إنّ الباطل كان زهوقا

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وكفى
والصلاة والسلام على البعوث رحمة للورى وعباده الذين اصطفى وآل كلّ وكل من اقتفى

أمّا بعد :

فاعلم رحمك الله أنّ هذا الزمان زمان متغيّرات وتغيير وتجديد وهو بداية المشاهد الأخيرة من الفصل الأخير بعد أن وصل الباطل إلى منتهاه وصعد في السماء يناطح الحقّ , فدمغه الحقّ بعد أن حاذاه في مستواه فإذا هو زاهق إنّ الباطل كان زهوقا

ما معنى مساواة الباطل للحقّ وبلوغ مستواه ؟ فتحتّم عليه دمغه ( في الرأس ) بعد أن رفع رأسه بحضرته ؟

الجواب : إنّما ساواه في مستواه من حيث حقائق عديدة منها قلب المعاني وعكسها فيضحى حقّها باطلا في أعين الناظرين الجاهلين وباطلها حقّا وهذا أخطر شيء يفتك بالمعاني الحقيقية الدينية ومنها أصلها التي هي الحقائق التوحيدية وقد ورد تفصيل هذا في القرآن والسنّة بلا مزيد عليه , وإنّ بداية هذا الأمر لا تتحقّق إلاّ متى كان هناك سببا وهو لبس الحقّ بالباطل وخلطه به إذ لا يمكن خروج باطل وظهوره إلا في صورة الحقّ بمعنى أنّ الباطل متسوّر على محراب الحقّ وإلاّ فإنّه لا صولة له ولا جولة

فحاذى الباطل الحقّ دوما فكان منافسا له على الدوام فالسارق مثلا يلبس لباس الأمين والكاذب يلبس لباس الصادق والخائن يلبس لباس الوفيّ ... وهكذا فلا خروج للباطل إلاّ في صورة الحقّ ولا وجود لهذا المشهد إلاّ عند لبس الحقّ بالباطل
قال تعالى في بني إسرائيل ( تلبسون الحقّ بالباطل ) فحكى عن حقيقتهم وأنّ كلّ زمان فيه خلط حقّ بباطل فهو زمان يهودي بامتياز وهذا ما نشهده اليوم من حكم اليهود للعالم فخرج هذا العالم في تلك الصورة من التلبيس فإنّ بين الحقّ والباطل في الكثير من الأحيان شعرة فقلّما من يدرك تلك الشعرة أو يستشعرها

فلمّا كان الله تعالى هو الحقّ وما سواه باطلا فلا بدّ من خروج مظهر يصادم وينافس حقيقة الله تعالى من حيث أسمائه وصفاته فعلمنا وجود زمن الدجال في هذا الزمان فلا بدّ أن تقع المصادمة في هذا الوقت ودمغ هذا الباطل في هذا الزمان فإنّ الحقّ من أسمائه تعالى وهو الذي سيدمغ هذا الباطل الذي حاول الوصول إلى مستواه فإذا هو زاهق فالحرب اليوم بين الباطل وبين الحقّ لذا تحتّم خروج صاحب الحقّ والمؤيّد به وهم أهل الله تعالى وفي مقدّمتهم ظهور المهدي المنتظر صاحب راية الحقّ الخفّاقة لهذا أوّل ما يفعله هو محو لوحات الباطل الخارجة في صورة الحقّ فيبدأ بعلماء السلطان التي هي أعظم شبهة بالنسبة للمسلمين وبها وقع هلاك الأمّة في هذا الزمان ...

يتبع ...

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31