طباعة كتاب العقيدة للشيخ محمد المدني رحمه الله

تم بحمد الله وعونه طباعة الجزء الثاني من كتاب "الاصول الدينية في شرح الرسالة العلاوية " تحت عنوان كتاب العقيدة للشيخ المرحوم محمد المدني 1888/1959..
هذا الكتاب ألفه الشيخ محمد المدني رضي الله عنه سنة 1919 حيث تمت طباعة الجزء الاول في شهر جانفي 2010 تحت عنوان "كتاب التصوف"ويُعدّ هذا الكتاب من أجمل البيانات الصّوفيّة الّتي اختطّها يَرَاعُ العارف الرّبانيّ سيّدي محمّد المدني رحمه الله . ويحقّ لكلّ سالك أن يقرأ هذا الكتابَ بتمعُّن وبصيرة فيغنيه عن كبير الأسفار والمجلّدات ومعقّد الكتب والصّفحات لأنّه احتوى على أمّهات هذا الفنّ بأسلوب عذب ومنهج سلس . وفي هذا الفنّ الرّفيع تغني اللّمحة الخاطفة والإشارة الفائقة عن الإطناب ..
اما الجزء الثاني فيحمل عنوان "كتاب العقيدة " سبتمر 2012 الذي نعتز بتقديمه يتضمن على بَيَان مُوسّعٍ لقَوَاعد الإيمان وهو الغَرَضُ الأساسيُّ لهذا الجزء الذي بين أيْدِيكم. وقد ابتدأه الشيخ المدنيُّ بِلَمحَةٍ مُوجَزَةٍ عن حَيَاةِ الشَّيْخِ العَلاَويّ وعن آثاره ومَنَاقِبِه، ثم صاغَ ديباجَةً بديعة، وذكرَ بعدَ ذلكَ أوَّلَ مَا يَجبُ على المُكَلَّفِ، وفَصلاً في بَيَان المُكَلَّف وتذكيرًا بأركان الدين ثم حديثًا عن الإيمان بالله ورُسُلِه وكُتبه وملائكته واليوم الآخر والقَدَرِ خَيْرِه وَشَرِّه، وخَتَمَ بما يجب وما يَجوزُ ومَا يَستَحيلُ في حقِّ الله تَعَالَى. ولكنَّ غايةَ الغَايات التي يَصبو هذا الكتاب إلى تحقيقها هي التذكير بالقاعدة العامة في علم التوحيد وهي أنَّ أساس الإيمانِ باللهِ ومَعْرِفَتِه هو القلب، أي الذوق الباطنيّ أو الاستشعار الداخليّ الذي به تُدْرَكُ الصفاتُ وبها يؤمنُ ويُصَدَّق. فالحديث هنا عن صفات الله ليسَ حديثَ الفلاسفة والمتكلّمين، التائهين في مُشَاحَّات الاصطلاح ومنازعات البَرهَنَةِ، بل حديثَ الذائق المُسَلِّم إلى الله بالربوبية، المقرّ له بالوحدانية، العَارف بعجز العقول البشريَّة عن إدراك حقيقة الذات الأَحَديَّة، السَّاجِد أمامَ عَظَمَة الصفات وعليّ الأسماءِ.
ونظريَّتُه هنَا أنَّ العقائدَ من الأمور الغيبيَّة التي يجب الإيمانُ بهَا تسليمًا، لأنَّ الاختبارَ واردٌ فيها، ثمَّ لأنَّ عقولَ البشر، وإن تطاولت منها الأفهام، لنْ تدركَ هاتيكَ الحقائق العَالية، فضلاً عن أن تقيمَ عليها الدليلَ العقليَّ أو أن تثبتها بأدواتٍ هي في طبيعتها قَاصِرَة.
ولمَّا كانت غاية هذا التفسير أيضا تَربيَّة الأرواح وتهذيب القلوب، أودَعَه الشيخ المدني الكثيرَ مِنَ الحكم والمأثورات حتّى يجتنيَ القارئ في ثَنَايَا الكلام لطائفَ المعاني وعَذبَ الحِكَم البالغة فيجمعَ بذلكَ أنوار المعرفة ورقائق الأفهامِ. وللعلم فإنَّ هذا الشرحَ قد احتوى على أبياتٍ للشيخ المدنيِّ لا توجدُ في الديوان ولم تُنشَرْ من قبل.
وغالبًا مَا ينطلق الشارحُ من الأفكار الجزئيَّة ليَصلَ إلى التعريف بالقضايا الكلّيَّة والتعريفات العامَّة التي تَخُصُّ الدينَ الإسلاميَّ في كُلِّيَتِه. فَهوَ يَضع لنا هذا التعريفَ الجامعَ المانعَ حول مفهوم الإسلام :"وَفي الحقيقة، إنَّ جميعَ قواعدِ الإسلام نتيجةُ الاعترَافِ بالمَعبود، وثَمرَةُ الانقياد للمنفرد بالوجود، فَظَاهرُهَا إسْلاَمٌ وبَاطنها استسلام".

نسال الله ان ينتفع العباد بهذا الكتاب وان يرحم الشيخ محمد المدني رحمة واسعة

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30