بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين
قال تعالى في تعريف أصحاب الكهف :
{ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ }
الفتية هم الشبان وبذلك قال المفسرون أي شباب ..
لكن في نفس الوقت يمكننا الإستدلال بالتعريف كونه وصفا لحالة من الإيمان الكامل بها تحلوا وتحققوا متى علمنا أن مسمى الإيمان مسمى حيوي نوري جمالي
كالفصول مثلا تجد فصل الربيع من بينها كشاب يافع بين كهول أو كهل كامل بين شيوخ وهكذا ..
ثمّ أن معنى التعريف والوصف " بالفتية " دون سائر الأوصاف يعطي مدلول ركوب الأهوال من النشاط والعزائم مما لا يقدر في الغالب على ركوبها إلا الشباب المؤمن المخلص المحبّ وهذا أمر ملاحظ في قصص كثير من أهل الله تعالى فقد فتح الله تعالى على سيدي محي الدين بن عربي رضي الله عنه في سنّ العشرين سنة من عمره أو أقل بقليل وهناك من اخواننا من فتح الله تعالى عليه بالفتح الكبير وهو في نفس تلك السنّ فلا تتعجب من هذا خصوصا بعد أن تقرأ قوله تعالى في حق سيدنا يحيى عليه السلام { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا }
سنّ الشباب مرحلة في العمر هي روحه يتحسر على فقدانها كل انسان تقريبا مما عزا بالشاعر أن يقول ( يا ليت الشباب يعود يوما *** فأخبره بما فعل المشيب )
لما في الشباب من طاقة وحيوية وقوة ونشاط وعزيمة وفطرة صافية ومقدرة على الصدق وصبر وتحمل على المضيء قدما
فأنت لو نظرت في الجهة المقابلة في طوائف منها طوائف الخوارج الذين فعلوا الأفاعيل في الأمة ستجد غالبيتهم شبابا كما ورد فيهم قوله عليه الصلاة والسلام ( يَاتِي فِي آخِرِ الزَّمانِ قَوْمٌ حُدَثاءُ الأَسْنانِ ) أي شباب لأن الشباب رمز للقوة كما ورد أيضا في المسيخ الدجال أنه ( رجل شاب جسيم هجان أحمر البشرة قطط ) يعني شاب على أعتاب الكهولة
لكن لا بدّ لسنّ الشباب من توجيه وارشاد من شيخ كامل أو مربّ وارث أو عالم عامل سواء في مجال العلوم الشرعية أو في مجال السير والسلوك وهو المعبر عنه بالإرادة والطريقة
لذلك أبهى ما ترى في الخلق الشاب الطائع والفتى التائب الراغب إلى ربه أما الشيخ الذي بلغ من الكبر عتيا ماذا ستنتظر منه ؟ الجواب : لا شيء إلا العلم إذا كان عالما عارفا أو النصيحة بحكم التجربة والخبرة وغيرها من شؤونيات التعقل
ثمّ لاحظ أن أعتى من حارب النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام هم شيوخ وكهول قريش كأبي جهل فرعون هذه الأمة قتل في غزوة بدر وهو في سنّ السبعين بمعنى أن الشباب أرقّ أفئدة وأكثر اقبال على الدين من كبار السنّ ممن لم تسبق لهم في شبابهم طاعات ومسارعة للخيرات
لذلك وصفهم وعرّفهم بــ " الفتية " دون سائر الأوصاف والألقاب لما يحتويه هذا اللقب في حقهم من أسرار وأنوار ظاهرة وباطنة فهم فتية من حيث الظاهر وفتية من حيث الباطن لأن من رقد ثلاثمائة سنة كيف يبقى فتى ؟ وعمره في الحقيقة أكبر من أسن شيخ في زمانهم من قومهم لذلك وصفهم بلقب " الفتية " فصاحبهم هذا اللقب فيما حصل لهم من كرامة الرقود في الظاهر والباطن وقد ورد هذا الوصف من الشباب في سيدنا الحسن والحسين عندما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهما سيّدا شباب أهل الجنة رغم أن جميع أهل الجنة في سنّ واحدة وطول واحد على خلقة آدم فافهم معاني الأوصاف وارتباطها بمن وصف بها
{إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ } أي الإيمان الكامل وهو التوحيد الخالص من شوائب الشرك الخفي والجلي فكان توجهم تجريدي توحيدي وهو معنى الإيمان الكامل لذلك قال تعالى بعدها { وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } وما قال ( وزدناهم إيمانا ) لأن زيادة الإيمان تكون قبل كماله أما بعد كماله فيحتاج العبد إلى زيادة الهدى كما أنه بعد كمال الهدى يحتاج العبد إلى زيادة العلم { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا } فعجبا لمن يسأل زيادة العلم وهو غافل عن طلب زيادة الإيمان والهدى ..
