلا أي نعم زهذه الرّوح لمّا اختلطت بالبدن ورُكّزت في هذا البدن وغرائز
لدوام وخوجه غلبت هذه الغرائز الشّهوانية على البدن وتناسى العبد الرّوحانية
واستعصم بالفوائد الحسيّة التّي تعود على بدنه بالرّاحة ونسي ما خُلق من أجله وهي
معرفة ربّه بإرجاع العبد إلى رُوحانيّته ليس بلأمر السّهل ولا يتقُنُها كلّ إنسان بل لا يقدرعليها إلاّ الخاصة الذّين إختارهم الله تعالى لأن يكونوا من أهل حضرته مع أنّ كلّ الخلق مطابون بالرّجوع الرّوحيّ إلى معرفة الله تعالى وهذا يستدعي مجالسة مع أهل الفنّ الصّوفيّة أهل الله الذّاكرين قال تعالى (وتوكّل على الحيّ الذّي لايموت وسبّح بحمده وكفى به بذُنُوب عباده خبيرا الذّي خلق السّماوات و الأرض وما بينهما في ستّة أيّام ثُمّ استوى على العرش الرّحمان فاسأل به خبيرا)ا
فمن هوّ هذا الخبير إنّه الشّيخ العارف يالله الذّي يُوصّل العبد إلى مولاه
ووصّى لقمان إبنه بقوله تعالى ..(واتّبع سبيل من أناب إلي ..) والأخذ عن رجال الله الطريق والذّكر الكثير والإنقطاع إلى الله تعالى هوّ طريق العودة إلى الرّوحانيّة ومن حيث علمت أنّ نفسك هيّ مجموعة غرائزك المجموعة في فطرتك كالغضب والحقد والحسد والشّهوة والحرص والبخل وحبّ الذّات هذه هيّ النّفس ومن أين لك أن تدخل لهذه الغرائز المركّزة فيك باطنيّا وتنتزعها لتُصبج نفسك لوّامة بعد أن كانت أمّارة وبعد ذلك تُصبح مُطمئنّة وراضية ومرضيّة وملهمة وكاملة
إنّك إن قصدت ذلك بنفسك تكون بمثابة إنسان بقصُدُ نزع علّة باطنيّة في رئتيه إو كبده بيديه ثُمذ لمّا علمت عن نفسك ما عرفت فاعرف عن قلبك بعض الشّيء فالقلب يمرض ويقسو ويصيبه الختم والرّان والطّبع وتتملّكه الشّياطين فيصبح وكرا لها فاثسمع لقول الله تعالى (إنّها لاتعمى الأبصار ولاكن تعمى القلوب التّي في الصّدور) ولقوله تعالى أيضا ليجعل ما يُلقي الشيطان فتنة للّذين في قلوبهم مرض والقاسيّة قلوبهم ..)وقوله تعالى (..ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاو)..فإذا علمت بأنّ القلب تعتريه هذه العلل فماذا ترتقب بمعالجتها وهل الإنسان إذا أحسّ بعلّة يتهاون في معالجتها رغم قصر الحياة الدّنيا أمّا من مات وقلبه على هاته الأوصاف فحباته الأُخرى أطول في معانات هذه العلل
-
ابو سيف
ابو سيف

ذكر عدد الرسائل : 36
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 23/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بيانات في التّصوّف Empty رد: بيانات في التّصوّف

مُساهمة من طرف متيقظ الخميس 24 مارس 2011 - 9:23

بارك الله فيك سيدي أبو سيف لقد أمتعتنا وحركت فينا نوازع الجد ودوافع المجاهدة كلام منسق واسلوب ممتع وترتيب في الأفكار رائع ومعلومات قيمة نسأل الله أن نتجاوز الحديث على المناهج الى التطبيق وركوب الصعاب للوصول الى المبتغى ونحط الرحال عند حضرة العلي الأعلى
متيقظ
متيقظ

ذكر عدد الرسائل : 107
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 03/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بيانات في التّصوّف Empty ملحق بيانات في التّصوّف

مُساهمة من طرف ابو سيف الثلاثاء 29 مارس 2011 - 17:59

مّلخق لما سبق من بيانات في التّصوّف
فعالم القلب واسع ومرضه وصحّته يتوقّف عليهما خراب الدّنيا والآخرة أو عمارهما ولإصلاحه يحتاج العبد الى ثلاثة
علــــم =عمـــل=وصُحبة ..

