تلبيسات كتاب كشف الشبهات ( للنجدي )

بسم الله الرحمان الرحيم وبه نستعين


والصلاة والسلام على النبي الخاتم وآله وصحبه
أمّا بعد :


هذه نقاط ردّ وبيان لكشف الضلالات والتلبيسات التي كتبها وقالها منظّر الوهابية ( محمّد بن عبد الوهّاب ) النجدي في كتابه ( كشف الشبهات ) الذي هو كما سمّاه بعض العلماء ( إنجيل الوهابية )


　
قال الشيخ النجدي ( اعلم رحمك الله أن التوحيد هو: إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة، وهو دين الرسل الذين أرسلهم الله به إلى عباده.ويتصدقون ويذكرون الله كثيراً، ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله. فأولهم "نوح" عليه السلام أرسله الله إلى قومه، لما غلوا في الصالحين: "ودٍّ" و"سواعٍ" و"يغوثٍ" و"يعوقٍ" و"نسرٍ". وآخر الرسل "محمد" ، وهو (الذي) كسر صور هؤلاء الصالحين، أرسله الله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويذكرون الله كثيراً، ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله
　

قلت : هكذا قعّد محمّد بن عبد الوهّاب قاعدته في بداية كتابه التي سار عليها مع أتباعه وأنّ الدين الذي أرسل الله به رسله منذ أوّل الرسل وهو نوح عليه السلام وإلى آخر رسول منهم وهو محمّد صلى الله عليه وسلّم إنّما حدث بسبب الغلوّ في الصالحين , أي أنّ الرسل جميعا بحسب قوله إنّما بعثهم الله تعالى لتحطيم صور الصالحين وذلك في قوله :

( فأولهم "نوح" عليه السلام أرسله الله إلى قومه، لما غلوا في الصالحين: "ودٍّ" و"سواعٍ" و"يغوثٍ" و"يعوقٍ" و"نسرٍ". وآخر الرسل "محمد" ، وهو (الذي) كسر صور هؤلاء الصالحين، أرسله الله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويذكرون الله كثيراً، ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله )

قلت :

هذا القول يشير تماما إلى منهج الشيخ النجدي في تقعيد قواعده وتبيين أصوله فقد قام في فكره أنّ الكفر والشرك والضلال إنّما وقع في الأرض بسبب الغلوّ في الصالحين وأنّ الله بعث رسله من أوّلهم إلى آخرهم لأجل غاية ذكرها وهي :

( وهو (الذي) كسر صور هؤلاء الصالحين )


والذي نعلمه ضرورة من الدين أن الله تعالى بعث رسله بدينه الحقّ إلى الكافرين والمشركين على حدّ سواء :

فأهل الشرك : الذين يعبدون الأصنام ويعبدون الشمس والقمر ويعبدون الدهر , وكذلك يعبدون بعض الحيوانات ( كالبقر ) وكبني إسرائيل لمّا إتّخذوا العجل إلها من دون الله وهكذا

أمّا أهل الكفر : فكالنمرود الذي قال ( أنا أحيي وأميت ) وكفرعون الذي قال ( أنا ربّكم الأعلى ) وكالذي لا يؤمن بالله تعالى فقالوا ( وما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ) وكالذين قالوا ( لن نؤمن لك حتّى نرى الله جهرة ) ...إلخ وهذا كلّه ممّا دلّت عليه الآيات والأحاديث
　
أمّا أنّ الله تعالى بعث أنبياءه لمجرّد أنّ الناس غلو في الصالحين ( أعني لمجرّد الغلوّ ) فهو لم يأت به كتاب ولا آية ولا حديث , وإنّما وقع الغلوّ ثمّ من بعد الغلوّ العبادة وذلك بإتّخاذ الصور كما عند النصارى أو إتّخاذ الأصنام كما عند مشركي قريش كاللاّت والعزّى ...إلخ
فقعّد هنا النجدي قاعدته وهي ( أنّ الغلوّ في الصالحين ) هو السبب الأوّل والأخير لبعثة الرسل من عهد نوح الذي هو أوّل الرسل إلى آخر رسول منهم وهو محمّد صلى الله عليه وسلّم الذي كما قال بحسب رأيه :



( وهو (الذي) كسر صور هؤلاء الصالحين )


قلت : من هنا يتّضح لنا منهاج الشيخ النجدي في التقعيد والمسلك الذي سيسلكه فيما بعد والذي بنى عليه كتابه وتحليلاته وإحتمالاته بأسرها وبنى عليه عقيدته كلّها وهذا الأصل هو ( موضوع الغلوّ في الصالحين )

وطبعا لمزيد من بثّ الشبهات والتقعيد السقيم والفهم السيّء لشبهات قامت بذهنه وفكره فتعصّب لها قال هذا :

　
( وآخر الرسل "محمد" ، وهو (الذي) كسر صور هؤلاء الصالحين، أرسله الله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويذكرون الله كثيراً، ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله
　
قلت :
　
أظهر هنا النجدي عنوان شبهته الكبير في قوله :


( وهو (الذي) كسر صور هؤلاء الصالحين، أرسله الله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويذكرون الله كثيراً ) يعني بذلك أنّ الله تعالى أرسل محمّدا عبده ورسوله إلى قوم يتعبّدون ويحجّون ويذكرون الله كثيرا إلاّ أنّه كان لهم غلوّ في الصالحين ليس إلاّ فدلّل على أنّ أؤلائك القوم كانوا يتعبّدون ويحجّون ويذكرون الله كثيرا


هنا بدأ الشيخ النجدي بذكر منحاه في الخلط وسوء الفهم فأراد أن يبثّ شبهة في عقول أتباعه فكأنّه يقول لهم : ( يا جماعة لا يكبر عليكم ما ترونه من بعض الناس من أمّة محمّد ممّن يتعبّدون بالشرع النبوي ويحجّون بحجّة الإسلام ويذكرون الله كثيرا ( ويقصد هنا الصوفية ) فإنّ المشركين الذين قاتلهم محمّد هم أيضا كانوا يفعلون ذلك ورغم هذا قاتلهم النبي ّ وكسّر أصنامهم فلا بدّ أيضا من قتالهم وتكسير أصنامهم ( يعني قبور الصالحين ) ...إلخ


فهكذا قعّد بداية كتابه فبثّ شبهاته وشمّر ساعده لقتال المسلمين بحجّة أنّهم مشركون وأنّهم يعبدون الصالحين فأنزل كلّ ما كان من قبيل الشرك على أهل الإسلام بمجرّد أنّهم يحبّون الصالحين ويتبرّكون بهم ويتوسّلون بهم إلى الله تعالى

　
هنا أيّها السادة وقعت الشبهة لإبن عبد الوهاب النجدي التي ما إهتدى إلى حلّها فأنظر كيف دخل الشيطان عليه من حيث لا يدري ولا يعلم وهذا هو فعلا وقولا ( الغلوّ في الدين ) من الطرف المعاكس
　
قلت :
　
ذكر الشبهات التي حدثت في ذهن النجدي :
　
1 : شبهة أنّ الله أرسل رسله كلّهم لمجرّد الغلوّ في الصالحين ( وهذا كذب بيّن ) فإنّ الله أرسل رسله لمن كفر بالله ولمن أشرك بالله ممّن يعبد الأصنام فليس فقط مختصّا بمن أشرك وإلاّ فهل بعث الله موسى لغير فرعون الذي قال ( أنا ربّكم الأعلى ) فقوله هذا كذب وتدليس


2 : أنّ غاية شرك من أشرك من قوم نوح ,و إلى عهد قوم محمّد هو فقط الغلوّ في الصالحين لذا ما صدّر كتابه ولا ذكر في بداية هذا الكلام من أنّهم يعبدون الأصنام أو أنّهم كفروا بالله واليوم الآخر بل إقتصر على ذكر ( الغلوّ في الصالحين ) لما قام في فكره أنّه هو الشرك الأكبر الذي لا ينفع معه شيء وعليه بنى كلّ عقيدته وفسّر كلّ الآيات والأحاديث بحسب المتبادر إلى ذهنه السابق فحمل الآيات والأحاديث على ما قام عنده من الشبهات وهكذا نجد هذا صريحا في تحليلاته من حيث التوسّل والوسيلة والتوحيد فخلط خلطا كبيرا في المسائل وإلتوى كثيرا ودخل في مداخل شيطانية كبيرة حتى سفك دم المسلمين بالشبهات...إلخ


3 : أنّ محمّد صلى الله عليه وسلّم إنّما بعثه الله ( لتكسير صور هؤلاء الصالحين ) أنظر قوله ( وهو (الذي) كسر صور هؤلاء الصالحين ) رغم أنّ رسول الله يوم الفتح ( كسّر الأصنام التي تعبد من دون الله تعالى وتعدادها 360 صنما ) فقوله ( كسر صور هؤلاء الصالحين ) تستشعر فيه بغضا صريحا وحقدا وسوء أدب مع الصالحين من أهل الله تعالى والظاهر أنّه لا يعتقد في الولاية أصلا ولا في السلوك والمعرفة وهذا أمر تواتر عنه بل وكذلك أتباعه إلى اليوم فإنّهم لا يعرفون معاني الدين أصلا فضلا عن علوم التوحيد فيه


4 : أنّ العبادة والحجّ وذكر الله كثيرا أمور ليس فيها فرق متى ما فعلها مسلم مؤمن من أمّة محمّد أو فعلها أيضا غيره من المشركين فليس هناك فرق بل الأمر الذي يجمعهما هو فقط ( الغلوّ في الصالحين ) فحمل هذا على هذا وخلط خلطا كبيرا وفعلا يمكننا الجزم بأنّ الشيخ النجدي حمل المؤمنين على أنّهم مشركون لذا نسب إلى عبّاد الأصنام من المشركين على أنّهم يذكرون الله كثيرا ويعبدون ويحجّون رغم أنّه هناك خلط بين قوله ( يتعبّدون ويحجّون ويذكرون الله كثيرا ) أعني هنا في هذه الجملة تلبيسا بيّن فأين وجد أنّ المشركين ( يذكرون الله كثيرا وما هو دليله وما ماهية عبادتهم وبأي شرع ) وكذلك حجّهم وعبادتهم


5 : أنّ العبادة وذكر الله تعالى والحجّ ليست عنوانا من عناوين التوحيد ولا تدلّ عليه بحسب زعمه ودليله كما قدّمنا من أنّ المشركين كانوا يتعبّدون ويحجّون ويذكرون الله كثيرا ورغم هذا هم مشركون يعبدون الأصنام ( أنظر يا هذا , هذا الخلط الكبير وهذا السوء من الفهم وهذا التقعيد السيء )

6: شبهة أنّ غاية أمر الإخلال بالتوحيد ليس إلاّ إتّخاذ الوسائط من دون الله تعالى وإلاّ فإنّ الجميع يعبد ويذكر ويتصدّق ...إلخ فهذا تأسيس لمذهب يصدّ عن أهل الله تعالى سواء من حيث التربية والترقية وسواء من حيث البركة والأدب والإحترام


فتمعّن في قراءة مقدّمته وسترى بأنّه يقرّر ويؤصّل لمحاربة الصالحين وأهل التوسّل في أمّة الإسلام وهذا ستراه وتقف عليه إن شاء الله لاحقا لمّا نذكر تلبيساته ومغالطاته وفهمه السيّء ويا عجبا كيف يتبع الناس اليوم هذا الشيخ النجدي ويصفونه بشيخ الإسلام - يا عجبا يا عجبا يا عجبا - ( إنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )



يتبع ...فهذا مجرّد إستفتاح ..

مشكور سيدي علي الفاضل على الملاحظات القيمة على كتاب شيخ الوهابية...و أشاطرك الرأي تماما أن الرجل كان ينظر لكره و بغض الصالحين ليشرع لمحاربة الصوفية أتباع الأولياء ..

تناقشت يوما مع وهابي حول مفهوم الشرك بالله فقلت له : " إذا كانت عبادة الأحجار و الأصنام شركا بالله فلماذا رجع بنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم للحجر و تقبيل الحجر الأسعد كركن لا يصح الحج إلا به ..؟
فبهت الذي كفر ...و قال لي "إذا ما مفهومك للشرك بالله؟ " فقلت له :"هذا موضوع أكبر من مخك"

الحمد لله على نعمة الإسلام و الولاية.

أكبر وهابى أنه يرى هنالك وهابى أكبر مشرك أنه يرى غيره مشرك أكبر مسيحى أنه يرى غيره مسيحى أكبر يهودى أنه يرى غيره يهودى .إننا فى منتدى صفاء وما لنا وللناس .توجهوا لله بالذكر والدّعاء ليرحم ها الأمّة .من سينفعنى غيرى.هل تبحث عن مصلحتك أم عن مصلحة غيرك .ينحى من حسناتك ويعطيك سيّآته أفق حبيبى .لست بالخب ولا الخب يخدعنى .أرى نفسي تخدعنى وأجاريها هذا عيب وتقصير فى محبتى لله. ففروا إلى الله . كل ما تولهيت بواحد باش يشغلك على ذكر ربى . لاتنظروا فى عيوب الناس كأنكم أرباب بل أنظروا فى عيوبكم كأنكم عبيد .
اللهم اشغلنا بك ولا تشغلنا بسواك .لاحولة ولاقوّة إلاّ بالله .

لقد قالوا إبن دارك تبنى حولك الديار
لم آمر أحدا بضلالة بل نظرت فى صورتى فوجدت فيها غبش لإاردت أن أرقى بهمّتى .

alhadifi كتب:لقد قالوا إبن دارك تبنى حولك الديار
لم آمر أحدا بضلالة بل نظرت فى صورتى فوجدت فيها غبش لإاردت أن أرقى بهمّتى .

ياسيدنا كل ما اردنا ان يواصل سيدي علي في كتابته ... ولم ولن اتهم احدا .. عذرا

قال الشيخ النجدي التكفيري :

( يَقُولُونَ : نُرِيدُ مِنْهُم التَّقَرُّبَ إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى - ، وَنُرِيدُ شَفَاعَتَهُمْ عِنْدَهُ ، مِثْلَ الْملائِكَةِ وَعِيسَى ، وَمَرْيَمَ ، وَأُنَاسٍ غَيْرِهِمِ من الصَّالِحِينَ . فَبَعَثَ اللّهُ -تَعَالَى- إليهم مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يُجَدِّدُ لَهُمْ دِينَهُمْ - دِينَ أبِيهِمْ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام- ، وَ يُخْبِرُهُمْ أنَّ هَذَا التقَرُّبَ وَالاعْتِقَادَ مَحْضُ حَقِّ اللَّهِ - تَعَالى - ، لا يَصْلُحُ مِنْهُ شَيْءٌ لِغَيْرِهِ لا لِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ ، وَلا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، فَضَلاً عَنْ غَيْرِهِمَا. وَإلاَّ فَهَؤُلاءِ اَلْمُشْرِكُونَ . يَشْهَدُونَ أنَّ اللَّهَ هُوَ الخَالِقُ - وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّهُ لا يَرْزُقُ إِلاَّ هُوَ، وَلا يُحْيِي وَلا يُمِيتُ إِلاَّ هُوَ، وَلا يُدَبِّرُ الأَمْرَ إِلاَّ هُوَ ، وَأنَّ جَميع اَلسَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَنْ فِيهَن كُلَّهُمْ عَبِيدُهُ ، وَتَحْتَ تَصَرُّفِهِ وَقَهْرِهِ .)


　
قلت : هذا الكلام من الشيخ النجدي يحتاج لتفسير لبيان باطله من حقّيقته , وذلك أنّه ذكر سبب بعثة النبيّ صلى الله عليه وسلّم وكونه أرسل للمشركين من قومه لأنّهم كانوا بحسب رأيه يتقرّبون إلى الله تعالى ويتشفّعون بصور الصالحين التي ما ذكرها في بداية كتابه بإسمها الحقيقي وهي ( الأصنام ) لذا موّه على أتباعه بقوله ( صور الصالحين ) كي يعطي فكرة سيّئة على الأولياء من البداية فيوجّه القلوب والعقول إلى بغض أهل الصلاح من العارفين من الصوفية لذا فإنّك ترى اليوم أنّ حرب الوهابية هي ضدّ الصوفيّة فأوّل ما يتبادر إلى ذهنهم هو محاربة الصوفية في مشارق الأرض ومغاربها ومحاربة العارفين فدخلوا معهم في ما لا تحمد عقباه حتّى وصل بهم الأمر إلى طمس كلّ ما يشير إلى التصوّف من بعيد أو قريب فأنكروا طريق السلوك والعرفان جملة وتفصيلا ..إلخ

　
فقوله ( يَقُولُونَ : نُرِيدُ مِنْهُم التَّقَرُّبَ إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى - ، وَنُرِيدُ شَفَاعَتَهُمْ عِنْدَهُ ، مِثْلَ الْملائِكَةِ وَعِيسَى ، وَمَرْيَمَ ، وَأُنَاسٍ غَيْرِهِمِ من الصَّالِحِينَ )
　
كذب وتمويه فإنّ المشركين ما كفروا وأشركوا بمجرّد أنّهم يريدون التقرّب إلى الله تعالى بهم أو بالتشفّع بهم إلى الله تعالى وإنّما وقعوا في الشرك بسبب أنّهم عبدوهم من دون الله تعالى , وقد أتى النجدي بأمثلة على ما قرّره وهي ( الملائكة وعيسى ومريم ) فهذه الأمثلة في الحقيقة أخطأ النجدي في الإستدلال بها على ما ذهب إليه وهو إستدلال فاسد لأنّه يضعّف مذهبه ولا يقوّيه وذلك للأسباب التالية :
　
أوّلا بالنسبة للملائكة ما عبدت من دون الله بل الأمر إختلط على المشركين فظنّوا الجنّ ملائكة فعبدوا الجنّ بإعتبار أنّهم ملائكة والدليل على ذلك قوله تعالى : (
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ) فقد أثبتوا عبادتهم للجنّ وأنّهم عبدوهم وما عبدوا صورهم كما هو ظاهر في الآية
فهذه الآية صريحة في أنّهم عبدوا الجنّ فأين هي صور الصالحين هنا حتى يستدلّ بها في قوله ( الملائكة ) وهل الملائكة هم صور الصالحين وهل الجنّ هم صور الصالحين ؟؟؟ إذن فقد بطل هذا المثال الأوّل الذي ساقه
　
المثال الثاني : وهو عيسى وأمّه , وكذلك فهذا المثال لا يصحّ ولا يستدلّ به فيما ذهب إليه في قوله ( صور الصالحين ) وذلك لكون النصارى عبدوا عيسى وأمّه عبادة حقيقيّة لا تأويل فيها قطعا والدليل على ذلك قول الله تعالى ( وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) أنظر قوله تعالى ( اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) فقد أثبت الله تعالى أنّ المشركين إتّخذوا عيسى وأمّه إلهين من دون الله , لذا ما أنكر عيسى هذا بل إعترف أنّهم عبدوه وأمّه لكنّه أوضح أنّه لم يأمرهم بذلك قطعا والدليل عليه قوله تعالى ( قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ علمته ) فثبت هنا أنّهم عبدوا عيسى وأمّه حقيقة لا مجاز فيها , فأين هنا هي صور الصالحين , رغم أنّ الملائكة تبقى ملائكة ولا يطلق عليها لفظ الصالحين إلاّ وصفا لا إسما وكذلك عيسى فيطلق عليه إسم النبوّة أمّا الصلاح فهو وصف له لا إسما ..فأين هنا صور الصالحين فالأمثلة مخطئة من وجه ومن وجه آخر غير دقيقة حتّى في الوصف
المثال الثالث : هنا وقع التمويه والتدليس , فقدّم وبدأ بالملائكة وعيسى وأمّه ثمّ قال ( وأناس غيرهم من الصالحين ) فردّ الملائكة من الناس فأدخلهم معهم ( إضحك ولا عجب ) فجعل هنا وصف الصلاح هو الغالب والسبب الرئيسي للشرك أو هو مظنّة الشرك لذا حارب الوهابية عبر تاريخهم كلّ ما يمتّ للولاية بصلة , فكان الواجب عليه هنا أن يقول بعد أن ذكر الملائكة وعيسى وأمّه ( وغيرهم ممّن عبدهم المشركون كعزير أو كالعجل أو كالشمس أو كالدهر أو كالبقر ...) فليس معنى الصلاح مختصّا بالشرك قطعا وإنّما هناك أسباب أوقعت الناس في عبادة الأصنام سنذكرها إن شاء الله ونأتي على تفصيلها بالبيان والأدلّة وسنذكر من جهل هذا النجدي طرفا من واقع ما كتبه في كتابه هذا ...

　
قال النجدي : ( فَبَعَثَ اللّهُ -تَعَالَى- إليهم مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يُجَدِّدُ لَهُمْ دِينَهُمْ - دِينَ أبِيهِمْ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام- ، وَ يُخْبِرُهُمْ أنَّ هَذَا التقَرُّبَ وَالاعْتِقَادَ مَحْضُ حَقِّ اللَّهِ - تَعَالى - ، لا يَصْلُحُ مِنْهُ شَيْءٌ لِغَيْرِهِ لا لِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ ، وَلا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، فَضَلاً عَنْ غَيْرِهِمَا. )
　
قلت : قوله : ( فَبَعَثَ اللّهُ -تَعَالَى- إليهم مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يُجَدِّدُ لَهُمْ دِينَهُمْ ) فجعل هنا النبيّ صلى الله عليه وسلّم ( مجدّدا ) أي أنّه جاء لتجديد دين إبراهيم فحسب فقيّد الرسالة في هذا التجديد رغم أنّ الله تعالى يقول ( وما أرسلناك إلاّ كافّة للنّاس بشيرا ونديرا ) وهذا لا يستغرب منه شيء لأنّ النجدي يعتبر نفسه مجدّدا مثل هذا النبي الخاتم وأنّه بدوره أرسل للمشركين ليجدّد لهم دين أبيهم إبراهيم لذا تراه في كتابه هذا يستعمل لفظة ( مشركي زماننا )
　
قلت : الشيخ النجدي وقع هنا في جهالات لا بدّ من الإطّلاع عليها وفهمها : وذلك كونه أثبت في كلامه الأوّل والثاني أنّ سبب إرسال الرسل هو بسبب الشرك والغلوّ في الصالحين وعبادتهم فأضحى أنّ أمر تجديد الدين يستلزم إرسال رسول كما قال ( فَبَعَثَ اللّهُ -تَعَالَى- إليهم مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يُجَدِّدُ لَهُمْ دِينَهُمْ ) يعني بلازم كلامه أنّه متى عمّ الشرك وعبادة الصالحين ( يقصد الأصنام - فلا تعاتبوه ) فإنّ الله تعالى يرسل رسولا كما أرسل من عهد آدم وإلى زمان محمّد ليجدّدوا لهم مفهوم التوحيد , فعليه لربّما يشير إلى نفسه هنا أنّه مرسول إلى هذا الأمر كما أرسل الرسل من قبله ( لأنّه إستدلّ بالرسل في هذا - فافهم قصدي )
　
والجهالة الثانية : أنّه ذكر في الأوّل أنّ المشركين يتقرّبون بمن عبدوهم إلى الله تعالى وذلك في قوله : ( يَقُولُونَ : نُرِيدُ مِنْهُم التَّقَرُّبَ إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى - ، وَنُرِيدُ شَفَاعَتَهُمْ عِنْدَهُ ) وفي الكلام الثاني أثبت أنّ المشركين يتقرّبون إلى من عبدوهم فنفى تقرّبهم إلى الله بذلك فذكر أنّ هذا التقرّب لا يصلح إلاّ إلى الله تعالى وذلك في قوله ( وَ يُخْبِرُهُمْ أنَّ هَذَا التقَرُّبَ وَالاعْتِقَادَ مَحْضُ حَقِّ اللَّهِ - تَعَالى - ، لا يَصْلُحُ مِنْهُ شَيْءٌ لِغَيْرِهِ لا لِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ ، وَلا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، فَضَلاً عَنْ غَيْرِهِمَا. ) فمن جهة أنّهم يتقرّبون بمن عبدوهم إلى الله تعالى ومن جهة أخرى ذكر أنّهم يتقرّبون إلى من عبدوهم وأنّ هذا التقرّب هو حقّ الله فوقع هنا في التناقض بدليل كلامه الظاهر
　
قد يقول قائل : إنّه يعني بذلك أنّ المشركين يتقرّبون ممن عبدوهم فعلا وذلك كي يقرّبوهم من الله تعالى فليس هناك تناقضا , فأجيبه قائلا : إذن أضحى هنا تقرّبهم منهم مجازا وليس حقيقة وليس مقصودا في ذاته , وأنت تعلم أنّ العبادة لا بدّ فيها من القصد العيني بالتأليه والدليل على هذا قول عيسى عليه السلام ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) فقد ذكر هنا ( الأولوهية ) ومعناه إعتقادهم أنّه إله يستلزم العبادة من دون الله , أنظر قوله تعالى ( إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) وهذا ما كان يعتقده المشركون في أصنامهم من حيث أنّها تستوجب التأليه , فهل بحسب رأيك هناك واحد من الأمّة يقول الشهادتين يعتقد وجوب تأليه الأنبياء والأولياء أو يعبدهم ؟؟؟ فلا بدّ أن تجيبني على هذا السؤال من غير تأويل لأنّه لا تأويل بعد قوله ( إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) وكذلك قول المشركين ( ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى ) يعنون بهم الأصنام التي كانت في مكّة وتعدادها ثلاثمائة وستين صنما , فقد ذكروا قولهم ( ما نعبدهم ..) فهو صريح من غير تأويل أنّهم كانوا يعبدون الأصنام , وسؤالي الثاني : إسأل أيّ واحد من أمّة محمّد صلى الله عليه وسلّم : هل تعبد أحدا من الأنبياء أو الأولياء ؟؟؟ فحتما أنّه سيقول لك : أعوذ بالله ممّا تقول , فالرجل يقول للنجدي : أنا لا أعبد إلاّ الله , والنجدي يقول : لا بل أنت تعبد فلان وفلان ... مصيبة حلّت بالأمّة فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله

　
قال الشيخ النجدي ملبّسا على الأغمار مقتبسا توحيد الربوبية من كتب إبن تيمية :

( وَإلاَّ فَهَؤُلاءِ اَلْمُشْرِكُونَ . يَشْهَدُونَ أنَّ اللَّهَ هُوَ الخَالِقُ - وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّهُ لا يَرْزُقُ إِلاَّ هُوَ، وَلا يُحْيِي وَلا يُمِيتُ إِلاَّ هُوَ، وَلا يُدَبِّرُ الأَمْرَ إِلاَّ هُوَ ، وَأنَّ جَميع اَلسَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَنْ فِيهَن كُلَّهُمْ عَبِيدُهُ ، وَتَحْتَ تَصَرُّفِهِ وَقَهْرِهِ)
　
فذكر هنا أنّ المشركين يشهدون أنّ الله تعالى : (((((( وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ )))))) وأنّه (((( وَلا يُدَبِّرُ الأَمْرَ إِلاَّ هُوَ ))))) فقل لي بربّك متى علمت أنّ المشركين يشهدون أنّ الله وحده لا شريك له ثمّ أنّك تنعتهم بالمشركين فكيف يكونون مشركين وهو يشهدون أنّه وحده لا شريك له
قلت أنظر هنا يا أخي تهافت هذا الكلام وتناقضه , فكلّ ما كتبه الشيخ النجدي الآن هو تمهيد في الحقيقة لتكفير المسلمين وتشريكهم بشبهات وتناقضات . فخلط هنا بين أمرين من أمور مبادئهم فيما يسمّونه : توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية فجعل ( وحده لا شريك له ) من توحيد الربوبية وجعل ( وَلا يُدَبِّرُ الأَمْرَ إِلاَّ هُوَ ) من توحيد الربوبية رغم أنّ التدبير غير الخلق وغير النفع والضرّ فانظر هذه التلبيسات فإنّه وضعها شيطان ماهر
　
فخلط هنا خلطا كبيرا فهو يؤسّس الآن لما يروم الكتابة فيه من حيث أنّ المتوسّلين بالأنبياء والصالحين هم مشركون ولو كانوا يقولون ( أشهد أن لا إله إلاّ الله - وأشهد أنّ محمّد رسول الله ) ولو كانوا يصلّون ويصومون ويزكّون ويحجّون - فهو في كلّ ذلك يقارنهم بالمشركين فأوقع عليهم حكم الشرك فخلط في ذلك خلطا كبيرا ودخل فيما لا يحسنه ولا يدريه ولا يفهمه , وبمعنى أدقّ أنّ الشهادتين والصلاة والصوم والزكاة والحجّ والإيمان بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمّد نبيّا ورسولا - ليست دليلا عند الشيخ النجدي على الإسلام وعلى الإيمان وعلى الإحسان - بمجرّد وقوع التوسّل بالأنبياء والمرسلين بمعانيه المعروفة عند أهل السنّة , فأضحى التوسّل دليلا على الشرك , والشهادتين والإسلام والإيمان ليست دليلا على التوحيد - فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم -




يتبع .... مازلنا في الإستفتاح وسنخرج لكم بحول الله من جهالات هذا النجدي ما سيضحك غلمان حيّنا ...

قال الشيخ النجدي : ( فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله يشهدون لله هذا الشهادة فاقرأ قوله تعالى:﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾ [يونس:31] وقوله: ﴿قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾[المؤمنون:84-89] وغير ذلك من الآيات.
　
قلت : بدأ النجدي بالتدليس والخلط هنا وذلك من جهتين :


الأولى : أراد بكلّ ثمن أن يثبت توحيد المشركين ( وهذا ما رأيت من فعله غيره , بل القرآن والسنّة أثبتا عدم توحيد المشركين ولا إيمانهم برسالة محمّد صلى الله عليه وسلّم التي فيها التوحيد الحقيقي الذي بعث الله به رسله وأنّه - لا إله إلاّ الله - وأنّ محمّد رسول الله - ) أمّا هو فيقول في المشركين بأنّهم موحّدون رغم أنّهم يعبدون الأصنام بإعتقادها إلها مع الله فخلط هنا بين أمرين : الأوّل : توحيد أتباع الرسل الذين آمنوا ولم يعبدوا مع الله سواه , والثاني : إقرار المشركين وإعترافهم بوجود الله فهذا ليس خاصّا بهم بل جميع أهل الأرض تقريبا يعتقدون بوجود الله منهم النصارى الذين عبدوا عيسى فهو لا يميّز بين الإعتراف بوجود الله كخالق , وبين توحيده ذاتا وصفاتا وأفعالا , فالكفّار نفوا وجود الذات , والمشركين على نوعين : منهم من نفى توحيد الأفعال , ومنهم من جحد توحيد الصفات , ومنهم من جحدهما جميعا فلم يميّز بين المراتب فجعل للمشركين توحيدا , فلو نسب إليهم إيمانا بوجود الله وأنّه الخالق لكان أسلم من نسبة التوحيد إليهم وأصوب لأنّه تدلّ عليه بعض الآيات كقوله تعالى ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلاّ وهم مشركون ) أمّا التوحيد فبعيد أن يكون لهم توحيدا ولو كانوا يقرّون بوجود الله وأنّه الخالق الرازق بل حتّى إبليس رئيس أهل الكفر يقرّ بوجود الله وأنّه الخالق الرازق
　
الثانية : ومن ثمّ أراد أن ينفي توحيد الألوهية عن المشركين لأنّه أراد أن يلبّس بأنّ توحيد الألوهية يتمثّل في عدم إتّخاذ الوسيلة بأشكالها ولو كانت جائزة وبغضّ الطرف عن صاحبها سواء كان مسلما مؤمنا يصلي ويصوم من أمّة محمّد صلى الله عليه وسلّم أو كان مشركا يعبد صنما فلا فرق عنده وفي هذا لا بدّ من وقفة ليعرف غباء هذا النجدي : يتبيّن هنا متى نسب للمشركين توحيد الربوبية وأنّهم مؤمنون بأنّ الله خالق ورازق ونافع وضار ..إلخ أنّ هذا التوحيد ( أعني توحيد الربوبية ) لا يدخل فيه الإيمان بالرسل والكتب والجنّة والنار وبالحساب ويوم القيامة ..إلخ فيضحى إذن الإيمان بكلّ ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلّم ليس من توحيد الربوبية في شيء بل هو من توحيد الألوهية , فكيف صحّ له أن يقيس المشركين الذين بحسب زعمه موحّدون توحيد الربوبية على المسلمين من أمّة محمّد الذين آمنوا بكلّ ما جاء به محمّد صلى الله عليه وسلّم
　
سؤالنا لأتباعه : يا وهابية : الإيمان بالرسل والكتب والجنّة والنار والقيامة وعذاب القبر والصراط والحشر والصعقة الأولى والثانية وبالملائكة ورقيب وعتيد ...إلخ هل هو من توحيد الربوبية أو هو من توحيد الألوهية أم أنّ ذلك الإيمان ليس له توجيه فهو لغو ؟؟؟؟؟؟ فأجيبونا بارك الله فيكم لتعلموا ضلال شيخكم النجدي
　
فإن قلتم هو من توحيد الربوبية , قلنا لكم : أعطونا الدليل , وإن قلتم بأنّه من توحيد الألوهية , قلنا لكم لماذا إتّهمتم أمّه محمّد صلى الله عليه وسلّم بالشرك وهم موحّدون توحيد الألوهية ؟؟؟
　


قال الشيخ النجدي : ( فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا، وأنه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله ، وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو "توحيد العبادة"، الذي يسميه المشركون في زماننا "الاعتقاد" كما كانوا يدعون الله سبحانه ليلاً ونهاراً. ثم منهم من يدعو "الملائكة"؛ لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له، أو يدعو رجلاً صالحاً مثل "اللات"، أو نبياً مثل "عيسى"، وعرفت أن رسول الله قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده، كما قال تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَد﴾[الجن:18] وقال: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ﴾[الرعد)


　
فقوله : ( فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا، وأنه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله )


　
قلت : من قال لك أنّ قولهم هذا يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم , ثمّ ما هو التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله غير الإيمان بأنّه لا إله إلا الله وأنّ محمّد رسول الله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان ..إلخ ثمّ ماهو توحيد العبادة الذي تزعمه ؟؟؟ أليست الصلاة من أعظم شعائر توحيد العبادة , وأليست عنوانا على توحيد الألوهية وكذلك الزكاة والصوم والحجّ فهل هناك ما هو أكبر عندك من هذه العبادات الدالة على توحيد اللألوهية ؟؟؟ قد وقعت في مصائب يا نجدي سيسألك الله عنها يوم القيامة


　
وقوله : ( وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو "توحيد العبادة"، )



قلت : هذا الكلام ليس له معنى أيمكن أن يوحّدوا العبادة بغير الإيمان بمحمّد صلى الله عليه وسلّم وبما جاء به , إنّهم ما آمنوا بالله وأنّه يستحقّ العبادة أو أنّه يطالبهم بها لأنّه بحسب زعمهم لهم آلهة أخرى شريكة تستوجب عبادتها ولا آمنوا برسوله ولا بالقرآن ولا بالحساب بل قالوا في الرسول أنّه ساحر مجنون وبأنّه كذّاب أشر وبأنّه شاعر فهل فقط جحدوا توحيد العبادة يا من فرّق بين الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم من حيث لا تدري ولا تدري بأنّك لا تدري , أخبرنا ما هو توحيد العبادة الذين جحده المشركون هل هناك عبادات أخرى غير شعائر دين محمّد صلى الله عليه وسلّم فأخبرنا بها ؟؟؟


　
قلت : من هنا يتّضح منهجه السقيم وأنّه ينظّر ويمهّد لتكفير المسلمين من أمّة سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم وسنخرج من بوائقه ما يبكت أتباعه


قال النجدي : ( وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو "توحيد العبادة"، الذي يسميه المشركون في زماننا "الاعتقاد" كما كانوا يدعون الله سبحانه ليلاً ونهاراً. ثم منهم من يدعو "الملائكة"؛ لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له، أو يدعو رجلاً صالحاً مثل "اللات"، أو نبياً مثل "عيسى"، وعرفت أن رسول الله قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده، كما قال تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَد﴾[الجن:18] وقال: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ﴾[الرعد)


قلت : بدأ هنا النجدي في إظهار ما كان يخفيه في بداية مقدّمته بعد أن مهّد لتشريك وتكفير المسلمين - قال : ( الذي يسميه المشركون في زماننا "الاعتقاد" كما كانوا يدعون الله سبحانه ليلاً ونهاراً)



يتبع ...

يتّضح في هذا الكلام مدى جهل هذا النجدي بالتوحيد فضلا عن الكلام فيه وتقريره وتفصيله لكنّها مصيبة حلّت في الأمّة لبعدها عن دينها وإلاّ لما وجد النجدي أحدا من المسلمين يسمع له أو يصدّقه فيما يقول أو تنطلي عليه جهالاته وحيله وتلبيساته ولكنّه لمّا رأى جهل الناس وميلهم إلى الدنيا وخاصّة لمّا أطمعهم في الغنائم والمال والنساء إتّبعوه وخاصّة محمّد إبن سعود أمير الدرعية فقد سال لعابه حتّى أصبحا منذ ذلك العهد كالعائلة الواحدة آل سعود وأل الشيخ , فقولهم آل الشيخ فيه ما فيه من الجهل ولو قالوا عوضه ( أل الرسول ) تشبّها بالحبيب عليه الصلاة والسلام لكان أوضح كثيرا وأبين مرادا وهم يعلمون أنّها ليست بدولة خلافة ولا إسلام حقيقي فإنّ إبن عبد الوهّاب لمّا وعد إبن سعود بإعطائه الحكم فهو بذلك أوّل الناقضين لمفهوم الخلافة ودولة الخلافة الإسلامية لذا كان من أكبر المشاركين في تفكيك دولة الخلافة الإسلامية العثمانية التي جمع الله بها شوكة المسلمين أمّا عن محاربتهم لآل البيت فحدّث عن ذلك ولا حرج فقد كان العثمانيون يؤمّرون آل البيت على مكّة والمدينة ويعفون آل البيت من الخدمة العسكرية إلاّ لمن أراد منهم ويعظّمونهم غاية التعظيم أمّا الوهابيون فقلّما تجدهم يفعلون ذلك فحتّى في الأسماء فلو تراجع أسماء الوهابية فقلّما تجد فيها أسماء الحسن والحسين وعليّ أمّا أغلب ملوكهم فأسمائهم أسماء جاهلية العرب الأوائل كمهران وسلطان وفهد وطلال وفيصل ومشعل وسعود ... لا تجد أسماء كالحسن والحسين وعلي في أسماء ملوكهم ومشائخهم فلا تجد منها إلاّ القليل جدّا هذا كي تعلم من هي تلك الدولة وعلى أيّ أساس تأسّست , فجعلوها دولة نجدية : الملك من نجد والشيخ من نجد والإمام من نجد وحرّاس الحرمين حكما ودينا من نجد فهي دولة نجدية ( ومنها يطلع قرن الشيطان ) أي من نجد كما في الحديث فبداية النجدي تراها لم تكن موفّقة من البداية بل فيها عصبية نجدية وعلى هذا صار أتباعه إلى اليوم

قال النجدي :

(( وهذا التوحيد هو معنى قولك : ( لا إله إلا الله ) فإن الإله عندهم هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور سواء كان ملكاً أو نبياً أو ولياً أو شجرة ، أو قبراً أو جنياً ، لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر ، فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك ، وإنما يعنون بالإله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ ( السيد ) فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي ( لا إله إلا الله ) .
والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها )

قلت :

يعتبر هنا النجدي أنّ نداء المسلمين لهذا الولي أو ذاك بلفظ السيّد هو ما يعنيه المشركون بقولهم ( الإله ) وأنّهم عندما يقولون ( لا إله إلا الله ) فهم لا يقصدون منها إلا توحيد الربوبية ولا يقصدون بها توحيد الألوهية وأن الله وحده المستوجب لتوحيد العبادة بل أنّهم بزعمه لا يقولونها إلا لفظا ولا يقصدون معناها ولا يعرفونه لأنّ معناها وهو إفراد الله بالعبادة يتمثّل في زعمه عدم التوسّل بالأنبياء والمرسلين ولا بالأولياء والصالحين فكلّ متوسّل فهو مشرك بالله تعالى حلال ماله ودمه لأنّه عبد غير الله تعالى ودليل أنّه عبد غير الله تعالى أنّه يتوسّل بهم إلى الله تعالى كما كان المشركون يفعلونه عند أصنامهم التي عبدوها من دون الله
قلت :
هذه شبهة هي أساس علوم فرقة الوهابية في التوحيد فأضحى عندهم التوسّل هو الشرك الذي حاربه رسول الله والذي أمره الله بالقتال عليه وأنّ التوسّل هو الشرك وأنّ لفظة ( السيّد ) هي عينها معنى لفظة ( الإله ) عند المشركين على عهد رسول الله , وأنّ عبادة المشركين للأصنام هي عينها عبادة المتوسّلين للأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين وأنّ كلّ مسلم قصد وليّا فتوسّل به إلى الله تعالى لتقضى حاجته هو عينه عبادة المشركين لأصنامهم التي يحملونها معهم في حروبهم والتي جعلوها في بيوتهم وفي الكعبة وفي الحرم وفي كلّ مكان يقصدونه
وأنّ الإيمان بالله تعالى وبالرسل والملائكة والكتب واليوم الآخر والقضاء والقدر , والصلاة والزكاة والصوم والحجّ والشهادتان , كلّها لا تنفع ولا يقبلها الله تعالى متى توسّل العبد إلى الله تعالى بأحد من رسله أو أنبيائه أو أوليائه
لنا سؤال لأتباعه ونرجو أن يجيبوا عليه في نفوسهم :

فرضا لو أنّ أحد من الخلق آمن بتوحيد الربوبية ثمّ أنّه ما توسّل قطّ بحياته بأحد ما فهل يعتبر هذا الشخص مشرك أم لا أم يعتبر كافر ومن ثمّ فهل هو موحّد توحيد ربوبية وألوهية أم أنّه موحّد فقط توحيد ربوبية إذن ماذا يفعل ليدخل في توحيد الألوهية ؟ فإن قلت : يعبد الله بما جاء به رسول الله فهذا يدخله في توحيد الألوهية , قلنا : على هذا فكلّ من عبد الله بما جاء به رسول الله فهو موحّد توحيد ألوهية , قلنا لكم : إذن فكلّ من ثبت أنّه يعبد الله بما جاء به رسول الله فهو موحّد توحيد ألوهية فلماذا نفيتم عنه توحيد الألوهية ؟ فإن قلتم لأنّه يتوسّل بالأنبياء والمرسلين فهو يعبدهم بذلك التوسّل وبتلك الإستغاثة وبذلك النداء , قلنا لكم : فكيف وهو يعبد الله بما جاء به محمّد رسول الله ؟ فإن قلتم بل قد أشرك في العبادة فهو مثل المشركين , قلنا لكم : كيف يشرك بالله وهو يعبد الله بما جاء به محمد رسول الله ؟ وكيف يكون مثل المشركين وهم لم يعبدوا الله بما جاء به محمّد رسول الله ؟ فكيف يكون شركه كشرك المشركين , والمشركون رفضوا الإيمان برسول الله وبذلك رفضوا توحيد الإله وليس فقط رفضوا توحيد العبادة لله ؟ فكيف يكون لمن وحّد الآلهة وإعترف بالإله الواحد بحسب ما جاء به رسول الله يكون مشركا في توحيد العبادة وهو موحّد للآلهة ؟ فإن قلت : فحتّى الشركين وحّدوا الآلهة وإنّما لم يوحّدوا العبادة , قلنا لكم : أين دليلكم على أنّ المشركين وحّدوا الآلهة وهم يقولون بنص القرآن ( أجعل الآلهة إلها واحدا إنّ هذا لشيء عجاب ) أمّا المسلمون فيقولون كلّ يوم وخاصّة الصوفية منهم ( لا إله إلاالله ) آلاف المرّات وأنتم تعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يقول ( قولوا لا إلا إلا الله تفلحوا ) ؟ وقد قال لمن قتل مشركا ( أقتلته بعد أن قالها ) ؟ ألا ترون أنّ الحدّ الفاصل بين الشرك والإيمان هو قولنا ( لا إله إلاّ الله ) بالمعنى الذي جاء به محمّد رسول الله ؟ أفتجعلون أهل القرآن كمن قال ( إن هي إلا أساطير الأوّلين )
أو من يقول ( أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمد رسول الله ) كمن قال ( إن هو إلا كذّاب أشر ) ؟
فإن قلتم : التوسّل بأنواعه : كالإستغاثة والنداء هو سبب الخروج من توحيد الألوهية وعليه فإنّ توحيد العبادة هو توحيد الألوهية فكلّ من صرف من عبادته لله تعالى شيئا إلى غيره فقد خرج من توحيد الألوهية فهو مشرك سواء آمن برسول الله أو لم يؤمن أو آمن بالقرآن أو لم يؤمن أو آمن بالحشر والنشر أو لم يؤمن أو آمن بالجنّة والنار أو لم يؤمن أو آمن بقواعد الإسلام وأركان الإسلام كلّها أو لم يؤمن فهو بالنهاية مشرك مثل المشركين بل هو مشرك أكثر من المشركين لأنّ المشركين يدعون أصنامهم في السرّاء أمّا عند الضرّاء فهم يدعون الله مخلصين له الدين , أمّا أهل التوسّل فهم لا يدعونه لا في السرّاء ولا في الضرّاء بل يدعون ( السيّد ) وهو الإله عندهم ويقصدونه في سرّائهم وضرّائهم
قلنا لكم : سبحانه اللهم هذا بهتان عظيم , فالصلاة معراج المؤمن فلمن هذا المعراج ؟ الصوم لله فلمن هذا الصوم ؟ الحجّ لله فلمن هذا الحجّ ؟ الذكر لله فلمن هذا الذكر ؟ القرآن لله فلمن هذه التلاوة للقرآن ؟ الزكاة لله فلمن هذه الزكاة ؟ ثمّ الغسل والطهارة والختان والوضوء والنوافل والسنن والصدقات والقربات ومحبّة الرسول وآل بيته ومحبّة الأنبياء والمرسلين وآل بيتهم ومحبّة الصالحين والشهداء والصدّيقين .... فهل كلّ هذا الأفعال لا تغني عنهم من الله شيئا لأنّهم توسّلوا إلى الله بالأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين رغم ورود توسّل عمر بالعباس وتوسلهم بالنبي صلى الله عليه وسلّم

قلت :

لا حول ولا قوّة إلاّ بالله تعالى

فهل بعد هذا الجهل جهل وهل بعد هذا الإفتراء إفتراء , هنا تتضح جليّا بداوة هذا النجدي ( ما هو إلاّ بدوي من نجد ) ختم الله على قلبه وسمعه وبصره فهو أصمّ أعمى البصيرة والبصر وقد نبّهه علماء زمانه لكنّه أبى وإستكبر فسمّاهم ( علماء الشرك )

فسنواصل بحول الله وسنخرج من أضغانهم ما يكبتهم إن شاء الله ألا فبعدا لهم وسحقا ما أبعدهم عن الله ورسوله

لا بدّ من رفع راية الحقّ بالحكمة والكلمة الطيّبة والجدال الحسن وتجديد مفهوم الدين الذي دسّه الوهابيون في عقول الناس فكذبوا على الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم وقالوا ما لا يعلمونه ولا أدراهم به , فلم يفرّقوا بين الشرك وبين البدعة فخلطوا خلطا كبيرا فبيوتهم ما أوهنها كبيوت العنكبوت


يتبع....