..
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين
قال تعالى في تعريف أصحاب الكهف :
{ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ }
الفتية هم الشبان وبذلك قال المفسرون أي شباب ..
لكن في نفس الوقت يمكننا الإستدلال بالتعريف كونه وصفا لحالة من الإيمان الكامل بها تحلوا وتحققوا متى علمنا أن مسمى الإيمان مسمى حيوي نوري جمالي
كالفصول مثلا تجد فصل الربيع من بينها كشاب يافع بين كهول أو كهل كامل بين شيوخ وهكذا ..
ثمّ أن معنى التعريف والوصف " بالفتية " دون سائر الأوصاف يعطي مدلول ركوب الأهوال من النشاط والعزائم مما لا يقدر في الغالب على ركوبها إلا الشباب المؤمن المخلص المحبّ وهذا أمر ملاحظ في قصص كثير من أهل الله تعالى فقد فتح الله تعالى على سيدي محي الدين بن عربي رضي الله عنه في سنّ العشرين سنة من عمره أو أقل بقليل وهناك من اخواننا من فتح الله تعالى عليه بالفتح الكبير وهو في نفس تلك السنّ فلا تتعجب من هذا خصوصا بعد أن تقرأ قوله تعالى في حق سيدنا يحيى عليه السلام { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا }
سنّ الشباب مرحلة في العمر هي روحه يتحسر على فقدانها كل انسان تقريبا مما عزا بالشاعر أن يقول ( يا ليت الشباب يعود يوما *** فأخبره بما فعل المشيب )
لما في الشباب من طاقة وحيوية وقوة ونشاط وعزيمة وفطرة صافية ومقدرة على الصدق وصبر وتحمل على المضيء قدما
فأنت لو نظرت في الجهة المقابلة في طوائف منها طوائف الخوارج الذين فعلوا الأفاعيل في الأمة ستجد غالبيتهم شبابا كما ورد فيهم قوله عليه الصلاة والسلام ( يَاتِي فِي آخِرِ الزَّمانِ قَوْمٌ حُدَثاءُ الأَسْنانِ ) أي شباب لأن الشباب رمز للقوة كما ورد أيضا في المسيخ الدجال أنه ( رجل شاب جسيم هجان أحمر البشرة قطط ) يعني شاب على أعتاب الكهولة
لكن لا بدّ لسنّ الشباب من توجيه وارشاد من شيخ كامل أو مربّ وارث أو عالم عامل سواء في مجال العلوم الشرعية أو في مجال السير والسلوك وهو المعبر عنه بالإرادة والطريقة
لذلك أبهى ما ترى في الخلق الشاب الطائع والفتى التائب الراغب إلى ربه أما الشيخ الذي بلغ من الكبر عتيا ماذا ستنتظر منه ؟ الجواب : لا شيء إلا العلم إذا كان عالما عارفا أو النصيحة بحكم التجربة والخبرة وغيرها من شؤونيات التعقل
ثمّ لاحظ أن أعتى من حارب النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام هم شيوخ وكهول قريش كأبي جهل فرعون هذه الأمة قتل في غزوة بدر وهو في سنّ السبعين بمعنى أن الشباب أرقّ أفئدة وأكثر اقبال على الدين من كبار السنّ ممن لم تسبق لهم في شبابهم طاعات ومسارعة للخيرات
لذلك وصفهم وعرّفهم بــ " الفتية " دون سائر الأوصاف والألقاب لما يحتويه هذا اللقب في حقهم من أسرار وأنوار ظاهرة وباطنة فهم فتية من حيث الظاهر وفتية من حيث الباطن لأن من رقد ثلاثمائة سنة كيف يبقى فتى ؟ وعمره في الحقيقة أكبر من أسن شيخ في زمانهم من قومهم لذلك وصفهم بلقب " الفتية " فصاحبهم هذا اللقب فيما حصل لهم من كرامة الرقود في الظاهر والباطن وقد ورد هذا الوصف من الشباب في سيدنا الحسن والحسين عندما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهما سيّدا شباب أهل الجنة رغم أن جميع أهل الجنة في سنّ واحدة وطول واحد على خلقة آدم فافهم معاني الأوصاف وارتباطها بمن وصف بها
{إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ } أي الإيمان الكامل وهو التوحيد الخالص من شوائب الشرك الخفي والجلي فكان توجهم تجريدي توحيدي وهو معنى الإيمان الكامل لذلك قال تعالى بعدها { وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } وما قال ( وزدناهم إيمانا ) لأن زيادة الإيمان تكون قبل كماله أما بعد كماله فيحتاج العبد إلى زيادة الهدى كما أنه بعد كمال الهدى يحتاج العبد إلى زيادة العلم { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا } فعجبا لمن يسأل زيادة العلم وهو غافل عن طلب زيادة الإيمان والهدى ..
..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
اللهم ارزقنا الايمان والهدى...ثم زدنا فيهما
تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it
تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it
Dalia Slah- عدد الرسائل : 59
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 10/09/2018
رد: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
جميل جداً يا سيدي
عبدالله حرزالله- عدد الرسائل : 51
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 15/04/2015
رد: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
وهل أنت إلا من أهل الفتوة
أحسن الله إليكم سادتي
أحسن الله إليكم سادتي
أبو أويس- عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
ما ترك لنا سيدي علي ما نضيف في معنى الفتوة فقد بين لنا ما يحويه اللفظ من معاني ظاهرة وباطنة...
ومما يميز الفتوة أن صاحبها اكتمل جسديا وبلغ أرقى مراحل العمر نشاطا من عدة جوانب أذكر منها السمع والبصر مثلا فهو يرى ويسمع القريب والبعيد بكل وضوح في عالم المادة وهذا يحيلنا لعالم الروح والنور فأهل الفتوة في صفائهم مع الله تشف أسماعهم وأبصارهم الباطنة فيرون ما لا يراه غيرهم ويسمعون ما لا يسمعه غيرهم. ومما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور الله"، ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ}.
وما حادثة (يا سارية الجبل) ببعيدة عن هؤلاء أو (أوحي بعد رسول الله) صلى الله عليه وسلم.
وهنا يبلغ المقصود وتتيه العقول.
ومما يميز الفتوة أن صاحبها اكتمل جسديا وبلغ أرقى مراحل العمر نشاطا من عدة جوانب أذكر منها السمع والبصر مثلا فهو يرى ويسمع القريب والبعيد بكل وضوح في عالم المادة وهذا يحيلنا لعالم الروح والنور فأهل الفتوة في صفائهم مع الله تشف أسماعهم وأبصارهم الباطنة فيرون ما لا يراه غيرهم ويسمعون ما لا يسمعه غيرهم. ومما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور الله"، ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ}.
وما حادثة (يا سارية الجبل) ببعيدة عن هؤلاء أو (أوحي بعد رسول الله) صلى الله عليه وسلم.
وهنا يبلغ المقصود وتتيه العقول.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
أبو أويس كتب:...