فالعلم ليعرف العبد المرض من الصّحة
والعمل لإنهاء المرض
والصّحبة لإستمرار الهمّة في السّير إلى نهاية الحياة وبالذّكر والمذاكرة لكي يلقى الله بقلب سليم
وكيف يفقه قلبك أيها العبد عن الله بدون ما ذكرته لك وكيف يكون ضبطك على مُقتضى حكم الله في الأوامر وحقوقه فعليك بتقويّة إرادتك الخيريّة
( جد صادقا تجد مُرشدا )ا
وفي الحكم لابن عطاء الله الإسكندريّ رضي الله عنه ( أصل كلّ معصيّة وشهوة وغفلة الرّضا عن النّفس وأصلُ كلّ طاعة ويقظة وعفّة عدمُ الرّضا عن النّفس ولإن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خيرٌ لك من عالم يرضى عن نفسه )ا
فأيّ علم لعالم يرضى عن نفسه وأيّ جهل لجاهل لايرضى عن نفسه
أصول الأخلاق المذمومة ثـــلاثــة
الرّضــــا عن النـــفس
خوف الخـــلق
وهمّ الرّزق
ويتولّد عن الرّضا عن النّفس
الشّهوة
الغفلة
والمعصيّة
ومن الثّاني
الغضب
والحقد
والحسد
ومن الثّالث
الخرص
الطمع
والبخل
وعدم الرّضا عن النّفس ينفي جميع هذه الأمراض وما دمنا في ذكر الأمراض فاعلم أنّ كلّ نفس بشريّة معجونة في فطرتهم هذه الأمراض ما عدا الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام ( الكبر والعجب والفخروالخُيلاء والغش والبُغض والحرص والأمل والحقد والحسد والضّجر والهلع والطّمع والجمع والمنع والجُبن والجهل والكسل والبذاء والجفاء واتّباع الهوى والإزدراء والإستهزاء والتّمنّي والتّرفع والحدّة والسّبعة والطّيش والمراء والتّحكّم والظّلم والعداوة والمنازعة والمعاندة والمخالفة والمغالبة والمزاحمة والغيبة والبهتان والكذب والنّميمة والتّوحّش وسوء الظّن والمهاجرة واللّؤم والوقاحة والغدر والخيانة والفجور والشّماتة )ا
هذه نفسك أيها الإنسان شئت أم أبيت ورضيت أم كرهت فهذا البعض من أخلاقها فما عليك إلاّ بالمجاهدة للفرار منها وانتزاعها من باطنك كما تسارع لأمراضك الحسّية ومن لم بسعى في مداوات هذه العلل لاتزيده مرور الأيّام إلاّإدبارا وابتعادا عن ربّه عزّ وجلّ إلى أن يلقاه بها وقد قال تعالى في محكم تنزيله
(ونفس وما يسوّاها فألهمها فُجُورها وتقواها قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها ) الآيـــــة
وبإمكان الإنسان إن يسلك طريق التّصوّف الذّي هوّ وحده الكفيل لعلاج النّفس فكما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثه الله تعالى إلى الأمّة جمعاء ليزكّي أنفسهم فكذلك ورثته أهل السّلوك ورثوا عنه صلاح النّفوس وتزكيتها
إلاّ أنّ كلمة عالم تشمل حتّى الذّي صنع المُتفجّرات لإهلاك الأُمم ولشمول هذه الكلمة إدّعى بعض من علم شيئا وغابت عنه أشياء بالعلم وحجبه هذا عن معرفة نفسه فضلا عن معرفة ربّه قال الله تعالى
(كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكّيكم ويُعلّمكم الكتاب والحكمة) الآيــــــة
فمن هذا تدرك انّ تزكيّة النّفس تحتاج إلى مرشد وإلى مجاهدة من قبل صاحبها فوجود المُرشد بلا مجاهدة لا يكفي في تزكيّة النّفس ومجاهدة بلا مرشد كذلك لاتكفي فلا بدّ منهما معا فعن إبن عمر رضي الله عنهما قال ..(كنتُ عند النّبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم إذ جاءه حرملة بن زيد فجلس بين يديه فقال يا رسول الله الإيمان ها هنا وأشار إلى لسانه والنّفاق هاهنا وأشار إلى صدره ولا نذكر الله إلاّ قليلا فسكت عنه النّبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم فردّد عليه ذلك حرملة فأخذ صلّى الله عليه وسلّم بطرف حرملة وقال..اللّهمّ إجعل له لسانا صادقا وقلبا شاكرا وارزقه حبّي وحبّ من يُحبّني وصيّر أمره إلى الخير ..فقال حرملة يا رسول الله إنّ لي إخوانا منافقين كنتُ فيهم رأسا ألا أدلّك عليهم فقال صلّى الله تعالى عليه وسلّم..من جاءنا كما جئتنا إستغفرنا له كما استغفرتا لك ومن أصرّ على دينه فالله أولى به ولا تخرق على أحد سترا..)
ولنشرح هذا الحديث رغم وُضُوحه
أوّلا..وُجُود خُصُوصيّة سينا محمّد صلّى الله تعالى عليه وسلّم فلولا وُجُوده ما جاء حرملة
ثانيا ..مجيىء حرملة الذّي ركّز عليه سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم فلولا مجيء حرملة وسعيه للحصول على ذلك ماانتزع النّفاق من قلبه
ثالثا..وكيف لو أنّه لم يأتي وبقي مستترا عليه ما فيه من العيوب فسوف يلقى الله بها
بتبع إن شاء الله تعالى



