بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
ديسمبر 2023
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
31 |
ما الحكمة بإنزال المتشابه في القرآن - ابن قتيبة
صفحة 1 من اصل 1
ما الحكمة بإنزال المتشابه في القرآن - ابن قتيبة
~ من أنفس الكلام ! ~
ِ
قال ابن قتيبة في (تاويل مشكل القران):
وأما قولهم: ماذا أراد بإنزال المتشابه في القرآن، من أراد بالقرآن لعباده الهدى والتّبيان؟
- فالجواب عنه:
أن القرآن نزل بألفاظ العرب ومعانيها، ومذاهبها في الإيجاز والاختصار، والإطالة والتوكيد، والإشارة إلى الشيء، وإغماض بعض المعاني حتى لا يظهر عليه إلا اللّقن، وإظهار بعضها، وضرب الأمثال لما خفي. ولو كان القرآن كله ظاهرا مكشوفا حتى يستوي في معرفته العالم والجاهل، لبطل التفاضل بين الناس، وسقطت المحنة، وماتت الخواطر.
ومع الحاجة تقع الفكرة والحيلة، ومع الكفاية يقع العجز والبلادة.
وقالوا: عيب الغنى أنه يورث البله، وفضيلة الفقر أنه يبعث الحيلة.
وقال: أكثم بن صيفيّ: ما يسرّني أني مكفيّ كلّ أمر الدنيا. قيل له: ولم؟ قال: أكره عادة العجز.
ِ
وكل باب من أبواب العلم: من الفقه والحساب والفرائض والنحو، فمنه ما يجلّ، ومنه ما يدقّ، ليرتقي المتعلم فيه رتبة بعد رتبة، حتى يبلغ منتهاه، ويدرك أقصاه ولتكون للعالم فضيلة النظر، وحسن الاستخراج، ولتقع المثوبة من الله على حسن العناية.
ولو كان كل فن من العلوم شيئا واحدا: لم يكن عالم ولا متعلم، ولا خفيّ ولا جليّ لأن فضائل الأشياء تعرف بأضدادها، فالخير يعرف بالشر، والنفع بالضرّ، والحلو بالمر، والقليل بالكثير، والصغير بالكبير، والباطن بالظاهر.
وعلى هذا المثال كلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكلام صحابته والتابعين، وأشعار الشعراء، وكلام الخطباء- ليس منه شيء إلا وقد يأتي فيه المعنى اللطيف الذي يتخيّر فيه العالم المتقدّم، ويقرّ بالقصور عنه النّقّاب المبرّز.
ِ
قال ابن قتيبة في (تاويل مشكل القران):
وأما قولهم: ماذا أراد بإنزال المتشابه في القرآن، من أراد بالقرآن لعباده الهدى والتّبيان؟
- فالجواب عنه:
أن القرآن نزل بألفاظ العرب ومعانيها، ومذاهبها في الإيجاز والاختصار، والإطالة والتوكيد، والإشارة إلى الشيء، وإغماض بعض المعاني حتى لا يظهر عليه إلا اللّقن، وإظهار بعضها، وضرب الأمثال لما خفي. ولو كان القرآن كله ظاهرا مكشوفا حتى يستوي في معرفته العالم والجاهل، لبطل التفاضل بين الناس، وسقطت المحنة، وماتت الخواطر.
ومع الحاجة تقع الفكرة والحيلة، ومع الكفاية يقع العجز والبلادة.
وقالوا: عيب الغنى أنه يورث البله، وفضيلة الفقر أنه يبعث الحيلة.
وقال: أكثم بن صيفيّ: ما يسرّني أني مكفيّ كلّ أمر الدنيا. قيل له: ولم؟ قال: أكره عادة العجز.
ِ
وكل باب من أبواب العلم: من الفقه والحساب والفرائض والنحو، فمنه ما يجلّ، ومنه ما يدقّ، ليرتقي المتعلم فيه رتبة بعد رتبة، حتى يبلغ منتهاه، ويدرك أقصاه ولتكون للعالم فضيلة النظر، وحسن الاستخراج، ولتقع المثوبة من الله على حسن العناية.
ولو كان كل فن من العلوم شيئا واحدا: لم يكن عالم ولا متعلم، ولا خفيّ ولا جليّ لأن فضائل الأشياء تعرف بأضدادها، فالخير يعرف بالشر، والنفع بالضرّ، والحلو بالمر، والقليل بالكثير، والصغير بالكبير، والباطن بالظاهر.
وعلى هذا المثال كلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكلام صحابته والتابعين، وأشعار الشعراء، وكلام الخطباء- ليس منه شيء إلا وقد يأتي فيه المعنى اللطيف الذي يتخيّر فيه العالم المتقدّم، ويقرّ بالقصور عنه النّقّاب المبرّز.
أبو أويس-
عدد الرسائل : 1529
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

» القرآن لا يفهم بالآله
» ينابيع الحكمة
» لغة القرآن ( مدخل )
» مقام الإحسان المدخل إلى فهم القرآن
» شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
» ينابيع الحكمة
» لغة القرآن ( مدخل )
» مقام الإحسان المدخل إلى فهم القرآن
» شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» سُمُّ النفس أشد من سمِّ الحية
» صلاة لسيدي رفيق بريبش
» من جواهر العارفين
» الصلاة العظيمة للسيد أحمد بن إدريس صاحب العلم النفيس"رضي الله عنه"
» وصية سيدي أبى الحسن الشاذلي رضي الله عنه
» صلَّى الله عليه وسلم
» هل تعلم لماﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻻ ﻳﻔﺘﻰ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟؟؟
» من حكم مولانا الشيخ سيدي محمد المدني رضي الله عنه
» من إبداعات سيدي رفيق بريبش التوزري
» أمر العامة بالأخذ من الكتاب والسنة حق أريد به باطل
» لماذا سمي يوم التروية بيوم التروية:
» من رسائل سيدي فتحي السلامي القيرواني إلى بعض مريديه 1
» الإختلاف ليس في المنقول ولكن في العقول :
» مذاقات من بحر وحي المناجاة