رب حامل فقه ليس بفقيه

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه

المشكلة التي وقع فيها كثير من المنتسبين إلى العلم الديني وكثير من أعدائه على حد سواء حتى أحدثت بلبلة وتشويشا في عقول الناس عامة والمسلمين خاصة في الآونة الأخيرة على وجه الخصوص هو قراءتهم في كتب التراث الديني وحفظهم لكثير مما كتب فيها من غير فهم صحيح لمعاني ما ورد فيها ولا مقاصد مؤلفيها ولا أسباب وجود الإختلاف الفقهي والحديثي والعقدي فيما بينهم ولا ادراك وجوه ذلك الإختلاف أو مذاهبه ولا الفروق بين معنى المذاهب الفقهية وبين معنى الفرق العقدية فضلا عن تمييز الصواب من الخطأ والراجح من المرجوح من كل ذلك وبين المعمول به والشاذ ...

إن موروث الأمة الإسلامية المجيد حافل بالعلوم ثقيل بالمعاني والفهوم عجزت عقول رويبضات العلم والفكر من أهل هذا الزمان خاصة عن ادراك غور تفاصيله ووجوه مباحثه واستشعار مناهجه والإحاطة بمقاصد طوائفه

حيث برز على الساحة مسلمون معتقدون لكنهم رويبضات تافهون يخوضون في ذلك الموروث الهائل بلا فقه ولا علم ولا دراية ناهيك عن المشككين فيه ممن يسمون أنفسهم حداثيين ومتنورين وما هم في الحقيقة غير ظلمانيين رجعيين لكنهم لا يعلمون ولا يشعرون ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ )

قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً فسُئِلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )

نحن في زمان : ( .. حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً فسُئِلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ).

قال هنا ( اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً ) إنها الديمقراطية الدينية الكاذبة حيث يفتخر اليوم ممن يسميهم الناس علماء وفقهاء بعدد كثرة الأتباع فيظنون أن عدد الأتباع دليل على علم المتبع وفهمه وعرفانه وإمامته

ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصيته لكميل بن زياد : ( الناس ثلاثة : عالمٌ رباني ومتعلمٌ على سبيل نجاة وهمجٌ رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق )

أنظر قوله ( وهمجٌ رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق ) تفهم كلّ شيء عن حال أهل زمانك

اذن لا يكون خلاص للعامة إلا بأن يكونوا على الاقل متعلمين على سبيل النجاة وحتى هذه سيدي تحتاج إلى العلماء الربانيين
فهل تكون المسؤولية كلها على عاتق العلماء الربانيين إن وجدوا؟

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it

Dalia Slah كتب:اذن لا يكون خلاص للعامة إلا بأن يكونوا على الاقل متعلمين على سبيل النجاة وحتى هذه سيدي تحتاج إلى العلماء الربانيين
فهل تكون المسؤولية كلها على عاتق العلماء الربانيين إن وجدوا؟

نعم إرشاد العامة وتعليمهم وتفهيمهم هو من مسؤولية العلماء العاملين الصادقين حتى يلحقوهم بصنف المتعلمين على سبيل النجاة لعل الله تعالى يأخذ بأيديهم ويدخلهم في فهم دينه أفواجا

أما غير ذلك فماذا يفعل الربانيون بمن كان على مثل هذه الأوصاف ؟ : ( همجٌ رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق )

أنظري قوله " أتباع كل ناعق " أي أتباع كل صائح أي يتبعون أصحاب الظواهر الصوتية والصورية فلا يميزون الصحيح من الخطأ عند سماعهم للناعقين ممن يسميهم الناس اليوم خطباء وعلماء وفقهاء وما أغلبهم في الحقيقة إلا نعّاق ولا يتبيّنون النور من الظلمة ولا الحقيقة من الباطل لذلك وصفهم كونهم همجا رعاعا أي لا عقول تميّز ولا بصائر تبصر فهذا النوع من العامة وما أكثرهم هم الذين يتخذون رؤوسا جهالا كما نراه اليوم في أجلى مشهد

صدقت سيدي علي...وان كان موضوع العقل والبصيرة هذه هبات ربانية وقد يحاول الإنسان تنشيطهما ولا يكون له إلا القليل منهما بعد ذلك ربما لغلبة الهوى أو لكثرة تزيين الباطل وتلميعه حتى لا يعرف باطنه الا لمن أوتي حظا وافرا من البصيرة

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

رب حامل فقه ليس بفقيه

رب حامل فقه ليس بفقيه

رد: رب حامل فقه ليس بفقيه

رد: رب حامل فقه ليس بفقيه

رد: رب حامل فقه ليس بفقيه