ابو سيف
ابو سيف

ذكر عدد الرسائل : 36
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 23/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بيانات في التّصوّف Empty رد: بيانات في التّصوّف

مُساهمة من طرف ابو سيف الخميس 31 مارس 2011 - 12:06

ابو سيف كتب:
مّلخق لما سبق من بيانات في التّصوّف
فعالم القلب واسع ومرضه وصحّته يتوقّف عليهما خراب الدّنيا والآخرة أو عمارهما ولإصلاحه يحتاج العبد الى ثلاثة
علــــم =عمـــل=وصُحبة ..

فالعلم ليعرف العبد المرض من الصّحة
والعمل لإنهاء المرض
والصّحبة لإستمرار الهمّة في السّير إلى نهاية الحياة وبالذّكر والمذاكرة لكي يلقى الله بقلب سليم
وكيف يفقه قلبك أيها العبد عن الله بدون ما ذكرته لك وكيف يكون ضبطك على مُقتضى حكم الله في الأوامر وحقوقه فعليك بتقويّة إرادتك الخيريّة
( جد صادقا تجد مُرشدا )ا
وفي الحكم لابن عطاء الله الإسكندريّ رضي الله عنه ( أصل كلّ معصيّة وشهوة وغفلة الرّضا عن النّفس وأصلُ كلّ طاعة ويقظة وعفّة عدمُ الرّضا عن النّفس ولإن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خيرٌ لك من عالم يرضى عن نفسه )ا
فأيّ علم لعالم يرضى عن نفسه وأيّ جهل لجاهل لايرضى عن نفسه
أصول الأخلاق المذمومة ثـــلاثــة
الرّضــــا عن النـــفس
خوف الخـــلق
وهمّ الرّزق
ويتولّد عن الرّضا عن النّفس
الشّهوة
الغفلة
والمعصيّة
ومن الثّاني
الغضب
والحقد
والحسد
ومن الثّالث
الخرص
الطمع
والبخل
وعدم الرّضا عن النّفس ينفي جميع هذه الأمراض وما دمنا في ذكر الأمراض فاعلم أنّ كلّ نفس بشريّة معجونة في فطرتهم هذه الأمراض ما عدا الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام ( الكبر والعجب والفخروالخُيلاء والغش والبُغض والحرص والأمل والحقد والحسد والضّجر والهلع والطّمع والجمع والمنع والجُبن والجهل والكسل والبذاء والجفاء واتّباع الهوى والإزدراء والإستهزاء والتّمنّي والتّرفع والحدّة والسّبعة والطّيش والمراء والتّحكّم والظّلم والعداوة والمنازعة والمعاندة والمخالفة والمغالبة والمزاحمة والغيبة والبهتان والكذب والنّميمة والتّوحّش وسوء الظّن والمهاجرة واللّؤم والوقاحة والغدر والخيانة والفجور والشّماتة )ا
هذه نفسك أيها الإنسان شئت أم أبيت ورضيت أم كرهت فهذا البعض من أخلاقها فما عليك إلاّ بالمجاهدة للفرار منها وانتزاعها من باطنك كما تسارع لأمراضك الحسّية ومن لم بسعى في مداوات هذه العلل لاتزيده مرور الأيّام إلاّإدبارا وابتعادا عن ربّه عزّ وجلّ إلى أن يلقاه بها وقد قال تعالى في محكم تنزيله
