بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
رسائل من سيدي أحمد العلاوي الى سيدي محمد المدني رضي الله عنهما
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رسائل من سيدي أحمد العلاوي الى سيدي محمد المدني رضي الله عنهما
الرسالة الأولى
كوكب السعود ومحور الشهود سيدي محمد المدني وأهل دائرتكم الذاكرون أحياكم الله وأحيا بكم وسلامه عليكم ما تواصل المحبون .
سيدي،
وَصلتني من طرفكم عدة مكاتيب فأنبأتني عما أنتم عليه. ومن طبعي التشوف لذلك فالله يجازيكم خيرًا. وإني على بيّنة من أمركم متشكرا لصنيعكم سائلا من الله الحفظ لكم ولمن يتشبث بأذيالكم.
ثم أوصيك بارك الله فيك بما أوصيت به عندما كنت مُشَتَّتَ الفكر في أول أمري وذلك أن لا تهتم كثيرا من شأن الرزق ولتعلم أنَّ الاهتمامَ به وصمة في الفؤاد يتعذر تسديدها في الغالب وأنها منغصة للعيشتين الدينية والبدنية ولا تنشأ إلا من خبث الطوية فاحذرها بارك الله فيك. قال تعالى لنبئه عليه السلام « وامُرْ أهلَكَ بالصلاة واصطبر عليها لا نسألكَ رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى». -طه 132 -. ولك في أسلافك أسوةٌ حسنةٌ ولا خيرَ في مَن لا يقتفي أثرهم. ثم أوصيك أيضا أن لا تلتفت للاعتراضات الواهية بأنْ تعمِّرَ وقتَكَ بما قالوا بل انظر ما تقول أنت وما يترتب على ذلك: « ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد».- ق 18 - وعليه فأنت مسئول عن قولك لا عن أقوالهم. « قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون» . - الأنعام 91 - إلا إذا علمت في الجواب نفعا.
وسلم منا على أهلك وأهل محبتك فردا فردًا وأوصهم بارك الله لنا فيهم بحفظ العهد ودوام الود واجتناب الرذائل واكتساب الفضائل والصلاة في أوقاتها قال تعالى :« إنَّ الصلاةَ كانت على المؤمنين كتابا موقوتا» - النساء 103 - وإن وجدتَ منهم من فيه أهلية للمزيد فتكلّمْ مَعَه بما فتحَ الله عليك من أسرار التوحيد بعد تدريب القلوب على الاسم الأعظم لأنَّ المعنى لا يرسخ إلا في قلب كانت الاسم مسماه.
وعليكَ مِن إخوانك جزيل السلام و به محبكم أحمد العلاوي.
عدل سابقا من قبل أبو أويس في الأحد 1 سبتمبر 2013 - 17:27 عدل 2 مرات
أبو أويس- عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: رسائل من سيدي أحمد العلاوي الى سيدي محمد المدني رضي الله عنهما
الرسالة الثانية
من أحقر العبيد كثر المساوي عبد ربه أحمد بن مصطفى العلاوي إلى الأخ الربَّاني سيدي محمد المداني حياكم الله بمزيد النِّعَم وحَجَبَ أبصارَكم عن الحدوث بالقدم والسلام عليكم ما أثَّرَت قدرة الله في العالم وقال قائل : “الله واجب الوجود وما سواه عادم”.
سيّدي:
قَد بلغتني من طرفكم عدة مكاتيب وقد تأخَّرت عن مكاتبتكم لأسباب أنتم أعلم بها . والآنَ قَد عافانا الله والعافية هو أعلم بها إذ لا تعلم النفس مصالحها. وقد خرجت من مستغانم إلى تلمسان وبي من الآلام ما يعجزني في الغالب عن القيام وإني على أحسن حال مما كنت عليه بالأمس وهذا من جهة ما يخصُّ النفسَ وأمَّا باعتبار ما حصل لنا من الأنس عندما أنعم الله علينا بمرضنا الأَخير حتى كنت فيه لا أَشْتَهِي الشفاءَ والله حسبي وكفى.
وقد بلغنا عنكم ما يسرُّنَا مِن جهة الحسِّ [1] فأرجو اللهَ أن يكون لكم زيادة في الأنس ورسوخًا في حضرة القُدس. واحذَرْ، باركَ الله فيك، أنْ تميلَ كلَّ الميل لما يخصُّ موازينَ البشريةِ، فتذروها كالملعقة أي الروحانية وهي أعز من أنْ يُشتَغَلَ بغيرها ولاَ يَخفَاك تفصيل ما نــوهَّنَا به : «وَكُلَّ إنسانٍ ألزمنَاه طائرَهُ في عُنقه » - الإسراء 13 - « وذكِّرْ به أن تُبسلَ نفسٌ بمَا كَسَبَتْ» - الأنعام 70 -. فَإذَا جَاءَ الحَقُّ « عَلمَت نَفسٌ مَا قَدَّمَتْ وأخَّرَتْ» - الانفطار 5 - والحالُ أنْ لَيسَ لها من دون الله وليٌّ ولا نصير. فاجعله باركَ اللهُ فيكَ ناصرًا. وإياكَ أن تعتمدَ على وجود الغير. فالاعتمادُ في الصلاة مُبطلٌ والوقوفُ مع غير الله مُعْضِلٌ، والدعوى تَحتَاج للبيان: حيث قلنَا لاَ موجودَ إلا اللهَ وصرَّحنَا به باللسان تعيَّنَ علينا ألاَّ نعتمدَ على غيره في الجَنَان ولا نرجو سواه من إنسانٍ وجان والله حسبنا وبه المُستعانُ.
