فصل في ذكر من استغاث به صلى الله عليه وسلم.

*خبر طاهر بن يحي العلوي مع الخرساني*.
كان بعض الخراسانيين يحج في كل سنة,فاذا دخل المدينة أعطى الطاهر بن يحي شيئا,فاعترضه رجل من أهل المدينة و قال:تضيع مالك,فان هذا يصرفه فيما يكره الله,فلم يدفع له الخراساني في تلك السنة شيئا,فلما جاء في العام الثاني و دخل المدينة دفع ما دفع و لم يدفع لطاهر شيئا و لم يره,قال الخراساني:فتجهزت للحج في العام الثالث,فرأيت النبي صل الله عليه و سلم في المنام و هو يقول ويحك قبلت في طاهر بن يحي قول أعاديه و قطعت عنه ما كنت تبره به,لا تفعل و اقصده بما فاته و لا تقطعه عنه ما استطعت.
قال فانتبهت فزعا و نويت ذلك و أخذت صرة فيها ستمائة دينارا,فلما دخلت المدينة بدأت بدار طاهر بن يحي و دخلت عليه و مجلسه حافل,فلما رأني قال يا فلان لو لم يبعثك الينا رسول الله صل الله عليه و سلم ما كنت جئت,و قبلت في قول عدو الله و قطعت عادتك حتى لامك رسول الله صل الله عليه و سلم في منامك و أمرك أن تعطيني ستمائة دينار و مد يده الي فدخلني من الدهش ماذهلت معه,و قلت هكذا كانت القصة فما علمك بذلك,قال ان معي خبرك في السنة الاولى,فلما قطعت ذلك أثر في حالي, فلما كان العام الثاني و بلغني دخولك و خروجك و ضاق بي الامر رأيت رسول الله صل الله عليه و سلم في منامي,و هويقول لي لا تغتم فلقد رأيت فلانا الخراساني و عاتبته فيك و أمرته أن يحمل اليك ما فاتك و لا يقطع عنك ما استطاع,فحمدت الله و شكرته,فلما رأيتك علمت أن المنام جاء بك.
قال الخراساني:فأخرجت الصرة و دفعتها له و قبلت يده وعينيه و سألته أن يجعلني في حل من قبولي قول ذلك العدو فيه.

من كتاب شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق صل الله عليه و سلم.