ذكريات ومذكرات

أول حادثة هزتني وحركت روحي إلى حب التصوف كانت وأنا طفل يلعب في الحارة !

حينما كنت أتجول أنا وأترابي في الشوارع القريبة من بيتنا مررت معهم أمام فتحة باب يطل من الداخل على ساحة كبيرة وبها مجموعة رجال يرتدون أثواب وعمائم بيضاء , وهم وقوف , مشبكون أيديهم ببعضها البعض , ويذكرون أسماء الله تعالى بقوة تخلع القلب الميت أو القاسي لتجعله يذوب ويتفتت ليعود قلباً آخر . وأذكر - واللهُ على ما أقول شهيد - أني ما إن اجتزتُ القائم الأول للباب إلا ووجدتُ نوراً معنوياً أشبه بأوكسجين للروح يخرج من هذه الساحة إلى الشارع يهب على جسمي الصغير كله !

المهم أني وقفت مذهولاً مما أراه ولا أفهم منه شيئاً , وربما كان هذا المشهد هو أغرب مشهد أراه في حياتي , ثم علمتُ بعد ذلك أنها حلقة ذكر حينما اهتديتً طريق التصوف . وكنتٌ نسيت هذه الحضرة وهذا المشهد , ثم تذكرتها بعد أكثر من عشرين عاماً .. وتذكرت أيضاً هذا النور الذي هب عليّ من ساحة الصوفية ..

ثم هناك ( محطات ) أخرى مررتُ بها حتى وصلتُ إلى الصوفية وتشرفت بالانتساب إليهم , لكن على العموم كان العائق الأكبر الذي أخرني عن اللحاق بهم هو أني - قبل انتشار الفضائيات والانترنت - لم أكن اعلم أن هناك صوفية حتى الآن ! ولا تضحك !

بل حتى بعد انتشار الانترنت كنت منهمكاً في مجادلة النصارى والملاحدة والشيعة ولم أجد أي حضور للصوفية في برامج الحوار والشات كالبالتوك وغيره .

هذا هو الذي أخرني , بالاضافة إلى أنني كنت من الوهابية وكانت لهم تضليلات عجيبة حول الصوفية , لكني ما إن عرفت أن هناك صوفية حتى سارعت بالسؤال عنهم وهل فيهم عالِم ؟ فدلوني على الشيخ محمد ابراهيم عبد الباعث حفظه الله , وذهبتً إليه وأنا أزحف بسلاسل وأغلال لا يعلمها إلا الله .. حتى أنني أذكر أن الشيخ خطب خطبة الجمعة التالية قائلاً : إن هذه المناهج التي تفعل هذا بالشباب الذي يأتيني بهذه الأزمات ليست مناهج ربانية .

وتغيرت حياتي بعد ذلك تماماً : من الظلام إلى النور الذي يهب على المؤمن من الجهتين من الداخل والخارج .

من الجهالة والعمى وترداد ما يقال كالببغاء إلى التفكير الآدمي .

من الضلال والتيه في نقرة أو غرزة صغيرة أو جحر ضيق , إلى الهداية إلى فضاء الله ورحمته وحلمه بعباده .

من الانشغال بمصارعة الجن والشياطين واعتقاد قدرتها وقوتها ومعاونتها للسحرة الأشرار , إلى الانشغال بالخير والاعتراف بأن فضل الله على الاولياء أكبر من فضله على الجن والسحرة . ورؤية ضلال المنكرين للقطبانية وعالم الأبدال مع تصديقهم وايمانهم بتأثير عمل السحرة وتصريفهم .

من الانشغال بعذاب الله في القبر أو النار وعقاربها وحياتها إلى الانشغال بمحبة الله ورحمته ولطفه .

من الانشغال بالحور العين في الجنة وملء المعدة من طيورها وأطايبها ( على جلالة النعيم الحسي طبعاً لأننا ذوو طبيعتين روح وجسد أيضاً لكن الروح أعلى مقاماً وشرفاً ) إلى الانشغال بما هو أعلى : النعيم الأعلى .. الاتصال بالله عزوجل , المحبوب الأعلى , الرب الرحيم الطالب لعباده كل يوم وليلة , وهو مع ذلك أعظم مطلوب وأشرف من يتعرف بهم المرء على الاطلاق .

فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

والحمد لله بعدد كمالاته , حمداً لا يحده حد و لا عد .

قال الإمام الشعراني في العهود المحمدية :
أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن لا نشتكي أحدا من أهل المدينة المشرفة ولا نخيفه ولو بحق لنا إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكون جميع أهل المدينة جيرانه وهذا العهد يخل به كثير من التجار وجماعة أمير الحاج فمثل هؤلاء سافروا ليربحوا فخسروا لإخلالهم بالتعظيم لمن الوجود كله في بركته صلى الله عليه وسلم و والله إن غالب الناس اليوم لا تتعدى محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم حنجرته وأقل تعظيمه صلى الله عليه وسلم أن يكون في الحرمة كأعظم ملوك الدنيا في إكرام جليسه ومن نزل عن ذلك فهو قليل الإيمان و والله لو شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن لغرت عليه من رؤية مثلي له ولم أر نفسي أهلا لرؤيته وكيف لمثلنا أن يرى وجها رأى الله جهارا وجلس بين يديه .

وسمعت سيدي عليا الخواص يقول : من حقق النظر وجد أن أهل المدينة من حر وعبد صغير وكبير كلهم جالسين في داره صلى الله عليه وسلم وكيف يخيف الإنسان من هو جالس في دار رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشتكيه من الحكام بل رأيت من اشتكى شريفا ابتاع منه تمرا وصار يقول للشريف أنت رافضي كلب !

ولعمري هذا الكلام لا يقع ممن شم رائحة محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الشرفاء كلهم أولاده صلى الله عليه وسلم وإذا كرهوا أحدا من أصحاب والدهم أو سبوه فلا ينبغي أن يحكم بينهم إلا جدهم صلى الله عليه وسلم في الآخرة وأما نحن فإننا عبيد للفريقين وكيف يقول عبد لسيده يا كلب ؟ فالزم الأدب يا أخي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاده وأصحابه وجيرانه ولا تظهر الخصومة والعصبية لأولاده لأجل أصحابه ولا عكسه فإن مثل ذلك ليس إليك والله يتولى هداك . اهـ .

وعليه فكل ما نحن فيه اليوم من التساهل مع الأشراف والسادة من آل البيت من العبارات القذرة الرخيصة ( رافضي خبيث , ابن المتعة , وو الخ ) , كل هذا لو كان مع أحد آل البيت لكان تعرضاً لنسل النبي صلى الله عليه وسلم .

فيجب الحذر من مثل هذا التجاوز .

لم يكن الذهبي أو ابن حجر ناصبيانً حين اعتذرا عن معاوية رضي الله عنه , كما لم يكن أبو عبد الرحمن النسائي - شبيه السيد المسيح - رافضياً حين ضُُرب ورُُكل وابتُلي على تصنيفه ( خصائص علي ) حتى ناشدوه الله والرحم أن يصنف خصائص معاوية فقال : لا أستطيع لا أستطيع .

مسألة التفضيل بين الصحابة مسألة زلت فيهاأفهام :

فالتفضيل عند أهل السنة على قسمين :

أولاً : تفضيل بحسب مرتبة الخلافة الظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم( الإمامة ) .
ثانياً : تفضيل بحسب القرب الذاتي والخلافة الباطنية من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فأهل الفقه والشريعة يتحدثون على النوع الأول .

كما أن أهل التصوف وأهل الله يتحدثون عن النوع الثاني .

وليس من تشيع لعي رضي الله عنه من الصحابة والتابعين كان منكراً لخلافة الشيخين قط . وإنما فهموا هذا الفرق بين الخلافتين . ولكن جرت الأقدار على اهتمام الناس بالفقه على حساب التصوف ( بحكم حب الدنيا التي لا يتعلق بها التصوف بقدر ما يتعلق بها أحكام البيوع والزواج والطلاق إلخ ) ومن ثم كثر الحديث حول الخلافة الظاهرة المتعلقة بالشيخين وتفضيل الشيخين , وقل الحديث عن الخلافة الباطنة المتعلقة بعلي رضي الله عنه وتفضيله , وصار من يقول بتفضيل علي رضي الله عنه من هذه الوجهة لا يفهم منها إلا التعدي على حق الشيخين في الخلافة .

وهذا فقط أثر من آثار غلبة الفقه على التصوف في حركة التاريخ الاسلامي .

( القطب الفلاني مرتبته أرفع من القطب العلاني ) !

كلمة نسمعها كثيراً ..

كثير من السالكين ينخدع بمحبته للقطب الذي إليه ينتسب , ويظن أن كل تعبير عن محبته له إنما هو صادر عن تلك المحبة وانما هو في الحقيقة من عبادته لصنم نفسه . ولا ينتبه إلى أنه سالك مبتدي غير منته , لم يتخلص من نفسه بل ولا حتى من معظم شرها .. يظن أن محبته للقطب هي التي تتكلم , وفي الحقيقة محبته لنفسه و ( أنا خير منه ) و ( انا أكثر منك مالاً وأعز نفرا ) هي التي تتكلم ..

لأن الصدق في محبة القطب من محبة الله تعالى , ومحبة الله تعالى تتنافى مع حب العلو ومع ما نراه مما نحن فيه .. ولذلك فإن هذا التفضيل وقود مؤذ مشعل لنارية النفس , فلا ينبغي لمريد أن يحدث نفسه به قط , بل ويستعيذ بالله منه فضلاً عن أن يتكلم به ويتفاخر .. اللهم إلا إذا كان أحد مشايخ التربية ويعلم في الباطن بأنه لا نفس له ! ومع ذلك فإنا لم نسمع عن مشاكسات مثل هذه بين كُمّل المشايخ إلا بين الأقطاب أنفسهم في تفضيل أنفسهم كأثر من آثار تجلي صفات العز عليهم , فهم في هذا معبّرون عما لهم من حظ ونصيب من الله عزوجل الذي أعطاهم , أي أنهم يقولون هذا بالتبع ( بتبعيتهم للعزيز ) لا بالأصالة , ومن هم بدون وجد الله عزوجل ؟! صفر على اليسار ! ولكن هذا فيمن كان ولياً مأذوناً له بالعبارة وأما من كان معقلاً لوساوس النفس والشيطان - وانا أولهم - فأنى له أن يتكلم !

أقول هذا ويعلم الله أني كلما ذكِرت هذه المسألة توقفت ولم أخض فيها مع أن لي ثوابت واعتقاد خاص بي , لكن لا أحب الخوض في مثل هذا .. ولا يخلو كلامي هذا من تزكية لنفسي أيضاً ! وأنا أعلم هذا من نفسي , ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم ( سددوا وقاربوا وأبشروا ) .. فعلاج النفس صعب للغاية , وقلما تخلص مريد - في هذه الأيام العصيبة - من نفسه مع كثرة علاج شيخه له اللهم إلا بجذبة من جذبات الحق سبحانه أو بدعوة له صادقة من أحد الصالحين , أو بسلوك صادق يخلو من الهوينا والتخاذل ..

أخبرنا الله عزوجل محذراً أن إبليس : ( قال أنا خير منه ) .. ثم أخبرنا أنه ساق الدليل المنطقي ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) ..

وبغض النظر عن خطأ إبليس في منطقه هذا الآن : الله هنا يحذرنا من ماذا ؟ من محبة ركوب مركب الربوبية .. ولكن النفس تأبى هذا التوجيه الرباني , وتتسربل بألف ثوب ذي زخارف كالحرباء , كي تصل إلى مبتغاها من الاتصاف بالربوبية , وقد تُلَبّس على الصوفي السالك دينه , وتجعله يركب هذا المركب من خلال تعلقه بقطبه والقتال عليه وعلى تفضيله .. فعلاج النية أمر مستصعب جداً وقد أخبر عن هذا سفيان الثوري حين قال أن الرياء يتلون عليه كل يوم كلما عالجه نبت بلون جديد .. ولا شك أن هذا جهاد شريف غير ضائع , ولكن العجب في القاعدين اليوم حتى عن جهاد أنفسهم وإقامها حجراً في سبيل الله ..

مع أن حبيب الله عليه الصلاة والسلام قطع علينا هذا الباب وقال ما معناه : لا تفضلوني على يونس بن متى .

فانظر إلى قول إبليس ثم إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم ؟! تعلم الفرق بين مقامي العبودية والربوبية . وتعلم أيضاً غربة الصادقين اليوم بين السالكين فما بالك بين غيرهم .

ولا نبالغ إن قلنا أن الكذب هو عنوان وشعار ودثار أغلب الخلق في أيامنا هذه حتى أهل الديانة منهم , فإنك تجد الرجل يبالغ في إظهار الغيرة على الدين حتى يصل به الأمر إلى اصطياد عالِم أو داعية مشهور كي يقوم بتكفيره لأجل أخطاء بدرت منه , وهكذا فإن حاجز النفس اليوم وراء غياب التفاهم بين المسلمين فضلاً عن تحقيق الوحدة الاسلامية بينهم .. حتى إذا غضضنا الطرف عن ممتني التكفير : فإن الغالب على التيارات الدعوية والطوائف والمذاهب الاسلامية اعتقاد العصمة والعلو ( ما شاء الله كلهم أنبياء ) ومن ثم لا يمكن التحاور بينهم على الاطلاق ..

إن النفس البشرية من عجيب صنع الله , ولذلك دعانا إلى التفكر فيها ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) ؟ وهي الند الأكبر لله تعالى داخل كل واحد منا ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ) وهذا هو أحد أسرار انشغال الصوفية بها أكثر من غيرها .. ومع ذلك فإننا نحزن كثيراً حينما نرى غربة القوم بيننا اليوم بسبب غياب الصدق مع النفس في لزوم مرتبة العبودية , والانخداع بمثل هذه الأمور , وهي من قلة العقل بلا شك , إذ الخوض في أمور غيبية بصيغة الجزم لا يخلو من تألٍّ على الله وقول عليه بلا علم لا يخلو من جرأة قد تجلب المقت !

فأين الرجال .. هل ذهبوا ؟ هل ذهب من صدق في إرادة الخفاء والفناء في حضرة وجود الحق تبارك وتعالى ؟ نحن نجزم أنهم كُثُر بلا شك ولكنهم أخفياء .. لا يظهرون . فالخفاء من ألصق صفاتهم وأهمها بالنسبة لهم .

ولا يسعني في هذا المقام إلا تذكُّر أقوال الأئمة المربين الكبار بدءاً بأبي القاسم الجنيد سيد الطائفة وانتهاءً بسيدي عبد الوهاب الشعراني حينما كانوا يقفون على أطلال الطريق حزانى متغنين بأن الطريق قد اندرست معالمها ولم يبق منها إلا رسومها وشئ مما يحفظ به الله تعالى عباده ..

لكن في النهاية يبقى فضل الله تعالى متاحاً لكل من طلبه بصدق .. وأما من يعلم الحق ويخالفه بينه وبين نفسه , فهذا لن يعطيه المعطي المانع سبحانه وتعالى , ويجب أن يعلم هذا كل واحد منا جيداً .

وأستغفر الله العظيم من قول أتفوه به بلساني وأخالفه بنفسي .. وأرجو السماح والعفو من سادتي وإخواني .

أخوكم

يحضرني قوله تعالى ( وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى ) ..

وقوله تعالى في سورة يس ( سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) .

فإذا كان الله تعالى قد خلق هذه ( المنظومة الزوجية ) بغرض التكاثر وحفظ النوع من الإنقراض : فالنتيجة هي أنه سبحانه :

1- فرد ليس له زوج يقابله من الجهة الأخرى , لأنه ( الحي ) الذي لا يموت ولا يحتاج من ثم إلى حفظ النوع المرتبط بظاهرة الزوجية , وهو الغني عن الحاجة والافتقار لسواه مطلقاً ( القيوم ) أي هو القائم بنفسه المقيم لغيره . حتى نحن والكون قد خلقنا كي نكون مرآة يرى فيها جمال صفاته , وكي يرينا - في كونه - جمال صفاته . ( الله الذي خلق سبع سموات طباقاً ومن الأرض مثلهن . يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما ) آخر سوررة الطلاق . وعبارة ( اعلموا أن الله .. ) تتكرر كثيراً في القرآن . وقد أخبر صلى الله عليه وسلم : (ما من أحد أحب إليه المدح من الله ، من أجل ذلك مدح نفسه ) . وهذا الحب للمدح في هذا الموضه حب محمود لأنه حب للصدق والاعتراف بالحق ونسبة الكمال إلى معدنه وأصله , بخلاف الكذب والمبالغة في مدح من لا يستحق المدح أو يستحق بعضه , لكن الله تعالى هو أصل الخير وهو الذي أخبر عنه سيد العارفين به صلى الله عليه وسلم : ( والخير في يديك والشر ليس إليك ) .. لذلك كان حبه لمدح أصل الكمال والجمال والجلال حباً ممدوحاً ومحموداً في محله وفي مكانه . وهو عين الحكمة ووضع الشئ في موضعه .

إذن غاية الخلق هي ظهور صفاته لا ظهورنا نحن , ومن نحن ؟! نحن بدونه لا شئ ! نحن أثر من آثار وجوده نتلاشى اذا أراد ونرجع إذا أراد . فالغاية هي ظهور صفاته , ولا نسبة مئوية بين أهمية وجودنا وبين أهمية وجوده , فالنسبة ( صفر % ) , ولذلك يكون كمال العبد منا على قدر إظهاره لصفات الله تعالى في عبوديته . بمعنى حظه ونصيبه من تجلي صفات الله عليه .

فهناك من يكون تجلياً لصفات القهر تخضع له الملوك وتقبل أياديه وتهابه الأمراء والحكام وتعمل له ألف حساب وهو فرد أعزل مثل سيدي أحمد البدوي , وهناك من يكون تجلياً لصفة الرحمة والرأفة يسع عطفه بلاداً بأسرها , وربما عانى العيش في الصحراء لأجل كلب أجرب ليسهر على تطبيبه وخدمته , مثل سيدي أحمد الرفاعي وفي ترجمته اعاجيب من هذا كثيرة . وهناك من يكون تجلياً لصفة العلم بحيث أن كتبه تدهش منها العقول وتحار فيها الألباب وهي مع ذلك لا تمثل ذرة من علمه , مثل سيدي محيي الدين بن عربي , وهناك من الأولياء من يكون تجلياً للذات لا للصفات , وهذا النوع من الأولياء تتجلى عليهم سائر الصفات لا نوع بعينه .

2- وليس له أحد يكافئه أصلاً ( ولم يكن له كفواً أحد ) ..

فكل ما في الكون من طبيعة ومخلوقات , ومن أرواح ومادة : كلها عبارة عن تجليات له فكيف تكافئه ! وإذا كان الفرع لا يكافئ الأصل , فكيف إذا كانت الكائنات لم تصل إلى درجة الفرع لواجب الوجود سبحانه !

أحسنت أحسن الله إليك

والله أنا أخجل من الكتابة في مكان أنتم فيه سيدي علي ..

إلا إذا كان مكناً مزدحماً لا أكون فيه ظاهراً أنا وكلامي .. فأين يذهب العصفور بجوار النسور .

ولكن يكفيني أن تقرأوه فقط , هذا يكفيني .

أكرمك الله سيدي سعيد وأنار السبيل أمامكم.
ولا يفهم هذا الفهم إلاّ المحفوظون والناجون من الوقوع في آل البيت وفي الصحابة.
وفي معرض حديث عن الإمامة أو الخلافة قال شيخنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه ما معناه: لم ينج من هذه البوتقة إلاّ الصوفية أو من لفّ لفهم، والباقون مغالون ...

جزاكم الله خيراً شيخنا الجليل أبو أويس على التعليق الطيب , ونحن نتبرك بمحبتكم ..

كلمة الشيخ اسماعيل الهادفي رضي الله عنه كلمة جميلة جداً وفعلا لا يقولها إلا رجل متمكن مثله .

أن سعيد جدا على اشتراكي هنا بينكم سيدي .

أخوكم

مسألة التفضيل بين الصحابة مسألة زلت فيهاأفهام :

فالتفضيل عند أهل السنة على قسمين :

أولاً : تفضيل بحسب مرتبة الخلافة الظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم( الإمامة ) .
ثانياً : تفضيل بحسب القرب الذاتي والخلافة الباطنية من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فأهل الفقه والشريعة يتحدثون على النوع الأول .

كما أن أهل التصوف وأهل الله يتحدثون عن النوع الثاني .

نعم هذا أفضل ما قرأته لحد الآن قريبا من حقيقة الواقع و قد أشار إلى ذلك أيضا الشيخ الأكبر ابن عربي في الفتوحات المكية حيث فسر أنه لا يلزم من التسلسل الزمني للخلفاء تدرج الأفضلية بينهم فقد يكون من هو في آخر التسلسل أفضلهم جميعا...و هو هنا يشير بوضوح إلى أفضلية علي كرم الله وجهه عليهم جميعا.. لأنه في مكان آخر من الفتوحات صرح بحقيقة الإمام علي حيث قال أنه لم ينل من الولاية بعد رسول الله أكثر من الإمام علي كرم الله و جهه ... و لكن ابن عربي كان يداري و يواري خوفا من التعصب المقيت و بغض آل البيت و شيعتهم الذي درجت عليه كل حكومات الجور الإسلامي منذ معاوية بن أبي سفيان إلى الآن و الذي تربت عليه كل شعوب أهل السنة و الجماعة..بقرائتهم للأحاديث الموضوعة في الإستنقاص من الإمام علي و آل البيت و من ناحية أخرى وضع و اختلاق أحاديث في الخلفاء للرفع من مكانتهم و خلق أمجاد مصطنعة لهم حتى تغطي مكانتهم و فضلهم على مكانة علي و آل بيته المطهرين بنص القرآن.
-كذلك في مكان آخر من الفتوحات صرح ابن عربي أن من الأشياء التي علمها من طريق الكشف أنه يوم القيامة لن يدخل أحد الجنة حتى يشرب من حوض علي و فاطمة عليهم السلام..

اللهم صلى على سيدنا محمد و آله الطاهرين و صحابته المنتجبين و عجل فرجهم.

أولاً : تفضيل بحسب مرتبة الخلافة الظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم( الإمامة ) .
ثانياً : تفضيل بحسب القرب الذاتي والخلافة الباطنية من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فأهل الفقه والشريعة يتحدثون على النوع الأول .

كما أن أهل التصوف وأهل الله يتحدثون عن النوع الثاني .

و هذا ما يفسر أيضا بقاء أهل الحقيقة منفصلين عن أهل الشريعة و لم يلتحما في العالم السني إلا عرضا و بطريقة غير معلنة (فنادرا ما تجد قطب الزمان هو نفسه المرجع الديني الأعلى أو مفتي البلاد مثلا) نظرا لكون أهل الحقيقة علموا أن هذا الفقه المنتشر بين العوام لا يتماشى كله مع الحقيقة و لا يتفق معها في كثير من المواطن نظرا لعوامل تاريخية و سياسية متراكمة لم يكن هناك مجال لمواجهتها آنذلك.. فبقي أهل الخلافة الباطنية منفصلين عن أهل الخلافة الظاهرية و لا يجتمعان..

الهادفي 2 كتب:
... و لكن ابن عربي كان يداري و يواري خوفا من التعصب المقيت و بغض آل البيت و شيعتهم الذي درجت عليه كل حكومات الجور الإسلامي منذ معاوية بن أبي سفيان إلى الآن و الذي تربت عليه كل شعوب أهل السنة و الجماعة..بقرائتهم للأحاديث الموضوعة في الإستنقاص من الإمام علي و آل البيت و من ناحية أخرى وضع و اختلاق أحاديث في الخلفاء للرفع من مكانتهم و خلق أمجاد مصطنعة لهم حتى تغطي مكانتهم و فضلهم على مكانة علي و آل بيته المطهرين بنص القرآن.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
والحمد لله أن أبان سيدي سعيد كثيرا في الموضوع وهذا مسلكنا والحمد لله.
وهذا لا يختلف فيه إثنان من أهل السنة، ولكن ما يؤاخذ عليه إخواننا الشيعة هي التأويلات والضنيات، ويتهموننا بمعادات آل البيت والإنحياز لمعاوية أو كما قلت مدارات وموارات وهذا خطأ جسيم واتهام باطل ووضع أشياء في غير مواضعها...
ووالله لم أجد سنيا واحدا يبغض آل البيت بل نحبهم ونجلّهم ونقدّمهم على أنفسنا كيف وهم النسل الشريف الباقي بيننا وحسبنا أننا إن شاء الله منهم حسب علمنا...
وأضيف أن مولانا الإمام إسماعيل الهادفي رضي الله عنه ذكر أن الخلافة الظاهرة والباطنة تلازمتا مع الخلفاء ثم تفرقتا حين تنصيب معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهم جميعا.
وهذه بعض روايات أهل السنة ولكن البراعة والحذق في الجمع بين الأحاديث:

وجدت في صحيح مسلم
كتاب الإمارة.
باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش.
حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا جرير عن حصين، عن جابر ابن سمرة. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول. ح وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي (واللفظ له). حدثنا خالد (يعني ابن عبدالله الطحان) عن حصين، عن جابر بن سمرة. قال:
دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم. فسمعته يقول (إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة). قال: ثم تكلم بكلام خفي علي. قال فقلت لأبي: ما قال؟ قال (كلهم من قريش).
[ش (إن هذا الأمر لا ينقضي..) وفي رواية: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا كلهم من قريش. وفي رواية: لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش. قال القاضي: قد توجه هنا سؤالان: أحدهما أنه قد جاء في الحديث الآخر: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا. وهذا مخالف لحديث اثني عشر خليفة، فإنه لم يكن في ثلاثين سنة إلا الخلفاء الراشدون الأربعة والأشهر التي بويع فيها الحسن بن علي. قال: والجواب عن هذا أن المراد في حديث الخلافة ثلاثون سنة، خلافة النبوة. وقد جاء مفسرا في بعض الروايات: خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا. ولم يشترط في هذا الاثني عشر.
السؤال الثاني: أنه ولى أكثر من هذا العدد. قال: وهذا اعتراض باطل. لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقل: لا يلي إلا اثنا عشر خليفة، وإنما قال: يلي. وقد ولى هذا العدد ولا يضرهم كونه وجد بعدهم غيرهم. ويحتمل أن يكون المراد مستحق الخلافة، العادلين قال: ويحتمل أن المراد من يعز الإسلام في زمنه ويجتمع المسلمون عليه].

كذلك في سنن الترمذي بَابُ مَا جَاءَ في الخِلافةِ.
- حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ منيعٍ أخبرنا سُريحُ بنُ النُّعمانِ أخبرنا حَشرَجُ بنُ نُباتةَ عن سعيدِ بنِ جُمهانَ قال حَدَّثَني سَفينةُ قال:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم (الخلافةُ في أمَّتي ثلاثونَ سنَةً ثُمَّ ملكٌ بعدَ ذلكَ) .
ثم قال لي سَفينةُ أمسكْ عليكَ خلافَةَ أبي بكرٍ ثُمَّ قال وخلافَةَ عمر وخلافَةَ عثمانَ ثُمَّ قال أمسكْ خلافَةَ عَليٍّ فوجَدَناها ثلاثينَ سنَةً قال سعيدٌ فقلت لهُ إنَّ بَني أميَّةَ يزعمونَ أنَّ الخلافَةَ فيهِم قال كذَبَ بنو الزَّرقا بل هُم ملوكٌ من شرِّ الملوكِ وفي البابِ عن عمر وعليٍّ قالا:
(لم يَعهدْ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم في الخلافةِ شيئاً) .
هذا حديثٌ حسنٌ قد رواهُ غيرُ واحدٍ عن سعيدِ بنِ جُمهانَ ولا نعرفهُ إلاَّ من حديثهِ

.لسم الله و بالله و الصلاة و السلام على محمد و آل بيته المطهرين و صحابتهم المهتدين

مشكور أخينا أبو أويس على الرد الهادئ على تعليقنا و أتمنى أن نواصل جميعا في هذا المستوى من العقلانية و الهدوء و بدون تعصب مذهبي أعمى إلا للحق و الحقيقة التي هي أحق أن تتبع.

قلتم جازاكم الله:

والحمد لله أن أبان سيدي سعيد كثيرا في الموضوع وهذا مسلكنا والحمد لله.
وهذا لا يختلف فيه إثنان من أهل السنة، ولكن ما يؤاخذ عليه إخواننا الشيعة هي التأويلات والضنيات، ويتهموننا بمعادات آل البيت والإنحياز لمعاوية أو كما قلت مدارات وموارات وهذا خطأ جسيم واتهام باطل ووضع أشياء في غير مواضعها...
ووالله لم أجد سنيا واحدا يبغض آل البيت بل نحبهم ونجلّهم ونقدّمهم على أنفسنا كيف وهم النسل الشريف الباقي بيننا وحسبنا أننا إن شاء الله منهم حسب علمنا...

أما فيما يخص اتهام الشيعة للسنة بأنهم يعادون أهل البيت فأقول نعم أهل السنة يصرحون بحبهم لآل البيت على مستوى الكلام فقط و لكن الفعل يناقض ذلك ..و لو كان في هذا الإدعاء بعض الصدق فإنهم لن يعادوا شيعة أهل البيت و أتباعهم مثلما جاء عن الجعفر الصادق عليه السلام قوله لأصحابه الذين حوله:" إن أعدائنا لا يظهرون عدائهم لنا" فقالوا:"إذا كان أعدائكم لا يظهرون عدائهم لكم فكيف نعرفهم يا ابن رسول الله؟!" قال :" تعرفونهم بعدائهم لكم."...فأنت إن كنت تحب الشيخ إسماعيل فيجب أن تحب أحبابه أيضا و إلا يصير حبك له نفاقا و فيه هوى نفس (مثلما نقول في المثل التونسي ن"حبوا و نكره أمو"...كذلك جاء في الحديث الشريف :"إن الله يغير على أهل نسبته و لو كانوا كاذبين"...فإن لم تكن النسبة إلى الإمام علي كرم الله وجهه وأخو رسول الله و وزيره و وصيه من بعده و من حبه إيمان و بغضه نفاق ..و قطب الأولياء الذي وصل إلينا الطريق من خلاله ..إن تحسبوها نسبة ربانية فلمن تكون النسبة الإلاهية يا ترى..؟!!
-من ناحية أخرى يتمظهر هذا العداء التاريخي لآل البيت في تهميشهم و تجاهل علمهم و فقههم حسدا و تقديم غيرهم من النكرات الذين لم ينزل فيهم نص شرعي في اتباعهم بينما النص في آل البيت (مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من أدركها نجى و من تخلف عنها غرق)(أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب)الخ...
-مثلا مالك ابن أنس درس كل علمه عن جعفر الصادق ثم لما كتب موطأه لم يذكر لجعفر الصادق سوى 8 أحاديث فقط و ذلك لأن السلطان العباسي كان يكن العداء لآل البيت و شيعتهم و يتخوف من جعفر الصادق الذي كان يستقطب الناس بعلمه و تقواه فتقتضي السياسة تأخير جعفر الصادق بينما يختار جعفر المنصور الإمام مالك ليقدمه و يفرض مذهبه على الناس و يفرض على الناس على الناس عدم الإفتاء و مالك في المدينة(الكلمة المشهورة:" لا يفتى و مالك في المدينة")
-كذلك فعل أبو حنيفة النعمان الذي درس عند جعفر الصادق حتى قال :"لولا السنتان لهلك النعمان" و حذره الإمام جعفر الصادق من استعمال القياس في الدين و لكنه خالفه و كان دائما يعمل بالقياس (قال الإمام علي "لو كان دين الله يقاس بعقول الناس لكان مسح أسفل النعل أولى من أعلاه" أو في معنى هذا الكلام)-
-ملخص الحديث أن السياسة لحكام الجور تاريخيا هي التي أخرت أئمة آل البيت و الأخذ بعلومهم و هدي جدهم رسول الله و قدمت أئمة مذاهب أخرى حتى يغطوا النقص في الفتوى في الساحة الإسلامية..و عوام الناس اتبعوا الحكام بدون علم و حالهم يقول "وجدنا آبائنا عليها عاكفين"

-أما البخاري فلا يروي لعلي بن أبي طالب عليه السلام سوى ثمانية أحاديث فقط في كامل صحيحه رغم أن الإمام علي ينسب له قرابة 5000 حديث لأنه كان أول الناس إيمانا (قال:"قال صليت قبل الناس مع رسول الله سبع سنين")و تربي في بيت رسول الله في حجره حيث تبناه رسول الله منذ نعومة أضفاره...ثم هناك من ثقات رواة البخاري هناك واحد يعرف بشدة بغضه لعلي عليه السلام حتى أنه يروى أنه يلعنه في اليوم سبعين مرة..و عند البخاري هو من ثقات الروات بينما غيره يستبعدهم البخاري و لا يروي عنهم لماذا لأنهم معروفون بحبهم لعلي و لآل البيت فتراهم يقولون هو رافضي أو شيعي..و هي عندهم تهمة تعني أنه كذاب لا يؤخذ بحديثه....ساء ما يحكمون ..و سحقا للسياسة (أفتجعلون المسلمين كالمجرمين؟!)

يتبع إن شاء الله...

بسم الله الرحمان الرحيم

علي كتب:الفقير لا يبحث إلا عن قلبه فأينما وجده أخذه ولا تهمّه الأكوان بخيلها ورجلها وخاصة متى عقد العزم على محبة الله ورسوله ومحبة المؤمنين وهذه هي التجارة الرابحة
وقد قال سيدي أحمد العلوي رضي الله عنه ( ما ندمت على شيء في حياتي أكثر من ندمي على إضاعة وقتي في الردّ على المخالفين ..)
...
قال سيدي العربي الدرقاوي ( الناس خمرتهم في الحضرة وأنا خمرتي في الهدرة ) الهدرة : هي الكلام في الله بالله لله ( يعني المذاكرة )...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك سيدي علي .
هذا شأن الصوفي حقيقة وهو ما نرجوه وندعو إليه في المنتدى وخارجه.

اللهم صل وسلم على الخليفة والكنز الأعظم والنور المطلسم عبد الله حقيقة ومعنى وصورة وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
اللهم أصلح نفوسنا بواسع رحمتك وألهمنا العمل في مرضاتك والجهاد في سبيلك والتقرب إليك والنصح لأهلنا وإخواننا
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وأعلي بفضلك كلمتي الحق والدين
اللهم احقن دماء المسلمين وارحم أمة نبي الرحمة من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم قوي المسلمين واجعل بأسهم على الكفار والمشركين
رب اغفر وارحم واجبر واستر وتجاوز وأصلح وانصر أمة حبيبك سيدنا ومولانا محمد صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم .

[left]الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المقتفى،
السلام عليكم
قرأت ما جاء في رد: ذكريات ومذكرات لأخينا الهادفي2 قوله:
(قال الإمام علي "لو كان دين الله يقاس بعقول الناس لكان مسح أسفل النعل أولى من أعلاه" أو في معنى هذا الكلام)
هذا الكلام لا يليق بالإمام كرم الله وجهه ورضي عنه، والإسلام دين عقلاء لا دين البلهاء علمه من علمه وجهله من جهله، فالحذر الحذر أن ننسب للصحابة عامة والقرابة خاصة أو ننقل ما لا يصح في حقهم، فهو من باب الكذب عليهم.
أما لماذا أمر الحبيب صلى الله عليه وسلم يالمسح ما فوق الخفين لا تحتهما، فالأرض الطاهرة تطهر ما بطن والمصلي يكمل ما ظهر. وبالله التوفيق.

ومن الواضح أن هذه الآراء قد تميزت بالموضوعية، فلم تكن سبا و لا شتماً و لا خروجاً عن حد المعقول بل هي إشكالات علمية على أبي حنيفة، وقد تغاضينا في هذا المقام عن تهريجات أعدائه وعن مغالاة أتباعه، واكتفينا بآراء العلماء فيه، وهي كافية في قدح شخصيته، فكيف تسنى له أن يكون إماماً، وفي الأمة من هو أجدر منه، فقهاً وعلماً وعدالة؟! ولكنها السياسة، وما أدراك ما السياسة.

* أبو حنيفة والإمام الصادق (ع):
كان أبو حنيفة كثير الجدل قوي المناظرة، وقد أراد المنصور، أن يستغله في ضرب الإمام جعفر الصادق (ع)، الذي انتشر ذكره وعلا صيته، وكان يصعب على المنصور أن يرى في الكوفة ومكة والمدينة وقم حلقات علمية هي أشبه شيء بفروع لمدرسة الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع)، ولذلك اضطر المنصور لجلب الإمام (ع) من المدينة إلى الكوفة وطلب من أبي حنيفة أن يهييء من مهمات المسائل، فيسأل الإمام بها في مجلس عام لكي يحرج الإمام الصادق (ع)، ويحط من منزلته.
قال أبو حنيفة: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد الصادق، لما أقدمه المنصور بعث إليّ فقال: يا أبا حنيفة، إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهييء له من المسائل الشداد، فهيأت له أربعين مسألة.
ثم بعث إليّ أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته، فدخلت عليه، وجعفر بن محمد جالس عن يمينه، فلما بصرت به، دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور، فسلمت عليه، وأومأ إليّ فجلست ثم التفت إليه فقال: يا أبا عبد الله، هذا أبو حنيفة.
الصفحة 257
قال جعفر:" نعم، قد أتانا"، كأنه كره ما يقول فيه قومه أنه إذا رأى الرجل عرفه، ثم التفت المنصور إليّ فقال: يا با حنيفة ألق على أبي عبد الله مسائلك، فجعلت أُلقي فيُجيبني، فيقول: أنتم تقولون كذا وأهل المدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا، فربما تابعنا وربما تابعهم وربما خالفنا جميعاً حتى أتيت على الأربعين مسألة، ثم قال أبو حنيفة: ألسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس(1)..

وكان الإمام الصادق (ع)، ينهى أبا حنيفة عن القياس ويشدد الإنكار عليه، ويقول: بلغني أنك تقيس الدين برأيك، لا تفعل فإن أول من قاس إبليس(2).
وقال له: يا أبا حنيفة، ما تقول في محرم كسر رباعية ظبي؟! قال: يا ابن رسول الله ما أعلم فيه. فقال: أنت تتداهى ولا تعلم أن الظبي لا يكون له رباعية، وهو ثني أبداً(3).
وحدّثنا أبو نعيم: إن أبا حنيفة وعبد الله بن أبي شبرمة وابن أبي ليلى دخلوا على جعفر بن محمد الصادق، فقال لابن أبي ليلى: من هذا الذي معك؟
قال :هذا رجل له بصر ونفاذ في الدين.
قال: لعله يقيس أمر الدين برأيه؟
قال: نعم.
فقال جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك؟
قال: نعمان.
____________
1- مناقب أبي حنيفة، للموفق ج1 ص 137. تذكرة الحفّاظ للذهبي ج1 ص 157.
2- الطبقات الكبرى للشعراني ج1 ص 28.
3- وفيات الأعيان ج1ص 212، شذرات الذهب ج1 ص 220.
الصفحة 258
قال: ما أراك تحسن شيئاً، ثم جعل يوجه إليه أسئلة فكان جواب أبي حنيفة عدم الجواب عنها.
فأجابه الإمام عنها.
ثم قال: يا نعمان حدثني أبي عن جدي أن رسول الله (ص) قال: "أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس."
قال الله تعالى له: اسجد لآدم. فقال: أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين، فمن قاس الدين برأيه قرنه الله يوم القيامة بإبليس، لأنه من أتباعه بالقياس.
*يقول الفخر الرازي: (العجب أن أبا حنيفة كان تعويله على القياس، وخصومه يذمونه بسبب كثرة القياسات، ولم يُنقل عنه ولا عن أحد من أصحابه أنه صنف في إثبات القياس ورقة، ولا أنه ذكر في تقريره شبهة، فضلاً عن حجة، ولا أنه أجاب عن دلائل خصومه في إنكار القياس، بل أول من قال في هذه المسألة وأورد فيها الدلائل هو الشافعي)(1).
ومن أجل ذلك نجد الإمام الصادق (ع)، يوجه الأمة إلى الطرق الصحيحة في استنباط الأحكام الشرعية، وخاصة بعدما تفشى القياس والعمل به كمصدر من مصادر التشريع، فتخرج من مدرسته آلاف العلماء المجتهدين. وكان من بينهم أبو حنيفة الذي انقطع له طوال عامين قضاهما بالمدينة، وفيها يقول: "لولا العامان لهلك النعمان."
وكان لا يخاطب صاحب المجلس إلا بقول: (جُعلت فداك يا ابن بنت رسول الله)(2).

منقول من هذا الرابط لمتابعة الحوار الذي دار بين الإمام جعفر الصادق و أبو حنيفة النعمان:

http://www.aqaed.com/shialib/books/03/hagh-zaeae/hagh-zaeae-12.html

سيدي الهادفي الفاضل :
بعد السلام والتحية والإكرام :

لماذا سيدي الكريم كلّ مرّة تريد فيها بمداخلاتك حشر موضوع الشيعة والتشيّع , يا سيدي الفاضل المحترم إننا نحبك في الله تعالى فلماذا تريد أن تنحى بمنتدانا هذا إلى منحى عصبي ضيّق , وكم مرّة سيدي نبّهك على هذا سيدي أبو أويس الفاضل وقد أوضح في العديد من المرات إلى أن هذا المنتدى إسمه ( الصفاء ) فليس هو بمنتدى مذهبي وليس بمنتدى جدالي ولا لإثبات رأي الطوائف هنا , فهذه مباحث ليس هذا مجالها , بل مجالها الكتب والعكوف عليها والدخول في تلك الأمور التي لا تغني ولا تسمن من جوع , أنت بيننا سيدي الحبيب بإعتبارك مثل أنفسنا تماما أي من فقراء الشيخ إسماعيل ومن أتباعه رحمه الله تعالى وليس بإعتبارك إنسان متمذهب بمذهب الشيعة وهناك فرق واضح بين هذا وبين هذا
وهذا المنتدى ليس فيه مجال لا لي ولا لك ولا لأحد من الإخوة أن يشين أحدا من العلماء فضلا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم
فما تثيره الآن أخي مباحث قديمة أكل عليها الدهر وشرب
أما نصيحتي لك ولنفسي قبلك : علينا بإحترام صحابة رسول الله الذين قال الله فيهم ( لقد رضي الله عن المهاجرين والأنصار ) وقال ( محمد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركّعا سجّدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ...الآيات.)
فما كنّا لنكذّب الله تعالى في كتابه المحفوظ ونصدّق بكتب كتبها الإيرانيون والمجوس
والسلام

.لسم الله الرحمان الرحيم

يا سيدي علي المحترم إسمك على إسم العالي و يحزنني أن يكون ردك بهذا المستوى...هل رأيتني العبد الضعيف ذكرت أحد الصحابة في التعليق السابق..بالله عليك قلي؟!...أم هل صار أبو حنيفة النعمان من الصحابة بينما الإمام جعفر الصادق ليس من الصحابة..

سأقول لك بصراحة..العبد الضعيف صارت لي حادثة مع عارف من عرفاء سيدنا الشيخ إسماعيل وهو مشهود له بالمعرفة الكبرى و شيخنا قرأ عليه الفاتحة في ذلك .. لم يكن يعرف أنني أحب أهل البيت و الإمام علي كرم الله وجهه..لكني كنت دائما أستشهد بقول للإمام علي و حكمه و علومه الدقيقة عندما يمر يعرض لي ذلك ..و أنت تعرف الإناء يرشح بما فيه!..صاحبنا عرف تدريجيا حبي للإمام علي ثم دفاعي عن الشيعة فصار يشمئز كلما ذكرت له الإمام علي أو بعض أقواله حتى أنه مرة ثار في و جهي محتجا
-" " أنت دائما تقول لي قال علي قال علي.. و الله حلفت أنا و سيدي فلان أن لا نذكر حديثا للإمام علي بعد الآن" (!!!)
استغربت العبد الضعيف هذه الثورة و هذا الموقف الغريب من عارف مشهود له بالمعرفة .. فقلت له في الحال
" كيف تقول هذا الكلام فيمن قال فيه رسول الله في حديث ثابت عند الفريقين:"يا علي لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق"
فرد :"عجبا هل أنا صرت منافق؟!!"
فقلت : "أنا لم أقل ذلك و لكني ذكرت لك ما يقول الحديث فقط"
انتهى النقاش هنا
لكنه في لقاء آخر استغفر الله مما صدر منه ففهمت قصده...لكني منذ ذلك الحين لم تعد تخدعني كلمة عارف مشهود له بمالمعرفة (فليس كل من تم تخصيصه كمل تخليصه) كما جاء في الحكمة العلوية...و صرت أراعي ضعفه في هذا الجانب و لا أتمادى في أي حديث عن الإمام علي أو الشيعة إلا بطلب منه لزيادة معرفة فقط...

العبد الضعيف همي في كل تعليقاتي هو الدفاع عن آل البيت رضي الله عنهم فإن لم يعجبك ذلك و رأيت أن الدفاع عن الصحابة أفضل رغم أن الإمام علي صحابي أيضا فأقنع سيدي أبو أويس بحذف عضويتي ..حتى أنا مللت من هذه الردود منكم كلما هممت بطرح رأي مخالف و الدفاع عن أئمة أهل البيت و أحبابهم و أنصارهم..

و لا أرضى أن تبقى عضويتي معلقة هكذا بدون حذف و لا أن أكتب رأي فيما يقال...

اللهم صل على سيدنا محمد و على آل بيته الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم.

علي كتب:سيدي الهادفي الفاضل :
بعد السلام والتحية والإكرام :

لماذا سيدي الكريم كلّ مرّة تريد فيها بمداخلاتك حشر موضوع الشيعة والتشيّع , يا سيدي الفاضل المحترم إننا نحبك في الله تعالى فلماذا تريد أن تنحى بمنتدانا هذا إلى منحى عصبي ضيّق , وكم مرّة سيدي نبّهك على هذا سيدي أبو أويس الفاضل وقد أوضح في العديد من المرات إلى أن هذا المنتدى إسمه ( الصفاء ) فليس هو بمنتدى مذهبي وليس بمنتدى جدالي ولا لإثبات رأي الطوائف هنا , فهذه مباحث ليس هذا مجالها , بل مجالها الكتب والعكوف عليها والدخول في تلك الأمور التي لا تغني ولا تسمن من جوع , أنت بيننا سيدي الحبيب بإعتبارك مثل أنفسنا تماما أي من فقراء الشيخ إسماعيل ومن أتباعه رحمه الله تعالى وليس بإعتبارك إنسان متمذهب بمذهب الشيعة وهناك فرق واضح بين هذا وبين هذا
وهذا المنتدى ليس فيه مجال لا لي ولا لك ولا لأحد من الإخوة أن يشين أحدا من العلماء فضلا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم
فما تثيره الآن أخي مباحث قديمة أكل عليها الدهر وشرب
أما نصيحتي لك ولنفسي قبلك : علينا بإحترام صحابة رسول الله الذين قال الله فيهم ( لقد رضي الله عن المهاجرين والأنصار ) وقال ( محمد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركّعا سجّدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ...الآيات.)
فما كنّا لنكذّب الله تعالى في كتابه المحفوظ ونصدّق بكتب كتبها الإيرانيون والمجوس
والسلام

بارك الله فيك سيدي علي الفاضل
وأرجو من أخينا المحترم الهادفي إعادة قراءة ما كتبه سيدي علي بكل تمعّن لعلّ بذلك ينجلي الإشكال.

بصراحة هذا المنتدى يضيق صدره بالكلام و النقاش و تبادل الآراء و لست أدري ما هو هذا الصفاء الذي تتوهمونه و كيف سيحصل ... فهل إذا قرأتم رأيا مخالفا تكدر صفائكم أم ماذا ؟!...العبد الضعيف لم أهرب من تبادل الآراء بدعوى الصفاء...فهل نحن في جنة عدن حتى نتخلى عن مسؤولية المجاهدة و التزكية الدائمة و تبادل المعارف و الإستزادة منها...

معظم نقاشاتي في باب الشرع و الشريعة و نحن مأمورون بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و لا نسكت عن باطل إذا رأيناه و لا عن حق حتى نبلغه لأهله..فالساكت عن الحق شيطان أخرس...كل شريعتنا مأخوذة من الكتب و كل نقاشنا فيما هو موجود في الكتب حتى نصفي غثه من سمينه و نميز باطله من حقه بنور المعرفة التي تفضل الله بها علينا و كل واحد مسؤول عن النعمة التي أعطاها الله له أين يصرفها و كيف يتصرف فيها...

الصوفي العارف ينظر للأشياء بنور الله و بتجرد و لا يهمه الأسماء شيعي أم سني أم إيراني أم مجوسي (هذا آخر ما سمعناه عن وصف المسلمين الإيرانيين بالمجوس..كنت أظن أن الوهابية فقط يفعلون ذلك!!)فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها...

يا سيدي أبو أويس إحذف لي عضويتي و كل مشاركاتي حتى تستريحوا مني فما فائدة بقائي في هذا المنتدى إذا كنت سأكدر صفائكم في كل مرة أعبر فيهاعن رأيي...حتى أنا مللت من هذه الوضعية...

و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

يا سيدي الهادفي رضي الله عنك:

دعك من هذا , وإتق الله في نفسك ودعك من التعريض بإخوانك , ولا تظنّ بأنّ حذف عضويتك من الأمر الصعب , ولسيدي أبو أويس القرار في ذلك , ولكن أظنّ بأنّك لم تلنزم شروط المشاركات , بل ولا فهمت مقاصدنا , أقول لك : نجن لسنا بشيعة ولن نتشيّع بحسب فهمك أبدا ولا فهم الخميني ولا الإيرانيين.
والسلام

يا سيدي الهادفي الفاضل ك

الفقير الصوفي الحقيقي يفيد إخوانه بما فتح الله به عليه , لا أن يعكّر صفوهم , وأنا لا أريد تجريحك لكن والله الذي لا يحلف بغيره فنعل واحد من صحابة رسول الله ليزن بنا كلّنا , وليست عقيدة الشيخ إسماعيل رضي الله عنه الوقوع في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم , بل ولا يخطر هذا الخاطر على أفئدة مريديه , أقول : يا سيدي أنت معجب كثيرا بعقيدة الشيعة وتلبيساتهم فما قولي لك إلا : سر كيفما أردت وسيتبيّن لك الحقّ عند الموت .
والسلام

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30