وَسَلِّم منا على جمعكم بالتمام ولْتُهْدِ لهم منا مزيدَ التحية والاحترام وإننا في اعتناء بجمعكم ولا زلنا نتمنى الاجتماع بذواتكم والسلام.
وبه محبكم أحمد العلاوي.
المصدر:سيدي محمد المدني، كتاب برهان الذاكرين، طبعة 2007. ص. 35.
من أحقر العبيد كثر المساوي عبد ربه أحمد بن مصطفى العلاوي إلى الأخ الربَّاني سيدي محمد المداني حياكم الله بمزيد النِّعَم وحَجَبَ أبصارَكم عن الحدوث بالقدم والسلام عليكم ما أثَّرَت قدرة الله في العالم وقال قائل : “الله واجب الوجود وما سواه عادم”.
سيّدي:
قَد بلغتني من طرفكم عدة مكاتيب وقد تأخَّرت عن مكاتبتكم لأسباب أنتم أعلم بها . والآنَ قَد عافانا الله والعافية هو أعلم بها إذ لا تعلم النفس مصالحها. وقد خرجت من مستغانم إلى تلمسان وبي من الآلام ما يعجزني في الغالب عن القيام وإني على أحسن حال مما كنت عليه بالأمس وهذا من جهة ما يخصُّ النفسَ وأمَّا باعتبار ما حصل لنا من الأنس عندما أنعم الله علينا بمرضنا الأَخير حتى كنت فيه لا أَشْتَهِي الشفاءَ والله حسبي وكفى.
وقد بلغنا عنكم ما يسرُّنَا مِن جهة الحسِّ [1] فأرجو اللهَ أن يكون لكم زيادة في الأنس ورسوخًا في حضرة القُدس. واحذَرْ، باركَ الله فيك، أنْ تميلَ كلَّ الميل لما يخصُّ موازينَ البشريةِ، فتذروها كالملعقة أي الروحانية وهي أعز من أنْ يُشتَغَلَ بغيرها ولاَ يَخفَاك تفصيل ما نــوهَّنَا به : «وَكُلَّ إنسانٍ ألزمنَاه طائرَهُ في عُنقه » - الإسراء 13 - « وذكِّرْ به أن تُبسلَ نفسٌ بمَا كَسَبَتْ» - الأنعام 70 -. فَإذَا جَاءَ الحَقُّ « عَلمَت نَفسٌ مَا قَدَّمَتْ وأخَّرَتْ» - الانفطار 5 - والحالُ أنْ لَيسَ لها من دون الله وليٌّ ولا نصير. فاجعله باركَ اللهُ فيكَ ناصرًا. وإياكَ أن تعتمدَ على وجود الغير. فالاعتمادُ في الصلاة مُبطلٌ والوقوفُ مع غير الله مُعْضِلٌ، والدعوى تَحتَاج للبيان: حيث قلنَا لاَ موجودَ إلا اللهَ وصرَّحنَا به باللسان تعيَّنَ علينا ألاَّ نعتمدَ على غيره في الجَنَان ولا نرجو سواه من إنسانٍ وجان والله حسبنا وبه المُستعانُ.
وَسَلِّم منا على جمعكم بالتمام ولْتُهْدِ لهم منا مزيدَ التحية والاحترام وإننا في اعتناء بجمعكم ولا زلنا نتمنى الاجتماع بذواتكم والسلام.
وبه محبكم أحمد العلاوي.
المصدر:سيدي محمد المدني، كتاب برهان الذاكرين، طبعة 2007. ص. 35.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: رسائل من سيدي أحمد العلاوي الى سيدي محمد المدني رضي الله عنهما
الرسالة الثالثة :
صديقنا المحبوب سيدي محمد المدني:
عَليكم سلام الله يَحميكم ورحمته تقيكم من النظر للخلق والاعتماد عليهم لأنَّ رؤيتَهم تخدش البصائر والاعتمادَ عليهم يطمس السرَائرَ.
