بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الم كتاب أنزلناه إليك ...
صفحة 1 من اصل 1
الم كتاب أنزلناه إليك ...
بسم الله الرحمان الرحيم
قال تعالى : ( الم كتاب انزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الرحيم )
هذا الكتاب هو كتاب الجمع عليه صلى الله عليه وسلّم فإنّ من خواص الكتاب ( الجمع ) لقوله تعالى ( ما فرّطنا في الكتاب من شيء ) فهو دليل الجمع الذي يخالف الفرق الغير مرغوب لأنّه من الباطل الذي يزاحم الحقائق في صورتها المقلوبة , فلمّا ظهر هذا الجمع في محتوى هذا الكتاب علمنا أنّ هذا الكتاب الذي لم يفرّط فيه شيء نزل على مثل جنسه فكأنّه يشير إلى جمعية الحضرة المحمّدية للجمع الثاني وهو جمع الصفات التي رئيس الأسماء الثاني فيها هو إسمه ( الرحمان ) الذي به إستوى على العرش فلمّا إستوى به على العرش لا بدّ أن يعطي مدلوله ومعناه فقال تعالى ( وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين ) فذكر هنا فعل الإرسال بصيغة ( الجمع ) لذا نبّه على ذلك في معرض قوله كما في الآية أعلاه ( كتاب - أنزلناه - إليك ) فذكر فعل الإنزال بصيغة الجمع لأنّه لو لم يجمع هنا أو هناك لاختلّت الحقائق كما قال تعالى ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كبيرا )
لأنّ الإختلاف يقع في حالة التفرقة ولا يقع أبدا في حالة الجمع فكان منشأ الجهل الذي هو أساس جميع الامراض العقلية والقلبية والروحية هو ( التفرقة ) التي أسّسها إبليس وسنّها فعليه وزرها ووزر من إتّبعه فيها من غير أن ينقص ذلك من أوزارهم شيئا , فلمّا أوقفنا على هذا اللسان الجمعي في هذا البرزخ المتشابه ردّنا إلى الصواب حرصا علينا من الضلالة لأنّه الهادي سبحانه في هذا المقام فإنّ الهداية مقامها علمي أي يهديك متى اتّبعت صراط العلم الإلهي الذي هو ضدّ الجهل الشركي وهو كلّ من سواه
فردّنا إلى عالم ( الميزان المستقيم والقسطاس القويم ) فقال بعد ذلك اللسان الجمعي ( أنزلناه : - إليك - ) كي تقوم بذلك التفصيل وذلك الترتيب للحقائق لأنّ وظيفته كما أخبر عنه هي ( إقرأ ) يعني هذا التحقيق عليهم وفسّره لهم وذلك لا يتسنّى إلاّ متّى ( خلق الإنسان علّمه البيان ) وقوله تعالى ( علّم الإنسان ما لم يعلم ) فأضحت الحقيقة واضحة وهي المعرفة والعلم , فالمعرفة هي ( القرآن ) والعلم هو ( الكتاب ) لذا كانت المعرفة في طي العلم ( إنّه لقرآن كريم في كتاب مكنون ) فلمّا سرت حقائق المعرفة في ذلك العلم أضحى العلم حصنا للمعرفة وأصبحت المعرفة روحا للعلم فلمّا كان الأمر كذلك أشار إليك كي تفهم عنه بما أنّك حوصلة الأكوان وجامعها فقال ( ونفخت فيه من روحي )
هنا نفهم حقيقة نفخ الروح في مريم عليها السلام لذا فهمت الإشارة فقالت ( يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيا منسيا ) وهكذا صاحب كلّ مقام يتمنّى أن لو كان نسيا منسيا ومات قبل أن يولجه لأنّ ذلك المقام في عرف أهل الله تعالى يزاحم الألوهية عندهم بحسب ما تعطيه إستغراقات عبوديتهم وهذا التبرئ وطلب الموت والنسيان تلحظه في قوله عليه الصلاة والسلام لمّا فوجئ بالوحي ( ما أنا بقارئ ) فهذه علامة الأمر كالمهدي المنتظر يهرب من المقام ويرفضه حتّى يضطرّه أولياء زمانه إلى الخروج قهرا فيأخذ عندها الكتاب بقوّة وهذه علامته فالفرار ثمّ القدوم وهذا كلّه في عالم الحقائق فإنّ العارف عارف بما هنالك من المعارف فمن يحسن أن يدخل في مثل هذه الأمور إلاّ فتى منصور حكيم غيور أفنته العبودية حتّى نبتت فيه شجرة الخصوصية
فإنّ أعظم ابتلاء وقع في الوجود هو ابتلاء آدم أو تقول تحقيقا هو إبتلاء محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
فلمّا عُلم ذلك وأفراد ما هنالك خرج بذلك الكتاب على النّاس يراهم من حيث لا يراه الناس لأنّه في نور وهم في ظلمة فتمّ أمره بأن يخرج أؤلائك الناس من تلك الظلمة إلى نوره صلى الله عليه وسلّم كي يجمعهم بنور الله تعالى فكان هو الباب الوحيد لقوله ( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ) هنا تعلم حقيقة شيخ التربية الوارث وما يجب له من هذا الإرث كي تفهم حقيقته فتنسلخ من نفسك كما تنسلخ الحيّة من جلدها , لأنّك هنا مع الله تعالى حقيقة لا مجازا
وإنّما نسب له فعل الإخراج إخراج الناس من الظلمات إلى النور أي من تفرقتهم إلى جمعيتهم فيك لأنّك أنت النور يا محمّد فاخرجهم إليك يا محمّد حتّى ينادونني بلسانك ويناجونني بجنانك فينالون منك ما نلته أنت منّي لأنّ إسمي الجوّاد وأنت الجود والكرم فهم يتحدّثون عن جودك الظاهري فكيف يا حبيبي لو علموا جودك الباطني الذي سيدلّهم على جودي الباقي فعندها ولا ريب يأتونني حفاة عراة مهما أغنيتهم أو أكرمتهم فيتعشّقون الفقر بقدر ما أنا عليه في غناي ( ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير ) فأخرجهم يا محمّد من تلك الظلمات , ظلمات الفرق وهناك نجتمع في حضرتك ( إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما ) كي أوصلهم حضرتي ( فإنّي قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) وتعلّقت بي همّته بعد أن شاهد قربي عندك فلا تكن حجابا عليّ بل آذنهم إلى صراط العزيز الحميد فجعلت الكلّ عندك يا حبيبي ( جودي ومحابي إذ أنت حبيبي وأنت أمّ كتابي ) فهل فهمت الآن السلوك أم أنّك لا تحبّ ملك الملوك ...
علي- عدد الرسائل : 1132
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مواضيع مماثلة
» كل إليك بكله مشتاق
» يا كتاب الغيوب
» تلبيسات كتاب كشف الشبهات ( للنجدي )
» يا كتاب الغيوب قد لجانا اليك
» كتاب رياض الصالحين - للإمام النووي
» يا كتاب الغيوب
» تلبيسات كتاب كشف الشبهات ( للنجدي )
» يا كتاب الغيوب قد لجانا اليك
» كتاب رياض الصالحين - للإمام النووي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 5:38 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
أمس في 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الأحد 22 سبتمبر 2024 - 1:08 من طرف الطالب
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس
» رسالة من شيخنا الى أحد مريديه رضي الله عنهما
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:49 من طرف أبو أويس
» مقام الجمع
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:40 من طرف أبو أويس
» تقييمات وإحصائيات في المنتدى
الثلاثاء 30 يوليو 2024 - 6:36 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الإثنين 29 يوليو 2024 - 23:50 من طرف علي
» *** الأحديث القدسيّة ***
الإثنين 24 يونيو 2024 - 22:26 من طرف ابو اسامة