ومما يميز الفتوة أن صاحبها اكتمل جسديا وبلغ أرقى مراحل العمر نشاطا من عدة جوانب أذكر منها السمع والبصر مثلا فهو يرى ويسمع القريب والبعيد بكل وضوح في عالم المادة وهذا يحيلنا لعالم الروح والنور فأهل الفتوة في صفائهم مع الله تشف أسماعهم وأبصارهم الباطنة فيرون ما لا يراه غيرهم ويسمعون ما لا يسمعه غيرهم. ومما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور الله"، ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ}.
وما حادثة (يا سارية الجبل) ببعيدة عن هؤلاء أو (أوحي بعد رسول الله) صلى الله عليه وسلم.
وهنا يبلغ المقصود وتتيه العقول.
إضافة رائعة سيدي جزاكم الله خيرا وبارك فيكم والشيء من مأتاه لا يستغرب
تصفحت ليلة البارحة في المنتدى موضوع " حدثني عمّن تحبّ .. ( حديث عن الفترة الذهبية ) " قرأته من بدايته إلى نهايته أكثر من مرّة واستوقفني كثيرا مدد روح كاتب الموضوع حفظه الله تعالى المفعم بالصفاء والمحبة الخالصة والحنين لشيخه رضي الله عنه وأنا أرشح بكل صدق ذلك الموضوع كأفضل موضوع كتب في هذا المنتدى على الإطلاق من غير التقليل من شأن المواضيع الأخرى لكن شتان بين المدد والعدد
سألت مرّة أحد إخواننا من ساداتنا العارفين بالله تعالى عن أحوال وواردات سيدي محسن فقال " نعم له واردات لكنه لا يبديها بل يخفيها " فهو صوفي ذكي
خدمة سيدي محسن لسيدنا الشيخ رضي الله عنه هي الفتوة يا سادة بعينها أراها تعود بنا إلى تذكر قصص القدامى من أهل الله تعالى ..
اخترت في البداية أن يكون عنوان الموضوع " كنّا فتية " لأن سبب كتابة الموضوع كان تذكري لتلك الأيام الخالدة التي قضيناها في أحلى سنين الشباب في الإنتساب للأستاذ ومحبته المحبة الخالصة رضي الله عنه ومكوثنا تلك الأيام في زاويتنا ومختلف الزوايا ثم رجعت إلى الوصف القرآني في ذكر وتعريف الفتوّة وارتأيت أن أكتب عنوان شخوص أهل الكهف كعنوان لما أضمرته في قلبي كونهم آية بالغة في الفتوّة راقية كاملة من كافة الوجوه ..
موضوع " حدثني عمّن أحبّ " من القصص الخالدة التي تزيد المريدين محبة في مشايخهم ونهوضا لخدمتهم وصبرا لنوال رضاهم
سنكمل في هذا الَنفس حول الفتّوة إن شاء الله تعالى ..
..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
{ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى }
ما ناسبهم من الأوصاف بحسب أحوالهم الظاهرة والباطنة مثلما ناسبهم وصف " الفتية " فكان عَلَمَا عليهم من حيث أحوالهم لما في الفتية ومشتقاتها من معانى الخدمة في المقام الأوّل ومعنى الإتباع والسمع والطاعة ومعنى الدلال والوصال فالفتى لا يكون في طريق الله إلا تحت رعاية غيره
إمّا في كنف رعاية الحضرة الإلهية كما هو الشأن في فتوّة سيدنا إبراهيم من الأنبياء المقول فيه { قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } وتحت حمايتها المباشرة { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ }
وكما الشأن في فتية أهل الكهف من الأولياء الصدّيقين { وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ }
أو يكون في رعاية رسول أو نبي من أنبياء الله تعالى كفتى موسى حيث صحبه معه لرؤية الخضر وكفى بها من كرامة لذلك الفتى الذي هو يوشع بن نون { فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا }
فذكرهما هنا في نفس مثنى الفعل فكأنما مبحثهما كان واحدا وإلا فماذا يفعل فتى موسى بالخضر باحثا عنه حتى يجده – فافهم – فوجدان فتى موسى للخضر في نفس اللحظة التي وجده فيها موسى تدلك على علوّ همّة فتى موسى في ايجاد من يبحث عنه أستاذه ولو كان قطبا
لذلك اختاره موسى لصحبته بعد أن أعلمه بعزمه على السفر لملاقاة الخضر فكأنه يشير إليه بالإستعداد التام لما ينتظره من الأهوال التي شعر بامكانية حصولها { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا }
أو يكون في رعاية ولي من أولياء الله تعالى فإن لكل وليّ فتى أو فتية خواص تفوق بقية المريدين قربا من الشيخ من حيث القيام بشؤون حضرته وأهل دائرته فيكون الفتى صاحب خزانة أسرار شيخه الظاهرة والباطنة
كان سيدنا أنس بن مالك من فتيان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أن الفتى يرى ويشاهد من بشرية الرسول أو الولي ما لا يشاهده ويراه غيره لكنه يثبت ولا يتزحزح تجده كالجبال الراسخات كما قال الصديق لما أرادو أن يشككوه في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة إسرائه و معراجه " إن كان قاله فقد صدق "
لذلك لا يصلح كل مريد ولا كلّ مؤمن لذاك المقام .. متجدد .. إن شاء الله تعالى
ما ناسبهم من الأوصاف بحسب أحوالهم الظاهرة والباطنة مثلما ناسبهم وصف " الفتية " فكان عَلَمَا عليهم من حيث أحوالهم لما في الفتية ومشتقاتها من معانى الخدمة في المقام الأوّل ومعنى الإتباع والسمع والطاعة ومعنى الدلال والوصال فالفتى لا يكون في طريق الله إلا تحت رعاية غيره
إمّا في كنف رعاية الحضرة الإلهية كما هو الشأن في فتوّة سيدنا إبراهيم من الأنبياء المقول فيه { قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } وتحت حمايتها المباشرة { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ }
وكما الشأن في فتية أهل الكهف من الأولياء الصدّيقين { وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ }
أو يكون في رعاية رسول أو نبي من أنبياء الله تعالى كفتى موسى حيث صحبه معه لرؤية الخضر وكفى بها من كرامة لذلك الفتى الذي هو يوشع بن نون { فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا }
فذكرهما هنا في نفس مثنى الفعل فكأنما مبحثهما كان واحدا وإلا فماذا يفعل فتى موسى بالخضر باحثا عنه حتى يجده – فافهم – فوجدان فتى موسى للخضر في نفس اللحظة التي وجده فيها موسى تدلك على علوّ همّة فتى موسى في ايجاد من يبحث عنه أستاذه ولو كان قطبا
لذلك اختاره موسى لصحبته بعد أن أعلمه بعزمه على السفر لملاقاة الخضر فكأنه يشير إليه بالإستعداد التام لما ينتظره من الأهوال التي شعر بامكانية حصولها { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا }
أو يكون في رعاية ولي من أولياء الله تعالى فإن لكل وليّ فتى أو فتية خواص تفوق بقية المريدين قربا من الشيخ من حيث القيام بشؤون حضرته وأهل دائرته فيكون الفتى صاحب خزانة أسرار شيخه الظاهرة والباطنة
كان سيدنا أنس بن مالك من فتيان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أن الفتى يرى ويشاهد من بشرية الرسول أو الولي ما لا يشاهده ويراه غيره لكنه يثبت ولا يتزحزح تجده كالجبال الراسخات كما قال الصديق لما أرادو أن يشككوه في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة إسرائه و معراجه " إن كان قاله فقد صدق "
لذلك لا يصلح كل مريد ولا كلّ مؤمن لذاك المقام .. متجدد .. إن شاء الله تعالى
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
الله
تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it
تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it
Dalia Slah- عدد الرسائل : 59
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 10/09/2018
رد: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
رائع جدا بارك الله بكم
الشاذلي الحموي- عدد الرسائل : 35
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 03/10/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 14 مايو 2024 - 1:01 من طرف الطالب
» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
الإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس