جواب على سؤال : ما معنى الإنفاق من الغيب ؟

بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله تعالى وسلم على مولانا رسول الله وآله وصحبه

بحسب ما بدا لي في هذه العبارة بزيادة تفصيل بصفة عامة و الله أعلم :

أنّ هذا النوع من الإنفاق غير متناهي و لا له حدود أو غاية ينتهي إليها فهو إنفاق المعارف الذوقية و الحقائق الربانية التي تحتاجها القلوب و الأرواح في سيرها إلى الله تعالى ، من فَتْح الله تعالى على أصحابها ، من غير قراءة في كتاب أو حفظ متون ، فهو إنفاق المعاني الغيبية على القلوب و الأرواح إذ بها حياتها فإنّ حياة القلوب و الأرواح بمدد المعاني الذي هو ماء الغيب تحيى به الروح

و أنّ الإنفاق من حيث هو له منحيان كما تعلم : منحى جسماني و هو إنفاق الرزق الظاهر و كلّ ما يتعلّق به ممّا هو في مستواه ، و منحى روحاني و هو إنفاق المعاني و هذا أعظم من الإنفاق الأوّل لعزّته و ندرته ( خصوصا في هذا الزمان ) و لتعلّقه بالدين و التوجّه إلى ربّ العالمين و لأنّه أكثر أجرا و أعلى مرقى لقلّة وجود أصحابه

و لحقيقة الإنفاق الغيبي خصوصا علامات منها : أن لا يمنّ بما ينفق (ما أسألكم عليه من أجر ) فهذه القاعدة الأصولية في هذا الشأن لأنّه ليس من عنده بل هو عند عالم الغيب و الشهادة سبحانه فتح الله تعالى به عليه و لكن يستوجب أن ينفق ذلك على مستحقّيه لأنّه رزقهم و متاعهم عنده كما أنّك تنفق من المال الظاهر على الفقراء و المساكين فما أنفقت عليهم في الحقيقة إلاّ أرزاقهم و تفصيل ذلك : أنّك مثلا لو صادف طريقك فقير أو يتيم أو مرّ عليك عابر سبيل أو اعترضك مسكين فإنّ قلبك يرقّ له فتعطف عليه سجيّة و محبّة في الله لله فترى ذلك واجبا عليك بقدر استطاعتك فتعطيه ما تيسّر لك ممّا يقضي به حاجته و يخفّف به فقره و احتياجه

و كذلك الأمر في هذا الإنفاق الثاني فإنّ مساكين الحضرة من المريدين المحتاجين متى مرّوا بعارف بالله تعالى أو أحدا من المفتوح عليهم من مشائخ السلوك سألوا بحالهم ممّا يظهر في قلوبهم من فقر و احتياج أرواحهم لشرب فأنفقوا حينها عليه فكان ذلك واجبا عليهم لا يسعهم تركه فلو تركوه عوقبوا أو عوتبوا ( عبس و تولّى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعلّه يزكّى أو يذكّر فتنفعه الذكرى ) فالأعمى محتاج إلى تبصير لذا قال عليه الصلاة و السلام ( هذا الذي عاتبني الله فيه ) أمّا من استغنى فأنت له تصدّى ، فيستبعد أن تنفق على من يرى نفسه أغنى منك فحتّى و لو أنفقت عليه فلا يقبل منك

ثمّ إنّ الإنفاق من عالم الغيب له علامات : منها أن تحصل المنفعة به في قلوب من ينفق عليهم و إلا فلا يعتبر إنفاق بل هو تبذير و الله تعالى حذرنا بأنّ ( المبذّرين كانوا إخوان الشياطين ) فكانت قسمة الأرزاق حسيّة أكانت أم معنوية لها شروطها

فمثلا ورد في الحديث : أنّ الناس متى عصوا ربّهم منع الله عنهم القطر ( المطر ) و كذلك القلوب و الأرواح متى تعلّقت بغير الله تعالى منع الله عنها الرزق المعنوي الذي به حياتها و هو ماء الغيب

و خلاصة هذا أنّ الإنفاق من عالم الغيب هو الإنفاق من الحضرتين : الإنفاق من الحضرة المحمدية كما كان شان سيدي يوسف النبهاني رضي الله عنه في كتبه ، و الإنفاق من الحضرة الربّانية كما شأن الأقطاب و العارفين الكبار كسيدي ابن عجيبة الحسني في كتبه رضي الله عنه و أضرابه

فهناك الكثير من الناس من لا يفرّق بين المدد من الحضرة الإلهية و بين المدد من الحضرة المحمّدية فيظنّهما شيئا واحدا فمثلا على المدد من الحضرة الإلهية : ما تقرأه في الحديث القدسي ، أمّا ما تقرأه في الحديث فهو من الحضرة المحمدية و إن كان وحيا في حقيقته من عند الله تعالى ، هذا في التفصيل أمّا في التحقيق فإنّ الحضرتين لا يفترقان لأنّهما الكتاب و السنّة

و خلاصة القول : أنّ الإنفاق من الغيب : هو الإنفاق بالله تعالى الذي عنده خزائن السماوات و الأرض و عنده خزائن الغيب ... فمتى أنفقت بالله تعالى أنفقت من الرزق الحيني من باب ( حدّثني قلبي عن ربّي ) الذي لا تكلّف لك فيه و لا تصنّع كما قال أبو يزيد رضي الله عنه ( أخذتم علمكم ميّت عن ميّت و أخذنا علمنا عن الحيّ الذي لا يموت ) طبعا مع توجيه هذا الكلام التوجيه الصحيح المقصود و المراد

و كذلك أقول لصوفية اليوم : أخذتم علم تصوّفكم ميّت عن ميّت و أبيتم أخذ علمكم من الحيّ الذي لا يموت ... تجد في الزمان الأوّل قرية فيها مائة عارف بالله أمّا اليوم فلا تجد في بلاد بحالها غير عارف واحد أو إثنين ... عقوبة من الله تعالى ( ثلّة من الأوّلين و قليل من الآخرين )

و الله أعلم

بارك الله فيك سي علي أما بالنسبة لقولكم

و كذلك أقول لصوفية اليوم : أخذتم علم تصوّفكم ميّت عن ميّت و أبيتم أخذ علمكم من الحيّ الذي لا يموت ... تجد في الزمان الأوّل قرية فيها مائة عارف بالله أمّا اليوم فلا تجد في بلاد بحالها غير عارف واحد أو إثنين ... عقوبة من الله تعالى ( ثلّة من الأوّلين و قليل من الآخرين )

لا أشاطركم الرأي أنها عقوبة من الله إنما هي اقسام قسمها الله على الأمم .--- أي أزليّة كل أمّة --- سيأتي يوم الذي يكثر فيه العارفين بالله والأولياء الكمّل على وجه الأرض

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الامي و على أله و صحبه و سلم

مر احد العارفين بساحل البحر ومراده ان يلتقي باحد الذاكرين
فوجد امراة فقال لها اين كنت يا امة الله
قالت كنت عند قوم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله
قال لها والى اين تذهبين
قالت الى قوم تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم
قال لها الك حال مع الله
قالت اذا شئت شاء و اذا شاء شئت
قال لها ناوليني حوتا مشويا
فاعطته الحوت - مقامه الشريعة-
ثم رفرفت وطارت وقالت له لو طلبت جناحين تطير بهما الى الله لكان افضل

....من اين اتت بالحوت من الغيب
و هذا هو الانفاق بالغيب واضح جلي
له مقدمات...ذات شان عظيم وانما ....
سالت فقير اني ذو حياء كثير
فقال لي بره اسكر تو تنحي الحشمة

آه ما احوجنا الى النصح و ما اكثر السكاكين و العجل واحد و ما اكثر الاراء و الطريق واحد و ما اكثر الاحباب و القلب واحد و هذا هو ..ابكي ياعين ابكي ولا حد يعلم ما بي
...جاء الحلاج رضي الله عنه ..بدراهم القدرة ..و لا فلس عنده....فنكرو عليه و صار الى ما صار اليه...لم يجد من ياخذ بيده

قال سيدي عبد القادر الجيلاني لو كنت زمانه لاخذت بيده
هذه الفتوة ..نحتاجها في ها الزمان..الذي قل ساكن وادينا....
...ثلة من الاولين وقليل من الاخرين

وقليل من عبادي الشكور اللهم اجعلنا من الاقلية
و الان من راى اخيه ..طالع نازل...و يحسب انه يحسن صنعا .. بيك و عليك....
..الغريق و لا حياة لمن تنادي
الحمد لله على نعمة الطريق..بسره و ثمرته من اخوة و نصح و اخذ باليد.....
رب اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي...
اذ ا كان الاسلام جاء غريبا و سيعود غريبا فما بالك بالايمان و مرتبة الاحسان الله اجعلنا منها.....

..من علامات صدق الطريق كثرة التنكير
و اصبر على ما يقولون و اهجرهم هجرا جميلا...
و الله من وراء القصد
و رحم الله من علمنا الادب ..
و لا حول و لا قوة الا بالله

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

جواب على سؤال : ما معنى الإنفاق من الغيب ؟

جواب على سؤال : ما معنى الإنفاق من الغيب ؟

رد: جواب على سؤال : ما معنى الإنفاق من الغيب ؟

رد: جواب على سؤال : ما معنى الإنفاق من الغيب ؟