وأطربني ذكرأزمنة فائتة * ومناقب قومٍ تنتعش بها الذاكرة

وأطربني ذكرأزمنة فائتة ***ومناقب قوم تنتعش بها الذاكرة
تعظيما وافتقارا وذكر وصولة **لهم في الله ضلّت مناولة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وعلى كل من سار على نهجه الى يوم الدين
السلام عليكم اخوتي الأفاضل وأعاد الله علينا وعليكم هذا العيد باليمن والخير والبركة
ذكرني هذا العيد بواقعة لسيدنا الشيخ رضي الله عنه مع المقدمة حفصية رحمها الله في أول لقاء لهما مع بعضهما إذ تقول الرواية التي انطبعت في ذاكرتي وحفرت فيها منذ زمن بعيد ولا أدري مدى ارتباطها بالواقع ولكني أرجّح صحتها
ما سمعته آنذاك أن سيدنا الشيخ اسماعيل في حياة شيخه سيدي محمد المداني رحمهما الله كان معتكف في العشر الأواخر من رمضان في مسجد مع جمع من المومنين كحال أغلب الصالحين اتباعا للسنة الشريفة وفقنا الله للعمل بها ولو مرة في العمر وكان من بينهم المقدمة حفصية التي كان يغلب عليها في تلك الفترة جذبة أجبرتها على مغادرة بيتها لتهيم على وجهها في ملك الله وتعتزل الناس لما تجده ي الإختلاط بهم من الوحشة فحبب اليها الخلاء ولما انقضى شهر رمضان وأقبل العيد وبعد الصلاة بدأ المعتكفون بمغادرة المسجد فلاحظ سيدنا الشيخ المقدمة وهي لا تعكف على الخروج وقبعت في مكانها لا تلوي على شيء فتوجه اليها سيدنا الشيخ وطلب منها الخروج والإحتفال بالعيد مع الناس وأخبرها أن الكائنات بأجمعها محتفلة بهذه المناسبة السارّة وقال لها لما لمس عزوفها عن الدنيا واصرارها على عدم العودة الى أهلها بأن الفرحة في هذا اليوم المبارك تعم الكائنات بأسرها وأن الملائكة تحتفل بهذه المناسبة و الحجر يسلم على بعضه والمدر كذلك والشجر ولكن كل ذلك لم يثنها على عزمها ولما تأكد من زهدها في زخارف الدنيا وفي بهرجها وانها تفضل العزلة ويظهر ذلك في عدم اجابتها لدعوته اللخروج غير طريقته معها وطلب منها مصاحبته الى منزله فاستجابت له وهذا من حسن طالعها ولما وصلت كلفها بحمل صنية الشاي وأمرها بتوزيع الشاي على للفقراء الذين قدموا للمعايدة وبقيت منذ ذلك اليوم مكلفة بخدمة الإخوان وقالت في مرة تتحدث عن نفسها كيف أنها بقيت حيث وضعها شيخينا في الصينة ومن لا يعرف المقدمة فهي امرأة نحيفة عابدة لم تترك وردها يوما بشهادة شيخنا منذ كلفت بذكره تقوم الليل وتسهر على راحة الإخوان وكانت لها همّة عالية لا تحدثك الا على واجبك نحو ربك كانت امرأة زاهدة لا تملك من حطام الدنيا شيء همها الوحيد خدمة الفقراء وطاعة شيخنا رحمه الله كانت محبوبة من الجميع لا يمل من حديثها شهد لها سيدنا بالصلاح وببلوغ مقامات الصالحات وقال رضي الله يوما أنها بلغت في الله ما لم تبلغه رابعة العدوية أو أنه قال انها في مقام رابعة العدوية الشك مني لبعد الزمن وضعف ذاكرتي رحمها االله ورحم شيخنا وجازاهما عنا أفضل الجزاء كانت دائما تترنم بالبيت الذي يقول والله ما ننساكم كل مساء وصباح وبحلاوة ملقاكم تتداوى الأجراح
من يستطيع ارفاق هذه المقالة بصورتها اكون ممتنا له لتعذر ذلك علي