ترجمة الشيخ سيدي محمد المدني رضي الله عنه

مولانا الشيخ سيدي محمد المدني رضي الله عنه

هو سيدي محمد المدني بن خليفة بن حسين بن الحاج عمر خلف الله، ولد سنة 1307 هجري الموافق لـ 15/02/1888 م بقرية قصيبة المديوني من ولاية المنستير في عائلة فلاحية وكان أبوه خليفة المدني فلاحا وتاجرا، ينتقل من قريته إلى تونس لبيع ما أنتجته فلاحته. وقد تعرّف أثناء إقامته بالعاصمة على فقراء سيدي محمد ظافر المدني ومن كثرة إتصاله بهم سمي خليفة المدني نسبة لشيخ طريقته.
وقال سيدي خليفة المدني رحمه الله : لو رزقني الله ولدا لأسمينه محمد المدني تبركا باسم مؤسس الطريقة المدنية وفعلا وهبه الخلاق الودود بذلك المولود، وسماه كما نواه وعناه محمد المدني.
وقد إزدان شبابه بحفظ القرآن الكريم، وبعد تصحيح الرواية حرص أبوه على تعليمه بالجامع الأعظم بتونس حيث انخرط في سلك طلبة جامع الزيتونة المعمور، تتلمذ على مشائخ عظام، وأئمة كرام، منهم العلامة شيخ الإسلام الحنفي سيّدي محمد بن يوسف، وشيخ الإسلام المالكي سيّدي بلحسن النجّار والعلامة سيّدي الطاهر بن عاشور.
وقدم الشيخ سيدي أحمد العلاوي من الجزائر واتصل بسيدي الصادق الصحراوي ونزل عنده وقصده في ذلك طبع تأليفه المنح القدّوسية في شرح المرشد المعين بالطريقة الصوفية وقد طلب من سيّدي الصادق الصحراوي أن يدله على طالب من طلبة جامع الزيتونة ليعينه على إصلاح الكتاب وطبعه على أن يعطيه دريهمات يستعين بها. وبما أن سيّدي محمد المدني كان دائم الإ تصال بسيّدي الصادق الصحراوي عرّفه بالشيخ سيّدي أحمد العلاوي الذي أطلعه على الكتاب المخطوط، وقد لفت انتباه سيّدي محمد المدني تفسير منظومة ابن عاشر بطريقة مغايرة تماما لما كانت عليه دراسته في جامع الزيتونة بطريقة ظاهرية، وقد سأله عن ذلك فأجابه بأن ذلك الشرح نابع من علم إلهي ربّاني وهو علم موهوب، وسأله هل بإمكانك أن تعطيني من هذا العلم ؟ فأجابه : الله هو الذي يعطيك. عندها قال له سيّدي محمد المدني : خذ بيدي إلى الله ، فأعطاه الطريق ولقنه إيّاه واتجهت نيّة سيّدي محمد المدني للسفر إلى مستغانم، وأعلم والده بذلك، فوافقه لما له من مبادئ في الطريق. وهناك لقن الإسم الأعظم وصار مجردا بالزاوية نحو ثلاث سنوات, يعلم أهل تلمسان اللغة العربية والمنطق والبلاغة والعلوم الشرعية وفي سنة 1327هجري الموافق لسنة 1910ميلادي أذن له شيخه بالرجوع إلى تونس ونشر طريق التصوف بها وذلك بإجازة كتابية في علم التصوف.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربا العالمين وبه نستعين بالحمد والثناء والصلاة والسلام على من هورحمة للعالمين وعلى الآل والصحب أجمعين.
أنعم وأكرم بالشيخ المدني رضي الله عنه ووالديه ومن أخذ منهم ومن أخذ عنه .
وأذكر كلام سيدي وشيخي أبو الهدى الصيادي الرفاعي نائب وخليفة مولاي السيد الرواس قدس ألله أسرارهم جميعا عندما قال:



بكيت لتذكار الاحبة والنوى مريع وان القلب تولعه الذكرى
وقد كان لي في ايمن الحي وقفة اسامر فيها الحي تشبعني سكرا
اعلل قلبي ريضا بخيالها فتطربني قلبا وتسكرني فكرا
مضت وانقضت لا الربع زاه ولا الحمى خصيب ولا تلك التلال بدت خضرا
الا فابعثي يا عين دمعا مسلسلا عسى سيل دمعي يبرد الكبد الحرا

والحمد لله رب العالمين.