إشارة لمن أراد لقاء الشيخ المربّي

أستاذنكم ساداتنا الأفاضل بسرد هذه القصّة المعروفة التي تحوي معنىً عظيمًا لا يخفى عليكم و إنّما قد ينتفع به مَنْ لم يعلمه بعد ممّن لم يجدوا الشيخ المربّي الذي يأخذ بيدهم و كذا من هو في صحبة شيخه و لكنّه لم ينتفع به بعد لأن السّر كما هو معلوم ، ليس فقط في الصحبة أو إيجاد الشيخ و إنّما في صدق التّوجه و الطّلب و إلا فهناك من صحب شيخا مربيا واصلا موصّلا لكنه تأذّى بصحبته لعدم صفاء سريرته و صدقه في طلب الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان سيدي إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه وهو في عمرةٍ يزور المسجد النبوي و عند انتهاء الناس من صلاة العشاء ، أتى عُمَّال المسجد ليخرجوا الناس لتنظيف المسجد ، فقال سيدي ابراهيم بن أدهم لهم (وهم لا يعرفوه) : أنا غريب و ليس لي بيت فاتركوني حتى صلاة الصبح ...
فرفضوا ، فقال : إذاً فأغلقوا علي الأبواب وستأتون الفجر و أنا هنا ..
قالوا : لا كل اللصوص يقولون هذا ..
جادلهم فجادلوه وأخيراً نام بجانب المسجد ، فقاموا بسحبه من رجليه بعيدا بالقرب من فرنٍ ، و عندما أتى صاحب الفرن ، لاحظ أنه غريب فأخذه معه لينام عنده ، و بعد ذلك رأى سيدي إبراهيم ابن أدهم الفرانَ يعجن العجين ثم يدخل الرغيف و يقول : بسم الله و يخرجه و يقول : الحمد لله ، وهو لم يعرف بعد من ضَيْفه .. ، فالعربي قديما كان لا يسأل ضيفه عن اسمه وغير ذلك إلا بعد ثلاثة أيام .. فسأله سيدي إبراهيم ابن أدهم أليس لك دعاءً غير هذا بسم الله والحمد لله؟؟
قال الفران : لقد رأيت ثمرتها ..قال : ما هي ؟ قال : ما دعوتُ دعوةً إلا اسْتُجِيبَتْ عدا دعوة واحدة.. قال : وما هي ؟
قال : سألتُ اللهَ أن يجمعني بعبد من عباد الله من الصالحين سمعتُ عنه يسمى إبراهيم بن أدهم ، ولكن لم يستجب لي بعد !!!
فتفاجأ سيدي ابراهيم ابن أدهم وقال :
يا رجل أنت عند الله أفضل من إبراهيم بن أدهم ، قال : اتق الله ، هذا رجلٌ عرفه الصغير والكبير ، فقال سيدي إبراهيم بن أدهم : من أجل دعائك هذا أٌوتِيَ بي إليك مجرورا ، فأنا ابراهيم ابن أدهم ، فدهش الفرّان فرحا و بكى و حمد الله على استجابته لدعائه...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هكذا إذن جرت سنّة الله في خلقه ، من لزم الدعاء باضطرار لأمر يرضي الله وهو لوجه الله حاشا أن يخيّبه الله و إنما إن أراد أن يسئ الظّن فلْيُسِء الظّن بنفسه و ليدعو الله ان يوفّقه ليكون من الصّادقين مُتَّهِمًا نفسه بعدم الاستحقاق و أن لا خير يصيبه إلا من باب فضل الله و منّه عليه و بهذا أفلح من أفلح ، فنسأل الله أن يجعلنا ممّن يشملهم فضل الله و يديم صحبتهم لأهل الله بتوفيق منه تعالى في صفاء و حسن الظّن بهم و إن توهّم إساءتهم و نسأله تعالى حسن الادب معهم بنكران الذات و عدم المبالات بالتّلوّنات اتباعا لقول مشايخنا رضوان الله عنهم :
(اقصد في مشيك الملتفت لا يصل)
و صلّى الله على مولانا رسول الله و على آله و صحبه و سلّم

تكلموا تُعرفوا

بورك فيك أيتها الأخت الفاضلة
ما تكتبينه يدلّ على المعدن الطّيّب والنبع الصافي الذي منه تنهلين
أكثر الله من أمثالك وزادك نورا وتمكينا

أبو أويس كتب:

تكلموا تُعرفوا

بورك فيك أيتها الأخت الفاضلة
ما تكتبينه يدلّ على المعدن الطّيّب والنبع الصافي الذي منه تنهلين
أكثر الله من أمثالك وزادك نورا وتمكينا

نعم سيدى أبو أويس وأخى محمد كنت أحس من مداخلات الأخت محبة أهل الله الهمة العالية
والمعدن الطيب
أما القصة:
قيل فى بعض الروايات أن الفران قد مات لما أيقن أنه إبراهيم إبن الأدهم

أشكركم أسيادي الأفاضل ، فإن ظهر من أختكم خير فهو من الله و إن ظهر منها ما لا يسرّ فهو من نفسي
و ما نظرتكم هذه إلا من صفاء سريرتكم و حسن ظنّكم ، زادكم الله من أنواره و بركاته و سلك بنا و بكم سبيل الفوز و الحبّ و النّجاة
و جعلنا ممّن يذكروا بالمحامد في السّماء
و صلّى الله على مولانا و حبيبنا رسول الله سيدنا محمد النبي الامي الكريم و على آله و صحبه و سلّم

اللهم ارزقنا شيئا من صدق هذا الفران

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

إشارة لمن أراد لقاء الشيخ المربّي

إشارة لمن أراد لقاء الشيخ المربّي

رد: إشارة لمن أراد لقاء الشيخ المربّي

رد: إشارة لمن أراد لقاء الشيخ المربّي

رد: إشارة لمن أراد لقاء الشيخ المربّي

رد: إشارة لمن أراد لقاء الشيخ المربّي

رد: إشارة لمن أراد لقاء الشيخ المربّي