عين المسيخ الدجال

من طرف **علي** الجمعة 29 مارس 2019 - 3:16

من أشهر العلامات التي وردت في الأحاديث النبوية بخصوص ذكر أوصاف شخص المسيخ الدجال كونه أعور صاحب العين الواحدة
وعليه فإن من أخطر العلامات وأشهرها هي هذه العلامة خاصة مع بقية العلامات الأخرى المذكورة في السنة النبوية
المعلوم أن العين محل النظر والرؤية فالإنسان عندما ينظر إلى الدجال إنما يعرفه بسبب وجود تلك العلامة التي هي العين الواحدة وكونه أعورا وكذلك المسيخ الدجال يرى الخلق بتلك العين الواحدة أي يراقبهم ويتجسس عليهم ويأتيهم من باب تلك العين الواحدة التي تحمل سحرا عظيما لا طاقة لعامة البشر على فهمه وفك طلاسمه

كثير من الجنّ والشياطين يعيشون اليوم في الأرض متمثلين في صور شتى بشرية يظنهم الناس من البشر منهم فنانين فيما يظهر للناس وحكام وحتى من الشرطة والجيش
المملكة الإبليسية اليوم كشّرت عن أنيابها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حتى تحقق وعيدها في قولها { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }
هلك كثير جدا من الشباب العربي المسلم فالتيار جارف جارف جارف لا عاصم في هذا الزمان إلا من عصمه الله تعالى
عالم اليوم غير العالم الذي كان منذ عقود قليلة بل الأمر يشهد تغيرا جذريا على كافة المستويات ..

سأعود للكتابة عن العين الدجالية التي حام حولها كثيرون وتوقفوا في فك طلاسمها متى سمحت الظروف إن شاء الله تعالى

ذكر السامري من قوم موسى أن سبب اضلاله لبني اسرائيل كونه أبصر ما لم يبصروه فكان سبب ضلاله هو مشهد تلك الرؤية والنظر الذي كوشف به فكان متعلقه العين سواء أكانت بصرية أم بصيرية فافهم
...

من طرف Dalia Slah الجمعة 29 مارس 2019 - 8:10

هذا موضوع خطير سيدي علي ...يا حبذا لو تفصل لنا فيه،فلعل الوعي فيه وبه يجعلنا قادرين على مواجهة خطره
ماذا يعني قولكم أن كثير من الجن والشياطين يعيشون بيننا وفي مناصب شتى وكيف لا احد يعرفهم وهل ممكن أن يكونوا رجال دين أو صوفية في محل الصدارة؟!
وكيف للسامري أن يكون ما بصر به كان كشفا بعين البصيرة...وهل كشف البصيرة والروح ممكن أن يحدث مع ملتاث الفطرة كالسامري فيودي به إلى الهلاك...وهل يكفي مجرد الرغبة في الصلاح للمرء أن يحتمي من مثل هذا المصير....ام أن قدر الله نافذ والمرء لن يعرف صلاحه من عدمه حتى يختبر...وما الحال لو كان لا يثبت مع الاختبارات والفتن لضعفه مع كراهته للوقوع؟
عذرا لكثرة الاسئلة

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it

من طرف **علي** السبت 30 مارس 2019 - 4:01

Dalia Slah كتب:
ماذا يعني قولكم أن كثير من الجن والشياطين يعيشون بيننا وفي مناصب شتى وكيف لا احد يعرفهم وهل ممكن أن يكونوا رجال دين أو صوفية في محل الصدارة؟!

تمثل الجن والشياطين في صور الآدميين معروف لا ينكره أحد وكذلك تتمثل الملائكة الكرام في صور بشرية كسيدنا جبريل عليه السلام كان يزور رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة اعرابي وفي الأحاديث النبوية يوجد الكثير بهذا الخصوص أعني في تمثل الملائكة في الصور البشرية كما قال تعالى في حق جبريل لما أرسله إلى مريم بنت عمران { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا }
وكذلك ورد في السنة ما يفيد تشكل الشياطين في الصور البشرية

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: والله لأرفعنّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إني محتاج وعليّ عيال ولي حاجة شديدة فخلّيتُ عنه
فأصبحتُ فقال -النبي صلى الله عليه و سلم- : ( يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ ) قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال: ( أما إنه قد كذبك وسيعود ) فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله -صلى الله عليه و سلم- إنه سيعود
فرصدتُه فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: دعني فإني محتاج وعليّ عيال لا أعود فرحمته فخلّيت سبيله
فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( يا أباهريرة ما فعل أسيرك؟ ) . قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال: ( أما إنه كذبك وسيعود )
فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ثم تعود قال: دعني أعلّمك كلماتٍ ينفعك الله بها، قلت: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله
فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( ما فعل أسيرك البارحة؟ ) قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلماتٍ ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: ( ما هي؟ ) قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }
وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- :
( أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ ) قال: لا قال: ( ذاك شيطان ) رواه البخاري

وكذلك ورد عن غير واحد من أولياء الله تعالى رؤيتهم لإبليس لعنه الله تعالى في صورة شيخ كما رآه الصحابة في صورة شيخ قبل وعند غزوة بدر وفي دار الندوة ..الخ وقد حكى الإمام الشعراني رضي الله عنه قصة لقاء الشيخ العارف الشيخ عبد الله التستري رحمه الله بإبليس لعنه الله تعالى لما اعترضه في طريقه وهو في صورة شيخ عابد وصارت بينهما تلك المناظرة التي حكاها الإمام الشعراني

قلت : بالنسبة للجنّ ومنهم الشياطين ليس كل أحد منهم يمكنه التشكل في صور بشرية لصعوبة ذلك عليهم وإنما يقدر عليه الأقوياء منهم كإبليس وكبار جنوده خاصة من المردة والعفاريت وإلا فإن تشكل الجن غالبا يكون في صور الحيوانات كالأفاعي والكلاب والقطط وهكذا

ليس بالضرورة أن يدرك ويعرف كل إنسان ذوات وشخوص الشياطين الذين يتشكلون في الصور البشرية أو يمكن له تعيينهم فلو تلاحظ في الحديث السابق أن أباه هريرة خفي عنه ذلك الشيطان المتشكل في تلك الصورة البشرية ولو لا أن رسول الله كان مكاشفا به عليه الصلاة والسلام ربما لم يهتد أبو هريرة إلى فك طلسم الرجل وحقيقته الشيطانية رغم رحمة أبي هريرة به وشفقته عليه عندا اشتكى له الفقر والحاجة

كما أنه قد يخفى الملك عندما يتمثل في الصورة الآدمية على كثير من أهل الله تعالى فضلا عمن دونهم من عامة البشر بل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن جبريل ما خفي عليه إلا مرة واحدة وكذلك عندما قدم ذلك الرجل الغريب الذي أخبر عنه بعد انصرافه أنه جبريل عليه السلام أتى يعلم الصحابة دينهم والآثار الواردة في الجانبين عديدة

وقد ورد أن الشياطين تعتلي بعض المنابر في آخر الزمان تخطب على الناس فيظنهم الناس خطباء وعلماء وما هم في الحقيقة إلا شياطين في صورة بشر

لكن يبقى هناك فرق بين أمرين : الأول أن يتشكل الشيطان في صور بشرية والثاني أن يكون الشيطان متلبسا بعبد ما ونعني بالتلبس هنا ليس معنى المس الجني فقط بل معنى آخر وهو معنى الإستمداد من الشيطان الذي تجده حتى في رجال الدين أمثلة على ذلك من مشهد الواقع أذكرهم بالإسم :
- وجدي غنيم ملبوس من قبل شيطان عتيد لا يخفى في عينيه يمده من مدده وهو لا يشعر وأنا أرجو من الشباب أن لا يسمعوا لذلك الرجل اطلاقا
- أبو اسحاق الحويني ملبوس يمده الشيطان من مدده
- محمد حسان ملبوس أرى ذلك في عينيه
وغيرهم كثير لكن تختلف نسبة المس فيهم وغالبية علماء الشيعة الإمامة فيهم ذلك المس شيطاني وهو ظاهر لا يخفى يثير فيهم مسألة الطائفيات والتقاتل والتكفير فيما بينهم بتلبيسات وتسويلات ووساوس يمدهم من مدده ولا يعني هذا أنهم خارج دائرة الإيمان أو أنهم غير مسلمين حاشا وكلا وإنما نتكلم عن المس الشيطاني فيهم وأنه قد لا يسلم منه حتى كبار العلماء فضلا عمن دونهم لأنه يوجد شياطين من الجن أعلم بالدين والقرآن والسنة من كثير من علماء الإسلام وهذا مبحث يطول الكلام فيه

عالم الجن عالم كبير خطير وهو العالم الروحاني له علومه الخاصة وهو العالم الذي ينازع العالم الرباني فالحرب قائمة على أشدها بين العالم الروحاني والعالم الرباني ولا يعني أن كل شيء من علوم العالم الروحاني باطلة أو أنها ضلال لا حاشا وكلا وإلا لما دخل سيدنا سليمان عليه السلام هذا العالم ونال فيه ما نال وإنما نعني أن كل ما يوجد في العالم الرباني له صورة له في العالم الروحاني تنازعه حتى صور القوة والشدة لأن كلا الفريقين يستمدان قوتها من الخارج

ويحتاج هذا المبحث الى فهم وادراك معاني الأجرام وروحانيات الأفلاك والكواكب وعلوم التسخير والتصريف التي منها علوم السحر للسيطرة على القلوب والعقول وهذا العلم نال منه المسيخ الدجال ما لم ينله أحد من أهل زمانه وعن طريقه سيغوي البشرية وسيكون تحت إمرته ما لا يحصى من عفاريت الجن من الشياطين فهو الحاكم عليهم يخافونه ويرهبونه ولا أدري هل إبليس لعنه الله يدخل تحت إمرته عند خروجه أو أنه يكون تحت إمرة إبليس لعنهما الله تعالى لكن الظاهر أنهما سيتعاونان من غير سيطرة لأحدهما على الآخر فسيكونان كأخوان فيما يظهر للناس يتعاونان يمد كلاهما الآخر من مدده لإغواء البشرية جمعاء لأن الدجال هو شيطان أو قل هو إبليس آخر من الإنس

الحديث في هذا المضمار يطول جدا ويحتاج الى نقول كثيرة لا داعي من الإطالة بها فهو موضوع يتفرع إلى فروع كثيرة

بقي سؤالكم

Dalia Salah كتب:وكيف للسامري أن يكون ما بصر به كان كشفا بعين البصيرة...وهل كشف البصيرة والروح ممكن أن يحدث مع ملتاث الفطرة كالسامري فيودي به إلى الهلاك...وهل يكفي مجرد الرغبة في الصلاح للمرء أن يحتمي من مثل هذا المصير....ام أن قدر الله نافذ والمرء لن يعرف صلاحه من عدمه حتى يختبر...وما الحال لو كان لا يثبت مع الاختبارات والفتن لضعفه مع كراهته للوقوع؟

سوف أجيب عليه متى شاء الله تعالى ووفقني لذلك والله أعلم وأحكم

كان لا بد أن أدخل وأشكركم من كل قلبي .. الشكر لأختنا الفاضلة الصادقة داليا جزاك الله من كل خير الكثير الجزيل أما سيدنا علي الصوفي فاللسان يعجز عن شكره على ما يكرمنا به مما علمه الله عز وجل لذا فما لي والمحبين إلا التوجه إلى الله تعالى بصدق قلب ندعوه أن يزيد سيدنا علي من فضله وكرمه مالا عين رأت ولا آذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وأن يعظم أجره ويفرح قلبه ... آمين

من طرف Dalia Slah السبت 30 مارس 2019 - 14:06

اشكر لكم سيدي علي الصوفي ما تفضلتم به من شرح وافي....ولكن حضرتك تعرف مزيد نهمنا لكلامكم الرباني وعلومكم الفريدة فأتمنى على الله أن يكون لكم مزيد فيوض في هذا الموضوع على هذا المنتدى...زادكم الله من فضله في الدارين وجمعنا وإياكم على محبته وطاعته

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it

من طرف Dalia Slah السبت 30 مارس 2019 - 14:11

فارس النور كتب:كان لا بد أن أدخل وأشكركم من كل قلبي .. الشكر لأختنا الفاضلة الصادقة داليا جزاك الله من كل خير الكثير الجزيل أما سيدنا علي الصوفي فاللسان يعجز عن شكره على ما يكرمنا به مما علمه الله عز وجل لذا فما لي والمحبين إلا التوجه إلى الله تعالى بصدق قلب ندعوه أن يزيد سيدنا علي من فضله وكرمه مالا عين رأت ولا آذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وأن يعظم أجره ويفرح
قلبه ... آمين

جزاكم الله سيدي فارس النور ....وها قد ظهر الفارس الذي سمعنا عنه كثيرا من سيدي علي الصوفي ....نسأل الله لنا ولكم أن نكون على النحو الذي يحبه الله ويرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it

العجز عن الشكر شكرا
أقلام السادة لا تخط إلا المعاني العالية والافكار الراشدة
سيدي علي جر معه لهذا المنتدى رجالا ونساء قل وجودهم في هذا العصر الذي استحوذ عليه الفكر الدجالي.
كتاباتكم زيادة على فرحي بها فهي تشرفني وتجعلني محبا لكم ومتمنيا أن يجمعني الله بكم في حضرة صفاء وقرب...

سيدي مادور التكنولوجيا وخاصة الانترنت في العالم الروحاني الذي تتحدثون عنها.
خاصة أننا نرى شياطين الإنس يتحكمون بالإنترنت والإعلام.
وجزاكم الله خيراً

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it

من طرف **علي** الأحد 31 مارس 2019 - 1:31

أبو أويس كتب:العجز عن الشكر شكرا
أقلام السادة لا تخط إلا المعاني العالية والافكار الراشدة
سيدي علي جر معه لهذا المنتدى رجالا ونساء قل وجودهم في هذا العصر الذي استحوذ عليه الفكر الدجالي.
كتاباتكم زيادة على فرحي بها فهي تشرفني وتجعلني محبا لكم ومتمنيا أن يجمعني الله بكم في حضرة صفاء وقرب...

هذه شهادة منكم العبد الفقير يعتز بها ويفخر سيدي محسن رغم أن ما كتبته سيدي لا يعدو كونه حس ظن منكم كعادتكم مع جميع اخوانكم جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأنا في قرارة نفسي لا أحسب أني أساوي ظفر من أظافر أرجلكم هذه حقيقة أجدها في قلبي تجاهكم وتجاه عديد فقراء شيخنا رضي الله عنه وعنكم فلا أساوي نفسي بهم مطلقا فشتان بين الثرى والثريا بلا مبالغة

أما بالنسبة لإخواننا الذي يزورون ويقرؤون في المنتدى ومنهم من يعلق ويكتب فهم كما قلتم وهذا ظننا فيهم وما بكم أو بهم من نعمة فمن الله { وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّه }

أشكر جميع الإخوة على كلامهم الجميل الذي أعتقد أن الذي حملهم على كتابته محبتهم للعبد الفقير وأنا أبادلهم نفس شعور المحبة نسأل الله تعالى أن يجعلنا دائما أحبابا متآخينا فيه

من طرف **علي** الأحد 31 مارس 2019 - 1:36

محمد حنان كتب:سيدي مادور التكنولوجيا وخاصة الانترنت في العالم الروحاني الذي تتحدثون عنها.
خاصة أننا نرى شياطين الإنس يتحكمون بالإنترنت والإعلام.
وجزاكم الله خيراً

سيدي محمد حنان حياكم الله
كتبت على الفيسبوك منذ فترة منشورا حول استعمال الدجال لوسائل الإتصال الإجتماعي لبث الضلال والفساد والفوضى والكراهية ...الخ وكون ظهور تلك الوسائل ما هي غير ارهاصات لظهور المسيخ الدجال
لا ريب أنكم قرأتموه فلا داعي من اعادة كتابته لكن نصيحتي سيدي لا تشغل بالك بمثل هذه المواضيع فهي لا تفيد شيئا باعتبار السير والسلوك إلى محبة الله تعالى ورضاه
شكرا لكم

من طرف **علي** الأحد 31 مارس 2019 - 2:51

Dalia Salah كتب:وكيف للسامري أن يكون ما بصر به كان كشفا بعين البصيرة...وهل كشف البصيرة والروح ممكن أن يحدث مع ملتاث الفطرة كالسامري فيودي به إلى الهلاك...وهل يكفي مجرد الرغبة في الصلاح للمرء أن يحتمي من مثل هذا المصير....ام أن قدر الله نافذ والمرء لن يعرف صلاحه من عدمه حتى يختبر...وما الحال لو كان لا يثبت مع الاختبارات والفتن لضعفه مع كراهته للوقوع؟
عذرا لكثرة الاسئلة

الكشف أصناف من ذلك : كشف ظلماني وكشف نوراني , كشف شيطاني وكشف رباني , كشف روحاني وكشف رحماني
فالكشف على عمومه نوعان : ظلماني ونوراني لكن عند تفصيل فروعه الجزئية يجب التفريق بين الكشف الروحاني مثلا وبين الكشف الشيطاني وإن كانا من نفس الدائرة تقريبا ونفس الحضرة -فافهم-

الكشف الذي كوشف به السامري من الصنف الروحاني وهو أقرب الكشوفات إلى الكشف النوراني لكنه ليس كشفا ربانيا لأن متعلقه عوالم الروحانية كالجن وما جرى مجرى عالمهم اللطيف لأن الجنّ لهم مخادع أي قد يقدمون أنفسهم على كونهم ملائكة لوجود شبه عالم اللطافة يشتركون فيه مع الملائكة أو ربما بعض الألسن من اللغات لذلك قال تعالى سائلا الملائكة { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ }

أنظر قول الملائكة في الجواب { بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ }
لذلك عندما فعل السامري فعلته التي هي عمله -الروحاني الشيطاني- { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ } إنما فعلها من حيث علوم الروحانية السفلية المتعلقة بنفسه الأمارة بالسوء لذلك قال تحديدا { فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي } فذكر اصرار نفسه على فعل ذلك وكأنه يتحدى سيدنا موسى بما فعله فما كان من سيدنا موسى عليه السلام إلا أنه طرده وأخرجه من بين قومه { قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ }

فأعلمه بمصيره وعقوبته الآجلة كما تأجلت عقوبة إبليس لعنه الله تعالى إلى يوم القيامة متى علمت أن إبليس لعنه الله هو صورة سيدنا آدم مقلوبة ومعكوسة بينما الدجال هو صورة سيدنا عيسى مقلوبة ومعكوسة لذا ورد في الحديث كونه ( المسيح الدجال ) أي ليس عيسى المسيح الحقيقي لذلك اعتنى القرآن ببيان وجه الشبه في الخلقة وفي الوصلة بالله بين سيدنا آدم وسيدنا عيسى عليهما السلام { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } فحسد إبليس لعنه الله تعالى آدم بينما حسد الدجال عيسى فهبط الشيطان إلى الأرض محاربا آدم وبنيه من حيث الآدمية الترابية البشرية في مجال الخلافة في الأرض بينما ذهب الدجال في الأرض محاربا آدم وبنيه من حيث حقائقهم العيسوية في مجال عوالم أسرار الملكوت والجبروت أو قل من حيث الحقائق الأحمدية متى علمت الوصلة بين عيسى وأحمد عليهما الصلاة والسلام { وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } فعيّن إسمه أحمد دون إسمه محمد عليه الصلاة والسلام لعلم عيسى بحضرات الحقائق ومنازلها

فما قتله موسى أو أقام عليه حدّ الردّة أو حدّ الإضلال الذي أضل به بني إسرائيل الذي يستوجب لا محالة الموت فإذا كان بني إسرائيل الذين عبدوا العجل قتلوا أنفسهم حكما من الله وحدا شرعيا كفارة لهم فما بالك بمن جعل العجل نفسه ودل بني إسرائيل على عبادته كيف سيكون حد الحكم فيه ؟

وإنما كان غاية فعل موسى أن حرق ذلك العجل ونسفه الذي ادعى السامري أنه إله بني اسرائيل وإله موسى كذلك { وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا } فأخبر موسى أن العجل هو إله السامري الذي اتخذه من دون الله لذلك وصفه بالعكوف عليه أما قوله { لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا } دون أن يفرد فعل الحرق والنسف لنفسه بما أنه الفاعل صاحب وظيفة دحر الشرك وتحطيم الأصنام وإنما نسبه بصيغة نحن وهي للتعظيم وهي لسان جمع الصفات من باب ( كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها )

وفي هذا هناك نكات وعلوم تتعلق بالتوحيد فقد كان موسى يتكلم بلسان الحضرة الإلهية

نعود :
لأن كل كشف لا يدل صاحبه على ربه ينقلب في حينه كشفا ظلمانيا مهما يظهر نورانيا في الشاهد لذلك فالكشف سلاح ذو حدين إما لك وإما عليك وله طرقه منه ما يكون استجلابه بقصد وهذا حال الرهبان وطلاب علوم التنجيم والكهانة فيهرعون إلى الخلوات حتى تصفو النفس ومعنى صفاء النفس هنا معنى مذموما وليس هو صفاء القلب أو الروح وإن كان قد يلتبس الأمر على الجاهل فيظنهما شيئا واحدا فيخلط فلا تراه يميّز العالم الرباني عن العالم الروحاني ولا يميّز بين الولي وبين الزنديق وعلى هذا قس .. الخ ما يتعلق بهذا الأمر ..

لا أحد من الخلق يقصد ربه إرادة وجهه الكريم ثم يلتفت إلى نفسه الأمارة بالسوء وحظوظها أو يتبع هواجسها وأحاديثها
المؤمن لا يقصد بذكره لربه وطاعته راغبا في نوال شيء من الأشياء كأن يكون مكاشفا مثلا لأنه لو سار إلى ربه ونفسه تتشوف للكشف وتتوق إليه فسيكون على خطر عظيم لأنه يسير إلى ربه سيرا نفسيا أي سيرا حظوظيا معلولا بمعنى أن السير النفسي هو السير إلى الله طلبا للحظوظ والمقامات والأحوال كالكشف والفتوح والفيوض ..الخ فهذا النوع من السير يعتبر سيرا نفسيا لا يحبه الله تعالى ولا يرضى عنه

لذلك يربي سبحانه وتعالى نفوس السائرين إليه ويزكيها لئلا تبقى على جهلها وسوء أدبها في سلوكها فتكون عاقبتها وخيمة كعاقبة السامري وعاقبة إبليس لعنهما الله تعالى وأمثالهما وهم كثر
هذا رسول الله انقطع عنه الوحي ثلاث سنوات حتى لا يقف مع الوحي أو يحنّ إليه دون الله تعالى مهما احرقه الشوق إذ من الهجران وصل وكم من وصل هو هجران رغم شرف الوحي العظيم وكرامته الفخيمة فضلا عن شيء آخر غيره من المذمومات كالعلل والحظوظ ...

ثمّ يجب العلم أنه إنما الأعمال بالنيات ولكل إمرء ما نوى فلو افترضنا مريدا عبد ربه وذكره واجتنب المنهيات وجاء بالمأمورات وفي نيته نوال المقامات كالمكاشفات وغيرها فإن الحضرة الإلهية قد تؤتيه ذلك لكنها تستدرجه به استدراجا لا يشعر به ولا يعلمه وربما يكون عليه فتنة عظيمة ...
إلا من سبقت له العناية الإلهية وعلم الله تعالى في قلبه خيرا فإن ربه يأخذ بيده إلى تصحيح نيته كما قال الإمام الغزالي رحمه الله ( طلبنا العلم لغير الله فأبى الله إلا أن يكون له ) وهذا من حفظ الله للإمام الغزالي رضي الله عنه

أما السامري فلو فتشنا في سلوكه لوجدنا بقايا في زوايا نفسه يتشوف منها إلى حظوظه مهما ذكر الله تعالى مع سيدنا موسى وآمن به ونصره ..الخ إذ لو تلاحظ في قوله { قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ } يعني كان متشوفا متحسسا لأثر جبريل كأنه يتجسس عن شيء ما ويبحث عنه من أثر الملك جبرائيل عليه السلام لذلك أستدرج في الحين والوقت بلا تأخر كما حدث لإبليس لعنه الله تعالى فقد فتن واستدرج في الوقت والحين عندما أخبر الله تعالى الملائكة بشأن آدم فكان ذلك الإخبار بغيب آدم وهو لم يدخل بعد عالم التكوين وباءا على إبليس لعنه الله تعالى فمنذ أن كوشف بشأن آدم بدأ يضمر في نفسه ما أخرجه الله عليه بعد ذلك { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ }

بل لا بد من ذلك

هذا ما حضرني في الجواب والله أعلم بدينه وأحكم ثم رسوله من بعده عليه الصلاة والسلام

من طرف Dalia Slah الأحد 31 مارس 2019 - 16:40

ما شاء الله عليك سيدي علي
زادكم الله علما وفتحا

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

عين المسيخ الدجال

عين المسيخ الدجال

رد: عين المسيخ الدجال

رد: عين المسيخ الدجال

رد: عين المسيخ الدجال

رد: عين المسيخ الدجال

رد: عين المسيخ الدجال

رد: عين المسيخ الدجال

رد: عين المسيخ الدجال

رد: عين المسيخ الدجال

رد: عين المسيخ الدجال

رد: عين المسيخ الدجال

رد: عين المسيخ الدجال