ولا نجاةَ للذاكر إلا في زوال عِرق الخَليقة من أصله والرجوع لله والتوكل عليه، وإني تكلَّفتُ باطنًا ممارسةَ أحوال الخلق من خاصَّة وعامَّة فوجدت محورَهم يقرب من أنْ يجريَ على نمطٍ واحدٍ، فَمَن توقَّفَ مع قوتهم وضَعفهم وإقبالهم وإدبَارهم بحَيث تقوَّى بقوَّتهم وضَعُفَ بضعفهم قلَّ مِن أن تَسلَمَ بصيرَته منَ الانطماس.
والذي يَهُمُّنَا من أمور ديننا ودنيَانَا هو الوقوفُ مع الله. والاعتناء بأوامره. فدرِّبْ نفسَكَ باركَ الله فيك أنتَ ومَن تبعَكَ وقُم بحقوق إخوانك ما أمكنك ولا تتوقف على عدم قيامهم بحقك لئلا يطرأ عليك ما يَقضي بِعَزمكَ.
والحقَّ أحقُّ أن يلتجأ إليه في سائر الأحوال. وَأنتَ تَرَى مَا أَنَا علَيه مَعَ إخواننا سَامَحَهم الله. وكلمَا خَطَرَ لي شيءٌ من عدم قيامهم بحقّي يخطر لي أيضا عَدَم قيامي أنا بحق أستاذي فضلاً عن حقوق الله فنقول ولعله كان ذلك جزاءً وفاقًا: «ومَا رَبُّكَ بظلاَّمٍ للعبيد» - فصلت 46 –
وَمَا ذكرتموه من جهة شَوقكم لزيارتنا فهو من جهتنا إليكم أبلغ فالشوق واحدٌ والمانع واحدٌ، والله قادرٌ على أَن ينفيَ ذَا بذَا في أَقرب مَدًى.
وسلِّم مِنَّا عَلَى جَماعة الهدى، وبه محبكم أحمد العلاوي .
صديقنا المحبوب سيدي محمد المدني:
عَليكم سلام الله يَحميكم ورحمته تقيكم من النظر للخلق والاعتماد عليهم لأنَّ رؤيتَهم تخدش البصائر والاعتمادَ عليهم يطمس السرَائرَ.
ولا نجاةَ للذاكر إلا في زوال عِرق الخَليقة من أصله والرجوع لله والتوكل عليه، وإني تكلَّفتُ باطنًا ممارسةَ أحوال الخلق من خاصَّة وعامَّة فوجدت محورَهم يقرب من أنْ يجريَ على نمطٍ واحدٍ، فَمَن توقَّفَ مع قوتهم وضَعفهم وإقبالهم وإدبَارهم بحَيث تقوَّى بقوَّتهم وضَعُفَ بضعفهم قلَّ مِن أن تَسلَمَ بصيرَته منَ الانطماس.
والذي يَهُمُّنَا من أمور ديننا ودنيَانَا هو الوقوفُ مع الله. والاعتناء بأوامره. فدرِّبْ نفسَكَ باركَ الله فيك أنتَ ومَن تبعَكَ وقُم بحقوق إخوانك ما أمكنك ولا تتوقف على عدم قيامهم بحقك لئلا يطرأ عليك ما يَقضي بِعَزمكَ.
والحقَّ أحقُّ أن يلتجأ إليه في سائر الأحوال. وَأنتَ تَرَى مَا أَنَا علَيه مَعَ إخواننا سَامَحَهم الله. وكلمَا خَطَرَ لي شيءٌ من عدم قيامهم بحقّي يخطر لي أيضا عَدَم قيامي أنا بحق أستاذي فضلاً عن حقوق الله فنقول ولعله كان ذلك جزاءً وفاقًا: «ومَا رَبُّكَ بظلاَّمٍ للعبيد» - فصلت 46 –
وَمَا ذكرتموه من جهة شَوقكم لزيارتنا فهو من جهتنا إليكم أبلغ فالشوق واحدٌ والمانع واحدٌ، والله قادرٌ على أَن ينفيَ ذَا بذَا في أَقرب مَدًى.
وسلِّم مِنَّا عَلَى جَماعة الهدى، وبه محبكم أحمد العلاوي .
أبو أويس- عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: رسائل من سيدي أحمد العلاوي الى سيدي محمد المدني رضي الله عنهما
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
فراج يعقوب- عدد الرسائل : 185
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 22/02/2011
مواضيع مماثلة
» من رسائل سيدي احمد العلاوي الى سيدي محمّد المدني
» من وصايا الشّيخ أحمد العلاوي للشّيخ محمّد المدني رضي الله عنها
» اجازة سيدي احمد العلاوي لسيدى محمد المداني رحمهما الله
» من صور سيدي محمد المدني رضي الله عنه
» ترجمة الشيخ سيدي أحمد العلاوي المستغانمي رضي الله عنه
» من وصايا الشّيخ أحمد العلاوي للشّيخ محمّد المدني رضي الله عنها
» اجازة سيدي احمد العلاوي لسيدى محمد المداني رحمهما الله
» من صور سيدي محمد المدني رضي الله عنه
» ترجمة الشيخ سيدي أحمد العلاوي المستغانمي رضي الله عنه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس