بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
نفحة خضرية من القصة الموسوية
صفحة 1 من اصل 1
نفحة خضرية من القصة الموسوية
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله تعالى وسلّم على سيد النبيين وآله وصحبه
قال تعالى :
أمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً
وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً )
ورد في هذه الآيات الثلاث أركان الدين الثلاث ( الإسلام والإيمان , والإحسان )
ففي مقام الإسلام : وهو عالم الأسماء .. والأفعال ...
فقد ذكر امتلاك أسباب الرزق والحياة ( أمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ) أي متخذين أسبابا من الرزق الظاهري ثمّ قال ( فأردت أن أعيبها ) فنسب القيام بفعل العيب لنفسه فتوجّهت الإرادة هنا منه لوحده فهو اجتهاد فقهي منه على شرط أن يكون العمل في ذلك باطنا لا يشاهده أحد وإلاّ عوقب بالحدّ فأبطن الفعل كما أبطن نيته في علمه وهذا من علوم الخضر فكان ركن الإسلام هو مقام فقه كأسباب عيش وكملك وخلافة ..
أمّا في مقام الإيمان : الذي هو عالم الصفات والأنوار
فقد ذكر هنا أعمال الباطن وهو عمل القلب في قوله ( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ) فذكر هنا عمل القلب وهو الإيمان الذي هو عالم صفاتي لذا قال ( فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ) وأظنّ والله أعلم أنّه ذكر فعل الخشية هنا بصيغة جمع نحن وهي للتعظيم غالبا عند اللغويين رغم كونها عندي من جمع الصفات وهو الحذر مما قد يكون في المستقبل من أمر ذلك الغلام أنّه ذكر فعل الخشية بجمع نحن أنّ تشاوره مع كان مثله من أهل التصريف صبّ في هذا الرأي الأخير وهو قتل الغلام فقوله خشينا : أي أنا ومن كان على شاكلتي من الأولياء في زماني ( أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ) فذكر أن كفر الغلام ثمّ طغيانه أمر متحتّم إذ دلّ عليه العلم والكشف الصحيح وأنّ الغلام لو ترك وكبر فهو حتما سيرغم والديه على الكفر وسيطغى عليهما رغم كون غايتهما أي غاية الأبوين هي الولد الصالح لذا قال متحدّثا عن ما في نوياهما وما قصداه ( فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً ) فهنا قال ( فأردنا ) أي أنا ومن كان على شاكلتي من أهل عالم الصفات وهم أهل التصريف بأمر الله تعالى كملائكة الذين يتصرفون في الكون بأمر الله تعالى كملك الرياح أو ملك الرعد ...إلخ .. فالخشية هنا والإرادة متعلقهما عالم الصفات وهو مجال تصريفي يتمّ فيه التباحث والتشاور ( وما يعلم جنود ربّك إلاّ هو ) فغاية قتل الغلام ليس لذات الغلام فإنّ الكافر لا يقتل لمجرد كفره وإنّما لطغيانه في كفره فالذي يقاتَل هو الطاغوت حين يكفر وأن ذلك الإبن ليس هو مقصد الوالدين لهذا تعيّن انجاب ولد آخر يكون مقصدهما ... فافهم فهو في خدمة الوالدين ظاهرا من حيث صدّ طغيان ذلك الغلام وكفره ثمّ باطنا وذلك بتحقيق أمنيتهما في الولد الصالح ... فلم يفجع والديه في الغلام الذي قتله لأنّ سبب الموت لا يظهر بل يقع الموت في مثل تلك الحالة ولا يظهر سببه ثمّ كونه قتل الغلام قبل أن يكفر وقبل أن يطغى .. فافهم نهاية الرحمة بالجميع .. فكان الأمر محكما نهاية العلم ..
أمّا في مقام الإحسان : الذي هو عالم العبودية والأسرار والخصوصيات
فقد ذكر قصّة ذلك الوليّ وأنّه ترك ميراثا من العلم وهو المشار إليه بالكنز الذي نراه كنز ميراث الولاية والعلم والصلاح والمقامات والأحوال مهما كان في ظاهره كنزا ماديا أو ظاهريا ملموسا لذا قال ( فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ) فما قال فأردنا أو أردت بل قال ( فأراد ربك ) أي لا دخل لي في خصوصيات الأولياء وميراثاتهم فلا يوجد وليّ يعترض على وليّ أو يتحكّم فيه من أهل الدوائر الكبرى وإنّما قيل لي افعل كذا وكذا ففعلت في هذا المقام وهو مقام البناء الذي هو ستر المقام كونه ستر ولاية الغلامين بمعنى أنّه ساهم في تأجيل ظهورهما في حلية كنزهما إلاّ متى أراد ربك وهو في سنّ الرشد الذي ربما يكون سنّ الأربعين ( فافهم )
الظاهر
الخلاصة : أنّه قال : ( أردت ) في مقام الإسلام فنسب إليه , وقال ( أردنا ) في مقام الإيمان لأنّه فاني في عالم الصفات , ثمّ قال ( فأراد ربّك ) في مقام الإحسان وهو عالم البقاء بالله تعالى ... فجال الخضر بموسى عليه السلام في المقامات الثلاثة الأسماء والصفات ثمّ في حضرة الذات ... أو تقول في باطن عالم الملك وباطن عالم الملكوت ثمّ باطن عالم الجبروت , فأنكر موسى على الخضر كلّ شيء فلم يعجبه شيئا من أفعاله رغم كونها من عند الله تعالى ولكن موسى لم يعرف أنّها من عند الله تعالى وإلاّ فلا يجوز الإنكار عليها لو عرف أنّها بأمر الله تعالى ... هذا كي تعرف معنى قول البوصيري رضي الله عنه في قصيدته البردة واصفا رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
( لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه --- حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ )
في بعض الأحيان يكون إنسان في حاجة ما كمثل في سفر أو حضر ويحدث له حادث كأن تتعطّل سيارته مثلا أو تتعرقل له أمر ففي الظاهر قد يستاء ويقلق لكنه حينما يعرف الحكمة من ذلك يقول سبحان الله قد سترني وحفظني الله تعالى فلو ذهبت الى كذا وكذا لصار معي كذا وكذا ... ألا تعلم بأنّ لله تعالى جنود السماوات والأرض وأن الله تعالى على كل شيء قدير ..
لكن موسى أنكر في حالات ثلاث : أنكر في مقام الإسلام بحسب الظاهر وأنكر في مقام الإيمان بحسب الظاهر أيضا وأنكر في مقام الإحسان بحسب الظاهر ... ليس من قلّة علم حاشاه فهو كليم الله تعالى ولكن كي يعلّمك الله تعالى أنّه ما أحاط أحد بعلم الله تعالى وأنّ الله يفعل ما يريد فحذار أن تقيّد العلم في مخلوق أبدا بل هناك العالم وهناك الأعلم وهناك العارف وهناك الأعرف وهكذا .... قال تعالى لسيد المرسلين ( وقل رب زدني علما )
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 14 مايو 2024 - 1:01 من طرف الطالب
» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
الإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس