بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
ذكر آداب المصلي عليه صلى الله عليه وسلم
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ذكر آداب المصلي عليه صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمان الرحيم
قال الإمام النووي رضي الله عنه في أذكاره : يستحب لقارئ الحديث وغيره ممن في معناه إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع صوته بالصلاة عليه والتسليم ولا يبالغ في الرفع مبالغة فاحشة. كما نص على ذلك الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي وآخرون ..كذا نص العلماء على استحباب رفع الصوت بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في التلبية ، وينبغي للمصلي أن يخضع ويخشع عند ذكره والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .
وقال التجيبي فيما ذكره القاضي عياض رضي الله عنهما في الشفاء : " واجب على كل مؤمن ذكره صلى الله عليه وسلم إذا ذكره أن يخضع ويخشع ، ويتوقر ، ويسكن من حركته ، ويأخذ من هيبته صلى الله عليه وآله وسلم ، وإجلاله بما كان يأخذ به نفسه لو كان بين يديه ، ويتأدب بما أدبنا الله به " انتهى.
والخضوع هو التواضع ، أي : يكون متواضعاً عند ذكره غير متكبر ، وطريق التوصل إلى ذلك استحضار شخصه الشريف صلى الله عليه ةآله وسلم ، وما قام به من الأوصاف الجليلة الموجبة لكماله وتعظيمة.وقيل الخشوع أعم من الخضوع لأنه يوصف به الذات والقلب ، فيقال : " رجل خاشع" ، " وقلب خاشع".
ولا ريب أن حرمته صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته وتوقيرة وتعظيمه لازم كما كان في حياته ، وذلك عند ذكره وذكر حديثه وسماع اسمه وسيرته .
سأل أبو جعفر أمير المؤمنين الإمام مالك رضي الله عنه قائلاً" [ يا أبا عبد الله أأستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله ، قال الله تعالى { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} اهـ
وإنما كانت حرمته ثابتة بعد موته لأنه أخص ممن أخبر الله عنهم بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون ، ولأن علمه ثابت غير منقطع إلى يوم القيامة ، ولأنه أصل لهدايتنا ، ومن هذه صفته كيف لا تجب حرمته!ومن أنقذنا من العذاب الأليم فهو أولى بلزوم التعظيم .
والصلاة عليه واجبة ومن وجبت عليه الصلاة قبل موته وبعد موته فهو واجب الحرمة حياً وميتاً.
وكان الإمام مالك رضي الله عنه إذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتغير لونه وينحني ، حتى يصعب ذلك على جلسائه (لخوفهم عليه وشدة عنائه رضي الله عنه ) ، وما ذاك إلا لاستحضار شخصه صلى الله عليه وآله وسلم ، وتصور هيبته ، ولما سئل رحمه الله تعالى عن ذلك الذي يعتريه عند ذكره صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ، قال –مرشداً لأصحابه ومحرضاً لهم على ذلك - : لو رأيتم ما رأيت ما أنكرتم علي ما ترون أي من شدة تغيري . ( أي : لو رأيتم ما رأيت مما كان من السلف من خشوعهم وإجلالهم ، أو لو عرفعتم ما عرفت من جلال مقامه صلى الله عليه وآله وسلم لما أنكرتم علي ما رأيتموه مني ) .
لقد كنت أرى محمد بن المنكدر وكان سيد القراء ، لا نكاد نسأله عن حديث أبداً إلا يبكي حتى نرحمه .
ولقد رأيت الزهري أبا محمد بن مسلم بن شهاب وكان من أهنأ الناس وأقربهم ( أسهلهم وأحسنهم خلقاً وألينهم عريكة )،فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكأنه ما عرفك ولا عرفته .
قال الإمام مالك رضي الله عنه: ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير –أي ابن العوام العابد الجليل رضي الله عنهما– فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبكي حتى لا يبقى في عينيه دموع .
وعن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال : كنت لا يفوتني عشية خميس إلا آتي فيها ابن مسعود رضي الله عنه ، فما سمعته يقول لشيء قط : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاغرورقت عيناه وانتفخت أوداجه .
