ماذا اذا كان الخطاب موجه للنفس المؤمنة..؟؟؟

السّلام عليكم ..
، ، ،
هو ذاك .. باعتبار أنّ لغة التّصوّف إشاريّة ولسان القوم أعجميّ ..
فالمؤمنة هنا يحقّ اعتبارها النّفس .. والنّفس هي مناط الأمر والنّهي من حيث هي حقيقة وإنّها لا تعي سرّها إلاّ إذا تزكّت وتحلّت بنور وبستر الشّريعة ..
وبعد ذلك ، ينبغي جمع النّفوس في النّفس الواحدة المعنيّة في قول الله تعالى : <<يأيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نّفس وّاحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا وّنساء واتّقوا الله الّذي تسّاءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبا>>(النّساء1)..
وهكذا يكون الدّخول إلى جنّة المعنى ، وتكون السّكنى في فردوس الحقيقة والتّوحيد ..
فأوغل في هذه الآيات بهذا الذّوق الّذي أوتيتَهُ يؤتك الله مزيدا من نوره وسرّه ...

شرعا وجب على كل مسلمة مؤمنة الوقوف عند ما جاءت به الآية ...

أما ما نراه فى الآية ونحس به فهي لأهل الله نزهة ...
فالمؤمنات هى أنفس الفقراءالذين فتح الله لهم وجهة للتعرف إليه ..ترقى من درجة الإسلام إلى درجة الإيمان ..
يغضضن من أبصارهن أي لايرون فى الوجود سوى نور الحق المعبود ،لاترى عيناك شيء تزدريه، أو تكرهه، أو لاتقبله، فعليك أن تتحقق بأن وراء كل ذرة درة ...
ويحفظن فروجهن أي إذا أفاق الفقير وأنه لم يقبل مجلى من مجاليه يعود للذكر والإستغفار والتوسل لمعالجة ذلك الجرح أو الجرم الذى رجعت إليه النفس بعد صفائها وعطلت سير صاحبها ..ذاكر بقلبه يحذر الغفلات ..
ولايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها إذا وقع من الفقير حال ،أو حركة أو كلام فوق قدرته ولايستطيع إمتلاك نفسه فيه فالله حافظه ولا يكون منه إلا خيرا ولا يترك ذلك الأمر أثر ، وشيخه يحميه من المهالك ...
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ :وعندما يستفيق من غفوته يعالج أمره إن ترك أثرا فى ما حوله ولايظهر ما هو عليه إلا لشيخه أو المقدم العارف بأغوار النفس أو أخ عارف بالله وكل من وقع ذكره فى الآية إلا وله وجود من مجاذيب أو أي من له حال مع الله ...
عورات النساء الموازين البشرية والتجسس بما لايرضى الله على قلوب الخلق .
وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ولاتبدى ما من به الله عليك لتتظاهر به حتى ترمى بشتى الأنعات وتسلب بل جدوا وتوبواإلى الله وتعففوا لبلوغ ما خلق الله له آدم فى موضوع الخلافة لعلكم تفلحون هذه يبشر بها الله قوما ما بعد الإيمان ...نسأل الله أن يجعلنا منهم .هذا بضعة بعض والله ورسوله أعلم .
وغض الطرف إن ...

بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
والصّلام على رسول الله وىله وصحبه ..
، ، ،
جميل هذا الّذي كتبتَه يا أخانا alhadifi .. ذوق .. ومعرفة .. وتحقيق ..
فقد بسطت في تاويلات هذه الآيات مفاهيم عميقة تتعلّق بأحوال النّفس وتزكّيها عبر مقامات السّير ...
وأرى أنّ الموضوع ما زال يحتاج منك مزيدا من الغوص لاستخراج المزيد من درر ومكنونات المعرفة والاحوال الشّريفة ..
فشكرا لك ..

إنى أحبكم سيدى عبد السميع