مجمع بينهما

من طرف **علي** الأحد 3 مارس 2019 - 4:05

...

{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ }
{ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا }

قال قائلون : أن البحرين هما بحر الشريعة وبحر الحقيقة

لكن لسائل أن يسأل : لماذا لا يكون البحران بحري حقيقة ؟ حقيقة موسى وحقيقة الخضر ؟

ثمّ لنا أن نتساءل لماذا ذكر هنا وصف الزاد الذي هو الطعام وذلك بتعيين نوع الغداء الذي هو الحوت ؟ ثم لماذا اختار موسى وفتاه هذا النوع من الطعام كزاد لذلك السفر خصوصا متى لاحظنا أن هناك علاقة وطيدة بالوجهة التي توجهوا إليها في سفرهما وهي وجهة مجمع البحرين وبين جنس الحوت الذي يقطن البحر وفيه يولد ويخلقه الله تعالى قال تعالى في شأن الحوت بعد ذلك {  وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا }

ثمّ لماذا أخبرسيدنا موسى فتاه بغايته من السفر ولم يضمر ما نواه من غير تحديد وتركه سرا فيما بينه وبين ربه ؟ ما الحكمة من اخباره واعلامه ؟ ولنا أن نتساءل ما علاقة الفتى بهذا السفر ولماذا أنتجب وأنتخب من دون سائر أتباعه ومنهم سيدنا النبي الرسول هارون عليه وعلى أخيه السلام على سبيل المثال ؟

ثمّ لماذا نسب نسيان الحوت لموسى وفتاه رغم أن الذي نسي هو الفتى دون موسى إذ لو كان النسيان صادرا من موسى لما قال لفتاه { فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا } فكأن النسيان في حقيقته صادر من موسى فسرى في فتاه لذلك قال له { قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا} حيث جمع فيها نفسه في نفس الفعل مع فتاه وفي الأفعال الأخرى المتعلقة بشأن الغداء

ثمّ لماذا قال {   نَسِيَا حُوتَهُمَا } فنسب الحوت إليهما كما نسب كلب أصحاب الكهف إليهم كما قال تعالى { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ } ؟

ثمّ لماذا أجاب فتى موسى بقوله {  فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ } فلم يثنّ فعل النسيان الصادر من موسى ومنه فنسبه إليه دون موسى ثمّ عرّف الحوت بأل التعريف دون أن ينسبه إليهما ؟

ثمّ كيف اشترك موسى وفتاه في أفعال منها : { بَلَغَا } { نَسِيَا} { فَوَجَدَا } ؟
من حيث : السير الذي يفضي إلى بلوغ المقصد
ثمّ النسيان الذي كان حكمة في الوصول إلى المطلب
ثمّ الوجدان الذي يشير إلى الوجد والوجود دون العثور لذلك لم يستعمل القرآن لفظة العثور أو اللقاء بل فعل ( وجد ) متى علمت مقاصد الأفعال ومشتقاتها في علم التحقيق
لذلك قال بعد ذلك في جزء من قصة الصحبة { فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ } فنسب الفعل إلى الخضر وموسى في هذا الوجدان أي كأنهما اطلعا سويا على حقيقة الجدار الذي يريد أن ينقض لثقل ما يحمله ويغطيه من كنز العلم والصلاح الذي ورّثه الأب الصالح لليتيمين في المدينة فكان كشفهما واحدا لا يتميز فيه أحدهما عن الآخر وإن عبر كل واحد منهما عن مذهبه العرفاني فيه لأنهما بحران يلتقيان لكنهما لا يمتزجان

لذلك وجد فتى موسى الخضر كما وجده موسى في نفس اللحظة لأنهما كانا من أصحاب الكشف والنور والبصيرة فالأمر هنا سير واردات ربانية لا غير

ثم لماذا عند عزم موسى على السفر للقاء الخضر نسب جميع الأفعال إليه { لَا أَبْرَحُ } { حَتَّىٰ أَبْلُغَ } { أَوْ أَمْضِيَ .. } رغم أن فتاه سيكون رفيقه في الطريق فحيثما سار موسى سيسير بسيره لكنه لم يشركه معه في نسبة الأفعال هل بسبب كونه محمولا بموسى ؟

ثمّ لماذا في خلال الصحبة ذكرت أفعال المثنى بين موسى والخضر دون أفعال الجمع أين ذهب فتى موسى { فَانطَلَقَا } { رَكِبَا } { حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا } { فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا } ... ؟
...

قصة موسى مع الخضر فيها من المعاني والدرر والأنوار والأسرار ما لا يحصى ولا يعد

هل لك سيدي أن تغوص فيها فتخرج لنا من اللآليء والدرر ما يسر وينفع

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it

Dalia Slah كتب:هل لك سيدي أن تغوص فيها فتخرج لنا من اللآليء والدرر ما يسر وينفع

لا يعني قولي ( قصة موسى مع الخضر فيها من المعاني والدرر والأنوار والأسرار ما لا يحصى ولا يعد ) أنّ لي مقدرة على استخراج تلك المعاني والدرر ؟
إنما كتبت ذلك من باب يقيني أنه لا بدّ أن تكون في تلك القصة ما ذكرته ..
ومن باب " القرآن لا تنقضي عجائبه " كما ورد
لقوله تعالى { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }
نسأل الله تعالى أن يفتح في فهم أنوار وأسرار القرآن العظيم بجاه النبي الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه
..

نسأل الله العلي العظيم ان يمنحنا وإياكم بعضا من أسرارها وانوارها

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30	31

مجمع بينهما

مجمع بينهما

رد: مجمع بينهما

رد: مجمع بينهما

رد: مجمع بينهما