(ونفس وما يسوّاها فألهمها فُجُورها وتقواها قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها ) الآيـــــة
وبإمكان الإنسان إن يسلك طريق التّصوّف الذّي هوّ وحده الكفيل لعلاج النّفس فكما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثه الله تعالى إلى الأمّة جمعاء ليزكّي أنفسهم فكذلك ورثته أهل السّلوك ورثوا عنه صلاح النّفوس وتزكيتها
إلاّ أنّ كلمة عالم تشمل حتّى الذّي صنع المُتفجّرات لإهلاك الأُمم ولشمول هذه الكلمة إدّعى بعض من علم شيئا وغابت عنه أشياء بالعلم وحجبه هذا عن معرفة نفسه فضلا عن معرفة ربّه قال الله تعالى
(كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكّيكم ويُعلّمكم الكتاب والحكمة) الآيــــــة
فمن هذا تدرك انّ تزكيّة النّفس تحتاج إلى مرشد وإلى مجاهدة من قبل صاحبها فوجود المُرشد بلا مجاهدة لا يكفي في تزكيّة النّفس ومجاهدة بلا مرشد كذلك لاتكفي فلا بدّ منهما معا فعن إبن عمر رضي الله عنهما قال ..(كنتُ عند النّبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم إذ جاءه حرملة بن زيد فجلس بين يديه فقال يا رسول الله الإيمان ها هنا وأشار إلى لسانه والنّفاق هاهنا وأشار إلى صدره ولا نذكر الله إلاّ قليلا فسكت عنه النّبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم فردّد عليه ذلك حرملة فأخذ صلّى الله عليه وسلّم بطرف حرملة وقال..اللّهمّ إجعل له لسانا صادقا وقلبا شاكرا وارزقه حبّي وحبّ من يُحبّني وصيّر أمره إلى الخير ..فقال حرملة يا رسول الله إنّ لي إخوانا منافقين كنتُ فيهم رأسا ألا أدلّك عليهم فقال صلّى الله تعالى عليه وسلّم..من جاءنا كما جئتنا إستغفرنا له كما استغفرتا لك ومن أصرّ على دينه فالله أولى به ولا تخرق على أحد سترا..)
ولنشرح هذا الحديث رغم وُضُوحه
أوّلا..وُجُود خُصُوصيّة سينا محمّد صلّى الله تعالى عليه وسلّم فلولا وُجُوده ما جاء حرملة
ثانيا ..مجيىء حرملة الذّي ركّز عليه سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم فلولا مجيء حرملة وسعيه للحصول على ذلك ماانتزع النّفاق من قلبه
ثالثا..وكيف لو أنّه لم يأتي وبقي مستترا عليه ما فيه من العيوب فسوف يلقى الله بها
ومن ضروريات التّصوّف ..الـــــــــــورد.. قال ابن عطاء الله الإسكندريّ رضي الله عنه (ـتنوّعت أجناس الأعمال لتنوّع واردات الأحوال.) فمن أراد أن ترد عليه الأحوال القلبية فعليه بالورد فكلّ عمل يختلف نوعا من الأحوال في القلب وكلّ حال يحتاج إلى نوع من العمل الصالح وقال أيضا (لايحقر الورد إلاّ جهول ).فمن ترك ورده واحتقره صار جهولا
..( الوارد يُوجد في الدّار الآخرة )يعني الوارد يُوجد عند خُروجك من الدّنيا ومن الكون كلّه بانطواء هذه الدّار )وأولى ما يعتني به العبد ما لايخلف وجوده وهو الورد لقول صلّى الله تعالى عليه وسلّم (الدّنيا ملغونة وملعون ما فيها ما عدا ذكر الله وما والاه )وقوله أيضا (لكلّ عبد يوم القيامة حسرة على ما مضى من عمره مرّت به دون أن يذكر فيها ربّه ).وقال ابن عطاء الله (.ورد الأمداد بحسب الإستعداد وشُروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار ).وقال أيضا (قومٌ تسبق أنوارهم أذكارهم ولابدّ من ذكر لتنوير القلب .وقومٌ تسبق أذكارهم أنوارهم فهم أهلُ الحضور .وقومٌ تتساوى أذكارهم وأنوارهم فهم الواصلون للحقّ فصار الذّاكر عين المذكور وقوم لاأذكار ولا أنوار نعوذ بالله من ذلك) فلابدّ للمريد أن يذكر الله ويستغرق في ذكره واعتكافه على الذّكر في الخلوات والإنقطاع إلى الله تعالى انقطاعا كلّيا قـــــال تــــعالى
(واذكر اسم ربّك وتبنّل إليه تبتيلا )أي انقطع إليه انقطاعا كلّيا واقتداءا برسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم كان قبل الوحي يتحنّث اللّيالي في غار حراء حتّى جاءه الوحي من هناك
وكذلك ميقات سيّدنا عيسى عليه السّلام بعد الأربعين ليلة من الإنقطاع والتّبتّل إلى الله .فإذا كان الرّسل عليهم الصّلاة والسّلام وهم أصفى خلق الله فطرة وأرقاهم قلوبا سيّروا في مثل هذا الطّريق فما بال بقيّة الخلق بل ما يقوله الجهلة النكّرين على الذاكرين في كلّ وقت ما هم عليه من الذّكر والإجتماع عليه وكذلك اليسلف الصّالح كلّفهم الله تعالى بقيام اللّيل إلاّ قليلا ..في سورة المزّمّل ..لأنّ بعد قيام اللّيل سيُلقي عليه قولا ثقيلا .فالوحي لا بدّ أن تسبقه مجاهدة وانقطاع كلّي وصفاء بالأذكار يقول ابن عطاء الله ( من كانت بدايته مُحرقة كانت نهايته مُشرقة ) فإذا كان الماعون المُتراكم عليه الأوساخ يحتاج إلى كثير من المواد لتنظيفه وصقله ويحتاج كذلك إلى مدّة فكذلك القلب وقد كان الصّحابة يُحاسبون أنفسهم على أورادهم وعلى الحضور فيها قـــال شـــقـــيق مرض عيد الله ابن مسعود فعدناه فجعل يبكي فعوتب فقال..لاأبكي لأجل المرض لأنّي سمعتُ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم يقول المرض كفّارة وأنا أبكي أنّه أصابني على حال فترة ولم يُصبني المرض في حال إجتهاد لأنّه يُكتبُ للعبد من الأجر إذا مرض ما كان يُكتبُ له قبل ان يمرضفيمنعه من المرض
إنتهى بعون الله تعالى
|



ابو سيف
ابو سيف

ذكر عدد الرسائل : 36
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 23/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى