معنى قول البوصيري...

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وبعد جازاكم الله دكتورنا أفيدوني عن معنى أبيات البوصيري : أقسمت بالقمر المنشق .......... هل يجوزللإنسان القسم بمخلوقات الله ؟
وعن قوله: لم نخف بعدك الضلال وفبنا ... وارثوا نور هديك العلماء من هم العلماء الذين يقصدهم؟ أفيدوني بارك الله فيكم وعليكم.

الجواب :

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه هدانا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه: وبعد: القسم بمخلوقات الله منهي عنه عند جمهور العلماء ، واختلفوا فيه نهي تحريم أو كراهة وأجازه الإمام أحمد في بعض الروايات إذا لم يقصد به تعظيم ذلك المخلوق تعظيماً ألوهياً ، وأجاز القسم بالنبي صلى الله عليه وسلم وقال إن القسم به يمين منعقدة من حلف بها فعليه كفارة ، وفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم : من حلف بغير الله فقد أشرك أن ذلك إذا عنى بع تعظيم ذلك المخلوق تعظيم الألوهية وذلك لإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه أنه خاطب بعض الصحابة بقوله ( لاوأبيك ) وقوله عن الأعرابي ( أفلح وأبيه إن صدق ) وبناء على ذلك استجاز بعض الشعراء هذا النوع من اليمين على أن ما سبق من قول الشاعر : أقسمت بالقمر المنشق يمكن أن يفسر بمعنى أقسمت بشق القمر وشق القمر هو فعل الله تعالى أوقعه سبحانه عند إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى القمر ، وفعل الله يجوز القسم به فيكون هذا القول ( أقسمت بالقمر المنشق ) جائزاً حتى عند جمهور العلماء.

أما معنى : لم نخف بعدك الضلال وفبنا ... وارثوا نور هديك العلماء العلماء الذين يمنعون الأمة من الضلال لايمنعونها منه بطريق إيجاد الهداية في قلوب الخلق فهذا لايفعله إلا الله تعالى ، أما مايفعله العلماء فهو الهداية بمعنى الدلالة إلى الحق بالقال والحال ، فالعلماء الهداة هم الذين يجمعون بين استقامة الحال والمقال ، فيكونون قدوة الأمة ويكونون سبب هدايتها ومنعها من الضلال.

الشيخ الدكتور محمود أحمد الزين

[quote][color=red]أقسمت بالقمر المنشق .......... هل يجوزللإنسان القسم بمخلوقات الله ؟ [/color][/quote]

حسب رأي لا إشكال في القسم بآيات الله التي عظمها الله بنفسه لأنه مجلى لعظمته و لن تتبدى لنا عظمته و نراها إلا برؤية هذه الآية الدالة على عظم شأنه تعالى في مخلوقاته العظيمة

قال تعالى ((لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ {1} وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ {2} وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ {3} لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ {4} ..الآية)
(و العصر إن الإنسان لفي خسر)
(فلا أقسم بمواقع النجوم و إنه لقسم لو تعلمون عظيم)

فلو كان القسم بآيات الله العظام- بعد نسبتها إليه طبعا- لو كان ذلك محرما لما فعله الله بها ...فالله لا يحل شيئا لنفسه و يحرمه على عباده :
قال تعالى في الحديث القدسي (يا عِبَادِي إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فلا تَظَالَمُوا)

و قس على ذلك...

هذا بخصوص القسم الأول من سؤالك أما بخصوص من هم العلماء فسيجيبك عليه ساداتنا إن شاء الله...

ملاحظة : لا تكن مهووسا باتهامات السلفية و تهريجهم حول الإشراك الخ... فعقولهم سخيفة و همهم ليس الحقيقة بل التهريج و مهما تعطيهم من دليل من القرآن فسؤيلونه حسب عقليتهم الضيقة و تشددهم في الدين ...

أقسم الشيخ سيدي إسماعيل بالله أننا على حق ... و لو أراد لأقسم لنا بمن هم على باطل طولا و عرضا ..و من أهل النار حتى..

و العبد الضعيف أقسم بما أقسم به الشيخ إسماعيل أن الوهابية السلفية المعادية للصوفية (أي معادية لأولياء الله تعالى) على باطل و ضلال و من أهل النار...إلا إن تابوا طبعا...و مستعد أسند كلامي بشواهد قرأنية و من حديث رسول الله في ذلك... و لكن ليس هنا مجاله..

و الطريق إن لم يعطينا من اليقين بالله ما نحكم به على أنفسنا و على الغير بما هو على حقيقته من الله فالنقص فينا و في يقيننا بالله و بما عندنا و ليس في الطريق ....سيدنا الشيخ أقسم بما أقسم لأنه على يقين بالله مما يقول لأنه من أهل (لو رفع عني الغطاء ما ازددت يقينا)...

(من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)

و من يعادي الله فلن يتصور عقل منصف أن يكون له و لو ذرة من الحق في عقيدته...

و الله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد و على آله الطاهرين و صحبه المهتدين الغر الميامين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

و العبد الضعيف أقسم بما أقسم به الشيخ إسماعيل أن الوهابية السلفية المعادية للصوفية (أي معادية لأولياء الله تعالى) على باطل و ضلال و من أهل النار...إلا إن تابوا طبعا...و مستعد أسند كلامي بشواهد قرأنية و من حديث رسول الله في ذلك... و لكن ليس هنا مجاله..
سيدي الولي .. من جهل شيئا عاداه .. الوهابية او السلفية او الشيعة او .. غيرهم .. مهما اختلفنا معهم ..لا يعني انهم من اهل النار او كفار ... قال الرحمة المهداة صلى الله عليه و سلم ..اللهم اهدي قومي فانهم لا يعلمون .. و الخلق عيال الله .. ويقول سيدي و امامي .. من اجل سيدي محمد المداني ..احب قطط قصيبة المديوني .. وفيها من المعاني المعرفية و القرب ..ما يعجز حتى عن كتابتها... استغفر الله لي و لكم وهو الموفق و الهادي ...

سيدي أبو عماد الفاضل، كلامك على الرأس و العين و هو ما يعكس الرحمة المحمدية في قلب الولي على كل خلق الله مؤمنهم و كافرهم و طائعهم و عاصيهم... لا نقاش في هذا ...و هو من تجلي إسمه الرحمان الرحيم ...

لكن الله له تجليات جلالية أيضا و لها تمظهر في الكون يجب أن يميزها الفقير و يعرف أهلها...حتى لا يغتر بكلامهم لأنه يوجد علماء ضلالة أخبر بهم رسول الله قائلا (أخوف ما أخاف عليكم عالم اللسان منافق الجنان يقول ما تعلمون و يفعل ما تنكرون) و قال تعالى في الحديث القدسي
(طوبى لمن خلقته للخير و أجريته على يديه و الويل لمن خلقته للشر و أجريته على يديه) يجب أن يميز الفقير هذه التجليات (المؤمن كيس فطن) ليس لكي يزن على خلق الله و مشيئته و حكمته و لكن ليطبق عليهم شرع الله في مواقفه و ليأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر حتى لا يكون من المعطلين لشرع الله باسم الحقيقة ...قال سيدنا الشيخ إسماعيل هناك فقير متهتك (باسم الحقيقة) و هناك فقير معطل يقول عقرب سيدي مسعود لا ألمسها لا بيدي و لا بالعود- فتراه يعطل شرع الله من أن يطبق على الأرض لأنه خائف من فلان أو فلان و مكانته العلمية أو منصبه ..الخ...

رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أهدر دم البعض في زمانه و أمر بنفي البعض الآخر و تحول وجهه عن رؤية آخرين غضب عليهم...لعلمه بموقف الحضرة منهم... و شرع الله أولى بالتعظيم من الأشخاص...

و الله أعلم... 

اللهم صل على سيدنا محمد و على آله الطاهرين و صحبهم المهتدين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..

قال سيدي الهادفي 2

لو كان ذلك محرما لما فعله الله بها ...فالله لا يحل شيئا لنفسه و يحرمه على عباده

أرى أن هذه العبارة غير دقيقة و ليست في محلها فالله سبحانه له أن يحل أشياء لعباده و يحرمها على نفسه و يحل أشياء لنفسه بينما تكون محرمة و ممنوعة على عباده و هناك العديد من الشواهد على ذلك و ذلك أدبا مع الذات الإلاهية
أما بخصوص القسم المذكور بالبردة فقد طالعت عدة شروح لها من علماء و مشايخ و ذكروا أن الأصل هو أقسمت برب القمر و إنما حذف للمحافظة على الوزن و لأنه معلوم بالضرورة للقارئ و ما كان معلوما بالضرورة جاز للشاعر أن يحذفه
و قال غيرهم فرضا حتى لو أثبتنا أن الأصل هو أقسمت بالقمر فيكون حينها المتكلم على لسان الربوبية لاستغراقه فيها و ليس المتكلم هو سيدي البوصيري أي أنه قال هذا الكلام حين فنائه
و في كلتا الحالتين لم يقل أحد بأن القسم بغير الله هو المقصود في هذا البيت أو أنه جائز
و الاجماع على عدم الجواز القسم بغير الله هو اجماع الأمة و ليس اجماع الوهابية و لذلك كان ساداتنا يحملون كلام القوم الذي كان ظاهره ينافي الشريعة عدة محامل شرعية و يفسرونه بما يناسب الشرع و يقبله الجميع
و في الختام تقبل مني يا سيدي الهادفي 2 التحية و كامل الاحترام

أرى أن هذه العبارة غير دقيقة و ليست في محلها فالله سبحانه له أن يحل أشياء لعباده و يحرمها على نفسه و يحل أشياء لنفسه بينما تكون محرمة و ممنوعة على عباده و هناك العديد من الشواهد على ذلك و ذلك أدبا مع الذات الإلاهية

نعم سيدي أبو مهدي كلامكم صحيح لو كنتم تقصدون الحديث القدسي( العظمة ردائي و العزة إزاري فمن نازعنيها قصمته و لا أبالي) فالله يتصف بالعظمة و العزة و حرم الإتصاف بها على العباد...

لكن ألا ترى سيدي الكريم أن ذلك هو الإستثناء و ليس القاعدة التي هي (تخلقوا بأخلاق الله) و الإستثناء لا يخرق القاعدة بل يؤكدها كما معروف في المنطق العلمي...

نأخذ مثلا قضية القسم هذه التي هي منطلق موضوعنا... أهم نص يستند إليه العلماء لكراهة القسم بغير الله (هذا لو افترضنا أنه هناك غير لله أصلا و إلا فلا غيرية و ما ثم إلا الله على الحقيقة)...هذا النص هو:

(من كان حالفا فليحلف بالله أو فليصمت)

وهذا حديث تأديبي و ليس فيه تحريم واضح و إلا لكانت اللهجة اقوى من ذلك و لأشار لمعنى الشرك في علة الحرمة و ليس أعظم من الشرك بالله حتى يبينه الرسول الأعظم و يشير إليه إشارة واضحة بالنهي و الحرمة...

لكن اللهجة كانت تشير إلى الأحسن و الأفضل وهو الحلف بلفظ الجلالة بدل الحلف بالآلاء و الآيات لله...الخ...(ربما كان ذلك نظرا لأن المسلمين كانوا حديثي عهد بجاهلية القسم باللاة و العزى و الأصنام و القمر ...و ذلك حتى يخرجهم من ذلك إلى مفهوم التوحيد الإسلامي الأعم و الأشمل لهذه الآيات كلها...)

فقولك مثلا (أقسم برب موسى و هارون الخ...) هذا ليس قسما بالله مباشرة حسب هذا التفسير التشددي للحديث
كذلك قولك (أقسم بعزة الله و جلاله) ....هذا أيضا ليس قسما بالله مباشرة بل بأحد صفاته...و يمكن للمتشددين الإعتماد عليه في دعاويهم المغالية و المكفرة للأمة و لعامة المسلمين...

و الله أعلم

ما رأيكم سيدي الكريم

اللهم صل على سيدنا محمد و على آله الطاهرين و صحبه المهتدين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...