فمن تأمل ما ذكر عرف ما يجب عليه من الخشوع والوقار والتأدب عند الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وفرغ قلبه من الشغل بالخواطر الدنيوية ، والوساوس الشيطانية ، ولم يجعل حظه من صلاته على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم لقلقة لسان كم يقول في قراءة صلاته { إياك نعبد وإياك نستعين } وقلبه غافل عن مناجاة سيده ومولاه ، فيقول الله له : كذبت تلاوتك بجمعيتك على عبادتي ، فكما أن المصلي يناجي ربه ، كذلك المصلي عليه صلى الله عليه وآله وسلم مناج ربه بقوله : " اللهم صلِّ على سيدنا محمد " ، فينبغي للمصلي عليه صلى الله عليه وآله وسلم أن يتحلى باطنه بالأسرار النفيسة ، ويتخلى عن الرذائل الخسيسة ، ويصفي سره عن الكدورات الفكرية ، وينقي قلبه عن الرعونات البشرية ، فإذا اشتمل المصلي عليه صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك ، حق له أن يسلك في هذه المسالك ، ويفوز بجواهر معادن هذه المطالب ، ويمنح بذخائر المواهب .
وبالجملة : فصلاة أهل العلم ، العارفين بسنته وهديه ، المتبعين له ، المستغرقين في بهاء جلاله ، الشاهدين لأنوار لألاء جماله ، خلاف صلاة العوام عليه ، الذين حظيهم منها إزعاج أعضائهم ، ورفعهم أصواتهم من غير حضور ، فالعارفون كلما ازدادت بما جاء به معرفتهم ، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له من الله تعالى ، وكذلك ذكر الله تعالى كلما كان العبد به أعرف وله أطوع وإليه أحب ، كان ذكره بخلاف ذكر الغافلين اللاهين ، وفرق بين من يملك محبوبه الذي ملك حبه جميع قلبه ، وبين من يذكره لفظاً لا يدري ما معناه ، ولا يطابق فيه قلبه لسانه ، كما أنه فرق بين بكاء النائحة وبكاء الثكلى .
نعم ... ربما تثمر عبودية اللسان عبودية القلب فيتوطأ على ذلك ، منحنا الله من مواهب عطائه وكشف غطائه بما هنالك .
والحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام من السلام فاتح فواتح الخير ، وخاتم الختام خطيب خطبة الوصال في جامع الكمال ،
وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل ،
صلاة وسلاماً متصلين بالمدد ما دام الأبد ،
وحسبنا الله ونعم الوكيل ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والصلاة والسلام من السلام فاتح فواتح الخير ، وخاتم الختام خطيب خطبة الوصال في جامع الكمال ،
وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل ،
صلاة وسلاماً متصلين بالمدد ما دام الأبد ،
وحسبنا الله ونعم الوكيل ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
المصدر : مسالك الحنفا الى مشارع الصلاة على النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لمولانا العلامة سيدي شهاب الدين أبو العباس أحمد لن محمد القسطلاني رحمه الله ونفعنا
به وببركة علومه آمين
عادل- عدد الرسائل : 102
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 25/01/2009
رد: ذكر آداب المصلي عليه صلى الله عليه وسلم
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
أمة الله- عدد الرسائل : 92
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 23/04/2009
رد: ذكر آداب المصلي عليه صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك سيدي عادل
موضوع ممتاز وجميل
رضوان- عدد الرسائل : 228
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 11/12/2007
مواضيع مماثلة
» حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من الخطأ والباطل...
» الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الوسائل إلى الله
» مظاهر محبة النبي صلى الله عليه وسلم- خطبة للشيخ عبد الله نهاري
» الادب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
» فصل في ذكر من استغاث به صلى الله عليه وسلم.
» الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الوسائل إلى الله
» مظاهر محبة النبي صلى الله عليه وسلم- خطبة للشيخ عبد الله نهاري
» الادب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
» فصل في ذكر من استغاث به صلى الله عليه وسلم.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 9:17 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
اليوم في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس