التّوسل من الفطرة ومن الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

السلام عليك ورحمة الله وبركاته .. سيدي قبل الدخول في الموضوع لابد من الوقوف مع القارئ على معنى المشيئة في حق الخالق وحق المخلوق.. فقد اتفق جمهور العلماء وعامة المسلمين من خلال عقائدهم ان للحق مشيئة وللخلق مشيئة..، لكن مشيئة الخلق لا تتم الا بمشيئته سبحانه وتعالى.. قال تعالى في كتابه الكريم: وما تشاءون الا ان يشاء الله رب العالمين....

سمعنا سيدنا الشيخ محمد بلقايد التلمساني قدس الله سرّه يقول... ان المشيئة توجه الذات الالهية نحو حقيقة الشئ ونفسه.. اسما كان الشئ او صفة او ذاتا...، وبناء على ما قاله شيخي .. فان المشيئة أعم والارادة أخص.. فمشيئة المخلوق إرادة..وإرادة الحق مشيئة.

فالتوسل لهجة يجأر بها أهل الحق متذللين منكسرين بها لله عز وجل لدفع نقمة أو جلب نعمة.. و كأنها عودة لفطرة الله التى فطر الناس عليها.. نطق بها كل طفل على وجه البسيطة مستغيثا مستجيرا بأمه اذا ماوجل من حرج أو احتاج تحقيق طلب فلا يعرف أحدا الا امه.. فيناديها في كل لحظة ... ترى أيولد المولود على الشرك..؟.. و الصادق صلى الله عليه وسلم أعلمنا بأن المولود يولد على الفطرة..و الفطرة خالص الايمان و التوحيد... ثم ان تلك الفطرة لم تتوقف عند الطفل البرئ بل تجسدت بالاكابر ..و أجراها الله على لسان أبى الانسانية آدم عليه السلام حينما أقترف بالاكل من الشجرة لجأ الى الله متوسلا بسيد الناس صلى الله عليه وسلم .. و نرى ذلك أيضا متكررا الى يوم القيامة إذ يلجأ الخلائق يوم غضب الله سبحانه الى الانبياء متوسلين بهم ..راجين رضا ربهم و كل نبي يقول ..نفسي..نفسي.. اذهبوا الى غيري حتى يبلغوا سيدنا عيسى عليه السلام فيقول .. اذهبوا الى محمد صلى الله عليه وسلم.. و كأن الباري سبحانه وتعالى يرينا مشهدا رائعا في اقرار الوسيلة في ديننا .. يلتمسها العبد من الادنى الى الاعلى .. و كأن نعمة الله سبحانه وتعالى تسري في أرواح المقربين متفاوتة بقدر علو مقاماتهم... فلو لم يلتجئ العبد الى الادنى لما بلغ الاعلى.. فلا يجسر العبد ان يصل الى الباب الاعظم..، حتى يلج الى ما تقدمه من ابواب ..لان في ذلك ابرازا لمنازل أولى الفضل.. اذ في طياتها حمد وشكر لنعمة الله السارية فيهم... تمعن يا سيدي ترى ان الله سبحانه وتعالى يرينا تلط الحقائق بأنها ذات مقامات ورتب.. و انها فعالة في قضاء الحوائج..الا ان ذلك الموقف العظيم لا يقتضى اعمالها .. بل يحتاج الى من خول لذلك المقام .. فكان كل نبي يتبرأ من حوله الى حول غيره.. حتى بلغ الموقف الى صاحب القام الرفيع والمحمود صلى الله عليه وسلم ولذا نجد اعمال هذه الوسائل بعد ذلك.. فكل نبي يشفع بعد الشفاعة العظمى بما قدر الله له من الشفاعات ..حتى يصير الامر بأن يشفع الرجل الصالح في أهل بيته..

كما جاء في الاحاديث الثابتة .. اذ يقول الحبيب صلى الله عليه و سلم ..يدخل الجنة بشفاعة رجل من امتى أكثر من عدد مضر..ويشفع الرجل في أهل بيته ..و يشفع على قدر عمله...

سيدي الموضوع طويل جدا . و لو كان لنا وقت سوف نوفيكم ان شاء الله بموضوع مفصل في هذا..في الايام القادمة ان شاء الله.. ما بقى لنا الا ان نسال الله ان يجمع الامة على كتابه وعترة اهل بيته .. و يسامحني ويغفر لي ان عثر القلم فيه بكلمة لا ترضيه ولا ترضى حبيبه صلى الله عليه وسلم... وان رايتم يا أسيادي نقصا فمن ذنبي و تقصيري.. فالعفو عند اهل الكرم مقبول...

افقر الورى ..علي بن محمد . بلقايدي طريقة..ميلة ..الجزائر.2015.

السلام عليكم سيدي الحبيب علي
شرفتنا بوجودك معنا في المنتدى وبما تضيفه من فوائد وحكم
كما انتبهت للمعنى الرائع الذي أوردتموه في موضوع التوسل مما جعلني أفرده بعنوان مستقل:
التّوسل من الفطرة ومن الإيمان.
زادك الله من فيضه وفضله.

اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

التّوسل من الفطرة ومن الإيمان

التّوسل من الفطرة ومن الإيمان

رد: التّوسل من الفطرة ومن الإيمان

رد: التّوسل من الفطرة ومن الإيمان