الحقائق العيسوية في آخر الزمان

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه

ورد في نزول سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان أحاديث نبوية عديدة لتعلقه بفتنة المسيخ الدجال كونه صاحبه الذي سيقتله لأن الدجال هو صورة المسيح عيسى بن مريم معكوسة لذلك سيخرج مدعيا الألوهية بيد أن عيسى نفى عن نفسه دعوة الناس لعبادته
كما قال تعالى { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ } { مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ }

لذلك من الخلط الذي سيصير عند النصارى وكذلك اليهود في تحديد شخصية عيسى بن مريم الحقيقية كونهم سيعتقدون أن الدجال هو نفسه عيسى بن مريم لأن طريق ذلك ممهد باعتقادهم في ألوهية عيسى بن مريم من ذي قبل حيث نهاهم الله عن ذلك ووصف معتقديه بالكفر { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ }

فلا تستغرب بعد ذلك متى رأيت احتفاء اليهود والنصارى بالدجال أكثر من سائر أهل الأرض من الذين سيفتنون بالدجال وجنوده كون الأمر ملبس على عامة الناس عندهم إنما الذين يعلمون حقائق الشؤون أفراد منهم زعماء الضلالة وأئمة الكفر وجنودهم لكنهم لا يهدون أقوامهم إلى الحق بل يضلونهم من طرق شتى وبوسائل معدة مبرمجة سلفا فغالبية الشعوب الغربية مضللة تضليلا هائلا فاعلم ذلك ..

هذا زمان ظهور الحقائق العيسوية تشهد ذلك في حقائق الربانيين من أولياء أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكثير منهم يكونون عيسويين في آخر الزمان لتعلق الزمان بتلك الحقائق وحتى المهدي المنتظر يكون من وجه إماما محمديا ومن وجه آخر صاحب حقيقة عيسوية والكل يعود إلى أصل شجرة الحقائق أي يعود إلى سيد الوجود ومفتاح الشهود عليه الصلاة والسلام كونه النبي الجامع الخاتم ...

لا يمكن لأي أحد فهم حقائق الدجال وأسرار دجله إلا بمعرفة ما يعاكسه من الصورة الأخرى العيسوية الحقيقية بمعرفة حقائقها وأسرارها وجميع شؤونها فأكثر الناس معرفة بالدجال أكثرهم تحققا بالحقائق العيسوية أعني أصحاب الحال العيسوي لأن الدجال هو صورة عيسى بن مريم مقلوبة لا غير فهو الأعور الدجال وإنما حدد وصف العين صلى الله عليه تحديدا من دون سائر الأوصاف وركز عليها لما يعطيه عوار العين من معنى العمى والحول ظاهرا وباطنا لأن صاحب العين الواحدة لا بصيرة قلبية له ولا يرى من الحقائق إلا معكوساتها مع العلم أن المعكوسات دركات وهي المعكوس العقلي والقلبي والروحي ويدخل في العقلي الجانب الظني وقد يسمونه بالفكري أو بالرأي إن شئت أن تصفه بذلك لكنه رأي لا يستند إلى أصل صحيح يعتمد عليه ..

أولياء آخر الزمان أكثرهم على الحال العيسوي فهم سادات أهل الولاية في زمانهم فأهل التصريف غالبا ما يكونون على القدم العيسوي في آخر الزمان ونعني هنا غلبة الحال العيسوي عليهم من دون سائر الأحوال لما يستوجبه الزمان وأوان التجلي

في آخر الزمان وهو زماننا هذا والذي يليه من الزمان المستقبل تكون الحقائق بين مراتب أربع على وجه الخصوص : شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كونها المهيمنة على سائر الشرائع كما كان القرآن مهيمنا على سائر الكتب وحق له ذلك كونه الكتاب الجامع المنزل على النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام ثمّ فرقان موسى من حيث نسفه في اليم ما صنعه السامري من العجل وهذا يعطي معنى جلالي كما أعطت الشريعة المحمدية معنى حجج الحقوق والواجبات ظاهرا وباطنا ثمّ روح عيسوي من حيث تمييز عوالم الصفات عن بحر الذات ثمّ ملك سليماني من حيث علوم الروحانية التي منها علوم التصريفات الروحانية وغيرها مما يتبع هذا العالم وذلك بتمييز الحق عن الباطل منه

سيكون الدور لأهل علوم هذه الحضرات المحمدية والموسوية والعيسوية والسليمانية فالصراع سيكون حول هذه الحضرات خاصة التي سيدعيها الدجال وجنوده من أتباعه ويعملون على افساد حقائقها وجمالها الرباني ..

تفصيل الحقائق العيسوية وأسرارها وأنوارها واضحة في القرآن الكريم بلا مزيد عليه خصوصا فيما يتعلق بالوصلة فيما بينها وبين الحقائق الأحمدية المحمدية وكذلك الآدمية فهذه جوهرها لذلك تم في القرآن الكريم مقارنة عيسى بمثل آدم من حيث التراب مناط البشرية كما نطق عيسى مبشرا برسول اسمه أحمد من حيث العبودية

فاعلم ذلك لتعرف زمانك
...

شكر الله لكم.
قلتم: هذا زمان ظهور الحقائق العيسوية.
ثم قلتم: تكون الحقائق بين مراتب أربع على وجه الخصوص..... سيكون الدور لأهل علوم هذه الحضرات المحمدية والموسوية والعيسوية والسليمانية.
فهل زماننا زمان الحقائق العيسوية فقط، أم زمان تتعدد فيه الحقائق فتكون أربعة؟
لا أخفيكم أنني لم أفهم جيدا المقصود.

إلياس بلكا كتب:شكر الله لكم.
قلتم: هذا زمان ظهور الحقائق العيسوية.
ثم قلتم: تكون الحقائق بين مراتب أربع على وجه الخصوص..... سيكون الدور لأهل علوم هذه الحضرات المحمدية والموسوية والعيسوية والسليمانية.
فهل زماننا زمان الحقائق العيسوية فقط، أم زمان تتعدد فيه الحقائق فتكون أربعة؟
لا أخفيكم أنني لم أفهم جيدا المقصود.

علي الصوفي كتب :
ونعني هنا غلبة الحال العيسوي عليهم من دون سائر الأحوال لما يستوجبه الزمان وأوان التجلي

هذا الموضوع أراه واردا استشرف على حقايق ما سبقكم إليها غيركم ولكن الذي يشكل على القارئ هو تمازج هذه الحضرات وتجمعها في زمان واحد وهي كذلك فعلا ولكنها لا تظهر إلا لذوي القلوب والأرواح الشفافة والخارقة لحقائق الوجود. خاصة وأنكم أكدتم على غلبة الحال العيسوي وهذا ما وافق فهمي والله أعلم.

أبو أويس كتب:... ولكن الذي يشكل على القارئ هو تمازج هذه الحضرات وتجمعها في زمان واحد وهي كذلك فعلا .. خاصة وأنكم أكدتم على غلبة الحال العيسوي وهذا ما وافق فهمي والله أعلم.

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ..

أشرت إلى غلبة الحال العيسوي على أولياء هذا الزمان لتعلق الأمر بقرب نزول سيدنا عيسى عليه السلام لأنّه مكلف بمهمة قتل الأعور الدجال كونه صورته المقلوبة فظهور الأولياء العيسويين في هذا الزمان لا ينفي سريان الأحوال الأخرى فيهم فلا يعني أن يغلب الحال العيسوي على ولي من الأولياء أنه لا مشرب ثان له بل قد يجمع الولي عدة مشارب في نفس الوقت وقد أشار إلى ذلك سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه في قولته البمشهورة ( كنت أنتسب إلى الشيخ عبدالسلام بن مشيش وأنا الآن لا أنتسب لأحد بل أغترف من عشرة أبحر: خمسة من الآدميين : النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخمسة سماوية جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والروح الأكبر ..)

فلا يعني أن يكون الولي عيسوي الحال كونه لا مشرب آخر له بل عندما نقول الولي الفلاني عيسوي أو موسوي الحال ..إلخ أي يغلب عليه ذلك الحال دون سائر الأحوال الأخرى وقد كان سيدي أحمد العلاوي عيسوي الحال وكذلك كان الشيخ الأكبر وغيرهما رضي الله عن الجميع ...

لذلك فموضوع غلبة الحال العيسوي على ولي من الأولياء هو مبحث لوحده بينما موضوع وجود حقائق تلك الحضرات المذكورة في آخر الزمان وهي الشرع المحمدي والفرقان الموسوي والتوحيد العيسوي والملك السليماني هو مبحث آخر لوحده لا يختلط بالمبحث الأول لذلك لا يجوز الفهم المخلوط أو سقم الفهم المعلول عن طريق القياس الفكري البسيط

ولتبسيط الأمر أكثر :

تجد اليوم اليهود من جهة يريدون بناء ( هيكل سليمان ) ومن جهة أخرى يحتكمون إلى ( توراة موسى ) المحرفة ومن جهة ثالثة ينتظرون ( الملك المخلص ) في زعمهم الذي هو الأعور الدجال فهم ينتظرونه باعتباره ملك يملك كما ملك سليمان من قبل بينما ينتظره النصارى من منطلق آخر وهو منطلق عودة المخلص المسيح الذي هو سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام لكنهم سيحفلون بالأعور الدجال عندما يخرج ظانين ومعتقدين كونه الإله الذي عبدوه في شخص المسيح عيسى أو أي شيء من هذا القبيل كونهم في ذلك على اختلاف فيما بينهم بخلاف اختلاف المسلمين في تحديد شخصية المهدي المنتظر كالإختلاف الواقع بين المؤمنين بذلك بين السنة والشيعة أو الإختلاف الحاصل بين المؤمنين بذلك من السنة والشيعة وبين منكري ذلك من أهل الإسلام أي ينكرون ظهور شخصية المهدي المنتظر ونزول عيسى ووجود شيء إسمه اللأعور الدجال كعدنان ابراهيم الذي يعده بعضهم من جهابذة المفكرين والفلاسفة وهو لا يعدو كونه ممهد للدجل في قالب تنظير لنهضة الأمة ...إلخ

ثمّ إذا فهمنا ذلك ثم استشعرنا أننا في زمن بعثة النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأن القرآن كلام الله وكتابه للعالمين والشرع المحمدي هو المهيمن لأن الإسلام آخر الرسالات ورسوله خاتم الأنبياء عليهم جميعا السلام فهمنا أن الحضرات التي ستظهر حقائقها في هذا الزمان هي حضرات أربع :
- محمدية ( كوننا في زمن الشرع المحمدي الخاتم )
- موسوية ( كوننا في زمن الصراع مع من يدعون أنهم على مشرب موسى وقدمه وهم كاذبون ) بل وأنهم على أقدام أنبياء بني إسرائيل
- عيسوية ( كوننا في زمن انتظار نزول المسيح عيسى بن مريم ) الذي سيقتل الخنزيل ويكسر الصليب كما أنه سيقتل الأعغور الدجال
- سليمانية ( كوننا في زمن الصراع على الملك ) من حيث دخول العالم الروحاني بأسره في هذا الصراع ونعني بالعالم الروحاني أي عالم الجن والشياطين الذين منهم العفاريت الكبار الذين يطيرون في السماء ويسترقون السمع فيرجمون لذلك سيظهر الأعور الدجال ويخرج وهو على معرفة كبيرة وتامة بعلوم السحر العظيمة لذلك لا بدّ من وجود الحقائق السليمانية في هذا الباب أي وجود طائفة من أهل الله لهم المشرب السليماني

لذلك ستجتمع علوم هذه الحضرات في شخص المهدي المنتظر ولن تجتمع في ولي أكثر مما ستجتمع في شخص المهدي المنتظر عليه السلام فيكون محمدي المشرب عيسوي الحال موسوي الفرقان سليماني الملك لأن الملك دلالة على الحكم والخلافة كما قال تعالى لسيدنا داود عليه السلام { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّه }

خلاصة هذا البيان أنه لا خلط في موضوعي ولا تناقض كما هو واضح فالكلام عن الحال العيسوي شيء بينما الحديث عن حقائق الحضرات الأخرى شيء آخر فلا علاقة هذا بذاك من حيث التفصيل لا من حيث ترابط الجزء بالكل ..
كتبت هذه الإضافة تعقيبا على أسئلة بعد ساداتنا حفظهم الله تعالى مما دعاني إلى طلب حذف الموضوع من قبل المشرف العام الذي نقل بدوره الموضوع إلى ركن المعاني والإشارات ورأى الفائدة في عدم حذفه

أقول سلاداتنا :

يا اخواني مثل هذه المواضيع التي لا تتعلق بشريعة ولا طريقة لا يمكن التعقيب عليها بالأسئلة الفكرية والأقيسة الظنية بل هي مواضيع ( تقرأ فتطوى ) لا غير
ثم من جهة أخرى يمكن اعتبارها فكر خاص بمن يكتبه فربما يكون فيه مصيبا وربما يكون مخطئا ثم يجب العلم أن الأسئلة لا تكون إلا في مجالين : هما : أسئلة في مقام الشريعة وأسئلة في مقام الطريقة أما في علوم الحقيقة لا يمكن أن تكون هناك أسئلة إلا نادرا لأن الحقائق ذات وجوه متعددة لثرائها لا يمكن حصرها فكريا ..

كما يجب التنبيه على أنه ليس كل ما يكتبه الكاتبون هو من علوم الحقيقة بل قد يكتب الكاتب " زندقة " ويموّه بها على السذج والدهماء من الخلق باعتبارها عصارة الحقائق وهو كاذب في دعواه أو على أنها واردات رحمانية وفيوضات قدسية ..

ثمّ كوني العبد الفقير لا أدعي أن ما أكتبه هو واردات ربانية بل هي خواطر أكتبها في بعض الأحيان ربما توافق الصواب وربما لا توافق لذلك لا يجوز اعتبار ما أكتبه أنه من صميم الحقائق والعلوم اللدنية بل إن وافق الحقيقة فهو من توفيق الله وإن جانبها فهو من نفسي والشيطان
أستغفر الله مما أكتبه والسلام

جزاكم الله خيرا ونفع بكم
الخلافة الراشدة على منهاج النبوة سترجع قبل خروج المهدي
لان سياق الاحاديث ان المهدي يخرج على حين فرقة للمسلمين
ففهمي للسياق ان الخلافة الراشدة سترجع وتستمر زمانا طويلا لايعلم قدره الا الله ثم تحدث فتن ثم يخرج المهدي والله اعلم

من طرف Dalia Slah السبت 24 أغسطس 2019 - 2:08

ما شاء الله سيدي علي...حضرتك متفرد فيما تنشر....فتح الله لكم وبكم ونفعنا بعلومكم وفهومكم.

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

الحقائق العيسوية في آخر الزمان

الحقائق العيسوية في آخر الزمان

رد: الحقائق العيسوية في آخر الزمان

رد: الحقائق العيسوية في آخر الزمان

رد: الحقائق العيسوية في آخر الزمان

رد: الحقائق العيسوية في آخر الزمان

رد: الحقائق العيسوية في آخر الزمان

رد: الحقائق العيسوية في آخر الزمان