ماهي الحريّة يا صوفيّة

ابو اسامة كتب:بسم الله الرّحمان الرّحيم

وبه ثقتنا ونستعين
ما هيّ الحريّة
الحريّة هيّ خرق حجاب العبوديّة
لغير الله تعالى والتمسّك بوظائف العبوديّة لله تعالى وهيّ الفضاء المطلق
لحريّة العبد في ملكوت ربّ العالمين وللحريّة مفهوم له أبعاده للمؤمن
التّقيّ النّقيّ لم تكن أيّها العبد حرّا ما لم تتطهّر من أوصاف ورعونات النّفس
واتّباع الهوى والشّهوات ومن جهة أخرى فالعبوديّة زينة العبد أمام ربّه
عزّ وجلّ وتلك هيّ الغاية من خلق آدم ونسله ليكونوا عبادا لله تعالى
..قال تعالى أتجعل فيها من يفسد فيها فال إنّي أعلم ما لا تعلمون ..وقال أيضا
..وما خلقتُ الجنّ والإنس إلاّ ليعبدوني فالعبادة هي التّي خلقنا من أجلها
فكونوا عباد الله عبيدا له ولا تكونوا لغيره يقول بعضهم في أبيات شعر
للموعظة والإرشاد وهي تعجبني كثيرا يقول الإمام المداني رضي الله عنه
وخض بحر الأنوار والمعنى والأسرار ......وافني هذه الديّار يبلغ قلبك مناه
ومنهم من يقول...
يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته....وتطاب الرّبح ممّا فيه خسران
عليك بالرّوح فاستكمل فضائلها ....فأنت بالرّوح لا بالجسم إنسان
الحريّة الحقّ هيّ الخروج بالله من الكون إلى فضاء المكوّن والإبحار في مجال التّحقق إبتداءا من مقام الفناء في الله والغيبة عمّا سواه
يقول الإمام المداني رضي الله عنه في قصيدته المشورة
ألاابتهالا أيها الخلّ الوفي
وزد صعودا للعلا ثمّ انقلب........لأســفل بعــد العــلا واستشــرف
وهمّتي العلياء تأبى أن ترى.......مقصودها في ذا الخيال المرجفي
أذ الوقــوف دونـها عجز ومن ....يــرضى بــه يبقــى حقيـرا مختفي
قال تعالى.(..وقل ربّ أدخلني مُدخل صدق وأخرجني مُخرج صدق واجل لي من لدنك سلطانا نصيرا..)

الرّجاء من إخوتي الإدلاء بما جاد به المنان من موارد الإحسان

والله وليّ التّوفيق
مع تحيّات أخــــوكم أبــــو أسامـــة